الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 26 -
جزء فيه مراثي بني المهذب المعريين
فراغ
- 1 - (1)
قال أبو الحسين أحمد بن حمدون القنوع يرثي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل بن جعفر بن علي بن المهذب:
أما وذهاب الحزن في كل مذهب
…
وروعات قلب ذاهل غير قلب
لقد شغلتني عن رزية واحدي
…
رزية أهل الفضل آل المهذب
فحتى متى يا دهر لست بمعتبي
…
وفيم على ما فات منك تعتبي
تصبرت حتى عيل صبري وأخلقت
…
قوى جلدي في موطني وتغربي
ولي عبرات عبرت عن ضمائري
…
بألسن دمع ترجمت عن تلهبي
فلله أنفاس علت في تصعد
…
وأدمع أجفان هوت في تصوب - 2 - (2)
قال أحمد بن حمزة بن حماد يرثي أبا طاهر حامد بن جعفر بن المهذب:
جسمي من الوجد الدخيل نحيل
…
وكذا الفؤاد متيم معلول
لي مقلة لا ينقضي هملانها
…
وجوى على مر الزمان طويل
(1) بغية الطلب 1: 64.
(2)
بغية الطلب 1: 66.
ذهبت الذي قد زال صبري بعده
…
عني وحزني ما أراه يزول
قد كنت أرجو أن يفادى ميت
…
ويكون منه لدى الحمام بديل
فأكون أول باذل نفسي له
…
لو كان لي فيما أروم سبيل
آل المهذب قد عرتكم نكبة
…
والصبر عند النائبات جميل
فقد الرئيس وليس يوجد مثله
…
طول الزمان لأن ذاك قليل
هو ماجد من آل بيت طاهر
…
وفواضل فيساره مبذول
قد عاش ذا دعة لأهل وداده
…
ولحاسديه صارم مصقول - 3 - (1)
وقال أحمد بن حمزة بن سويد المعري يرثي أبا الفضل عامر بن شهاب وأبا اليسر عبد الجبار بن محمد بن المهذب:
يعارض وجدا في الحشا عارض الفكر
…
فينهل دمع العين مني ولا أدري
وأرفل في ثوب الكآبة كلما
…
تذكرت فقدي عامرا وأبا اليسر
تقيين حازا كل فخر وسؤدد
…
فمجدهما عال على الأنجم الزهر
وفيين كانا زاهدين تورعا
…
فقد أمنا من كلفة الإثم والوزر
وما حيلة المشتاق فيمن يوده
…
إذا غيبوه عنه في ظلمة القبر
وقد رمت صبرا عنهما فوجدته
…
أمر مذاقا من مساوغة الصبر
لقد ألبسا جسمي الصبابة والضنا
…
وقد حملاني الحزن وقرا على وقر
سأبكيهما ما عشت دمعا فإن ونت
…
دموعي عن التسكاب بكيت بالشعر - 4 - (2)
قال أحمد بن عبد اللطيف المعري يرثي أبا صالح محمد بن المهذب:
(1) بغية الطلب 1: 66.
(2)
بغية الطلب 1: 239.
أبني المهذب وجدكم وجدي به
…
ومصابكم هذا الجليل مصابي
بي ما بكم من لوعة لفراقه
…
ولو استزدت لكنت غير محاب
يا وحشة الدنيا ووحشة أهلها
…
لفراق هذا الصالح الأواب
ماذا أعدد من جميل خلاله
…
ويسيرها يربي على إطنابي
أنا إن غدوت مقصرا أو مقصرا
…
فلما بقلبي منه من أوصاب
أبني عليّ بن المهذب أصبحت
…
موصولة بحبالكم أسبابي
فيما تأكد من صفاء ودادنا
…
ووشائج الأسباب والأنساب
كونوا لعذري باسطين فإنه
…
قصر الغرام إطالة الإسهاب - 5 - (1)
قال أبو الفضل أحمد بن محمد بن مسعر بن محمد المعري التنوخي يرثي الشيخ أبا القاسم جعفر بن عليّ بن المهذب (وتوفي سنة 387) وهي على وزن قصيدة أبي العلاء " أحسن بالواجد من وجده " يرثي فيها جعفرا المذكور:
يا سيدا غيب في لحده
…
جاز مصابي بك عن حده
بعد عليّ وابنه جعفر
…
لا تلم الواجد في وجده
رماهما الدهر بخطب وقد
…
كانا هما واسطتي عقده
رأيت هذا الدهر أحداثه
…
تحلل المحكم من عقده
أي سرور لك لم تقصه
…
وأي حزن لك لم تهده
وأي خطب بك لم تغره
…
وأي أحبابك لم ترده
ما لي على عدوانه ناصر
…
ولا يد تدفع من أيده
كابدت مر الصبر من بعد من
…
فقدت حلو العيش مع فقده
أضحت بي الأحزان ملتفة
…
لما غدا قد لف في برده
ذممت دهري بعد فقدانه
…
وكنت قد أطنبت في حمده
فالآن لا أصغي إلى عاذل
…
يعذلني في الحزن من بعده
(1) بغية الطلب 2: 3.
قد كان يخشى الله في هزله
…
ويتقي الرحمن في جده
إن غاب عنا فله أنجم
…
طالعة باليمن من سعده
ما منهم إلا فتى ماجد
…
كالصارم المشهور من غمده
ما مات من خلف أمثالهم
…
لكنه دان على بعده
فأمطر الله ثرى جعفر
…
سحائب الغفران من عنده - 6 - (1)
قال أبو العباس أحمد بن يحيى بن سند المعري يرثي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل بن جعفر بن عليّ بن المهذب:
ونائبة عم البرية خطبها
…
فلم تلق إلا موجعا أو مفجعا
لفقد حسين قرة العين والذي
…
أتته المنايا بغتة حين أيفعا
أأنساه بين الأهل ملقى وكلهم
…
لفقدانه يبدي أسى وتوجعا
وقد سألوه كيف أنت فلم يحر
…
جوابا وأضحى بالبنان مودعا
فيا سيدا أودى بصبري مصابه
…
لقد خانك الدهر الخؤون فأسرعا
ولو كان بالإنصاف يحكم لم يكن
…
عجيبا بأن تبقى لنا وتمتعا
فبالرغم مني يا حسين تحكمت
…
بجسمك أيدي الدهر حتى تضعضعا
وبالرغم مني أن توسد مفردا
…
ويصبح بعد الأنس بيتك بلقعا
وبالود منك لو صحبتك في الثرى
…
وصيرت من حزني بقربك مضجعا
وفاضت دما عيني عليك فإنني
…
لأعذل أجفاني إذا فضن أدمعا وله يرثي أبا الحسن المهذب بن عليّ بن المهذب (وتوفي سنة 429) :
دنياك هذي بالأنام تقلب
…
وصروفها فيهم تجيء وتذهب
والدهر فيهم قد أجد وكلهم
…
يلهو عن الدهر المجد ويلعب
لم ينجي من صرف الردى ذو غرة
…
غمر ولا فطن له يتهيب
(1) بغية الطلب 2: 121.
عتبي على الدهر الخؤون مجددا
…
أبدا لو آن الدهر ممن يتعب
إلا يشب رأسي بعظم مصابه
…
بالأكرمين فإن قلبي أشيب - 7 - (1)
قال الحسن بن سلمان يرثي الشيخ أبا القاسم جعفر بن عليّ بن المهذب:
صبرا على دهرنا ومحنته
…
حين رمانا عن قوس نكبته
وابتز منا فتى لغيبته
…
غاب سرور الورى وميتته
لو كان يفدى ميت لكان فدا
…
جعفر فرضا على عشيرته
لكنها ساعة موقتة
…
فكل خلق آت بوحدته
فكلنا للفناء موردنا
…
نشرب كأسا نفنى بجرعته
وكل حي يسعى إلى جدث
…
في الأرض يهوي في قعر حفرته
فلو تدوم الدنيا على أحد
…
دامت على المصطفى وعترته
فالغر من يغترر بلذتها
…
وهو غدا واقف بحسرته
لا ينفع المال والبنون ولا
…
يفوز خلق إلا برحمته
يا جعفر قد حباك ربك بال
…
فضل وشرفت في بريته
إن كان قد ضمك الثرى فلقد
…
خلفت قرما تزهو برفعته [قال ابن العديم: ومن حق هذا الشعر أن لا يذكر، لكنني رأيته مذكورا في كتاب جمع فيه مراثي بني المهذب المعريين، فأحببت أن لا أخل بذكره، لأن لناظمه ذكرا في الجملة] .
- 8 - (2)
قال الحسين بن محمد المعري المعروف بالزاهد الدوسي يرثي أبا الحسن المهذب بن عليّ بن المهذب التنوخي:
(1) بغية الطلب 4: 218.
(2)
بغية الطلب 5: 185 - 186.
تجدد حزني بعد ما كان قد مضى
…
بقائلة إن المهذب قد قضى
كريم غدا في كل قلب محببا
…
إذا ما سواه كان فيه مبغضا
به كان ركن المكرمات مشيدا
…
فغير عجيب إن عفا وتقوضا
يحرضني قوم على الحزن بعده
…
ولست بمحتاج إلى أن أحرضا
وقد أمرضتني الحادثات لفقده
…
فتالله لا أنفك ما عشت ممرضا
فلا يك إنسان حليف رضى به
…
ففي مثل هذا الخطب لا يحسن الرضى
وأقرضني دهري أسى وصبابة
…
فيا ليته استوفى الذي كان أقرضا
أيومض برق الجود بعد مهذب
…
وما كان إلا من أياديه مومضا
وما بت إلا بالهمام محمد
…
مدى الدهر عن إفضاله متعرضا
وإن أبا تمام ركني ومثله
…
أبو اليسر إن صرف الردى بي تقوضا
فداموا على النعماء في ظل نعمة
…
ولا زال من عاداهم الدهر مدحضا وله في رثائه أيضا:
نار الأسى بقلوبنا تتلهب
…
لما ثوى شيخ العلاء مهذب
أراده صرف الحادثات وإنما
…
أردى قلوبا بعده تتقلب
ما زال يعذب في الحياة ثناؤه
…
وثناه بعد الموت منها أعذب
كالمسك يوجد غير أن نسيمه
…
أذكى وأعذب في النفوس وأطيب
ولئن تسربل بالنعيم فإننا
…
من بعده بلظى الجحيم نعذب
فسقى ثراه الغيث يهطل صوبه
…
أبدا عليه ويستهل ويسكب [توفي المهذب سنة 428 فقد توفي الزاهد بعده] .
- 9 - (1)
قال حسين المؤدب المعري يرثي أبا تمام المفضل بن المهذب:
تخير منا الموت واسطة العقد
…
أما كان منه أيها الموت من بد
(1) بغية الطلب 5: 211.
ترى كل هذا الإختيار تعمدا
…
وقصدا له أم لم يكن منه عن عمد
لقد جل رزء حل بالأمس عندنا
…
فما بال هذا الموت للحي لا يفدي
مضى مهجة الدنيا وجل نعيمها
…
فيا جفن جد بالدمع في ساحة الخد
وقد خلف الأهلين يبكون حسرا
…
وكم أصبحوا في ظل عيش به رغد
لقد حملوا للأرض منه هدية
…
تسر بها لكنها ساءت المهدي
وقالوا سلام الله منا تحية
…
عليك فهذا باللقا آخر العهد
فلو طاوعته نفسه قال معلنا
…
أتمضون عني ثم أبقى هنا وحدي
فلو كان ميت يفتدى لفديته
…
بروحي وما أحوي ومن لي بأن أفدي
إذا ما سلا سال فقيدا فإنني
…
أرى ذلك السلوان عندي لا يجدي
أبا صالح يا سيد الناس كلهم
…
ومن فاق في أعلى محل من الزهد
عزاء فما الأيام إلا معارة
…
ومن ذا الذي يبقى وليس به تردي
ولله أحكام إذا نزلت بنا
…
فليس لمرء أن يعيد ولا يبدي - 10 - (1)
قال الخضر بن محمد بن أزهر الجماهيري المعري أبو القاسم يرثي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل بن المهذب وقد توفي سنة 417 وهو صغير:
قد غر أكثر هذا العالم الأمل
…
وكلهم بسوافي روحه أجل
وإنما المرء طيف والحياة له
…
كالآل والموت ورد شرعه علل
فلا تغرك الدنيا وزينتها
…
فإنها زخرف يا أيها الرجل
هل أنت فيها مقيم لا تفارقها
…
أم أنت فيها مع الأيام مرتحل
أين النبي الذي القرآن آيته
…
وأين من قبله الأحبار والرسل
أين الملوك الأولى اغتروا بملكهم
…
وساكنو الأرض قبل اليوم ما فعلوا
لا شك أنهم في الأرض قد دفنوا
…
وأنهم قد عفت آثارهم وبلوا
ونحن لابد حتما أن نموت كما
…
ماتوا وننهل في الورد الذي نهلوا
(1) بغية الطلب 6: 201.
يا حسرتا إن هذي الأرض قد أكلت
…
هياكلا كان فيها جوهر صقل
مثل الحسين بن إسماعيل حين ثوى
…
طفلا يقصر عن عليائه زحل
ما كان إلا حساما ماضيا فمضى
…
فيه القضاء وأسباب الدنا دول
عم البرية هذا الخطب حين قضى
…
على الحسين ومات السهل والجبل
فكل قلب به ما حاز طاقته
…
حزنا وقد دميت من دمعها المقل
يال المهذب صبرا إن أسرتكم
…
من أسرة عرفوا الدنيا فما جهلوا
لا يطربون إذا ما نالهم فرح
…
ولا إذا نابهم صرف الردى نكلوا
لكنهم صبر في كل فادحة
…
وكل أمر عظيم خطبه جلل
الفضل وصفهم والحلم خلقهم
…
والفخر ما فخروا والرفد ما بذلوا
فاصبر على الحزن إسماعيل محتسبا
…
والجأ إلى الله إن ضاقت بك السبل
إن الجديدين سارا بالذين مضوا
…
قصد الفناء فلم يدركها ملل
ونحن في إثرهم نسعى كسعيهم
…
إلى النوى دائبا نسري ونرتحل
فاستيقضوا يا أولي الأبصار واعتبروا
…
بالغابرين ففي آثارهم مثل
جدوا إلى عمل في الدار يسعدكم
…
فليس يقبل في الأخرى لكم عمل
يا رب عفوك إن النفس تأمله
…
فلا يخيبن منها عندك الأمل - 11 - (1)
سعد بن حماد المعري أبو العلاء: له يرثي أخت الشيخ أبي صالح محمد بن المهذب:
عجبت وما يأتي به الدهر أعجب
…
لصرف زمان بالورى يتقلب
شباب وشيب واكتهال وصبوة
…
وكل لعمري لا محالة يذهب
فإن المنايا غاية الناس كلهم
…
وليس لمن خاف المنية مهرب
وإن التي في الترب غيب شخصها
…
لها في نصاب المجد فرع ومنصب
ثوت حين ترجى أن تعيش بغبطة
…
وفاتت فلم يدرك لها الدهر مطلب
(1) بغية الطلب 8: 260.
فإن بعدت عن قرب عهد فإنها
…
إلى الله بالتقوى وبالخير تقرب
سقى الغاديات الغر ماء لقبرها
…
وصلى عليها الله ما لاح كوكب
ووقت بها الأيام من طارق الردى
…
أباها ومن يدعى إليه وينسب
فليس يخل الدهر يوما بأهله
…
إذا سيد أودى وعاش المهذب - 12 - (1)
وقال الشيباني رحمه الله يرثي أبا صالح محمد بن المهذب وتوفي بالمعرة في رجب سنة خمس وستين وأربعمائة:
هم يروح به الفؤاد ويغتدي
…
ومدامع نطقت بحزن مكمد
ورزية فجع الأنام بكونها
…
فغدا اللبيب لها بعظم تبلد
حزنا على الشيخ الجليل سما العلا
…
نجل المهذب ذي الفخار محمد
كنا نعوذ به ونسأل كفه
…
فينا لنأمل فيضها السح الندي
يا قوم قيل قضى الزمان بفقده
…
لا كنت من يوم عبوس أنكد
شردت طيب النوم عن أجفاننا
…
بعد الهجوع ولذة في المرقد
لهفي على الشيخ الجليل وقد ثوى
…
بعد الجلالة في ضريح الفدفد
مستبدلا للترب بعد وسائد
…
ومن الحشايا صم ذاك الجلمد
أما المعرة فهي بعد وفاته
…
وفراقه في يوم حزن أسود
وكذا الذين بها هنالك أصبحوا
…
من سيد فيها وغير مسود منها:
قد قلت لما أن رأيت سريره
…
فوق الأكف ودمع عيني منجدي
يا حامل النعش الذي من فوقه
…
بحران من علم ونيل العسجد
يا حامل النعش الذي من تحته
…
أملاك ذي العرش الكريم الأمجد
مهلا به فلقد حملت محمدا
…
يهدي إلى الخيرات من لم يهتد
ما كان إلا رحمة في أرضنا
…
من ذي الجلال بها نروح ونغتدي
فاليوم قد فقد العزاء لفقده
…
شق القلوب مع الجيوب وعدد
(1) بغية الطلب 9: 266.
فراغ