المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو القاسم أونوجور بن الإخشيد - شذرات من كتب مفقودة في التاريخ - جـ ٢

[إحسان عباس]

فهرس الكتاب

- ‌أبو القاسم أونوجور بن الإخشيد

- ‌سيرة سيف الدولة

- ‌لأبي الحسن على بن الحسين الزراد الديلمي

- ‌شذرات من كتب مفقودة

- ‌في الأدب

- ‌كتاب المفاوضة

- ‌لأبي الحسن علي بن محمد بن نصر الكاتب

- ‌كتاب الربيع

- ‌لغرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال

- ‌نزهة الناظر

- ‌لكمال الدين أبي محمد عبد القاهر بن علوي ابن المهنا

- ‌جزء فيه مراثي بني المهذب المعريين

- ‌جزء جمع فيه ما رثي به أبو العلاء المعري

- ‌كتاب الدّيرة

- ‌لأبي الحسن عليّ بن محمد بن المطهر الشمشاطي

- ‌ذيل الخريدة وسيل الجريدة

- ‌للعماد الأصفهاني

- ‌كتاب الأوراق للصولي

- ‌ملحقات

- ‌مقدمة

- ‌تاريخ ابن الأزهر

- ‌ سير الثغور

- ‌[مقدمة الكتاب]

- ‌[فضائل الثغور وطرسوس بخاصة]

- ‌[الكتابات والنقوش في طرسوس]

- ‌[أسوار طرسوس وأبراجها]

- ‌[سكك طرسوس ودورها]

- ‌[عمارة طرسوس]

- ‌[نظام النفير في طرسوس]

- ‌[الاستصراخ لإنقاذ طرسوس]

- ‌[حصن المصيصة]

- ‌[اقليقية]

- ‌حصن ثابت بن نصر

- ‌[حصن عجيف]

- ‌[حصن الجوزات]

- ‌ تاريخ همام بن الفضل

- ‌البداية والنهاية

- ‌لأبي الحسن عليّ بن مرشد بن منقذ

- ‌ كتاب الربيع

- ‌لغرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال

الفصل: ‌أبو القاسم أونوجور بن الإخشيد

وحدثني محمد بن المنهال قال: لقيت تابوت الإخشيد بنواحي طبرية على جمل أعور، والذين معه من السودان يتأذون بريحه، وإذا نزلوا بعدوا منه، إلى أن وصلوا به إلى بيت المقدس ودفن هناك.

وحدثنا أبو جعفر أحمد بن يوسف في كتابه في سيرة ابن طولون بما خلفه، فأردت أن أذكر في سيرة اخشيد ما خلفه، وكان كثير المصادرة، فأما الذي خلفه من المال والعين والورق فحدثني محمد بن عبد الله قال: قال لي أبي قلت الإخشيد بالرقة وقد ذهب أكثر ما معنا من المال في ذلك، فأخذ منطقتي بيده وجذبني وقال: تدرى كم خلفت عند كردن؟ خلفت عندها عشرين بيت مال. وذكر صالح بن نافع أن الإخشيد أوقفه على سبع مطامير في كل مطمورة ألف ألف دينار، مطمورة من الدنانير الإخشيدية، ومطمورة مقتدرية، ومطمورة مكتفية، ومطمورة متقية، ومطمورة مغربية، ومطمورة من خلط دنانير العراق (1) .

ولما توفي الإخشيد وجلس ابنه واستوزر أبا بكر محمد بن علي الماذرائي طلب من أم ولد الإخشيد المال للرجال، فقالت: ما عندي، فقال: ما فعلت سبعة أرادب أخذها مني دفعة ما أنفق منها دينارا واحدا؟

وخلف من الجواهر ما قيمته مائتا ألف دينار، وخلف من العنبر ثمانمائة رطل، وخلف من العبيد ثلاثة آلاف ما بين روم ومولدين وسود، وخلف من الخيل لركابه ألفا ومائتي فرس سوى دواب غلمانه، وخلف من البغال ثلاثة آلاف، ومن النوق ثلاثة آلاف، ومن المراكب مائة مركب سوى العشاريات، كل مركب يقوم عليه بثلاثة آلاف دينار.

‌أبو القاسم أونوجور بن الإخشيد

لما ورد نعى الإخشيد إلى مصر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة في المحرم اضطرب البلد، وركب أبو المظفر أخوه، ووزيره أبو بكر محمد بن علي بن مقاتل إلى دار الإمارة، وخرج إليهما ابنه أبو القاسم أونوجور، وحضر الناس للتعزيه، وانصرفوا على غير رأي ولا تدبير، وانصرف أبو المظفر إلى داره في موكب كبير،

(1) عد ست مطامير لا سبعاً.

ص: 279

وانصرف محمد بن علي إلى داره في الدولة كلها، لأن الذين انصرفوا مع أبي المظفر لحقوه. ثم اجتمعوا من الغد في دار الإمارة وحضر وجوه الناس من الأمراء والقواد والوزراء والكتاب والأشراف والقضاة والشهود، وأرسلوا إلى أبي بكر محمد بن علي الماذرائي فحضر، فعرفوه وشاوروه فقال: ما ها هنا مشورة، لم يمت الإخشيد حتى عقد لابنه أبي القاسم أونوجور، واستخلفه المتقى لأبيه، وكناه المكتفي، وأنفذ إليه الخلعة. فأومأوا إليه بأنه صغير ابن خمس عشرة سنة فقال لهم: وأيش يكون؟ أنا عقدت لهارون بن أبي الجيش وهو أصغر منه، ونزعت من أذنيه القرطين. وكانت أم أونوجور بحيث تسمع، فأرسلت إلى محمد بن علي ينوب عنه ويدبر الأمور، فقال: على ألا أنزع الطيلسان، ويكون ابني أبو علي كاتبه، فاتفقوا على ذلك، وكان أبو المظفر عمه حاضرا ينتظر أن يرد الأمر إليه، فتم الأمر لأبي القاسم أونوجور. ولما أنفذ له الأمر قال أبو المظفر لمحمد بن مقاتل: نريد المال، قال: ما عندي مال، فأسمعه أبو المظفر، ووثب عليه أبو بكر ابن كلا ونتف لحيته وأخذ خصاه.

وقال أبو بكر محمد بن على الماذرائي: يطلق الساعة علي بن خلف بن طياب فاطلق له، وقال: ينفى ابن قرماقس إلى الإسكندرية، فنفى لوقته. وانصرف أبو بكر الماذرائي بين الحاضرين من أهل الدولة يزف إلى داره، ونظر فى الأمر كله. وركب أبو القاسم أونوجور يوم الجمعة لصلاة الجمعة في الجامع العتيق في جميع عساكره التي بمصر، وبين يديه عمه أبو المظفر يحجبه، وخلفه أبو بكر محمد بن علي الماذرائي وزيره، فصلى الجمعة، وانصرف في موكب أبيه.

ص: 280