المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لأبي الحسن علي بن محمد بن المطهر الشمشاطي - شذرات من كتب مفقودة في التاريخ - جـ ٢

[إحسان عباس]

فهرس الكتاب

- ‌أبو القاسم أونوجور بن الإخشيد

- ‌سيرة سيف الدولة

- ‌لأبي الحسن على بن الحسين الزراد الديلمي

- ‌شذرات من كتب مفقودة

- ‌في الأدب

- ‌كتاب المفاوضة

- ‌لأبي الحسن علي بن محمد بن نصر الكاتب

- ‌كتاب الربيع

- ‌لغرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال

- ‌نزهة الناظر

- ‌لكمال الدين أبي محمد عبد القاهر بن علوي ابن المهنا

- ‌جزء فيه مراثي بني المهذب المعريين

- ‌جزء جمع فيه ما رثي به أبو العلاء المعري

- ‌كتاب الدّيرة

- ‌لأبي الحسن عليّ بن محمد بن المطهر الشمشاطي

- ‌ذيل الخريدة وسيل الجريدة

- ‌للعماد الأصفهاني

- ‌كتاب الأوراق للصولي

- ‌ملحقات

- ‌مقدمة

- ‌تاريخ ابن الأزهر

- ‌ سير الثغور

- ‌[مقدمة الكتاب]

- ‌[فضائل الثغور وطرسوس بخاصة]

- ‌[الكتابات والنقوش في طرسوس]

- ‌[أسوار طرسوس وأبراجها]

- ‌[سكك طرسوس ودورها]

- ‌[عمارة طرسوس]

- ‌[نظام النفير في طرسوس]

- ‌[الاستصراخ لإنقاذ طرسوس]

- ‌[حصن المصيصة]

- ‌[اقليقية]

- ‌حصن ثابت بن نصر

- ‌[حصن عجيف]

- ‌[حصن الجوزات]

- ‌ تاريخ همام بن الفضل

- ‌البداية والنهاية

- ‌لأبي الحسن عليّ بن مرشد بن منقذ

- ‌ كتاب الربيع

- ‌لغرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال

الفصل: ‌لأبي الحسن علي بن محمد بن المطهر الشمشاطي

- 28 -

‌كتاب الدّيرة

‌لأبي الحسن عليّ بن محمد بن المطهر الشمشاطي

ص: 381

فراغ

ص: 382

عاش الشمشاطي في القرن الرابع الهجري، وله عدة مؤلفات، وصلنا منها كتاب الأنوار ومحاسن الأشعار (1) وفي مقدمة محقق الكتاب ترجمة للشمشاطي وذكر لأهم مؤلفاته، ومنها كتاب الديرة (أو كتاب الأديرة والأعمار) وهو أكبر كتاب في موضوعه ذكر فيه بضعة وثلاثين ديرا وعمرا، احتفظ ابن العديم بنقول تتعلق بخمسة منها.

- 1 - (2)

دير إسحاق بقرب الناعورة (3) ويقال فيه دير الربيب أيضا، ولابن عبد الرحمن الهاشمي الحلبي شعر قال فيه، وكتب بقصيدته إلى آخر:

أما طربت لهذا العارض الطرب

أما رأيت الصبا والجو في لعب

تعانقا لكأن القطر بينهما

من فضة وكأن الزهر من ذهب

ونحن في دير إسحاق ومجلسنا

نشكو مغيبك فأحضره ولا تغب

لتجعل اليوم عيدا في ملاحته

وننخب الهم بالأدوار والنخب

(1) نشر في جزءين بتحقيق الدكتور السيد محمد يوسف، الكويت 1977 ويبدو من نقول لابن العديم لم ترد في المطبوع أنه ناقص.

(2)

بغية الطلب 9: 232.

(3)

ياقوت 2: 643 وقال: بين حمص وسلمية.. ولأهل القصف والشعراء فيه أشعار كثيرة، ولم يورد شيئاً من ذلك.

ص: 383

وأنشدني النامي لابن عبد الرحمن الهاشمي في دير إسحاق:

وافق أخاك تجده خير رفيق

إن كنت لست عن الصبا بمفيق

وإذا مررت بدير إسحاق فقل

جادتك غر سحائب وبروق

دير يشبه ماؤه بهوائه

وهواؤه بملاءة المعشوق

وكأن عيشي كان في أفيائه

درك المنى في كاشحي ورفيقي - 2 - (1)

دير رمانين (2) بين حلب وأنطاكية يشرف على بقعة سرمدا في أحسن موضع وأنزهه، وفيه يقول الواله:

ألف المقام بدير رمانينا

للروض إلفا والمدام خدينا

والكأس والإبريق يعمل دهره

ويداه تجني الورد والنسرينا

يغدو إذا الناقوس أيقظه على

عذراء أوطنت الدنان سنينا

بكر إذا ما الهم عاين كاسها

يوما رأى فيما يرى السكينا

ومن العجائب مسكة ترضى بأن

تختار قارا في اللباس وطينا

ويطارح الطنبور طول حياته

حتى كأن عليه فيه يمينا

" إن الذين غدوا بلبك غادروا

وشلا بعينك لا يزال معينا "

هانت على طرباته عذاله

لما اشترى الدنيا وباع الدنيا

عمر هو البلد الحرام فكم ترى

فيه الندى والتين والزيتونا - 3 - (3)

[دير القائم الأقصى] :

(1) بغية الطلب 9: 258.

(2)

ياقوت 2: 662 وقال: يعرف أيضاً بدير السابان وهو دير حسن كبير وأورد البيتين الأولين من قصيدة الواله.

(3)

بغية الطلب 9: 269.

ص: 384

أنشدني الداري قال: أنشدني الأيمني قال أنشدني المعتصمي في دير القائم الأقصى (1)، قال: ونزلته فرأيت فيه راهبا أمرد، لم تر عيني قط أحسن منه وجها وقدا، فسألته أن يجلس لأشرب على وجهه، فجعل يسقيني ليلتي، فلما قارب طلوع الفجر نهض إلى صلاته، فسمعته يقرأ مزامير بصوت ما رأيت قط أشجى ولا أطيب منه، فعلق قلبي به وتهيأ مسيره في غد فقلت:

رأيت البدر مجلوا

بدير القائم الأقصى

له عينان لحظهما

مطاع الأمر ما يعصى

على غصن يميل به

رطيب قد علا دعصا

وأفئدة الورى وخدا

تسير إليه أو نصا

ولم أر مثله بكما

ل لطف الحسن قد خصا

فرص الحب في قلبي

ملاحة لحظه رصا

شربت بكفه بكرا

كأن بكاسها حصا

إلى أن خلت أن الفج؟

ر في جنح الدجى لصا

فقام ينص مزمارا

بألحان له نصا

كأن بقلبي الولها

ن من تذكاره حرصا قال: فانصرفت وفي قلبي من حبه النار.

- 4 - (2)

دير قزمان: شمالي حلب، ما بين حبرين وتل خالد، دير حسن، أنشدني أبو القاسم ابن عبدان الشاعر من أهل منبج:

فشبهت ما ينثج من فتقاته

على دير قزمان أكف بني عوف

(1) ذكره ياقوت 2: 684 وقال إنه على شاطئ الفرات من الجانب الغربي في طريق الرقة من بغداد، وإنما قيل له القائم لأن عنده مرقباً عالياً كان بين الروم والفرس يرقب عليه على طرف الحد بين المملكتين.

(2)

بغية الطلب 9: 171، 221 (ولم يذكره ياقوت) .

ص: 385

سراة بني معن ومفزع مالك

وذروة ذودان ومعتمد الضيف

رأيتهم والنجم قد باح نوره

وثقلت الأيدي على الدرهم الزيف

فما قرعت ألفاظهم باب علة

ولا استعملوا القول المقيم على كيف

ولكنهم قد حنطوا " لا " وكفنوا

" عسى أن سيأتينا " وصلوا على سوف حدثني ابن جناح قال: مضيت إلى دير قزمان ومعي من آنس به من إخواني، فرأيته ديرا حسنا طيبا نزها، فأقمت أياما، ورأيت فيه شماسا أمرد كالبدر، بقد يقد القلوب، فأنفذت إليه ليحضر عندنا فامتنع، فآنسته وجعلت لا أفارقه، وتناولت معه القربان، ودخلت معه كل مدخل إلى أن أنس بي، وانصرفت وقلبي معه وقلت:

يا دير قزمان كم لي فيك من وطر

قضيته فسقاك الله تهتانا

أقمت فيه أسقى من مشعشعة

تنفي بسورتها هما وأحزانا

تجلو الدجى بسناها وهي نيرة

تخالها في كؤوس الشرب نيرانا

حيال روض أريض زهرة عطر

بديع نور يؤدي الحسن ألوانا

له بدائع أشجار تجاوب في

أفنانها الطير مثنى ثم وحدانا

منادما قينة دهرا وربتما

نادمت قسا وشماسا ورهبانا

وفيهم قمر في ليل مدرعة

على قضيب حوى حسنا وإحسانا

فلم أزل أتأتى في تبسطه

وقد أخذت لقربي منه قربانا

حتى استكان إلى وصلي ونادمني

وكان من بعد ذا منه الذي كانا

يا دير قزمان لا عريت من سكن

ومن سكوب حيا يا دير قزمانا

يا جنة خص ما فيها بها فغدا

ينال ساكنها روحا وريحانا - 5 - (1)

دير قنسرى (2) : هو على شاطىء الفرات من الجانب الشرقي من ديار مضر مقابل جرباس، وجرباس شامه، وبين هذا الدير وبين منبج اثنا عشر ميلا

(1) بغية الطلب 9: 113.

(2)

انظر ياقوت 2: 688 (وهو متفق مع ما ورد هنا، وقد أوردت البيت الأول والثالث) .

ص: 386

وحدثني عنه أبو الصقر الزهري قال: دخلته ونقلت منه خشب صنوبر إلى حلب، إلى الجوسق الذي بناه سيف الدولة، وكان وجهني لحمل ذلك، وقرأت في صدر الدير مكتوبا بخط حسن:

أيا دير قنسرى كفى بك نزهة

لمن كان في الدنيا يلذ ويطرب

هواء كدمع الصب إذ بان إلفه

وماء كريق الحب بل هو أعذب

فلا زلت معمورا ولا زلت آهلا

ولا زلت مخضرا تزار وتعجب قال: فعرفني جماعة من أهل منبج أنه من أهل منبج وأدبائهم، وكان كثيرا ما يمضي إلى هذا الدير ويقصف فيه.

ص: 387

فراغ

ص: 388