الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جَابِرٍ اللَّيْثِيُّ
رضي الله عنه -
254 -
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ - بِهَا - أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِيذَةَ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَبْنَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي عَمِّي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ: أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ، قَالَ:«كُنْتُ غُلَامًا أَحْمِلُ عُضْوَ الْبَعِيرِ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لَحْمًا بِالْجِعْرَانَةِ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ» .
255 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَطَّانُ الْمُؤَدِّبُ - بِأَصْبَهَانَ - أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَاغْبَانَ أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ مَنْدَهْ، أَبْنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ خُرَّشِيذَ قَوْلَهُ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ:
⦗ص: 218⦘
حَدَّثَنِي عَمِّي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ: أَنَّهُ «رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ لَحْمًا مِنْ جِعْرَانَةَ، فَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقِيلَ: هَذِهِ أُمُّهُ أَرْضَعَتْهُ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ أَحْمِلُ عَظْمَ الْجَزُورِ» .
256 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْمَجْدِ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَلَّالَ أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَبْنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ، ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ بِالْجِعْرَانَةِ يَقْسِمُ لَحْمًا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ أَحْمِلُ عُضْوَ الْبَعِيرِ، قَالَ: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ بَدَوِيَّةٌ فَلَمَّا دَنَتْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ» .
257 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ - بِأَصْبَهَانَ - أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَحْمَدَ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَهُوَ حَاضِرٌ - أَبْنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، أَبْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّابُ، أَبْنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ قَالَ:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ حَتَّى دَنَتْ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَبَسَطَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رِدَاءَهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: هَذِهِ أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ» .
⦗ص: 219⦘
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى بِنَحْوِهِ.
آخَرُ
258 -
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِيذَةَ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:«لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى نَخْلَةَ، وَكَانَتْ بِهَا الْعُزَّى، فَأَتَاهَا خَالِدٌ، وَكَانَتْ عَلَى ثَلَاثِ سَمُرَاتٍ، فَقَطَعَ السَّمُرَاتِ وَهَدَمَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ؛ فَقَالَ: (ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا). فَرَجَعَ خَالِدٌ، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهِ السَّدَنَةُ وَهُمْ حَجَبَتُهَا أَمْعَنُوا فِي الْجَبَلِ وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا عُزَّى خَبِّلِيهِ، يَا عُزَّى عَوِّرِيهِ، فَأَتَاهَا خَالِدٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ نَاشِرَةٌ شَعَرَهَا، تَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا، فَعَمَّمَهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: (تِلْكَ الْعُزَّى)» .
259 -
وَأَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ
⦗ص: 220⦘
الْأَدِيبَ أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا إِبْرَاهِيمُ، أَبْنَا مُحَمَّدٌ، أَبْنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:«لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى نَخْلَةَ، وَكَانَتْ بِهَا الْعُزَّى، فَأَتَاهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَكَانَتْ عَلَى ثَلَاثِ سَمُرَاتٍ، فَقَطَعَ السَّمُرَاتِ وَهَدَمَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: (ارْجِعْ فَإِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا)، فَرَجَعَ خَالِدٌ، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهِ السَّدَنَةُ وَهُمْ حُجَّابُهَا أَمْعَنُوا فِي الْجَبَلِ وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا عُزَّى خَبِّلِيهِ، يَا عُزَّى عَوِّرِيهِ، وَإِلَّا فَمُوتِي بِرَغْمٍ، قَالَ: فَأَتَاهَا خَالِدٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ نَاشِرَةٌ شَعَرَهَا تَحْثِي التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا، فَعَمَّمَهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ. قَالَ: (تِلْكَ الْعُزَّى)» .
رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ.
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ أَخْرَجْنَاهُ اعْتِبَارًا، وَالْمَشْهُورُ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ.
آخَرُ
260 -
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي نَصْرِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ
⦗ص: 221⦘
الْحَرِيمِيُّ - بِالْحَرِيمِ - أَنَّ هِبَةَ اللهِ أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا الْحَسَنُ، أَبْنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا يَزِيدُ، أَبْنَا الْوَلِيدُ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ الْعَقَبَةَ فَلَا يَأْخُذْهَا أَحَدٌ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُودُهُ حُذَيْفَةُ وَيَسُوقُهُ عَمَّارٌ، إِذْ أَقْبَلَ رَهْطٌ مُتَلَثِّمُونَ عَلَى الرَّوَاحِلِ، غَشَوْا عَمَّارًا وَهُوَ يَسُوقُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَقْبَلَ عَمَّارٌ يَضْرِبُ وُجُوهَ الرَّوَاحِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحُذَيْفَةَ:(قُدْ قُدْ) حَتَّى هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ وَرَجَعَ عَمَّارٌ، فَقَالَ:(يَا عَمَّارُ، هَلْ عَرَفْتَ الْقَوْمَ؟ ) فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ عَامَّةَ الرَّوَاحِلِ وَالْقَوْمُ مُتَلَثِّمُونَ، قَالَ:(هَلْ تَدْرِي مَا أَرَادُوا؟ ) قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:(أَرَادُوا أَنْ يَنْفِرُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَطْرَحُوهُ) قَالَ: فَسَابَّ عَمَّارٌ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللهِ كَمْ تَعْلَمُ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ فِيهِمْ فَقَدْ كَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ، فَعَذَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ ثَلَاثَةً، قَالُوا: وَاللهِ مَا سَمِعْنَا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا عَلِمْنَا مَا أَرَادَ الْقَوْمُ، فَقَالَ عَمَّارٌ: أَشْهَدُ أَنَّ الِاثْنَيْ عَشَرَ الْبَاقِينَ حَرْبٌ لِلهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ.
قَالَ الْوَلِيدُ: وَذَكَرَ أَبُو الطُّفَيْلِ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلنَّاسِ وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ فِي الْمَاءِ قِلَّةً، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيًا فَنَادَى أَنْ لَا يَرِدَ الْمَاءَ أَحَدٌ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَرَدَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ رَهْطًا قَدْ وَرَدُوهُ قَبْلَهُ، فَلَعَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ».
261 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَّ فَاطِمَةَ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا
⦗ص: 222⦘
مُحَمَّدٌ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْأَصْفَهَانِيُّ، ثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:«خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَانْتَهَى إِلَى عَقَبَةٍ فَأَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَى: لَا يَأْخُذَنَّ الْعَقَبَةَ أَحَدٌ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُهَا، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ وَحُذَيْفَةُ يَقُودُهُ، وَعَمَّارٌ يَسُوقُهُ، فَأَقْبَلَ رَهْطٌ مُتَلَثِّمِينَ عَلَى الرَّوَاحِلِ حَتَّى غَشَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؛ فَرَجَعَ عَمَّارٌ فَضَرَبَ وُجُوهَ الرَّوَاحِلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحُذَيْفَةَ: (قُدْ قُدْ) فَلَحِقَهُ عَمَّارٌ، فَقَالَ: (سُقْ سُقْ) حَتَّى أَنَاخَ، فَقَالَ لِعَمَّارٍ: (هَلْ تَعْرِفُ الْقَوْمَ؟ ) فَقَالَ: لَا، كَانُوا مُتَلَثِّمِينَ وَقَدْ عَرَفْتُ عَامَّةَ الرَّوَاحِلِ، فَقَالَ: (أَتَدْرِي مَا أَرَادُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ) قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَطْرَحُوهُ مِنَ الْعَقَبَةِ)؛ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ نَزَعَ بَيْنَ عَمَّارٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْهُمْ شَيْءٌ مِمَّا يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، كَمْ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ الَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: تَرَى أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فَإِنْ كُنْتَ فِيهِمْ فَكَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ، وَيَشْهَدُ عَمَّارٌ أَنَّ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ حَرْبًا لِلهِ وَرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ» .
آخَرُ
262 -
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَجْدِ زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ الْحُسَيْنَ الْخَلَّالَ
⦗ص: 223⦘
أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا إِبْرَاهِيمُ، أَبْنَا مُحَمَّدٌ، أَبْنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ وَرَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: («ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ، فَلَا نُبُوَّةَ بَعْدِي، وَبَقِيَتِ الْمُبَشِّرَاتُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ يَرَاهَا أَوْ تُرَى لَهُ»).
263 -
وَأَخْبَرَنَا خَالِي الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ رحمه الله أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَيْرُونَ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ بِشْرٍ النَّرْسِيُّ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا مُعَاذٌ - هُوَ ابْنُ الْمُثَنَّى - ثَنَا عَبْدُ اللهِ - هُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ - ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: («ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ، فَلَا نُبُوَّةَ بَعْدِي، وَبَقِيَتِ الْمُبَشِّرَاتُ: رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ يَرَاهَا أَوْ تُرَى لَهُ»).
264 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنَّ فَاطِمَةَ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِيذَةَ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: («لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي إِلَّا الْمُبَشِّرَاتِ) قِيلَ: (وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ ) قَالَ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ»).
⦗ص: 224⦘
رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ وَغَيْرُهُ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَمَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
آخَرُ
265 -
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ - بِأَصْبَهَانَ - أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِيذَةَ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ ابْنُ نَاجِيَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْزَمٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ» .
266 -
وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ إِلَى زَمْزَمَ؛ فَقَالَ: (انْزِعُوا وَاسْقُونِي، فَلَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا نَزَلْتُ فَنَزَعْتُ» ).
267 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ
⦗ص: 225⦘
الدِّمَشْقِيُّ - بِهَا - أَنَّ جَدَّهُ الْحُسَيْنَ أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصِّيصِيُّ، أَبْنَا طَلْحَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ، أَبْنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْأَدَمِيُّ، ثَنَا عَبَّاسٌ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ، عَنْ مَعْرُوفٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ إِلَى زَمْزَمَ؛ فَقَالَ: (انْزِعُوا اسْقُونِي، فَإِنِّي لَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا نَزَلْتُ فَنَزَعْتُ» ).
آخَرُ
268 -
أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي الْحَرِيمِيُّ، أَنَّ هِبَةَ اللهِ أَخْبَرَهُمْ، أَبْنَا الْحَسَنُ، أَبْنَا أَحْمَدُ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ عِمْرَانَ الْمَازِنِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ «وَسُئِلَ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: فَهَلْ كَلَّمْتَهُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي رَأَيْتُهُ انْطَلَقَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا، وَمَعَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى أَتَى دَارًا قَوْرَاءَ فَقَالَ: (افْتَحُوا هَذَا الْبَابَ) فَفُتِحَ، وَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَإِذَا قَطِيفَةٌ فِي وَسَطِ الْبَابِ فَقَالَ: (ارْفَعُوا هَذِهِ الْقَطِيفَةَ) فَرَفَعُوا الْقَطِيفَةَ فَإِذَا غُلَامٌ أَعْوَرُ تَحْتَ الْقَطِيفَةِ، فَقَالَ: (قُمْ يَا غُلَامُ) فَقَالَ: (يَا غُلَامُ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ) قَالَ الْغُلَامُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا) مَرَّتَيْنِ» .
⦗ص: 226⦘
فِي نُسْخَةِ سَمَاعِنَا (أَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ) قَالَ الْغُلَامُ: (أَشْهَدُ) فِي الْمَوْضِعَيْنِ الْآخَرَيْنِ، وَفِي نُسْخَةٍ (أَشْهَدُ) وَهُوَ الصَّوَابُ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
269 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَّ فَاطِمَةَ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدٌ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ (ح).
قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا قُرَّةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَا: ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ: «انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَأَتَوْا دَارًا عَظِيمَةً، فَإِذَا غُلَامٌ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ ) فَقَالَ الْغُلَامُ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا).
قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَأَنَا غُلَامٌ فِي إِزَارٍ».
270 -
وَبِهِ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، وَقِيلَ لَهُ:«مِثْلُ مَنْ كُنْتَ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: كُنْتُ غُلَامًا قَدْ شَدَدْتُ عَلَيَّ الْإِزَارَ» .
271 -
آخَرُ
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ - بِأَصْبَهَانَ - أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنِي أَبْجَرُ أَوِ ابْنُ أَبْجَرَ، ثَنَا عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: صِفْهُ لِي، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا عَلَى بَعِيرٍ بَيْنَ الصَّفَا، أَوْ عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَالنَّاسُ يَزْدَحِمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُنَشِّفُ ظَهْرَ كَفِّهِ بِوَبَرِ الْبَعِيرِ، قَالَ: ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يُدَعُّونَ عَنْهُ وَلَا يُكْهَرُونَ» .
قَالَ زُهَيْرٌ: (يُنَشِّفُ كَفَّهُ) أُرَاهُ مِنْ جُرْحٍ.
ذَكَرَ خَلَفٌ الْوَاسِطِيُّ فِي (أَطْرَافِ الصَّحِيحِ) أَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَ: (رَأَيْتُهُ عَلَى نَاقَتِهِ عِنْدَ الْمَوْقِفِ، وَقَدْ كَثُرَ النَّاسُ عَلَيْهِ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَقِيلَ: لَيْسَ هُوَ فِي مُسْلِمٍ، فَإِنْ كَانَ خَلَفٌ وَجَدَهُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ، فَاللهُ أَعْلَمُ.
آخَرُ
272 -
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيُّ - بِهَا - أَنَّ فَاطِمَةَ
⦗ص: 228⦘
بِنْتَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «كَانَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةً بِالرَّضْمِ لَيْسَ فِيهَا مَدَرٌ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا يَقْتَحِمُهَا الْعَنَاقُ، وَكَانَتْ غَيْرَ مَسْقُوفَةٍ، إِنَّمَا تُوضَعُ ثِيَابُهَا عَلَيْهَا ثُمَّ تُسْدَلُ سَدْلًا عَلَيْهَا، وَكَانَ الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا بَادِيًا، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ كَهَيْئَةِ الْحَلْقَةِ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنْ جُدَّةَ انْكَسَرَتِ السَّفِينَةُ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ لِيَأْخُذُوا خَشَبَهَا، فَوَجَدُوا رُومِيًّا عِنْدَهَا، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ الْحَبَشَةَ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ نَجَّارًا، فَقَدِمُوا بِالْخَشَبِ وَقَدِمُوا بِالرُّومِيِّ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَبْنِي بِهَذَا الْخَشَبِ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ بَيْتَ رَبِّنَا، فَلَمَّا أَرَادُوا هَدْمَهُ إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُورِ الْبَيْتِ مِثْلِ قِطْعَةِ الْجَائِزِ، سَوْدَاءِ الظَّهْرِ بَيْضَاءِ الْبَطْنِ، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا دَنَا أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ لِيَهْدِمَهَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حِجَارَتِهِ سَعَتْ إِلَيْهِ فَاتِحَةً فَاهَا، فَأَجْمَعَتْ قُرَيْشٌ عِنْدَ الْمَقَامِ فَعَجُّوا إِلَى اللهِ وَقَالُوا: رَبَّنَا لَمْ تُرَعْ، أَرَدْنَا تَشْرِيفَ بَيْتِكَ وَتَزْيِينَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِذَلِكَ وَإِلَّا فَمَا بَدَا لَكَ فَافْعَلْ، فَسَمِعُوا خُوَارًا فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا هُمْ بِطَائِرٍ أَسْوَدِ الظَّهْرِ وَأَبْيَضِ الْبَطْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ، فَغَرَزَ مِخْلَابَهُ فِي رَأْسِ الْحَيَّةِ حَتَّى انْطَلَقَ بِهَا يَجُرُّهَا، ذَنَبُهَا أَعْظَمُ مِنْ كَذَا وَكَذَا، سَاقِطًا، فَانْطَلَقَ بِهَا نَحْوَ أَجْيَادٍ، فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ وَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي، تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، فَرَفَعُوا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ يَضَعُ النَّمِرَةَ عَلَى عَاتِقِهِ، فَبَرَزَ عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ:
⦗ص: 229⦘
يَا مُحَمَّدُ، خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ بَيْنَ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ وَبَيْنَ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ خَمْسُ سِنِينَ، وَبَيْنَ مَخْرَجِهِ وَبُنْيَانِهَا خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً».
273 -
وَبِهِ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْكُوفِيُّ، ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ:«قُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَبْنِيَهَا قُرَيْشٌ، قَالَ: كَانَتْ بِنَاءً بِوَرْسٍ لَيْسَ بِمَدَرٍ، تَنْزُوهُ الْعَنَاقُ، وَتُوضَعُ الْكِسْوَةُ عَلَى الْجُدُرِ، ثُمَّ إِنَّ سَفِينَةً لِلرُّومِ أَقْبَلَتْ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِمَوْضِعٍ - ذَكَرَهُ - انْكَسَرَتْ، فَسَمِعَتْ بِهَا قُرَيْشٌ، فَرَكِبُوا إِلَيْهَا، فَأَخَذُوا خَشَبَهَا، وَرُومِيٌّ يُقَالُ لَهُ: بَلْعُومُ نَجَّارٌ، فَلَمَّا أَتَوْا مَكَّةَ قَالُوا: لَوْ بَنَيْنَا بَيْتَ رَبِّنَا، فَاجْتَمَعُوا لِذَلِكَ وَنَقَلُوا الْحِجَارَةَ حِجَارَةَ الضَّوَاحِي، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُهَا إِذِ انْكَشَفَتْ سَوْءَتُهُ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ اسْتُرْ عَوْرَتَكَ، وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا نُودِيَ، وَاللهُ أَعْلَمُ، فَمَا رُئِيَتْ عَوْرَتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا جَمَعُوا الْحِجَارَةَ وَهَمُّوا بِنَقْضِهَا خَرَجَتْ حَيَّةٌ سَوْدَاءُ الظَّهْرِ بَيْضَاءُ الْبَطْنِ رَأْسُهَا مِثْلُ رَأْسِ الْجَدْيِ تَمْنَعُهُمْ كُلَّمَا أَرَادُوا هَدْمَهَا، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اعْتَزَلُوا عِنْدَ الْمَقَامِ ثُمَّ قَالُوا: رَبَّنَا أَرَدْنَا عِمَارَةَ بَيْتِكَ، فَنَزَلَ طَيْرٌ أَسْوَدُ ظَهْرُهُ أَبْيَضُ بَطْنُهُ أَصْفَرُ الرِّجْلَيْنِ فَأَخَذَهَا فَجَرَّهَا حَتَّى أَدْخَلَهَا أَجْيَادًا، ثُمَّ هَدَمُوهَا، وَبَنَوْهَا عِشْرِينَ ذِرَاعًا طُولُهَا» .
⦗ص: 230⦘
قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: فَاسْتَقْرَضَتْ قُرَيْشٌ بَعْضَ الْخَشَبِ.
رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْهُ (ذِكْرَ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ) وَقَوْلَهُ: (فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ) وَآخِرُهُ: (فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ)، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الطُّفَيْلِ: كَيْفَ كَانَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ.
آخَرُ
274 -
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ - بِأَصْبَهَانَ - أَنَّ فَاطِمَةَ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدٌ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مَجْزُوزُ الرَّأْسِ، أَوْ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، قَالَ:
⦗ص: 231⦘
مَا عَدَلْتَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا لَمْ أَعْدِلْ أَنَا فَمَنْ يَعْدِلُ؟ ) قَالَ: فَغَفَلَ عَنِ الرَّجُلِ فَذَهَبَ، فَقَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَطُلِبَ فَلَمْ يُدْرَكْ فَقَالَ: (إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ سِيمَا هَذَا يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، نَظَرَ فِي قِدْحِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، نَظَرَ فِي رِصَافِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، نَظَرَ فِي فُوقِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا»).
لَهُ شَاهِدٌ فِي (الصَّحِيحَيْنِ) بِنَحْوِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
آخَرُ
275 -
أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ - بِنَيْسَابُورَ - أَنَّ وَجِيهَ بْنَ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّحَّامِيَّ أَخْبَرَهُمْ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ - أَبْنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَزْهَرِيُّ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْدُونَ، أَبْنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الشَّرْقِيِّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ فَارِسٍ الذُّهْلِيُّ (ح).
276 -
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ - بِأَصْبَهَانَ - أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِيذَةَ، أَبْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَا: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، [8/ 232]«أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى قَوْمٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَرَدُّوا عليه السلام، فَلَمَّا جَاوَزَهُمْ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَاللهِ إِنِّي لَأُبْغِضُ هَذَا لِلهِ، فَقَالَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ: وَاللهِ لَبِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللهِ لَنُنَبِّئَنَّهُ، قُمْ يَا فُلَانُ - لِرَجُلٍ مِنْهُمْ - فَأَدْرِكْهُ فَأَخْبِرْهُ بِمَا قَالَ هَذَا الرَّجُلُ، فَأَدْرَكَهُ رَسُولُهُمْ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ الرَّجُلُ، فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَرَرْتُ بِمَجْلِسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ فُلَانٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَرَدُّوا السَّلَامَ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُمْ أَدْرَكَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأُبْغِضُ هَذَا الرَّجُلَ فِي اللهِ، فَادْعُهُ فَسَلْهُ عَلَى مَا يُبْغِضُنِي؟ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَمَّا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ فَاعْتَرَفَ بِذَلِكَ وَقَالَ: قَدْ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (فَلِمَ تُبْغِضُهُ؟ ) قَالَ: أَنَا جَارُهُ، وَأَنَا بِهِ خَابِرٌ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ يُصَلِّي صَلَاةً قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الْمَكْتُوبَةَ، قَالَ الرَّجُلُ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ رَآنِي قَطُّ أَخَّرْتُهَا عَنْ وَقْتِهَا؟ أَوْ أَسَأْتُ الْوُضُوءَ لَهَا، أَوْ أَسَأْتُ الرُّكُوعَ لَهَا أَوِ السُّجُودَ؟ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: لَا وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ يَصُومُ يَوْمًا قَطُّ إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ الرَّجُلُ: فَسَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ رَآنِي قَدْ أَفْطَرْتُ فِيهِ، أَوْ نْقَصْتُ مِنْ حَقِّهِ شَيْئًا؟ قَالَ: فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَا، فَقَالَ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ يُعْطِي سَائِلًا وَلَا مِسْكِينًا شَيْئًا قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ يُنْفِقُ مِنْ مَالِهِ نَفَقَةً فِي شَيْءٍ مِنْ سُبُلِ الْخَيْرِ إِلَّا هَذِهِ الصَّدَقَةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، قَالَ: فَسَلْهُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ كَتَمْتُ مِنَ الزَّكَاةِ شَيْئًا قَطُّ، أَوْ مَاكَسْتُ فِيهَا طَالِبَهَا الَّذِي يَسْأَلُهَا؟ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قُمْ، إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ خَيْرٌ مِنْكَ)» .
لَفْظُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَمَا خَالَفَ فِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ، عَنْ
⦗ص: 233⦘
عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُتِبَ عَلَيْهِ (ط) وَمَا نَقَصَ كُتِبَ عَلَيْهِ: لَا إِلَى.
277 -
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، نَحْوَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ.
رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي كَامِلٍ مُظَفَّرِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ بِطُولِهِ.
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: ثَنَاهُ يَعْقُوبُ، ثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى قَوْمٍ
…
وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا الطُّفَيْلِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: بَلَغَنِي أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِنْ حِفْظِهِ فَقَالَ: عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَحَدَّثَ بِهِ ابْنُهُ يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ، فَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا الطُّفَيْلِ، فَأَحْسَبُهُ وَهِمَ، وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ يَعْقُوبَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
سُئِلَ عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فَقَالَ: رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَخَالَفَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، فَرَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَخَالَفَهُمَا مَعْمَرٌ وَغَيْرُهُ، فَرَوَوْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، مُرْسَلًا، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ.