الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس في أسماء الألفاظ
ذكر المؤلف (1) في الفصل الذي فرغ منه [قسمة اللفظ](2) باعتبار معناه، وهو (3) قسمته (4) إلى: الكلي والجزئي؛ لأنه تقدم لنا أن الكلي والجزئي من عوارض المعاني.
وشرع (5) في هذا الفصل في قسمة المعنى باعتبار لفظه، وذكر في هذا الفصل تسعة عشر لفظًا بحقائقها، منها عشرة ألفاظ ليس لها أبواب تحصرها، ومنها تسعة ألفاظ لها أبواب تحصرها.
فالعشرة التي لا تحصرها الأبواب هي (6): المشترك، والمتواطئ، والمشكك، والمترادفة، والمتباينة، والمرتجل، والعلم، والمضمر، والنص، والاستفهام.
والتسعة التي تحصرها أبوابها هي (7): الظاهر، والمجمل، والمبين،
(1) في ط: "ذكر المؤلف رحمه الله".
(2)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"خمسة ألفاظ".
(3)
في ز: "وهي".
(4)
في ط: "قسمة".
(5)
في ز وط: "وشرع المؤلف".
(6)
"هي" ساقطة من ز وط.
(7)
"هي" ساقطة من ز وط.
والعام، والمطلق، والمقيد، والأمر، والنهي، والخبر.
و (1) قوله: (في أسماء الألفاظ) اعترض هذا الكلام مضافًا ومضافًا إليه.
أما بيان الاعتراض [على](2) المضاف: فلأن المؤلف إنما تعرض لبيان مسمى الألفاظ، لا لبيان أسماء الألفاظ؛ لأن المشترك مثلاً اسم بين المؤلف مسماه: بأنه الموضوع لكل واحد لمعنيين (3) فأكثر، وكذلك سائر الألفاظ المذكورة في هذا الفصل، فإن المؤلف إنما تعرض لبيان المسميات لا لبيان الأسماء.
أجيب (4) عن هذا بأن قيل: أطلق المؤلف الأسماء على المسميات، تقديره: في مسميات [الألفاظ.
وأما بيان الاعتراض على المضاف إليه: فإن الألف واللام في الألفاظ لا يصح أن تكون للعهد؛ إذ لا معهود ها هنا، ولا يصح أن تكون للعموم؛ لأن المؤلف لم يتعرض لجميع الألفاظ.
أجيب عن هذا: بأن قيل: حذفت ها هنا الصفة تقديره] (5): الألفاظ (6) التي يأتي ذكرها.
فقوله (7): في أسماء الألفاظ، تقديره: في مسميات الألفاظ التي يأتي ذكرها.
(1)"الواو" ساقطة من ز.
(2)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"عن".
(3)
في ط: "من معنيين".
(4)
في ز: "وأجيب".
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(6)
في ز: "في الألفاظ".
(7)
في ز وط: "قوله".
قوله: (المشترك هو اللفظ الموضوع لكل واحد من معنيين فأكثر، كالعين، وقولنا: لكل (1) واحد: احترازًا من أسماء (2) العدد (3)، فإِنها لمجموع المعاني لا لكل واحد، ولا حاجة لقولنا: مختلفين، فإِن الوضع يستحيل (4) أن يكون (5) لمثلين (6) فإِن التعيين إِن اعتبر في التسمية كانا مختلفين، وإِن لم يعتبر كانا واحدًا، والواحد ليس بمثلين).
ش: و (7) في هذا الفصل تسعة عشر مطلبًا (8) على عدد الألفاظ المذكورة فيه:
المطلب الأول: في حقيقة اللفظ المشترك (9).
(1) في أوط: "كل".
(2)
"أسماء" ساقطة من ط.
(3)
في خ: "الأعداد".
(4)
في خ: "مستحيل".
(5)
"أن يكون" ساقطة من أوخ وش.
(6)
في أوخ: وش وز وط: "للمثلين".
(7)
"الواو" ساقطة من ز.
(8)
في ط: "مطالب".
(9)
انظر بحث المشترك في: المعتمد لأبي الحسين البصري (1/ 300 - 307)، المستصفى (1/ 32)، مختصر المنتهى لابن الحاجب (1/ 126 - 134)، المحصول ج 1 ق 1 (ص 359 - 394)، نهاية السول في شرح منهاج الأصول للأسنوي (2/ 59)، الإبهاج في شرح المنهاج (1/ 248 - 270)، شرح المحلي على متن جمع الجوامع (1/ 292 - 30)، الإحكام في أصول الأحكام للآمدي (1/ 19 - 22)، شرح تنقيح الفصول للقرافي (ص 29)، التوضيح شرح التنقيح لأحمد حلولو (ص 25).
قوله: (المشترك)(1)، سمي اللفظ المشترك بالمشترك (2): مأخوذ من الشركة لاشتراك المعاني فيه، كما سميت (3) الدار المشتركة بين الشركاء [مشتركة (4)؛ لاشتراك](5) الشركاء فيها.
وقوله: (الموضوع) جنس يحتوي (6) على الموضوع لمعنى واحد، والموضوع لمعان متعددة، والموضوع لمجموع (7) المعاني.
وقوله: (لكل واحد من معنيين) أخرج به (8) الموضوع لمعنى واحد، وأخرج به أيضًا (9) الموضوع لمجموع المعاني وهو: أسماء الأعداد؛ لأن اسم العدد موضوع [لمجموع المعاني، وليس موضوعًا لكل واحد من المعدود، كمثل لفظ (10) العشرة مثلاً فإنه (11) موضوع (12) لمجموع](13) عشر (14) وحدات،
(1)"المشترك" ساقطة من ط.
(2)
في ط: "مشتركًا والمشترك".
(3)
في ط: "كاسميه".
(4)
في ز: "بالمشتركة".
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(6)
في ز: "يشمل".
(7)
في ط: "المجموع".
(8)
"به" ساقطة من ط.
(9)
"أيضًا" ساقطة من ز، وفي ط:"به أيضًا".
(10)
في ز: "لفظه".
(11)
في ز: "فإنها".
(12)
في ز: "موضوعة".
(13)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(14)
في ط: "عشرة".
لا أنه (1) موضوع (2) لكل وحدة (3) من تلك (4) الوحدات، فلفظ العشرة موضوع لمجموع المعدودات، وليس موضوعًا [لأشخاص](5) المعدودات.
مثال ما وضع لمعنيين: لفظ القرء؛ لأنه موضوع للحيض والطهر (6)، وكذلك لفظ (7) الجون (8)، للأسود والأبيض (9)، وكذلك الناهل للعطشان
(1) في ط: "لأنه".
(2)
في ز: "لا أنها موضوعة".
(3)
في ط: "واحدة".
(4)
"تلك" ساقطة من ط.
(5)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"للأشخاص".
(6)
قال الأصمعي: القرء عند أهل الحجاز: الطهر، وعند أهل العراق: الحيض، وقال أبو عمرو بن العلاء: يقال: قد دفع فلان إلى فلانه جاريته تقرئها مهموزة مشددة يعني تحيض عندها وتطهر، إذا أراد أن يستبرئها. وقال: إنما القرء الوقت، فقد يجوز أن يكون وقتًا للطهر ووقتًا للحيض، واقرأت الرياح هبت لوقتها، والقارئ: الوقت، وقال مالك بن الحارث الهذلي:
كرهت العقر عقر بني شليل
…
إذا هبت لقارئها الرياح
أي: هبت الرياح لوقتها في الشتاء.
انظر: الأضداد للأصمعي ص 5.
(7)
"لفظ" ساقطة من ز.
(8)
في ز: "الجون موضوع للأسود".
(9)
قال الأصمعي وأبو عبيدة: الجون: الأسود، والجون: الأبيض، وأنشد أبو عبيدة هذا الرجز:
غَيَّر يا بنتَ الحليس لوني
…
مرُّ الليالي واختلاف الجونِ
وسفر كان قليل الأون
عنى بالجون ها هنا: النهار، والأون: الرفق والدعة.
الأضداد للأصمعي ص 36.
وقالت خنساء السلمية:
والريان (1)، وكذلك المختار للفاعل والمفعول (2)، وكذلك المشتري، للعاقد والكوكب (3)، وغير ذلك.
ومثال ما وضع لأكثر من معنيين: لفظ العين للباصرة، والفوارة، وعين
= ولن أصالح قومًا كنت حربهم
…
حتى تعود بياضًا جونة القار.
ويروى: حلكة القار، أي: سواده.
وتسمى الشمس الجونة لبياضها، قال الراجز وهو الخطيم الضبابي:
يبادر الآثار أن تؤبا
…
وحاجب الجونة أن يغيبا
يعني: الشمس.
انظر: الأضداد لأبي حاتم السجستاني ص 91، 92.
(1)
الناهل: العطشان، والناهي: الريان.
قال الأصمعي: الناهي: الشارب، يقال: أنهلته: سقيته الشربة الأولى، وعللته: سقيته مرتين أو أكثر، فإنما قيل للعطشان: ناهل من باب التفاؤل، كما يقال: المفازة: للمهلكة على التفاؤل، ويقال للعطشان: يا ريان، وللملدوغ: سليم، أي: سيسلم وسيروى، ونحو ذلك؛ لأن معنى فاز: نجا، فالمفازة: المنجاة.
وقال المثقب العبدي:
هل عند هند لفؤاد صدى
…
من نهلة في اليوم أو غد
أي: من شربة.
وقال الأخطل:
وأخوهما السفاح ظمأ خيله
…
حتى وردن جبا الكلاب نهالاً
أي: عطاشًا.
الأضداد لأبي حاتم السجستاني ص 99، 100.
(2)
قال أبو حاتم: ما كان من المعتل من بنات الياء والواو التي في موضع العين، أو من المضاعف على مُفْتَعِل ومُفْتَعَل لفظهما فيه سواء، كقولك: مختار للفاعل والمفعول به: اخترت عبد الله من الرجال، فأنا مختار وهو مختار.
الأضداد لأبي حاتم السجستاني ص 120.
(3)
انظر: المستصفى للغزالي 1/ 32.
الركبة، وعين الميزان، وعين الشمس، وعين السحاب، وعين الرحى، وذات الشيء، وخيار الشيء (1).
قال (2) المؤلف في الشرح: جرت عادة المصنفين أن يقولوا: المشترك (3) هو؛ اللفظ الموضوع لمعنيين مختلفين، فيندرج في لفظهم أسماء الأعداد، فإن لفظ اثنين (4) يصدق عليه أنه وضع لمعنيين، وهما: الوحدتان اللتان يتركب (5) منهما مفهوم (6) الاثنين، ولفظ الثلاثة: يصدق عليه أنه وضع لأكثر من معنيين، وكذلك بقية أسماء الأعداد (7) مع أنها كلها غير مشتركة، فيكون الحد غير مانع، فقلت أنا:"لكل واحد" لتخرج أسماء الأعداد؛ لأنها (8) للمجموعات لا لكل واحد. انتهى نصه (9).
و (10) قوله: (ولا حاجة لقولنا: مختلفين) يعني أنه لا يحتاج إلى زيادة قولنا: مختلفين، على قولنا: من معنيين، كما زاده (11) غيره من
(1) انظر: القاموس المحيط للفيروزآبادي مادة (عين).
(2)
في ط: "وقال".
(3)
في ط: "اللفظ المشترك".
(4)
في ز: "الاثنين".
(5)
في ز وط: "تركب".
(6)
في ز: "لفظ".
(7)
في شرح التنقيح للقرافي: العدد.
(8)
في ز: "فإنها".
(9)
شرح تنقيح الفصول للقرافي ص 29.
(10)
"الواو" ساقطة من ط.
(11)
في ط: "كما زاد".
المصنفين؛ لأنهم يقولون (1): المشترك هو اللفظ الموضوع لمعنيين مختلفين (2)، ويحترزون بقولهم: مختلفين، من اللفظ المتواطئ؛ [لأن اللفظ المتواطئ يصدق عليه](3) أنه (4) موضوع لمعنيين (5) متماثلين لا مختلفين، كلفظ (6) الإنسان مثلاً، فإنه (7) يتناول جميع الأناسي (8)، وهي متماثلة من حيث إنها أناسي (9)، [مع أن اللفظ غير مشترك](10)، فأخرجوا المتواطئ بقولهم: مختلفين؛ لأن المتواطئ معانيه متماثلة لا مختلفة.
قال المؤلف في الشرح: وهذا (11) لا يحتاج إليه فإن لفظ الإنسان وغيره من أسماء الأنواع والأجناس، إنما وضع للقدر المشترك بينها (12)[لا لها](13)، والقدر المشترك بينها هو (14) مفهوم واحد (15) فما وضع اللفظ إلا لواحد، فقد
(1) في ز وط: "غيره؛ لأن غيره من المصنفين يقولون".
(2)
انظر: المحصول للرازي ج 1 ق 1 ص 359، والإبهاج شرح المنهاج 1/ 248.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(4)
في ز: "فإنه".
(5)
في ط: "معنيين".
(6)
في ز: "فلفظ".
(7)
"فإنه" ساقط من ز.
(8)
في ط: "الأنباني".
(9)
في ط: "أنباني".
(10)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(11)
في ط: "ولهذا".
(12)
في ز: "بين الأفراد".
(13)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(14)
"هو" ساقطة من ز.
(15)
في ز: "مفهوم أي: معنى واحد".
خرج هذا (1) بقولي: "من معنيين" فلا حاجة إلى إخراجه بقيد آخر؛ لأنه (2) حشو في الحد بغير فائدة، والوضع للمتماثلات (3): مستحيل؛ لما ذكرته من البرهان في الأصل. انتهى نصه (4).
قوله: (فإِن الوضع يستحيل أن يكون للمثلين، فإِن التعيين إِن اعتبر في التسمية كانا مختلفين، وإِن لم يعتبر كانا واحدًا، والواحد ليس بمثلين).
هذا دليل على استحالة الوضع [للمتماثلات (5)، كما اعتقدوه في زيادة قولهم: مختلفين على قولهم: لمعنيين (6).
و (7) بيان ذلك: أن الواضع حين وضع] (8) لفظ (9) الإنسان وغيره من اللفظ المتواطئ، إما (10) أن يعتبر تعيين الأفراد وأشخاصها حين التسمية، أولا يعتبر ذلك، فإن اعتبر تشخص الأفراد وتعينها فقد وضع لمختلفين (11) لا لمثلين؛ لأن المثل (12) بقيد التعيين مخالف للمثل الآخر بالضرورة، وإن لم
(1)"هذا" ساقطة من ط.
(2)
في ز: "فإنه".
(3)
في الشرح: "للمتماثلين"، وفي ط:"للمتماثلة".
(4)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 29.
(5)
في ط: "للمتماثلة".
(6)
في ط: "معنيين من اللفظ".
(7)
"الواو" ساقطة من ط.
(8)
المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل.
(9)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"اللفظ".
(10)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"لأنه إما".
(11)
في ز: "للمختلفين".
(12)
في ط: "المثال".
يعتبر التشخص والتعين حين التسمية فقد وضع اللفظ لمعنى واحد [وهو القدر المشترك بين معانيه، والواحد ليس (1) بمثلين](2)، فلم يوضع (3) اللفظ المتواطئ إذًا لمثلين (4)، [إذ الوضع للمثلين] (5): مستحيل، والمستحيل لا يحترز (6) منه.
وبيان ذلك: أن المتواطئ (7) كالإنسان، إما أن يكون وضعه باعتبار الأشخاص، أو باعتبار القدر المشترك بين الأشخاص (8)، فلا يصح أن يكون باعتبار الأشخاص؛ لأنها (9) مختلفة، فإن الموضوع للمختلفات مشترك، والمتواطئ ليس بمشترك، فتبين أن وضع (10) المتواطئ (11) باعتبار (12) القدر المشترك وهو متحد: فاستحال الوضع للمتماثلات.
واعترض بعضهم هذا (13) الحد الذي حد به المؤلف اللفظ المشترك، بالمنقول والمجاز، على القول بأن من شرطه الوضع؛ لأن كل واحد من المنقول
(1) في ط: "فليس".
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(3)
في ز: "فوضع".
(4)
في ط: "إلا مثلين".
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(6)
في ز: "لا يتحرز"، وفي ط:"لا يحرز".
(7)
في ط: "المتوطئ".
(8)
"بين الأشخاص" ساقطة من ز وط.
(9)
في ط: "لأنه".
(10)
في ز: "وضعه".
(11)
"المتواطئ" ساقطة من ز.
(12)
في ز: "حاصل باعتبار".
(13)
"هذا" ساقطة من ط.
والمجاز يصدق عليه أنه موضوع لكل واحد من معنيين.
مثال المنقول: جعفر؛ لأنه وضع للنهر الصغير وللمولود (1).
ومثال المجاز: الأسد للحيوان المفترس، والرجل الشجاع (2).
أجيب عن النقل (3): بأنه (4) لا يدخل في الحد، لأن الوضع الأول في المعنى الأول باطل بالوضع الثاني، فلا عبرة فيه بالوضع الأول لإبطاله. كما قال (5) المؤلف في الباب الثالث في تعارض مقتضيات الألفاظ، لأنه قال فيه (6): والنقل يحتاج إلى (7) اتفاق على إبطال وإنشاء وضع بعد وضع (8).
وأجيب عن المجاز على القول بأن من شرطه الوضع: أن (9) الوضع المعتبر هو: جعل اللفظ دليلاً على المعنى، أو (10) غلبة الاستعمال، ولا حظَّ
(1) المثبت من ز وط، وفي الأصل:"والمولود".
(2)
ذكر هذا الاعتراض المسطاسي في شرح التنقيح (ص 3) الفصل السادس في أسماء الألفاظ.
(3)
في ز: "المنقول".
(4)
المثبت من ز وط وفي الأصل "لأنه".
(5)
في ط: "كما قاله".
(6)
"فيه" ساقطة من ز.
(7)
في ط: "فيه إلى".
(8)
قال القرافي في شرح التنقيح ص (122): "لأن النقل لا يحصل إلا بعد اتفاق الكل على إبطال الوضع الأول وإنشاء وضع آخر، وذلك متعذر أو متعسر".
(9)
في ط: "لأن".
(10)
في ز: "وعلى".
فيهما لوضع (1) المجاز؛ لأنه مطلق الاستعمال.
قال المؤلف في الشرح: ينبغي أن يفرق بين اللفظ المشترك، وبين اللفظ الموضوع للمشترك، فإن اللفظ الأول: مشترك، والثاني: لمعنى واحد مشترك، واللفظ ليس مشتركًا (2)، فالأول: مجمل، والثاني: ليس بمجمل؛ لاتحاد مسماه. انتهى نصه (3).
فالفرق بينهما من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الأول مشترك، والثاني ليس بمشترك.
وثانيها: أن (4) الأول: مجمل، والثاني: ليس بمجمل.
وثالثها: أن الأول مسماه متعدد، والثاني مسماه متحد.
قوله: (والمتواطئ: هو اللفظ الموضوع لمعنى كلي مستوٍ في محاله كالرجل).
ش: هذا هو المطلب الثاني، وهو حقيقة اللفظ المتواطئ (5).
قوله: (الموضوع لمعنى): احترازًا من المشترك؛ لأنه موضوع لمعنيين فأكثر.
(1) في ط: "الوضع".
(2)
في ز وط: "بمشترك".
(3)
شرح التنقيح ص 30.
(4)
"أن" ساقطة من ط.
(5)
انظر تعريف المتواطئ وأمثلته في: المستصفى (1/ 31)، معيار العلم للغزالي (ص 81).
و (1) قوله: (كلي): احترازًا من العَلَم؛ لأنه موضوع لمعنى جزئي كما سيأتي في حقيقة (2) العلم (3).
و (4) قوله: (مستوٍ في محاله) أي: متفق في أفراده وأشخاصه: احترازًا من المشكك، فإنه موضوع لمعنى كلي مختلف في محاله، كما سيأتي في حقيقة المشكك (5).
وقوله: (كالرجل)؛ لأن لفظ الرجل موضوع للقدر المشترك بين أشخاص الرجال، فجميع أشخاص الرجال مستوية في معنى الرجولية.
وكذلك لفظ الحيوان هو: متواطئ (6)، لأن لفظ الحيوان موضوع للقدر المشترك بين أفراد الحيوان، فجميع أفراد الحيوان مستوية في مفهوم الحيوانية.
وكذلك لفظ الإنسان موضوع (7) للقدر المشترك بين أشخاص بني آدم، فجميع أشخاص بني آدم مستوية (8) في معقول الإنسانية.
وإنما سمي المتواطئ (9) متواطئًا؛ [لأنه](10) مأخوذ من التواطؤ الذي هو التوافق والتساوي، يقال: تواطأ القوم على الأمر: إذا اتفقوا عليه واستووا
(1)"الواو" ساقطة من ز.
(2)
في ز: "حد".
(3)
انظر: (1/ 292) من هذا الكتاب.
(4)
"الواو" ساقطة من ز.
(5)
انظر: (1/ 267) من هذا الكتاب.
(6)
في ز: "المتوطئ".
(7)
"موضوع" ساقطة من ز.
(8)
في ط: "متسوية".
(9)
في ط: "المتوطئ".
(10)
المثبت من ز، ولم ترد "لأنه" في الأصل وط.
فيه؛ وذلك أنه لما توافقت (1) محال (2) مسمى هذا اللفظ (3) سمي متواطئًا لذلك.
ومنه قوله تعالى: {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ} (4) أي ليوافقوا العدد الذي حرم الله من الشهور.
قوله: (والمشكك هو: اللفظ (5) الموضوع لمعنى كلي مختلف في محاله، إِما بالكثرة والقلة (6) كالنور بالنسبة إِلى: السراج والشمس، أو بإِمكان التغير واستحالته كالوجود (7) بالنسبة إلى: الواجب والممكن، أو بالاستغناء والافتقار كالوجود (8) بالنسبة إِلى: الجوهر والعرض).
ش: هذا هو المطلب الثالث وهو حقيقة اللفظ المشكك (9).
(1) في ط: "فقت".
(2)
"محال" ساقطة من ط.
(3)
في ز وط: "هذا اللفظ في مسماه".
(4)
قال تعالى: {يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ} سورة التوبة آية رقم 37.
(5)
كلمة "اللفظ" ساقطة من أوخ.
(6)
في ط: "بالقلة والكثرة".
(7)
في أ: "كالموجود".
(8)
في خ وش: "كالموجود".
(9)
انظر: معيار العلم للغزالي ص 82، 83.
قوله: (والمشكك) مأخوذ من الشك (1)، يقال: بكسر الكاف المشددة (2) على أنه (3) اسم فاعل (4)، ويقال: بفتح الكاف المشددة (5) على اسم المفعول.
[وإنما سمي المشكك مشككًا](6)؛ لأنه يشكك الناظر فيه هل هو مشترك أو متواطئ؟ فإنه إن (7) نظر إلى إطلاقه على المختلفات قال: هو مشترك، وإن نظر إلى أن مسماه واحد، قال: هو متواطئ (8)[هذا معناه إذا قلنا: إنه اسم فاعل](9).
وأما معناه (10) على أنه اسم مفعول (11) فلأن (12) العلماء جعلوه مشككًا،
(1) شكَّ شكًا ضد أيقن.
انظر: كتاب الأفعال للمعافري 2/ 365.
(2)
في ط: "المشدد".
(3)
"أنه" ساقطة من ز وط.
(4)
في ز: "الفاعل".
(5)
في ط: "المشدد".
(6)
ما بين المعقوفتين ورد في ز وط بلفظ: "فمعناه على أنه اسم الفاعل؛ لأنه
…
إلخ".
(7)
"إن" ساقطة من ط.
(8)
يقول قطب الدين الرازي: "وإنما سمي مشككًا؛ لأن أفراده مشتركة في أصل معناه ومختلفة بأحد الوجوه الثلاثة، فالناظر إليه إن نظر إلى جهة الاشتراك خيله أنه متواطئ لتوافق أفراده فيه، وإن نظر إلى جهة الاختلاف أوهمه أنه مشترك، كأنه لفظ له معان مختلفة، كالعين فالناظر فيه يتشكك هل هو متواطئ أو مشترك؟ فلهذا سمي بهذا الاسم".
انظر: تحرير القواعد المنطقية شرح الشمسية ص 39.
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز وط.
(10)
في ز وط: "ومعناه".
(11)
في ز: "المفعول".
(12)
في ز وط: "لأن".
قالوا (1): وأول من (2) سماه مشككًا هو (3) ابن سيناء.
[قوله: (الموضوع لمعنى): احترازًا من المشترك؛ لأنه موضوع (4) لمعنيين فأكثر.
و (5) قوله: (كلي): احترازًا من العلم؛ لأنه موضوع لمعنى جزئي] (6).
و (7) قوله: (مختلف في محاله) أي: متفاوت (8) في أفراده وأشخاصه: احترزًا من المتواطئ؛ لأنه مستوٍ في محاله كما (9) تقدم (10).
ولا فرق بين المتواطئ والمشكك إلا الاتفاق والاختلاف، فكل واحد منهما موضوع للقدر المشترك بين محاله (11)، إلا أن أفراد المتواطئ متفقة في معناه، وأفراد المشكك مختلفة في معناه.
مثل (12) المؤلف رحمه الله المشكك بثلاثة أمثلة:
(1) في ز: "قيل".
(2)
من ساقطة من ط.
(3)
"هو" ساقطة من ز.
(4)
"موضوع" ساقطة من ز.
(5)
"الواو" ساقطة من ز وط.
(6)
ما بين المعقوفتين ورد بهذا الترتيب في ز وط، وفي الأصل ورد معترضًا بين قول المؤلف بفتح الكاف المشددة على اسم المفعول وقوله: وإنما سمى المشكك مشككًا.
(7)
"الواو" ساقطة من ط.
(8)
في ط: "مفاوات".
(9)
في ط: "لما".
(10)
انظر: (1/ 264) من هذا الكتاب.
(11)
في ز: "أفراده".
(12)
في ز: "ومثل".
أحدها: لفظ النور بالنسبة إلى نور الشمس ونور السراج وهو: القنديل، فإن لفظ النور [موضوع للقدر المشترك بين ذوات الأنوار، ولكن أفراد النور مختلفة ومتفاوتة في محالها، فأفراد النور](1) في الشمس كثيرة، وأفراد النور في السراج قليلة.
وإلى هذا المثال الأول (2) أشار المؤلف بقوله: إما بالكثرة والقلة (3) كالنور بالنسبة إلى السراج والشمس.
و (4) قوله: (إِما بالكثرة (5) والقلة) أي: إما أن يكون الاختلاف بين المحال بسبب الكثرة والقلة، أي: بسبب كثرة أفراد (6) ذلك المعنى في بعض المسمى، وقلة أفراد (7) ذلك المعنى (8) في بعض المسمى (9).
المثال الثاني: لفظ الوجود بالنسبة إلى الواجب والممكن، أي: بالنسبة إلى الوجود الواجب والممكن (10)، فإن لفظ الوجود موضوع للقدر المشترك بين الوجودين (11)، ولكن وضع الاختلاف والتفاوت بين الوجودين بسبب
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(2)
"الأول" لم ترد في ز.
(3)
في ط: "إما بالقلة والكثيرة".
(4)
"الواو" ساقطة من ز.
(5)
في ط: "إما بالكثيرة".
(6)
"وأفراد" ساقطة من ز.
(7)
في ط: "أفراده".
(8)
"ذلك المعنى" ساقطة من ط.
(9)
في ز: "في بعض أفراد المسمى وقلته في بعض أفراد المسمى".
(10)
في ط: "الوجود الممكن".
(11)
في ز: "الوجود".
إمكان التغير [واستحالة التغير](1)؛ لأن الوجود الواجب يستحيل عليه التغير والفناء (2)، وأما الوجود الممكن فيمكن فيه (3) التغير (4) والفناء والزوال.
قوله: (أو بإِمكان التغير (5) واستحالته) أي: يمكن (6) الاختلاف والتفاوت بجواز إجازة (7) التغير (8) في بعض المسمى (9) وعدم إجازة (10) التغير في بعض المسمى (11).
وإلى هذا المثال الثاني أشار المؤلف بقوله: (أو بإمكان التغير (12) واستحالته كالوجود بالنسبة إلى الواجب والممكن)؛ فاستحالة (13) التغير (14) في الوجود الواجب بمنزلة الكثرة في الشمس، وقبول ذلك (15) بمنزلة القلة في السراج.
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(2)
في ز وط: "الفناء والزوال".
(3)
في ز: "فيجوز عليه".
(4)
في ط: "التغيير".
(5)
في ط: "التغيير".
(6)
في ز: "ويكون"، وفي ط:"أو يكون".
(7)
"إجازة" ساقطة من ز.
(8)
في ط: "التغيير".
(9)
في ز: "أفراد المسمى".
(10)
في ز: "جواز".
(11)
في ز: "أفراد المسمى".
(12)
في ط: "التغيير".
(13)
في ز: "فاستحالته"، وفي ط:"باستحالته".
(14)
"التغير" ساقطة من ز، وفي ط:"التغيير".
(15)
في ز: "وقبول ذلك في الممكن"، وفي ط:"وقبول ذلك بمنزلة الكثرة في الشمس وقبول ذلك بمنزلة القلة في السراج".
المثال الثالث: لفظ الوجود بالنسبة إلى الجوهر والعرض، فإن لفظ (1) الوجود موضوع للقدر المشترك بين الوجودين، وجود الجوهر ووجود العرض.
فمعنى الجوهر عند أرباب علم (2) الكلام: هو المتحيز الذي لا يقبل القسمة.
ومعنى العرض عندهم: هو المعنى القائم بالجوهر.
فكل واحد من الجوهر والعرض موجود، ولكن وجود الجوهر مستغن عن محل يقوم به، وأما العرض فلا يستغني عن محل يقوم به؛ لأن العرض لا يقوم بنفسه، فإنه يفتقر إلى محل يكون فيه كسائر المعاني التي لا تقوم بنفسها؛ كالعلم والجهل والشجاعة والجبن والسخاء والبخل، وغير ذلك (3).
و (4) قوله: (أو بالاستغناء والافتقار) أي: ويكون الاختلاف والتفاوت بين المحال بسبب استغناء أحد المحلين وافتقار الآخر، كالوجود بالنسبة إلى الجوهر والعرض، فالاستغناء (5) بمنزلة النور في الشمس، والافتقار بمنزلة القلة في السراج (6).
(1)"لفظ" ساقطة من ط.
(2)
"علم" ساقطة من ز.
(3)
انظر: معيار العلم للغزالي ص 82 وص 314.
(4)
"الواو" ساقطة من ز وط.
(5)
في ط: "فاستغناء".
(6)
انظر أسباب التشكيك الثلاثة وأمثلتها في: شرح التنقيح للقرافي ص 30، ويلاحظ أن المؤلف هنا كرر الأمثلة.
قال المؤلف في الشرح: أسباب التشكيك ثلاثة، وأصلها الأول وهو: الكثرة والقلة (1).
وهذه الأمثلة الثلاثة (2) استعمل فيها المؤلف رحمه الله اللف والنشر، إلا أنه رتب بعضها وعكس بعضها.
فنقول في المثال الأول و (3) في المثال الثاني: الأول للثاني والثاني للأول ومنه قول الشاعر:
كيف أسلو وأنت حِقْفٌ وغصن
…
وغزال لحظًا وقدًا وردفًا (4)
ونقول في المثال الثالث: الأول للأول، والثاني للثاني، ومنه قوله تعالى:{وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (5) الأول للأول، والثاني للثاني.
(1) في ز وط: "وهو القلة والكثرة".
وانظر: شرح التنقيح للقرافي ص 31.
(2)
في ز: "الثلاث".
(3)
"الواو" ساقطة من ط.
(4)
هذا البيت منسوب لابن حيوس الإشبيلي ولكنه غير موجود في ديوانه.
والحقف بكسر الحاء: الرمل العظيم المستدير.
والشاهد فيه: اللف والنشر وهو ذكر متعدد على التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل واحد من آحاد المتعدد إلى ما هو له.
انظر: معاهد التنصيص للعباسي 2/ 273، خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي ص 84، زهر الربيع في المعاني والبديع للحملاوي ص 173، أنوار الربيع في أنواع البديع لابن معصوم تحقيق شاكر هادي شكر 1/ 355.
(5)
سورة القصص، آية رقم 73، وقوله تعالى:{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} لم ترد في نسخ الكتاب.
فإن قيل: ما الفرق بين المتواطئ والمشكك؟ مع أن كل واحد منهما موضوع للقدر المشترك، وكل واحد منهما أيضًا تختلف أفراده وأشخاصه؟
وذلك أن النور الذي هو: مثال للمشكك (1) مثلاً تختلف أفراده بالكثرة والقلة، وكذلك المتواطئ (2) تختلف أفراده، فالشجاعة (3) من (4) الأوصاف التي يتفاوت (5) بها الرجال (6)؛ لأنه يعد [الرجل](7) الواحد بألف رجل.
قال الشاعر:
ولم أر [أمثال](8) الرجال تعاونوا (9)
…
إلى المجد حتى عد ألف بواحد (10)
(1) في ط: "المشكك".
(2)
في ز وط: "وكذلك الرجل الذي هو مثال المتواطئ".
(3)
"فالشجاعة" ساقطة من ز وط.
(4)
في ز: "لأجل".
(5)
في ز: "تفاوت".
(6)
في ط: "الرجل".
(7)
المثبت من ز، وفي الأصل:"الرجال".
(8)
المثبت من ز، وفي الأصل وط:"مثال".
(9)
في ز وط: "تفاوتوا".
(10)
قائل هذا البيت هو البحتري من قصيدة له يمدح فيها الفتح بن خاقان وابنه ومطلعها:
مثالك من طيف الخيال المعاود
…
ألم بنا من أفُقِه المتباعد
والبيت كما ورد في الديوان:
ولم أر أمثال الرجال تفاوتت
…
إلى الفضل حتى عد ألف بواحد
وفي نهاية الأرب وتهذيب الأخلاق: إلى المجد.
وفي الوساطة، وزهر الآداب: لدى المجد.
انظر: ديوان البحتري تحقيق حسن كامل الصيرفي 1/ 625، زهر الآداب 1/ 247، الوساطة بين المتنبي وخصومه ص 362، تهذيب الأخلاق ص 41، التمثيل =
[و (1) أيضًا بالطول (2) والقصر](3)، والعلم والجهل، والشجاعة والجبن، والسخاء والبخل، وغير ذلك.
أجيب عن هذا: بأن (4) الاصطلاح فرق بينهما: بأن ما وضع فيه (5) الاختلاف والتفاوت بجنسه (6) يسمى: مشككًا، وما وقع فيه (7) الاختلاف بغير جنسه يسمى: متواطئًا، وذلك أن (8) زيادة النور: نور، فالزيادة من جنس النور، بخلاف الطول والقصر (9)، والعلم والجهل، والشجاعة (10) وغير ذلك (11)، فإنها أجناس أخر مباينة (12) للرجولية، وليست من معنى الرجولية (13).
قال المؤلف في الشرح: فيتعين (14) أن يزاد في حد المشكك [بجنسه ليخرج
= والمحاضرة ص 435، نهاية الأرب 3/ 98.
(1)
"الواو" لم ترد في الأصل وط.
(2)
في ز: "كالطول".
(3)
ما بين القوسين ورد في ز بهذا الترتيب، وفي الأصل، وط ورد بعد قول المؤلف:"وغير ذلك".
(4)
في ط: "لأن".
(5)
في ز: "في".
(6)
في ز: "في جنسه".
(7)
في ز: "في".
(8)
"أن" ساقطة من ط.
(9)
في ز: "والقصر والشجاعة".
(10)
"الشجاعة" ساقطة من ط.
(11)
في ز وط: "وغيرها".
(12)
في ز وط: "متباينة".
(13)
ذكر الاعتراض وجوابه القرافي في شرح التنقيح ص 31.
(14)
في ز: "فتعين".
المتواطئ من الحد، فتقول (1) إذًا في حد المشكك] (2) هو: اللفظ الموضوع لمعنى كلي مختلف في محاله بجنسه (3).
قوله: (والمترادفة هي: الألفاظ (4) الكثيرة لمعنى واحد كالقمح والبر والحنطة).
ش: هذا هو المطلب الرابع وهو حقيقة الألفاظ المترادفة (5).
والمترادف (6) مأخوذ من الردف، شبّه اجتماع اللفظين (7) على (8) معنى (9) واحد باجتماع الراكبين على ردف الدابة (10) وظهرها (11).
(1) في ز: "فنقول".
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(3)
يقول القرافي في شرح التنقيح (ص 31): "فإن قلت فيتعين عليك أن تزيد في الحد في المشكك فتقول: مختلف في محاله بجنسه؛ حتى يخرج المتواطئ الذي اختلافه من غير جنسه، وإلا فحدك باطل لعدم المنع لدخول المتواطئ فيه، قلت: نعم ذلك حق".
(4)
كلمة: "الألفاظ" ساقطة من أ.
(5)
انظر بحث المترادف في: المستصفى 1/ 31، المحصول ج 1 ق 1 ص 347 - 357، الإحكام في أصول الأحكام للآمدي 1/ 13 - 25، مختصر المنتهى لابن الحاجب 1/ 134 - 136، الإبهاج في شرح المنهاج 1/ 240 - 247، نهاية السول في شرح منهاج الأصول للإسنوي 1/ 104 - 113، شرح المحلي على متن جمع الجوامع 1/ 290 - 292، تيسير التحرير 1/ 176، 177.
(6)
في ز وط: "والترادف".
(7)
في ز: "لفظين".
(8)
"على" ساقطة من ز وط.
(9)
في ز: "لمعنى"، وفي ط:"بمعنى".
(10)
في ط: "الدواب".
(11)
انظر: تعريف ردف في كتاب الأفعال للمعافري 3/ 15.
و (1) قوله: (الألفاظ الكثيرة) ظاهره: أن اللفظين لا يترادفان؛ لأنه عبر بالألفاظ الكثيرة، وأقل الألفاظ الكثيرة: ثلاثة، كما مثل (2) بها (3) في قوله: كالقمح والبر والحنطة (4).
صوابه أن يقول: المترادفة (5) هي: اللفظان أو الألفاظ الكثيرة لمعنى واحد أو يسقط [لفظ](6) الكثيرة، فيقول: الألفاظ (7) الموضوعة لمعنى واحد، فيندرج اللفظان؛ لأن أقل الجمع اثنان عند مالك (8)(9).
و (10) قوله: (كالقمح والبر والحنطة) هذا مثال الألفاظ الكثيرة.
ومثاله أيضًا: السبع (11) والليث، والضيغم، والضرغام، والغضنفر.
ومثاله أيضًا في اللفظين: الجلوس والقعود، وكذلك القيام والوقوف، وغير ذلك.
(1)"الواو" ساقطة من ز.
(2)
في ط: "مثال".
(3)
في ز وط: "به".
(4)
في ز: "كالحنطة والبر والقمح، مع أن اللفظين يترادفان".
(5)
في ز: "والمترادفة".
(6)
المثبت من ز، ولم يرد في الأصل وط.
(7)
"الألفاظ" ساقطة من ز، وفي ط:"الألفاظنا".
(8)
في ز: "عند مالك اثنان".
(9)
يقول القرافي - في باب أقل الجمع -: "قال القاضي أبو بكر رحمه الله: مذهب مالك أن أقل الجمع اثنان".
انظر: شرح التنقيح ص 233.
(10)
"الواو" ساقطة من ز.
(11)
في ز وط: "الأسد والسبع".
و (1) قوله: (لمعنى واحد) احترازًا من المتباينة؛ لأنها (2) موضوعة (3) لمعان متعددة.
وقوله: (المترادفة هي: الألفاظ الكثيرة لمعنى واحد).
اعترض هذا الحد (4) بأنه غير مانع؛ إذ (5) يندرج (6) فيه اللفظ وتأكيده اللفظي، نحو: جاء زيد زيد.
ويندرج فيه اللفظ وتأكيده المعنوي نحو: جاء زيد نفسه.
ويندرج فيه اللفظ وحده نحو: الإنسان مع الحيوان الناطق.
ويندرج فيه اللفظ وتابعه كقولهم: عطشان نطشان (7)، وقولهم (8): شيطان ليطان، وقولهم: قبيح شقيح، وقولهم: حسن بسن (9)، وقولهم: أصفر فاقع (10)، [أسود حالك (11)، أحمر قان (12)](13)، أبيض
(1)"الواو" ساقطة من ز وط.
(2)
في ط: "لأنه".
(3)
في ز: "لأنه موضوع".
(4)
"هذا الحد" ساقطة من ز.
(5)
"إذا" ساقطة من ز وط.
(6)
في ز: "فيندرج".
(7)
انظر: فقه اللغة للثعالبي ص 372.
(8)
في ز: "وكقولهم".
(9)
في ط: "فبس".
وانظر: معنى بسن في كتاب الأفعال للمعافري 2/ 337.
(10)
"فاقع" ساقطة من ز، وانظر: القاموس المحيط مادة (فقع).
(11)
انظر: فقه اللغة للثعالبي ص 106.
(12)
في ط: "ناقي" وهو تصحيف.
وانظر معنى "قان" في: فقه اللغة للثعالبي ص 106.
(13)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
يقق (1)، أخضر مدهام، [ومنه قوله تعالى:{مُدْهَامَّتَانِ} (2) أي: سوداوان من شدة الخضرة والري] (3)، فهذه (4) الألفاظ تندرج في حد المؤلف؛ لأنها لمعنى واحد.
أجيب عن اللفظ وتأكيده: بأنهما متباينان لا مترادفان، فإن المؤكِّد خلاف المؤكَّد؛ لأن لفظ التأكيد إنما وضع للتقوية والمبالغة، وذلك معنى آخر لم يفده المؤكد قبل اتصاله بلفظ التأكيد، فألفاظ التوكيد (5) إذًا هي متباينة لا مترادفة، لا فرق في ذلك بين التأكيد اللفظي والتأكيد المعنوي.
وأجيب عن الاسم مع حده كالإنسان مع الحيوان الناطق: بأنهما (6) متباينان لا مترادفان على الأصح؛ لأن الإنسان يدل بالتجميل (7)، والحيوان الناطق يدل بالتفصيل، فيدل الإنسان على مجموع الأجزاء، ويدل الحيوان الناطق على أفراد الأجزاء، فلفظ الحد إذًا أفاد خلاف ما أفاده لفظ المحدود،
(1) المثبت من ز، وفي الأصل وط:"يقن".
وفي القاموس المحيط: أبيض يقق ككتف: شديد البياض، مادة (يقق).
(2)
آية رقم 64 سورة الرحمن.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(4)
في ز وط: "وهذه".
(5)
في ط: "التأكيد".
(6)
في ط: "فإنهما".
(7)
في ط: "بالتحصيل".
فاللفظان (1) متباينان.
وقيل: بأن الاسم مع حده مترادفان؛ لأنهما لمعنى (2) واحد.
والأصح أنهما متباينان.
وأجيب عن اللفظ وتابعه: بأنهما متباينان؛ لأن التابع لا يستعمل مفردًا، فلا يقال: نطشان (3) حتى يتقدم (4) له عطشان، وكذلك لا يقال: ليطان حتى يتقدم (5) شيطان، وكذلك تقول (6) في سائر الأمثلة المذكورة، بخلاف سائر الأسماء المترادفة، فإن كل واحد منها يفرد عن الآخر، كالقمح، والبر، والحنطة، فإن كل واحد منها يفرد بالذكر دون الآخر، فلفظ المتبوع والتابع إذًا متباينان لا مترادفان.
قوله: (والمتباينة هي: الألفاظ (7) الموضوعة (8) كل واحد منها لمعنى كالإِنسان والفرس والطير، ولو كانت للذات والصفة وصفة الصفة نحو: زيد متكلم فصيح).
(1) في ط: "فإن اللفطان".
(2)
في ز: "بمعنى".
(3)
في ط: "نشطان" وهو تصحيف.
(4)
في ز: "يقدم".
(5)
في ز وط: "يقدم له".
(6)
في ز: "نقول".
(7)
كلمة: "الألفاظ" ساقطة من أوخ.
(8)
في نسخة ش وز: "الموضوع".
ش: هذا هو المطلب الخامس وهو: حقيقة الألفاظ المتباينة (1)، وسميت الألفاظ المتباينة بالمتباينة مأخوذة (2) من البين (3) الذي هو: الافتراق (4) والبعد؛ وذلك أنه شبه افتراق المسميات في حقائقها بافتراق الحقائق في بقاعها.
قوله (5): (الألفاظ الموضوعة) وأقل الألفاظ: لفظان ولا حد لأكثرها.
مثال اللفظين المتباينين: رجل وامرأة، وكذلك سماء وأرض، وكذلك ليل ونهار، وغير ذلك.
ومثال أكثر من اللفظين: الإنسان والفرس والطير، كما قال المؤلف.
واعلم أن التباين قد يكون بين الذوات كالأمثلة المتقدمة؛ لأن ذواتها مختلفة (6)، وقد يكون التباين (7) في ذات (8) واحدة ولكن باعتبار أوصافها كقولك: زيد عالم، فهذان اللفظان متباينان وإن كانا في ذات واحدة؛ لأن زيدًا يدل على الذات، وعالم يدل على العلم، فهما لفظان متباينان [وإن
(1) انظر: المستصفى 1/ 31، معيار العالم للغزالي ص 81 - 83، مختصر المنتهى لابن الحاجب 1/ 126، شرح تنقيح الفصول للقرافي ص 32، الإبهاج في شرح المنهاج 1/ 212، نهاية السول في شرح منهاج الأصول للإسنوي 2/ 58.
(2)
المثبت من ز، وفي الأصل وط:"مأخوذ".
(3)
يقول ابن منظور: البين في كلام العرب جاء على وجهين: يكون البين: الفرقة، ويكون: الوصل: بأن يبين بينا وبينونة وهو من الأضداد.
انظر: لسان العرب مادة (بين).
(4)
في ط: "الإفراق".
(5)
في ز: "وقوله".
(6)
في ز وط: "متخالفة".
(7)
في ط: "المتباين".
(8)
في ط: "ذاذ".
كانا في ذات واحدة] (1).
وكذلك قولك: سيف صارم فهما: متباينان (2)؛ لأن أحد الاسمين بحسب الذات (3)، والاسم الآخر بحسب الصفة، ويكون الآخر بحسب صفة الصفة التي هي الصرامة والقطع (4).
وقد يكون الاسم بحسب الذات ويكون الآخر بحسب الصفة كقولك (5): زيد متكلم فصيح - كما قال المؤلف - فزيد اسم للذات (6) ومتكلم بحسب الصفة التي هي الكلام، وفصيح بحسب صفة الصفة؛ لأن الفصاحة (7) هي: صفة للكلام (8) فهذه الألفاظ كلها متباينة لا مترادفة؛ لأن كل واحد منها دل (9) على خلاف ما يدل عليه الآخر.
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ز وط.
(2)
وقد رد قطب الدين الرازي على من ظن أنهما مترادفان فقال: "ومن الناس من ظن أن مثل: الناطق والفصيح، ومثل: السيف والصارم، من الألفاظ المترادفة لصدقهما على ذات واحدة وهو فاسد؛ لأن الترادف هو: الاتحاد في المفهوم لا الاتحاد في الذات؛ نعم الاتحاد في الذات من لوازم الاتحاد في المفهوم بدون العكس".
انظر: تحرير القواعد المنطقية شرح الشمسية ص 41، 42.
وكلام قطب الدين هذا يؤيد مذهب المؤلف في أن التباين يكون في ذات واحدة كالاسم مع حده أو باعتبار أوصاف الذات كما ذكر المؤلف.
(3)
في ز وط: "بحسب الذات وهو السيف".
(4)
في ز: "بحسب الصفة وهو الصارم الذي يدل على الصرامة التي هي: القطع"، وفي ط:"بحسب الصفة والصارم؛ لأنه بحسب الصفة التي هي: الصرامة والقطع".
(5)
في ز: "كقولهم".
(6)
في ز: "الذات".
(7)
في ط: "الفاصحة".
(8)
في ز: "الكلام".
(9)
في ز وط: "يدل".
وضابط هذا أن تقول: متى اختلفت (1) المفهومات (2) في الذهن فاللفظان (3) متباينان سواء كانا في الخارج متحدين كاللون والسواد، أو متعددين (4) كالإنسان والفرس، ومتى اتفق المفهومان في الذهن فهما: مترادفان كالأسد والسبع، وذلك أن التباين يقع بين الألفاظ إذا اختلفت المفهومات، سواء تفاصلت أو تواصلت، أي: سواء (5) كان ذلك بين الذوات المختلفة (6) نحو: رجل وامرأة أو بين الصفات [مع اتحاد الذات](7) نحو: متكلم فصيح، [أو بين الصفات وصفة الصفات، نحو متكلم فصيح](8).
قوله: (والمرتجل هو: اللفظ الموضوع لمعنى لم يسبق بوضع آخر).
ش: هذا هو المطلب السادس، وهو: حقيقة اللفظ المرتجل.
قوله: (الموضوع لمعنى لم يسبق بوضع آخر) يعني: أن العلم الذي لم يتقدم له استعمال في غير العلمية فهو (9) المعبر عنه بالمرتجل، وأما إن تقدم له استعمال في غير العلمية فهو المعبر عنه بالمنقول، وسكت عنه المؤلف وكان حقه أن يذكره، وذلك أن العلم بالنسبة إلى الارتجال والنقل على قسمين:
(1) في ط: "اختلف"
(2)
في ط: "المفهومان"، وفي ز:"اختلف المفهومان أي: المعنيان".
(3)
في ط: "فهما".
(4)
في ط: "ومتعددين".
(5)
"سواء" ساقطة من ز وط.
(6)
"المختلفة" ساقطة من ز وط.
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز وط.
(8)
ما بين المعقوفتين ورد في ز بهذا اللفظ: "أو بين الذوات والصفات نحو: زيد متكلم"، وفي ط:"أو بين الذوات والصفة نحو زيد متكلم".
(9)
في ز: "هو".
منقول ومرتجل، فذكر (1) المؤلف أحد القسمين وهو: المرتجل وسكت عن الآخر وهو: المنقول.
وذكر (2) بعضهم قسمًا (3) ثالثًا وهو (4): العلم الذي ليس بمنقول ولا بمرتجل (5)، وهو العلم بالغلبة، ذكره المرادي (6) في شرح الألفية (7).
فعلى هذا أقسام العلم باعتبار الارتجال والنقل ثلاثة (8) أقسام: مرتجل، ومنقول، وما ليس منقولاً ولا مرتجلاً.
مثال المرتجل: سعاد (9) اسم امرأة، وأُدَد علم رجل (10)، ومريم ومدين،
(1) في ط: "وذكر".
(2)
في ط: "وذلك".
(3)
"قسمًا" ساقطة من ز.
(4)
في ط: "مثال المنقول فضلاً وأسدًا، وهو العلم".
(5)
في ز: "ولا مرتجل".
(6)
هو الحسن بن قاسم بن عبد الله بن علي المرادي، المصري، النحوي، المعروف بابن أم قاسم، ولد بمصر، وأخذ العربية عن أبي عبد الله الطنجي، والسراج الدمنهوري، وأبي زكريا الغماري، وأبي حيان، توفي سنة (749 هـ).
من مصنفاته: "شرح ألفية ابن مالك"، و"شرح التسهيل"، و"شرح المفصل" في النحو، و"الجنى الداني في حروف المعاني" في النحو، و"تفسير القرآن".
ترجمته في: بغية الوعاة للسيوطي 1/ 517، شذرات الذهب 6/ 160، الدرر الكامنة 2/ 32.
(7)
انظر: شرح الألفية للمرادي 1/ 173.
(8)
في ز: "على ثلاثة".
(9)
المثبت من ز، وفي الأصل:"سعادي".
(10)
في ز: "لرجل".
ومزيد، ومكوزة (1)، وحيوة، وغيرها من سائر الأعلام التي ليس لها أصل في النكرات (2).
[ومثال المنقول: فضل (3)، وأسد (4)، وحارث، وخالد، وعباس، وضحاك، وغيرها من سائر الأعلام (5) التي لها أصل في النكرات](6).
واعلم أن النقل يكون من ذات، نحو: أسد وثور (7).
ويكون من مصدر نحو: فضل وسعد.
ويكون من اسم فاعل نحو: حارث وخالد.
ويكون من صفة مشبهة نحو: حسن وصعب.
ويكون من اسم مفعول نحو: مسعود ومرزوق.
(1) في ز: "مكزة".
(2)
قسم ابن يعيش في شرح المفصل (1/ 32 - 33) المرتجل إلى قسمين:
1 -
قياسي مثل: حمدان وعمران وغطفان، فحمدان كسعدان اسم: نبت، وعمران كسرحان وهو: الذئب.
2 -
وشاذ وهو ما كان بالضد مما ذكر مما يدفعه القياس مثل مكوزة ومزيد قياسها: مكازة ومزاد؛ كمفازة ومعاش؛ تقلب الواو والياء فيهما ألفًا بعد نقل حركتهما إلى ما قبلهما.
ومثله في الشذوذ: مريم ومدين، لا فرق بين الأعجمي والعربي في هذا الحكم، ومن الشاذ: حيوة اسم رجل، وأصله حية مضاعف؛ لأنه ليس في الكلام حيوة فقلبوا الياء واوًا وهذا ضد مقتضى القياس.
(3)
قوله: "ومثال المنقول فضل" ساقط من ط.
(4)
في ط: "نحو أسد".
(5)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"الأعمال".
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(7)
المثبت من ط، وفي الأصل وز:"وثوب".
ويكون من فعل ماضي: نحو: شمر: علم لفرس بعينه، وبدر (1): علم لماء بعينه.
ويكون من فعل مضارع نحو: يزيد ويشكر (2).
ويكون من مركب تركيب الإضافة (3) نحو: عبد الله وعبد العزيز.
ويكون من مركب تركيب الإسناد (4) نحو: برق نحره (5)، وتأبط شرًا (6)، وشاب قرناها (7) وذراحبا (8)(9).
ويكون من (10) مركب تركيب المزج (11) نحو: بعلبك وحضرموت، ومعدي كرب (12).
ويكون من المثنى (13) نحو: البحرين لمدينة (14)، وأبانان (15) علم
(1) في ز: "بدو".
(2)
انظر: أوضح المسالك لابن هشام 1/ 88.
(3)
في ط: "إضافة".
(4)
في ط: "إسناد".
(5)
وهو اسم رجل وهو فعل وفاعل.
انظر: شرح المفصل لابن يعيش 1/ 28.
(6)
سمي بذلك لأنه تأبط حية. انظر: المصدر السابق 1/ 28.
(7)
في ز: "قرناه".
(8)
قوله (وذرحبا) ساقط من ز.
(9)
انظر المصدر السابق 1/ 28.
(10)
"من" ساقطة من ز.
(11)
في ط: "مزج".
(12)
انظر: أوضح المسالك لابن هشام 1/ 90.
(13)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"للمثنى".
(14)
في ط: "لمدينتين".
(15)
أبان الأبيض وأبان الأسود والأول لبني فزارة وعبس والأسود لبني فزارة خاصة. =
لجبلين (1) بأعيانهما.
ويكون من (2) جمع السلامة (3) نحو: زيدون وفلسطون، وعرفات (4).
[وإعراب المنقول في التثنية كإعراب ما لا ينصرف مع التزام الألف مطلقًا نحو: عمران.
وقيل في جمع السلامة في الذكور كإعرابه (5) قبل التسمية على المشهور في جميعها.
وقيل: في المثنى كإعراب ما لا ينصرف مع التزام الواو مطلقًا نحو عمران.
وقيل: في جمع السلامة في الذكور كإعراب هارون (6).
وقيل: كإعراب المنصرف مع التزام الياء مطلقًا كإعراب عليين (7).
= يقول ابن بليهد: أبان يثنى ويفرد، وهما: جبلان عظيمان، يقال لأحدهما وهو الشمالي: أبان الأسود، ويقال للآخر: أبان الأحمر وهو الجنوبي، ومجرى وادي الرمة بينهما يقال لذلك المسلك: الخنق.
انظر: صحيح الأخبار 1/ 31.
(1)
في ط: "جبلين".
(2)
"من" ساقطة من ز.
(3)
في ز: "سلامة".
(4)
في ز وط: "وعرفات وأذرعات".
(5)
في ط: "وإعراب المنقول من التثنية أو جمع السلامة كإعرابه قبل التسمية".
(6)
قوله: "نحو عمران، وقيل: في جمع السلامة في الذكور كإعراب هارون" ورد في ط، ولم يرد في ز.
(7)
في ط: "غسلين".
وقيل: بالتزام الواو وفتح (1) النون مطلقًا.
وقيل: في جمع المؤنث السالم كإعرابه قبل التسمية إلا إنه من غير تنوين.
وقيل: كإعراب ما لا ينصرف] (2).
و (3) قال بعضهم: و (4) قد يكون النقل من صوت (5)، وعنى (6) بذلك "ببه" وهو: لقب لعبد الله (7) بن الحارث بن نوفل (8) بن عبد المطلب (9)، وهو منقول من الصوت الذي كانت أمه ترقصه به وذلك قولها هذا الرجز:
لأنكَحن ببه * جارية خدبة (10) * مُكْرَمة محبة * تحب أهل الكعبة (11).
(1) فى ط: "فتحة".
(2)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(3)
"الواو" ساقطة من ط.
(4)
"الواو" ساقطة من ز.
(5)
انظر: شرح المفصل لابن يعيش 1/ 32، شرح الألفية للمرادي 1/ 177.
(6)
"وعنى" ساقطة من ز.
(7)
في ز: "عبد الله" وهو لم يرد في ط.
(8)
في ط: "بن نوفل بن عبد الله بن عبد المطلب"
(9)
هو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحاوث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب، ولد قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنتين، يكنى أبا محمد، ويلقب "ببه"؛ لأن أمه كانت ترقصه وهو طفل، روى عن عمر، وعثمان، وعلي، والعباس، وصفوان بن أمية، وابن عباس رضي الله عنهم روى عنه بنوه: عبد الله، وعبيد الله، وإسحاق، ولي قضاء المدينة في خلافة معاوية، مات رحمه الله بعمان سنة (84 هـ).
انظر: الاستيعاب (3/ 885)، أسد الغابة (3/ 139)، الإصابة (3/ 137) رقم الترجمة 4994.
(10)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"خدببة".
(11)
قائلة هذا الرجز هي هند بنت أبي سفيان بن حرب واستشهد به على نقل العلم من =
قوله (1): تحب أهل الكعبة جعله بعضهم بضم (2) التاء وكسر الحاء المهملة (3) وهو بين، وجعله بعضهم بفتح التاء وكسر الجيم المعجمة ومعناه تغلبهم حسنًا، يقال: فلان جب القوم، إذا غلبهم. قاله المرادي في شرح الألفية (4).
ومثال القسم الثالث، وهو العلم الذي ليس بمنقول ولا مرتجل: ابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، وابن القاسم، وابن وهب، وابن كنانة، وابن عبد الحكم، وكذلك النجم للثريا، وكذلك المدينة ليثرب، وغير ذلك من سائر الأعلام التي غلب (5) عليها الاستعمال.
وإلى هذا أشار أبو موسى الجزولي (6) فقال: وقد يكون العلم بالغلبة
= الصوت، لأنكحن: جواب قسم وهو قولها: والله رب الكعبة، ببه: الغلام السمين، والخدبة: بكسر الخاء المعجمة الجارية المشتدة الممتلئة.
انظر: شواهد العيني المطبوع مع خزانة الأدب 1/ 403، المنصف لابن جني 2/ 182، الدر اللوامع على همع الهوامع للشنقيطي 1/ 47، شرح المفصل لابن يعيش 1/ 32، شرح الألفية للمرادي 1/ 177.
(1)
لعله: "قولها".
(2)
"بضم" ساقطة من ط.
(3)
"المهملة" ساقطة من.
(4)
انظر: شرح الألفية للمرادي 1/ 177.
(5)
"غلب" ساقطة من ط.
(6)
هو أبو موسى عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت بن عيسى الجزولي اليزدكتي البربري، المراكشي - وجزولة بطن من البربر بصحراء بلاد السوس في المغرب - وهو إمام في علم النحو والقراءات، دخل الديار المصرية وقرأ على الشيخ أبي محمد بن بري، ولما عاد تصدر للإقراء بالمرية، وتولى الخطابة والتدريس بجامع مراكش، أخذ عنه العربية جماعة منهم الشلوبين، وابن معط، توفي رحمه الله سنة عشر وستمائة، =
فيلزمه أحد الأمرين: إما الألف واللام كالثريا والدبران، وإما الإضافة كابن عمر (1) انتهى.
فالحاصل مما ذكرنا أن الأعلام منها ما هو مرتجل، ومنها ما هو منقول، ومنها ما ليس بمنقول ولا مرتجل كما تقدم.
وقيل (2): الأعلام كلها مرتجلة (3).
وقيل: كلها منقولة (4).
فهي إذًا أربعة أقوال.
ثالثها: بعضها مرتجلة وبعضها منقولة (5).
ورابعها: منها ما ليس بمنقول ولا بمرتجل (6) وهو العلم بغلبة الاستعمال (7).
والمشهور من هذه الأقوال أن فيها منقولاً ومرتجلاً كما قاله (8) أبو موسى
= وقيل: سنة سبع وستمائة (607 هـ) بمدينة مراكش وله من المصنفات: "المقدمة" في النحو، وشرحها، و"شرح على الإيضاح" لأبي علي الفارسي.
انظر: وفيات الأعيان 3/ 57، بغية الوعاة 1/ 269.
(1)
انظر: شرح الجزولية للشلوبين ص 66 تحقيق الشيخ ناصر الطريم.
(2)
نسب ابن هشام هذا القول للزجاج. انظر: أوضح المسالك لابن هشام 1/ 88.
(3)
في ط: "مرتجل".
(4)
نسب ابن هشام هذا القول لسيبويه.
انظر: المصدر السابق 1/ 88.
(5)
انظر: المصدر السابق 1/ 88.
(6)
في ز وط: "ولا مرتجل".
(7)
انظر: شرح الجزولية للشلوبين ص 66 وشرح الألفية للمرادي 1/ 173.
(8)
في ز: "قال".
وابن مالك.
قال أبو موسى: وينقسم أيضًا إلى منقول ومرتجل (1).
وقال ابن مالك (2):
ومنه منقول كفضل وأسد
…
وذو ارتجال كسعادى وأدد (3)
فإذا ثبت (4) هذا فلنرجع (5) إلى كلام المؤلف.
فقوله: (المرتجل).
قال المؤلف في الشرح: المرتجل مأخوذ من الرجل، ومنه قولهم: أنشد ارتجالاً، أي: أنشد من غير روية ولا فكرة، وذلك أن شأن الواقف على رجل واحدة أن يشتغل بسقوطه عن فكرته (6) فشبه الذي لم يسبق بوضع آخر بالذي
(1) انظر: شرح الجزولية للشلوبين ص 66.
(2)
هو محمد بن عبد الله بن مالك جمال الدين أبو عبد الله الطائي، الجياني، الشافعي، النحوي، ولد سنة (600 هـ)، ورحل من الأندلس ونزل دمشق وسمع من السخاويَ، تصدر للتدريس بحلب، وكان إمامًا في: النحو، واللغة، والقراءات، وأشعار العرب، وكان ينظم الشعر، روى عنه ابنه بدر الدين، وأبو الفتح البعلي، والبدر بن جماعة، توفي سنة (672 هـ).
من مصنفاته: "الألفية"، "تسهيل الفوائد"، "أرجوزة في النحو".
انظر: بغية الوعاة 1/ 130 - 137، فوات الوفيات 2/ 227 - 229، نفح الطيب 1/ 434 - 436، الوافي بالوفيات 3/ 359 - 363.
(3)
انظر: ألفية ابن مالك ص 20، ط المطبعة النموذجية.
(4)
في ز وط: "تقرر".
(5)
في ز: "فنرجع".
(6)
المثبت من ز، وفي الأصل وط:"فكرة".
لم يسبق بفكرة، [فإن] (1) جعفر في النهر الصغير: مرتجل وهو في المولود: علم ليس بمرتجل؛ لتقدم وضعه للنهر الصغير، قال: وكذلك زيد مرتجل (2) بالنسبة إلى المصدر؛ لأنك تقول: زاد يزيد زيدًا، وهو غير مرتجل بالنسبة إلى الشخص لجعله علمًا على شخص معين (3).
قوله: (الموضوع لمعنى) يشمل (4): المرتجل والمنقول.
وقوله: (لم يسبق بوضع آخر) قيد أخرج به المنقول؛ لأن المنقول مسبوق بوضع آخر.
و (5) قوله: (لم يسبق بوضع آخر) يحتمل أن يكون [المركب له هذا الفعل](6) هو: اللفظ، ويحتمل أن يكون هو (7): المعنى، فتقديره على أنه اللفظ (8): لم يسبق ذلك اللفظ بوضعه لمعنى آخر، وتقديره على أنه المعنى: لم يسبق ذلك المعنى بوضع ذلك اللفظ (9) لمعنى آخر، والمعنيان متقاربان.
و (10) قوله: (والعلم هو اللفظ الموضوع لجزئي (11) كزيد).
(1) المثبت من ط، وفي الأصل:"قال"، وفي ز:"وقال".
(2)
"مرتجل" ساقطة من ط.
(3)
نقله المؤلف بالمعنى انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 32.
(4)
في ط: "يشتمل".
(5)
"الواو" ساقطة من ط.
(6)
ما بين المعقوفتين ورد في ز بلفظ: "نائب فاعل يسبق".
(7)
"هو" ساقطة من ز.
(8)
في ط: "للفظ".
(9)
"اللفظ" ساقطة من ز.
(10)
"الواو" ساقطة من ز وط.
(11)
في ط: "بجزئي".
ش: هذا هو المطلب السابع، وهو حقيقة العلم الشخصي، صوابه: أن يقدم حقيقة العلم على حقيقة المرتجل؛ لأن المرتجل نوع من العلم؛ لأن العلم على قسمين: مرتجل ومنقول.
[قوله: (العلم) فيه حذف صفة تقديره: العلم الشخصي، ولم يتعرض للعلم الجنسي، و (1) العلم مأخوذ من العلامة؛ لأن اللفظ جعل علامة على الحقيقة لتعرف به (2)](3).
وقوله (4): (الموضوع لجزئي) احترازًا من الموضوع لكلي كالمتواطئ والمشكك.
وقوله: (لجزئي)(5) فيه حذف صفة تقديره: جزئي حقيقي لا إضافي (6)؛ لأنه لم يتعرض للجزئي الإضافي (7)، وقد تقدم معناه في الفرق بين الكلي والجزئي.
واعلم أن العلم على قسمين.
شخصي وجنسي (8)، فالعلم الشخصي هو الاسم الموضوع لتعيين الشخص بانفراده من (9) غير قرينة (10).
(1)"الواو" ساقطة من ط.
(2)
في ط: "منه".
(3)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(4)
"وقوله" ساقطة من ط.
(5)
في ط: "الجزئي".
(6)
في ط: "الإضافي".
(7)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"والإضافي".
(8)
انظر: أوضح المسالك لابن هشام 1/ 88، وشرح ألفية ابن مالك للمرادي 1/ 168.
(9)
في ز: "أي من".
(10)
وعرفه ابن هشام في أوضح المسالك (1/ 88) بأنه اسم يعين مسماه تعينًا مطلقًا.
وقولنا (1): لتعيين الشخص بانفراده (2): احترازًا من العلم الجنسي؛ لأن معناه هو: الاسم الموضوع لتعيين الجنس بجملته من غير تخصيص فرد من أفراده.
وقولنا: من غير (3) قرينة: احترازًا من سائر المعارف؛ لأنها تعين مسماها بقرينة؛ إما لفظية كالألف واللام، وإما معنوية كالحضور والغيبة في المضمرات، والحضور في اسم الإشارة، والإضافة في المضاف، والصلة في الموصول، وأما العلم الشخصي فإنه يعين مسماه بقصد الواضع (4) لا بقرينة، وأما العلم الجنسي فهو: الاسم الموضوع لتعيين الجنس لا لتعيين الشخص.
وفائدة (5) العلم الشخصي: تمييز بعض الأشخاص من بعض (6).
[وفائدة (7) العلم الجنسي: تمييز بعض الأجناس من بعضها (8)](9).
[وأما الفرق بين العلم الجنسي والعلم الشخصي (10) فاعلم (11) أن الكلام
(1) في ز: "فقولنا"، وفي ط:"قوله".
(2)
في ز: "بانفراده من غير قرينة".
(3)
"غير" ساقطة من ط.
(4)
في ز: "الوضع".
(5)
في ز وط: "وأما فائدة".
(6)
في ز وط: "فهي معرفة الأشخاص بعضها من بعض".
(7)
في ز: "وأما فائدة".
(8)
في ز: "فهي معرفة الأجناس بعضها من بعض".
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(10)
في ط: "وأما الفرق بين العلم الشخصي والعلم الجنسي".
(11)
"فاعلم" ساقطة من ط.
في العلم على (1) خمسة مطالب:
ما أقسامه بالنسبة إلى الارتجال (2)؟ وما أقسامه بالنسبة إلى الشخص والجنس؟ وما فائدة كل قسم من أقسامه؟ وما الفرق بين العلم الشخصي والعلم الجنسي؟ وما الفرق بين علم الجنس واسم الجنس؟
فأما أقسامه بالنسبة إلى النقل والارتجال فقد تقدمت.
وأما أقسامه بالنسبة إلى الشخصي والجنسي؛ فاعلم أن العلم الشخصي إنما يوضع للأشخاص التي يحتاج إلى تمييز (3) بعضها من بعض.
وأما العلم الجنسي فإنه (4) يوضع للأجناس التي يحتاج إلى تمييز بعضها من بعض؛ إذ لا غرض في معرفة أشخاصها، وإنما الغرض في معرفة أجناسها ليتميز بعض الأجناس من بعضها] (5)، وذلك: كأجناس الحيوان التي لا تخالط الناس ولا تألفهم من الوحوش (6) والطيور، والخشاش.
مثاله: أسامه (7) للأسد، وثعالة للثعلب، وأبو جعدة للذئب، وأبو زاجر للغراب، وأم مهدي (8) للحمامة، وأم سرياح للجرادة، وأم عريط (9)
(1) في ط: "في".
(2)
في ط: "بالنسبة إلى النقل والارتجال".
(3)
في ط: "التمييز".
(4)
في ط: "فإنما".
(5)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(6)
في ط: "الوحش".
(7)
في ط: "أساسه".
(8)
في ط: "نهدي".
(9)
المثبت من ز، وفي الأصل وط:"أم عريض".
للعقرب (1)، وأم حفصان (2) للحية، وغير ذلك، وهو موقوف على السماع، [هذا هو الغالب، وربما وضع العلم الجنسي لبعض المألوفات كقولهم: أبو المضاء (3) لجنس الفرس، وأبو أيوب للجمل، وأم جعفر للدجاجة](4).
وأما العلم الشخصي فإنما (5) يوضع للأشخاص التي يحتاج إلى تمييز بعضها من بعض كأشخاص الأناسي (6) وما يألفونه من قبائلهم وبلدانهم ودوابهم وبهائمهم.
مثاله في الأناسي (7): زيد، وعمرو، وهند، ودعد.
ومثاله في القبائل: سدوس (8)، وسلول (9)، ومجوس، ويهود،
(1) في ط: "للعقربة".
(2)
في ز: "حفطان".
(3)
في ط: "أبو المرض".
(4)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(5)
في ز: "فإنه".
(6)
في ط: الإنساني".
(7)
في ط: "الإنساني".
(8)
يوجد ثلاث قبائل تسمى بسدوس وهي: بنو سدوس بن أصمع، بطن من طيئ، وبنو سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة بطن من تميم، وبنو سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بطن من بني شيبان، ويقول ابن منظور: كل سدوسي في العرب فهو مفتوح السين إلا سدوس بن أصمع.
انظر: لسان العرب مادة (سدس)، نهاية الأرب 2/ 44، سبائك الذهب للبغدادي ص 32، وص 56.
(9)
في ز: "وسلوق".
وجذام (1)، ومراد (2)، وقرن (3)، وإليه ينسب أويس القرني (4) رضي الله عنه.
ومثاله [في البلدان](5): مكة (6)، وبغداد (7)، وواسط (8)، ودابق (9)،
= وسلول قبيلة من هوازن من العدنانية، وهم بنو مرة بن صعصعة، وبنو سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، بطن من خزاعة من الأزد القحطانية.
انظر: الاشتقاق ص 468، لسان العرب مادة (سلل)، جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 224، نهاية الأرب 2/ 318.
(1)
جذام بطن من كهلان من القحطانية وهم بنو جذام بن عدي بن الحارث بن مرة، ولخم وجذام قبيلتان من اليمن نزلتا الشام، وهم أول من سكن مصر من العرب حين فتحها عمرو بن العاص رضي الله عنه.
انظر: سبائك الذهب ص 42، لسان العرب مادة (جذم).
(2)
يوجد قبيلتان بهذا الاسم هما: بنو مراد بن ربيعة، بطن من طيئ كانت لهم الرئاسة على طيئ وبنو مراد بن مذحج، بطن من كهلان من القحطانية.
انظر: لسان العرب مادة (مرد)، مجمع الأمثال 1/ 67، نهاية الأرب 2/ 301، سبائك الذهب ص 36.
(3)
قرن هم بنو قرن بن ردمان، وهم: بطن من مراد من القحطانية.
انظر: نهاية الأرب 2/ 302، سبائك الذهب ص 36.
(4)
هو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن مسعود القرني، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ولما جاء من اليمن التقى بعمر بن الخطاب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن أويس يأتي من اليمن، وطلب منه عمر أن يستغفر له، فاستغفر له، ورحل إلى الكوفة وسكنها وحدث بها وقتل يوم صفين.
انظر: أسد الغابة 1/ 151، تجريد أسماء الصحابة 1/ 38.
(5)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(6)
انظر: معجم البلدان 7/ 123 - 143.
(7)
أول من جعلها مدينة أبو جعفر المنصور.
انظر: معجم البلدان 2/ 230 - 236.
(8)
هذا الاسم ورد في عدة مواضع.
انظر: المصدر السابق 8/ 278 - 287.
(9)
دابق قرية قرب حلب.
وهجر (1)، وحجر (2)، وفلج (3)، وعمان (4)، ونُباء (5)، وعدن (6)، وهو بلد باليمن.
[ومن أسماء الجبال: يذبل، ويدمدم، وشمام، وتبير (7) ، وأبو قبيس، وأحد، وحراء](8).
ومثاله في الدواب: لاحق لفرس مشهور عند العرب (9)، وكذلك داحس للفرس أيضًا بعينه (10).
= انظر: المصدر السابق 4/ 3.
(1)
هجر مدينة وهي قاعدة البحرين، وقيل: ناحية البحرين كلها هجر.
انظر المصدر السابق (8/ 446) وتسمى الآن بالأحساء.
(2)
هي مدينة اليمامة وأم قراها، سكنها بنو عبيد من بني حنيفة.
انظر: المصدر السابق (3/ 221 - 224)، ويوجد قرية باسم اليمامة وتقع في الخرج.
(3)
فلج ويقال لها: فلج الأفلاج، وهي مدينة قيس بن عيلان، تصب فيها أودية العارض، وفَلْج بفتح أوله وسكون ثانيه وادي يسلك منه طريق البصرة إلى مكة.
انظر: المصدر السابق (3/ 391 - 393)، والأفلاج تعرف الآن بهذا الاسم.
(4)
بلد على ساحل بحر اليمن والهند.
انظر: المصدر السابق (6/ 215)، وعمان تعرف الآن بهذا الاسم.
(5)
في ز وط: "قباء"، ونباء بالضم والمد موضع بالطائف.
انظر: المصدر السابق 8/ 243.
(6)
انظر: المصدر السابق 6/ 126، 127.
(7)
المثبت من ط، وفي الأصل وز:"وتبيد".
(8)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(9)
لاحق فرس كان لمعاوية بن أبي سفيان وهو مشهور.
انظر: شرح المفصل لابن يعيش 1/ 34.
(10)
في ز وط بعد قوله: "أيضًا بعينه" الزيادة الآتية: "وكذلك يعفور لحمار مشهور للنبي عليه السلام، وكان أخذه من خيبر، وكلمه فقال: اسمي زياد بن شهاب، وكان في آبائي سبعون حمارًا، كل واحد منها ركبه نبي، وأنت نبي الله فلا يركبني أحد بعدك، =
ومثاله في البهائم: شدقم (1) للجمل بعينه، وهيلة (2) للشاة بعينها، وواشق للكلب بعينه.
وقد أشار ابن مالك في الألفية إلى هذه (3) الأنواع (4) فقال:
اسم يعين المسمى مطلقًا
…
علمه كجعفر وخرنقًا
= فلما توفي النبي عليه السلام ألقى نفسه في بئر فمات، وكان النبي عليه السلام يرسله إذا كانت له حاجة إلى أحد من أصحابه فيضرب باب الدار برأسه فيخرج، فيعلم أن النبي عليه السلام دعاه، فينطلق مع الحمار إلى النبي عليه السلام".
ولم أثبت هذه الزيادة؛ لأنها لم ترد في الأصل، ولأنها قصة واهية موضوعة.
وهذا الحديث في قصة حمار النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره القاضي عياض في "الشفا"، وقال القاري في "شرح الشفاء": رواه ابن حبان في الضعفاء من حديث أبي منظور وقال: لا أصل له، وإسناده ليس بشيء
…
هذا وقد أخرجه ابن عساكر عن أبي منظور وله صحبة، وقال: هذا حديث غريب، وفي إسناده غير واحد من المجهولين.
وذكر هذا الحديث ابن الجوزي في الموضوعات باب تكليم حماره يعفور له، وساق ابن الجوزي قصة هذا الحمار ثم قال: هذا حديث موضوع، فلعن الله واضعه؛ فإنه لم يقصد إلا القدح في الإسلام والاستهزاء به، قال أبو حاتم بن حبان: لا أصل لهذا الحديث وإسناده ليس بشيء ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد.
انظر: شرح الشفا لنور الدين القاري (3/ 147)، الموضوعات لابن الجوزي 1/ 293 - 294.
(1)
شدقم هو فحل من الإبل كان للنعمان بن المنذر.
انظر: شرح المفصل لابن يعيش 1/ 34.
(2)
هيلة قيل: إنها شاة كانت لقوم من العرب، من أساء إليها درت له بلبنها، ومن أحسن إليها وعلفها نطحته، فكانت العرب تضرب بها المثل.
انظر: المصدر السابق 1/ 34.
(3)
في ز: "لهذه".
(4)
في ط: "الأنواع المذكورة".
وقرن وعدن ولاحق
…
وشدقم وهيلة وواشق (1)
وكذلك (2) يكون العلم الشخصي أيضًا (3) في الملائكة كجبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل.
ويكون (4) في سور القرآن: كالبقرة، وآل عمران.
ويكون في الكواكب: كالثريا والدبران.
ويكون في الكتب: كالمدونة (5) والعتبية (6).
وبالجملة: فكل ما يحتاج إلى تعيين أفراده: يوضع له العلم الشخصي، وكل ما لا يحتاج إلى تعيين أفراده وإنما يحتاج إلى تعيين جنسه: يوضع له العلم الجنسي.
(1) انظر: ألفية ابن مالك ص 19، 20.
(2)
في ط: "وكذلك أيضًا".
(3)
"أيضًا" ساقطة من ز.
(4)
في ط: "ويكون أيضًا".
(5)
المدونة: أول من شرع فيها أسد بن الفرات بعد رجوعه من العراق، وأصلها أسئلة سأل عنها ابن القاسم فأجابه عنها، وجاء بها أسد إلى القيروان فكتبها عنه سحنون، ورتبها وبوبها، واحتج لبعض مسائلها، ثم تعاقب العلماء على شرحها.
انظر: الديباج المذهب ص 137، 160، مرآة الجنان 2/ 131، هدية العارفين 1/ 8، الحلل السندسية ص 598 - 600.
(6)
العتبية هي المستخرجة في الأحاديث والمسائل الفقهية، وهي منسوبة لمصنفها محمد العتبي المتوفى سنة 245 هـ.
انظر: الديباج 2/ 176، 177، هدية العارفين 1/ 16، كشف الظنون ص 1124.
وإلى هذا أشار أبو موسى الجزولي فقال: العلم ضربان: ضرب (1) منه (2) للفرق بين الأشخاص، وضرب منه (3) للفرق بين الأجناس.
فالأول فيما يعني الإنسان التفرقة بين أشخاصه.
والثاني فيما لا يعنيه إلا معرفة جنسه. انتهى (4).
واعلم أن العلم الجنسي موقوف (5) على السماع ولاحظ فيه للقياس، فلنذكر ها هنا جملة من ذلك: فمن ذلك قولهم: أبو الحارث وأسامة للأسد (6)، وأبو الحصين (7) وثعالة للثعلب، وأبو جعدة (8) للذئب، وأبو زاجر للغراب (9)، وأبو عقبة للخنزير (10)، وأبو وثّاب للظبي (11)، وأبو غزوان (12) للهر (13)،
(1)"ضرب" ساقطة من ط.
(2)
"منه" ساقطة من ز.
(3)
"منه" ساقطة من ز.
(4)
انظر: المقدمة الجزولية المطبوعة مع شرح الشلوبين الصغير تحقيق الشيخ ناصر الطريم ص 70.
(5)
"موقوف" ساقطة من ط.
(6)
انظر: المرصع في الآباء والأمهات والبنين والبنات والأذواء والذوات لابن الأثير تحقيق السامرائي ص 136.
(7)
المصدر السابق ص 138.
(8)
المصدر السابق ص 119.
(9)
المصدر السابق ص 194.
(10)
أبو عقبة هو الديك والخنزير والقملة الكبيرة.
المصدر السابق ص 242.
(11)
انظر: المصدر السابق ص 337.
(12)
في ز: "عزران".
(13)
أبو غزوان هو الأفعى والسنور.
انظر: المصدر السابق ص 261.
وأبو الربيع للهدهد (1)، وأبو المنذر للديك (2)، وأبو أيوب للجمل (3)، وأبو نعيم (4) وجابر بن حبة للخبز (5)، وأبو عمران للجوع، وأبو يحيى (6) للموت، وأبو ثقيف للخل (7)، وأبو عون للملح (8)، وأبو جعران (9) للخنفساء الذكر، وأم سالم للخنفساء الأنثى (10)، وأم (11) عريط (12) وأم سامر (13) للعقرب، وأم حفصان للحية، وأم العوام للسلحفاة، وأم عقبة للنملة (14)، وأم مهدي
(1) أبو الربيع هو أسود سالخ وهو من الحيات.
انظر: المصدر السابق ص 182.
(2)
انظر: المصدر السابق ص 304.
(3)
كني به لصبره على السير والأحمال لشبهه بصبر أيوب عليه السلام.
انظر: المصدر السابق ص 57.
(4)
أبو نعيم هو الخبز الحواري والكركي.
انظر: المصدر السابق ص 323.
(5)
أبو جابر هو الخبز، ويقال له: جابر بن حبة.
انظر: المصدر السابق ص 118.
(6)
انظر: المصدر السابق ص 349.
(7)
انظر: المصدر السابق ص 113.
(8)
أبو عون للملح والتمر.
انظر المصدر السابق ص 243.
(9)
في ط: "أبو جعفران".
(10)
انظر: المصدر السابق ص 201
(11)
في ز وط: "وأم جعار للضبع وأم عريط".
(12)
المثبت من ز، وفي الأصل:"أم عريض".
وأم العريط هي: العقرب والداهية.
انظر: المصدر السابق ص 245.
(13)
أم ساهر وأم سامر بغير هاء، هي العقرب؛ لأنها أكثر ما تظهر في الليل.
انظر: المصدر السابق ص 201.
(14)
أم عقبة هي الدجاجة، والقرد، والقملة الكبيرة.
للحمامة (1)، وأم فحص (2) وأم جعفر للدجاجة (3)، وأم عدي للنحلة، وأم سرياح (4) للجرادة، وأم شنبل (5) للقملة (6)، وأم عزم (7) وأم سويد (8) للأست، وأم جندب (9) للظلم (10)، وابن ذكاء [للصبح، وذكاء](11) للشمس (12).
ويكون العلم الجنسي (13) في المصادر كما يكون في الذوات (14).
= انظر: المصدر السابق ص 246.
(1)
أبو مهدي للحمام.
انظر: المصدر السابق ص 359.
(2)
في ز: "وأم فحص وأم جعفر للدجاجة، سميت أم فحص؛ لأنها تفحص برجلها عن التراب، قاله ابن حمامة في المقامة في شرح مقامات الحريري"، وفي ط:"وأم فحص، وأم جعفر".
وفي المرصع (ص 141): أم حفص هو الطفشيل، وأم حفصة هي الدجاجة والبطة والرخمة.
(3)
انظر: المصدر السابق ص 122.
(4)
انظر: المصدر السابق ص 201.
(5)
في ز: "شلبل".
(6)
انظر: المصدر السابق ص 211.
(7)
انظر: المصدر السابق ص 245.
(8)
انظر: المصدر السابق ص 202.
(9)
في ز: "سندب".
(10)
انظر: المصدر السابق ص 125.
(11)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(12)
في المرصع ص 179 ابن ذكاء هو الصبح، وذكاء هي الشمس؛ لأنها تذكو أي: يشتعل ضوؤها كاشتعال النار، وجعل الصبح ابنها؛ لأنه من أثر ضوئها.
(13)
في ط: "الجنسي أرضًا".
(14)
في ط: "الدواب".
مثاله في المصادر (1): برة للمبرور (2) وهو الطاعة، وفجار للفجور، ويسار للميسرة وهو: اليسر، ومماس (3) للماسة (4) وغير ذلك من المسموع، وموضع ذلك كتب اللغويين والنحويين (5).
فإذا ظهر لك الفرق بين علم الشخص وعلم الجنس فلننظر (6) فما الفرق (7) بين علم الجنس واسم الجنس؟ فإن لفظ أسامة ولفظ أسد كل واحد منهما يدل على أمر شائع بين جميع الأسود (8) فكل واحد من اللفظين يصدق في المعنى على ما يصدق عليه الآخر، فما الفرق بينهما؟
فالفرق بينهما من وجهين:
أحدهما: من جهة اللفظ، والآخر من جهة المعنى.
فالفرق الذي هو من جهة اللفظ: أن علم الجنس [تجري](9) عليه أحكام العلم الشخصي من كونه لا تدخل عليه الألف واللام، وأنه لا ينعت بالنكرة،
(1) في ز: "المصدر".
(2)
في ز: "للبرور".
(3)
في ط: "وما ساس".
(4)
في ط: "للمماسة".
(5)
انظر: شرح المفصل لابن يعيش 1/ 37، 38، 4/ 53، أوضح المسالك لابن هشام 1/ 95، شرح الألفية للمرادي 1/ 186، شرح الألفية للأشموني 1/ 63، والشاهد رقم 468 في خزانة الأدب، الخصائص لابن جني 2/ 198، 3/ 261، 265.
(6)
في ز وط: "فانظر".
(7)
في ز: "ما الفرق".
(8)
في ز وط: "أشخاص الأسود".
(9)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"يجري".
وأنه تنتصب (1) النكرة بعده على الحال، وأنه لا ينصرف إذا كانت فيه علامة أخرى زائدة (2) على العلمية.
فبيان ذلك أنك تقول: أسامة، ولا تقول: الأسامة بالألف واللام، بخلاف الأسد فإنه تدخل عليه الألف واللام.
وتقول: هذا أسامة مقبلاً، فتنصب النكرة بعده على الحال.
ولا تنعته بالنكرة كما تقول: هذا زيد مقبلاً، بخلاف الأسد فإنك تنعته بالنكرة فتقول: هذا أسد مقبل.
وتقول: هذا أسامة بغير تنوين؛ لأنه لا ينصرف للعلمية (3) والتأنيث بخلاف الأسد فإنه ينصرف.
وأما الفرق الذي هو من جهة المعنى فهو: أن علم الجنس هو الموضوع للحقيقة الذهنية [بقيد الشخص الذهني، وأما اسم الجنس فهو: موضوع (4) للحقيقة (5) الذهنية](6) من حيث هي هي، لا باعتبار قيد معها [أصلاً](7).
(1) في ز: "ينتصب".
(2)
"زائدة" ساقطة من ز وط.
(3)
في ز: "للعمية"، وفي ط:"للعلمة".
(4)
"موضوع" ساقطة من ط.
(5)
في ط: "الحقيقة".
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(7)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
وذكر السبكي في الإبهاج (1/ 210) هذا الفرق بين علم الجنس واسم الجنس فقال: "المختار في التفرقة بينهما أن علم الجنس هو الذي يقصد به تمييز الجنس من غيره من غير نظر إلى أفراده، واسم الجنس ما يقصد به مسمى الجنس باعتبار وقوعه على =
قال المؤلف في شرحه: وتحرير الفرق بين علم الجنس وعلم الشخص، وبن علم الجنس واسم الجنس من نفائس المباحث، ومشكلات المطالب.
وكان الخسروشاهي يقرره، وكان يقول: ليس في البلاد المصرية من يعرفه وهو: أن الوضع فرع التصور، فإذا استحضر الواضع صورة الأسد مثلاً (1) ليضع لها فتلك الصورة الكائنة في ذهنه جزئية بالنسبة إلى مطلق صورة الأسد، [فإن هذه الصورة واقعة في هذا الزمان، ومثلها يقع في زمان آخر، و (2) في ذهن شخص آخر، والجميع مشترك في مطلق صورة الأسد](3) فهذه الصورة جزئية من مطلق صورة الأسد، فإن وضع لها من حيث خصوصها فهو: علم جنس (4)[وإن وضع لها](5) من (6) حيث عمومها فهو (7): اسم الجنس.
وهي من حيث عمومها وخصوصها تنطبق على كل أسد في العالم، بسبب أنّا إذا (8) أخذناها في الذهن مجردة عن جميع الخصوصات (9):
= أفراده، حتى إذا دخلت عليه الألف واللام الجنسية الدالة على الحقيقة ساوى علم الجنس".
(1)
"مثلاً" ساقطة من ز.
(2)
"الواو" ساقطة من ز.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(4)
في ز وط: "الجنس".
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(6)
في ز: "ومن".
(7)
في ط: "فهي".
(8)
في ز: "إنما".
(9)
في ز: "الخصوصيات".
فتنطبق (1) على الجميع، فلا جرم يصدق لفظ الأسد ولفظ أسامة على جميع الأسود؛ لوجود المشترك فيها كلها، فيقع الفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس بخصوص الصورة الذهنية.
والفرق بين علم الجنس وعلم الشخص: أن علم الشخص موضوع للحقيقة بقيد الشخص الخارجي، وعلم الجنس موضوع للماهية (2) بقيد الشخص الذهني. انتهى نصه (3).
فالفرق (4) بين الثلاثة: أن (5) علم الشخص: الوضع فيه للشخص الخارجي، وعلم الجنس: الوضع فيه للشخص الذهني، واسم الجنس الوضع فيه للكلي الذهني.
و (6) قال بعض الشراح - في تفريق المؤلف بين علم الجنس واسم الجنس بخصوص الصورة الذهنية -: فيه نظر؛ لأن مسمى (7) كل واحد منهما كلي، والكلي متعين متشخص (8) في الذهن وهو قدر مشترك بينهما.
قال الإمام فخر الدين في "الملخص"، وفي "شرح عيون
(1) في ط: "فينطبق".
(2)
في ط: "الماهية".
(3)
شرح التنقيح للقرافي ص 33.
(4)
في ط: "والفرق".
(5)
في ز وط: "إذًا أن".
(6)
"الواو" ساقطة من ز.
(7)
"لأن مسمى" ساقطة من ط.
(8)
في ز: "كلي وأصلي معين مشتخص".
الحكمة": الموجود من الكلي في الذهن صورة شخصية في نفس متشخصة. انتهى (1).
فإذا تبين (2) أن المتصور في الذهن صورة شخصية وهي: القدر المشترك بين أفراد الحقيقة سواء وضعت لعلم الجنس، أو لاسم الجنس، فلا فرق بينهما إذًا من جهة المعنى، وإنما الفرق الظاهر بينهما هو: الفرق (3) من جهة اللفظ، وقد تقدم أولاً (4).
قوله: (والمضمر هو: اللفظ المحتاج في تفسيره إِلى لفظ منفصل عنه إِن كان غائبًا، أو قرينة تكلم أو خطاب، فقولنا: إِلى لفظ، احترازًا من ألفاظ الإِشارات (5)، وقولنا: منفصل عنه، احترازًا من الموصولات، وقولنا: قرينة تكلم أو خطاب؛ ليندرج (6) ضمير المتكلم والمخاطب (7)).
(1) يقول الإمام فخر الدين في الملخص: "ولما بطل كون الكلي موجودًا في الخارج ثبت أنه في الذهن، والصورة الذهنية صورة شخصية في نفس شخصية". اهـ.
وحيث إن الكتاب غير مرقم فقد قمت بعد لقطات الفلم ووجدت أن هذا النقل في ورقة 8/ ب تقريبًا، وهو مخطوط في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم (3576 فلم).
أما كتاب شرح عيون الحكمة فلم أجده.
(2)
في ز: "ثبت".
(3)
في ط: "هو الفرق بينهما".
(4)
في ز وط: "أولاً وبالله التوفيق".
(5)
في أوخ وز وش وط: "الإشارة".
(6)
في خ وش: "ليدخل".
(7)
في ط: "والخطاب".
ش: هذا هو المطلب الثامن في حقيقة (1) المضمر (2).
[يقال: فيه المضمر والضمير](3)، وسمي المضمر بالمضمر، إما (4) أنه (5) مأخوذ من الضمور الذي هو: القلة، لأنه قليل الحروف بالنسبة إلى الظاهر (6)، ومنه قولهم (7). فرس ضامر، ومنه (8) قوله تعالى:{وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} (9).
وإما أنه مأخوذ من الضمير؛ لأنه كناية عما في الضمير (10) وهو: الاسم
(1) في ز: "في بيان حقيقة الضمير والمضمر".
(2)
انظر: الإحكام للآمدي 1/ 25، 26، شرح التنقيح للقرافي ص 33 - 36، نهاية السول في شرح منهاج الأصول 2/ 52، الإبهاج في شرح المنهاج 1/ 210، شرح المفصل لابن يعيش 3/ 84 - 104، أوضح المسالك لابن هشام 1/ 60 - 69، شرح الألفية للمرادي 1/ 127 - 135.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(4)
"إما" ساقطة من ز وط.
(5)
"أنه" ساقطة من ط.
(6)
انظر: الاشتقاق لابن دريد، ص 170، 244، كتاب الأفعال 2/ 210، لسان العرب 6/ 162، 163.
(7)
في ز وط: "قوله".
(8)
"منه" ساقطة من ز وط.
(9)
قال تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [سورة الحج، آية رقم 27].
(10)
يقول ابن منظور: "الضمير: السر داخل الخاطر والجمع الضمائر، والضمير: الشيء الذي تضمره في قلبك تقول: أضمرت صرف الحرف إذا كان متحركًا فأسكنته، وأضمرت في نفسي شيئًا، والاسم الضمير، والجمع الضمائر، والمضمر: الموضع والمفعول".
انظر: اللسان مادة (ضمر).
الظاهر (1).
و (2) قوله: (اللفظ (3) المحتاج) احترازًا من اللفظ غير المحتاج وهو: الاسم الظاهر (4)؛ لأن (5)[الإسم الظاهر](6) يدل بظاهره على المعنى المراد به (7).
وقوله: (إِن كان غائبًا) يندرج فيه جميع ضمائر الغيبة نحو قولك: هو، وهي، وهم، وهن.
وقوله: (أو قرينة (8) تكلم) يندرج فيه جميع (9) ضمائر المتكلم نحو قولك: أنا، ونحن، وقلت، وقلنا، ولي، ولنا.
وقوله: (أو خطاب) يندرج [فيه](10) جميع ضمائر الخطاب (11) نحو قولك: أنْتَ وأنْتِ، وأنتما، وأنتم، وأنتنّ، وإياكَ، وإياكِ، وإياكما، وإياكم، وإياكن، وقلتَ، وقلتِ، وقلتما، وقلتم، وقلتن.
قوله: (فقولنا: إِلى لفظ، احترازًا من ألفاظ الإِشارات (12)) وذلك أن اسم
(1) انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 34.
(2)
"الواو" ساقطة من ط.
(3)
"اللفظ" ساقطة من ز.
(4)
"الظاهر" ساقطة من ط.
(5)
في ز: "لأنه".
(6)
ما بين المعقوفتين لم يرد في ز.
(7)
"به" ساقطة من ز.
(8)
في ط: "وقرينة".
(9)
"جميع" ساقطة من ط.
(10)
المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل.
(11)
في ط: "المخاطب".
(12)
في ز وط: "الإشارة".
الإشارة لفظ يحتاج في تفسيره إلى فعل كالإشارة باليد أو بالعين أو بغيرهما (1) من الأفعال؛ فتفسيره (2) بالفعل، وأما الضمير فإن تفسيره (3) باللفظ لا بالفعل.
وقوله: (ألفاظ الإِشارات)(4) يندرج فيه جميع ألفاظ الإشارة (5) نحو: هذا، وذاك، وذلك، وهؤلاء، وأولاك، وأولئك، وغير ذلك.
وقوله (6): (منفصل عنه، احترازًا من الوصولات) وذلك أن مفسر (7) الموصولات [هي (8) لفظ متصل بها؛ لأن الصلة التي هي: مفسر الموصولات](9) لا بد من اتصالها (10) بالموصولات، وأما مفسر الضمير فإنه منفصل عنه.
وقوله: (الموصولات) يندرج فيه جميع الموصولات الاسمية، والحرفية، نحو: الذي، والتي، واللذان، واللتان، والذين، واللواتي، وغير ذلك.
وقوله: (أو قرينة تكلم أو خطاب)(11) هو معطوف على قوله: إلى لفظ، تقديره: المحتاج إلى لفظ، أو قرينة تكلم، أو خطاب (12).
(1) في ط: "أو غيرهما".
(2)
في ط: "فتفسيرها".
(3)
في ط: "فتفسيره".
(4)
في ز وط: "الإشارة".
(5)
في ط: "ألفاظ جميع الإشارة".
(6)
"قوله" ساقطة من ط.
(7)
في ط: "معتبر".
(8)
في ط: "هو".
(9)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(10)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"الضالة".
(11)
في ط: "أو خاطب".
(12)
في ط: "أو خاطب".
قوله (1): (ليندرج ضمير المتكلم والمخاطب) وذلك أنه لو اقتصر في الحد على قوله: المحتاج في تفسيره إلى لفظ [منفصل عنه، لخرج (2) منه](3) ضمير المتكلم والمخاطب؛ إذ لا يفسرهما اللفظ، فزاد المؤلف قرينة التكلم والخطاب (4) ليندرج ضمير المتكلم، والمخاطب في الحد (5)؛ لأن قرينة التكلم (6) تفسر، وتبين أن المراد بالضمير (7) هو: المتكلم به.
و (8) قوله: (والمفسر هو: اللفظ (9) المحتاج
…
إِلى آخر كلامه) فيه أربعة إيرادات (10):
أحدها: قوله: (المضمر هو: اللفظ) يقتضي أن المضمر الذي لم يلفظ به، وهو: الضمير المستتر نحو: أقوم وتقوم (11): غير داخل في الحد، فيكون الحد غير جامع، صوابه (12) أن يقول (13): هو اللفظ أو ما يقوم مقامه ليندرج
(1)"قوله" ساقطة من ط.
(2)
في ط: "ليخرج".
(3)
ما بين المعقوفتين ورد في ز بلفظ: "لا يندرج".
(4)
في ط: "تكلم أو خاطب".
(5)
"الحد" ساقطة من ز.
(6)
في ط: "المتكلم".
(7)
"بالضمير" ساقطة من ط.
(8)
"الواو" ساقطة من ز وط.
(9)
"اللفظ" ساقطة من ط.
(10)
في ز: "أربع اعتراضات".
(11)
في ز: "ويقدم".
(12)
في ز: "وصوبه".
(13)
في ز: "يقال".
الضمير المستتر، [وقرينة الخطاب تفسر وتبين أن المراد بالضمير هو: المخاطب، فإن المتكلم يعرف المخاطب والمخاطب يعرف المتكلم] (1)، فالقرينة تبين كلاً منهما (2) فلا يحتاجان إلى لفظ يفسرهما.
[وذلك أنه إذا قيل: "أنا" فإنك تعرفه وإن لم تعرف اسمه، وكذلك إذا قيل: "أنت" فإنه يعرفك وإن لم يعرف اسمك، فقول المؤلف: "المحتاج في تفسيره" يندرج فيه ثلاثة أشياء وهي: المضمرات، وأسماء الإشارات (3)، والموصولات، فأخرج أسماء الإشارة (4) بقوله: إلى لفظ، وأخرج الموصولات بقوله: منفصل عنه](5).
أجيب عنه: بأن قيل: الضمير (6) المستتر هو في حكم الملفوظ به؛ لأنه يسند إليه ويؤكد ويعطف (7) عليه، وما ذلك إلا لأنه كالموجود الملفوظ به.
الثاني: قوله: (إِلى لفظ) يقتضي: أن مفسر الضمير الذي لم يلفظ به غير داخل في الحد كالتفسير (8) الذي يفهم من سياق الكلام كقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (9)؛ لأن هذا الضمير يعود على القرآن، وإن لم
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(2)
في ز وط: "كل واحد".
(3)
في ط: "الإشارة".
(4)
في ط: "الإشارات".
(5)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(6)
في ز: "المضمر".
(7)
المثبت من ز، وفي الأصل:"ويلفظ".
(8)
في ز وط: "كالمفسر".
(9)
آية رقم 1 من سورة القدر.
يتقدم له ذكر في السورة، و (1) لكن يدل عليه سياق الكلام [أي: يدل عليه الكلام] (2) بجملته وليس له لفظ معين يفسره، وإنما يدل عليه جملة الكلام.
وذلك [أن](3) مفسر ضمير الغائب قد يكون مصرحًا بلفظه كقوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} (4)، وقد يكون غير مصرح بلفظه؛ إما لحضور مدلوله حسًا، وإما لحضور مدلوله (5) معنى، وإما لذكر لفظ يدل عليه.
مثال ما حذف لحضور مدلوله حسًا: قوله تعالى: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} (6)، لأن زليخا حاضرة (7)، وكذلك قوله تعالى:{يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} (8)؛ لأن موسى عليه السلام حاضر.
ومثال ما حذف لحضور (9) مدوله علمًا (10): قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي
(1)"الواو" ساقطة من ط
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(3)
المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل.
(4)
آية رقم 2 من سورة البقرة.
(5)
في ط: "ومدلوله".
(6)
آية رقم 26 من سورة يوسف.
(7)
انظر: تفسير ابن كثير 2/ 475.
(8)
قال تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} . [آية رقم 26 من سورة القصص]
(9)
في ط: "الحاضر".
(10)
في ز: "معنى".
لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (1)، وقوله تعالى:{كلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (2)، وقوله تعالى:{مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} (3)، وقوله تعالى:{مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} (4)[يعني الأرض](5)، وقوله تعالى:{حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (6) يعني: الشمس؛ لأن مفسر الضمير [في هذا كله](7) معلوم من سياق الكلام.
[مثال (8) ما حذف](9) لذكر لفظ يدل عليه: قوله تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} (10) قوله (11): هو (12) عائد للعدل؛ لأن اعدلوا يدل على العدل؛ إذ الفعل يدل على مصدره.
وقوله تعالى (13): {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} (14) يعود على (15) الشكر (16)؛ لأن تشكروا يدل عليه.
(1) آية رقم 1 من سورة القدر.
(2)
آية رقم 26 من سورة الرحمن.
(3)
آية رقم 61 من سورة النحل، ولم ترد هذه الآية في ز وط.
(4)
آية رقم 45 من سورة فاطر.
(5)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(6)
آية رقم 32 من سورة ص.
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز وط.
(8)
في ط: "ومثال".
(9)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(10)
آية رقم 8 من سورة المائدة.
(11)
"قوله" ساقطة من ز وط.
(12)
في ز: "فهو".
(13)
"تعالى" لم ترد في ز.
(14)
آية رقم 7 من سورة الزمر.
(15)
في ز: "فضمير يرضه يعود".
(16)
انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 15/ 237.
وقوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} (1) قوله: هو عائد (2) على البخل (3) يدل عليه يبخلون.
وقوله تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} (4) [قوله: منه يعود على المقسوم (5) لأن القسمة تدل عليه، لأن المصدر يدل على اسم المفعول؛ لأنه مشتق منه.
ومنه (6)] (7) قولهم (8): من صدق (9) كان خيرًا له، ومن كذب كان شرًا له؛ لأن صدق وكذب يدلان على مصدرهما، فاسم كان هو ضمير يعود على الصدق في الكلام الأول، ويعود على الكذب في الكلام الثاني، ومن هذا قول الشاعر:
إذا نهي السفيه جرى إليه
…
وخالف والسفيه إلى خلاف (10)
(1) آية رقم 180 من سورة آل عمران.
(2)
في ز: "يعود".
(3)
انظر: المصدر السابق 4/ 290.
(4)
آية رقم 8 من سورة النساء.
(5)
انظر: المصدر السابق 5/ 50.
(6)
"منه" ساقطة من ط.
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(8)
في ز: "وقولهم".
(9)
في ط: "من صادق".
(10)
أورده صاحب الخصائص، وصاحب الأمالي الشجرية ولم ينسباه، وأورده الزجاج في إعراب القرآن بلفظ:
إذا نهي السفيه جرى إليه
…
يخالف والسفيه إلى خلاف
ونسبه لأبي قيس الأسلت الأنصاري.
يعني (1) بقوله (2): جرى إليه أي: جرى إلى السفه؛ لأن اسم الفاعل يدل على المصدر؛ فالسفيه (3) يدل على السفه.
فقول المؤلف: (إِلى لفظ)، صوابه: إلى لفظ أو ما يقوم مقامه.
أجيب عن هذا الإيراد (4): بأن كل محذوف من مفسرات الضمائر لا بد من دليل يدل عليها (5) فكأنه (6) ملفوظ بها (7)؛ لأن تقدم الدال كذكر المدلول.
الثالث قوله: (منفصل عنه) يقتضي: خروج الضمير المتصل (8) من الحد فيكون الحد غير جامع، نحو قولك: ربه رجلاً؛ لأن ضمير رب لا بد من اتصاله بمفسره (9).
أجيب عنه: بأن هذا نادر والنادر (10) لا يعترض به على الكليات.
الرابع: قوله: (أو قرينة تكلم أو خطاب)(11) فإنه تطويل في (12) الحد،
= انظر: الخصائص لابن جني 3/ 49، الأمالي الشجرية لأبي السعادات هبة الله بن علي المعروف بابن الشجري 1/ 68، معاني القرآن للفراء 3/ 902.
(1)
"يعني" ساقطة من ز وط.
(2)
في ز: "فقوله"، وفي ط:"قوله".
(3)
في ز: "لأن السفيه".
(4)
في ز: "الاعتراض".
(5)
في ز: "عليه".
(6)
في ط: "فكأنها".
(7)
في ز: "ملفوظًا به".
(8)
في ز: "المتصل به مفسره".
(9)
انظر: شرح المفصل لابن يعيش 3/ 118.
(10)
"والنادر" ساقطة من ط.
(11)
في ط: "أو خاطب".
(12)
"في" ساقطة من ط.
صوابه: أو قرينة حضور، فيشمل (1): حضور (2) المتكلم (3)، والمخاطب (4)؛ لأن المتكلم حاضر (5) وكذلك المخاطب حاضر (6).
أجيب عنه: بأنه لو عبر بالحضور لدخل عليه المشار إليه؛ لأنه حاضر؛ لأن الحاضر إما متكلم وإما مخاطب، وإما لا متكلم ولا مخاطب، وهو المشار إليه.
قال المؤلف في شرحه: اختلف الفضلاء في مسمى لفظ الضمير هل هو جزئي أو كلي؟ فذهب الأكثرون إلى أن [مسماه جزئي، وذهب الأقلون إلى أن مسماه كلي.
واستدل القائلون بأنه جزئي: بقاعدتين:
إحداهما (7): إجماع النحاة على (8) أن الضمير معرفة بل هو أعرف المعارف، فلو كان مسماه كليًا لكان نكرة؛ لأن] (9) مسمى النكرة كلي وهو قدر مشترك بين الأفراد لا يختص به واحد دون الآخر، والضمير يخص
(1) في ط: "فيشمل".
(2)
المثبت من ز، وفي الأصل وط:"الحضور".
(3)
في ط: "والمتكلم".
(4)
في ز وط: "والخطاب".
(5)
في ز وط: "حاضر للمخاطب".
(6)
في ز وط: "حاضر للمتكلم، فكل واحد منهما حاضر للآخر".
(7)
في ز: "إحديهما".
(8)
المثبت من ز، وفي الأصل:"إلى".
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
مدلوله؛ [لأن مدلوله](1) غير شائع؛ لأن المتكلم إذا قال: أنا، تعين أن المراد بالضمير هو: المتكلم به، وكذلك إذا قلت للمخاطب: أنت، تعين أن المراد بهذا الضمير هو (2): المخاطب به (3)، وإذا قلت: زيد ضربته، تعين أن المراد (4) بهذا الضمير هو: زيد الغائب.
القاعدة الثانية: إجماع العقلاء على أن اللفظ الدال على الأعم لا (5) يدل على الأخص، وهي: قاعدة عقلية، فإذا قلت: في الدار إنسان، فلا يدل على خصوصية زيد، ولا عمرو، ولا هند، ولا دعد، فلو كان الضمير مسماه كليًا لما تعين [من قولك:"أنا" متكلم مخصوص، ولا تعين] (6) من قولك:"أنت" مخاطب مخصوص، ولا تعين من قولك:"هو" غائب مخصوص، مع أن الضمائر المذكورة مخصوصة (7) بمدلولاتها (8)(9).
فالأولى من هاتين القاعدتين نحوية (10)، والثانية أصولية] (11).
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(2)
"هو" ساقطة من ط.
(3)
"به" ساقطة من ط.
(4)
في ط: "أن يكون المراد".
(5)
"لا" ساقطة من ط.
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(7)
في ز: "مخصصة".
(8)
في ز: "لمدلولاتها".
(9)
نقل المؤلف بالمعنى وأدخل مع كلام القرافي زيادات من عنده.
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 34، 35.
(10)
انظر: أوضح المسالك لابن هشام (1/ 60)؛ حيث ذكر أن أقسام المعارف سبعة أولها المضمر.
(11)
ما بين المعقوفتين ورد في ز وط بلفظ: "فهاتان قاعدتان إحداهما نحوية وهي أنه لو =
واستدل القائلون بأن مسماه كلي:
قال المؤلف: و (1) هو المذهب الصحيح الذي أجزم بصحته: أنه لو كان مسماه جزئيًا لما صدق على شخص آخر إلا بوضع آخر كالأعلام، فإن العلم لما كان مسماه جزئيًا لا يصدق على غيره إلا بوضع ثان، فإن زيدًا الذي هو اسم علم على شخص معين لا يصدق على شخص آخر إلا بوضع مستأنف، فلو كان مسمى الضمير جزئيًا لما صدق قولك:"أنا" إلا على متكلم مخصوص، ولا صدق قولك:"أنت" إلا على مخاطب مخصوص، ولا صدق قولك:"هو" إلا على غائب مخصوص متعين (2)، وليس الأمر كذلك فإن لفظة "أنا" صادقة على جميع المتكلمين؛ إذ هي قدر مشترك بين أفراد المتكلمين، وكذلك لفظة "أنت" قدر مشترك بين أفراد المخاطبين، وكذلك لفظة "هو" مثلًا قدر مشترك بين أفراد الغائبين، فتبين بذلك: أن مسماه كلي لا جزئي، ولكن إذا حصل الجزئي حصل الكلي، فحاصل الدليل على أنه جزئي: أنه لو كان كليًا لكان شائعًا كالنكرة، وحاصل الدليل أنه (3) كلي: أنه لو كان جزئيًا لكان مختصًا بمعين كالعلم.
وأجيب عما استدل به القائلون بأنه جزئي أن كونه كليًا يقتضي أنه لا يختص به فرد من الأفراد، فإن (4) اللفظ قد يوضع لمعنى عام، ويدل الواضع
= كان كليًا لكان نكرة، والثانية أصولية وهي أنه لو كان كليًا لكان دالًا على ما هو أعم من الشخص المعين".
(1)
"الواو" ساقطة من ط.
(2)
في ز: "معين".
(3)
في ز: "على أنه".
(4)
في ز: "بأن".
على أن مسمى اللفظ محصور في شخص معين فيدل اللفظ عليه (1)؛ لانحصار مسماه فيه لا لأجل (2) وضعه له.
مثاله: قولك: رأيت قاضي المدينة، فإن المفهوم من هذا الكلام هو (3): القاضي المتولي في هذا الوقت دون غيره، فإن لفظ القاضي موضوع لقدر مشترك بين أفراد القضاة، ولكن دل الواضع ها هنا على حصر مسماه في شخص معين، وهكذا نقول في المضمرات؛ وذلك أن العرب وضعت لفظة "أنا" مثلًا للقدر المشترك بين أفراد المتكلمين، وهو: مفهوم المتكلم بها كائنًا من كان (4)، فإذا قال القائل (5):"أنا" فهم أن الواضع (6) لم يقل هذه اللفظة الآن إلا هو؛ لأجل انحصار المسمى فيه لا لأجل وضع اللفظ له (7).
وقال بعض الشراح: هذا الخلاف الواقع بين الفريقين في مسمى المضمر هل هو جزئي أو كلي هو: لفظي لا قولي؛ لأن من قال: هو كلي، إنما اعتبر مسماه، ومن قال: هو جزئي إنما اعتبر معناه، والفرق بين مسمى اللفظ ومعناه: أن مسماه هو المعنى الذي وضع له اللفظ، وأما معناه فهو: المعنى الذي يعنيه اللافظ بلفظه، فقد يعني به ما وضع له وهو الحقيقة، وقد يعني به
(1) في ز: "فيدل عليه اللفظ".
(2)
المثبت من ز، وفي الأصل:"الأجل".
(3)
في ط: "علو".
(4)
في ز: "ما كان".
(5)
"القائل" ساقطة من ط.
(6)
في ز: "المتكلم".
(7)
"له" ساقطة من ط، وإلى هنا انتهى نقل المؤلف من القرافي، وقد نقل بالمعنى.
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 35.
غير ما وضع له: وهو المجاز، فالأول من باب الوضع، والثاني من باب الاستعمال.
فإذا علمت هذا ظهر لك أن اللفظ قد يوضع لمعنى عام (1) ثم يعرض له عند الاستعمال ما يشخصه، كقولك: الرجل (2) فإنه موضوع في اللغة للقدر المشترك بين أفراد الرجال، فإذا أريد به شخص معين ودخلت عليه الألف واللام للعهد، فذلك أمر عرض للمسمى بعد وضع اللفظ.
وبيان ذلك في: المضمرات، وأسماء الإشارات (3): أن "أنا" مثلًا وضع للمتكلم أي متكلم كان، و"أنت" موضوع (4) للمخاطب، أي مخاطب كان، و"ذا" موضوع للمشار إليه القريب، أي مشار (5) كان، و"ذلك" موضوع للمشار إليه البعيد، أي مشار (6) كان، فمسماها (7) في الوضع هو أمر كلي لم يعرض (8) لها في الاستعمال ما يعينها ويشخصها، فيصح أن يقال في المضمر والمشار إليه: معناهما جزئي، ولا يصح أن يقال: مسماهما جزئي؛ لما عرفت من الفرق بين المعنى والمسمى فافهمه.
(1)"عام" ساقطة من ط.
(2)
في ز: "رجل".
(3)
في ز: "الإشارة".
(4)
في ط: "وضع".
(5)
في ز: "مشار إليه".
(6)
في ز: "أي مشار إليه".
(7)
في ز: "فمسماه".
(8)
في ز وط: "ثم يعرض".
قوله: (والنص فيه ثلاثة (1) اصطلاحات قيل: هو (2) ما دل على معنى قطعًا ولا يحتمل غيره قطعًا؛ كأسماء الأعداد، وقيل:[هو](3) ما دل على معنى قطعًا، وإِن احتمل غيره، كصيغ الجموع في العموم؛ فإِنها تدل على أقل الجمع قطعًا، وتحتمل الاستغراق، وقيل:[هو](4) ما دل على معنى كيف كان (5)، وهو غالب استعمال الفقهاء).
ش: هذا هو المطلب التاسع وهو حقيقة النص، فذكر فيه المؤلف ثلاثة أقوال في الاصطلاح (6).
وأما معناه في اللغة: فهو: وصول الشيء إلى غايته، ومنه قوله في (7) الحديث: حين دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات سار العنق فإذا وجد فرجة (8) نص (9).
(1) المثبت من أوخ وز وش، وفي الأصل وط:"ثلاث".
(2)
"هو" ساقطة من أوخ وش.
(3)
المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل.
(4)
المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل وط.
(5)
في ش: "كيف ما كان".
(6)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 36، المستصفى 1/ 384 - 389، البرهان 1/ 412، الإبهاج في شرح المنهاج 1/ 214، نهاية السول 2/ 60، العدة لأبي يعلى 1/ 137 - 140.
(7)
"في" ساقطة من ط.
(8)
في ز: "فجوة".
(9)
أخرجه الإمام البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: سئل أسامة وأنا جالس: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع؟ قال: كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص.
العنق: ضرب من السير.
وقوله: فإذا (1) وجد فرجة (2) نص: أي فإذا وجد فسحة وسعة نص، أي دفع السير إلى غايته.
ومنه منصة العروس وهي: الكرسي الذي تجلس (3) عليه؛ لأنها ترفع إلى (4) غايتها اللائقة بالعروس.
ومنه نصت الظبية جيدها إذا رفعته، ومنه قول (5) امرئ القيس (6):
= قال هشام: والنص فوق العنق، فجوة: متسع.
صحيح البخاري كتاب الحج باب السير إذا دفع من عرفة (1/ 289).
وأخرجه عنه مسلم في كتاب الحج باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة 4/ 74.
وأخرجه عنه أبو داود في كتاب المناسك، باب الدفع من عرفة 2/ 191.
وأخرجه عنه النسائي في كتاب المناسك، باب كيف السير من عرفة 5/ 208.
وأخرجه الدارمي في كتاب المناسك باب كيف السير في الإفاضة من عرفة 1/ 385،
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/ 310. وأخرجه الإمام مالك في موطئه باب الدفع من عرفة رقم الباب 45، رقم الحديث العام 486، ص 164.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب المناسك، باب الدفع من عرفة 2/ 1004.
(1)
في ز: "وإذا".
(2)
في ز: "فجوة".
(3)
المثبت من ط، وفي الأصل وز:"تجلى".
(4)
المثبت من ط، ولم ترد "إلى" في الأصل.
(5)
المثبت من ز، ولم ترد "قول" في الأصل.
(6)
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن معاوية بن كندة، وقد جعلت بنو أسد أباه حجرا ملكا عليها فساءت سيرته، فجمعت له بنو أسد، واستعان حجر ببني حنظلة بن مالك بن زيد مناة، ثم التقت كندة وأسد، وانهزمت كندة، وقتل حجر، فلما علم امرؤ القيس بذلك قال: ضيعني صغيرًا وحملني دمه كبيرًا، لا صحو اليوم ولا سكر غدًا، اليوم =
وجيد كجيد الريم ليس بفاحش
…
إذا (1) هي نصته ولا بمعطل (2)
أي: ولا بخال من الحلي.
قوله: (قيل: هو: ما دل على معنى قطعًا ولا يحتمل غيره قطعًا).
[قوله: قطعًا](3) أي: جزمًا [مقطوعًا بعدم احتماله لغير ذلك المعنى،
= خمر وغدًا أمر ثم قال:
خليلي ما في اليوم مصحى لشارب
…
ولا في غد إذا كان ما كان مشرب
ثم طلب من بكر بن وائل جيشًا، ولم يزل يسير في العرب يطلب النصر وأغار على بني أسد، وقتل فيهم قتلًا ذريعًا، وسار إلى ملك الروم فأكرمه ونادمه، ثم بعث معه جيشًا فيهم أبناء ملك الروم، فقيل له: إنك أمددت رجلًا سيغدر بك، ويغررك فبعث له قيصر بحلة منسوجة بالذهب مسمومة، فسر بها امرؤ القيس ولبسها ومات من سمها.
انظر: الشعر والشعراء 1/ 105 - 136، تاريخ ابن عساكر 3/ 107 - 114، طبقات الشعراء للجمحي ص 34، 43، المؤتلف والمختلف للآمدي ص 5، سمط اللآلئ 1/ 38 - 40.
(1)
في ز: "إذًا هو"، وفي ط:"إذ هو".
(2)
قائل هذا البيت هو امرؤ القيس من قصيدته الطويلة التي مطلعها:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
…
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
إلى أن قال:
وجيد كجيد الريم ليس بفاحش
…
إذا هي نصته ولا بمعطل
الجيد: العنق، الريم: الظبي، الأبيض: الشديد البياض، ليس بفاحش: أي ليس بكريه المنظر.
نصته: معناه: نصبته ورفعته، ومنه النص في السير ومنه المنصة، المعطل: العطل الذي لا حلي عليه.
انظر: ديوان امرئ القيس تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ص 16، شرح القصائد السبع لأبي بكر محمد الأنباري، ص 61.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
فيدل بالقطع على معنى] (1) بدلالته عليه؛ لأن الجزم لغة: هو القطع (2)، ولا يحتمل غير ذلك: [المعنى (3) أي: مقطوعًا بعدم احتماله لغير ذلك المعنى، فيدل بالقطع من الجهتين.
واحترز بقوله: (ما دل على معنى قطعًا): مما دل] (4) على معنى لا بالقطع بل مع الاحتمال كما في الاصطلاح الثالث.
واحترز بقوله: (ولا يحتمل غيره قطعًا): مما دل على معنى قطعًا واحتمل غيره كما في الاصطلاح الثاني.
مثال هذا القسم (5) الأول: أسماء الأعداد؛ لأنها نصوصات في مدلولاتها؛ إذ تدل عليها قطعًا ولا تحتمل غيرها (6) قطعًا؛ كقوله تعالى في كفارة التمتع: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} (7).
وقوله تعالى في كفارة اليمين بالله تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} (8).
وقوله تعالى في كفارة القتل وكفارة الظهار: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ
(1) ما بين المعقوفتين ورد في ز وط بلفظ: أي ما دل على معنى مقطوع عليه بدلالته
…
إلخ".
(2)
انظر: كتاب الأفعال للسرسقطي 2/ 294.
(3)
في ز: "قطع".
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(5)
في ط: "القول".
(6)
في ز: "غيره".
(7)
آية رقم 196 من سورة البقرة.
(8)
آية رقم 89 من سورة المائدة.
شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} (1).
وهذا القول الأول (2) هو اصطلاح (3) الأصوليين.
و (4) قوله: (وقيل: ما دل على معنى قطعًا (5) وإِن احتمل غيره).
هذا القول (6) الثاني هو (7): اصطلاح الفقهاء.
مثاله: العمومات والمطلقات، مثله (8) المؤلف (9) بصيغ الجموع في العموم، فإنها تدل بالقطع على أقل الجمع، وهو اثنان على قول، وثلاثة (10) على قول، وتحتمل أكثر من ذلك، فدلالة صيغة (11) العموم (12) على أقل الجمع بالقطع، ودلالتها على أكثر من ذلك بالظن.
مثاله: قوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} (13) يدل على (14) قتل أقل
(1) آية رقم 92 من سورة النساء.
(2)
"الأول" ساقطة من ط.
(3)
في ط: "الاصطلاح".
(4)
"الواو" ساقطة من ط.
(5)
"قطعًا" ساقطة من ط.
(6)
في ز: "هو القول".
(7)
في ز: "وهو".
(8)
في ز: "ومثله".
(9)
"المؤلف" ساقطة من ط.
(10)
في ز وط: "أو ثلاثة".
(11)
في ط: "صيغ".
(12)
في ز: "الجموع".
(13)
آية رقم 5 من سورة التوبة.
(14)
"على" ساقطة من ط.
الجمع قطعًا ويدل على قتل أكثر من ذلك ظنًا؛ لأن صيغ العموم نص في أقل الجمع وظاهر في الاستغراق.
وقوله: (تدل (1) على أقل الجمع قطعًا وتحتمل الاستغراق).
هذا على مذهب القفال (2) القائل بجواز تخصيص العموم إلى أقل الجمع (3).
خلافًا للجماعة القائلين بجواز (4) التخصيص (5) إلى الواحد كما [بينه](6) المؤلف في الباب السادس في العمومات في الفصل الخامس منه [فيما يجوز
(1)"تدل" ساقطة من ط.
(2)
هو: أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي المعروف بالقفال الكبير الشاشي نسبة إلى شاش، وهي مدينة وراء نهر سيحون، ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين (291 هـ)، رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام، وأخذ الفقه عن ابن سريج، وأخذ علم الكلام عن الأشعري، وكان إمامًا في: التفسير، والحديث، والكلام، والأصول، والفروع، والزهد، والورع، واللغة، والشعر، وهو أول من صنف الجدل الحسن، أخذ عنه محمد بن جرير الطبري ومحمد بن خزيمة، توفي سنة (336 هـ)، وقيل:(366 هـ)، من مصنفاته:"كتاب في الأصول"، و"شرح الرسالة" للشافعي.
انظر: وفيات الأعيان 4/ 200، 201، شذرات الذهب 3/ 51، 52، مرآة الجنان لليافعي 2/ 381، 382، النجوم الزاهرة 4/ 111، طبقات الفقهاء للسبكي 3/ 200 - 222، طبقات الفقهاء للشيرازي 91، 92، مفتاح السعادة 1/ 252.
(3)
انظر مذهب القفال في: نهاية السول شرح منهاج الأصول 2/ 388.
(4)
"بجواز" ساقطة من ز.
(5)
في ز: "بالتخصيص".
(6)
المثبت بين المعقوفتين من ز، وفي الأصل:"يعينه"، وفي ط:"نبه".
التخصيص إليه؛ لأنه قال: ويجوز عندنا إلى الواحد ثم قال: وقال القفال: يجب إلى (1) أقل الجمع في الجموع المعرفة (2).
وسبب الخلاف الألف واللام إذا دخلت على الجمع هل تبطل حقيقة الجمع أم لا؟
والصحيح أنها تبطل حقيقة (3) الجمع وإلا تعذر (4) الاستدلال به حالة النفي أو النهي لكل (5) فرد من أفراده.
فإذا قال عليه السلام: "لا تقتلوا الصبيان".
فإنه يقتضي النهي عن قتل أفراد الجموع دون الآحاد فكأنه يقول: لا تقتلوا جماعة الصبيان (6)، وأما الصبي الواحد فيجوز قتله؛ لأنه (7) ليس (8) بجمع وليس هذا من شأن العموم؛ لأن العموم يقتضي (9) ثبوت الحكم لكل فرد من أفراده، و (10) لكن لما دخلت الألف واللام على الجمع أبطلت (11)
(1) في ط: "ابقاء".
(2)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 112 - 114.
(3)
"حقيقة" ساقطة من ط.
(4)
المثبت من ط، وفي ز:"إذا تعذر".
(5)
في ط: "فكل".
(6)
في ط: "فكأنه يقول: لا تقتلوا جماعة الصبيان، فإنه يقتضي النهي عن قتل أفراد الجموع دون الآحاد، وأما الصبي الواحد
…
إلخ".
(7)
"لأنه" ساقطة من ط.
(8)
في ط: "وليس".
(9)
المثبت من ط، وفي ز:"يقيد".
(10)
"الواو" ساقطة من ط.
(11)
المثبت من ط، وفي ز:"أبطل".
حقيقة الجمع فيثبت الحكم (1) لكل فرد من أفراده] (2).
و (3) قوله: (قيل: هو (4) ما دل على معنى كيف كان، وهو غالب استعمال الفقهاء).
[وهذا هو (5) الاصطلاح الثالث الذي هو الجاري غالبًا على ألسنة الفقهاء](6)؛ لأنهم يقولون: نص مالك على هذه المسألة.
ويقولون: لنا في هذه المسألة (7) النص والمعنى.
ويقولون أيضًا: نصوص الشريعة متظافرة بكذا.
وسبب الاختلاف (8) بين هذه الأقوال الثلاثة: أن النص له ثلاث مراتب: العليا، والدنيا (9)، والوسطى، فمن لاحظ العليا قال بالقول الأول وفي: أقوى الدلالات (10)، ومن لاحظ الدنيا (11) قال بالقول الثالث؛ لأنه راعى
(1) في ط: "الحكم حينئذ".
(2)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(3)
"الواو" ساقطة من ط.
(4)
"هو" ساقطة من ط.
(5)
"هو" ساقطة من ز.
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(7)
"المسألة" ساقطة من ط.
(8)
في ط: "الخلاف".
(9)
في ز: "والْدُنا".
(10)
في ز: "الدلالة"، وفي ط:"أقوال".
(11)
في ز: "الْدُنا".
مطلق الارتفاع (1) والظهور، ومن لاحظ الوسطى (2) قال بالقول الثاني (3).
قوله: (والظاهر هو المتردد بين احتمالين فأكثر وهو (4) في أحدهما أرجح).
ش: هذا هو المطلب العاشر في حقيقة الظاهر (5).
والظاهر لغة معناه: الواضح الراجح.
وسمي الظاهر في الاصطلاح بالظاهر مأخوذ (6) من الظهور الذي هو الوضوح والرجحان؛ لأنه متى كان اللفظ راجحًا في احتمال من الاحتمالات
(1) في ز: "الدلالة".
(2)
في ز: "ومن قال بالوسطى".
(3)
وقد جمع الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد رحمه الله في شرح العنوان الاصطلاحات في النص فقال: هي ثلاثة:
أحدها: لا يحتمل اللفظ إلا معنى واحدًا.
الثاني: اصطلاح الفقهاء وهو اللفظ الذي دلالته قوية الظهور.
الثالث: اصطلاح الجدليين؛ فإن كثيرًا من متأخريهم يريدون بالنص مجرد لفظ الكتاب والسنة.
انظر: الإبهاج في شرح المنهاج للسبكي وابنه 1/ 214.
ويقول الغزالي في المنخول (ص 165): "وأما الشافعي رضي الله عنه فإنه سمى الظاهر نصًا، ثم قال: النص ينقسم إلى ما يقبل التأويل وإلى ما لا يقبله، والمختار عندنا أن يكون النص ما لا يتطرق إليه التأويل".
(4)
في أوخ وش: "هو".
(5)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 37، البرهان للجويني 1/ 416 - 419، المنخول ص 165، الإحكام للآمدي 3/ 52، نهاية السول 2/ 61، التلويح على التوضيح للتفتازاني 1/ 238، الوجيز للكرماستي ص 48، العدة لأبي يعلى 1/ 140.
(6)
في ز: "لأنه مأخوذ".
سمي ظاهرًا بالنسبة إلى ذلك المعنى.
مثاله: رجحان الحقيقة على المجاز، ورجحان العموم على الخصوص، ورجحان المطلق على المقيد.
وغير ذلك مما يذكر في باب تعارض مقتضيات الألفاظ في قوله (1): يحمل اللفظ على الحقيقة دون المجاز، وعلى العموم دون الخصوص، وعلى الإفراد دون الاشتراك، وعلى الاستقلال دون الإضمار، وعلى الإطلاق دون التقييد إلى آخر الكلام (2).
قوله: (المتردد)(3) معناه: المحتمل، وهو: جنس أخرج به النص على الأقوال الثلاثة المذكورة فيه.
أما القول (4) الأول والثاني فظاهران؛ إذ لا تردد فيهما لاشتراط القطع في دلالتهما.
وأما القول الثالث الذي هو غالب استعمال الفقهاء، فإن الدلالة فيه لم تتعين للقطع ولا للظن؛ لأن دلالته قد تكون قطعية، وقد تكون ظنية، فلما لم (5) تتعين فيه الدلالة الظنية [على الخصوص](6) امتاز بذلك عن الظاهر.
(1) في ط: "وقوله".
(2)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 224.
(3)
المثبت من ز وط وفي الأصل (والمتردد).
(4)
في ط: "قول".
(5)
"لم" ساقطة من ط.
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
و (1) قوله: (بين (2) احتمالين فأكثر) يندرج فيه: الظاهر، والمؤول، والمجمل.
و (3) قوله: (وهو في أحدهما أرجح) أخرج به المجمل؛ لأن احتمالاته (4) متساوية.
فقوله: (أرجح) احترازًا من احتمال (5) المساوي وهو: المجمل.
قوله: (وهو في أحدهما أرجح).
انظر ما وجه تثنية هذا الضمير، فقال أحدهما بالتثنية ولم يقل (6) في أحدها (7)، مع أن التردد قد يكون بين احتمالين وبين أكثر من احتمالين - كما قال المؤلف:[بين احتمالين فأكثر]- (8)؟
وإنما ثنى الضمير لتوقف حقيقة التردد على احتمالين؛ إذ لا وجود لها بدونهما، فلما كان فوات الزائد على احتمالين لا يخل بحقيقة اللفظ، وفوات أحد احتمالين (9) يخل بها أعاد الضمير مثنى، والله أعلم.
(1)"الواو" ساقطة من ز.
(2)
في ز وط: "المتردد بين".
(3)
"الواو" ساقطة من ط.
(4)
في ز: "الاحتمالات".
(5)
في ز وط: "الاحتمال".
(6)
"يقل" ساقطة من ز.
(7)
في ط: "في أحدهما".
(8)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز وط.
(9)
في ز وط: "أحد الاحتمالين".
قوله: (والظاهر هو المتردد بين احتمالين فاكثر، وهو في أحدهما أرجح).
اعترض عليه: بأنه غير مانع لاندراج المؤول فيه؛ لأنه متردد راجح في أحد احتمالاته، فينبغي أن يزاد في الحد فيقال: الظاهر هو: المتردد بين احتمالين فأكثر، وهو في أحدهما أرجح [بالوضع أو العرف؛ لأن حقيقة المؤول هو (1): المتردد بين احتمالين فأكثر وهو في أحدهما أرجح] (2) بالقرينة.
مثاله: رجحان المجاز في قولك: رأيت أسدًا يلعب (3).
قوله: (والمجمل هو المتردد بين احتمالين فأكثر على السواء).
ش: هذا هو المطلب الحادي عشر [في حقيقة المجمل (4)](5).
واللفظ (6) المجمل (7) مأخوذ: من الجمل الذي هو الخلط، ومنه قوله عليه السلام: "لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم، فجملوها، وباعوها، وأكلوا
(1) في ط: "وهو".
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(3)
في ز وط: "يلعب في سيفه".
(4)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 38، المعتمد 1/ 292، البرهان 1/ 419 - 422، المستصفى 1/ 45، الإحكام للآمدي 3/ 8 - 12، نهاية السول 2/ 61، 508، العدة 1/ 142 - 151.
(5)
المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل وط.
(6)
"واللفظ" ساقطة من ط.
(7)
في ط: "في المجمل".
أثمانها" (1) أي خلطوها بالسبك (2).
ومنه قولهم: العلم الإجمالي وهو الذي اختلط فيه المعلوم بالمجهول، وسمي المجمل مجملًا؛ لأنه اختلط فيه المراد بغير المراد (3).
(1) هذا الحديث أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: سمعت عمر رضي الله عنه يقول: قاتل الله فلانا، ألم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها".
صحيح البخاري كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (2/ 258) مع حاشية السندي.
وأخرجه مسلم عن ابن عباس بهذا اللفظ وفيه "أن الرجل: سمرة"، كتاب المساقاة باب تحريم بيع الخمر والميتة (3/ 207) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
وأخرجه عن ابن عباس بهذا اللفظ أيضًا ابن ماجه في كتاب الأشربة، باب التجارة في الخمر 2/ 1122.
وأخرج مسلم عن جابر بن عبد الله: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة: "إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام"، فقيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس؟ فقال: "لا، هو: حرام"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:"قاتل الله اليهود، إن الله عز وجل لما حرم عليهم شحومها أجملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه".
صحيح مسلم بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، كتاب المساقاة، باب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام، رقم الحديث 71 (3/ 1207).
وأخرجه بهذا اللفظ عن جابر أبو داود في كتاب البيوع باب ثمن الخمر والميتة 3/ 756 تعليق عزت الدعاس.
(2)
في القاموس المحيط: سبكه يسبكه: أذابه وأفرغه.
انظر: مادة "سبك".
(3)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 37، 38.
قوله: (التردد) أخرج به النص؛ إذ لا تردد فيه.
قوله: (المتردد (1) بين احتمالين فأكثر على السواء) أي: هو اللفظ الدائر (2) بين معنيين فصاعدًا على السواء، أي: من غير ترجيح أحد الاحتمالات على غيرها بل تساوت الاحتمالات فيه.
و (3) قوله: (على السواء) أخرج به الظاهر؛ لأن الظاهر لم تتساو فيه لاحتمالات؛ لأن أحد احتمالاته (4) أرجح من غيره كما تقدم في حقيقة الظاهر.
قوله: (ثم التردد (5) قد يكون من جهة الوضع كالمشترك، وقد يكون من جهة العقل كالمتواطئ بالنسبة إِلى أشخاص مسماه، كقوله (6) تعالى:{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (7) فهو ظاهر بالنسبة إِلى الحق مجمل بالنسبة إِلى مقاديره).
ش: ذكر المؤلف ها هنا أن التردد المذكور له سببان:
أحدهما: الوضع اللغوي.
والثاني: التجويز العقلي.
(1) في ط: "وهو المتردد".
(2)
في ط: "الرائد".
(3)
"الواو" ساقطة من ط.
(4)
في ز: "الاحتمالات".
(5)
في ط: "المتردد".
(6)
في أوخ وز وش وط: "نحو قوله تعالى".
(7)
آية رقم 141 من سورة الأنعام.
مثال التردد الذي سببه الوضع: اللفظ (1) المشترك بين معنيين أو بين معان.
فمثال (2) اللفظ المشترك بين معنيين: لفظ القرء، فإنه مشترك بين الطهر والحيض، فقوله تعالى:{ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (3) مجمل لا يدرى على (4) ماذا يحمل (5) القرء من معنييه، هذا مثال المجمل المتردد بين احتمالين.
ومثال اللفظ المشترك بين معان: لفظ العين؛ فإنه مشترك بين العين الباصرة، والفوارة (6)، وعين الركبة، وعين الميزان، وعين الشمس، وعين الرحى، وذات الشيء، وخيار الشيء، وغير ذلك (7)، هذا مثال المجمل المتردد بين أكثر من احتمالين، هذا بيان السبب الذي هو من جهة الوضع.
ومثال السبب الثاني الذي هو التردد (8) من جهة التجويز العقلي: لفظ الرجل، فإذا قلت: رأيت رجلًا، فإنه يصدق على زيد، أو عمرو (9) أو بكر، أو نصر (10)، أو خالد، أو عامر، أو ناصر، أو على (11) غيرهم (12) من سائر
(1) في ط: "للفظ".
(2)
في ز وط: "مثال".
(3)
آية رقم 228 من سورة البقرة.
(4)
"على" ساقطة من ز.
(5)
في ز: "يحمل عليه".
(6)
في ز: "وبين الفوارة".
(7)
انظر: القاموس المحيط مادة (عين).
(8)
في ط: "المتردد".
(9)
في ز: "وعمرو".
(10)
في ز: "ونصر".
(11)
في ط: "أو ناصر أو علي وعلى غيرهم".
(12)
في ز: "وخالد وعامر وناصر وعلى غيرهم".
أفراد الرجال على البدلية، فإن معقول الرجل قدر مشترك بين كل متصف بالرجولية، ولا يختص به واحد دون آخر إلا بدليل، فإن لفظ الرجل موضوع في اللغة لمعنى واحد وهو معنى الرجولية وليس في الوضع اللغوي إجمال، وإنما التردد فيه من جهة العقل [يجوز أن يكون ذلك الرجل زيدًا أو عمرًا، أو بكرًا، أو نصرًا، أو غيرهم، فالتردد في لفظ الرجل وغيره من سائر الألفاظ (1) المتواطئات والنكرات (2) إنما جاء من جهة العقل](3) لا من جهة الوضع هذا بيان السبب الذي هو من جهة العقل.
وإلى هذا أشار المؤلف بقوله: وقد يكون من جهة العقل كالمتواطئ بالنسبة إلى أشخاص مسماه وقد تقدم معنى المتواطئ (4).
فتحصل مما ذكرناه (5) أن سبب التردد شيئان (6): الاشتراك اللفظي أو الاشتراك (7) المعنوي.
قوله: (نحو قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (8) فهو ظاهر بالنسبة إِلى الحق، مجمل بالنسبة إِلى مقاديره).
ش: لما ذكر المؤلف حقيقة الظاهر والمجمل أولًا ذكر ها هنا (9) مثالهما،
(1)"الألفاظ" ساقطة من ز.
(2)
"النكرات" ساقطة من ز.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(4)
انظر: (1/ 264) من هذا الكتاب.
(5)
في ز: "مما قررناه"، وفي ط:"مما قدرناه".
(6)
في ز: "سببان".
(7)
في ط: "والاشتراك".
(8)
آية رقم 141 من سورة الأنعام.
(9)
"ها هنا" ساقطة من ط.
فمثلهما (1) معًا بقوله تعالى (2): {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} .
فقوله (3): (فهو ظاهر بالنسبة إِلى الحق) أي: هذا الدليل ظاهر بالنسبة إلى ثبوت الحق؛ لأن الحق ثابت فيه بلا شك وهو مجمل بالنسبة إلى مقادير الحق، هل النصف أو الربع أو الثلث أو غير ذلك؟
وقيل: معنى قوله: (ظاهر بالنسبة إلى الحق) أي: هذا الدليل ظاهر بالنسبة إلى حمل الحق على الوجوب؛ لأن لفظ الحق يحتمل الوجوب، ويحتمل الندب، فحمله على الوجوب ظاهر راجح، وحمله على الندب (4) مرجوح (5).
مثاله في الوجوب: قوله تعالى (6): {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (7).
ومثاله في الندب: قوله تعالى في المتعة: {حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} (8)؛ لأن
(1) في ط: "مثالهما فمثلهما".
(2)
"تعالى" لم ترد في ط.
(3)
في ز: "قوله".
(4)
في ط: "المندوب".
(5)
في ز: "مرجوح؛ لأن لفظ الحق استعمل في الوجوب والندب"، وفي ط:"لأن لفظ يستعمل في الوجوب والندب" ..
(6)
"قوله تعالى" لم ترد في ط.
(7)
آية رقم 47 من سورة الروم.
وانظر: تفسير القرطبي 14/ 43، وتفسير الشوكاني 4/ 230، وتفسير ابن سعدي 6/ 138.
(8)
قال تعالى: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 236].
المتعة مستحبة لعدم تقديرها و (1) لتعليقها بالإحسان؛ إذ لو كانت واجبة لأطلقها على كل أحد (2) من المحسنين وغيرهم (3).
[فالحق إذًا يستعمل في الوجوب والندب (4).
و (5) يحتمل أن يكون معنى الكلام، هذا الدليل ظاهر بالنسبة إلى حمل الأمر بالحق على الوجوب؛ لأن الأمر يستعمل في الوجوب كقوله (6) تعالى:{أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (7) ويستعمل في الندب كقوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (8)، فالأمر (9) في قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ
(1)"الواو" ساقطة من ط.
(2)
في ط: "واحد".
(3)
اختلف العلماء في مقتضى الأمر في قوله تعالى: {وَمَتِّعُوهُنَّ} على قولين:
الأول: أنه يحمل على الوجوب لمقتضى الأمر، وإليه ذهب ابن عمر، وعلي بن أبي طالب، والحسن بن أبي الحسن، وسعيد بن جبير، وأبو قلابة، والزهري، وقتادة، والضحاك بن مزاحم.
الثاني: أنه يحمل على الندب، وإليه ذهب أبو عبيد، ومالك بن أنس، وأصحابه، والقاضي شريح، واستدلوا بدليلين:
الأول: أن الله تعالى لم يقدرها وإنما وكلها إلى اجتهاد المقدر.
الثاني: أن الله تعالى قال: {حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} و {عَلَى الْمُتَّقِينَ} ولو كانت واجبة لأطلقها على الخلق أجمعين فتعليقها بالإحسان وليس بواجب وبالتقوى وهو معنى خفي دل على أنها للاستحباب.
انظر: تفسير القرطبي 3/ 200، 203، أحكام القرآن لابن العربي 1/ 217.
(4)
قوله: "فالحق إذًا يستعمل في الوجوب والندب" ساقط من ط.
(5)
"الواو" ساقطة من ط.
(6)
في ط: "لقوله".
(7)
آية رقم 72 من سورة الأنعام.
(8)
آية رقم 33 من سورة النور.
(9)
في ط: "فالأمر إذًا".
حَصَادِهِ} (1) يحتمل حمله على الوجوب، ويحتمل حمله على الندب، وحمله على الوجوب ظاهر أرجح، وحمله على الندب (2) مرجوح.
فالاحتمال في التأويل الأول في نفس الحق (3)، هل يراد به الوجوب؟ أو يراد به الندب؟ والاحتمال في التأويل الآخر راجع إلى مدلول الأمر هل (4) يراد به الوجوب أو الندب؟ تقدير الكلام على التأويل الأول فهو ظاهر بالنسبة إلى مدلول الحق، وتقديره على التأويل الآخر فهو ظاهر بالنسبة إلى مدلول الأمر بالحق، أي: ظاهر بالنسبة إلى وجوب الحق؛ لأن الأمر ظاهر في حمله على الوجوب.
فقوله إذًا: (فهو ظاهر بالنسبة إِلى الحق) فيه [ثلاثة](5) تأويلات:
قيل: معناه ظاهر بالنسبة إلى (6) ثبوت الحق.
وقيل: معناه ظاهر بالنسبة إلى معنى الحق.
وقيل: معناه ظاهر بالنسبة إلى معنى الأمر بالحق.
وأقربها التأويل الأول، والله أعلم] (7).
و (8) قوله: (مجمل بالنسبة إِلى مقاديره).
(1) آية رقم 141 من سورة الأنعام.
(2)
في ط: "المندوب".
(3)
في ط: "فالاحتمال في الندب في نفس الحق".
(4)
في ط: "وهل".
(5)
في ز (ثلاث) والمثبت هو الصواب.
(6)
من قوله: "وجوب الحق" إلى قوله: "بالنسبة إلى" ساقط من ط.
(7)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(8)
"الواو" ساقطة من ز وط.
هذا مثال المجمل [أي هذا الدليل مجمل بالنسبة إلى مقادير الحق](1)؛ لأن هذا اللفظ الذي هو الحق يصدق على العشر، وعلى التسع، وعلى الثمن، وعلى السبع، وعلى السدس، وعلى (2) غيرها من سائر الأجزاء، فهذا الإجمال إنما تطرق إلى هذا اللفظ من طريق العقل لا من طريق الوضع اللغوي، وهذا الإجمال الكائن في هذه الآية قد زال بقوله عليه السلام:"فيما سقت السماء (3) العشر، وفيما سقي بنضح أو دالية نصف العشر"(4).
(1) المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل.
(2)
"على" ساقطة من ز.
(3)
في ط: "الماء".
(4)
ورد هذا الحديث بطرق متعددة، فقد أخرجه البخاري في صحيحه (1/ 359) في كتاب الزكاة باب العشر فيما يسقى من ماء السماء وبالماء الجاري، عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريًا العشر، وما سقي بالنضح نصف العشر".
وأخرجه الترمذي بهذا اللفظ (3/ 23).
وأخرجه أبو داود عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان بعلًا العشر، وفيما سقي بالسواني أو النضح نصف العشر" كتاب الزكاة باب صدقة الزرع (3/ 352) تعليق عزت الدعاس.
وأخرجه ابن ماجه بهذا اللفظ إلا إنه ليس فيه النضح، كتاب الزكاة باب صدقة الزرع (1/ 581).
وأخرجه النسائي بهذا اللفظ في كتاب الزكاة، باب ما يوجب العشر (5/ 41).
وورد هذا الحديث من طريق آخر أخرجه مسلم عن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فيما سقت الأنهار والغيم العشور، وفيما سقي بالسانية نصف العشر" كتاب الزكاة، باب ما فيه العشر أو نصف العشر (2/ 675).
وأخرجه أبو داود عن جابر في كتاب الزكاة باب صدقة الزرع 3/ 253.
وأخرجه النسائي في كتاب الزكاة باب ما يوجب العشر وما يوجب نصف العشر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (5/ 42)، وورد من طريق آخر أخرجه النسائي عن معاذ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني أن آخذ مما سقت السماء العشر وفيما سقي بالدوالي نصف العشر (5/ 42)، وأخرجه عن معاذ، ابن ماجه في كتاب الزكاة (1/ 581)، وأخرجه الدارمي عن معاذ في كتاب الزكاة باب العشر فيما سقت السماء (1/ 393)، وأخرجه من طريق آخر عن معاذ أبو داود (3/ 253).
(*) ذكر بعض الأصوليين أسبابًا أخرى للإِجمال أذكرها ها هنا مختصرة تتميمًا للفائدة:
الأول: الإجمال العارض للفظ بواسطة الإعلال كالمختار فإنه صالح لاسم الفاعل واسم المفعول.
الثاني: بواسطة جمع الصفات وإردافها بما يصلح أن يرجع إلى كلها أو إلى بعضها نحو قولك: زيد طبيب، أديب، خياط، ماهر، فقولك: ماهر يصلح أن يكون راجعًا إلى الكل أو إلى البعض.
الثالث: المجمل بواسطة استثناء المجهول كقوله تعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} [المائدة: 1]، ثم بين الله هذا المستثنى فصار معلومًا وانتفى الإجمال.
الرابع: المجمل بواسطة التركيب كقوله تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} [سورة البقرة: 237]، فإن من بيده العقدة يحتمل أن يكون هو الزوج أو الولي.
الخامس: المجمل بسبب التردد في عود الضمير إلى ما تقدمه، كقولك: كل ما علمه الفقيه فهو كما علمه، فإن الضمير في هو متردد بين العود إلى الفقيه وإلى معلومه.
السادس: المجمل بسبب الِوقف والابتداء كما في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [الآية 7 من سورة آل عمران]، فالواو في قوله:{وَالرَّاسِخُونَ} ، مترددة بين العطف والابتداء ويختلف المعنى بذلك.
السابع: الإجمال بصلاحية اللفظ للمتشابهين بوجه ما كالنور للعقل والشمس.
الثامن: الإجمال بصلاحيته لمتماثلين كالجسم للسماء والأرض، والرجل لزيد وعمرو.
التاسع: قد يكون الإجمال بسبب إخراج اللفظ في عرف الشرع عما وضع له في اللغة عند القائلين بذلك قبل بيانه لنا، كقوله تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [سورة البقرة: 43]، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ =
قوله: (والمبين (1) هو: ما أفاد معناه إِما (2) بسبب الوضع أو بضميمة بيان (3) إِليه).
ش: هذا هو المطلب الثاني عشر في حقيقة (4) المبين (5) وهو مأخوذ من: البيان وهو: الوضوح، والظهور (6)، يقال: المبين والمفسر كما يقال في مصدريهما (7): البيان والتفسير.
قوله (8): (والمبين هو ما أفاد معناه) أي: ومعنى اللفظ المبين هو: اللفظ الذي أفاد للسامع (9) المراد به (10)، واحترز بذلك من المشترك والمجمل؛ لأن كل واحد منها لا يفيد لسامعه (11) المراد به.
= سَبِيلًا} [سورة آل عمران: 97]، فإنه يكون مجملًا لعدم إشعار اللفظ بما هو المراد منه بعينه من الأفعال المخصوصة.
انظر: المستصفى 1/ 360، الإحكام للآمدي 3/ 11، نهاية السول 2/ 510 - 511 الإبهاج في شرح المنهاج 2/ 227 - 228.
(1)
في ط: "المميز".
(2)
"إما" ساقطة من ط.
(3)
في ط: "البيان".
(4)
في ط: "حد".
(5)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 38، المعتمد 1/ 292، البرهان 1/ 159 - 168، المستصفى 1/ 364، الإحكام للآمدي 3/ 25، نهاية السول 2/ 542، الإبهاج في شرح المنهاج 1/ 231، العدة لأبي يعلى 1/ 100 - 130.
(6)
انظر: الأفعال للسرسقطي 4/ 70.
(7)
في ط: "مصريهما".
(8)
"قوله" ساقطة من ط.
(9)
في ز: "السامع".
(10)
"به" ساقطة من ط.
(11)
في ز: "السامع".
و (1) قوله: (إِما بسبب الوضع أو بضميمة بيان (2) إِليه).
ذكر في هذه الجملة أن البيان يحصل للسامع بشيئين:
أحدهما: وضع اللفظ.
والثاني: ما يضم إلى ذلك اللفظ الذي أريد بيانه.
مثال المبين بسبب وضعه: قولك (3): له عندي عشرة.
وقوله تعالى: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} (4) فإن (5) أسماء الأعداد إذًا (6) أفادت معانيها بنفس وضعها؛ إذ هي نصوص معانيها (7)؛ إذ لا تتحمل أكثرها ولا أقلها (8).
ومثال المبين بما يضم إليه: قوله عليه السلام: "فيما سقت السماء العشر، وفيما سقي بنضح أو دالية نصف العشر"، فهو: بيان لقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (9).
ومثاله أيضًا: فعله عليه السلام لمناسك الحج، فإن فعله ذلك بيان لقوله
(1)"الواو" ساقطة من ز وط.
(2)
في ط: "البيان".
(3)
في ط: "كقولك".
(4)
آية رقم 196 من سورة البقرة.
(5)
في ط: "لأن".
(6)
"إذًا" ساقطة من ز.
(7)
في ط: "في معانيها".
(8)
في ط: "إذ لا يحتمل أقلها ولا أكثرها".
(9)
آية رقم 141 من سورة الأنعام.
تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} (1).
وغير ذلك من سائر أنواع البيان، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله في الباب الثاني عشر في المجمل (2) والمبين.
[فالحق المأمور به في قوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ} مبين بقوله عليه السلام: "فيما سقت السماء العشر، وفيما سقي بنضح أو دالية نصف العشر".
والحج المأمور به في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} (3) مبين بفعله عليه السلام، وبقوله أيضًا، لأنه قال:"خذوا عنّي مناسككم"(4).
وكذلك الصلاة المأمور بها في قوله تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (5) مبينة (6)
(1) آية رقم 97 من سورة آل عمران.
(2)
في ط: "الجمل".
(3)
آية رقم 97 من سورة آل عمران.
(4)
أخرجه الإمام مسلم: عين أبي جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول: "لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه".
انظر: صحيح مسلم، كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر (4/ 79).
وأخرجه أبو داود بهذا اللفظ في كتاب المناسك، باب رمي الجمار، (2/ 201)
وأخرجه الإمام أحمد في المسند 6/ 318، 337، 378.
(5)
آية رقم 72 من سورة الأنعام.
(6)
في ط: "وهي مبينة".
بفعله عليه السلام، وبقوله أيضًا؛ لأنه قال:"صلوا كما رأيتموني أصلي"(1) وغير ذلك من الأدلة الواردة مجملة، ثم بينت بعد إجمالها] (2).
قوله: (والعام هو: اللفظ (3) الموضوع لمعنى كلي بقيد تتبعه في محاله (4) نحو: {اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} ).
ش: هذا هو المطلب الثالث عشر في حقيقة العام (5).
قوله: (الموضوع) يقتضي أن العموم من عوارض الألفاظ لا من عوارض المعاني.
(1) هذا طرف من حديث وتمامه كما أخرجه البخاري عن مالك بن الحويرث قال: أتينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين يومًا وليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيمًا رفيقًا، فلما ظن أنّا قد اشتهينا أهلنا، أو قد اشتقنا، سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه، قال:"ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم - وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها - وصلوا كما رأيتموني أصلى، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم".
انظر: البخاري كتاب الآذان، باب الآذان للمسافر (1/ 117).
وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 53).
(2)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(3)
"اللفظ" ساقطة من أوخ وش.
(4)
في خ: "في محاله بحكمه".
(5)
انظر تعريف العام في: المحصول 2/ 513، المعتمد 1/ 189، اللمع للشيرازي المطبوع مع تخريجه ص 87، المستصفى 2/ 32، الإحكام للآمدي 2/ 195 - 198، شرح التنقيح للقرافي ص 38، 39، الإبهاج في شرح المنهاج 2/ 80، نهاية السول في شرح منهاج الأصول 2/ 312، شرح المحلي على متن جمع الجوامع 1/ 398، تيسير التحرير 1/ 190، التلويح على التوضيح 1/ 57، كشف الأسرار 2/ 33، العدة 1/ 140، التمهيد 2/ 5.
و (1) قوله: (لمعنى) أخرج به: المشترك؛ لأنه موضوع لمعنيين فأكثر.
وقوله: (كلي) أخرج به: العلم؛ لأنه موضوع لمعنى جزئي.
وقوله: (بقيد تتبعه في محاله) أخرج به: المطلق؛ لأنه موضوع لمعنى كلي بقيد البدلية لا بقيد التتبع لأفراده نحو: رجل صالح (2).
قوله: (بقيد تتبعه) أي: بشرط تتبع ذلك المعنى واستقصائه بالحكم في محاله، أي: في جميع أفراده وأشخاصه، والباء في قوله:(بقيد) للمصاحبة تقديره (3): والعام هو اللفظ الموضوع لمعنى كلي [مصحوبًا بقيد تتبعه أي: بشرط تتبع ذلك المعنى (4) بالحكم في جميع الأفراد والأشخاص سواء كان ذلك الحكم أمرًا، أو نهيًا، أو خبرًا](5) أو كيف ما كان (6).
مثَّله (7) المؤلف بقوله تعالى (8): {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} (9).
فالحكم في هذا المثال هو الأمر بالقتل، والمعنى المتتبع هو: الشرك، ومحال هذا المعنى هو أشخاص المشركين.
واعترض هذا الحد: بأن قيل (10): هذا الحد لا يتناول من المحدود شيئًا؛
(1)"الواو" ساقطة من ط.
(2)
"صالح" ساقطة من ز وط.
(3)
في ط: "تدبره".
(4)
"المعنى" ساقطة من ز.
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(6)
في ط: "أو كيف كان ما مثله".
(7)
في ز: "ومثله".
(8)
"تعالى" لم ترد في ز وط.
(9)
آية رقم 5 من سورة التوبة.
(10)
هذا الاعتراض الأول.
لأن تعليق الحكم على معنى كلي بقيد تتبعه في محاله هو حقيقة (1) العلة لا حقيقة (2) العام؛ لأن المعنى الكلي إذا علق عليه (3) وجرى معه في جميع موارده نفيًا وإثباتًا فهو: علة مطردة منعكسة، ولا معنى لتتبع المعنى (4) الكلي بالحكم في محاله إلا اطراده وانعكاسه، فهذا (5) حد لعموم المعاني، وإنما وضع الحد المذكور لعموم الألفاظ، فالحد إذًا لا يتناول المحدود.
الثاني (6): أن كلامه هنا (7) مناقض (8) لكلامه في باب العمومات؛ لأن ظاهر كلامه ها هنا أن مدلول العموم: كلي، لقوله: هو اللفظ [الموضوع لمعنى كلي](9)، وظاهر كلامه في باب العمومات: أن مدلول العموم كلية؛ لأنه قال في باب العمومات في الفصل الثاني في مدلوله: وهو كل واحد واحد (10) لا الكل من حيث هو كل فهو كلية لا كل وإلا لتعذر الاستدلال به حالة النفي والنهي (11). انتهى نصه (12).
(1)"حقيقة" ساقطة من ط.
(2)
"لا" ساقطة من ط.
(3)
في ز: "معه".
(4)
"المعنى" ساقطة من ز.
(5)
"فهذا" ساقطة من ط.
(6)
في ط: "والثاني".
(7)
في ز وط: "ها هنا".
(8)
في ط: "متناقض".
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(10)
"واحد" ساقطة من ط.
(11)
في ز: "أو النهي".
(12)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 95.
فالمراد بالمدلول والموضوع واحد وهو: المسمي؛ لأن (1) هذه الألفاظ الثلاثة مترادفة على معنى واحد، فما ذكره المؤلف في باب العموم هو (2): الصحيح؛ لأن مدلول العام هو: الكلية لا الكل، ولا الكلي.
وقد تقدم لنا في الفصل الخامس معاني هذه الحقائق الثلاث:
فالكلية هي: الحكم على كل فرد فرد بحيث لا يبقى فرد، وهي (3): مدلول العام.
والكل هو: الحكم على المجموع من حيث هو: مجموع، وهو: مدلول أسماء الأعداد.
والكلي هو: الحكم على فرد واحد من غير تعيين، وهو: مدلول النكرات.
فالكلية تتناول جميع (4) الأفراد نفيًا وإثباتًا، والكل يتناول جميع الأفراد إثباتًا ولا يتناولها نفيًا، والكلي يتناول جميع الأفراد نفيًا ولا يتناولها إثباتًا؛ لأنه أعم ويلزم من نفي الأعم نفي الأخص دون العكس.
مثال الكلية التي هي الحكم على كل فرد فرد بحيث لا يبقى فرد: قولك في الإثبات: أكرم المسلمين، فإنه أمر بإكرام جميع أفراد (5) المسلمين.
(1) في ز وط: "فإن".
(2)
في ط: "وهو".
(3)
في ز: "وهو".
(4)
"جميع" ساقطة من ط.
(5)
"أفراد" ساقطة من ز.
[ومثاله (1) في النفي: ما رأيت المسلمين، فإنه نفي لجميع أفراد المسلمين](2).
وكذلك قولك (3): لا تضرب المسلمين، فإنه نهي عين ضرب جميع أفراد المسلمين.
فتبين من هذه الأمثلة أن الكلية تتناول الخصوصات (4) في الإثبات والنفي.
ومثال الكل الذي هو الحكم على المجموع من حيث هو مجموع: قولك في الإثبات: أكرم عشرة، فإنه أمر بإكرام جميع أفراد العشرة.
ومثاله في النفي: ما رأيت عشرة فإنه إخبار بأنه ما رأى مجموع العشرة، وليس فيه ما يدل (5) على نفي رؤية أفراد العشرة؛ لأنه يجوز أن يرى تسعة، أو ثمانية، أو غيرها من أفراد العشرة.
ومثاله في النهي: لا تكرم عشرة، فإنه نهي عن إكرام مجموع العشرة، وليس فيه ما يدل على النهي عين إكرام أقل من مجموع العشرة، فيجوز له أن يكرم تسعة أو ثمانية أو غيرها من أفراد العشرة، فإنه لم ينهه (6) إلا عن إكرام المجموع من حيث هو مجموع.
(1) المثبت من ز، وفي الأصل:"ومثالها".
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(3)
في ز: "في النهي".
(4)
في ز: "جميع الأفراد".
(5)
"ما" ساقطة من ط.
(6)
في ز وط: "ينه".
فتبين من هذه الأمثلة: أن الكل يتناول جميع الأفراد في الإثبات ولا يتناولها في النفي (1).
ومثال الكلي الذي هو الحكم على القدر المشترك من غير تعيين أفراده، قولك في الإثبات: [أكرم رجلًا، فإنه أمر بإكرام رجل من غير تعيين لفرد من أفراد الرجال، فإنه لا يتناول خصوص الأفراد في الإثبات.
وكذلك قولك] (2): رأيت رجلًا، فإنه إخبار برؤية رجل من غير تعيين فرد من أفراد الرجال؛ لأنه لا يتناول إلا القدر المشترك فلا يتناول خصوص الأفراد في الإثبات.
ومثاله في النهي: قولك: لا تكرم رجلًا، فإنه نهي عن إكرام جميع الأفراد، وكذلك قولك في النفي: ما رأيت رجلًا، فإنه نفي لرؤية جميع أفراد الرجال.
[فتبين من هذه الأمثلة أن: الكلي يتناول الأفراد في النهي والنفي ولا يتناولها في الإثبات](3)، فلو كان مدلول اللفظ العام [كلًا](4)، لتعذر
(1) في ز: "في النفي والنهي".
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(3)
ما بين المعقوفتين ورد في ز بلفظ: "لأن الكلي يتناول جميع الأفراد في النفي والنهي ولا يتناولها في الإثبات، وأن الكلي يتناول الأفراد في الإثبات ولا يتناولها في النفي والنهي"، وفي ط: "لأن الكلي يتناول جميع الأفراد في النفي والنهي فتبين من هذه الأمثلة أن الكلي يتناول الأفراد في النفي والنهي ولا يتناولها في الإثبات وأن الكلي يتناول الأفراد في الإثبات ولا يتناولها في النفي والنهي فلو كان
…
إلخ".
(4)
المثبت من "ز" و"ط"، وفي الأصل (كليًا).
الاستدلال بالعموم (1) في حالة النفي والنهي كما يتعذر بالكل، فإذا قال الشارع مثلًا: لا تقتلوا صبيان الكفار، وقلنا: مدلوله الكل، يقتضي (2) ذلك النهي عن قتل مجموع الصبيان، وليس فيه نهي عن قتل صبي واحد أو صبيين، وليس هذا (3) شأن العموم، فلا يصح إذًا أن يكون مدلول العموم (4) كلًا.
ولو كان مدلول اللفظ العام أيضًا كليًا: لتعذر الاستدلال بالعموم (5) أيضًا (6) في حال الثبوت (7) كما يتعذر بالكلي، فإذا قال الشارع مثلًا: اقتلوا المشركين، وقلنا: مدلوله الكلي، فيقتضي (8) ذلك الأمر قتل (9) جماعة "ما" من المشركين، وليس فيه أمر بقتل مشرك واحد أو مشركين، وليس هذا شأن (10) العموم (11)؛ لأن شأن العموم (12) تتبع الأفراد بالحكم مطلقًا نفيًا وإثباتًا.
(1) في ز: "بالعام".
(2)
في ز وط: "فيقتضي".
(3)
"هذا" ساقطة من ط.
(4)
في ز وط: "اللفظ العام".
(5)
في ز: "بالعام".
(6)
"أيضًا" ساقطة من ز وط.
(7)
في ز: "الإثبات".
(8)
في ط: "يقتضي".
(9)
في ز وط: "بقتل".
(10)
في ط: "من شأن".
(11)
في ز: "العام".
(12)
في ز: "العام".
فتلخص مما ذكرنا: أن العام مدلوله الكلية (1)، لا كل، ولا كلي؛ لأن الكلية تدل على جميع الأفراد نفيًا وإثباتًا.
قوله: (العام هو اللفظ الموضوع لمعنى كلي بقيد تتبعه في محاله).
ش: هذا الحد أحسن منه ما قاله في باب العموم في قوله في (2) الفصل الثاني في مدلوله: وهو كل واحد واحد لا الكل من حيث هو (3) كل، فهو كلية لا كل، وإلا لتعذر الاستدلال به حالة النفي والنهي. انتهى نصه (4).
فنقول على مقتضى كلامه في باب العموم: حد اللفظ العام هو: اللفظ المقتضي ثبوت الحكم لكل فرد فرد، بحيث لا يبقى فرد، وبالله التوفيق (5).
قوله: (والمطلق هو اللفظ (6) الموضوع لمعنى كلي نحو: رجل (7)).
ش: هذا هو المطلب الرابع عشر في حقيقة اللفظ المطلق (8).
قوله: (الموضوع لمعنى)، أخرج به المشترك؛ لأنه موضوع لأكثر من معنى.
وقوله: (كلي) أخرج به: العلم؛ لأنه موضوع لمعني جزئي، وأخرج به
(1) في ز: "كلية".
(2)
"في" ساقطة من ط.
(3)
"هو" ساقطة من ط.
(4)
شرح التنقيح للقرافي ص 195.
(5)
في ز وط: "وبالله التوفيق بمنه".
(6)
"اللفظ" ساقطة من أ.
(7)
في ز: "كرجل".
(8)
انظر: المعتمد 1/ 288، اللمع مع تخريجه ص 32، الإحكام للآمدي 3/ 3، شرح التنقيح ص 39، 40، الوجيز للكرماستي ص 34.
أيضًا (1) العام؛ لأنه موضوع لمعنى كلية (2).
وقوله: (لمعنى كلي) سواء (3) كان مستويًا في محاله، أو مختلفًا في محاله، فيندرج فيه: المتواطئ، والمشكك.
قوله: (نحو رجل)؛ لأن (4) لفظ رجل موضوع لمعنى واحد، وهو: الرجولية، وكذلك لفظ الإنسان موضوع لمعنى واحد وهو: الإنسانية، وكذلك لفظ الحيوان موضوع لمعنى (5) واحد وهو: الحيوانية.
قوله: (والمقيد هو: اللفظ الذي أضيف إِلى مسماه معنى زائد عليه نحو رجل صالح).
ش: هذا هو المطلب الخامس عشر في حقيقة اللفظ المقيد (6) وهو: ضد المطلق.
مثاله: رجل صالح، أو (7) عالم، أو جاهل، فإن الصلاح والعلم والجهل معان زائدة على الرجولية.
و (8) قوله (9): (معنى) يريد: أو أكثر من معنى واحد، نحو:
(1)"أيضًا" ساقطة من ز.
(2)
في ز: "كلي".
(3)
في ز: "أي سواء".
(4)
في ز: "أي لأن".
(5)
في ز: "فإنه موضوع".
(6)
انظر: المصادر السابقة في ص 353.
(7)
"أو" ساقطة من من ط.
(8)
"الواو" ساقطة من ز.
(9)
"وقوله" ساقطة من ط.
زيد (1) عالم صالح شجاع سخي، أو غير ذلك.
قال المؤلف في الشرح: التقييد والإطلاق أمران إضافيان، فرب مطلق مقيد بنسبة (2)، ورب مقيد مطلق بنسبة (3)، فإذا قلت: حيوان ناطق، فهذا مقيد، وإذا عبرت عنه بإنسان صار مطلقًا، وإذا قلت: إنسان ذكر، كان مقيدًا، وإذا عبرت عنه برجل (4) صار مطلقًا، وكذلك ما من مطلق إلا و (5) يمكن جعله مقيدًا بتفصيل (6) مسماه، والتعبير عن الجزئين بلفظين، وما من مقيد إلا و (7) يمكن أن (8) يعبر عنه [بلفظ واحد](9) فيصير مطلقًا، إلا ما يندر جدًا كالبسائط (10). انتهى نصه (11).
وضابط ذلك: أن كل حقيقة إن (12) اعتبرت من حيث هي هي فهي مطلقة، وإن اعتبرت مضافة إلى غيرها فهي: مقيدة.
قوله: (والأمر هو اللفظ الموضوع لطلب الفعل طلبًا (13) جازمًا (14) على
(1) في ز: "رجل".
(2)
في ط: "بالنسبة".
(3)
في ط: "بالنسبة".
(4)
في ط: "بالرجل".
(5)
"الواو" ساقطة من ط.
(6)
في ز: "بتفسير".
(7)
"الواو" ساقطة من ط.
(8)
في ط: "إلا".
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(10)
في ز: "كالبساط".
(11)
شرح تنقيح الفصول للقرافي ص 39 - 40.
(12)
المثبت من ز، ولم ترد "إن" في الأصل.
(13)
"طلبًا" ساقطة من ط.
(14)
في ط: "جزمًا".
سبيل الاستعلاء نحو: قم).
ش: هذا هو المطلب السادس عشر في حقيقة الأمر (1).
قوله: (اللفظ)(2) هذا بناء (3) على القول بأن الأمر حقيقة في اللساني مجاز في النفساني، وهو مذهب الأصوليين.
وقيل: بالعكس وهو مذهب المتكلمين.
وقيل: حقيقة فيهما، وسيأتي (4) بيانه في باب (5) الأوامر (6) إن شاء الله تعالى (7)(8).
قوله: (اللفظ الموضوع) احترازًا من اللفظ المهمل، نحو: مقلوب زيد (9)، فإن قولك: ديز، وقول: لجر (10) لفظ مهمل (11) أي غير موضوع،
(1) انظر: المعتمد 1/ 43، العدة 1/ 157، اللمع مع تخريجه ص 64، البرهان 1/ 203، المستصفى 1/ 411، الإحكام للآمدي 2/ 137 - 141، شرح تنقيح الفصول ص 40، نهاية السول في شرح منهاج الأصول 2/ 226، الإبهاج في شرح المنهاج 2/ 3، شرح المحلي على متن جمع الجوامع 1/ 366، تيسير التحرير 1/ 334.
(2)
في ز: "والأمر هو اللفظ".
(3)
في ز: "بيان".
(4)
في ز وط: "ويأتي".
(5)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 126.
(6)
في ط: "الأمر".
(7)
"تعالى" لم ترد في ز وط.
(8)
انظر (2/ 443 - 445) من هذا الكتاب.
(9)
في ز وط: "زيد ورجل".
(10)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"لجمر".
(11)
"لفظ" ساقطة من ز.
أي غير مستعمل (1).
و (2) قوله: (لطلب)، احترازًا من الخبر، والتنبيه، والتمني (3)، والترجي، والتعجب، والنداء، والإنشاء.
وقوله: (الفعل)، احترازًا من النهي؛ لأنه طلب الترك لا الفعل واحترازًا من الاستفهام أيضًا؛ لأنه طلب الحقيقة [لا طلب الفعل](4).
وقوله: (طلبًا جازمًا) أي: طلبًا (5) لا فسحة فيه للمكلف، احترازًا من المندوب فإنه طلب غير جازم، أى فيه فسحة للمكلف؛ إذ لا يجب فعله على المكلف (6).
قوله: (طلبًا جازمًا)، هذا جار (7) على القول بأن المندوب (8) غير مأمور به.
والصحيح أن المندوب مأمور به؛ لأن (9) العلماء يقولون: الأمر على قسمين: [أمر إيجاب أو أمر ندب](10).
(1) في ز: "أي ليس بمستعمل".
(2)
"الواو" ساقطة من ط.
(3)
في الأصل وز وط (وهو التمني) والمثبت هو الصواب.
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(5)
في ز: "بلا"، وفي ط:"أي لا فسحة".
(6)
في ز وط: "المكلف به".
(7)
"جار" ساقطة من ط.
(8)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"الندب".
(9)
في ط: "فإن".
(10)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"واجب ومندوب".
وقوله: (على سبيل الاستعلاء)، احترازًا من الدعاء والالتماس.
وقوله: (على سبيل الاستعلاء) أي: يشترط (1) أن يكون في لفظ الأمر ما يدل على الغلبة والقهر؛ لأن الاستعلاء معناه: الغلبة والقهر، ومنه (2) قوله تعالى:{وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} (3)، أي: غلب وقهر.
[وقوله: (على سبيل الاستعلاء) هذا على القول بشرط الاستعلاء في الأمر](4).
وقوله: (على سبيل (5) الاستعلاء) ظاهره أيضًا: أن العلو لا يشترط (6) في الأمر؛ لأنه ذكر الاستعلاء ولم يذكر العلو.
ومعنى العلو: أن يكون الآمر أعلى (7) رتبة من المأمور، كأمر الله جل وعلا (8) لعباده، وكأمر الملك لرعيته (9)، وكأمر السيد لعبده، وكأمر الوالد لولده، وكأمر الزوج لزوجته.
وهذه المسألة اختلف فيها على ثلاثة مذاهب:
(1) في ط: "بشرط".
(2)
في ط: "نحو".
(3)
سورة طه، آية رقم 64.
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز وط.
(5)
"سبيل" ساقطة من ط.
(6)
في ط: "لا يشترك".
(7)
في ط: "على".
(8)
في ز: "عز وجل".
(9)
في ط: "الرعية".
قيل: يشترط العلو دون الاستعلاء.
وقيل: يشترط الاستعلاء دون العلو.
وقيل: لا يشترط واحد منهما.
وهذه الأقوال المذكورة نص عليها (1) المؤلف في باب الأوامر في قوله: ولا يشترط فيه علو الآمر خلافًا للمعتزلة، واختار الباجي من المالكية وأبو الحسين (2) والإمام فخر الدين، الاستعلاء، ولم يشترط غيرهم الاستعلاء ولا العلو.
والاستعلاء: هيئة في الأمر من الترفع وإظهار القهر (3).
والعلو: يرجع إلى هيئة الآمر من (4) شرفه وعلو منزلته بالنسبة إلى المأمور. انتهى نصه (5).
(1) المثبت من ز وط، وفي الأصل:"عليه".
(2)
في ز وط: "أبو الحسن من المعتزلة".
وأبو الحسن هو محمد بن علي بن الطيب البصري، سكن بغداد، ودرس بها الكلام، وهو شيخ المعتزلة وصاحب التصانيف الكلامية، وكان من أذكياء زمانه، أخذ عن القاضي عبد الجبار، توفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة (436 هـ).
مصنفاته منها: "المعتمد" في الأصول وهو من الكتب التي أخذ فخر الدين الرازي المحصول منها، و"تصفح الأدلة"، و"غرر الأدلة"، و"شرح الأصول الخمسة"، و"الإمامة".
له ترجمة في: وفيات الأعيان 4/ 271، شذرات الذهب 3/ 259، تاريخ بغداد 3/ 100، طبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبار وأحمد بن المرتضى تحقيق علي سامي النشار ص 125.
(3)
في ز: "القدر".
(4)
في ط: "في شرفه".
(5)
هذا نص كلام القرافي في متن التنقيح. انظر: الشرح ص 136، 137.
فذكر أن (1) الاستعلاء: صفة في الكلام وهو الأمر، وأن (2) العلو: صفة للمتكلم (3) وهو الآمر.
وقال القاضي عبد الوهاب في الملخص: اشتراط العلو هو القول الذي عليه جمهور العلماء (4) واللغويين (5).
والدليل على ذلك أن أرباب اللغة فرقوا بين الأمر والسؤال والالتماس [بعلو الرتبة](6) فقالوا: إذا كان الطلب من الأعلى إلى الأدنى فهو أمر، وإذا (7) كان من الأدنى إلى الأعلى فهو سؤال، وإذا كان من المساوي إلى مساويه فهو التماس.
وسيأتي بيان ذلك في باب (8) الأوامر (9) إن شاء الله تعالى (10).
وأورد (11) على (12) قوله: (لطلب الفعل): أنه غير جامع؛ لأنه
(1)"أن" ساقطة من ط.
(2)
"أن" ساقطة من ز.
(3)
في ط: "في المتكلم".
(4)
في ط: "الجمهور من العلماء".
(5)
انظر نسبة هذا القول للقاضي عبد الوهاب في: شرح التنقيح للقرافي ص 137، والتوضيح شرح التنقيح لأحمد حلولو ص 118.
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(7)
في ز: "وأن".
(8)
"باب" ساقطة من ز وط.
(9)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 137، وانظر (2/ 492) من هذا الكتاب.
(10)
"تعالى" لم ترد في ز.
(11)
في ط: "وأريد".
(12)
في ط: "على ذلك".
خرج (1) طلب القول والاعتقاد؛ لأنه يؤمر بالقول والاعتقاد كما يؤمر بالفعل كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (2)، وقوله تعالى:{قُولُوا آمَنَّا} (3)، وقوله تعالى في الأمر بالاعتقاد:{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (4)، {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (5)، وغير ذلك.
أجيب (6) عن ذلك: بأن المراد بالفعل إيجاد الشيء [وإدخاله في الوجود، فمعنى قوله: (لطلب الفعل) (7)، أي لطلب (8) إيجاد الشيء فيندرج في كلامه الفعل والاعتقاد](9)(10)؛ لأن إيجاد الشيء أعم من الفعل (11)، أو (12) القول والاعتقاد (13) ولك أن تقول: أطلق المؤلف الفعل على العمل الذي هو أعم من عمل الجوارح وعمل اللسان وعمل القلب؛ لأن تحريك اللسان والقلب عمل (14).
(1) في ز وط: "خرج منه".
(2)
سورة الإخلاص، آية رقم 1.
(3)
قال تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} ، سورة البقرة آية رقم 136.
(4)
سورة الزمر آية رقم 2.
(5)
سورة البينة آية رقم 5، ولم ترد هذه الآية في ز وط.
(6)
في ز: "وأجيب".
(7)
"الفعل" ساقطة من ط.
(8)
"لطلب" ساقطة من ط.
(9)
في ط: "الفعل والقول والاعتقاد".
(10)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(11)
"الفعل" ساقطة من ز.
(12)
"أو" ساقطة من ز.
(13)
"الاعتقاد" ساقطة من ز وط.
(14)
في ز وط: "الفعل".
وأورد أيضًا على قوله: (لطلب الفعل): بأنه غير مانع؛ لأنه يدخل عليه النهي، لأن قوله:(لطلب الفعل) فالفعل (1) لفظ مطلق يصدق على الفعل الذي ليس بكف وهو: متعلق الأمر، ويصدق أيضًا على الفعل الذي هو كف وهو: متعلق النهي؛ لأن المؤلف قال في باب النواهي: ومتعلقه فعل ضد المنهي عنه؛ لأن العدم غير مقدور، وعند (2) أبي هاشم عدم المنهي عنه (3). انتهى نصه.
فإذا كان متعلق النهي فعل الضد (4) فإنه مندرج ها هنا في حكم (5) الأمر، فيكون الحد غير مانع، وإنما يصح هذا الحد (6) على مذهب أبي هاشم (7) القائل: بأن متعلق النهي عدم المنهي عنه؛ لأن العدم ليس فعلًا (8)، وأما على
(1) في ز: "يصدق عليه فإن الفعل".
(2)
في ش: "وعن".
(3)
هذا نص كلام القرافي في متن التنقيح. انظر: شرح التنقيح ص 171.
(4)
في ز: "فعل ضد المنهي عنه"، وفي ط:"فعل ضد والمنهي عنه".
(5)
في ط: "حد".
(6)
"الحد" ساقطة من ط.
(7)
هو عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، أبو هاشم بن أبي علي الجبائي المتكلم المعتزلي، ولد سنة سبع وأربعين ومائتين (247)، وهو شيخ المعتزلة في عصره، وإليه تنسب الطائفة الهاشمية من المعتزلة، وله مصنفات في الاعتزال، وقد سكن بغداد إلى حين وفاته، توفي في بغداد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة (321 هـ).
انظر: تاريخ بغداد 11/ 55، وفيات الأعيان 3/ 183، البداية والنهاية 11/ 176، شذرات الذهب 2/ 289، طبقات المعتزلة ص 94.
(8)
في ز وط: "ليس بفعل".
مذهب الجماعة القائلين: بأن متعلق النهي فعل، فالحد غير مانع لاندراج النهي فيه.
أجيب (1) بأن قيل: خرج النهي (2) من الحد بقوله: الموضوع؛ لأن دلالة النهي على فعل ضد المنهي عنه دلالة التزامية؛ لأن ذلك توسلًا إلى ترك المنهي عنه، ودلالة الالتزام ليست وضعية، وأما دلالة الأمر على الفعل فهي (3) دلالة وضعية؛ لأن تعلق الأمر بالفعل وصف ذاتي، فخرج المنهي (4) بقوله الموضوع والله أعلم.
قوله: (والنهي: هو اللفظ (5) الموضوع لطلب الترك طلبًا جازمًا) (6).
ش: هذا هو المطلب السابع عشر في حقيقة النهي (7) وهو: [مقابل (8) الأمر](9).
(1) في ز وط: "أجيب عن هذا".
(2)
المثبت من ز وط، وفي الأصل "المنهي".
(3)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"فهو".
(4)
في ط: "النهي".
(5)
"اللفظ" ساقطة من خ.
(6)
تعريف النهي ساقط من ش.
(7)
انظر: المعتمد 1/ 168، العدة 1/ 159، اللمع مع تخريجه ص 85، البرهان 1/ 283، المستصفى 1/ 411، شرح التنقيح ص 40، نهاية السول في شرح منهاج الأصول 2/ 293، شرح المحلى على متن الجوامع 1/ 390، تيسير التحرير 1/ 374.
(8)
المثبت من ط، وفي الأصل وز:"مغاير".
(9)
ما بين القوسين ساقط من ز.
قوله: (الموضوع) احترازًا من المهمل.
وقوله: (لطلب) احترازًا من الخبر والتنبيه.
و (1) قوله: (الترك) احترازًا من الأمر والاستفهام؛ لأن الأمر طلب الفعل، والاستفهام طلب الحقيقة.
و (2) قوله: (طلبًا جازمًا) احترازًا من المَكروه؛ لأنه مطلوب الترك، لكن في تركه (3) طلبه فسحة.
ولم يذكر المؤلف الاستعلاء ها هنا (4) في النهي (5) كما ذكره في الأمر، مع أن الأشياخ (6) نصوا على اشتراط العلو أو الاستعلاء معًا في النهي من غير خلاف.
قال المؤلف في الشرح: ولم أر لهم خلافًا في اشتراط العلو والاستعلاء في النهي فتركته (7)، ويلزمهم التسوية بين البابين (8). انتهى (9).
وأورد على قوله: (لطلب الترك): بأن متعلق النهي عدم المنهي عنه، وليس ذلك بمذهب الجماعة القائلين بأن متعلقه فعل ضد المنهي عنه، وإنما هذا
(1)"الواو" ساقطة من ط.
(2)
"الواو" ساقطة من ط.
(3)
"تركه" ساقطة من ز وط.
(4)
في ز: "المؤلف ها هنا بالاستعلاء".
(5)
في ز: "أي في النهي".
(6)
في ز وط: "الأشياء".
(7)
في ز: "فنذكره".
(8)
في ط: "في البابين".
(9)
شرح التنقيح للقرافي ص 40.
على مذهب أبي هاشم القائل بأن متعلقه عدم المنهي عنه.
أجيب عنه بأن قيل: الترك فعل (1) لا عدم؛ لأن العدم غير مقدور للمكلف، وأما الترك فهو مقدور له.
قوله: (والاستفهام هو: طلب حقيقة (2) الشيء (3)) (4).
ش: هذا هو المطلب الثامن عشر في حقيقة الاستفهام.
قوله: (طلب)(5) أي: هو: اللفظ الموضوع لطلب حقيقة الشيء.
قوله: (طلب) احترازًا من الخبر والتنبيه.
وقوله: (حقيقة الشيء) احترازًا من الأمر والنهي؛ لأن الأمر طلب الفعل والنهي طلب الترك؛ وذلك أن الأمر والنهي والاستفهام هذه الأشياء الثلاثة مشتركة في مطلق الطلب، وامتاز الأمر بطلب الفعل، وامتاز النهي بطلب الترك، وامتاز الاستفهام بطلب حقيقة (6) الشيء (7).
مثال الاستفهام: قولك: ما الإنسان؟، أي ما حقيقة الإنسان؟ فيقال: هو الحيوان الناطق.
ومثاله أيضًا: ما الحبر؟ أي ما حقيقة الحبر؟ وهو المداد، فيقال:
(1) في ز وط: "هو فعل".
(2)
في خ: "الحقيقة".
(3)
"الشيء" ساقطة من خ.
(4)
ما بين القوسين ساقط من ش.
(5)
في ز وط: "هو طلب".
(6)
في ز وط: "الحقيقة".
(7)
"الشيء" ساقطة من ز وط.
هو (1) مجموع عفص (2) وزاج وماء.
ومثاله أيضًا: قولك: ما المَلَك؟ [أي ما حقيقة المَلَك؟](3).
فيقال: هو (4) جسم لطيف شفاف، مخلوق من نور، معصوم من الرذائل، مطبوع على الطهارة والطاعة.
قوله: (والاستفهام طلب (5) حقيقة الشيء) معناه: طلب حصول العلم بحقيقة الشيء [بماهية (6) الشيء](7)؛ لأن الحقيقة والماهية واحد.
واعترض هذا الحد بأن قيل: هو (8) غير جامع؛ لأنه (9) لا يتناول (10) من أدوات (11) الاستفهام (12) إلا "ما"؛ لأنها هي التي يسأل بها عن الحقيقة (13).
(1)"هو" ساقطة من ز.
(2)
في ط: "عصف".
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(4)
"هو" ساقطة من ط.
(5)
في ط: "هو طلب".
(6)
في ط: "أي بماهية".
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(8)
"هو" ساقطة من ط.
(9)
المثبت من ز، ولم ترد "لأنه" في الأصل وط.
(10)
في ط: "فلا يتناول".
(11)
في ط: "ذوات".
(12)
الاستفهام والاستعلام والاستخبار بمعنى واحد، فالاستفهام مصدر استفهمت أي: طلبت الفهم، وهذه السين تفيد الطلب، وكذلك الاستعلام والاستخبار مصدر استعلمت واستخبرت، ولما كان الاستفهام معنى من المعاني لم يكن بد من أدوات تدل عليه إذ الحروف هي الموضوعة لإفادة المعاني.
انظر: شرح المفصل لابن بعيش 8/ 150.
(13)
في ط: "حقيقة الشيء".
[وأما غير "ما" فيسأل (1) بها عن شيء آخر غير الحقيقة](2).
وذلك أن "مَنْ" مثلا (3) يسأل بها عما التبس من الذوات، و"أي" يسأل بها عما التبس من المشتركات، و"كيف" يسأل بها عما التبس من الأحوال، و"كم" يسأل بها عما التبس من المعدود (4)، و"متى" يسأل بها عما التبس من الأزمنة، و"أين" يسأل بها عما التبس من الأمكنة، و"هل" و"الهمزة"(5) يسأل بها عما التبس من الموجود (6).
وقال بعضهم: بل (7) كلام المؤلف صادق على الجميع، قال أرباب علم البيان: الاستفهام (8) طلب ما في الخارج أن يحصل في الذهن [من تصور أو تصديق، فقول المؤلف: طلب حقيقة الشيء، أي طلب حقيقة الشيء الموجود في الخارج أن يحصل في الذهن](9) وذلك أعم من أن يكون الموجود في الخارج (10) تصورًا أو تصديقًا، والله أعلم.
فكلامه صادق على جميع أدوات الاستفهام وهي [ثلاث عشرة](11) وهي:
(1) في ط: "وغيرها يسئل".
(2)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط ولم يرد في الأصل.
(3)
"مثلًا" ساقطة من ط.
(4)
في ط: "المعدودات".
(5)
انظر هل والهمزة وهما حرفا استفهام في شرح المفصل لابن يعيش 8/ 150.
(6)
المثبت في ز وط، وفي الأصل:"الوجود".
(7)
"بل" ساقطة من ز.
(8)
المثبت من ز وط ولم ترد "الاستفهام" في الأصل.
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(10)
في ز: "بالخارج".
(11)
في الأصل وز وط (ثلاثة عشر) والمثبت هو الصواب.
الهمزة، وهل، وأم المنقطعة، وأم المتصلة، ومن، وما، وأي (1)، وكيف، ومتى، وأين، وأيان، وأنى.
فأما الهمزة - وهي (2) الأصل في هذا (3) الباب - فيستفهم بها عن التصور وعن (4) التصديق.
وأما هل فيستفهم بها عن التصديق خاصة، وكذلك أم المنقطعة.
وأما المتصلة فيستفهم بها عن التصور خاصة، وكذلك ما بقي من الحروف.
مثال الهمزة في التصور: ألَبن في الإناء أم عسل؟ فالمسئول عنه (5) في هذا المثال هو: المظروف.
ومثاله أيضًا قولك (6): أعسل في الخابية أم في الزق؟ فالمسئول عنه (7) في هذا المثال هو: الظرف.
ومثاله أيضًا (8) قولك: أضربت زيدًا؟ فالمسئول عنه في هذا المثال هو: الفعل.
(1)"أي" ساقطة من ز.
(2)
في ط: "فهي".
(3)
"هذا" ساقطة من ز وط.
(4)
"عن" ساقطة من ط.
(5)
"عنه" ساقطة من ز.
(6)
في ز: "مالك".
(7)
"عنه" ساقطة من ز.
(8)
"أيضًا" ساقطة من ز.
ومثاله أيضًا قولك: أأنت ضربت زيدًا؟ فالمسئول عنه في هذا المثال (1) هو: الفاعل.
ومثاله أيضًا: أزيدًا ضربته (2) فالمسئول عنه في هذا المثال هو: المفعول.
و (3) مثال الهمزة في التصديق قولك: أزيد قائم (4)؟، ومثاله أيضًا: أقام زيد (5)؟
ومثال هل في التصديق قولك: هل قام زيد؟ ومثاله أيضًا: هل زيد قائم؟
ومثاله أيضًا (6): هل عمرو قاعد؟ ولا يستعمل هل في التصور، فلا يجوز أن تقول: هل زيد قام أم عمرو.
وأما "ما" فيسأل بها عن شرح الاسم، أو عن (7) شرح المسمى، أي يسأل بها عن شرح الاسم لمن هو عارف بالمسمى، إلا أنه جاهل بدلالة الاسم عليه، كمن علم حقيقة الإنسان وسمع لفظ البشر، ولم يعلم موضوعه (8)، فإذا قال: ما (9) البشر؟ أي ما المراد بالبشر؟
(1) في ز: "المثال الثاني".
(2)
في ز وط: "ضربت".
(3)
"الواو" ساقطة من ط.
(4)
في ز وط: "أقام زيد".
(5)
في ز وط: "أزيد قائم".
(6)
"أيضًا" ساقطة من ط.
(7)
في ز: "وعن".
(8)
في ز: "معناه ومدلوله".
(9)
"ما" ساقطة من ط.
فيقال له: الإنسان، أو الحيوان الناطق، هذا بيان شرح الاسم.
وأما شرح المسمى فهو لمن هو عارف بدلالة الاسم عليه، إلا أنه جاهل بالمسمى.
وأما "من" فيسأل بها عن الشخص، كقولك: من في الدار؟
وأما "أي" فيسأل بها عما يميز أحد المتشاركين في أمر يعمهما، كقولك: أي ما هو الإنسان من أنواع الحيوان؟ فيقال: الناطق [ومنه قوله تعالى: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} (1) أي أنحن أم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟](2).
وأما "كم" فيسأل بها عن العدد، كقولك: كم عبدًا عندك؟، ومنه قوله تعالى:{كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ} (3).
وأما "كيف" فيسأل بها عن الحال، كقولك: كيف حال زيد؟
وأما "أين" فيسأل بها عن المكان [كقولك: أين دارك؟](4).
وأما متى فيسأل بها عن الزمان كقولك: متى سفرك؟
وأما "أيان" فيسأل بها (5) عن الزمان المستقبل كقولك: أيان يخرج السلطان؟، ومنه قوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} (6).
(1) قال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} [مريم: 73].
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(3)
قال تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ} [سورة البقرة آية رقم 211].
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(5)
المثبت من ط، ولم ترد "بها" في الأصل وز.
(6)
سورة الأعراف آية رقم 187.
وأما "أنى": فتارة تكون بمعنى كيف، نحو قوله تعالى:{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} (1) أي كيف شئتم.
وتارة تكون بمعنى "أين"، كقوله تعالى:{أَنَّى لَكِ هَذَا} (2)، أي: من أين لك هذا؟
قوله (3): (والخبر (4) هو: اللفظ (5) الموضوع للفظين فأكثر، أسند مسمى أحدهما إِلى مسمى (6) الآخر إِسنادًا يقبل الصدق والكذب (7) لذاته، نحو: زيد قائم).
ش: واعلم أن الخبر (8) لغة يطلق على: الإشارة، ويطلق على: كلام الحال، ويطلق على: كلام النفس، ويطلق على: كلام اللسان.
مثال إطلاقه على الإشارة: أخبرتني (9) عيناك بكذا، ومنه قول الشاعر:
(1) سورة البقرة آية رقم 223.
(2)
سورة آل عمران آية رقم 37.
(3)
في ز: "قوله".
(4)
كلمة "الخبر" ساقطة من ش.
(5)
"اللفظ" ساقطة من أوخ وش.
(6)
"إلى مسمى" ساقط من ط.
(7)
في ش: "التصديق والتكذيب".
(8)
الخبر لغة: النبأ، وخبره وأخبره بكذا: أنبأه، وهو مشتق من الخبار، وهي الأرض الرخوة، والخبر يثير الفائدة كما أن الأرض الخبار تثير الغبار إذا قرعها الحافر.
لسان العرب وتهذيب اللغة للأزهري مادة (خبر).
وفي الاصطلاح عرفه أبو الحسن البصري فقال: هو كلام يفيد بنفسه إضافة أمر من الأمور إلى أمر من الأمور نفيًا أو إثباتًا.
انظر: المعتمد 2/ 75.
(9)
في ز وط: "قولك: "أخبرتني".
تخبرك العينان ما القلب كاتمه
ومثال إطلاقه على (1) كلام الحال قول النابغة (2):
زعم الغداف بأن رحلتنا غدًا
…
وبذاك خبرنا الغداف الأسود (3)
(1)"على" ساقطة من ط.
(2)
هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، وهو أحد شعراء الجاهلية المشهورين ومن أعيان فحولهم، وكان مع النعمان ابن المنذر ملك العرب بالحيرة ومع أبيه وجده، ثم إن النعمان بلغ عنه شيئًا وذلك بسبب الوشاة فأهدر دمه، فهرب النابغة وانقطع إلى عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وامتدحه فغم النعمان، وبلغه أن الذي قذف به عنده باطل فأرسل له أن يعود إليه فعاد وقال قصيدته التي يعتذر فيها، والتي فيها هذا البيت:
نبئت أن أبا قابوس أوعدني
…
ولا قرار على زأر من الأسد
توفي سنة (602 م) للميلاد، (18) قبل الهجرة.
انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 157 - 173، تهذيب ابن عساكر 5/ 427 - 433، المؤتلف والمختلف للآمدي ص 293، خزانة الأدب 5/ 96 - 97، طبقات فحول الشعراء للجمحي تحقيق محمود محمد شاكر 1/ 51.
(3)
قائل هذا البيت هو النابغة الذبياني من قصيدة له يصف امرأة تسمى المتجردة حيث طلب منه النعمان بن المنذر أن يصفها، ومطلع القصيدة:
أمن آل مية أو مغتد
…
عجلان ذا زاد وغير مُزَود
أفدَ الترحل غير أن ركابنا
…
لمّا تزل برحالنا وكأن قد
زعَم البوارح أن رحلتنا غدًا
…
وبذاك خبرنا الغداف الأسود
هكذا ورد هذا البيت الذي استشهد به المؤلف، ويقول محقق الديوان: إنه ورد في بعض نسخ الديوان الغداف بدل البوارح، والبوارح: جمع بارح: وهي الطيور التي تجيء عن يمينك فتوليك مياسرها، والعرب تتطير بها.
وقوله: زعم الغداف أي أنذر بالرحيل، أي أخبر بالفراق إذا نعق، ولما جاء الإسلام أبطل هذه المعتقدات الجاهلية ومنها الطيرة لأنها من الشرك.
انظر هذا البيت في: التوضيح والبيان عن شعر نابغة ذبيان ص 64، الخصائص لابن جني تحقيق النجار 1/ 240، همع الهوامع للسيوطي 1/ 99 مادة (غدف).
ومعنى الغداف: هو الغراب السابغ الريش، ومنه قولهم: أغدفت المرأة القناع، إذا أرخته على وجهها (1).
ومنه أيضًا (2) قول الكميت (3) يمدح رجلاً:
أخبرت عن فعاله الأرض
…
واستنطق منها اليباب والمعمور (4)
أراد أنه حفر فيها الأنهار وغرس الأشجار وأثّر الآثار، فلما تبينت للأبصار صارت (5) كذات الأخبار.
ومثال إطلاقه على كلام النفس قولك (6): أخبرتني نفسي بكذا.
ومثال إطلاقه على كلام اللسان: قوله تعالى: {قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} (7)، وقولك: أخبرني فلان بكذا.
(1) انظر: القاموس المحيط 3/ 179.
(2)
"أيضًا" ساقطة من ط.
(3)
هو الكميت بن زيد بن الأخنس بن مخالد بن وهيب بن عمرو بن سبيع الأسدي ولد سنة ستين للهجرة (60 هـ)، وهو شاعر مقدم عالم بلغات العرب خبير بأيامها، وكان في أيام بني أمية ولم يدرك الدولة العباسية، وكان معروفًا بالتشيع لبني هاشم، توفي الكميت بن زيد في خلافة مروان بن محمد سنة ست وعشرين ومائة (126) هـ.
انظر: المؤتلف والمختلف للآمدي ص 357، طبقات الشعراء للجمحي 163، 268 الأغاني 15/ 108 - 125، الحيوان للجاحظ 2/ 364 سمط اللآلي 1/ 11.
(4)
قائل هذا البيت هو الكميت بن زيد الأسدي، وقاله يمدح خالد بن عبد الله القسري وكان حفارًا غراسًا، والمعنى أي أثر فيها آثارًا حسنة، بنى المساجد وحفر الآبار والأنهار، واليباب: الخراب أي بنى فيه فسكن.
انظر: شعر الكميت بن زيد الأسدي جمع د. داود سلوم ج 1 ق 1 (ص 203)، رقم القصيدة 266.
(5)
في ز: "صار".
(6)
"قولك" ساقطة من ط.
(7)
سورة التوبة آية رقم 94.
فهذه أربعة معان يطلق عليها (1) الخبر وهي الإشارة وكلام الحال، وكلام النفس وكلام اللسان (2)، أما الأولان وهما الإشارة، وكلام الحال، فإطلاق الخبر عليهما مجاز.
وأما الآخران (3) وهما النفس وكلام اللسان، فاختلف العلماء في إطلاق الخبر عليهما على ثلاثة أقوال:
قيل: هو حقيقة في اللساني والنفساني معًا (4)، فهو لفظ مشترك بينهما.
قال المؤلف في الشرح: و (5) هذا القول هو المشهور، وقاله إمام الحرمين والإمام فخر الدين (6) لوروده فيهما معًا، والأصل الحقيقة.
وقيل: هو حقيقة في اللساني، مجاز في النفساني (7)؛ لأن اللسان هو المتبادر إلى الذهن في العرف، والتبادر (8) إلى الفهم دليل الحقيقة.
وقيل: هو حقيقة في النفساني، مجاز في اللساني، وإليه ذهب (9) الشيخ
(1) في ط: "عليه".
(2)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"الإنسان".
(3)
في ط: "الأخيران".
(4)
أي أنه يتناول اللفظ والمعنى جميعًا كما يتناول لفظ الإنسان الروح والبدن معًا، وهذا قول السلف.
انظر: شرح الطحاوية ص 129.
(5)
"الواو" ساقطة من ط.
(6)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 40.
(7)
أي أنه يتناول اللفظ فقط، والمعنى مدلول مسماه، وهذا قول جماعة من المعتزلة وغيرهم: انظر: شرح الطحاوية ص 130.
(8)
في ط: "والمتبادر".
(9)
في ط: "أشار".
أبو الحسن الأشعري (1)، دليله (2) قول الأخطل (3):
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
…
جعل اللسان على الفؤاد دليلًا (4)
(1) هو علي بن إسماعيل بن أبي بشر أبو الحسن الأشعري، ولد سنة سبعين ومائتين بالبصرة، أخذ عن أبي علي الجبائي وتبعه في الاعتزال ثم تاب وأعلن توبته في المسجد الجامع بالبصرة، ونسبت إليه الطائفة الأشعرية، وقيل: إنه رجع إلى مذهب السلف، وأما مذهبه الفقهي فهو شافعي تفقه على أبي إسحاق المروزي وأخذ عنه أبو إسحاق الإسفراييني، وأبو بكر القفال، من مصنفاته:"الرد على المجسمة"، "مقالات الإسلاميين"، "الإبانة عن أصول الديانة"، "رسالة في الإيمان"، "مقالات الملحدين"، توفي سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة ببغداد.
انظر: تاريخ بغداد 11/ 346، وفيات الأعيان 3/ 284، طبقات الشافعية 3/ 347، الديباج المذهب ص 193، تبيين كذب المفتري فيما نسب للشيخ أبي الحسق الأشعري لابن عساكر ص 146.
(2)
في ز: "ودليله".
(3)
هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن التيحان ويلقب بالأخطل، شاعر مشهور نصراني، وله مكانة في الشعر، فقد سئل حماد بن الزبرقان عن الشعراء فقال: أشعر العرب شيخنا وائل الأعشى في الجاهلية والأخطل في الإسلام. توفي سنة تسعين للهجرة (90 هـ). وله ديوان شعر مطبوع في مجلدين تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة.
انظر: المؤتلف والمختلف للآمدي (ص 21)، الشعر والشعراء لابن قتيبة ص 483، فحولة الشعراء للأصمعي ص 23، 24، الأغاني 8/ 321، شعر الأخطل تحقيق فخر الدين قباوة 1/ 13.
(4)
لم أجده في ديوانه.
وقد ذكره ابن يعيش في شرح المفصل مستدلاً به على أن الكلام يطلق بإزاء المعنى القائم بالنفس ولكنه لم ينسبه لقائله.
انظر: شرح المفصل لابن يعيش 1/ 21، وذكره القرافي في شرح التنقيح ونسبه =
. . . . . . . . . . . . . . . . . .
= للأخطل ص 40.
وذكره العلامة ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية بعد أن بيّن مذاهب الناس في مسمى الكلام عند الإطلاق وحاصلها خمسة مذاهب:
الأول: أنه يتناول اللفظ والمعنى جميعًا كما يتناول لفظ الإنسان الروح والبدن، وهذا قول السلف.
الثاني: أنه اسم للفظ فقط والمعنى ليس جزء مسماه، بل هو مدلول مسماه وهذا منسوب لجماعة من المعتزلة.
الثالث: أنه اسم للمعنى فقط وإطلاقه على اللفظ مجاز لأنه دال عليه أي أنه حقيقة في النفساني مجاز في اللساني وهذا قول ابن كلاب ومن تبعه.
الرابع: أنه مشترك بين النفساني واللساني وهذا منسوب للمتأخرين من الكلابية.
الخامس: وهو مروي عن أبي الحسن: أنه مجاز في كلام الله، حقيقة في كلام الآدميين لأن حروف الآدميين تقوم بهم فلا يكون الكلام قائمًا بغير المتكلم بخلاف كلام الله فإنه لا يقوم عنده بالله فيمتنع أن يكون كلامه.
واستدل من قال: إنه حقيقة في النفساني مجاز في اللساني ببيت الأخطل السابق ولكن استدلالهم هذا فاسد من عدة وجوه أذكرها مختصرة:
الأول: قيل: إنه موضوع منسوب إلى الأخطل وليس هو في ديوانه.
الثاني: وقيل: إنما قال: إن البيان لفي الفؤاد وهذا أقرب إلى الصحة.
الثالث: على تقدير صحة نسبته إليه فلا يجوز الاستدلال به؛ لأن النصارى قد ضلوا في معنى الكلام وزعموا أن عيسى عليه السلام نفس كلمة الله واتحد اللاهوت بالناسوت، فكيف يستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام، ويترك ما يعلم من معنى الكلام في لغة العرب؟!
الرابع: أن معنى البيت غير صحيح إذ لازمه أن الأخرس يسمى متكلمًا؛ لقيام الكلام بقلبه وإن لم ينطق به ولم يسمع عنه.
الخامس: اتفق العلماء على أن المصلي إذا تكلم في الملاة عامدًا لغير مصلحتها بطلت صلاته، واتفقوا على أن ما يقوم بالقلب من تصديق بأمور دنيوية لا يبطل الصلاة وإنما يبطلها التكلم بذلك.
السادس: أن الله عفا عن حديث النفس إلا أن تتكلم به، والمراد: حتى ينطق به =
لأن (1) الخبر (2) كلام؛ لأنه من أنواع الكلام.
وهذا الخلاف المذكور هو (3) جار في الكلام وفي جميع أنواعه؛ لأنهم اختلفوا في الكلام وأنواعه، هل هو حقيقة في اللساني والنفساني؟ أو هو (4) حقيقة في اللساني مجاز في النفساني؟ أو هو (5) حقيقة في النفساني مجاز في اللساني؟ ثلاثة أقوال تقدمت.
قوله: (هو اللفظ) أخرج به الإشارة، وكلام الحال، وكلام النفس؛ لأن ذلك ليس بلفظ بناء على القول: بأنه حقيقة في اللساني مجاز في غيره.
أو تقول (6): هذا على القول: بأنه حقيقة في اللساني والنفساني معًا؛ ليأتي كلامه على المشهور.
= اللسان باتفاق العلماء، فعلم أن هذا هو الكلام في اللغة.
السابع: أن لفظ القول والكلام وما تصرف منهما من فعل ماض ومضارع وأمر واسم فاعل إنما يعرف في القرآن والسنة وسائر كلام العرب إذا كان لفظًا ومعنى.
الثامن: أنه لم يكن في مسمى الكلام نزاع بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وإنما حصل النزاع بين المتأخرين من علماء أهل البدع ثم انتشر.
التاسع: أن مسمى الكلام والقول ونحوهما ليس هو مما يحتاج فيه إلى قول شاعر فإن هذا مما تكلم به الأولون والآخرون من أهل اللغة وعرفوا معناه كما عرفوا مسمى الرأس واليد ونحو ذلك. اهـ. باختصار.
انظر: شرح الطحاوية للعلامة ابن أبي العز الحنفي ص 129 - 132.
(1)
"لأن" ساقطة من ز.
(2)
في ز: "والخبر".
(3)
"جار" ساقطة من ز.
(4)
"هو" ساقطة من ز.
(5)
"هو" ساقطة من ط.
(6)
في ز: "أو نقول".
وحد المؤلف أحد معنيي اللفظ المشترك، وسكت عن المعنى الآخر، ولا يضره ذلك.
وقوله: (الموضوع) أخرج به اللفظ المهمل.
وقوله: (اللفظين)(1)، كقول: زيد قائم، أو زيد مسافر.
و (2) قوله: (فأكثر)، كقول: زيد قائم راكب مسافر؛ وذلك أن أقل مراتب الخبر لفظان، وأكثره غير محدود، ولذلك ذكر المؤلف أقله، وهو قوله:(للفظين)، ولم يذكر أكثره، لأنه غير محدود؛ لأن الخبر قد يكون بألفاظ كثيرة، كقولك مثلاً: ضربت ضربًا اليوم أمامك زيدًا أدبًا (3) له (4) والسارية، هذا الكلام كله خبر واحد، وقد جمعت فيه المفاعيل الستة، وهي: المفعول المطلق والمفعول فيه زمانًا، والمفعول فيه مكانًا، والمفعول به، والمفعول له، والمفعول معه.
و (5) قوله: (أسند مسمى أحدهما إِلى مسمى الآخر).
الإسناد معناه: ضم أحد اللفظين إلى الآخر على جهة الاستقلال بالفائدة.
فالمسمى الأول في كلام المؤلف يصدق على الاسم والفعل.
(1) في ز وط: "للفظين".
(2)
"الواو" ساقطة من ز.
(3)
في ز: "التآديب".
(4)
"له" ساقطة من ز.
(5)
"الواو" ساقطة من ط.
وأما المسمى الآخر فلا يصدق إلا على الاسم، ولا يصدق على الفعل.
ويبان ذلك أن الاسم يسند ويسند إليه، وأما الفعل فإنه يسند ولا يسند إليه.
مثال إسناد الاسم إلى الاسم: زيد قائم كما مثله المؤلف.
ومثال إسناد الفعل إلى الاسم: قام زيد.
وقوله: (أسند مسمى أحدهما إِلى مسمى الآخر) احترازًا من لفظين أو أكثر إذا لم يسند أحدهما إلى الآخر (1)، كقولك: زيد عمرو؛ إذ لا ربط (2) بينهما، وقولك (3): زيد عمرو بكر.
و (4) قوله: (إِسنادًا يقبل الصدق والكذب) احترازًا من الإسناد الذي لا يقبلهما وهو الإسناد بالإضافة أو بالصفة.
مثال الإسناد بالإضافة: غلام زيد.
ومثال الإسناد بالصف: رجل صالح (5).
وقوله: (الصدق والكذب)، وها هنا أربعة ألفاظ وهي: الصدق، والكذب، والتصديق، والتكذيب.
قال المؤلف في الشرح في باب الخبر: الصدق عبارة عن مطابقة الخبر
(1)"إلى الآخر" ساقطة من ط.
(2)
في ط: "ولا ربطًا".
(3)
في ط: "وكقولك".
(4)
"الواو" ساقطة من ط.
(5)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 41.
للمخبر عنه، و (1) الكذب عبارة عن مخالفة الخبر للمخبر عنه، والتصديق عبارة عن الإخبار عن كون الخبر صدقًا، والتكذيب عبارة عن الإخبار عن كون الخبر كذبًا، فالصدق والكذب نسبتان بين الخبر ومتعلقه، وهما عديمتان لا وجود لهما في الأعيان، وإنما وجودهما في الأذهان.
والتصديق والتكذيب خبران وجوديان في الأعيان مسموعان (2).
فظهر الفرق بين الصدق والتصديق، وبين الكذب والتكذيب.
قوله: (لذاته) أي: لأجل ذات الإسناد أي لنفس الإسناد، فالضمير (3) في قوله:(لذاته) عائد على الإسناد، ويحتمل أن يعود على الخبر، وهما واحد في المعنى، يعني أن الخبر يقبل الصدق والكذب، لذاته لا (4) لعارض (5)؛ لأن الخبر من حيث هو خبر يقبل الصدق والكذب مع قطع النظر عما يعرض له من جهة المخبر به، أو من جهة المخبر عنه، وذلك أن خبر المعصوم كخبر الله، وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم (6)، وخبر مجموع الأمة لا يقبل إلا الصدق، ولا يقبل الكذب، وكذلك (7) الخبر على وفق الضرورة لا يقبل إلا الصدق، ولا يقبل الكذب.
كقولك: الواحد نصف الاثنين، ولكن ذلك بالنظر إلى جهة المخبر؛ لأنه
(1)"الواو" ساقطة من ط.
(2)
نقل المؤلف بالمعنى، انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 346.
(3)
في ط: "والضمير".
(4)
"لا" ساقطة من ط.
(5)
في ط: "للعارض".
(6)
" صلى الله عليه وسلم " لم ترد في ط.
(7)
"وكذلك" ساقطة من ط.
إنما جاء امتناع القبول للكذب (1) في هذه الأمثلة من جهة المخبر والمخبر عنه.
وقولك: الواحد نصف العشرة لا يقبل إلا الكذب؛ لأنه خبر على خلاف الضرورة، فلا يقبل الصدق، ولكن ذلك من جهة المخبر عنه، لا من جهة الخبر (2) بنفسه (3)، وذلك أن جهة المخبر والمخبر عنه أمر عارض للخبر، وليس بوصف ذاتي له، ولا تنافي بين اقتضاء الشيء بالذات، وبين تخلفه (4) لعارض، كالعالم فإنه من حيث ذاته جائز، ومن حيث تعلق علم الله تعالى وإرادته بإيجاده واجب.
قوله: (والخبر هو اللفظ الموضوع
…
) إلى آخره.
اعترض هذا الحد بأن قيل: الصدق والكذب ضدان لا يجتمعان في محل واحد، فكيف يجتمع قبولهما في الخبر؟ فالأولى (5) أن (6) يأتي بأو، فيقول: يقبل (7) الصدق أو الكذب.
أجيب عن هذا بأن قيل: لا يلزم من التنافي بين المقبولين التنافي بين القبولين، وذلك أن كل جسم قابل جميع الأضداد، فاجتمعت له القبولات كلها، ولا تجتمع له المقبولات (8)، وانما تتعاقب عليه على سبيل البدل.
مثال ذلك: العَالَم ممكن قابل للوجود والعدم لذاته، مع أن الوجود
(1)"للكذب" ساقطة من ط.
(2)
ذكر هذا المثال القرافي في شرح التنقيح ص 346.
(3)
في ط: "نفسه".
(4)
في ط: "نحافة".
(5)
في ط: "فأولى".
(6)
في ط: "بأن".
(7)
"يقبل" ساقطة من ط.
(8)
في ط: "القبولات".
والعدم نقيضان متنافيان، ولا يتصور الإمكان إلا باجتماع القبولين، [وإن امتنع اجتماع المقبولين](1) فيتعين العطف بالواو لا بأو.
تنبيه:
قال المؤلف في القواعد: اعتقد جماعة من الفقهاء: أن الخبر يحتمل الصدق والكذب بالوضع، وليس كذلك؛ لأن العرب لم تضع إلا الصدق، واحتمال الكذب إنما جاء من جهة الاستعمال.
والدليل على ذلك: إطباق أرباب اللسان على أن من قال: قام زيد، إنما أراد أن القيام صدر من زيد.
وفي هذا نظر؛ لإطباق أرباب اللسان على (2) أن العرب كما وضعت صيغًا (3) لإثبات الخبر، كذلك وضعت أيضًا صيغًا (4) لنفي الخبر.
والدليل على ذلك: أن "لَمْ" وضعوه لنفي قول من قال: قام زيد وتكذيبه (5) ووضعوا "لِمَا" لنفي قول من قال: قد (6) قام زيد وتكذيبه، فلو صدق القيام من زيد في هذا الخبر لما صح نفيه ولا وضع له ما ينفيه، والله أعلم [وبالله التوفيق](7).
…
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(2)
"على" ساقطة من ط.
(3)
في ط: "صيغة".
(4)
في ط: "صيغة".
(5)
انظر الفروق للقرافي، الفرق الثاني بين قاعدة الإنشاء والخبر 1/ 23، 24.
(6)
"قد" ساقطة من ط.
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط وز.
الفصل السابع في (1) الفرق بين الحقيقة والمجاز وأقسامهما (2)
تعرض المؤلف رحمه الله في هذا الفصل لبيان الحقيقة والمجاز (3) وفي هذا الفصل سبعة مطالب:
الأول: في حقيقة الحقيقة.
الثاني: في أقسامها.
الثالث: في حقية المجاز.
الرابع: في أقسامه.
الخامس: في الفرق بين النقل والمجاز الراجح.
السادس: في الشيء الذي يوجبه المعنى القائم بالمحل (4).
السابع: في الاشتقاق الذي يعرف به الحقيقة والمجاز.
قوله: (في (5) الفرق بين الحقيقة والمجاز)، قال بعضهم: ترجم
(1)"في" ساقطة من أوخ وش.
(2)
بعد هذا العنوان ورد في "ز" مقطع طويل من المتن (من قوله فالحقيقة استعمال اللفظ فيما وضع له
…
إلى قوله: وأما إذا كان متعلق الحكم فهو حقيقة مطلقًا نحو اقتلوا المشركين)
(3)
انظر هذا الفصل في: شرح التنقيح للقرافي ص 42 - 50، والتوضيح شرح التنقيح لأحمد حلولو ص 38 - 45.
(4)
المثبت من ط، وفي الأصل وز:"بالمجمل".
(5)
"في" ساقطة من أوخ وش.
المؤلف للفرق بينهما ولم يأت به، فالأولى أن لو قال: الفصل السابع في تفسير الحقيقة والمجاز، ولكن هذا لا نسلمه؛ لأن المؤلف فرق بين الحقيقة والمجاز بذكر حقيقتهما فقد فرق بينهما بالحقيقة؛ لأنه ذكر حقيقة كل واحد منهما.
قوله: [(وأقسامهما)، أي](1) وذكر أقسام الحقيقة وأقسام المجاز.
قوله: (فالحقيقة استعمال اللفظ (2) فيما (3) وضع له (4) في العرف الذي وقع به التخاطب).
ش: هذا هو المطلب الأول: وهو حقيقة الحقيقة فيها (5) أربعة أبحاث:
الأول: في اشتقاقها.
والثاني: في وزنها.
والثالث: في معنى التاء اللاحقة [بها](6).
والرابع: في إطلاقها على معناها عرفًا هل هو حقيقة أو مجاز.
أما اشتقاق الحقيقة: فهي مشتقة من الحق وهو الثابت (7) الموجود؛ لأنه يقابل به الباطل المعدوم فالثابت مرادف للموجود (8).
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(2)
"استعمال اللفظ" ساقط من خ.
(3)
في خ: "هي"، وفي ش:"فيها".
(4)
"له" ساقطة من ز.
(5)
في ط: "وفي هذا".
(6)
المثبت من ز وفي الأصل وط (لها).
(7)
حق الأمر يحق حقًا، ثبت ووجب وجوبًا، ومنه قوله تعالى:{وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} سورة الزمر آية (71) أي وجبت وثبتت. تاج العروس مادة (حق).
(8)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 42.
وأما وزنها: فهو فعيلة، إما بمعنى اسم الفاعل، فيكون معناها ثابتة، وإما معنى (1) اسم المفعول فيكون معناها مثبتة (2) لأن فعيلًا في كلام العرب تارة يكون بمعنى اسم الفاعل نحو: قدير وعليم، أي: قادر وعالم، وتارة يكون بمعنى اسم المفعول نحو: قتيل وجريح، أي مقتول ومجروح (3).
وأما التاء اللاحقة لهذه الكلمة: فهي لنقل اللفظ من الوصفية إلى الإسمية أي (4) لغلبة الإسمية على الوصفية.
واعلم أن فعيلًا إذا وصف به مؤنث فإن صرح بموصوفه حذفت منه التاء اكتفاء [بتأنيث](5) الموصوف نحو امرأة قتيل، وشاة نطيح، وكف خضيب (6)، وعين كحيل، ولحية دهين [هذا في الغالب](7)، وقد تثبت (8) فيه التاء قليلًا نحو: خصلة حميدة وصفة ذميمة، وإن حذفوا (9) الموصوف أثبتوا التاء لنفي اللبس نحو: رأيت قتيلة بني فلان، ورأيت نطيحة بني فلان.
وأما إطلاق الحقيقة على معناها في العرف هل هو حقيقة أو مجاز فهو
(1) في ط: "بمعنى".
(2)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 42.
(3)
في ط: "لأن فعيلًا في كلام العرب تارة يكون بمعنى اسم الفاعل وتارة يكون بمعنى اسم مفعول، مثاله بمعنى اسم الفاعل نحو: قدير وعليم؛ أي قادر وعالم، ومثاله إذا كان بمعنى اسم المفعول نحو: قتيل وجريح؛ أي مقتول ومجروح".
(4)
"أي" ساقطة من ط.
(5)
في الأصل: "بثانية"، وفي ط:"بثانيت"، ولعل المراد بتأنيث كما هو مثبت.
(6)
في ط: "خطيب".
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(8)
في ط: "ثبت".
(9)
في ط: "حذف".
حقيقة عرفية، مجاز لغوي.
قوله: (فالحقيقة استعمال اللفظ) أي فحقيقة (1) الحقيقة (2) استعمال اللفظ فيما وضع له؛ أي هي إطلاق اللفظ في المسمى (3) الذي وضع له ذلك اللفظ احترازًا من استعمال اللفظ في غير ما وضع له، وهو المجاز إن كانت فيه (4) علاقة، أو النقل إن لم تكن فيه علاقة كما سيأتي في بيان الفرق بين المجاز والنقل (5).
وقوله (6): (في العرف الذي وقع به التخاطب) أي: في الاصطلاح (7) الذي وقع به التخاطب بين أربابه.
والعرف المذكور ها هنا يندرج فيه الأعراف الأربعة (8) وهي الحقائق الأربع؛ لأن كل واحد من الأعراف الأربعة يقع به التخاطب بين أربابه؛ لأن العرف اللغوي يحصل به التخاطب بين أهل الشرع، والعرف العام يحصل به التخاطب بين أهله، والعرف الخاص يحصل به التخاطب بين أهله.
(1) في ط: "حقيقة".
(2)
عرفها عبد القاهر الجرجاني بأنها: كل كلمة أريد بها ما وقعت له في وضع واضع وقوعًا لا يستند فيه إلى غيره فهي حقيقة.
انظر: أسرار البلاغة ص 303.
(3)
في ط: "فيما هو إطلاق اللفظ فالمسمى".
(4)
"فيه" ساقطة من ط.
(5)
انظر ص: (1/ 442 - 446) من هذا الكتاب.
(6)
في ط: "قوله".
(7)
في ط: "في الاصطلاح".
(8)
"الأربعة" ساقطة من ط.
قال المؤلف في الشرح: قولي في العرف الذي وقع به التخاطب، يشمل الحقائق الأربع: اللغوية، والشرعية، والعرفية العامة، والعرفية الخاصة، ولو اقتصرت على قول استعمال اللفظ فيما وضع له لكان الحد لا يتناول إلا الحقيقة اللغوية خاصة (1).
وقال غيره: الحقيقة هي اللفظ المستعمل (2) في موضوعه (3) الأول (4).
فعلى (5) هذا القول تكون: الأسماء الشرعية كالصلاة والزكاة، والأسماء (6) العرفية العامة (7) كالدابة للحمار، والأسماء (8) الخاصة كالجوهر للمتحيز [الذي لا يقبل القسمة] (9): مجازات راجحة لا حقائق، وأما على قول المؤلف فتكون حقائق (10).
قوله: (استعمال اللفظ) صوابه: المستعمل (11)؛ لأن الحقيقة (12) هي الموصوفة باللفظ المستعمل، فالمحكوم عليه بأنه حقيقة أو مجاز هو اللفظ
(1) نقل المؤلف بالمعنى. انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 43.
(2)
في ز: "هي استعمال".
(3)
في ط: "موضعه".
(4)
يقول القرافي في شرح التنقيح ص 43: بخلاف لو قلت: هو اللفظ المستعمل فيما وضع له الأول في تناول الحقيقة اللغوية فقط.
(5)
في ز: "وعلى".
(6)
في ط: "وأسماء".
(7)
"العامة" ساقطة من ز.
(8)
في ز: "والأسماء العرفية"، وفي ط:"والأسماء العرفية الخاصة".
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط وز.
(10)
حقائق، ساقطة من ط.
(11)
في ط وز: "اللفظ المستعمل".
(12)
في ز: "لأن الموصوف بكونه حقيقة هو اللفظ المستعمل".
الموصوف بالاستعمال (1) لا نفس الاستعمال، قاله (2) المؤلف (3).
وهذه الحقيقة التي حدها المؤلف هي أحد معنيي الحقيقة في العرف؛ لأنها (4) تطلق الحقيقة على ذات الشيء، وعلى اللفظ المستعمل في موضوعه، فحد المؤلف المعنى المقابل للمجاز؛ إذ (5) كلامه في هذا الفصل في الحقيقة المقابلة للمجاز.
قوله: (وهي أربعة: لغوية كاستعمال لفظ (6) الإِنسان في الحيوان الناطق، وشرعية كاستعمال لفظ الصلاة في الأفعال المخصوصة، وعرفية عامة كاستعمال لفظ الدابة في الحمار، وخاصة (7) كا (8) ستعمال [لفظ](9) الجوهر في المتحيز الذي لا يقبل القسمة).
ش: هذا هو المطلب الثاني (10) في أقسام الحقيقة.
قوله: (وهي (11) أربعة) أي (12) و (13) الحقيقة المذكورة أربعة أقسام،
(1) في ز: "بكونه مستعملًا".
(2)
"قاله المؤلف" ساقطة من ز وط.
(3)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 43.
(4)
في ز: "لأنه".
(5)
في ز: "لأن".
(6)
"لفظ" ساقطة من أوخ وش.
(7)
في ز: "وعرفية خاصة".
(8)
في أوخ وش: "نحو استمعال لفظ الجوهر".
(9)
المثبت من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(10)
في ط وز: "من".
(11)
"وهي" ساقطة من ط.
(12)
"أي" ساقطة من ط.
(13)
"الواو" ساقطة من ز.
[و](1) هذه الحقائق الأربع هي تفسير للعرف الذي (2) وقع به التخاطب.
وبيان انحصار العرف المذكور في هذه الأربع: أن الواضع إما أن يتعين أو لا يتعين، فإن تعين (3) فإن كان واضع اللغة: فهي حقيقة لغوية، وإن كان واضع الشرع: فهي حقيقة شرعية، وإن لم يتعين الواضع: فهي عرفية عامة أو خاصة.
قوله (4): (وهي أربعة) أي وأقسام العرف المذكور أربعة.
وقوله: (لغوية) أي أحد الأقسام حقيقة لغوية، أو نقول أي (5) من الأقسام الأربعة حقيقة لغوية مثلها بقوله: كاستعمال الإنسان (6) في الحيوان الناطق (7)؛ لأنه موضوعه لغة (8).
ومثاله أيضًا: استعمال لفظ الفرس في: الحيوان الصاهل، واستعمال لفظ الحمار في: الحيوان الناهق، واستعمال لفظ الكلب في: الحيوان النابح، وغير ذلك من سائر الأسماء المستعملة في مسمياتها اللغوية.
قوله: (وشرعية) كاستعمال لفظ الصلاة في الأفعال المخصوصة (9).
(1) المثبت من ط، ولم يرد في الأصل وز.
(2)
في ط: "والذي".
(3)
"فإن تعين" ساقطة من ط.
(4)
في ز: "وقوله".
(5)
"أي" ساقطة من ط وز.
(6)
في ط: "لفظ الإنسان".
(7)
"الناطق" ساقطة من ز.
(8)
في ز: "لأنه موضوع له لغة".
(9)
في ط: "وتأتي الأقسام حقيقة شرعية مثلها بقوله: كاستعمال لفظ الصلاة في الأفعال المخصوصة"، وفي ز: "أي وثاني الأقسام حقيقة شرعية مثلها المؤلف بقوله: =
وذلك أن لفظ الصلاة لغة (1): موضوع للدعاء، ثم (2) استعمله الشارع في ذات الركوع والسجود، وهي العبادة المعروفة (3) المحتوية على القيام والقعود والركوع والسجود وما معها من الأذكار الجميلة.
ومثالها أيضًا: لفظ الزكاة والصيام (4) ولفظ الحج ولفظ الجهاد، فإن لفظ الزكاة لغة موضوع للزيادة، ثم استعمل في الشرع لأخذ جزء معلوم (5) من مال معلوم، ولفظ الصيام لغة موضوع (6) لمطلق الإمساك، ثم استعمل في الشرع لإمساك مخصوص على وجه مخصوص.
ولفظ الحج لغة (7) موضوع لمطلق القصد، ثم استعمل في الشرع لقصد مكان مخصوص على وجه مخصوص.
ولفظ الجهاد لغة موضوع لمطلق التعب، ثم استعمل في الشرع في إتعاب نفس في وجه مخصوص، وغير ذلك من سائر الألفاظ و (8) الحقائق الشرعية.
= كاستعمال لفظ الصلاة في الأفعال المخصوصة".
(1)
"لغة" ساقطة من ط.
(2)
"ثم" ساقطة من ط، وفي ز "واستعمله".
(3)
في ز: "المشرفة".
(4)
في ط وز: "لفظ الصيام".
(5)
في ط: "من معلوم".
(6)
في ز: "هو موضوع".
(7)
"لغة" ساقطة من ز.
(8)
"الواو" ساقطة من ز.
قوله: (شرعية)(1) هل معناه أن صاحب الشرع وضع هذه الألفاظ لهذه العبادات؟، أو معناه أن حملة الشرع غلب استعمالهم للفظ الصلاة (2) في الأفعال المخصوصة حتى لا يفهم منه إلا هذه العبادة (3) المخصوصة؟ كلامه محتمل.
وذلك أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
أحدها: وهو مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني: أن صاحب (4) الشرع لم يضع شيئًا وإنما استعمل الألفاظ في موضوعاتها اللغوية، ودلت الأدلة الشرعية على أن تلك المسميات اللغوية لا بد لها من قيود زائدة حتى تصير شرعية.
القول الثاني للمعتزلة: أن صاحب (5) الشرع وضع هذه الألفاظ لهذه العبادات وجدد الوضع لهذه العبادات كمولود جديد يتجدد فلا بد له من لفظ يدل عليه (6).
القول الثالث: وهو مذهب فخر الدين وجمهور الفقهاء، أن صاحب (7) الشرع استعمل الألفاظ في هذه العبادات على سبيل المجاز لاشتمالها على (8)
(1) في ط وز: "وشرعية".
(2)
في ط وز: "اللفظ الصلاة مثلًا".
(3)
في ط: "العبادات".
(4)
في ط: "سحاب" وهو تصحيف.
(5)
في ط: "سحاب".
(6)
"عليه" ساقطة من ز.
(7)
في ط: "سحاب".
(8)
"على" ساقطة من ط.
المسمى اللغوي؛ لأن الدعاء الذي هو الصلاة لغة موجود في الفاتحة (1)، والإمساك مثلًا موجود في الصوم، والنماء موجود في الزكاة، والقصد موجود في الحج، والتعب موجود في الجهاد، إلى غير ذلك، فهذا (2) من باب تسمية الشيء بما اشتمل عليه فغلب استعمال الناس لهذه الألفاظ في هذه (3) العبادات المخصوصة حتى صار مجازًا راجحًا.
فهذه ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الشرع أبقاها.
وثانيها: أنه نقلها.
وثالثها: أنه تجوز بها أي (4) أبقاها في موضوعها (5) ولا نقلها عنه ولكن تجوز بها.
وقال القاضي أبو بكر: فتح هذا الباب وهو كون الشرع نقل هذه الألفاظ يحصل (6) غرض الشيعة من الطعن في الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم يكفرون الصحابة ويقولون: كفروا، فإذا قيل لهم: قد آمنوا والله تعالى وعد المؤمنين بالجنة، فيقولون: الإيمان الذي هو التصديق صدر منهم ولكن الشرع نقل هذا اللفظ إلى فعل الطاعة (7) وهم صدقوا وما أطاعوا في أمر
(1) انظر هذه الأقوال الثلاثة في: شرح التنقيح للقرافي ص 43.
(2)
في ط: "فهذه".
(3)
في ط: "فهذه".
(4)
"أي" ساقطة من ط.
(5)
في ط وز: "موضعها".
(6)
في ز: "تحصل".
(7)
في ط: "الطاعات".
الخلافة (1).
فإذا قلنا: إن الشرع [لم ينقل](2) انسد هذا الباب الرديء.
والدليل على (3) أن الشرع لم ينقل هذه الألفاظ: وجودها في القرآن، والقرآن كله عربي (4) فلو كانت هذه الألفاظ منقولة عن مسمياتها (5) لغة لما كان (6) القرآن كله (7) عربيًا.
واختلف هل في القرآن لغة عجمية (8)، [أم لا؟
قولان.
حجة] (9) من قال بوجودها في القرآن: المشكاة (10)، والسندس (11)،
(1) انظر قول الباقلاني هذا في: شرح التنقيح للقرافي ص 43، 44.
(2)
المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(3)
المثبت من ط وز ولم ترد "على" في الأصل.
(4)
في ز: "عربي كله".
(5)
في ط: "مسماها".
(6)
المثبت من ط وز وفي الأصل: "لكان".
(7)
"كله" ساقطة من ز.
(8)
انظر هذه المسألة الخلافية في: المستصفى للغزالي 1/ 105، الإحكام للآمدي 1/ 50، شرح التنقيح للقرافي ص 44، نهاية السول في شرح منهاج الأصول 2/ 154 - 157، الإبهاج في شرح المنهاج للسبكي وابنه 1/ 279 - 281.
(9)
المثبت بين المعقوفتين من ط وز ولم يرد في الأصل.
(10)
المشكاة حبشية كما قال في المحصول، وهندية كما قاله الآمدي، وهي: الكوة.
انظر: نهاية السول 2/ 156.
(11)
السندس: الرقيق النحيف من الديباج.
انظر: تفسير القرطبي 10/ 397.
والإستبرق (1)، والسجين (2)؛ لأنها ألفاظ أعجمية، وكذلك بعض أسماء الملائكة (3) نحو جبريل وميكائيل، وكذلك أسماء بعض الأنبياء نحو إبراهيم وإسماعيل، وكذلك أسماء (4) بعض الفراعنة (5) نحو فرعون وهامان وقارون.
حجة (6) من قال بعدم وجودها (7): قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} (8)، وقوله:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} (9)، وقوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا
…
} الآية (10) وقوله: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ
…
} (11) الآية (12)، وقوله:{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (13) الآية (14) ،
(1) الإستبرق: الديباج الثخين وهو فارسي.
انظر: المصدر السابق 10/ 357.
(2)
السجين: وهي الحجر من الطين، فارسية.
انظر: نهاية السول 2/ 156.
(3)
في ز: "كجبريل".
(4)
في ط: "بعض أسماء".
(5)
المثبت من ز وط، وفي الأصل:"الفراعنية".
(6)
في ز: "وحجة".
(7)
في ط: "وجوده".
(8)
سورة يوسف آية رقم 2.
(9)
سورة الزخرف آية رقم 3.
(10)
قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} سورة فصلت آية رقم 44.
(11)
قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} سورة النحل آية رقم 103.
(12)
كلمة "الآية" ساقطة من ط.
(13)
سورة الشعراء آية رقم 192.
(14)
كلمة "الآية" ساقطة من ز.
وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} (1).
وقال بعضهم: هذا الخلاف هو اختلاف حال (2)؛ وذلك أن (3) من قال بأن (4) القرآن كله عربي: يعني باعتبار التركيب، ومن قال بأن (5) بعضه أعجمي (6): يعني باعتبار المفردات.
وقوله (7): (وعرفية عامة كاستعمال لفظ الدابة في الحمار).
ش: أي وثالث الأقسام الأربعة حقيقة عرفية عامة، وسميت عامة؛ لأنها عمت العامة والخاصة من أهل لغتها (8).
مثلها المؤلف: باستعمال لفظ الدابة في الحمار يعني في إقليم مصر، وذلك أن لفظ الدابة لغة موضوع لجنس ما دب في الأرض، ثم غلب استعمال الناس له في مصر على خصوص الحمار حتى لا يفهم من هذا اللفظ عندهم إلا الحمار.
[ومثاله أيضًا: لفظ الدابة في خصوص الفرس عند أهل العراق](9).
(1) سورة إبراهيم آية رقم 4.
(2)
في ز: "في حال".
(3)
في ز: "بأن".
(4)
كلمة "بأن" ساقطة من ز.
(5)
كلمة "بأن" ساقطة من ز.
(6)
في ط: "عجمي".
(7)
في ز: "قوله".
(8)
في ط وز: "ببقعتها" وهي أنسب.
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
ومثاله أيضًا: لفظ الدابة في خصوص الخيل (1) والبغال والحمير عند أهل المغرب (2)، فإن لفظ الدابة في إقليم المغرب قدر مشترك بين هذه الأجناس الثلاثة فلا يفهم عندهم من لفظ الدابة غير هذه الثلاثة.
ومثالها (3) أيضًا لفظ العذرة (4): فإنه موضوع لغة لفناء الدار الذي تقضى فيه حاجة الإنسان، ثم غلب عليه (5) الاستعمال (6) في الفضلة المستقذرة.
وكذلك لفظ الغائط، هو (7) موضوع لغة: للمكان المنخفض من الأرض، ثم غلب عليه (8) الاستعمال في الفضلة المستقذرة (9).
وكذلك لفظ الراوية فإنه موضوع لغة: للجمل، ثم غلب عليه (10) الاستعمال (11) في المزادة (12).
وهذا النقل المذكور على قسمين: تارة يكون النقل لبعض أفراد الحقيقة
(1) في ط: "الفرس".
(2)
ذكر هذه الأمثلة القرافي في شرح التنقيح ص 44.
(3)
في ز: "ومثاله" وهو أقربه.
(4)
في ط: "الغدرة".
(5)
"عليه" ساقطة من ط وز.
(6)
في ز: "استعماله".
(7)
"هو" ساقطة من ط، وفي ز:"فإنه" بدل "هو".
(8)
المثبت من ط، وفي ز:"ثم غلب استعمال" ولم ترد "غلب" في الأصل.
(9)
ذكر هذا المثال القرافي في شرح التنقيح ص 44.
(10)
كلمة "عليه" ساقطة من ز.
(11)
في ز: "استعماله".
(12)
الراوية البعير الذي يستقى عليه الماء، يقال: رويت عليه أروي رية إذا استقيت عليه وبه سميت الراوية التي عليه وإنما هي المزادة.
انظر: كتاب الأضداد للأصمعي ص 46، رقم الكلمة 69.
اللغوية كالدابة (1)، فهذا (2) قصر العام على بعض مسمياته (3)، وتارة يكون النقل لأجنبي (4) عن الحقيقة اللغوية كالراوية والنجو (5).
وقوله (6): (كاستعمال لفظ الجوهر في المتحيز الذي لا يقبل القسمة).
ش: أي ورابع الأقسام حقيقة عرفية خاصة، وسميت خاصة لاختصاصها ببعض الطوائف.
مثلها المؤلف: بلفظ الجوهر؛ وذلك أن لفظ الجوهر لغة موضوع للنفيس من كلما شيء، ثم نقل في عرف أرباب علم الكلام إلى الشيء الذي لا يقبل القسمة، كرأس الشعرة مثلًا.
ومثاله أيضًا: لفظ العرض (7) فإنه موضوع لغة لكل ما يؤول إلى الفناء، ومنه قوله تعالى:{تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} (8) أي تريدون ما يفنى والله يريد ما لا يفنى؛ لأن قوله: والله يريد الآخرة فيه حذف مضاف
(1) في ز: "كالدابة للحمار".
(2)
في ط: "فهذه".
(3)
في ز: "أفراده".
(4)
في ط: "يكون النقل للنقل الأجنبي
…
" إلخ.
(5)
النجو: السحاب هراق ماءه، وما يلقيه الإنسان وغيره من بطنه وبه سمي الاستنجاء وهو الاستفعال من ذلك.
انظر: القاموس المحيط مادة (نجو)، الاشتقاق لابن دريد ص 267، 268.
(6)
في ط: "قوله وخاصة"، وفي ز:"وقوله وخاصة".
(7)
في ط: "العرضي".
(8)
سورة الأنفال آية رقم 67.
تقديره: والله يريد دائم الآخرة.
ثم نقل في عرف المتكلمين إلى المعنى القائم بالجوهر كالعلم والجهل والحياء والصبر، وغير (1) ذلك من سائر المعاني.
ومثال العرفية الخاصة ببعض الطوائف أيضًا: الجمع (2) والفرق (3) والنقض والكسر عند الفقهاء، وكذلك الفاعل والمفعول عند النحاة، وكذلك الموضوع والمحمول (4) عند المنطقيين، وكذلك السبب والوتد عند العروضيين (5)، وكذلك الظاهر والمجمل عند الأصوليين (6)، وغير ذلك من سائر الاصطلاحات الخاصة بطوائف (7) العلماء.
قوله: (والمجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة بينهما في العرف الذي وقع به التخاطب)(8).
ش: هذا هو المطلب الثالث في حقيقة المجاز وفيه ثلاث (9) أبحاث:
(1) في ز: "وعلى غير ذلك".
(2)
في ز: "لفظ الجمع".
(3)
في ز: "والفرق عند الصوفية".
(4)
في ز: "المحمول والموضوع".
(5)
في الأصل: "العرضين"، وفي ط وز:"العروضين".
(6)
ذكر بعض هذه الأمثلة القرافي في شرح التنقيح ص 44.
(7)
في ط: "ببعض الطوائف".
(8)
في نسخة أ: "والمجاز استعمال اللفظ في غير موضوعه لعلاقة بينهما"، وفي نسخة خ وش:"والمجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له في العرف الذي وقع به التخاطب لعلاقة بينهما".
(9)
الصواب: "ثلاثة".
الأول: في اشتقاقه.
والثاني: في وزنه.
والثالث: في إطلاقه على معناه هل هو حقيقة أو مجاز؟.
فأما اشتقاق المجاز (1) فهو مشتق من الجواز الذي هو العبور، والتعدي؛ لأنك (2) تقول: جزت كذا وجزت الوادي أي عبرته.
وسمي المجاز مجازًا؛ لأنه تجوز به (3) عن موضوعه (4).
وأما وزنه (5): فهو مفعَل بفتح العين، فأصله مجوز، ثم نقلت فتحة العين إلى الفاء، فيقال: تحرك حرف العلة في الأصل وانفتح ما قبله في الحال فقلب (6) ألفًا فصار مجازًا.
وأما إطلاقه على معناه عرفًا، هل هو حقيقة أو مجاز؟
فهو حقيقة عرفية مجاز لغوي فإنه (7) في اللغة اسم لزمان العبور أو مكانه أو مصدره، [ثم نقلوه من محل الوضع إلى محل التجوز.
فتبين بهذا أنه مجاز لغوي من وجهين:
(1) المجاز: الطريق إذا قطعت من أحد جانبيه إلى الآخر وخلاف الحقيقة. القاموس المحيط مادة (جوز).
(2)
"لأنك" ساقطة من ط.
(3)
في ز: "فيه".
(4)
في ط: "تجوز به موضعه".
(5)
في ط وز: "فوزنه".
(6)
في ز: "فقلبت".
(7)
في ط وز: "لأنه".
أحدهما: أن الجواز إنما يستعمل حقيقة في الأجسام واستعماله في الألفاظ مجاز.
الوجه الثاني: أن المجاز حقيقة في زمان العبور أو مكانه أو مصدره] (1) واستعماله في غير هذه الثلاثة مجاز لغوي، فتبين بما ذكرنا أن المجاز حقيقة عرفية مجاز لغوي.
قوله: (والمجاز استعمال اللفظ) صوابه: اللفظ المستعمل؛ لأن المحكوم عليه بأنه مجاز هو اللفظ الموصوف بالاستعمال لا نفس الاستعمال (2) كما قلناه في الحقيقة (3).
قوله: (في غير مما وضع له) احترازًا من الحقيقة.
وقوله: (في العرف الذي وقع به التخاطب) أي: في الاصطلاح الذي يحصل به التخاطب بين أهله.
وهذا العرف المذكور ها هنا يندرج فيه المجازات الأربعة، وهي: المجاز اللغوي، والمجاز الشرعي، والمجاز العرفي العام، والمجاز العرفي الخاص، فلو سكت (4) المؤلف عن قوله في العرف الذي وقع به التخاطب، [لما اندرج في حده، إلا المجاز اللغوي خاصة؛ ولأجل هذا زاد عليه في العرف الذي
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(2)
"الاستعمال" ساقط من ط.
(3)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 45.
(4)
تعليق في هامش ز: "أقول: ليس الأمر هنا كذلك، إذ قوله هنا: استعمال اللفظ في غير ما وضع لعلاقة بينهما، يندرج فيه المجازات الأربعة مما لا يخفى".
وقع به التخاطب] (1) كما تقدم لنا في حد الحقيقة.
وقوله: (لعلاقة بينهما)(2) أي لأجل نسبة ومشابهة، بين المحلين: محل الحقيقة ومحل المجاز.
و (3) قوله: (لعلاقة بينهما) احترازًا من النقل؛ لأنه وضع اللفظ في غير ما وضع له من غير علاقة بينهما.
مثاله: لفظ جعفر، فإنه موضوع في اللغة للنهر الصغير ثم نقل إلى تسمية المولود به من غير علاقة (4) بين النهر الصغير والولد.
قوله (5): (لعلاقة بينهما (6)) فيه حذف صفة تقديره: لعلاقة ظاهرة؛ إذ ليس كل علاقة تعتبر في المجاز، فلا يعتبر إلا العلاقة الظاهرة ولا تعتبر (7) الخفية؛ ولأجل هذا لا يسمى أبخر الفم: بالأسد مع اشتراكهما في البخر؛ لأن هذه العلاقة خفية غير ظاهرة في الأسد.
قال المؤلف في الشرح: يشترط في العلاقة أن يكون لها اختصاص وشهرة ولا يكتفى بمجرد الارتباط كيف كان، ولو فتح هذا الباب لصح التجوز بكل شيء إلى كل شيء، وقد نصوا على منعه، فلا يصلح استعمال لفظ السماء
(1) المثبت بين المعقوفتين من ط ولم يرد في الأصل، وفي ز: "الذي وقع به التخاطب لم يشمل المجازات الأربعة كما تقدم
…
" إلخ.
(2)
"بينهما" ساقطة من ط.
(3)
في ط: "قوله".
(4)
في ط: "وبين المولود".
(5)
في ز: "وقوله".
(6)
"بينهما" ساقطة من ط وز.
(7)
في ط وز: "ولا تعتبر العلاقة الخفية".
في الأرض، ولا بالعكس تجوزًا مع أنها تلازمها وتقابلها، والملازمة أحد أقسام العلاقة لكن المعتبر الملازمة الخاصة كملازمة الراوية (1) للجمل الحامل. انتهى نصه (2)(3).
قال أبو القاسم الشيرازي (4) في فك (5) الرموز في نشر الكنوز على شرح كتاب ابن الحاجب (6): اعلم أن العلماء قد حصروا العلاقة بالاستقراء في خمسة وعشرين نوعًا:
النوع الأول: إطلاق السبب على المسبب.
والثاني: عكسه.
والثالث: إطلاق اللازم على الملزوم.
والرابع: عكسه.
والخامس: إطلاق الحال على المحل.
(1) المثبت من ط وز وفي الأصل: "الرواية".
(2)
"نصه" ساقطة من ط وز.
(3)
"نقل بالمعنى انظر: شرح التنقيح ص 47.
(4)
هو أبو القاسم محمود بن مسعود بن مصلح الفارسي، قطب الدين الشيرازي الشافعي، ولد بشيراز سنة أربع وثلاثين وستمائة، وكان أبوه طبيبًا بها فقرأ عليه، ثم رحل إلى الشام وإلى تبريز، وأقرأ بها العلوم العقلية، وكان طريفًا، توفي رحمه الله سنة عشر وسبعمائة (710 هـ)، من مصنفاته:"شرح المختصر لابن الحاجب" في الأصول، "شرح المفتاح" في البلاغة، "شرح كليات القانون" في الطب.
انظر: بغية الوعاة للسيوطي 2/ 282، مفتاح السعادة 1/ 204.
(5)
"فك" ساقطة من ط.
(6)
لم أجده بهذا الاسم، واسمه شرح مختصر منتهى ابن الحاجب موجود منه نسخة خطية في مكتبة الجامع الكبير بمكناس برقم 160.
والسادس: عكسه.
والسابع: إطلاق الكل على الجزء.
والثامن: عكسه.
والتاسع: إطلاق العام على الخاص.
والعاشر: عكسه.
والحادي عشر: إطلاق المطلق على المقيد.
والثاني عشر: عكسه.
والثالث عشر: إطلاق المعرف على المنكر.
والرابع عشر: عكسه.
والخامس عشر: الزيادة.
والسادس عشر: عكسه.
والسابع عشر: تسمية الشيء باعتبار المستقبل.
والثامن عشر: عكسه.
والتاسع عشر: حذف المضاف.
والموفى عشرين: عكسه.
والحادي والعشرون (1): إطلاق الشيء على مشابهه.
والثاني والعشرون: إطلاق الشيء على ضده.
(1) هكذا في ط وز، وفي الأصل:"الحادي والعشرين".
والثالث والعشرون: إطلاق الشيء على بدله.
والرابع والعشرون: إطلاق آلة الشيء عليه.
والخامس والعشرون: التقديم والتأخير (1).
فأما إطلاق السبب على المسبب فمثاله: قوله عليه الصلاة (2) والسلام: "بلوا أرحامكم ولو بالسلام"(3) فإن البلل سبب الوصل؛ لأن
(1) انظر: شرح مختصر المنتهى لأبي القاسم محمود بن مسعود قطب الدين الشيرازي ص 19 - 20/ خ فقد ذكر هذه الأنواع وأمثلتها بذكر كل نوع ومثاله، والمؤلف ذكر الأنواع أولًا ثم ذكر الأمثلة.
وانظر أيضًا: شرح الكوكب المنير 1/ 157 - 178.
(2)
"الصلاة" ساقطة من ط وز.
(3)
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 379 - 380 حديث رقم 654) عن سويد ابن عامر، وهو أنصاري صحابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلوا أرحامكم ولو بالسلام".
وأخرجه البزار عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلوا أرحامكم ولو بالسلام".
انظر: كشف الأستار عن زوائد البزار، حديث رقم (1877) كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 152)، فيه يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي وعزاه الهيثمي للطبراني عن أبي الطفيل بلفظ:"صلوا أرحامكم بالسلام" وقال: فيه راو لم يسم.
وذكره العجلوني في كشف الخفاء (1/ 341) وقال: له طرق بعضها يقوي بعضًا.
وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 146) وقال: وبعضها يقوي بعضًا.
وانظر أيضًا في تخريج هذا الحديث: تمييز الطيب من الخبيث ص 62 حديث رقم 399 وصحيح الجامع الصغير للألباني حديث رقم (2835) ج 3/ 9، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 1/ 153 مادة (بلل)، وكتاب الغريبين غريبي =
العرب (1) لما رأت بعض الأشياء إنما تتصل بسبب البلل استعارت البل (2) للوصل.
وأما عكسه، وهو إطلاق المسبب على (3) السبب، فمثاله: قول الشاعر:
شربت الإثم حتى ضل عقلي
…
كذاك الإثم يذهب بالعقولِ (4)
لأن الخمر سبب الإثم، فأطلق اسم (5) المسبب (6) على مسببه (7) وهو الخمر ومنه تسمية العطية بالمن (8)؛ لأن العطية سبب المن، لأن (9) من أعطى فقد منَّ.
= القرآن والحديث لأبى عبيد الهروي تحقيق محمود الطناحي مادة (بلل) ج 1/ 208، الفائق في غريب الحديث للزمخشري تحقيق علي البجاوي، الباء مع اللام ج 1/ 127.
(1)
فى ط: "العرف".
(2)
فى ط: "البلل".
(3)
تعليق في هامش ز نصه: "من هنا يعلم أن هذا مثال لإطلاق السبب على اسم المسبب أي أنه من إطلاق اسم السبب وإرادة المسبب كما لا يخفى فتأمله".
(4)
ورد هذا البيت بلا عزو إلى قائله في: الزاهر 2/ 25، نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر لابن الجوزي ص 149، التذكرة الحمدونية ص 155، حلية الكميت ص 8، نهاية الأرب 4/ 87، لسان العرب مادة (أثم)، الصحاح للجوهري مادة (أثم) معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (أثم).
(5)
"اسم" ساقطة من ز.
(6)
في ز: "السبب".
(7)
في ط: "سببه".
(8)
منَّ ويقال: المنين للضعيف والقوي، يقال: قد منه السير إذا جهده وأضعفه، وحبل منين ضعيف، ورجل منين وممنون.
انظر: كتاب الأضداد لأبي حاتم السجستاني ص 90.
(9)
في ط: "ومن أعطى".
وأما إطلاق اللازم على الملزوم:
فمثاله قول الشاعر:
قوم إذا حاربوا (1) شدوا مآزرهم
…
دون النساء ولو باتت (2) بأطهار (3)(4)
فأطلق (5) شد المئزر على الاعتزال عن النساء؛ لأن شد المئزر لازم للاعتزال.
وأما عكسه وهو إطلاق الملزوم على اللازم فمثاله: قوله تعالى: {أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} (6).
(1) في ط: "فاربوا".
(2)
في الأصل: "فاتت".
(3)
في ط: "بأظهار".
(4)
قائل هذا البيت هو الأخطل من قصيدة له يمدح بها يزيد بن معاوية عندما منعه وحماه من الأنصار بعد أن أباح لهم والده قطع لسانه، ولقد خصّ مطلعها بذكر الديار والأحبة والظعائن والحنين، ثم شرع بمدح يزيد مؤكدًا حماية القرشيين له وإنقاذه من الهلاك، ثم امتدحهم ببسالتهم في الحرب وانقطاعهم عن نسائهم لها؛ ومطلع قصيدته:
تغير الرسم من سلمى بأحفار
…
واقفرت من سليمى دمنة الدار
إلى أن قال في آخر القصيدة:
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم
…
دون النساء ولو باتت بأطهار
والمآزر جمع مئزر وهو الإزار، وشد المئزر هنا كناية عن ترك الجماع، وقوله: ولو باتت بأطهار، أي: ولو تبيت، لأنه في حيز إذا التي للاستقبال.
انظر: شرح ديوان الأخطل لإيليا سليم الحاوي ص 74، 84، شرح الأشموني لألفية ابن مالك مع حاشية الصبان عليه 4/ 37، النوادر في اللغة لأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري ص 150.
(5)
في ط: "فإطلاق شد المآزر على اعتزال لأن المئزر لازم للأول".
(6)
آية رقم 35 من سورة الروم.
أطلق الكلام على الدلالة؛ لأن الدلالة من لوازم الكلام، أي (1) أنزلنا عليهم برهانًا فهو يدلهم (2) بما كانوا به يشركون (3)، ومنه قول الحكماء: كل صامت ناطق (4).
وأما إطلاق اسم الحال على المحل فمثاله: قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (5).
أطلق (6) الرحمة على الجنة لأنها محل الرحمة.
وأما عكسه (7)، وهو إطلاق المحل على الحال فمثاله: قوله عليه السلام للنابغة الجعدي (8): "لا يفضض (9) الله فاك".
(1) في ط: "إنما".
(2)
في ط: "يذلهم".
(3)
انظر: تفسير ابن كثير 3/ 434، تفسير القرطبي المجلد السابع ج 14/ 33، 34.
(4)
في ط: زيادة بعد كل صامت ناطق: "أطلق على الدلالة ما فهمه من أثر الصنعة يدل على محدثه فكأنه ناطق"، وفي ز: أطلق النطق على الدلالة لأن ما فيه من أثر الصنعة يدل على محدثه فكأنه ناطق.
(5)
آية رقم 107 من سورة آل عمران.
(6)
في ز: "اسم الرحمة".
(7)
في ز: "وأما عكسه فكقوله عليه السلام
…
" إلخ.
(8)
هو قيس بن عبد الله بن عدي بن ربيعة بن جعدة، وكنيته أبو ليلى، وهو شاعر مخضرم فصيح يجري في شعره على السليقة ولا يتكلف، عمر طويلًا في الجاهلية وفي الإسلام وهو أكبر من النابغة الذبياني؛ لأن الذبياني نادم النعمان بن المنذر وهذا نادم أباه، والنابغة الجعدي من الذين أنكروا الخمر والأزلام في الجاهلية. سكن المدينة ثم خرج إلى البادية في خلافة عثمان، وأدرك خلافة معاوية ومات بأصبهان وهو ابن مائتين وعشرين سنة.
انظر ترجمته في: الإصابة 6/ 218 الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 289، معجم الشعراء للمرزباني 195.
(9)
لم أجد هذا الحديث في الكتب المسندة، وقد ذكره بعض من ترجم للنابغة في قصة =
أطلق الفم على الأسنان؛ لأنه محل الأسنان (1)، ومنه قولهم أيضًا: جرى الميزاب، أطلق الميزاب على الماء؛ لأنه محل الماء.
وأما إطلاق اسم الكل على الجزء فمثاله قوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم} (2) أي: أناملهم، فأطلق الأصابع (3) على الأنامل، وهي (4) جزء من الأصابع.
وأما عكسه وهو إطلاق الجزء على الكل، فمثاله: قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (5) أي: إلا ذاته؛ إذ الوجه جزء من الذات.
= قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد قومه حينما أنشده قوله:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له
…
بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
…
حلم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجدت لا يفضض الله فاك".
وبلغ عشرين ومائة لم تسقط له سن.
انظر: الإصابة 6/ 218، البداية والنهاية 6/ 168، طبقات فحول الشعراء 1/ 123، المؤتلف والمختلف ص 293، الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 289، معجم الشعراء للمرزباني ص 195.
(1)
في ز: "أطلق اسم المحل الذي هو الفم على الحال الذي هو الأسنان لأنه محل الأسنان".
(2)
سورة البقرة آية رقم 19.
(3)
في ط: "اسم الأصابع".
(4)
في ط: "فهي".
(5)
قال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} سورة القصص آية 88. =
وأما إطلاق العام على الخاص، فمثاله: قوله تعالى حكاية عن محمد صلى الله عليه وسلم: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (1).
وقوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤمِنِينَ} (2) لم يرد به العموم؛ لأن الأنبياء قبلهما (3) كانوا مسلمين ومؤمنين.
= ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: إنها إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق، ولا يموت، كما قال الله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [سورة الرحمن آية (26، 27)] فعبر بالوجه عن الذات وهكذا قوله ها هنا: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} أي: إلا إياه (تفسير ابن كثير 3/ 403).
(1)
قال تعالى: {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} سورة الأنعام آية 163.
فإذا قيل: أوَليس إبراهيم والنبيون من قبله؟ فعلى هذا لا بد من بيان معنى "أول" في هذه الآية.
فيجاب على الاعتراض بأحد ثلاثة أجوبة:
الأول: أنه أول الخلق: أجمع معنى.
الثاني: أنه أولهم؛ لكونه مقدمًا في الخلق عليهم، قال الله تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [سورة الأحزاب آية 7].
الثالث: أنه أول المسلمين من أهل ملته، وهو قول قتادة وغيره واختاره ابن العربي.
انظر: تفسير القرطبي 7/ 155، أحكام القرآن لابن العربي 2/ 772.
(2)
سورة الأعراف 143.
وقيل في معنى أول المؤمنين: أي أول المؤمنين من قومي أو من بني إسرائيل في هذا العصر.
انظر: تفسير القرطبي 7/ 279.
(3)
في ط: "قبلهم".
وأما عكسه وهو إطلاق الخاص على العام، فمثاله: قوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (1) أي رفقاء.
وأما إطلاق المطلق على المقيد، فمثاله: قول الشاعر:
فيا ليتنا نحيا جميعًا وليتنا
…
إذا نحن متنا ضمنا كفنان
ويا ليت كل اثنين بينهما هوى
…
من الناس قبل اليوم يلتقيان (2)
أى قبل يوم القيامة.
وأما عكسه، وهو إطلاق المقيد على المطلق فمثاله: قول شريح (3) القاضي: أصبحت ونصف الناس (4) عليّ غضاب، أراد بنصف (5) الناس: المحكوم عليه مطلقًا ولو قيده بالنصف.
ونظيره قول الشاعر:
(1) سورة النساء آية رقم 69.
(2)
قائل هذين البيتين هو: عووة بن حزام من قصيدته النونية الطويلة في ابنة عمه عفراء، والبيتان كما وردا في كتاب النوادر لأبي علي القالي:
فيا ليت كل اثنين بينهما هوى
…
من الناس والأنعام يلتقيان
إلى أن قال:
فيا ليت محيانا جميعًا وليتنا
…
إذا نحن متنا ضمنا كفنان
انظر: كتاب ذيل الأمالي والنوادر لأبي علي القالي ص 158، 160، الغزل في العصر الجاهلي لأحمد محمد الحوفي ص 192، 193.
(3)
هو شريح بن الحارث بن قيس الكوفي القاضى، مخضرم، ثقة، وقيل: له صحبة، تولى القضاء سبعين سنة وتوفي قبل سنة (80 هـ) أو بعدها.
انظر: تقريب التهذيب 1/ 349.
(4)
"الناس" ساقطة من ط.
(5)
في ط: "بالنصف".
إذا مت كان الناس صنفان (1) شامت
…
وآخر مثن بالذي كنت أصنع (2)
وأما إطلاق المعروف (3) على المنكر، فمثاله: قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} (4).
وأما عكسه، وهو إطلاق المنكر على المعروف، فمثاله: قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} (5) أي علمت كل نفس ما قدمت وأخرت (6).
ومنه قولهم: دع (7) امرأً وما اختار (8)، [أي: دع كل امرئ وما
(1) في ط: "صنعار" وهو تصحيف.
(2)
قائل هذا البيت هو العجير السلولي.
ومناسبته أنه كانت للعجير بنت عم كان يهواها وتهواه، فخطبها إلى أبيها فوعده وقاربه، ثم خطبها رجل من بني عامر موسر، فخيرها أبوها بينه وبين العجير فاختارت العامري ليساره، فقال العجير في ذلك:
الماء على دار لزينب قد أتى
…
لها باللوى ذي المرج صيف ومربع
إلى أن قال:
إذا مت كان الناس صنفان شامت
…
وآخر مثن بالذي كنت أصنع
هذا البيت من شواهد سيبويه على أن "كان" فيها ضمير الشأن، أي إذا مت كان الأمر أو الشأن أو القصة، وجملة الناس صنفان خبرها، وأورده الهروي في الأزهية:
إذا مت كان الناس نصفان شامت
…
وآخر مثن بالذي كانت أصنع
انظر: خزانة الأدب 3/ 653، الأزهية للهروي، تحقيق الملوحي ص 199، الكتاب 1/ 36، شرح المفصل لابن يعيش 1/ 77، 3/ 116، 7/ 100، أسرار العربية للأنباري تحقيق البيطار ص 136.
(3)
في ط: "المعروف".
(4)
سورة البقرة آية رقم 58.
(5)
سورة الانفطار آية رقم 5.
(6)
لفظ: "ما قدمت وأخرت" ساقط من ز.
(7)
في ط: "ادعوا"
(8)
في ط: "يختار".
اختاره] (1).
وأما الزيادة فمثالها (2): قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (3)[أى ليس مثله شيء](4).
قال أبو حامد الغزالي - رضي (5) الله عنه - في المستصفى: فإن الكاف وضع للإفادة، فإذا استعمل على وجه لا يفيد، كان على خلاف الوضع.
وأما عكسه وهو النقصان: فمثاله قوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} (6) أي لئلا تضلوا (7).
وأما تسمية الشيء باعتبار المستقبل، وهو ما يؤول إليه فمثاله قوله تعالى
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(2)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"فمثاله".
(3)
سورة الشورى آية رقم 11.
وقد ذكر الطحاوي في إعراب "كمثله" ثلاثة أوجه:
الأول: أن الكاف صلة زيدت للتأكيد فيكون مثله خبر وقد جاء عن العرب أيضًا زيادة الكاف للتأكيد.
الثاني: أن الزائدة مثل أي ليس كهو شيء، وهذا القول بعيد لأن مثل اسم، والقول بزيادة الحرف للتأكيد أولى من القول بزيادة الاسم.
الثالث: أنه ليس ثمّ زيادة أصلًا بل هذا من باب قولهم: مثلك لا يفعل كذا أي أنت لا تفعله وأتى بمثل للمبالغة، وقالوا في معنى المبالغة هنا: أي ليس كمثله مثل لو فرض المثل، فكيف ولا مثل له، وقيل غير ذلك، والأول أظهر.
انظر: شرح الطحاوية ص 84، 85.
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(5)
كلمة "رضي الله عنه" ساقطة من ط وز.
(6)
آية رقم 176 من سورة النساء.
(7)
هذا التقدير نسبه القرطبي للكسائي، وهو عند البصريين خطأ صراح؛ لأنهم لا =
حكاية عن صاحب يوسف عليه السلام (1) -: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} (2) أي: عنبًا (3).
وأما عكسه، وهو تسمية الشيء باعتبار الماضي، وهو ما كان عليه في الزمان الماضي فمثاله: قولك: هذا عبدي المعتق؛ لأنه عبده (4) قبل عتقه.
وأما حذف المضاف سواء (5) أقيم المضاف إليه مقامه في الإعراب أو بقي على إعراب نفسه:
فمثال حذف المضاف الذي أقيم المضاف إليه مقامه في إعرابه (6): قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} (7) أي أهل القرية (8).
= يجيزون إضمار "لا".
والمعنى عندهم: يبين الله لكم كراهة أن تضلوا.
انظر: تفسير القرطبي المجلد الثالث 6/ 29.
(1)
"عليه السلام" ساقطة من ز.
(2)
آية رقم 36 سورة يوسف.
(3)
وقرأ ابن مسعود: "إني أراني أعصر عنبًا".
وقال الأصمعي: أخبرني المعتمر بن سليمان أنه لقي أعرابيًا ومعه عنب فقال: ما معك؟ قال: خمر.
وقيل: معنى أعصر خمرًا، أي عنب خمر، فحذف المضاف.
انظر: المصدر السابق المجلد الخامس 9/ 190.
(4)
في ط: "عبد".
(5)
في ز: "وسواء".
(6)
في ط: "إعراب".
(7)
سورة يوسف آية رقم 82.
(8)
ذكر هذا التقدير القرطبي في تفسيره (9/ 246)، وأشار إلى معنى آخر وهو أن معني:"واسأل القرية" وإن كانت جمادًا فأنت نبي الله وهو ينطق الجماد لك، وعلى هذا فلا حاجة إلى الإضمار.
ومثال حذف المضاف (1) الباقي (2) على إعرابه قول الشاعر:
أكل امرئ تحسبين (3) امرأً
…
ونار توقد (4) بالليل نارًا (5)
[قولة: ونار، أي: وكل نار](6).
ومنه قولهم: ما كل سوداء تمرة (7)، ولا بيضاء شحمة؛ أي: ولا كل
(1)"المضاف" ساقطة من ط.
(2)
في ز: "وبقي المضاف إليه على إعرابه".
(3)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"تحسين".
(4)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"يوقد".
(5)
قائل هذا البيت هو أبو داود الإيادي الشاعر الجاهلي قيل: اسمه: جارية بن الحجاج، وقيل: حنظلة بن الشرقي وهو أحد نعات الخيل المجيدين.
وهذا البيت من قصيدة له يصف بها فرسًا ومطلعها:
ودار يقول لها الرائدو
…
ن ويل أم دار الحذاقي دارا
إلى أن قال في آخرها:
أكل امرئ تحسبين أمرأً
…
ونار توقد بالليل نارًا
أوجه الإعراب في قوله: ونار، ثلاثة: وهي:
الأول: سيبويه يحمله على حذف مضاف تقديره وكل نار كما استشهد به المؤلف هنا، وهو المشهور عند النحاة.
الثاني: أبو الحسن يحمله على العطف على عاملين، فيخفض نارًا بالعطف على امرئ المخفوض بكل، وينصب نارًا بالعطف على امرئ الثانية.
الثالث: أنه من باب عطف جملة علي جملة والتقدير وتحسبين كل نار.
انظر: المفصل للزمخشري ص 106 وشرحه لابن يعيش 3/ 26، أوضح المسالك لابن هشام 2/ 223، رقم الشاهد 351، الأصمعيات اختيار الأصمعي تحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون ص 190، 191.
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط وز.
(7)
في الأصل وفي ز: "ثمره" بالثاء.
بيضاء شحمة (1).
وأما عكسه، وهو حذف المضاف إليه، فمثاله:"قولهم قطع الله يد ورجل من قالها"(2)، تقديره: يد من قالها، فحذف (3) من قالها الذي أضيف إليه اليد لدلالة الثاني عليه، وهو من قالها الذي أضيف إليه الرجل.
(1) نص هذا المثل في كتب الأمثال: "ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء تمرة".
وقصة هذا المثل أن هند بنت عوف بن عامر كانت تحت ذهل بن ثعلبة بن عكابة فولدت له عامر وشيبان، ثم هلك عنها ذهل، وترك عند أخيه قيس بن ثعلبة مالًا، فذهب عامر وأخوه شيبان إلى عمهما قيس فوجداه قد تأوه، فوثب عامر بن ذهل عليه يخنقه، فقال قيس: يا ابن أخي، دعني فإن الشيخ متأوه، فذهب قوله مثلًا ثم قال: ما كل بيضاء شحمة ولا كل سوداء تمرة، يعني: وإن أشبه أباه خَلقًا فلم يشبهه خُلُقًا، فذهب قوله مثلًا.
وذكره الزمخشري في المفصل مستشهدًا به على حذف المضاف وترك المضاف إليه على إعرابه ونصه: ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة كما أوردُه المؤلف هنا.
كل سوداء: كل مضاف، وسوداء مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه لا ينصرف ويكون التقدير: ولا كل بيضاء، فكل مضاف، وبيضاء مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه لا ينصرف، وشحمة معطوف على تمرة المنصوبة لأنها خبر.
انظر: المستقصى في أمثال العرب للزمخشري 2/ 328 رقم المثل 1199، مجمع الأمثال للميداني 3/ 275 رقم المثل 3868، المفصل للزمخشري ص 106، وشرحه لابن يعيش 2/ 26، 27، 5/ 143، 8/ 52.
(2)
التقدير: قطع الله يد من قالها ورجل من قالها، فحذف ما أضيف إليه يد، وهو: من قالها، لدلالة ما أضيف إليه رجل عليه، وأورده الفراء في معاني القرآن هكذا: قطع الله الغداة يد ورجل من قاله.
انظر: معاني القرآن للفراء 2/ 322، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 2/ 67، شرح الكافية الشافية لابن مالك 2/ 976.
(3)
في ط: "بحذف".
ومنه أيضًا (1) قول الشاعر:
سقى الأرضين الغيث سهل وحزنها
…
فنيطت عرا الآمال (2) بالزرع والضرع (3)
أي: سهلها.
وأما إطلاق الشيء على شبهه فمثاله: إطلاق الأسد على الرجل الشجاع لتشابههما (4) في الشجاعة.
ومثاله أيضًا: إطلاق لفظ (5) الإنسان على الصورة المنقوشة في الثوب، أو في (6) الجدار مثلًا لشبهها بالإنسان.
وأما إطلاق الشيء على ضده فمثاله: قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ
(1)"أيضًا" ساقطة من ط.
(2)
في ط: "الأرمال" وهو تصحيف.
(3)
والغيث: المطر، والسهل: نقيض الجبل، والحَزْن بفتح الحاء وسكون الزاي: وهو ما غلظ من الأرض وصلُب.
فنيطت: أي: تعلقت، من ناط قلبي به أي: تعلق، و"العرا" بضم العين: جمع عروة. والآمال: جمع أمل وهو الرجاء، والضرع لكل ذات ظلف أو خف.
قوله: سهل بالنصب بدل من الأرضين بدل البعض من الكل، والمضاف إليه محذوف تقديره سهلها، وحزنها: عطف عليه وحذف المضاف إليه في سهل بدلالة ما أضيف إليه حزن عليه.
انظر: شرح العيني على شواهد الألفية مع الخزانة 3/ 483، 484، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 2/ 67 رقم الشاهد 239، شرح الأشموني على ألفية ابن مالك مع حاشية الصبان 2/ 274.
(4)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"لمشابهتهما".
(5)
"لفظ" ساقطة من ط.
(6)
"في" ساقطة من ط.
مِثْلُهَا} (1) فالسيئة الأولى هي السيئة، وأما الثانية فهي حسنة وليست بسيئة (2). ومنه قوله تعالى:{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} (3).
ومنه قوله تعالى أيضًا (4): {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} (5) ومنه قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (6).
(1) سورة الشورى آية رقم 40.
(2)
يقول القرطبي في تفسيره لهذه الآية: قال العلماء: جعل الله المؤمنين صنفين، صنف يعفون عن المظالم فبدأ بذكرهم في قوله:{وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى آية 37].
وصنف ينتصرون من ظالمهم، ثم بيّن حد الانتصار بقوله:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} فينتصر ممن ظلمه من غير أن يعتدي.
وبيّن سبب تسمية الجزاء سيئة؛ لأنه في المقابل، فالأول ساء هذا في مال أو بدن وهذا الاقتصاص يسوءه بمثل ذلك أيضًا - فليست السيئة الثانية حسنة، كما قال المؤلف -.
انظر: تفسير القرطبي المجلد الثامن 16/ 40.
(3)
سورة البقرة آية رقم 194.
يقول القرطبي في تفسيره لهذه الآية: واختلف الناس في المكافأة هل تسمى عدوانًا أم لا؟
فمن قال: ليس في القرآن مجاز، قال: المقابلة عدوان، وهو عدوان مباح.
ومن قال: في القرآن مجاز سمي هذا عدوانًا على طريق المجاز ومقابلة الكلام بمثله.
انظر: تفسير القرطبي المجلد الأول 2/ 356.
(4)
"أيضًا" ساقطة من ط وز.
(5)
قال تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} سورة آل عمران آية 54، ومكروا: يعني كفار بني إسرائيل، ومكر الله استدراجه لعباده من حيث لا يعلمون، وقال الزجاج: مكر الله مجازاتهم على مكرهم فسمى الجزاء باسم الابتداء.
المصدر السابق 4/ 98.
(6)
سورة النساء آية 142.
يقول القرطبي في معنى الخداع من الله: والخداع من الله مجازاتهم على خداعهم =
ومنه قوله تعالى أيضًا (1): {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (2) فإطلاق اللفظ الثاني في جميع ذلك مجاز من باب مقابلة أحد الضدين بالآخر.
ومثاله أيضًا: قولهم (3): قاتله (4) الله ما أحسن ما (5) قال، أطلق الدعاء عليه على الدعاء له.
وأما إطلاق الشيء على بدله فمثاله: قولهم: فلان أكل الدم إذا أكل الدية، فأطلق الدم على الدية لأنها بدل الدم.
وأما إطلاق آلة الشيء عليه، فمثاله: قوله تعالى حكاية عن إبراهيم
= أولياءه ورسله.
المصدر السابق 5/ 422.
(1)
أيضًا ساقطة من ط وز.
(2)
قال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} سورة البقرة آية رقم 14، 15.
يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: قوله تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} أي: ينتقم منهم ويعاقبهم ويسخر بهم ويجازيهم على استهزائهم فسمى العقوبة باسم الذنب، هذا قول جمهور من العلماء، والعرب تستعمل ذلك كثيرًا في كلامهم، ثم ساق الآيات السابقة.
وقال: الجزاء لا يكون سيئة، والقصاص لا يكون اعتداء لأنه حق وجب، وليس منه سبحانه مكر ولا هزء، إنما هو جزاء لمكرهم واستهزائهم.
انظر: تفسير القرطبي المجلد الأول 1/ 207، 208.
(3)
"قولهم" ساقطة من ز.
(4)
في ط: "فاتاه" وهو تصحيف.
(5)
في ط: "من قال".
عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} (1) أي: ذكرًا حسنًا، فأطلق اللسان على الذكر لأن اللسان آلة الذكر.
وأما التقديم والتأخير فمثاله: قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} (2)[تقديره: والذي أخرج المرعى أحوى فجعله غثاءً](3).
وهذه (4) الأنواع المذكورة هي الحاصرة (5) لأنواع المجاز ولكن في بعضها تداخل كحذف المضاف (6) أو المضاف إليه، فإنهما داخلان في النقصان؛ لأن النقصان أو الحذف يعم ذلك فتأمل ذلك.
هذا ما يتعلق بقول (7) المؤلف (8): [لعلاقة بينهما].
وقال بعضهم (9): حاصل (10) المجاز أربعة أقسام:
(1) سورة الشعراء آية رقم 84.
(2)
سورة الأعلى آية رقم 4، 5.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(4)
في ط: "فهذه".
(5)
حصرها المؤلف هنا بخمسة وعشرين نوعًا، وحصرها السبكي بستة وثلاثين نوعًا.
انظر: الإبهاج في شرح المنهاج للسبكي وابنه 1/ 299 - 311، وانظر هذه الأنواع وأمثلتها في: شرح مختصر المنتهى لأبي القاسم قطب الدين الشيرازي ص 19، 20، مخطوط بمكتبة الجامع الكبير بمكناس رقم 160، وشرح الكوكب المنير 1/ 157 - 178.
(6)
في ز: "والمضاف إليه".
(7)
في ز: "بقوله".
(8)
"المؤلف" ساقطة من ط.
(9)
القائل هو المسطاسي في شرح التنقيح.
(10)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"فاصل".
الزيادة، والنقصان، والتقديم والتأخير، والاستعارة.
مثال (1) الزيادة: قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (2)، وقوله تعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} (3)، لأن ما زائدة.
ومثال (4) النقصان: قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (5).
ومثال التقديم والتأخير: قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} (6).
ومثال الاستعارة: الأسد للرجل الشجاع، [والحمار للرجل البليد (7). وهذا الحصر أقرب من الأوّل](8).
ومنه: قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (9)؛ لأن
(1) في ز: "فمثال".
(2)
سورة الشورى آية رقم 11.
(3)
سورة النساء آية رقم 155.
انظر: تفسير القرطبي المجلد الثالث 6/ 7.
(4)
في ط: "مثال".
(5)
سورة يوسف آية رقم 82.
(6)
سورة الأعلى آية رقم 4، 5.
(7)
انظر هذا القول في شرح التنقيح للمسطاسي ص 13/ خ.
(8)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط، وفي ز: سقطت عبارة: "وهذا الحصر أقرب من الأول".
(9)
سورة العنكبوت آية رقم 45.
الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر؛ وذلك لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة، والصلاة تشغل كل بدن المصلي، فإذا دخل المصلي في محرابه وخشع وأخبت لربه وذكر أنه واقف بين يديه، وأنه مطلع عليه ويراه، صلحت لذلك =
الصلاة لا تنهى في الحقيقة.
وقوله تعالى: {بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (1)؛ لأن الإيمان لا يأمر في الحقيقة.
وقوله تعالى: {جَنَاحَ الذُّلِّ} (2)؛ لأن الذل لا جناح له في الحقيقة.
وقوله تعالى: {جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ} (3)؛ لأن الإرادة لا تصح من الجدار (4) في الحقيقة.
وهو كثير في القرآن (5).
= نفسه وتذللت وخامرها ارتقاب الله تعالى، وظهرت على جوارحه هيبتها، ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة".
انظر: تفسير القرطبي المجلد السابع 13/ 348.
(1)
سورة البقرة آية رقم 93.
(2)
قال تعالى في شأن الوالدين: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} سورة الإسراء آية رقم 24.
(3)
سورة الكهف آية رقم 77.
(4)
في ط: "من الموات"، وفي ز:"لأن الإرادة لا تصح إلا للذات".
(5)
في ط زيادة بعد قوله: "وهو كثير في القرآن": "وهذا الحصر أقرب من الأول"، وفي هامش ز تعليق بهذا النظم:
يا سائلا حصر العلاقات التي
…
وضع المجاز بها يسوغ ويجمل
خذها مركبة وكل مقابل
…
حكم المقابل فيه يحصل
عين ذكر ملزوم يعوض لازم
…
وكذا بعلته يعاض معلل
وعن المعمم يستعاض مخصص
…
وكذاك عن جزء ينوب المكمل
وعن المحل ينوب ما قد حله
…
والحذف للتخفيف مما يحصل
وعن المضاف إليه ناب مضافه
…
والضد عن أضداده يستعمل
والشبه في صفة تبين وصورة
…
ومن المقيد مطلق قد يبدل
والشيء يسمى باسم ما قد كان
…
وكذاك يسمى بالبديل المبدل =
وقوله: (وهو منقسم (1) بحسب الوضع (2) إِلى أربعة: مجاز (3) لغوي كاستعمال (4) الأسد في الرجل الشجاع، وشرعي كاستعمال لفظ الصلاة في الدعاء، وعرفي عام (5) كاستعمال لفظ الدابة في مطلق ما اتصف (6) بالدبيب، وخاصي (7) كاستعمال لفظ الجوهر في النفيس).
ش: هذا هو المطلب الرابع: في أقسام المجاز.
فاعلم أن المؤلف رحمه الله قسم المجاز باعتبارات ثلاثة:
قسمه أولًا: باعتبار [الوضع](8).
ثم قسمه ثانيًا: باعتبار الموضوع له.
ثم قسمه ثالثًا: باعتبار هيئته.
قوله: (وهو ينقسم بحسب [الوضع] (9) إِلى أربعة) ومراده
= وضع المجاور في مكانة جاره
…
وبهذا حكم التعاكيس يكمل
واجعل مكان الشيء آلته وجئ
…
بمنكر قصد العموم فيحصل
ومعرف عن مطلق وبه انتهت
…
ولجلها حكم التداخل يشمل
وبكثرة وبلاغة ولزومه
…
لحقيقة رجحانه يتحصل
(1)
في نسخة أوخ وش: "وهو ما ينقسم".
(2)
في نسخة ش: "الواضع".
(3)
في نسخة ش: "مجازات".
(4)
في ط وز: "لفظ الأسد".
(5)
"عام" ساقطة من ط.
(6)
في نسخة ش: "في مطلق ما دب".
(7)
في نسخة ش: "وعرفي خاص"، وفي خ:"وخاص".
(8)
المثبت من ز وفي الأصل وط (الواضع).
(9)
المثبت من ز وفي الأصل وط (الواضع).
ها هنا (1)[بالوضع](2): اللغة، والشرع، والعرف العام، والعرف الخاص، [فالوضع](3) إذًا أربعة أشياء (4).
وإنما كان أقسام المجاز أربعة؛ لأنها مقابلة لأقسام الحقيقة، وذلك أن لفظ الصلاة مثلًا: إذا استعمل في الدعاء كان حقيقة لغوية مجازًا شرعيًا؛ لأنه استعمل في غير ما وضع له باعتبار الوضع الشرعي وإن استعمل في الأفعال المخصوصة، كان حقيقة شرعية مجازًا لغويًا.
ولفظ الدابة إذا استعمل في مطلق ما اتصف بالدبيب كان حقيقة لغوية مجازًا عرفيًا، وإذا استعمل في الحمار كان حقيقة عرفية مجازًا لغويًا؛ لأنه استعمل في غير ما وضع له لغة، وكذلك تقول في (5) لفظ الجوهر وفي كل ما يعرض في الباب (6).
قوله: (كاستعمال الأسد (7) في الرجل الشجاع)، هذا مثال المجاز اللغوي، والعلاقة بين الحيوان المفترس والرجل الشجاع، هي (8): الشجاعة.
وقوله: (كاستعمال لفظ الصلاة في الدعاء) هذا مثال (9) المجاز الشرعي
(1) في ز: "هنا".
(2)
المثبت من ز وفي الأصل وط (الواضع).
(3)
المثبت من ز وفي الأصل وط (الواضع).
(4)
"أشياء" ساقطة من ط.
(5)
في ط: "بلفظ".
(6)
نقل المؤلف هنا من القرافي في شرح التنقيح بالمعنى. انظر ص: 44 من الشرح.
(7)
في ز: "لفظ الأسد".
(8)
"هي" ساقطة من ط.
(9)
في ز: "هو".
والعلاقة بينهما هو (1): الدعاء؛ لأن الفاتحة فيها الدعاء.
وقوله: (كاستعمال لفظ الدابة في مطلق ما اتصف بالدبيب) هذا مثال المجاز العرفي العام، والعلاقة بينهما هو (2): الدبيب.
وقوله: (كاستعمال لفظ الجوهر في النفيس).
قال ابن هشام في شرح الفصيح: يقال: نَفَسَ (3) الشيء، ونَفُسَ: صار نفيسًا، كما يقال: أنتن الشيء، ونتن إذا صار منتنًا.
والنفيس: هو الرفيع الشريف الكريم الذي يتنافس فيه، انتهى نصه (4).
وقوله (5): (كاستعمال لفظ الجوهر في النفيس)، هذا مثال (6) الجاز العرفي الخاص، والعلاقة بين النفيس وبين الشيء الذي لا يقبل القسمة هي (7) مطلق الغاية؛ لأن هذا في غاية من التعظيم، وهذا في غاية من التحقير.
قوله: (وبحسب الموضوع له إِلى مفرد نحو قولنا: أسد للرجل الشجاع، وإِلى مركب كقولهم (8):
أشاب الصغير وأفنى الكبير
…
كر الغداة ومر العشي
(1) في ط: "هي".
(2)
في ط: "هي".
(3)
في ط وز: "انفس".
(4)
انظر: شرح الفصيح ص 104، 105 مخطوط "فلم" في مركز البحث بجامعة أم القرى 241 لغة.
(5)
في ط: "قوله".
(6)
في ط: "مثال الجوهر للمجاز".
(7)
في ز: "هو مطلق بلوغ الغاية".
(8)
في نسخة خ: "كقوله"، ونسخة ش:"نحو قولهم".
فالمفردات (1) حقيقية (2)، وإِسناد الإِشابة والإِفناء (3) إِلى الكر والمر مجاز في التركيب، وإِلى: مفرد ومركب كقولهم (4): أحياني اكتحالي بطلعتك، فاستعمال الإِحياء والاكتحال في السرور والرؤية مجاز في الإِفراد وإِضافة الإِحياء إِلى الاكتحال مجاز في التركيب، فإِنه مضاف إِلى الله تعالى).
ش: هذا هو التقسيم (5) الثاني للمجاز باعتبار الموضوع له.
قوله: (وبحسب الموضوع له) أي: وينقسم المجاز أيضًا باعتبار المعنى الذي وضع له المجاز إلى ثلاثة أقسام (6):
أحدها: مفرد.
والثاني: مركب (7).
(1) في أ: "فالأفراد".
(2)
في أوخ وش: "حقيقة".
(3)
المثبت من أوخ وش وط وز، وفي الأصل:"الفناء".
(4)
في أوخ وش: "نحو قولهم".
(5)
في ط: "القسم".
(6)
هكذا في ز، وفي الأصل وز بعد قوله:"إلى ثلاثة أقسام" قال: "هذا هو التقسيم الثاني للمجاز فقسمه ها هنا باعتبار المعنى الذي وضع له إلى ثلاثة أقسام".
ولم أثبت هذا الكلام وإن ورد في الأصل؛ لأن فيه تكرارًا مع ما سبق.
(7)
تقسيم المؤلف المجاز هنا إلى: مفرد، ومركب إنما هو على مذهب من يجيز المجاز في التركيب أو الإسناد، وهو اختيار تاج الدين البيضاوي، وتاج الدين السبكي وغيرهم، ومنعه آخرون منهم ابن الحاجب.
يقول ابن الحاجب: والحق أن المجاز في الفرد ولا مجاز في المركب، وقول عبد القاهر الجرجاني في نحو أحياني اكتحالي بطلعتك أن المجاز في الإسناد بعيد لاتحاد جهته.
انظر: الإبهاج في شرح المنهاج للسبكي وابنه 1/ 293، 295، مختصر المنتهى =
والثالث: مفرد ومركب معًا.
يعني أن المجاز بالنسبة إلى موضوعه (1) تارة يكون مجازًا مفردًا خاصة، وتارة يكون مجازًا مركبًا خاصة، وتارة يكون مجازًا مفردًا ومركبًا معًا (2).
ومعنى قوله: (المجاز المفرد) أي ينقل اسم مفرد عن معنى مفرد (3) إلى معنى مفرد، أو (4) إلى أكثر من معنى مفرد.
مثال هذا (5) المجاز المفرد قولك: أسد لشجاع (6) من الرجال، فإن الأسد اسم مفرد منقول عن معنى مفرد، وهو الحيوان المفترس إلى معنى مفرد وهو الرجل الشجاع.
وقولنا: "أو أكثر (7) من مفرد" مثاله: إطلاق اللفظ المشترك على معنييه، وكذلك إطلاق اللفظ على مجازيه، وكذلك إطلاق اللفظ على حقيقته ومجازه معًا.
مثال إطلاق المشترك على معنييه: إطلاق لفظ القرء على الطهر، والحيض، وإطلاق لفظ الجون (8) على الأبيض والأسود.
= لابن الحاجب المطبوع مع شرح العضد 1/ 153.
(1)
في ز: "إلى ما وضع له".
(2)
"معًا" ساقطة من ز.
(3)
"مفرد" ساقطة من ط.
(4)
"أو" ساقطة من ط.
(5)
"هذا" ساقطة من ز.
(6)
في ز: "للرجل الشجاع"، وهو أقرب.
(7)
في ز: "أو إلى أكثر".
(8)
المثبت من ز، وفي الأصل وط:"الجوز".
[ومثال إطلاق اللفظ على مجازيه: إطلاق لفظ البحر على العالم والسخي](1).
ومثال إطلاق اللفظ على حقيقته ومجازه: [إطلاق لفظ الغزالة على الحيوان المعروف، والمرأة الجميلة.
وهذا كله إذا نطق (2) به متكلم واحد في وقت واحد، وأراد باللفظ مجموع المعاني، وهذا التمثيل كله إنما هو على القول بجواز إطلاق اللفظ على حقيقته أو على مجازيه أو على حقيقته ومجازه] (3) معًا وهو مذهب مالك والشافعي، وطائفة من العلماء رضي الله عنهم.
كما بينه المؤلف رحمه الله في باب التعارض والترجيح (4)؛ لأنه قال هنالك (5): يجوز عند المالكية (6) والشافعي، وجماعة من أصحابه (7) استعمال اللفظ في حقائقه إن كان مشتركًا، أو مجازاته، أو مجازه (8) وحقيقته، خلافًا لقوم. انتهى (9).
قوله: (نحو قولنا: أسد للرجل الشجاع) هذا مثال المجاز المفرد كما
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(2)
في ط: "تكلم".
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ز.
(4)
الصواب: "في الباب الثالث في تعارض مقتضيات الألفاظ".
(5)
في ز: "هناك".
(6)
في ش: "مالك".
(7)
في ش: "من أصحاب مالك".
(8)
في ز: "أو مجازاته".
(9)
هذا نص كلام القرافي في التنقيح. انظر: شرح التنقيح ص 114.
تقدم.
ومثاله أيضًا: الحمار للرجل البليد (1)، [وكذلك الثور للرجل البليد](2) وكذلك التيس للأبله (3)، وكذلك البحر لكثير العلم، وكذلك البحر أيضًا (4) لكثير السخاء، وكذلك البحر أيضًا للفرس الجواد، وكذلك الغزالة (5) للمرأة الجميلة، وكذلك الشمس للمرأة الجميلة، وكذلك القمر للمرأة الجميلة، وكذلك البدر للمرأة الجميلة، وكذلك الجبل للرجل الثقيل، فهذا كله مثال للمجاز المفرد، وهو نقل اسم مفرد عن معنى مفرد إلى معنى مفرد أو أكثر من مفرد.
فهذا بيان المجاز المفرد وهو القسم الأول من الثلاثة، وإلى هذا القسم أشار المؤلف بقوله:(إِلى مفرد نحو قولنا: أسد للرجل الشجاع).
وقوله: (وإِلى مركب كقولهم:
أشاب الصغير وأفنى الكبير
…
كر الغداة ومرّ العشي
فالمفردات حقيقة وإِسناد الإِشابه والإِفناء إِلى الكر والمر مجاز في التركيب).
ش: هذا هو القسم الثاني من الأقسام الثلاثة: وهو المجاز المركب.
ومعنى المجاز المركب: أن يكون اللفظ موضوعًا ليركب مع لفظ معنى،
(1) في ط: "البلد".
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(3)
في ط: "للأجلية" وهو تصحيف.
(4)
"أيضًا" ساقطة من ز.
(5)
في ط: "وكذلك الغزالة أيضًا للمرأة الجميلة".
ثم يركب مع لفظ معنى آخر (1) مثله المؤلف بقول الشاعر:
أشاب الصغير وأفنى الكبير
…
كر (2) الغداة ومر العشي (3)
هذا من باب اللف والنشر، الأول للأول، والثاني للثاني، تقديره: أشاب الصغير كر الغداة وأفنى الكبير مر العشي، والمراد بالكر والمر ها هنا (4) طول العمر.
(1) يقول القرافي في تحديد معنى المجاز المركب: "والمجاز في التركيب أن يكون اللفظ في اللغة وضع ليركب مع لفظ معنى آخر فيركب مع لفظ غير ذلك المعنى فيكون مجازًا في التركيب". انظر: شرح التنقيح ص 45.
(2)
"كر الغداة" ساقط من ط.
(3)
قائل هذا البيت هو الصلتان العبدي وهو من شعراء الحماسة، واسمه قثم بن حيبة بن عبد القيس، وهو الذي قضى بين جرير والفرزدق، ونسبه الجاحظ فى كتابه الحيوان إلى الصلتان السعدي وهو غير الصلتان العبدي.
وهذا البيت مطلع قصيدة له، وقال بعد هذا البيت:
إذا ليلة هرَّمت يومها
…
أتى بعد ذلك يوم فتي
نروح ونغدو لحاجاتنا
…
وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته
…
ويبقى له حاجة ما بقي
ذكر في هذه الأبيات ما تدور عليه دوائر الأيام وقال: إن تكرر الأيام ومرور الليالي تجعل الصغير كبيرًا والطفل شابًا والشيخ فانيًا، ونحن في دأب في حاجتنا فلا نمل، وحاجتنا لا تفنى أو تقل.
انظر: شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 3/ 209 نشره أحمد أمين، الحيوان للجاحظ 3/ 477، خزانة الأدب 1/ 308، أسرار البلاغة للجرجاني ص 320، 337، شواهد التلخيص ص 35، شرح المقصورة لابن هشام اللخمي ص 162، 163، معجم الشعراء للمرزباني ص 229، الشعراء لابن قتيبة 475.
(4)
"ها هنا" ساقطة من ز.
قوله: (فالمفردات حقيقة) أراد [بالمفردات](1) أربعة (2) أشياء: وهي الإشابة، والإفناء، والكر، والمر؛ لأن كل واحد من هذه الألفاظ الأربعة باق على المعنى الذي وضع له، لم ينقل عنه في هذا المثال.
وهو معنى قوله: (فالمفردات حقيقة) وليس يريد بالمفردات: جميع الألفاظ الثمانية؛ لأن الصغير في قوله: أشاب الصغير مجاز؛ لأنه سماه صغيرًا باعتبار ما كان عليه في الماضي؛ إذ الصغير لا يشيب وإنما الذي (3) يشيب هو الكبير، قاله المؤلف في النفائس (4).
وهذا كقولك: تحرك الساكن، أو سكن (5) المتحرك؛ فإنما يصدق (6) باعتبار الماضي والإلزام الجمع بين الضدين، وهو محال.
قوله: (وإسناد الإِشابة والإِفناء إِلى الكر والمر مجاز في التركيب (7)).
ش: يعني أن إضافة (8) الإشابة إلى (9) الكر مجاز في التركيب، وكذلك إضافة الإفناء إلى (10) المر مجاز في التركيب؛ لأن الإشابة والإفناء إنما يضافان
(1) المثبت بين المعقوفتين من ط وز ولم ترد في الأصل.
(2)
في ط: "أربع".
(3)
"الذي" ساقطة من ط.
(4)
يقول القرافي في النفائس: إن الشيب لا يأتي على صغير حقيقة بل من تقدم فيه الصغر، وهو كقوله: تحرك الساكن وسكن المتحرك.
انظر نفائس الأصول تحقيق عادل عبد الموجود 2/ 872.
(5)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"واسكن".
(6)
في ط: "يقصد".
(7)
"في التركيب" ساقطة من ز.
(8)
في ز: "الإضافة".
(9)
"إلى" ساقطة من ط.
(10)
"إلى" ساقطة من ط.
[إلى الله تعالى](1) بالحقيقة (2)، وأما إضافتهما (3) إلى غير الله تعالى، فهو مجاز في التركيب؛ وذلك أن معنى المجاز المركب قد حصل في هذا المثال؛ لأن اللفظ لم يركب مع لفظ المعنى الذي وضع لأن يركب معه.
ومثال هذا البيت أيضًا قول الشاعر:
والمرء يبليه بلاء السربال
…
كر الليالي وانتقال الحال (4)
(1) ما بين المعقوفتين لم يرد في ط، وفي ز:"إلى الله تبارك وتعالى".
(2)
انظر: الإبهاج في شرح المنهاج 1/ 294.
(3)
في ط: "إضافته".
(4)
قائل هذا البيت هو العجاج عبد الله بن رؤبة بن تميم، ولد في الجاهلية وأدرك الصحابة الأولين، وعمر طويلًا، مات في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة سبعين للهجرة وهو من شعراء الرجز ويجيد المدح.
ونص البيت:
والمرء يبليه بلاء السربال
…
كر الليالي وانتقال الأحوال
وأورده ابن هشام اللخمي في شرح المقصورة بهذه الرواية:
والمرء يبليه بلاء السربال
…
تناسخ الإهلال بعد الإهلال
ولم أجده في ديوانه
انظر: المقصور والممدود لابن ولاد النحوي ص 17، شرح المقصورة لابن هشام اللخمي ص 162.
في هامش "ز"(56/ أ) ورد بعد البيت الزيادة الآتية: "الأحوال: تعاقب الإهلال بعد الإهلال قوله: (وإسناد الإشابة والإفناء إلى الكر والمر مجاز) قال أبو زكريا المسطاسي: هذا لا يصح؛ لأن طول العمر سبب عادي للإشابه والإفناء والعرب لم تخص الوضع بالمؤثر الحقيقي، بل وضعت للمؤثر الحقيقي، والكسبي، وما لا كسب فيه البتة، كقولك: خلق الله، ورزق، وأحيا، وأمات، والكسبي كقولك: قام زيد وصلى وضرب، وما لا كسب فيه كقولك: برد الماء وسقط الحائط، فصار الوضع أعم من الثلاث، وحينئذ يكون قولهم: أشاب كر الغداة ومر العشي حقيقة، كقولك: أشبعه الطعام، وأرواه الماء، وأفناه الجوع، وأحرقته النار، هذا كله حقيقة =
ومثال المجاز المركب أيضًا قولهم: هزم الأمير الجند، وقتل (1) الأمير فلانًا، أو ضربه، أو علقه، أو سجنه، أو أطلقه؛ فالفاعل لذلك كله حقيقة المباشر (2) للفعل (3)، فنسبة ذلك إلى الأمير مجاز في التركيب.
ومثاله أيضًا: قولك: شربت الطعام وأكلت الماء، فهو مجاز؛ لأن (4) لفظ الشرب إنما يركب مع لفظ الماء، ولا يركب مع لفظ الطعام، وكذلك لفظ الأكل إنما يركب مع لفظ الطعام، ولا يركب (5) مع لفظ الماء.
ومثاله أيضًا: قولك: غرق فلان في العلم؛ لأن لفظ غرق إنما يركب مع الماء، فتركيبه مع لفظ العلم مجاز (6).
ومثاله أيضًا: قولك: علفت الدابة ماء؛ لأن لفظ العلف إنما يركب مع لفظ الشعير أو (7) التبن؛ لأن الماء لا يعلف وإنما يعلف الشعير والتبن.
ومثاله في القرآن: قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (8)؛ لأن لفظ (9) السؤال إنما وضع في اللغة ليركب مع لفظ من تصح منه الإجابة، فتركيبه مع لفظ القرية مجاز في التركيب.
= لا مجاز إذا كان فاعل ذلك على وجه التأثير هو الله تبارك وتعالى".
(1)
في ط: "أو قتل".
(2)
في ط وز: "هو المباشر".
(3)
في ط: "الفعل".
(4)
في ز: "فإن".
(5)
"ولا يركب" ساقطة من ط.
(6)
هذا المثال تقدم عن سابقه في ط وز.
(7)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"والتبن".
(8)
سورة يوسف آية رقم 82.
(9)
"لفظ" ساقطة من ز.
ومثاله أيضًا: قوله تعالى: {وَإِذَا تلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (1)؛ لأن الذي يزيد ذلك هو الله تعالى (2).
ومثاله أيضًا: قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (3)؛ لأن الذي يخرجها هو الله تعالى (4)(5).
ومثاله أيضًا: قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمِّهَاتُكمْ وَبَنَاتُكُمْ
…
} (6) الآية؛ لأن لفظ التحريم إنما وضع ليركب مع الأفعال دون الذوات (7)، فتركيبه
(1) سورة الأنفال آية رقم 2.
وبين ابن سعدي رحمه الله وجه زيادة إيمانهم فقال: "ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع، ويحضرون قلوبهم لتدبره فعند ذلك يزيد إيمانهم؛ لأن التدبر من أعمال القلوب، ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه ويتذاكرون ما كانوا نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير واشتياقًا إلى كرامة ربهم، أو وجلًا من العقوبات وازدجارًا من المعاصي، وكل هذا مما يزاد به الإيمان".
انظر: تفسير ابن سعدي 3/ 142، 143.
فعلى هذا تكون زيادة الإيمان بسبب تلاوة آيات الله وهذه الزيادة بقدرة الله سبحانه وتعالى.
(2)
في ط: "هو الله"، وفي ز:"هو الله تبارك وتعالى".
(3)
سورة الزلزلة آية رقم 2.
(4)
استدل الرازي بهذه الآية على أن المجاز مركب عقلي فقال: فالإخراج غير مستند في نفس الأمر إلى الأرض بل إلى الله تعالى، وذلك حكم عقلي ثابت في نفس الأمر، فنقله عن متعلقه إلى غيره نقل لحكم عقلي لا للفظ لغوي، فلا يكون هذا المجاز إلا عقليًا.
انظر: المحصول ج 1 ق 1 ص 459.
(5)
في ط: "هو الله"، وفي ز:"هو الله عز وجل".
(6)
سورة النساء آية رقم 23.
(7)
ذكر هذه الأمثلة للمجاز في التركيب القرافي في شرح التنقيح ص 45، 46.
مع الذوات مجاز في التركيب؛ لأن التكليف إنما يتعلق بأفعال المكلفين التي هي من كسبهم ولا يتعلق بذواتهم؛ لأنها ليست من كسبهم.
هذا بيان المجاز المركب. وإلى هذا القسم أشار المؤلف بقوله: (وإِلى مركب كقولهم:
أشاب الصغير وأفنى الكبير
…
كر الغداة ومر العشي
…
) إلى آخره (1).
قوله: (وإِلى مفرد ومركب كقولهم: أحياني اكتحالي بطلعتك، فاستعمال الإِحياء والاكتحال في السرور والرؤية: مجاز في الإِفراد، وإِضافة الإِحياء إِلى الاكتحال: مجاز في التركيب؛ فإِنه مضاف إِلى الله تعالى).
ش: هذا هو القسم الثالث من الأقسام الثلاثة: وهو المجاز الذي هو مفرد مركب معًا، ومعناه: أن يكون المجاز في إفراده، وفي إسناده.
مثله المؤلف (2) بقوله (3): أحياني اكتحالي بطلعتك: ومعنى هذا (4) الكلام: يسرني (5) رؤية صورتك، فإطلاق الإحياء على السرور: مجاز في الإفراد، وإطلاق الاكتحال على الرؤية: مجاز في الإفراد أيضًا، وإضافة الإحياء إلى الاكتحال: مجاز في التركيب؛ [فإن لفظ الإحياء إنما وضع لغة لأن يركب مع لفظ الله تعالى، فإضافة الإحياء إلى الاكتحال مجاز في
(1)"إلى آخره" ساقطة من ز.
(2)
في ز: "المؤلف رحمه الله".
(3)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"بقولك".
(4)
"هذا" ساقطة من ز.
(5)
في ط: "سرني"، وفي ز:"أسرني".
التركيب] (1)؛ إذ لا يركب الإحياء مع لفظ الاكتحال حقيقة، فلا يقال: أحياه الكحل حقيقة (2).
قال المؤلف في الشرح: "فلو كان إضافة الإحياء إلى الاكتحال حقيقة، لكان من مات يوضع الكحل في عينيه فيعيش، فإذا قلت (3): أحياه الله: كان حقيقة في التركيب؛ لأن اللفظ ركب مع اللفظ الذي وضع لأن يركب معه، ولا فرق في هذا الموضع بين الفاعل، والمفعول، والمضاف، وغيرها، فسرج الدار: مجاز في التركيب إلا أن يراد به مطلق الإضافة؛ لأن الدار ليس لها سرج تركب به؛ فإنه قد يقال: سرج الدار باعتبار أنه موضوع فيها، فيكون حقيقة في التركيب". انتهى نصه (4).
قوله: (أحياني اكتحالي بطلعتك).
قال المؤلف في الشرح (5):
"إطلاق الإحياء على السرور من مجاز التشبيه؛ لأن الحياة توجب ظهور آثار محلها وبهجته وكذلك المسرة، فأطلق لفظ الحياة على المسرة للمشابهة. وكذلك إطلاق لفظ (6) الاكتحال على الرؤية من مجاز التشبيه؛ لأن العين
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ط وز.
(2)
فهو أسند الإحياء إلى الاكتحال مع أن المحيي هو الله تعالى. انظر: الإبهاج في شرح المنهاج للسبكي وابنه 1/ 295.
(3)
في ز: "قلنا".
(4)
شرح تنقيح القرافي ص 46.
(5)
في ط: "في شرحه".
(6)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"لفظ إطلاق".
تشتمل على الكحل والاكتحال كما تشتمل (1) على المرئي، فلما تشابها (2) أطلق لفظ أحدهما على الآخر مجازًا" انتهى نصه (3).
فقد تبين لك أن قوله: أحياني اكتحالي بطلعتك فيه مجاز من وجهين:
جهة الإفراد، وجهة [الإسناد؛ ولأجل ذلك سماه المؤلف بالمفرد والمركب معًا.
ومثال المجاز في الإفراد (4) والإسناد معًا قولهم: نار الحرب] (5).
ومثاله أيضًا: قولهم: قامت الحرب على ساق.
ومثاله أيضًا (6): شابت لمة الليل، اللمة (7) بكسر اللام في الحقيقة هي (8): الوفرة من الشعر، والمراد بها ها هنا ظلمة الليل مجازًا؛ وإنما يقال: شابت لمة الليل إذا تعقبها البياض (9).
ومثال (10) المجاز أيضًا من القرآن: قوله تعالى: {جِدَارًا يُرِيدُ أَن
(1) في ز: "تشمل".
(2)
في ط: "تشابه".
(3)
انظر: شرح التنقيح ص 46.
(4)
في ط: "الإسناد والإفراد معًا أيضًا".
(5)
ما بين المعقوفتين ورد في ط وز ولم يرد في الأصل.
(6)
في ز: "ومثاله أيضًا قولهم".
(7)
اللمة: ما ألم بالمنكب من الشعر. انظر: فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي ص 119.
(8)
في ز: "هو".
(9)
في ز: "بياض".
(10)
في ط: "مثال هذا المجاز أيضًا قوله: جدارًا". وفي ز: "وأمثلة هذا المجاز أيضًا في القرآن كثيرة منها قوله تعالى: جدارًا".
يَنقَضَّ} (1)، وقوله تعالى (2):{جَنَاحَ الذُّلِّ} (3)، وقوله (4):{حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (5)، وقوله تعالى (6):{تُؤْتِي أُكلَهَا كلَّ حِينٍ} (7).
هذا بيان المجاز (8) المفرد والمركب معًا، والى هذا القسم أشار المؤلف (9) بقوله: (وإِلى مفرد ومركب كقولهم: أحياني اكتحالي بطلعتك
…
) إلى آخره.
واعلم أن المجاز في التركيب من حيث الجملة على أربعة أقسام:
أحدها: أن يكون طرفاه حقيقتين (10)، مثاله: أنبت الربيع البقل.
الثاني: أن يكون طرفاه مجازين (11)، مثاله: أحيا الأرض شباب الزمن.
الثالث: أن يكون الطرف الأول حقيقيًا والآخر (12) مجازيًا، مثاله: أنبت البقل شباب الزمان.
(1) سورة الكهف آية رقم 77.
(2)
"تعالى" ساقطة من ط.
(3)
سورة الإسراء آية رقم 24.
(4)
"تعالى" ساقطة من ط وز.
(5)
سورة محمد آية رقم 4.
(6)
"تعالى" ساقطة من ط.
(7)
سورة إبراهيم آية رقم 25.
(8)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"المجاز في المفرد والمركب".
(9)
"المؤلف" ساقطة من ز.
(10)
في ز: "حقيقين".
(11)
في ز: "مجازيين".
(12)
في ط: "والثالث".
الرابع: أن يكون الطرف الأول مجازيًا، والآخر حقيقيًا، مثاله: أحيا الأرض الربيع.
قال بعض الشراح: هذا المجاز الذي ذكره المؤلف (1) في الإسناد بقسميه غير معروف عند الأصوليين (2).
قال الإمام فخر الدين في المحصول (3): المجاز الإسنادي لا يعرفه الأصوليون، وإنما لخصه الشيخ عبد القاهر الجرجاني (4). انتهى نصه.
وإلى هذا أشار ابن الحاجب بقوله: والحق أن المجاز في الإفراد (5)، ولا
(1)"المؤلف" ساقطة من ز.
(2)
انظر: شرح التنقيح للمسطاسي ص 13.
(3)
"في المحصول" ساقطة من ز.
(4)
ذكر الإمام فخر الدين الرازي أقسام المجاز وأنه إما أن يقع في المفردات، أو في التركيب، أو في المفردات والتركيب، ثم قال: والأصوليون لم ينتبهوا للفرق بين هذه الأقسام وإنما لخصه الشيخ عبد القاهر الجرجاني.
انظر: المحصول الجزء الأول ق 1 ص 447.
والشيخ الجرجاني هو عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني أبو بكر النحوي الشافعي أخذ النحو بجرجان عن الشيخ أبي الحسين محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبد الوارث الفارسي، نزيل جرجان ولم يأخذ عن غيره ونظر في تصانيف النحاة والأدباء، وكان من كبار أئمة العربية والبيان ولم يزل مقيمًا بجرجان يرحل إليه الطلاب إلى أن توفي سنة إحدى وسبعين وأربعمائة (471 هـ).
من مصنفاته: المغني في شرح الإيضاح، إعجاز القرآن، أسرار البلاغة، دلائل الإعجاز. انظر: انباه الرواة للقفطي 2/ 188، بغية الوعاة 2/ 106، فوات الوفيات للكتبي 1/ 297، شذرات الذهب 3/ 340، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 242، طبقات ابن قاضي شبهة 2/ 94، مفتاح السعادة 1/ 143.
(5)
المثبت من ط، وفي الأصل وز:"المفرد".
مجاز في التركيب، وقول عبد القاهر في نحو: أحياني اكتحالي بطلعتك، أن المجاز في الإسناد بعيد لاتحاد جهته (1). انتهى نصه.
يعني أن المجاز إنما هو في جهة الإفراد خاصة، دون جهة الإسناد.
وتقرير ذلك أن يقال: المفردات إما تستعمل في موضوعاتها أم لا فإن استعملت في موضوعاتها بطل المجاز في المفردات، وإن استعملت في غير موضوعاتها حصل المجاز في المفردات، وبطل مجاز التركيب لملاحظة المعنى في الأصل، فإنه يقول: سرني (2) رؤيتك، وهذا لا مجاز فيه من حيث التركيب، فيلزم أحد الأمرين: إما عدم المجاز في المفردات، وإما عدم المجاز في المركبات.
قال المؤلف في شرح المحصول: هذا سؤال فيه مغالطة؛ لأن المدعى (3) تركيب لفظ الإحياء مع الاكتحال، وهو مجاز في التركيب، والسائل إنما أتى بتركيب لفظ السرور مع الرؤية، وليس هو (4) محل النزاع فلا يتجه السؤال (5) لأنه لم يمس محل النزاع (6).
وما ذكره المؤلف من المجاز في التركيب، إنما هو على مذهب عبد القاهر
(1) انظر: مختصر المنتهى لابن الحاجب 1/ 153.
(2)
في ز: "سرتني".
(3)
في ز: "المراعي".
(4)
"هو" ساقطة من ز.
(5)
"السؤال" ساقطة من ط.
(6)
نقل المؤلف بالمعنى.
انظر: نفائس الأصول تحقيق عادل عبد الموجود 2/ 873.
النحوي الجرجاني، وهو مذهب النحاة، وليس بمذهب الأصوليين، كما قاله (1) الإمام (2) فخر الدين في المحصول (3).
قوله: (وبحسب هيئته إِلى: الخفي كالأسد للرجل الشجاع، والجلي الراجح كالدابة للحمار).
ش: هذا هو التقسيم الثالث للمجاز وهو تقسيمه باعتبار هيئته؛ لأنه قسمه أولًا باعتبار واضعه (4)، ثم قسمه ثانيًا باعتبار موضوعه، ثم قسمه ثالثًا باعتبار هيئته، وهو هذا.
قوله: (وبحسب هيئته) أي: وينقسم المجاز باعتبار صفته بالنسبة إلى استعماله إلى قسمين: وهما:
المجاز الخفي، والمجاز الراجح (5).
فإن كان المجاز لا يفهم عند إطلاقه إلا بقرينة، فإنه يسمى: مجازًا خفيًا؛ لأنه باق على أصله من الخفاء والمرجوحية لرجحان الحقيقة عليه.
وإن كان المجاز (6) عند إطلاقه يتبادر إلى الفهم دون الحقيقة فإنه يسمى: مجازًا راجحًا لرجحانه على الحقيقة.
(1) في ز: "قال".
(2)
"الإمام" ساقطة من ط وز.
(3)
انظر: المحصول ج 1 ق 1 ص 447.
(4)
في ط: "وضعه".
(5)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 46، وشرح التنقيح للمسطاسي الفصل السابع من الباب الأول ص 13 خ.
(6)
في ط: "المجاز لا يفهم عند إطلاقه".
مثال المجاز الخفي: الأسد للرجل الشجاع؛ لأنك إذا قلت مثلًا: رأيت أسدًا، وأردت به الرجل الشجاع، فلا يفهم من إطلاقك أنك أردت (1) به (2) الرجل الشجاع إلا إذا اتصلت (3) به (4) قرينة تدل على أن المراد به الرجل الشجاع، كقولك مثلا: رأيت أسدًا يلعب بسيفه (5).
ومثاله أيضًا: كقولك (6): رأيت البحر وأردت به العالم، فلا يفهم المجاز (7) منه إلا بالقرينة (8) كقولك مثلًا (9):[رأيت](10) البحر يسرد العلم.
ومثاله أيضًا قولك (11): رأيت البحر، وأردت به الرجل السخي، فلا يفهم المجاز منه إلا بالقرينة (12)، كقولك مثلًا (13): رأيت البحر يكرم الناس.
وإلى المجاز الخفي أشار المؤلف بقوله: "إلى (14) الخفي [(15) كالأسد
(1) في ط: "تريد".
(2)
"به" ساقطة من ز.
(3)
في ط وز: "اتصل".
(4)
في ز: "اتصل بقرينة".
(5)
في ط: "يسمعه".
(6)
في ط وز: "قولك".
(7)
في ز: "منه المجاز".
(8)
في ط وز: "بقرينة".
(9)
"مثلًا" ساقة من ط.
(10)
المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(11)
"قولك" ساقطة من ز وط.
(12)
في ط: "بقرينة".
(13)
"مثلًا" ساقطة من ط.
(14)
في ز: "بحسب هيئته إلى الخفي"، وفي ط:"وإلى الخفي".
(15)
بداية السقط من ز.
للرجل الشجاع".
ومثال المجاز الجلي: لفظ الدابة لخصوصية (1) الحمار عند أهل مصر، وكذلك الدابة لخصوصية الفرس عند أهل العراق، وكذلك لفظ الدابة لخصوص (2) الخيل والبغال والحمير عند أهل المغرب، وكذلك لفظ الصلاة على ذات الركوع والسجود، وكذلك لفظ الجوهر والعرض عند أرباب علم الكلام، وكذلك لفظ المتكلم عند أرباب علم الكلام فإنه لا يفهم من إطلاق لفظ المتكلم عندهم إلا خصوص المتكلم في فن علم الكلام دون غيره من سائر المتكلمين والمتلفظين، وغير ذلك من الحقائق الشرعية والعرفية لأنها مجاز باعتبار، حقيقة باعتبار.
وإلى المجاز الراجح أشار المؤلف بقوله: "والجلي الراجح كالدابة للحمار] (3) ".
قوله: (وها هنا دقيقة وهي أن كل مجاز راجح منقول، وليس كل منقول مجازًا راجحًا، فالمنقول أعم مطلقًا والمجاز الراجح أخص مطلقًا).
ش: هذا هو المطلب الخامس في الفرق بين النقل والمجاز الراجح.
قال بعض الشراح: ذكر المؤلف في غير (4) الشرح أن الفرق بين المجاز
(1) في ط: "بخصوصية".
(2)
في ط: "الخصوصية".
(3)
نهاية السقط من ز.
(4)
في ز: "في غير هذا الشرح".
الراجح والمنقول يشكل (1) على كثير من الناس ولذلك سماه: دقيقة، والله أعلم.
ومعنى الدقيقة (2): هي المعنى الذي يدق (3) في فهمه (4) النظر؛ أي: يصعب ويعسر (5) في فهمه (6) النظر.
ومراد المؤلف بالنقل ها هنا غلبة استعمال اللفظ في المعنى حتى يصير أشهر فيه من غيره كما قاله في الشرح (7).
وهو أحد موضوعي (8) الوضع كما تقدم في فصل الوضع، وليس مراده بالنقل ها هنا جعل اللفظ اسمًا لمعنى بعد أن كان اسمًا لغيره، كمثل جعفر اسمًا للولد (9) بعد أن كان اسمًا للنهر الصغير، وهو أحد (10) معنيي النقل؛ لأن النقل له معنيان: أحدهما: جعل اللفظ اسمًا لمعنى بعد أن كان اسمًا لغيره نحو: جعفر كما قلنا.
والمعنى الثاني: غلبة استعمال اللفظ في المعنى حتى يصير أشهر فيه من
(1) في ز وط: "مشكل".
(2)
"الدقيقة" ساقطة من ط.
(3)
في ز: "يدقق".
(4)
في ط: "فهم".
(5)
في ط: "ويعصر".
(6)
"فهمه" ساقطة من ط.
(7)
يقول القرافي في شرح التنقيح (ص 47): فإنا لا نعني بالنقل إلا غلبة استعماله حتى صار لا يفهم عند عدم القرينة إلا هو".
(8)
في ز: "معنيي".
(9)
في ز: "للمولود".
(10)
"أحد" ساقطة من ط.
غيره.
وهذا المعنى الثاني الذي هو غلبة الاستعمال هو مراد المؤلف ها هنا.
فقوله (1): (أن كل مجاز راجح منقول) تقديره: أن كل مجاز راجح غلب استعماله، وليس كل منقول لم يغلب (2) استعماله يكون مجازًا راجحًا.
وقوله: (فالمنقول أعم مطلقًا والمجاز الراجح أخص مطلقًا).
تقديره: فاللفظ (3) الذي لم (4) يغلب استعماله أعم من كل وجه من المجاز الراجح، واللفظ الذي هو المجاز الراجح أخص من كل وجه من المنقول.
وقوله: (مطلقًا) احترازًا من الأعم (5) من وجه والأخص من وجه، وهو الذي يوجد كل واحد (6) مع الآخر وبدونه، كما بيّنه المؤلف في الفصل التاسع عشر في بيان العموم والخصوص والمساواة والمباينة وأحكامها (7).
قوله: (فالمنقول أعم مطلقًا والمجاز الراجح أخص مطلقًا) بيان العموم في
(1) في ط: "في قوله".
(2)
في ط: "وليس كل ما غلب استعماله مجازًا راجحًا"، وفي ز:"وليس كل ما غلب استعماله يكون مجازًا راجحًا".
(3)
في ط: "في اللفظ".
(4)
في ط وز: "غلب".
(5)
في ط: "العام" ..
(6)
"واحد" ساقطة من ط.
(7)
يقول القرافي في التنقيح في بيانه للأعم من وجه وأخص من وجه: وهما اللذان يوجد كل واحد منهما مع الآخر وبدونه كحل النكاح مع ملك اليمين، فيوجد حل النكاح بدون ملك اليمين في الحرائر، ويوجد الملك بدون حل النكاح في موطوءات الآباء من الإماء، ويجتمعان معًا في الأمة التي ليس فيها مانع شرعي.
انظر: شرح التنقيح الفصل التاسع عشر ص 96.
المنقول: أن النقل يوجد مع العلاقة ويوجد بدون العلاقة.
وبيان الخصوص في المجاز الراجح: أنه لا يوجد إلا مع العلاقة؛ لأن العلاقة تشترط (1) في كل مجاز.
فمثال وجود النقل مع العلاقة: لفظ الدابة في خصوصية [الحمار عند](2) أهل مصر، ولفظ الصلاة في ذات الركوع والسجود.
ومثال وجود النقل بدون العلاقة: لفظ الذات (3) في عرف المتكلمين؛ لأن لفظ [الذات](4) موضوع في اللغة للمصاحبة؛ لأنك تقول مثلًا: امرأة ذات جمال (5)[أي صاحبة جمال](6) ونقل في عرف المتكلمين إلى ذات الشيء وألغيت المصاحبة بالكلية، فلا علاقة بين ذات الشيء والمصاحبة (7).
فتبين من هذا التقرير (8): أن المنقول يجتمع مع (9) المجاز الراجح في لفظ الدابة ولفظ الصلاة، وانفرد النقل بدون المجاز الراجح في لفظ الذات
(1) في ط وز: "شرط".
(2)
المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(3)
في ط: "الدابة".
(4)
المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل، وفي ط:"الدابة".
(5)
في ط: "جمل".
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(7)
انظر الخلاف في الذات هل هي بمعنى الحقيقة أو المصاحبة؟ في: شرح البناني على السلم في المنطق وحواشيه ص 69 - 71.
وانظر: شرح التنقيح للقرافي ص 47.
(8)
في ط: "التقدير".
(9)
"مع" ساقطة من ط.
عند المتكلمين.
وقوله: (فالمنقول أعم مطلقًا والمجاز الراجح أخص مطلقًا) هذا العموم والخصوص المطلق (1) إنما ذلك إذا قيدنا المجاز بالرجحان، وقيدنا النقل بغلبة الاستعمال (2).
وأما إذا أخذنا مطلق المجاز ومطلق النقل فيكون كل واحد من المجاز والنقل أعم من وجه وأخص من وجه، أي: يوجد كل واحد منهما بدون الآخر (3)، ويوجد أيضًا (4) كل واحد منهما مع الآخر، أي: ينفرد المجاز في صورة، وينفرد النقل (5) في صورة، ويجتمعان في صورة.
مثال انفراد المجاز: لفظ الأسد في الرجل الشجاع.
ومثال انفراد النقل: لفظ الذات عند المتكلمين.
ومثال اجتماع النقل مع المجاز: لفظ الدابة والصلاة (6) وقد مثل المؤلف في شرحه النقل الذي هو بدون العلاقة بلفظ الذات والجوهر عند
(1)"المطلق" ساقطة من ز، وفي ط:"والمطلق".
(2)
يقول القرافي: النقول أعم مطلقًا والمجاز الراجح أعم مطلقًا هذا إذا نسبنا المنقول للمجاز الراجح.
انظر: شرح التنقيح ص 47.
(3)
في ط: "بدون الآخر أيضًا".
(4)
"أيضًا" ساقطة من ط.
(5)
في ز: "وينفرد في صورة النقل".
(6)
انظر هذه الأمثلة الثلاثة في شرح التنقيح ص 47، وشرح التنقيح للمسطاسي الفصل السابع من الباب الأول ص 14.
المتكلمين (1).
واعترض على المؤلف (2) تمثيله في الشرح النقل الذي يكون بغير علاقة بالجوهر عند المتكلمين؛ لأنه قال في الشرح: لا علاقة بين النفيس والمتحيز الذي لا يقبل القسمة (3).
وهذا (4) مخالف لتمثيله في أقسام المجاز؛ لأنه قال: "وخاصي كاستعمال لفظ الجوهر في النفيس (5) ".
فبيّن (6) في أقسام المجاز أن (7) الجوهر عند المتكلمين مجاز وقد بيّنا العلاقة بينهما هنالك، وذلك مخالف لما ذكره في الشرح في التمثيل للنقل بالجوهر (8) فكلامه في الموضعين متناقض، فظاهر (9) كلامه أولًا (10) أن الجوهر عند
(1) ذكر القرافي أن لفظ الجوهر وضع في اللغة للنفيس من كل شيء، ثم نقل للمتحيز الذي لا يقبل القسمة وهو في غاية الحقارة فليس بينهما تشابه ولا يوجد علاقة تصلح بينهما، وذكر أيضًا: أن لفظ الذات وضع في اللغة للمصاحبة، ثم نقل في عرف المتكلمين لذات الشيء وألغيت المصاحبة بالكلية، فهو منقول لا مجاز راجح، بسبب انتفاء العلاقة التي هي شرط في أصل.
انظر: شرح التنقيح ص 47.
(2)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"المكلف".
(3)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 47.
(4)
في ط: "وعند".
(5)
ذكر هذا المثال في متن التنقيح. انظر: شرح التنقيح ص 44.
(6)
في ط: "فتبين".
(7)
"أن" ساقطة من ط.
(8)
في ط: "للجوهر".
(9)
في ط: "وظاهر".
(10)
في ط: "أولى".
المتكلمين مجاز، وظاهر كلامه في الشرح في هذا الموضع: أن الجوهر عند المتكلمين نقل لا مجاز، فانظره (1).
قوله (2): (كل محل قام به معنى وجب أن يشتق له من لفظ ذلك (3) المعنى لفظ، ويمتنع الاشتقاق لغيره خلافًا للمعتزلة في الأمرين).
ش: هذا هو المطلب السادس في الشيء الذي يوجبه المعنى القائم لمحل، مراده بالمحل: الذات، ومراده بالمعنى: الصفة.
يعني أن كل ذات اتصفت بصفة ما يوجب ذلك المعنى [لتلك الذات شيئين:
أحدهما: أن يشتق لتلك الذات لفظ من لفظ ذلك المعنى.
والثاني: أنه لا يجوز أن يشتق لفظ من لفظ ذلك المعنى] (4) لغير تلك الذات.
فهذان أمران:
أحدهما: وجوب (5) الاشتقاق.
والآخر: امتناع الاشتقاق.
مثال ذلك: [أن](6) من قام به العلم (7) أي: من اتصف بالعلم يجب أن
(1)"فانظره" ساقطة من ز.
(2)
في أوخ وش وز: "فرع كل
…
إلخ".
(3)
"ذلك" ساقطة من ط.
(4)
المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(5)
"وجوب" ساقطة من ط.
(6)
المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(7)
"العلم" ساقطة من ط.
يسمى: عالمًا، ومن اتصف بالقدرة وجب (1) أن يسمى: قادرًا، ومن قام به البياض يجب (2) أن يسمى: أبيض، ومن قام به السواد يجب (3) أن يسمى: أسود، ومن قام به الكلام يجب (4) أن يسمى: متكلمًا، ومن قامت (5) به الحياة يجب (6) أن يسمى: حيًا، إلى غير ذلك.
[ولا يجوز أن يسمى المحل الذي لم يقم به العلم: عالمًا، وكذلك لا يجوز أن يسمى المحل الذي لم تقم به القدرة قادرًا، وكذلك لا يجوز أن يسمى المحل الذي لم يقم به البياض: أبيض، وكذلك لا يجوز أن يسمى المحل الذي لم يقم به السواد: أسود، وكذلك لا يجوز أن يسمى المحل الذي لم تقم به الحياة: حيًا، وكذلك لا يجوز أن يسمى المحل الذي لم يقم به الكلام متكلمًا](7).
وهذا الذي حررناه (8) هو معنى قول المؤلف في الشرح: قيام المعاني بمحالها (9) يوجب أحكامها لمحالها واستحقاق ألفاظ تلك الأحكام (10).
(1) في ط: "يجب".
(2)
في ز: "وجب".
(3)
في ز: "وجب".
(4)
في ز: "وجب".
(5)
المثبت من ز، وفي الأصل وط:"قام".
(6)
في ز: "وجب".
(7)
ما بين المعقوفتين وقع فيه تقديم وتأخير في ط وز.
(8)
في ط: "قدرناه"، وفي ز:"قررناه".
(9)
في ط: "لمحالها".
(10)
انظر: شرح التنقيح ص 48.
وقوله (1): (خلافًا للمعتزلة في الأمرين).
ش: [يعني بالأمرين: وجوب الاشتقاق للذات (2) التي (3) قام بها (4) المعنى، ومنع (5) الاشتقاق للذات التي لم يقم بها المعنى، ولكن خلاف المعتزلة (6) في هذين الأمرين](7) مخصوص بصفات (8) الله [تبارك وتعالى](9).
فإن المعتزلة قالوا: كلم (10) الله عز وجل نبيه موسى بن عمران بكلام خلقه في الشجرة فسمعه منها، فقد قام الكلام بالشجرة، ومع ذلك لم تسم متكلمة، وقالوا: لم يقم الكلام بذات (11) الله (12) عز وجل ومع ذلك سمي متكلمًا لقوله تعالى: {وَكَلَّمَ الله موسَى تَكْلِيمًا} (13)، ولم يقل: وكلمت الشجرة موسى (14) وهكذا (15) يقولون، تعالى الله عن قولهم في جميع صفات
(1) في ط وز: "قوله".
(2)
في ط: "وللذات".
(3)
في ز: "الذي".
(4)
في ز: "به".
(5)
في ز: "وعدم".
(6)
انظر خلاف المعتزلة في: شرح التنقيح للقرافي ص 48، شرح التنقيح للمسطاسي ص 14.
(7)
ما بين المعقوفتين فيه تقديم وتأخير في ط.
(8)
في ط: "بصفة".
(9)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(10)
في ط: "كلام".
(11)
كلمة "بذات" ساقطة من ط وز.
(12)
في ط وز: "بالله".
(13)
سورة النساء آية رقم 164.
(14)
"موسى" ساقطة من ط.
(15)
في ط: "وهذا".
الباري جل وعلا؛ لأنهم أنكروا جميع صفات الله [تبارك وتعالى](1)، وقالوا: لم تقم به صفة البتة، وقالوا: سمي الله جل جلاله بعالم وقادر ومريد ومتكلم وغير ذلك من غير علم ولا قدرة ولا إرادة ولا كلام قائم به (2).
قال المؤلف في الشرح: فهذا موطن الخلاف، وأمّا ما في العالم من الألوان والطعوم وغيرها فلم أر لهم (3) خلافًا وما (4) أخالهم يخالفون فيه (5).
قوله: (الألوان) مثاله (6): الأسود والأبيض لمحل قائم به السواد أو البياض (7).
وقوله (8): (الطعوم) مثاله: الحلو والمر لمحل قام به الحلاوة والمرارة (9).
و (10) قوله: (وغيرهما) مثاله: ضارب وقاتل لمن قام به الضرب أو القتل.
واستدل المعتزلة على مذهبهم: بأنه اشتق ضارب وقاتل للفاعل، مع أن الضرب والقتل قائمان بغيرهما وهو المضروب والمقتول.
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(2)
"به" ساقطة من ط.
(3)
في ط: "فلم أرى لهم فيها خلافًا".
(4)
في ز: "ولا أخالهم".
(5)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 48.
(6)
بدأ المؤلف هنا بشرح كلام القرافي السابق في شرح التنقيح.
(7)
في ز: "البياض والسواد".
(8)
في ط: "كقوله".
(9)
المثبت من ز، وفي الأصل:"والمر"، وفي ط:"والمروة".
(10)
"الواو" ساقطة من ط.
وأجيب عن ذلك: بأن الضرب والقتل هو التأثير وهو قائم بالفاعل، وأما الذي قام بالمفعول فهو الأثر.
قوله: (فإِن كان الاشتقاق باعتبار قيامه في الاستقبال فهو مجاز إِجماعًا، نحو: تسمية العنب خمرًا (1)[أو باعتبار قيامه (2)](3) في الحال فهو حقيقة إِجماعًا نحو: تسمية الخمر خمرًا، أو باعتبار قيامه (4) في (5) الماضي، ففي (6) كونه حقيقة أو مجاز مذهبان (7): أصحهما (8) المجاز (9)، و (10) هذا إذا كان محكومًا به، و (11) أما إِذا كان متعلق الحكم فهو حقيقة مطلقًا نحو: اقتلوا المشركين).
ش: هذا هو المطلب السابع في الاشتقاق الذي يعرف به المجاز والحقيقة (12).
وحقيقة الاشتقاق (13): تصوير بُنْية من بُنْية لتدل الثانية على ما دلت عليه
(1) في أوخ وش: "بالخمر".
(2)
"قيامه" ساقطة من ط.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(4)
"قيامه" ساقطة من أوخ وش.
(5)
"في" ساقطة من أوخ وش.
(6)
في خ وش "وفي".
(7)
في ش: "قولان".
(8)
"أصحهما" ساقطة من أ.
(9)
"المجاز" ساقطة من أ.
(10)
"الواو" ساقطة من خ.
(11)
"الواو" ساقطة من أوخ وش.
(12)
في ط وز: "الحقيقة والمجاز".
(13)
في ط: "الاشتقاق في اصطلاح الأصوليين والنحويين".
الأولى وزيادة (1).
قال المؤلف في الشرح: المراد بالاشتقاق باعتبار قيام المعنى في أحد الأزمنة الثلاثة، إنما هو الاشتقاق من المصادر، كاسم الفاعل نحو: ضارب، واسم المفعول نحو: مضروب، وأفعل التفضيل، نحو: زيد أكرم من عمرو، واسم الزمان أو المكان (2)، نحو: مضرب، ومقتل، ومخرج، واسم الآلة نحو: المروحة، والمدهن، والمسعط، واسم الهيئة نحو: الجلسة والعمة، وأما الفعل الماضي فإنه مشتق وهو حقيقة في الماضي دون غيره، وكذلك لفظ الأمر والنهي فإنه حقيقة في المستقبل دون غيره، وليس في هذه الأمثلة (3) خلاف؛ بل (4) ذلك خاص بما ذكرته من الصيغ. انتهى نصه (5).
قوله: (فإِن كان الاشتقاق (6) باعتبار قيامه في الاستقبال).
معناه: فإن كان الاشتقاق بالنسبة إلى قيام المعنى بالمحل في زمان (7) مستقبل (8) فإن ذلك مجاز إجماعًا؛ لأن المعنى لا وجود له في هذا المحل
(1) وعرفه حلولو القيرواني في شرح التنقيح للقرافي بأنه: رد لفظ إلى آخر لمناسبة بينهما في المعنى والحروف الأصلية، فيخرج ما لا مناسبة فيه في المعنى، والمترادفة، وما وقع الاتفاق فيه في الزوائد دون الحروف الأصلية.
انظر: شرح حلولو المطبوع بهامش شرح القرافي ص 43.
(2)
في ط: "والمكان".
(3)
في ط: "الثلاثة".
(4)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"فإن".
(5)
نقل بالمعنى انظر: شرح تنقيح القرافي ص 49.
(6)
في ط: "في الاشتقاق".
(7)
في ط: "الزمان".
(8)
في ط: "المستقبل".
أصلًا لا في الماضي ولا في الحال، فلذلك وقع عليه الإجماع؛ لأنه معنى سيقوم بالمحل.
مثله المؤلف بتسمية العنب (1) خمرًا، ومنه قوله تعالى:{إِنِّي أَرَانِي أَعصِرُ خَمْرًا} (2) أي: عنبًا، ومثاله أيضًا: تسمية الحي ميتًا؛ لأنه سيموت، ومنه قوله تعالى:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (3).
قوله (4): (أو باعتبار قيامه في الحال فهو حقيقة إِجماعًا).
أي: إذا كان اشتقاق اللفظ من المعنى القائم بالمحل بالنسبة إلى قيامه في زمان الحال فهو حقيقة إجماعَا؛ لأنه وصف موجود بالموصوف في الحال؛ لأجل (5) ذلك وقع عليه الإجماع أيضًا.
مثله المؤلف: بتسمية الخمر خمرًا، ومثاله أيضًا: تسمية الحي حيًا، وتسمية الميت ميتًا.
وقوله: (أو باعتبار قيامه في الماضي ففي كونه حقيقة أو مجازًا مذهبان: أصحهما المجاز).
أي: إذا كان اشتقاق اللفظ (6) من المعنى القائم بالمحل في الزمان الماضي
(1) يقول المسطاسي في شرح التنقيح (ص 15) مبينًا سبب تسمية العنب خمرًا: فإن المقصود من العنب غالبًا عندهم عصره للخمر والقصد إلى ذلك أكثر من القصد إلى الخل وغيره.
(2)
سورة يوسف آية رقم 36.
(3)
سورة الزمر آية رقم 30 و31.
(4)
في ز: "قوله".
(5)
في ز: "ولأجل".
(6)
"اللفظ" ساقطة من ط.
وهو معدوم في زمان الاشتقاق ففي هذا قولان.
وسبب الخلاف في هذا: هل (1) يشترط بقاء المعنى المشتق منه أو لا يشترط بقاؤه؟
فمن اشترط (2) بقاءه قال: هو مجاز لعدم بقائه في الحال وهو مذهب الجمهور.
ومن (3) لم يشترط بقاءه قال: هو حقيقة لوجوده قبل، وهو مذهب ابن سيناء (4) من الفلاسفة، وأبي هاشم، وأبيه (5) من (6) المعتزلة.
ومثال هذا: تسمية الخمر عنبًا، ومثاله أيضًا: تسمية الإنسان نطفة.
وقوله: (أصحهما المجاز).
دليل الأصح: صحة النفي؛ لأن النفي من خواص المجاز؛ لأنك (7)
(1) المثبت من ط وز، وفي الأصل:"قيل".
(2)
في ز: "فمن قال بشرط بقائه".
(3)
في ز: "ومن قال: لم يشترط بقاؤه".
(4)
نسب هذا المذهب لابن سينا القرافي في شرح التنقيح ص 49.
(5)
هو أبو علي محمّد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان الجبائي، ولد سنة (235 هـ)، وهو أحد أئمة المعتزلة وهو إمام في علم الكلام، أخذ العلم عن أبي يوسف يعقوب بن عبد الله الشحام البصري رئيس المعتزلة بالبصرة في عصره، توفي في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة (303 هـ).
انظر: وفيات الأعيان 4/ 267، 3/ 183، طبقات المعتزلة ص 15 - 90، شذرات الذهب 2/ 241، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي 6/ 37.
(6)
في ط: "وأبيه وأبي علي من المعتزلة".
(7)
في ز: "فإنك".
تقول لمن وقع منه الضرب في الماضي: هذا ليس بضارب في الحال (1).
ودليل من قال بأنه حقيقة إجماع أهل العربية على صحة هذا: أضارب أمس، والأصل الحقيقة.
وأجيب عنه: بأن إطلاق الضارب عليه مجازًا كما يقال: هذا ضارب غدًا بإجماع.
قوله: (وهذا إِذا كان محكومًا به، وأما إِذا كان متعلق الحكم فهو حقيقة مطلقًا).
ش: المراد بهذا الكلام تلخيص محل النزاع والتفصيل المذكور (2)، فذكر في هذا الكلام: أن المعنى المذكور الذي فيه التفصيل بين الأزمنة الثلاثة، إنما هو في المعنى الذي هو محكوم به على الشيء (3) نحو قولك: زيد سارق، أو زيد زان، أو زيد مرتد، أو زيد قاتل، أو زيد مشرك (4) وغير ذلك؛ لأن الزنا والسرقة والارتداد (5) والقتل والشرك هي أوصاف محكوم بها على زيد في هذه الأمثلة المذكورة، ففي هذا يكون التفصيل المتقدم في الاشتقاق باعتبار الأزمنة الثلاثة.
[وهذا معنى قول المؤلف: وهذا إذا كان محكومًا به؛ أي: وهذا التفصيل
(1)"في الحال" ساقطة من ط.
(2)
في ط: "المذكور بين الأزمنة الثلاثة" وفي ز: "المذكور بين الأزمنة".
(3)
في ط وز: "شيء".
(4)
في ط: "مشترك".
(5)
"الارتداد" ساقطة من ز.
المذكور بين الأزمنة الثلاثة إنما هو فيما إذا كان المعنى المشتق منه محكومًا به على الشيء (1)] (2).
قوله: (وأما إِذا كان متعلق الحكم فهو حقيقة مطلقًا نحو: اقتلوا المشركين).
ش: يعني أن المعنى المشتق منه لو كان (3) متعلَّق الحكم - بفتح اللام في (4) المتعلق - أي: علة الحكم أي بدوران (5) الحكم معه وجودًا وعدمًا، فهو حقيقة مطلقًا أي إطلاقًا في الأزمنة الثلاثة، فلا يوصف بالمجاز لا في الماضي ولا في المستقبل ولا في الحال.
مثله المؤلف بقوله تعالى: {فَاقْتلُوا الْمُشْرِكينَ} (6) وذلك أن الشرك في هذا المثال هو علة الحكم وليس بمحكوم له وإنما المحكوم به هو القتل.
ومثاله أيضًا: قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (7)، وقوله تعالى:{الزَّانِيَة وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} (8).
فالمحكوم به في هاتين (9) الآيتين هو القطع والجلد، وأما السرقة والزنا
(1) في ط: "على شيء".
(2)
ما بين المعقوفتين ورد في ز بلفظ آخر ونصه: "وحينئذ فالتفصيل المذكور إنما هو فيما إذا كان المعنى المشتق منه محكومًا به على شيء".
(3)
في ز: "إذا كان"، وفي ط:"إن كان".
(4)
"في" ساقطة من ط.
(5)
في ط وز: "يدور".
(6)
سورة التوبة آية رقم 5.
(7)
سورة المائدة آية رقم 38.
(8)
سورة النور آية رقم 2.
(9)
"هاتين" ساقط من ز.
فهما علتا الحكم وليسا (1) بمحكوم بهما (2)؛ إذ لم يحكم الله تعالى بشرك أحد في آية الشرك، ولا بسرقة أحد في آية السرقة، ولا بزنا أحد في آية الزنا (3).
قوله: (هذا (4) إِذا كان محكومًا به
…
) إلى آخره.
ولولا هذا التفصيل الذي ذكره المؤلف في المعنى القائم بالمحل بين أن يكون محكومًا به وبين أن يكون علة الحكم، لتعذر الاستدلال بكثير من الآيات والأحاديث (5)[على الأحكام](6) بالنسبة إلى زماننا هذا (7)؛ لأن زماننا مستقبل بالنسبة إلى زمان الخطاب.
فيجب حينئذ (8) أن تكون جميع الصفات الواقعة في زماننا مجازًا، فيكون قوله تعالى (9):{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِين} (10)، وقوله:{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} (11)، وقوله (12):{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَة} (13)، لا يتناول إلا من وجد في زمان
(1) في ط: "وليس".
(2)
المثبت من ط، وفي الأصل وز:"بها".
(3)
انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 50، شرح التنقيح للمسطاسي الفصل السابع من الباب الأول ص 16 "خ".
(4)
في ز وط: "وهذا".
(5)
في ز: "وأحاديث".
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من ط، وز.
(7)
كلمة "هذا" ساقطة من ط وز.
(8)
"حينئذ" ساقطة من ز.
(9)
في ط: "قوله تعالى مثلًا".
(10)
سورة التوبة آية رقم 5.
(11)
سورة النور آية رقم 2.
(12)
"قوله" ساقطة من ز.
(13)
سورة المائدة آية رقم 38.
القرآن (1) ولا يتناول من سيأتي إلا بطريق (2) المجاز، والأصل عدم المجاز فيتعذر الاستدلال بهذه الآيات (3) وأمثالها (4) على ثبوت أحكامها في زماننا؛ إذ للمخالف أن يقول: الأصل عدم التجوز (5)، وذلك خلاف الإجماع؛ فإن العلماء يستدلون (6) على ثبوت (7) الأحكام في كل (8) زمان بهذه الآيات (9) وغيرها، فهي حقيقة لا مجاز؛ لأن هذه المعاني علة صلة الحكم وليست محكومًا بها (10).
…
(1) في ط: "النزول".
(2)
"بطريق" ساقطة من ز.
(3)
في ز: "الآية".
(4)
"أمثالها" ساقطة من ط وز.
(5)
في ز: "المجاز".
(6)
في ز: "استدلوا".
(7)
المثبت من ط وز، وفي الأصل:"بثبوت".
(8)
فى ط وز: "في زماننا".
(9)
في ز: "الآية".
(10)
نقل المؤلف بالمعنى من شرح التنقيح للقرافي ص 50، وانظر أيضًا: شرح التنقيح للمسطاسي ص 16.