المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أقرب مدائنها إلى القطر التونسي، فلا عجب حينئذٍ أن امتازت - الإمام المازري

[حسن حسني عبد الوهاب]

الفصل: أقرب مدائنها إلى القطر التونسي، فلا عجب حينئذٍ أن امتازت

أقرب مدائنها إلى القطر التونسي، فلا عجب حينئذٍ أن امتازت مازرة - في عصر الفيض الإسلامي - بمسائرة بر العدوة الإفريقية في تقاليده ومشاركته بالنصيب الوافر في العلوم والآداب العربية، وكانت مازرة آخر معاقل الإسلام بالجزيرة: وقد أنبتت عشرات من العلماء ما بين فقهاء ومحدثين وأدباء وشعراء فصحاء ومن يرجع إلى تاريخ صقلية العربية يجد ما فيه إقناع وإمتاع.

‌المَازَرِيُّونَ:

أولهم - أبو عبد الله محمد بن أبي الفرج ويعرف بـ (الذكي) المازري، فقيه حافظ مقدم في المذهب المالكي، مشهور بالعربية وسائر العلوم، مولده بمازرة وتحول إلى القيروان بعد استيلاء الإفرنج على بلده فأخذ عن الإمام السيوري وغيره، ومن تلاميذه الإفريقيين الرجل الصالح أبو الفضل ابن النحوي التوزري ورحل إلى المغرب الأقصى ثم عاد إلى إفريقية ومنها قصد المشرق وأقام بمصر والشام والعراق، وعلم في بغداد العربية وفنون اللغة، واستقر آخرًا في إصبهان في بلاد فارس وبها توفي

ص: 93

سنة 516 هـ (1122 م) وألف كُتُبًا كثيرة في القراءات والتفسير واللغة والنحو.

- الثاني:

أبو عبد الله محمد بن مسلم بن محمد بن أبي بكر القرشي المازري، قرأ أولاً ببلده ثم نزح إلى إفريقية فأخذ بالقيروان على جماعة من أفاضل علمائها، درس الأصول على أبي الطيب عبد المنعم وغيره، ثم رحل إلى الحجاز ومصر واستقر أخيرًا بالإسكندرية وأقرأ بجامعها، وكان من كبار علماء الأصول والكلام ومال في آخرته حياته إلى التصوف كما فعل الغزالي، ومن أشهر تآليفه: كتاب " البيان في شرح البرهان " لأبي المعالي الجويني - وله " المهاد في شرح الإرشاد إلى تبيين قواعد الاعتقاد " للجويني أيضًا، وهو من أحسن ما شُرِحَ بِهِ، منه نسخة قيمة قديمة بمكتبتي الخصوصية.

وكان وفاته بالإسكندرية سنة 530 هـ (1136 م).

ص: 94