الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصفة المشبهة باسم الفاعل:
467-
"صفة استحسن جر فاعل
…
معنى بها المشبهة اسم الفاعل"
أي: تتميز الصفة المشبهة عن اسم الفاعل باستحسان جر فاعلها بإضافتها إليه، فإن اسم الفاعل لا يحسن فيه ذلك؛ لأنه إن كان لازمًا وقصد ثبوت معناه صار منها، وانطلق عليه اسمها، وإن كان متعديًا فقد سبق أن الجمهور على منع ذلك فيه، فلا استحسان.
تنبيهان: الأول: إنما قيد الفاعل بالمعنى لأنه لا تضاف الصفة إليه إلا بعد تحويل الإسناد عنه إلى ضمير الموصول، فلم يبق فاعلًا إلا من جهة المعنى.
الثاني: وجه الشبه بينها وبين اسم الفاعل: أنها تدل على حدث ومن قام به، وأنها تؤنث وتثنى وتجمع، ولذلك حملت عليه في العمل.
وعاب الشارح التعريف المذكور بأن استحسان الإضافة إلى الفاعل لا يصلح لتعريفها وتمييزها عما عداها؛ لأن العلم به موقوف على العلم بكونها صفة مشبهة، وعرفها بقوله:"ما صيغ لغير تفضيل من فعل لازم لقصد نسبة الحدث إلى الموصوف به دون إفادة معنى الحدوث".
وقد يقال: إن العلم باستحسان الإضافة موقوف على المعنى، لا على العلم بكونها صفة مشبهة، فلا دور، أو أن قوله:"المشبهة اسم الفاعل" مبتدأ، وقوله:"صفة استحسن إلى آخره" خبر، وقوله:
468-
وصوغها من لازم لحاضر
…
كطاهر القلب جميل الظاهر
"وصوغها من لازم لحاضر" إلى آخره: عطف عليه لتمام التعريف: أي: ومما تتميز به الصفة المشبهة أيضا عن اسم الفاعل أنها لا تصاغ قياسًا إلا من فعل لازم كطاهر من طهر، وجميل من جمل، وحَسَن من حَسُن، وأما رحيم وعليم ونحوهما فمقصور على السماع، بخلافه فإنه يصاغ من اللازم كقائم، ومن المتعدي كضارب، وأنها لا تكون إلا للمعنى الحاضر الدائم دون الماضي المنقطع والمستقبل، بخلافه كما عرفت، وأنها لا تلزم الجري على المضارع، بخلافه، بل قد تكون جارية عليه "كطاهر القلب" وضامر البطن، ومستقيم الحال، ومعتدل القامة، وقد لا تكون، وهو الغالب في المبنية من الثلاثي، كحسن الوجه، و"جميل الظاهر" وسبط العظام، وأسود الشعر.
469-
وعمل اسم فاعل المعدى
…
لها، على الحد الذي قد حدا
"وعمل اسم فاعل المعدى" لواحد "لها" أي ثابت لها "على الحد الذي قد حدا" له في بابه: من وجوب الاعتماد على ما ذكر.
تنبيه: ليس كونها بمعنى الحال شرطًا في عملها؛ لأن ذلك من ضرورة وضعها لكونها وضعت للدلالة على الثبوت، والثبوت من ضرورته الحال، فعبارته هنا أجود من قوله في الكافية:
والاعتماد واقتضاء الحال
…
شرطان في تصحيح ذا الإعمال
ا. هـ.
470-
وسبق ما تعمل فيه مجتنب
…
وكونه ذا سببية وجب
"وسبق ما تعمل فيه مجتنب" بخلاف اسم الفاعل أيضًا، ومن ثم صح النصب، في
نحو: "زيدًا أنا ضاربه"، وامتنع في نحو:"وجه الأب زيد حسنه""وكونه ذا سببية وجب"، أي: ويجب في معمولها أن يكون سببًا، أي: متصلًا بضمير الموصوف لفظًا، نحو:"حسن وجهه"، أو معنى نحو:"حسن الوجه" أي: منه. وقيل: أل خلف عن المضاف إليه، ولا يجب ذلك في معمول اسم الفاعل كما عرفت.
تنبيهات: الأول: قول الشارح إن جواز نحو: "زيد بك فرح" مبطل لعموم قوله: "إن المعمول لا يكون إلا سببًا مؤخرًا" مردود؛ لأن المراد بالمعمول ما عملها فيه بحق الشبه، وعملها في الظرف ونحوه إنما هو لما فيها من معنى الفعل.
الثاني: ذكر في التسهيل أن معمول الصفة المشبهة يكون ضميرًا بارزًا متصلًا، كقوله "من الخفيف":
717-
حسن الوجه طلقه أنت في السلـ
…
ـم وفي الحرب كالح مكفهر
فعلم أن مراده بالسببي ما عدا الأجنبي؛ فإنها لا تعمل فيه.
الثالث: يتنوع السببي إلى اثني عشر نوعًا: فيكون موصولًا، كقوله "من الطويل":
718-
أسيلات أبدان دقاق خصورها
…
وثيرات ما التفت عليه المآزر
717- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 633.
اللغة: طلق الوجه: سمح الوجه، ضاحكه ومنبسطه. السلم: ضد الحرب. كالح: عابس. مكفهر: عابس.
المعنى: يقول: إن ممدوحه مشرق الوجه كريم وقت السلم، ومقطب الجبين عابسه في أيام الحرب.
الإعراب: حسن: خبر مقدم للمبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الوجه: مضاف إليه مجرور. طلقه: خبر ثان للمبتدأ، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. أنت: مبتدأ مؤخر. في السلم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال صاحبه "أنت". وفي الحرب: جار ومجرور معطوف على "في السلم" كالح: معطوف على "حسن" مرفوع. مكفهر: معطوف على "كالح" بحرف عطف مقدر، أو توكيد لفظي لـ"مكفهر" مرفوع.
الشاهد فيه قوله: "طلقه" حيث عملت الصفة المشبهة "طلق" في الضمير البارز المتصل الواقع مضافًا إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها.
718-
التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في المقاصد النحوية 3/ 629؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 86. =
وموصوفًا يشبهه، كقوله "من الطويل":
719-
أزور امرأ جمًّا نوالٌ أعدَّه
…
لمن أمه مستكفيًا أزمة الدهر
والشاهد في "جما نوال"، ومضافًا إلى أحدهما، كقوله "من البسيط":
720-
فعجتها قبل الأخيار منزلة
…
والطيبي كلِّ ما التاثَتْ به الأزرُ
= اللغة: بدن أسيل: بدن طويل. دقيق الخصر: نحيفه. الوثيرة: اللينة.
الإعراب: أسيلات: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هن"، وهو مضاف. أبدان: مضاف إليه مجرور. دقاق: خبر للمبتدأ مرفوع. خصورها: فاعل "دقاق" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، ويجوز أن تكون "دقاق" خبر مقدم للمبتدأ "خصورها" و"خصورها" مبتدأ مؤخر. وثيرات: خبر للمبتدأ، وهو مضاف. ما: اسم موصول في محل جر بالإضافة. التفت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"التفت" المآزر: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "هن أسيلات
…
": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "التفت
…
": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "وثيرات ما التفت" حيث عملت الصفة المشبهة "وثيرات" في الاسم الموصول "ما" فجعلته مضافًا إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها.
719-
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 86؛ والمقاصد النحوية 3/ 631.
اللغة: الجم: الكثير. النوال: العطاء. أعده: هيأه. أمه: قصده.
المعنى: يقول إن ممدوحه رجل كريم كثير العطاء لمن يقصده، منتشلًا إياء من براثن الدهر.
الإعراب: أزور: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنا". امرأ: مفعول به منصوب. جمًّا: نعت "امرأ" منصوب. نوال: فاعل "جم" مرفوع. أعده: فعل ماض، و"الهاء" ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". لمن: جار ومجرور متعلقان بـ"أعد". أمه: فعل ماض، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". مستكفيًا: حال منصوب بالفتحة. أزمة: مفعول به لـ"مستكفيًا"، وهو مضاف الدهر: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "أزور": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعده": في محل رفع نعت "نوال". وجملة "أمه": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "جما نوال أعده" حيث أعملت الصفة المشبهة "جما" في معمول نكرة "نوال"، موصوفة بجملة هي جملة "أعده". وهذه النكرة تشبه الموصول؛ لأن كلا منهما متصل بجملة خبرية تتمم معناه.
720-
التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 183؛ والمقاصد النحوية 3/ 625؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 85. =
ونحو: "رأيت رجلًا دقيقًا سنانُ رمحٍ يطعن به"، ومقرونًا بأل، نحو:"حسن الوجه"، ومجردًا، نحو:"حسن وجه"، ومضافًا إلى أحدهما، نحو:"حسن وجه الأب"، و"حسن وجه أب"، ومضافًا إلى ضمير الموصوف، نحو:"حسن وجهه"، ومضافًا إلى مضاف إلى ضميره، نحو:"حسن وجه أبيه"، ومضافًا إلى ضمير مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف، نحو:"مررت بامرأةٍ حسنٍ وجهُ جاريتِها جميلةٍ أنفُه" ذكره في التسهيل، ومضافًا إلى ضمير معمول صفة أخرى، نحو:"مررت برجلٍ حسنٍ الوجنةُ جميلٍ خالُها" ذكره في شرح التسهيل، وجعل منه قوله "من الطويل":
721-
سبتني الفتاةُ البضةُ المتجردُ الـ
…
ـلطيفة كشحُه، وما خلت أن أسبى.
= اللغة: عجتها، عطفت رأسها بالزمام، و"الهاء": عائدة إلى الناقة التي يرتحل عليها. الأخيار: أصحاب المنزلة الرفيعة. الطيبون: الأطهار. التاث: التف. الإزار: ثوب تشده المرأة على وسطها.
المعنى: يقول: إنه مال بمطيته نحو الأخيار والطيبين في ديارهم، والمحافظين على عفتهم وكرامتهم.
الإعراب: فعجتها: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"عجتها": فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. قبل: ظرف مكان متعلق بـ"عجتها"، وهو مضاف. الأخيار: مضاف إليه مجرور. منزلة: تمييز منصوب. والطيبي: "الواو": جرف عطف، و"الطيبي": معطوف على "الأخيار" مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف. كل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف ما: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. التاثت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. به: جار ومجرور متعلقان بـ"التاث". الأزر: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "عجتها
…
": بحسب ما قبلها. وجملة "التاثت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "والطيبي كل ما التاثت به الأزر" حيث أعملت الصفة المشبهة "الطيبي" في الاسم "كل" المضاف إلى اسم الموصول "ما".
721-
التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 623.
اللغة: سبتني: تملكت قلبي. البضة: الرقيقة الجلد. المتجرد: العرية. الكشح: ما بين الحاضرة والسرة ووسط الظهر من الجسم. ما خلت: ما ظننت.
المعنى: يقول: إن تلك الفتاة الناعمة الجسم، والجميلة المتعرى قد أسرت فؤاده بحبها، وتملكته بمحاسنها، وكان يظن أن ذلك لن يحدث.
الإعراب: سبتني: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. الفتاة: فاعل مرفوع بالضمة. "البضة: نعت "الفتاة" مرفوع بالضمة المتجرد: =
471-
فارفع بها، وانصب، وجر -مع أل
…
ودون أل- مصحوب أل، وما اتصل
472-
بها: مضافًا، أو مجردًا، ولا
…
تجرر بها -مع أل- سما من أل خلا
473-
ومن إضافة لتاليها، وما
…
لم يخل فهو بالجواز وسمًا
"فارفع بها" أي: بالصفة المشبهة "وانصب وجر مع أل ودون أل مصحوب أل وما اتصل بها"، أي: بالصفة المشبهة مضافًا أو مجردًا ولا تجرر بها مع أل سما، أي: اسمًا.
"من أل خلا، ومن إضافة لتاليها، وما
…
لم يخل فهو بالجواز وسما"
أي لمعمول هذه الصفة ثلاث حالات: الرفع على الفاعلية، قال الفارسي: أو على الإبدال من ضمير مستتر في الصفة، والنصب: على التشبيه بالمفعول به إن كان معرفة، وعلى التمييز إن كان نكرة، والخفض بالإضافة، والصفة مع كل من الثلاثة إما نكرة أو معرفة، وهذه الستة في أحوال السببي المذكورة في التنبيه الثالث، فتلك اثنان وسبعون صورة.
الممتنع منها ما لزم إضافة ما فيه "أل" إلى الخالي منها ومن الإضافة لتاليها أو لمضير تاليها كما صرح بهذا في التسهيل، وذلك تسع صور وهي: الحسنُ وجهٍ، الحسنُ وجهِ أبٍ، الحسنُ وجهِهِ، الحسنُ وجهِ أبيه، الحسنُ ما تحت نقابِهِ، الحسنُ كلِّ ما تحت نقابه، الحسنُ نوالٍ أعده، الحسنُ سنانِ رمحٍ يطعن به، الحسنُ وجهِ جاريتها الجميلُ أنفِهِ. وليس منه "الحسنُ الوجنةِ الجميلُ خالِها" بجر "خالها" لإضافته إلى ضمير ما فيه "أل" وهو "الوجنة".
نعم هو ضعيف؛ لأن المبرد يمنعه كما عرفت في باب الإضافة.
= فاعل "البضة". اللطيفة: نعت "الفتاة" مرفوع. كشحة: فاعل "اللطيفة" مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وما: "الواو": حالية، و"ما": نافية. خلت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. أن: حرف مخفف من "أن" واسمه محذوف. أسبى: فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنا".
وجملة "سبتني": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما خلت أن أسبى": في محل نصب حال. وجملة "أسبى": في محل رفع خبر "أن".
الشاهد فيه قوله: "سبتني الفتاة البضة المتجرد اللطيفة كشحه" حيث جاء معمول الصفة المشبهة التي هي "اللطيفة" اسمًا مضافًا إلى ضمير عائد على معمول صفة أخرى "كشحه" فإنه مضاف إلى ضمير عائد إلى "المتجرد" الذي هو معمول "البضة"، وهي صفة مشبهة أخرى. وهذا نادر.
وما سوى ذلك فجائز، كما أشار إليه بقوله:"وما لم يخل فهو بالجواز وسما"، أي: علم. لكنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قبيح، وضعيف، وحسن.
فالقبيح: رفع الصفة -مجردة كانت أو مع "أل"- المجرد من الضمير والمضاف إلى المجرد منه، وذلك ثمان صور هي: الحسنُ وجهٌ، الحسنُ وجهُ أبٍ، حسنٌ وجهٌ، حسنٌ وجهُ أبٍ، الحسنُ وجهُ الأبِ، حسنٌ الوجهُ، حسنٌ وجهُ الأبِ، والأربع الأولى أقبح من الثانية لما يرى من أن "أل" خلف عن الضمير، وإنما جاز ذلك -على قبحه- لقيام السببية في المعنى مقام وجودها في اللفظ؛ لأن معنى "حسن وجه": حسن وجه له أو منه، ودليل الجواز قوله "من الرجز":
722-
ببهمة منيت شهمٍ قلبُ
…
منجذ لاذي كهام ينبو
فهو نظير: حسن وجه. والمجوز لهذه الصورة مجوز لنظائرها؛ إذ لا فرق.
والضعيف: نصب الصفة المنكرة المعارف مطلقًا، وجرها إياها سوى المعرف بـ"أل" والمضاف إلى المعرف بها، وجر المقرونة بـ"أل" المضاف إلى ضمير المقرون بها، وذلك خمس عشرة صورة، هي: حسنٌ الوجهَ، حسنٌ وجهَ الأبِ، حسنٌ وجهَهُ، حسنٌ وجهَ أبيه، حسنٌ ما تحت نقابه، حسنٌ كلَّ ما تحت نقابه، حسنٌ وجه جاريتها جميلة أنفَه، حسن
722- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 5/ 284؛ والمقاصد النحوية 3/ 577؛ وهمع الهوامع 2/ 99.
اللغة: رجل بهمة: أي شجاع لا يستطاع التغلب عليه. شهم: قوي القلب. منيب به: ابتليت به. منجذ: مجرب. سيف كهام: غير قاطع. ينبو: لا يؤثر.
المعنى: يقول: إنه ابتلي بشجاع يصعب النيل منه، ولم يبتل بخوار العزيمة، ضعيف القلب، صاحب سيف كليل لا يقطع، ولا تؤثر ضربته.
الإعراب: ببهمة: جار ومجرور متعلقان بـ"منيت". منيت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. شهم: نعت "بهمة" مجرور. قلب: فاعل "شهم" مرفوع. منجذ: نعت "بهمة" مجرور. لا: حرف عطف. ذي: معطوف على "بهمة" مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. كهام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ينبو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو".
وجملة "منيت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ينبو": في محل جر نعت "كهام".
الشاهد فيه قوله: "شهم قلب" حيث جاء معمول الصفة المشبهة التي هي "شهم" اسمًا مرفوعًا من غير رابط في اللفظ بينه وبين الصفة، فلا هو مضاف إلى ضمير، ولا مقترن بـ"أل"، وهذا جائز.
الوجنة جميل خالها، وحسنُ وجهِهِ، حسنُ وجهِ أبيه، حسن ما تحت نقابه، حسنُ كلِّ ما تحت نقابه، حسن وجه جاريتها جميلة أنفِهِ، حسن الوجنة جميل خالِها، والحسن الوجنة الجميل خالِها. ويدل للجواز في الأول والثاني قوله "من الوافر":
723-
فإن يهلك أبو قابوس يهلك
…
ربيع الناس والشهر الحرام
ونأخذ بعده بدناب عيش
…
أجبَّ الظهرَ ليس له سنام
في رواية نصب "الظهر". وفي بقية المنصوبات قوله "من الرجز":
724-
أنعتها إني من نعاتها
…
كوم الذرا وادقةً سراتِهَا
723- التخريج: البيتان للنابغة الذبياني في ديوانه ص106؛ والأغاني 11/ 26؛ وخزانة الأدب 7/ 511، 9/ 363؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 28؛ وشرح المفصل 6/ 83، 85؛ والكتاب 1/ 196؛ والمقاصد النحوية 3/ 579، 4/ 434، وبلا نسبة في أسرار العربية ص200؛ والأشباه والنظائر 6/ 11؛ والاشتقاق ص105؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 458؛ والإنصاف 1/ 134؛ وشرح عمدة الحافظ ص358؛ ولسان العرب 1/ 249 "حبب"، 390 "ذنب"؛ والمقتضب 2/ 179.
اللغة: ربيع الناس: شبه ممدوحه بالربيع للدلالة على ما يحمله من نعم وخير للناس. الذناب: الأطراف. أجب الظهر: بدون سنام، كناية عن الحاجة التي تعقب موته.
المعنى: يقول: غن هلك أبو قابوس أجدب الخير وانقطع الرخاء عن الناس، وغدوا في عسرة من أمرهم وكدر في عيشهم.
الإعراب: "فإن" الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم. "يهلك": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط. "أبو": فاعل مرفوع بالواو، وهو مضاف. "قابوس": مضاف إليه. "يهلك": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط. "ربيع": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الناس": مضاف إليه. "والشهر": الواو: حرف عطف، "الشهر": معطوف على "ربيع" مرفوع. "الحرام": نعت "الشهر" مرفوع. "ونأخذ": الواو حرف عطف، "نأخذ": معطوف على جواب الشرط مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"نحن". ويجوز أن يكون مرفوعًا فتكون الواو استئنافية، و"نأخذ": فعل مضارع مرفوع، أو منصوبًا، فتكون الواو للمعية، و"نأخذ": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة. "بعده": ظرف زمان متعلق بـ"نأخذ"، وهو مضاف و"الهاء" ضمير في محل جر بالإضافة "بذناب": جار ومجرور متعلقان بـ"نأخذ"، وهو مضاف. "عيش": مضاف إليه. "أجب": نعت "عيش"، مجرور، وهو مضاف. "الظهر": منصوب على التشبيه بالمفعول به. "ليس": فعل ماض ناقص. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليس". "سنام": اسم "ليس" مرفوع.
وجملة: "إن يهلك
…
" الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة: "يهلك": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" وجملة: "نأخذ" معطوفة على "يهلك"، أو استئنافية. وجملة: "ليس له سنام" في محل جر نعت ثان لـ"عيش".
الشاهد فيه قوله: "أجب الظهر" حيث نصبت الصفة المشبهة باسم الفاعل مجردة من "أل" معمولها.
724-
التخريج: الرجز لعمر بن لجأ التيمي في الأصمعيات ص34؛ وخزانة الأدب 8/ 221؛ =
إذ لا فرق، وفي المجرورات سوى الأخير قوله "من الطويل":
725-
أقامت على ربعيهما جارتا صفًا
…
كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما
والجر عند سيبويه في هذا النوع من الضرورات، ومنعه المبرد مطلقًا؛ لأنه يشبه إضافة الشيء إلى نفسه، وأجازه الكوفيون في السعة، وهو الصحيح، ففي حديث أم زرع "صفر
= والدرر 5/ 289؛ والمقاصد النحوية 3/ 583 "وفيه "عمر بن لحا"؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 6/ 38؛ 88.
اللغة: أنعتها: أصفها، والهاء عائدة إلى الإبل. كوم الذرا: أي أعلى السنام. الوادقة: السمينة. سراتها: ج السرة، وهي الموضع الذي تقطعه القابلة من الولد.
الإعراب: أنعتها: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنا". إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير في محل نصب اسم "إن". من نعاتها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "إن"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. كوم: مفعول به لفعل محذوف، وهو مضاف. الذرا: مضاف إليه مجرور. وادقة: مفعول به لفعل محذوف، أو معطوف على كرم بحرف عطف مقدر. سراتها: مفعول به لـ"وادقة"، منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "وادقة سراتها" حيث ورد معمول الصفة المشبهة المجردة من "أل"، التي هي "وادقة" اسمًا مضافًا إلى الضمير "سراتها" ومنصوبا بها، وهذا جائز.
725-
التخريج: البيت للشماخ في ديوانه ص308؛ وخزانة الأدب 4/ 293؛ والدرر 5/ 281؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 7؛ وشرح المفصل 6/ 83، 86؛ والصاحبي في فقه اللغة ص210؛ والكتاب 1/ 199؛ والمقاصد النحوية 3/ 587؛ وهمع الهوامع 2/ 99؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 220، 222؛ والمقرب 1/ 141.
اللغة: الربعان: الدار والمنزل. الصفا: الصخر الأملس، والجارتان هما الاثفيتان. الكميت: اللون بين الأسود والأحمر. الجونة: السواد. المصطلى: موضع احتراق النار.
الإعراب: أقامت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. على ربعيهما: جار ومجرور متعلقان بـ"أقامت"، وهو مضاف، و"هما": ضمير في محل جر بالإضافة. جارتا: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. صفا: مضاف إليه مجرور. كميتا: نعت "جارتا" مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. الأعالي: مضاف إليه مجرور. جونتا: نعت "جارتا" مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. مصطلاهما: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "جونتا مصطلاهما" حيث ذهب سيبويه إلى أن ضمير المثنى "هما" في "مصطلاهما" راجع إلى قوله: "جارتا صفا" الموصوف بـ"جونتا" وجعل الصفة مضافة إلى معمولها بدليل حذف النون التي تنوب في المثنى عن تنوين الاسم المفرد، وكأنه قد قال:"هاتان جارتا صفا جونتا مصطلى الجارتين" بإضافة الصفة إلى معمولها، فالصفة المجردة من "أل" قد أضيفت إلى معمولها المضاف إلى ضمير عائد على الموصوف.
وشاحِها" وفي حديث الدجال "أعور عينِهِ اليمنى" وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم "شثن أصابعِهِ" ويدل للأخير قوله:
سبتني الفتاتُ البضةُ
…
البيت1
في رواية جر "كشحه".
وأما الحسن فهو ما عدا ذلك. وجملته أربعون صورة، وهي تنقسم إلى حسن وأحسن، فما كان فيه ضمير واحد أحسن مما فيه ضميران.
وقد وضعت لذلك جدولًا2 تتعرف منه أمثلته وأحكامه على التفصيل المذكور بسهولة، مشيرًا إلى ما لبعضها من دليل بإشارة هندية، وإن كان كثيرًا أشرت إلى كثرته بكاف عربية، جامعًا في ذلك بين كل متناسبين بإشارة واحدة، وهو هذا:
1-
لاحق بطن يقرأ سمين
…
لا خطل الرجع ولا قرون
2-
أجب الظهر ليس له سنام
3-
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
…
ممخوطة جدلت شنباء أنيابا
4-
ببهمة منيت شهم قلب
5-
تعيرنا أنا قليل عدادنا
…
فقلت لها إن الكرام قليل
6-
أزور امرأ جما نوال أعده
7-
سبتني الفتاة البصة المتجرد الـ
…
ـلطيفة كشحه...................
8-
فما قومي بثعلبة بن سعد
…
ولا بفزارة الشعر الرقابا
9-
الحزن بابًا والعقور كلبا
10-
فاقصد يزيد العزيز من قصده
وطريفة معرفة هذا الجدول: أن تضع الورقة التي هو مرسوم فيها بين يديك بحيث تكون أبيات الصفة المعرفة بـ"أل" مما يليك، ثم ترفع بصرك إلى أبيات الصفة المنكرة، فإذا فرغت منها تنظر إلى أبيات الصفة المعرفة بـ"أل"، وقد جعل في رأس أبيات النوعين خمس
1 تقدم بالرقم 721.
2 انظر هذا الجدول في آخر هذه الجزء ص409.
بيوت مكتوب في أول بيت منها الجر، وفي الثاني النصب، وفي الثالث الرفع، وفي الرابع السببي، وفي الخامس الصفة، ووصل كل بيت من هذه الأبيات باثني عشر مربعًا: فالمربعات الموصولة بالأخيرين منها الصفة ومعمولها السببي المنقسم إلى اثني عشر قسمًا كما تقدم، والمربعات الموصولة بين الجر مكتوب فيها حكم المعمول السببي الذي في مربعاته كلها، وكذلك في بيت النصب وبيت الرفع، فما قابله منها "ممتنع" فهو ممتنع، وما قابله "حسن" فهو حسن، وهكذا. ثم ما يحرس هذه الأحكام إشارة هندية، فانظر في الشواهد المكتوبة حول الجدول فما وجدت عليه تلك الإشارة فهو شاهد ذلك الحكم. وقوله:"جامعًا بين كل متناسبين"، إلخ أي كما جمع بين "حسن الوجه" و"حسن وجه الأب" بصورة ستة في الجر وخمسة في النصب وأربعة في الرفع.
726-
لاحق بطن بقرا سمين
…
لأخطل الرجع ولا قرون
727-
ولا سيئي زيٍّ إذا ما تلبسوا
…
إلى حاجة يومًا مخيسة بزلا
726- التخريج: الرجز لحميد الأرقط في شرح أبيات سيبويه 1/ 174؛ وشرح المفصل 6/ 85؛ والكتاب 1/ 197؛ ولسان العرب 13/ 179 "رزن"، 15/ 400 "وقى"؛ وتاج العروس "سمن".
اللغة: لاحق: ضامر. القرا: الظهر. سمين: ممتلئ. خطل. مضطرب. الرجع: الخطو. القرون: وضع حوافر الرجلين مكان حوافر اليدين عند السير.
الإعراب: لاحق: "بالجر" نعت "فرس" وردت سابقًا، وهو مضاف، بطن: مضاف إليه مجرور. يقرأ: جار ومجرور متعلقان بـ"لاحق". سمين: نعت "قرأ" مجرور بالكسرة. لا: حرف عطف. خطل: معطوف على "لاحق" وهو مضاف. الرجع: مضاف إليه مجرور ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا ": زائدة لتأكيد النفي. قرون: معطوف على "خطل" لاحق: "بالرفع" خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو".
الشاهد فيه قوله: "لاحق بطن" و"لا خطل الرجع" حيث أضاف الصفة المشبهة المجردة من "أل""لاحق" إلى معمولها المجرد من "أل" أيضًا "بطن" كما أضاف الصفة المشبهة المجردة من "أل""خطل" إلى معمولها المقترن بـ"أل""الرجع". وهذا جائز.
727-
التخريج: البيت لعمرو بن شأس في الدرر 5/ 36؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 79؛ وشرح شواهد المغني 2/ 835؛ والكتاب 1/ 197؛ والمقاصد النحوية 3/ 596؛ وبلا نسبة في المنصف 2/ 103؛ والمقتضب 2/ 103.
اللغة: السيئ: القبيح. الزي: الهيئة. تلبسوا: ركبوا. المخيسة: الإبل المذللة للركوب. البزل: ج البازل، وهو من الإبل الذي دخل في السنة التاسعة.
المعنى: قيل إنه ابتعد عن قومه، فحمل رجلًا إليهم السلام، مدللًا على أنه منهم بآية أنهم أشداء على الأعداء، ويفدون على الملوك بأحسن زي.
الإعراب: ولا: "الواو": بحسب ما قبلها، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. سيئ: معطوف على =
"ونأخذ بعده بذناب عيش"
…
أجب الظهر ليس له سنام1
728-
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
…
مخطوطة جدلت، شنباءُ أنيابا
ببهمة منيت شهم قلب
…
"منجذ لا ذي كهام ينبو"2
729-
تعيرنا أنا قليلٌ عدادُنَا
…
فقلت لها: إن الكرام قليل
= "ضعافًا" في البيت السابق منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف. زي: مضاف إليه مجرور. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. ما: زائدة. تلبسوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. إلى حاجة: جار ومجرور متعلقان بـ"تلبسوا". يومًا: ظرف زمان متعلق بـ"تلبسوا". مخيسة: مفعول به منصوب. بزلًا: نعت "مخيسة" منصوب.
وجملة: "تلبسوا": في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "سيئي زي" حيث أضاف الصفة المشبهة المجردة من "أل""سيئي" إلى معمولها المجرد أيضًا من "أل""زي" بالرغم من كونها جمع مذكر سالم، وهذا جائز، فإن جمع الصفة المشبهة بمنزلة مفردها.
1 تقدم بالرقم 723.
728-
التخريج: البيت لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص36؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 4؛ وشرح المفصل 6/ 83، 84؛ والكتاب 1/ 198؛ ولسان العرب 1/ 787 "هلب"؛ والمقاصد النحوية 3/ 593.
اللغة: الهيفاء: الضامرة.، عجزاء: ضخمة العجيزة أي المؤخرة. مدبرة: ضد مقبلة. محطوطة: ملساء الظهر. جدلت: أحكم خلقها. شنباء: عذبة الفم.
المعنى: يقول في وصف امرأة إذا أقبلت بدت لك هيفاء، وإذا أدبرت بدت عجيزة مشرفة، منعمة الحال، أحكم خلقها، ذات فم ناعم.
الإعراب: هيفاء: خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هي". مقبلة: حال منصوب. عجزاء: خبر ثان للمبتدأ. مدبرة: حال منصوب. محطوطة: خبر ثالث للمبتدأ. جدلت: فعل ماض للمجهول، و"التاء" للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي". شنباء: خبر رابع للمبتدأ. أنيابًا: تمييز منصوب.
وجملة "جدلت" في محل رفع خبر للمبتدأ.
الشاهد فيه قوله: "شنباه أنيابا" حيث وردت الصفة المشبهة مجردة من "أل""شنباء" وكذلك معمولها "أنيابا" فنصبه على التمييز. وهذا جائز.
2 تقدم بالرقم 722.
729-
التخريج: البيت للسموءل في ديوانه ص67.
أزور امرأ جما نوال أعده
…
"لمن أمه مستكفيًا أزمة الدهر"1
سبتني الفتاة البضة المتجرد الـ
…
ـلطيفة كشحه، وما خلت أن أسبى2
وقوله "من الوافر":
730-
فما قومي بثعلبة بن سعد
…
ولا بفزارة الشعر الرقابا
= اللغة: تعيرنا أنا قليل عدادنا: أي تجعل من قلة عددنا عارًا علينا.
المعنى: يقول: إن صاحبته قد عيرته بقلة عدد قومه، ظأنة أن كثرة العدد هو سبب للافتخار، فأجابها بفخر: إن سبب هذه القلة هو أننا كرام، والكرام دائمًا قليلو العدد بين الناس.
الإعراب: تعيرنا: فعل مضارع مرفوع. و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي" أنا: حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل في محل نصب اسم "أن". قليل: خبر "أن" مرفوع. عدادنا: فاعل "قليل" مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فقلت: "الفاء": حرف عطف، و"قلت": فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لها: جار ومجرور متعلقان بـ"قلت". إن: حرف مشبه بالفعل. الكرام: اسم "إن" منصوب. قليل. خبر "إن" مرفوع.
وجملة "تعيرنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن" وما دخلت عليه في محل نصب مفعول به ثان لـ"تعيرنا". وجملة "قلت لها": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن الكرام قليل": في محل نصب مقول القول.
الشاهد فيه قوله: "قليل عدادنا" حيث وردت "قليل" صفة مشبهة معتمدة على مخبر عنه هو اسم "أن" ورفعت لها فاعلًا "عدادنا" مضافًا إلى ضمير الموصوف في المعنى، وهذا جائز.
1 تقدم بالرقم 719.
2 تقدم بالرقم 721.
730-
التخريج: البيت لحارث بن ظالم في الأغاني 11/ 119؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 258؛ وشرح اختيارات المفضل 3/ 1335؛ والكتاب 1/ 201؛ والمقاصد النحوية 3/ 609؛ والمقتضب 4/ 161؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 492؛ وشرح المفصل 6/ 79.
اللغة: فزارة: هو فزارة بن ذبيان. الشعر: جمع أشعر وهو الكثير الشعر.
المعنى: يتنصل الشاعر من أن يكون قومه من نسب سعد بن ذبيان، فهم ليسوا من بني ثعلبة بن سعد، ولا من بني فزارة بن سعد، ويصف بني فزارة بغزارة الشعر في رقابهم وهذا دليل غباء، كما كانوا يعتقدون.
الإعراب: "فما": "الفاء": بحسب ما قبلها، "ما": نافية تعمل عمل "ليس". "قومي": اسم "ليس": =
"من الرجز":
731-
"فذاك وخم لا يبالي السبا"
…
الحزنُ بابًا والعقورُ كلبا
"من المنسرح":
732-
فاقصد يزيدَ العزيزَ من قصده
= مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "بثعلبة": "الباء": حرف جر زائد، "ثعلبة": اسم مجرور لفظًا بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، منصوب محلًّا على أنه خبر "ما". "بن": صفة مجرورة بالكسرة. "سعد": مضاف إليه مجرور بالكسرة "ولا": "الواو": حرف عطف، "لا": حرف نفي "بفزارة": "الباء": حرف جر زائد، "فزارة" اسم مجرور لفظًا بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، منصوب محلًّا لأنه معطوف على "ثعلبة". "الشعر": صفة مجرورة بالكسرة. "الرقابا": مفعول به منصوب بالفتحة للصفة المشبهة بالفعل "الشعر"، ويمكن إعرابه تمييزًا على رأي من يجيز أن يكون التمييز معرفة.
والشاهد فيه قوله: "الشعر الرقابا" حيث نصب بجمع "أفعل" التفصيل مفعولًا به، مستدلًّا على أنه إذا كان الجمع "الشعر" قد نصب، فالمفرد "الأشعر" أولى بالعمل لأن الجمع يباعده عن مشابهة الفعل.
731-
التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص15؛ وخزانة الأدب 8/ 227؛ والكتاب 1/ 200؛ والمقاصد النحوية 3/ 617؛ والمقتضب 4/ 162؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 180؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 304.
اللغة: الوخم: الثقيل. لا يبالي: لا يهتم. السب: الشتم. الحزن: الأرض الغليظة والصعبة. الكلب العقور: الكلب الجريح.
المعنى: يقول: إنه ثقيل وبخيل لا يهتم بالهجاء والشتم، مناع للضيف، وكلبه عقور لمن يحاول أن يطلب معروفه.
الإعراب: فذاك: "الفاء": بحسب ما قبلها، "ذاك": اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. وخم: خبر المبتدأ مرفوع. لا: حرف نفي. يبالي: فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". السبا: مفعول به منصوب، والألف للإطلاق. الحزن: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". بابًا: تمييز منصوب. والعقور: "الواو": حرف عطف، و"العقور": معطوف على "الحزن". كلبا: تمييز منصوب.
الشاهد فيه قوله: "الحزن بابًا" و"العقور كلبا" حيث وردت الصفة المشبهة "الحزن" في الجملة الأولى و"العقور" في الجملة الثانية، ولكل منهما معمول منكر منصوب "بابًا" للأولى، و"كلبا" للثانية على أنهما تمييز.
732-
التخريج: هذا شطر ولم أقع على تتمته فيما عدت إليه من مصادر.
الإعراب: فاقصد: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"اقصد": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". يزيد: مفعول به منصوب. العزيز: نعت "يزيد" منصوب. من: اسم موصول مبني في محل رفع فاعل لـ"العزيز" قصده: فعل ماض، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". =
تنبيهان: الأول: تقدم أن معمول الصفة يكون ضميرًا، وعملها فيه جر بالإضافة إن باشرته وخلت من "أل"، نحو:"مررت برجلٍ حسن الوجهِ جميلِهِ"، ونصب إن فصلت أو قرنت بـ"أل"، فالأول نحو:"هم أحسنُ وجوهًا وأنضرُ هموها"، والثاني نحو:"الحسنُ الوجهِ الجميله".
الثاني: إنما تأتي مسائل امتناع الإضافة مع الصفة المفردة كما رأيت، فإن كانت الصفة مثناة أو مجموعة على حد المثنى جازت إضافتها مطلقًا كما سبق في باب الإضافة. ا. هـ.
خاتمة: قال في الكافية:
وضمن الجامد معنى الوصف
…
واستعمل استعماله بضعف
كأنت غربال الإهاب وكذا
…
فراشة الحلم، فراع المأخذا
أي: من تضمين الجامد معنى المشتق وإعطاله حكم الصفة المشبهة قوله "من البسيط":
733-
فراشةُ الحلمِ فرعونُ العذابِ وإن
…
تطلب نداه فكلب دونه كلب
= وجملة "قصد": بحسب ما قبلها، وجملة "قصده" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "العزيز من قصده" حيث وردت الصفة المشبهة "العزيز" مقترنة بـ"أل": ورفعت معمولها "من" على أنه فاعل. وهذا دليل على أن معمول الصفة المشبهة المقترنة بـ"أل" قد يكون اسمًا موصولًا، أو مضافًا إلى اسم الموصول.
733-
التخريج: البيت للضحاك بن سعد في الحيوان 1/ 257؛ ولسعيد بن العاصي في ديوانه المعاني 1/ 196؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 293؛ وهمع الهوامع 2/ 101.
اللغة: الحلم: العقل والروية. وفراشة: كناية عن الطيش. وفراشة الحلم: كناية عن ضعيف العقل. فرعون العذاب: لقب لحكام مصر في العصور الأولى. الندى: الجود والعطاء. الكلب: كناية عن الخسة والحقارة. الكلب: جاء يصيب الإنسان من جراء عضة الكلب.
المعنى: يصف الشاعر رجلًا فيقول: إنه ضعيف العقل، متجبر عنيد، قاسي القلب بخيل وحقير، يحول بينه وبين عطائه حرص شديد ودناءة مفرطة.
الإعراب: فراشة: خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هو"، وهو مضاف. الحلم: مضاف إليه مجرور. فرعون: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو"، وهو مضاف. العذاب: مضاف إليه مجرور. وإن: "الواو" حرف عطف، و"إن": حرف شرط جازم. تطلب: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا =
وقوله "من الوافر":
734-
فلولا الله والمهر المفدى
…
لأبت وأنت غربال الإهاب
ضمن "فراشة الحلم" معنى: طائش، و"فرعون" معنى: أليم، و"غربال" معنى: مثقب، فأجريت مجراها في الإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى، ولو رفع بها أو نصب جاز. والله أعلم.
= تقديره: "أنت". نداه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. فكلب: "الفاء": رابطة جواب الشرط، "كلب": خبر مبتدأ محذوف تقديره: "هو". دونه: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كلب: مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة "هو فراشه الحلم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن تطلب": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هو كلب": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "دونه كلب": في محل رفع نعت "كلب".
الشاهد فيه قوله: "فراشة الحلم فرعون العذاب" حيث أجرى الاسم الجامد "فراشه" و"فرعون" مجرى المشتق، فجاءت الأولى بمعنى "الطائش" والثانية بمعنى "الشديد" ولما أراد من هاتين اللفظتين معناهما أضاف إلى كل منهما فاعله، وكأنه قال:"ضعيف الحلم" و"شديد العذاب".
734-
التخريج: البيت لمنذر بن حسان في المقاصد النحوية 3/ 140؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 411؛ والخصائص 2/ 221؛ 3/ 195؛ وديوان المعاني 2/ 249؛ والدرر 5/ 291؛ ولسان العرب 1/ 632 "عنكب"، 3/ 372 "قيد"، 11/ 491 "غربل"؛ والممتع في التصريف ص74.
اللغة: المهر: الحصان الفتي. الإهاب: الجلد؛ وغربال الإهاب: كناية عن تمزق الجلد. أبت: عدت.
المعنى: يصف الشاعر رجلًا فر من المعركة بقوله: لولا أن الله قد خلصك من الهلاك بأن وهبك مهرًا سريعًا تفديه بكل نفيس لما نجوت من الموت في هذه المعركة وبقيت حيًّا، وإلا لكنت عدت ممزق الجلد كالغربال.
الإعراب: فلولا: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"لولا": حرف امتناع لوجود. الله: اسم الجلالة مبتدأ مرفوع. والمهر: "الواو": حرف عطف، و"المهر": معطوف على "الله" مرفوع. المفدي: نعت "المهر" مرفوع وخبر المبتدأ محذوف وجوبًا. لأبت: "اللام": واقعة في جواب "لولا"، "أبت" فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. وأنت: "الواو": حالية، و"أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. غربال: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الإهاب: مضاف إليه مجرور.
وجملة "لولا الله
…
": بحسب ما قبلها. وجملة "أبت": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنت غربال الإهاب": في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "غربال الإهاب" حيث أجرى فيه الاسم الجامد "غربال" مجرى الاسم المشتق وتضمينه معناه، أي "ممزق" لذلك أضافه إلى "الإهاب" الذي يكون نائب فاعل لو قال "ممزق الإهاب"، فتكون هذه الإضافة من إضافة الاسم الجامد المنزل منزلة اسم المفعول إلى ما هو بمنزلة المرفوع بالمشتق.