المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

- 29 - ‌ ‌ذيل الخريدة وسيل الجريدة ‌ ‌للعماد الأصفهاني - شذرات من كتب مفقودة في التاريخ - جـ ٢

[إحسان عباس]

فهرس الكتاب

- ‌أبو القاسم أونوجور بن الإخشيد

- ‌سيرة سيف الدولة

- ‌لأبي الحسن على بن الحسين الزراد الديلمي

- ‌شذرات من كتب مفقودة

- ‌في الأدب

- ‌كتاب المفاوضة

- ‌لأبي الحسن علي بن محمد بن نصر الكاتب

- ‌كتاب الربيع

- ‌لغرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال

- ‌نزهة الناظر

- ‌لكمال الدين أبي محمد عبد القاهر بن علوي ابن المهنا

- ‌جزء فيه مراثي بني المهذب المعريين

- ‌جزء جمع فيه ما رثي به أبو العلاء المعري

- ‌كتاب الدّيرة

- ‌لأبي الحسن عليّ بن محمد بن المطهر الشمشاطي

- ‌ذيل الخريدة وسيل الجريدة

- ‌للعماد الأصفهاني

- ‌كتاب الأوراق للصولي

- ‌ملحقات

- ‌مقدمة

- ‌تاريخ ابن الأزهر

- ‌ سير الثغور

- ‌[مقدمة الكتاب]

- ‌[فضائل الثغور وطرسوس بخاصة]

- ‌[الكتابات والنقوش في طرسوس]

- ‌[أسوار طرسوس وأبراجها]

- ‌[سكك طرسوس ودورها]

- ‌[عمارة طرسوس]

- ‌[نظام النفير في طرسوس]

- ‌[الاستصراخ لإنقاذ طرسوس]

- ‌[حصن المصيصة]

- ‌[اقليقية]

- ‌حصن ثابت بن نصر

- ‌[حصن عجيف]

- ‌[حصن الجوزات]

- ‌ تاريخ همام بن الفضل

- ‌البداية والنهاية

- ‌لأبي الحسن عليّ بن مرشد بن منقذ

- ‌ كتاب الربيع

- ‌لغرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال

الفصل: - 29 - ‌ ‌ذيل الخريدة وسيل الجريدة ‌ ‌للعماد الأصفهاني

- 29 -

‌ذيل الخريدة وسيل الجريدة

‌للعماد الأصفهاني

ص: 389

فراغ

ص: 390

- 1 - (1)

الشريف شرف الدين الأشرف بن الأعز بن هاشم الحسني الرملي (2) المعروف بالناقلة النسابة المقيم بحصن كيفا: مولده بحمران بين مكة والمدينة، وقد سافر إلى بلاد المغرب والمشرق والأندلس وصقلية ومصر وأذربيجان وغيرها، حضر عندي بالخيمة على آمد في خامس المحرم سنة تسع وسبعين وخمسمائة، ورأيته بسيماء الشباب فسألته عن سنه فقال: أربيت على الخمسين.

وأنشدني لنفسه وصية لولده:

بني بارك فيك الله من ولد

نماه للخير جد صالح وأب

تعلم العلم وابغ الخير مجتهدا

فالعلم ينفع ما لا ينفع النسب - 2 - (3)

الأمير مكين الدولة أبو الغنائم حميد بن أبي الفياض بن (4) مالك بن منقذ من

(1) بغية الطلب 3: 221.

(2)

توفي بحلب سنة 610.

(3)

بغية الطلب 5: 312.

(4)

فوقها تضبيب في الأصل.

ص: 391

بني عم مؤيد الدولة أسامة (1) : ذكره الفقيه ابن رواحة الشاعر وقال إنه مات بحلب بعد الزلزلة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، قال: وأنشدني لنفسه بيتين قالهما في أهله حين وقعت قلعة شيزر بالزلزلة عليهم وهما:

من سره أن يرى من دهره عجبا

فليأتنا وظلام الليل مسدول

يرى الأحبة صرعى والديار على

عروشها ونطاق المجد محلول قال: وله إلى مؤيد الدولة أسامة:

بنو منقذ عقد المكارم والعلا

وأنت على التحقيق واسطة العقد

فغيرك نال السعي بالسعد وادعا

وأنت امرؤ بالسعي صرت إلى السعد

أأحبابنا عز اللقاء وما أرى

تمادي هذا البين يفضي إلى حد

إذا قلت قد آن التداني تجددت

صروف من الأيام تحكم بالبعد

ولست ألوم الدهر فيما أصابني

لأن التنأئي كان مني على عمد

وبعدك مجد الدين أعظم حطمة

أصبت وما حال المفارق للمجد

ولو قيل لي أختر ما تشاء من المنى

لما كان عليّ في غير رؤياك من قصد وقوله:

يقولون لو كان الهوى فيه صادقا

لأصبح مغرى بالفراق وذمه

ولولا إحتجاجي بالتفرق والنوى

لما فزت في يوم الوداع بلثمه وقوله:

ولم أنس يوم البين حسن اعتذاره

إلي وشكواه صروف زمانه

وأودعني نار الأسى ببيانه

وودعني خوف العدا ببنانه [قال ابن العديم: هكذا رأيته بخط العماد الكاتب حميد بن أبي الفياض بن مالك، وأبو الفياض كنية مالك] .

(1) توفي بحلب سنة 564.

ص: 392

- 3 - (1)

أبو البركات خضر بن التونتاش، مدح صفي الدين ابن القابض، أنفذها إليه من حماة إلى دمشق يهنيه بشهر رمضان سنة ثمانين:

حي بالخيف خيالا زار وهنا

أخذ الخوف وأعطى الصب أمنا

أرسل النوم غرارا ريثما

بذل الوصل غرورا واستسنا

يا له من طارق تحت الدجى

كدت أحظى بالتمني لو تأنى

يا أصيحابي على الحب أما

من معين لفتى أضحى معنى

كلما راوح أرواح الصبا

راح ذا شوق إلى الألف وحنا

يتسلى بأكاذيب المنى

فإذا جن عليه الليل جنا

لائمي في الحب حسبي كلفي

لا تزدني بعدهم شوقا وحزنا

مقلتي عبري عليهم أسفا

لم تذق طعم الكرى والجسم مضنى

لا تخوفني تلافي في الهوى

فإذا مت خليا مت غبنا

آه والهفي على عيش مضى

في الحمى ما كان أصفاه وأهنا

حيث صرف الدهر في غفلته

صارفا وجه النوى والبين عنا

وقضيب تحت بدر في دجى

يخجل الأغصان حسنا إن تثنى

ما جنا باللحظ من وجنته

لحظ مفتون به إلا تجنى

تارة ألثم منه قمرا

وإذا ماس صبا ألزم غصنا

أحسنت حسن وجمل أجملت

ورضى أرضت ولبناي بلبنى

بذلت سر الهوى مازحة

وكتمنا الحب إجلالا وضنا

وادعت إنصافنا ظالمة

فسقى الله الحيا الظالم منا

كلما جارت عدلنا طاعة

أو دعتنا لتباريح أجبنا

ودليل الحب في الصدق لها

كلما عزت مع الهجران هنا

أين قلبي ما أرى قلبي معي

فارق الصدر ضحى لما افترقنا

(1) بغية الطلب 6: 194.

ص: 393

أيها الساري على عيرانة

يقطع البيد بها سهلا وحزنا

زر دمشقا إن ترم رفدا فما

بعدها للمستفيد الرفد مغنى

زر صفي الدين إن شمت الغنى

لتصب صوب حيا جما وحسنا

زر أبا الفتح ترى الفتح من الل

هـ والنصر قريبا مطمئنا

شرعت يسراه للوراد يسرا

ودعت يمناه للقصاد يمنا ومنها:

فتهن الصوم يا خدن العلا

فبك الأشهر والصوم يهنا - 4 - (1)

رمضان بن صاعد بن أحمد القرشي: ذكر أن مولده بماردين، وينعت بضياء الدين الضرير، الآمدي الدار والمنشأ: شاب من أهل الأدب مكفوف البصر، كافي البصيرة، عديم النظر والنظير، إن غاض قليب عينه فقد فاضت عين قلبه، أو كبا طرفه فقد جرى قارح قريحته بطرائف تفوق في الأفق لمائع شهبه، وفد إلى دمشق في أخر ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين، وحضرت إنشاده قصيدته للملك الناصر في وقعتين، وأثبت منهما ما فيه روح وروح، وضوعت عرصة كتابي الفيحاء من عطره بما له فوح، فالقصيدة الأولى من نظمه قصد بها أسلوب أبي نواس في كلمته:

أجارة بيتينا أبوك غيور

وما تعرض لمعارضة الفحول، إلا من عرض نفسه لمحاولة الوصول، وعارض المسمن بالتحول والمخصب بالمحول، ومطلعها:

تذكر نجدا والمحب ذكور

فللشوق في الأحشاء منه زفير

غريم غرام منجد القلب منهم

عزيز الجوى فالدمع منه غزير

(1) بغية الطلب 7: 111، 112.

ص: 394

إذا ما رجا برد الصبابة بالصبا

تضرم منها في الفؤاد سعير

كئيب كأن العشق يعشق قلبه

فلا هجر إلا أن يكون نشور

أبى سمعه لوم اللوائم في الهوى

فما يضمر السلوان منه ضمير ومنها:

وقائلة والعيش ترحل للسرى

أما دون مصر للرجاء مصير

فقلت لها والعيش تسبق دمعها

مقالي أني بالرحيل جدير

إلى ملك لم ينتج الدهر مثله

وتعقم من بعد الدهور دهور

أغير صلاح الدين في الأرض يرتجى

جواد وهل يغني غناه أمير

إلى الناصر الملك المكارم تعتزى

فتى ما له في الأكرمين نضير

فتى ما له للمعتفين وما له

به غير ذكر في البلاد يسير ومنها، ويذكر البلاد التي في طريقه:

إليك قطعنا كل أرض كأنها

صحائف تطوى والركاب سطور أخذه من قول صردر:

صحائف ملقاة ونحن سطورها

على ضمر قود كأن رؤوسها

علوا على هام الرجال قصور

رحلن بنا من ماردين وقد بدا

من الصبح مثل الوجه منك منير

فما واجهتنا الشمس حتى أحلنا

سميساط من شط الفرات عبور

ولما أتت رعبان أفرخ رعبنا

وهن بنا عن تل باشر زور

إلى حلب أورثت كرسي ملكها

وقد أصبحت شوقا إليك تمور

فلم نسقها نشحا إلى أن رعت حمى

حماة ونيران الشهاب (1) تنير

فأصبحن بالعاصي يردن زلاله

وأمسين في حمص لهن نفور

ييممن بالركبان جنة جلق

ونحن إلى الملك المعظم صور

(1) يعني شهاب الدين الحارمي.

ص: 395

إليك صلاح الدين سارت ركائبي

ولولاك لم يعل الركائب كور

فدونك بنت الفكر عذراء دونها

" أجارة بيتنا أبوك غيور "

وإن ابن هاني دون ناظم درها

بصير بنظم الدر وهو ضرير ومطلع القصيدة الأخرى من نظمه:

أهدت إلى الصب أنفاس الصبا وصبا

فحن الشوقا إلى عصر الصبا وصبا

وعاده في نسيم الريح رائحة

للغور رائحة هاجمت له طربا

فغاص من صبره ما فاض تسلية

وفاض من دمعه ما غاض وانسكبا

وكاد يقضي لذكر الجزع من جزع

أيام لم يقض من أحبابه أربا

إذ شام برقا ذكا بالشام حين خبا

أبدى من الوجد ما كان الضمير خبا

وفي كثيب الحمى لو أنه كثب

لعاشق شعب شمل بات منشعبا

سقى الحيا عهد ذاك الحي إن له

عندي عهود هوى لم أنسها حقبا

أيام أشرب كأس الحب تثملني

عشقا وألثم من كأس اللها الحببا

وأجتني ثمرات الوصل يانعة

ولا أراقب إذ أجني على الرقبا

وللضباء بذلك الربع مرتبع

وللهوى من فنون اللهو ما طلبا

حيث البدور به تلقاك بادرة

إليك ساحبة من خمرها سحبا

من كل بيضاء كالبيضاء تشرق أو

سمراء كالصعدة السمراء منتصبا

هيف القدود لها يهفو الحليم إذا

أبدت نقائب تخفي نورها النقبا ومنها في المخلص:

فدع هوى دعد المهوي فلست ترى

منه نصيبك إلا الذل والنصبا

وحاول الشرف الأعلى فشر فتى

راض بدون علاء نيله صعبا

إن العلا في العوالي السمر مشرعة

والعز في البيض تفري البيض واليلبا

صيرن للنصر أسبابا وصير لل

أرزاق كف المليك الناصر السببا

لا ملك في الأرض إلا ملك مصر ولا

سلطان إلا صلاح الدين منتدبا

الناصر الحق لما قل ناصره

والضابط الأمر لما ماج واضطربا

ص: 396

هو الذي ظهرت بالعدل آيته

فاختاره الله للإسلام وانتخبا

ذو الزهد في الذهب المرغوب فيه وفي

غير الذي يرتضي الرحمن ما رغبا

إذهابه لاقتناء المجد شيمته

لا يقتني المجد من لا يذهب الذهبا ومنها:

ملك يرى أن جمع المال مفقرة

وأن تفريقه يغنيه لا النشبا

كأن سائله يوم العطاء وقد

أغناه واهبه المال الذي وهبا

محض الضريبة ميمون النقيبة من

صور الكتيبة يرضي الله إن غضبا ماضي العزيمة فراج العظيمة وهأب الغنيمة جودا يفضح السحبا

صافي السريرة مصقول البصيرة ممدوح العشيرة بادي الفخر إن نشبا

يا مخجل البدر حسنا والحيا كرامة

والطود حلما وليث الغاب إن قطبا

مذ غبت زلزلت الأمصار واضطربت

خلقا وقد ملئت أقطارها رعبا

فمذ قدمت ملأت الأرض من كرم

وهيبة كشفا عن أهلها الكربا

كم حملت لك في أهل الصليب بها

صارت رماحك فيهم تشبه الصلبا

لن يكمل الملك أو تجتث دابرهم

ويأذن الله أن تستأنف الغلبا

وتفتح المسجد الأقصى بمعشرك ال

أدنى ونصر وفتح منه قد قربا فاجعل مفاتيحه البيض الصوارم والزرق اللهاذم والخطية السلبا

وناجه بمجانيق مخاطبة

تتلو على سوره من فتحه خطبا

لا تعزمن بغير السيف خطته

فالملك بالسيف والدنيا لمن غلبا

فجرد البيض واجعل أهله جزرا

وأوقد النار وأجعلهم لها حطبا

واسمع غريب مديح غير منتحل

من معرب غير معدود من الغربا

صفات مجدك لا تفنى فإن تك قد

أعيت على خاطري حصرا فلا عجبا [وكتب إليه أبوه صاعد بن أحمد بن عليّ الكاتب أبو المعالي وهو بحلب] :

يا أيها الولد المهذب دعوة

من والد أودت به أشواقه

أفديك من ولد لنا متطلب

عقا وأمرض والديه فراقه

ص: 397

قال: فكتبت إليه في جوابه:

أفدي الذي أهدى إليه كتابه

موصوفة في ضمنه أشواقه

فكأن بهجة خطه صفحاته

وكأن رقة لفظه أخلاقه

وكأنني لما فضضت لطيمتي

نظم ونثر شابها إشفاقه

يعقوب حين أتته حلة يوسف

أو كالسليم أبله ترياقه ومما وقع إلي من شعره المختار:

لولا اعتراض الهوى كرها لما وقذا

ومنه في الطرف دمع طارف وقذى

فيا عذولي كفا إن أمركما

للعاشقين بما لا يستطاع بذا

وإنما الحب داء لا دواء له

يعطي الجنون متى عقل الفتى أخذا

وأسعد الناس جدا من تجنبه

ومن علائقه عن قلبه نبذا - 5 - (1)

المجد الكاتب الأسعردي سعد الله بن إبراهيم الشيباني: كان يتردد إلى الشام مع أمراء ديار بكر عند وصولهم في نجدة الإسلام، ثم انقطع عنهم بدمشق إلى ظل الملك الناصر صلاح الدين وأهدى إليه قصائد، وهدى بها مقاصد، وأمر باستخدامه في بعض مهامه، وهو إلى سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وخمسمائة عند تعليقي هذه اللمعة، وتشنيفي من إحسان بلاغته هذه السمعة، مقيم بالعسكر المنصور على عكا، وهو أحد خاطرا من أهل مدرته وأحكى، ومما أنشدنيه لنفسه في جامع دمشق:

لما رأى الجامع أمواله

مأكولة ما بين نوابه

جن فمن خوف عليه غدا

مسلسلا في كل أثوابه وأنشدني في ذم حمام:

(1) بغية الطلب 8: 259.

ص: 398

رأيت لحمامكم سنة

يظل لها كل طلق عبوسا

هواء تجمد منه الرؤوس

وماء يذيب الكلى والنفوسا

وسقف يدر كفيض الغمام

وأرض تمانع عنها الجلوسا

وطين تغرغر منه الحلوق

وعشواء تمنح روحا خسيسا

وقد كان في العرف سمط الجداء

فلم صرتم تسمطون التيوسا وأنشدني لنفسه في البراغيث:

لو تراني والبراغيث بجنبي يعبثونا

خلت أني نائم في بيدر البزرقطونا

وكتب إلي بخطه من جملة قصيدة كتبها إلى بعض أصدقائه الحكماء بديار بكر وهو بحماة:

شائم برقكم بأرض الشآم

ذو هيام بكم ودمع هام

ذاكر في حماة إلفا حماه

بعده أن يذوق طعم المنام

كلما عن ذكركم وجرى العا

صي حكاه بأدمع في السجام ومنها:

ساعدونا ولو بطيف خيال

إن سمحتم لمقلة بمنام فعسانا نشكو إلى الطيف في الالمام منا لواعج الآلام

لا وحق الوصال بعد صدود

وعتاب في حبكم وملام وليال ولت وولت على الأجسام حكم الغرام والأسقام

لا رنا ناظري ولا مال سمعي

لسواكم ولا إلى اللوام

حبذا أنتم إذ العيش صاف

والجفا غير نافذ الأحكام - 6 - (1)

أبو الخير الموزة: كان رجلا خيرا من أهل حران معلما بدمشق يعلم أولاد

(1) بغية الطلب 9: 85.

ص: 399

الأمراء، وتوفي بخرتبرت، وسبب تسميته الموزة أنه سئل عن هذين البيتين:

اسم من أهواه رطلا

ن وباقيه مدينه

ذات بر ذات بحر

من قرى الشام حصينه فقال: هم في الموزة، فسمي بها ونبز بالموزة. ويقول أبو الحكم المغربي فيه من أرجوزته:

والموزة الشاعر في قصته

أعجوبة وعبرة لمن وعى

وشعره في كبك مشتهر

ليس به بين الأنام من خفا وكبك: غلام، قال فيه أبو الخير الموزة:

لو تقاسي ما أقاسي يا كبك

من سقام وغرام قتلك

لست من حسن تفردت به

آدميا إنما أنت ملك

عذب القلب بما تختاره

ليس هذا القلب لي بل هو لك - 7 - (1)

ومنهم أبو الفتح ابن النحاس الأنصاري من أهل دمشق، رأيته في مجلس الملك الناصر ينشده قصيدة منها:

تجلت في الدجى شمس النهار

وزارت بعد هجر وازورار

ألمت بعدما حيت فأحيت

قتيلا نضو شوق وادكار

فتى أودى به فتان طرف

تألف من فتور وانكسار

أتت والليل قد وافى بهيما

كليل الشعر مربد الشعار

وقد بثت كواكبه جيوشا

لها في الجو كالنقع المثار

ونامت أعين السمار لما

خبا النبراس من بعد استعار

وقالت بعدما ألقت رداها

وحلت خلسة عقد الخمار

(1) بغية الطلب 9: 175.

ص: 400

وعاد الليل من ذاك المحيا

منيرا ضاحكا مثل النهار

إلى كم ذا الكرى بل أنت ميت

تنبه واصح من هذا الخمار

وقم يا صاح فالواشون عنا

هجود تحت أسمال الدثار

وعود العود قد وافاك لدنا

نظيرا ذا اهتزاز واخضرار

فقمت مقبلا منها جبينا

سرت منه البدور إلى السرار

وخدا مثل قاني الورد غضا

حوى الضدين من ماء ونار

وثغرا فيه در في عقيق

وشهد في رضاب كالعقار

ونحرا لم أكن لولا اعتذاري

به في الحب مخلوع العذار

وبت معانقا منها قضيبا

رشيق القد حلو المستدار

ص: 401

فراغ

ص: 402