الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توحيد الله تعالى
توحيد الله هو: إفراده بالعبادة وحده، لا شريك له، وهو دينُ الرسل الذي لا يقبل الله من أحد دينًا سواه.
وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
توحيد الربوبية
، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الذات والأسماء والصفات.
توحيد الربوبية:
أما توحيد الربوبية فهو: الإقرار بأنه لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم، ورزقهم وهذا النوع من التوحيد قد أقر به المشركون؛ فهم يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له، وأنه لا يرزق إلا هو، ولا يُحيي إلا هو، ولا يُميت إلا هو، ولا يُدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السموات ومن فيهن، والأرض ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره، قال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى
تُصْرَفُونَ} [يونس الآيتان: 31، 32] وقال - جل وعلا، {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون الآيات: 84 - 89] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على إقرارهم بهذا النوع من التوحيد.
ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام، ولم تنجهم من النار، ولم تعصم دماءهم وأموالهم، لأنهم لم يُحققوا توحيد الألوهية بل أشركوا مع الله في عبادته بصرفهم شيئًا منها لغيره سبحانه وتعالى.
فقوم نوح غَلَوْا في الصالحين: ود، وسُواع، ويَغوُثَ، ويَعُوقَ، ونَسْرَ، فأرسله الله إليهم يدعوهم إلى توحيده وإفراده بالعبادة كلها، ويحذرهم مما هم فيه من شرك وضلال، وهكذا كل نبي يأتي أمته يحذرهم من الشرك كبيره وصغيره غايته ووسيلته، حتى بعث الله محمدًا، صلوات الله وسلامه عليه، إلى الناس كافة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجا منيرًا. فدعا إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك جميع ما يعبد من دون الله، وقال للناس ما أمره الله به: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا