الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَاتِمَة فِي شُرُوط أَئِمَّة المسانيد
لما توقفت معرفَة أَقسَام الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة على أُمُور مِنْهَا: معرفَة شُرُوط المخرجين: حق علينا بَيَانهَا لتبنى عَلَيْهَا أَرْكَانهَا.
والتخريج: تَنْقِيح الرَّاوِي طرق رِوَايَته عَن شُيُوخه قُوَّة وضعفاً ليثبت السَّالِم، وَيتْرك الْمَدْخُول إِلَّا لشاهد أَو مُتَابعَة.
وَالشّرط مَا يُوجد الْمَشْرُوط عِنْده خَارِجا، مُتَّفق ومختلف، فاتفق أَئِمَّة تَخْرِيج المسانيد على أَن شَرط الرَّاوِي: الْعقل والميز وَالْإِسْلَام - وَإِن فقد عِنْد التَّحَمُّل -، والطارئ كالمقارن، وَالْعَدَالَة والضبط لحفظه شفاهاً وَأَصله، واليقظة غَالِبا، وَعدم التَّدْلِيس، والبدعة الداعية؛ زَاد البُخَارِيّ: الشُّهْرَة وبروز الْعَدَالَة، وَزِيَادَة الإتقان، وملازمة شَيْخه ومزاملته، وَمُسلم: مُطلق الضَّبْط والصحبة /.
(الْحَاكِم وَابْن الْأَثِير) لَهما أَن يكون لكل أصل فرعان ومخرجان، ولشيخي: كل الْحِفْظ خلافًا للحازمي، وَدلّ عَلَيْهِمَا بقول البستي.
" الْأَخْبَار كلهَا آحَاد "، وَبِمَا فِي البُخَارِيّ من حَدِيث مرداس " يذهب الصالحون " وَلم يروه عَنهُ غير قيس، وحزن:" جَاءَ فَسئلَ "، وَتفرد بِهِ عَنهُ ابْنه الْمسيب "، وَفِي مُسلم بِحَدِيث عدي " من استعمناه "، وتوحد قيس عَنهُ بِهِ، وَأجِيب بِمَنْع الْكُلية والمتابعة وَالشَّاهِد، والاقتصار على الْأَعْلَى، وَالْحق السبر ليظْهر الْحق، وَلَا قدح لمن تكلم فِيهِ فيهمَا لرجحهانهما على غَيرهمَا.
وَشرط أبي دَاوُد والنسوي: اعْتِبَار كَثْرَة الصُّحْبَة، وَظَاهر الْعَدَالَة استصحاباً.
وَشرط التِّرْمِذِيّ: مُسَمّى الصُّحْبَة والظهور، وَهَذَا الْقدر الْأَلْيَق هُنَا. وختمتها بِهَذِهِ الأبيات (نظمي) :[الْكَامِل التَّام] 1 -
(يَا من يروم سَلامَة فِي سربه
…
أَو دينه ويحوز طَاعَة ربه)
2 -
(احفظ كتاب الله وافهم حكمه
…
واعمل بِهِ كَيْمَا ترى من حزبه)
3 -
(واجمع حَدِيث رَسُوله بِرِوَايَة
…
ودراية لتَكون خيرة صَحبه)
4 -
(خُذْهُ عَن الْحفاظ ضَابِط لَفظه
…
لتحيد عَن تصحيفه أَو قلبه)
5 -
(وتوغلن إِلَى رسوم علومه
…
حَتَّى تميز قشره عَن لبه)
6 -
(وارحل إِلَى السَّنَد الْعلي بِشَرْطِهِ
…
قرباً إِلَى الْمُخْتَار تحظ بِقُرْبِهِ)
7 -
(بلغ كَمَا بلغت فَهِيَ زَكَاته
…
وَترى على الأياد رائق شربه)
8 -
(قد بَينا أحكامنا من وَاجِب
…
وَكَرَاهَة وَإِبَاحَة من نَدبه)
9 -
(عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ تظفروا
…
بسعادة الدَّاريْنِ حائز إربه)
10 -
(وتجنباً بدع الضلال وَمن لحى
…
عَن جمعه أَو نَقله أَو كتبه)
11 -
(واكمل بِحسن عقيدة سنية
…
يجلو بهَا الواعي غيابة قلبه)
12 -
(يَا رب غفراً بِالنَّبِيِّ مُحَمَّد
…
عبدا أَتَى مُسْتَغْفِرًا من ذَنبه)
13 -
(صلى عَلَيْك الله يَا خير الورى
…
بسلامه مَعَ آله مَعَ صَحبه)
14 -
(وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان إِلَى
…
... مَا انهل واكف سحبه)
وَهَذَا آخر مَا يسر الله تَعَالَى من الْكَلَام فِي " رسوم التحديث " بعونه وَكَرمه، فلنصرح بِمَا ألجأنا إِلَى تَقْدِيره الِاخْتِصَار - صَلَاة الله وَسَلَامه على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وَرَضي الله عَن آله وَصَحبه الطاهرين، ورحم الله أَئِمَّتنَا أَجْمَعِينَ، وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.
فرغ من تبييضه مُؤَلفه إِبْرَاهِيم بن عمر الجعبري نزيل الْخَلِيل عليه السلام يَوْم الْخَمِيس بِذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَسبع مئة حامداً ومصلياً.