الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النهي عن سب الدهر
روى الشيخان وأبو داود والنسائي من رواية سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار» (وفي رواية): «لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر» وفي رواية: «لا يقل ابن آدم: يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإن شئت قبضتهما» .اهـ.
قال في شرح السنة يعني هذا الحديث: حديث متفق على صحته أخرجاه من طريق معمر من أوجه عن أبي هريرة قال ومعناه: أن العرب كان من شأنها ذم الدهر أي سبه عند النوازل لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر. فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد سبوا فاعلها، فكان مرجع سبها إلى الله عز وجل إذ هو الفاعل حقيقة فنهوا عن سب الدهر. اهـ. باختصار.
ومثل سب الدهر: سب الريح فإنه لا يجوز
…
لأنها مأمورة
من عند الله، وفي الحديث عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها، وشر ما أمرت به» رواه الترمذي وصححه.
وهكذا الحر والبرد ونحو ذلك فإنه لا يجوز سبه فهو تذكرة للعبد المؤمن يذكره بالله وقدرته وقدره ورحمته وعذابه فيسأل الله سبحانه الخير ويستعيذ به من الشر.
* * *