الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتُ: خُشُوْعُ وَكِيْعٍ مَعَ إِمَامَتِهِ فِي السُّنَّةِ، جَعَلَهُ مُقَدَّماً، بِخِلَافِ خُشُوْعِ هَذَا المُرْجِئِ - عَفَا اللهُ عَنْهُ - أَعَاذنَا اللهُ وَإِيَّاكُم مِنْ مُخَالَفَةِ السُّنَّةِ، وَقَدْ كَانَ عَلَى الإِرْجَاءِ عَدَدٌ كَثِيْرٌ مِنْ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ، فَهَلَاّ عُدَّ مَذْهَباً، وَهُوَ قَوْلُهُم: أَنَا مُؤْمِنٌ حَقّاً عِنْد اللهِ السَّاعَةَ، مَعَ اعْتِرَافِهِم بِأَنَّهُم لَا يَدْرُوْنَ بِمَا يَمُوْتُ عَلَيْهِ المُسْلِمُ مِنْ كُفْرٍ أَوْ إِيْمَانٍ، وَهَذِهِ قَوْلَةٌ خَفِيْفَةٌ، وَإِنَّمَا الصَّعْبُ مِنْ قَوْلِ غُلَاةِ المُرْجِئَةِ: إِنَّ الإِيْمَانَ هُوَ الاعتِقَادُ بِالأَفْئِدَةِ، وَإِنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَشَارِبَ الخَمْرِ، وَقَاتِلَ الأَنْفُسِ، وَالزَّانِيَ، وَجَمِيْعَ هَؤُلَاءِ، يَكُوْنُوْن مُؤْمِنِيْنَ كَامِلِي الإِيْمَانِ، وَلَا يَدْخُلُوْنَ النَّارَ، وَلَا يُعَذَّبُوْنَ أَبَداً (1) .
فَرَدُّوا أَحَادِيْثَ الشَّفَاعَةِ المُتَوَاتِرَةَ، وَجَسَّرُوا كُلَّ فَاسِقٍ وَقَاطِعِ طَرِيْقٍ عَلَى المُوبِقَاتِ - نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الخِذْلَانِ -.
وَقَدْ غَلِطَ أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، وَقَالَ: مَاتَ عَبْدُ المَجِيْدِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ.
وَالصَّوَابُ: وَفَاتُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَمائَتَيْنِ، كَمَا قَالَ سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ.
163 - مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّنَافِسِيُّ *
(ع)
الكُوْفِيُّ، الأَحْدَبُ، الحَافِظُ، أَخُو يَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ.
(1) لكن هذا النوع من الارجاء المبتدع المذموم الذي تسقط عدالة القائل به، ويعد ضالا مفارقا لاهل السنة والجماعة لا يعرف في المحدثين المعدودين في أصحاب الرأي، وهم بريئون منه براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
وراجع التفصيل في " الرفع والتكميل " ص 149، 165.
(*) تاريخ ابن معين: 529، طبقات ابن سعد 6 / 397، تاريخ خليفة: 472، التاريخ الكبير 1 / 173، المعارف: 517، الجرح والتعديل 8 / 10، مشاهير علماء الأمصار: ت 1383، تاريخ بغداد 2 / 365، تهذيب الكمال: لوحة 1237، تذهيب التهذيب 3 / 229 / 2، =
حَدَّثَ عَنْ: إِسْمَاعِيْلَ بنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَيَزِيْدَ بنِ كَيْسَانَ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، وَالعَوَّامِ بنِ حَوْشَبٍ، وَإِدْرِيْسَ الأَوْدِيِّ، وَالثَّوْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ، وَإِسْحَاقُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَحْمَدُ بنُ الفُرَاتِ، وَأَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَعَبَّاسٌ الدُّوْرِيُّ، وَيَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
قَالَ أَحْمَدُ، وَيَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: عُمَرُ، وَمُحَمَّدٌ، وَيَعَلَى بَنُو عُبَيْدٍ: ثِقَاتٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: عُمَرُ، وَيَعَلَى، وَمُحَمَّدٌ، وَإِدْرِيْسُ، وَإِبْرَاهِيْمُ بَنُو عُبَيْدٍ: كُلُّهُم ثِقَاتٌ (1) .
وَرَوَى: صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
كَانَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ يُخْطِئُ، وَلَا يَرْجِعُ عَنْ خَطَئِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: نَزلَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدٍ بَغْدَادَ دَهْراً، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الكُوْفَةِ، فَمَاتَ قَبْلَ يَعْلَى، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمائَتَيْنِ.
قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ (2) .
وَقَالَ يَعْقُوْبُ السَّدُوْسِيُّ: كَانَ مِمَّنْ يُقَدِّمُ عُثْمَانَ عَلَى عَلِيٍّ، وَقَلَّ
= العبر 1 / 348، ميزان الاعتدال 3 / 639، تذكرة الحفاظ 1 / 333، الكاشف 3 / 74، تهذيب التهذيب 9 / 327، طبقات الحفاظ: 140، خلاصة تذهيب الكمال: 350، شذرات الذهب 2 / 14.
(1)
" تاريخ بغداد " 2 / 367.
(2)
" طبقات ابن سعد " 6 / 397.