الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: ومضة يسيرة فيما ورد من فضائل سور القرآن
فضائل القرآن أشهر من أن ينوه بها، وأكثر من أن يحصر عددها، وقد أفرد ذلك بالتصنيف جملة من الأئمة، كابن أبي شيبة، وأبي عبيد القاسم بن سلام، والنسائي، وابن الضريس (1)، والسيوطي، وغيرهم.
وقد رويت أحاديث كثيرة في فضائل سور معينة من القرآن، وقد أفرده أيضا بعضهم بتأليف، كالسيوطي في كتابه (خمائل الزهر في فضائل السور).
ولكن الذي ثبت وصحّ قليل جداً بالنسبة إلى عدد ما روي، ومن أشهر ما ثبت له فضيلة من السور: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والكهف، والملك، والكافرون، والإخلاص، والمعوذتين (2).
(1) هو: أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، ولد علي راس المائتين، وتوفي سنة أربع وتسعين، من مؤلفاته: فضائل القرآن، والتفسير، وأجزاء حديثية. ينظر: تذكرة الحافظ (2/ 643)، وسير أعلام النبلاء (13/ 449).
(2)
ينظر: المغني عن الحفظ والكتاب ص (121 - 145)، والمنار المنيف (113 - 115) والبرهان في علوم القرآن (1/ 432)، والإتقان (6/ 2099 - 2138) والتحديث ما قيل لا يصح فيه حديث ص (122 - 123).
وقال ابن تيمية رحمه الله: (في كتب التفسير أشياء منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أهل العلم بالحديث أنها كذب، مثل حديث فضائل سور القرآن، الذي يذكره الثعلبي، والواحدي في أول كل سورة، ويذكره الزمخشري في آخر كل سورة، ويعلمون أن أصح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل السور: أحاديث {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ولهذا رواها أهل الصحيح، فأفرد الحفاظ لها مصنفات، كالحافظ أبي محمد الخلال وغيره، ويعلمون أن الأحاديث المأثورة في فضل فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، والمعوذتين أحاديث صحيحة، فلهم فرقان يفرقون به بين الصدق والكذب)(1).
(1) منهاج السنة النبوية (7/ 434 - 435).