الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث كلام أهل العلم من المحدثين والفقهاء في ذلك
أكثر أهل العلم قالوا بمشروعية قراءة السورة يوم الجمعة، ولم أقف على خلاف لأحد منهم ينفي ذلك، وحكى بعضهم استمرار العمل به في كافة الأمصار، على مر الأعصار.
وقال إسحاق بن إبراهيم: «خرجت مع أبي عبد الله إلى الجامع فسمعته يقرأ سورة الكهف» (2).
وقال المرداوي مفيداَ نص أحمد على ذلك: «ويقرأ سورة الكهف في يومها، هكذا قال جمهور الأصحاب، ونص
(1) الأم (1/ 355)، وينظر: معرفة السنن والآثار (4/ 420)، والمجموع في شرح المهذب (4/ 468)، ومغنى المحتاج (1/ 290)، وحاشية ابن عابدين (2/ 164).
(2)
ينظر: المغنى (2/ 610).
عليه الإمام أحمد» (1).
وقال ابن قدامة: «ويستحب قراءة الكهف يوم الجمعة، لما روي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة، فإن خرج الدجال عصم منه» رواه زيد بن علي في كتابه بإسناده، وعن أبي سعيد الخدري أنه قال:«من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق» ، وقال خالد بن معدان:«من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة قبل أن يخرج الإمام كانت له كفارة ما بينه وبين الجمعة، وبلغ نورها البيت العتيق» (2).
وفي مجموع فتاوى ابن تيمية: «هل قراءة الكهف بعد عصر الجمعة جاء فيه حديث أم لا؟ فأجاب: الحمد لله، قراءة سورة الكهف يوم الجمعة فيها آثار، ذكرها أهل الحديث
(1) الإنصاف (5/ 281، 282).
(2)
المغنى (3/ 236، 237) وينظر: الكافي (1/ 504) والفروع (3/ 160)، والمبدع (2/ 170)، والإنصاف (5/ 281، 282) ومنار السبيل (1/ 105) ..
(3)
الأذكار ص (247)، وينظر: التبيان في آداب حملة القرآن ص (105).
والفقه، لكن هي مطلقة يوم الجمعة، ما سمعت أنها مختصة بعد العصر، والله أعلم» (1).
وقال الصنعاني على حديث النهي عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام: «الحديث دليل على تحريم تخصيص ليلة الجمعة بالعبادة، وتلاوة غير معتادة، إلا ما ورد به النص على ذلك، كقراءة سورة الكهف، فإنه ورد تخصيص ليلة الجمعة بقراءتها» (2).
…
(1)(24/ 215)، وينظر: الفتاوى الكبرى (2/ 367).
(2)
سبل السلام (2/ 447)، وينظر: فتح الباري لابن حجر (2/ 353).