الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حروف الجر:
"تعدادها":
364-
هاك حروف الجر، وهي من، إلى،
…
حتى، خلا، حاشا، عدا، في، عن، على
365-
مذ، منذ، رب، اللام، كي، واو، وتا
…
والكاف، والبا، ولعل، ومتى
"هاك حرف الجر وهي" عشرون حرفًا: "من" و"إلى" و"حتى" و"خلا" و"حاشا" و"عدا" و"في" و"عن" و"على" و"مذ" و"منذ" و"رب" و"اللام" و"كي" و"واو وتا والكاف والبا ولعل ومتى" وكلها مشتركة في جر الاسم على التفصيل الآتي:
وقد تقدم الكلام على "خلا"، و"حاشا"، و"عدا" في الاستثناء.
وقل من ذكر "كي" و"لعل" و"متى" في حروف الجر؛ لغرابة الجر بهن.
"كي":
أما "كي" فتجر ثلاثة أشياء: الأول "ما" الاستفهامية المستفهم بها عن علة الشيء، نحو: كيمه، بمعنى: لمه، والثاني "ما" المصدرية مع صلتها، كقوله "من الطويل":
521-
"إذا أنت لم تنفع فضر فإنما"
…
يراد الفتى كيما يضر وينفع
521- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ملحق ديوانه ص246؛ وله أو للنابغة الذبياني في شرح شواهد المغني 1/ 507؛ وللنابغة الجعدي، أو للنابغة الذبياني أو لقيس بن الخطيم في خزانة الأدب =
أي: للضر والنفع، قاله الأخفش. وقيل:"ما" كافة. الثالث "أن" المصدرية وصلتها، نحو:"جئت كي أكرم زيدًا"، إذا قدرت "أن" بعدها، فـ"أن" والفعل في تأويل مصدر مجرور بها، ويدل على أنَّ "أنْ" تضمر بعدها ظهورها في الضرورة، كقوله "من الطويل":
522-
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا
…
لسانك كيما أن تغر وتخدعا
= 8/ 498؛ والمقاصد النحوية 4/ 245؛ ولقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص235؛ وكتاب الصناعتين ص315؛ وللنابغة الذبياني في شرح التصريح 2/ 3؛ والمقاصد النحوية 4/ 379؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص609؛ والجني الداني ص262؛ والحيوان 3/ 76؛ وخزانة الأدب 7/ 105؛ وشرح عمدة الحافظ ص266، ومغني اللبيب 1/ 182؛ وهمع الهوامع 1/ 5، 31.
المعنى: يقول: على الإنسان إما أن يضر وإما أن ينفع، وبهاتين الصفتين ينماز الإنسان عن سائر المخلوقات.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "أنت": توكيد لفاعل فعل محذوف يفسره ما بعده، "لم": حرف جزم. "تنفع": فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره "أنت". "فضر": الفاء رابطة جواب الشرط، "ضر": فعل أمر مبني على السكون وحرك بالفتح منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله. وجوبًا "أنت". "فإنما": الفاء حرف استئناف، "إنما": حرف حصر. "يراد": فعل مضارع للمجهول. "الفتى": نائب فاعل مرفوع. "كيما""كي": حرف جر وتعليل، "ما": حرف مصدري، والجار والمجرور متعلقان بـ"يراد". "يضر": فعل مضارع مرفوع، وفاعله. "هو" والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"يراد". "وينفع": الواو حرف عطف، "ينفع": معطوف على "يضر"، ويعرف إعرابه.
وجملة: "إذا أنت
…
" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنت
…
" في محل جر بالإضافة. وجملة "لم تنفع" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فضر
…
" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب وجملة "يراد" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يضر" صلة الموصول.
الشاهد قوله: "كيما" حيث دخلت "كي" على "ما" المصدرية. وتقدير "ما" مصدرية هنا هو تخريج الأخفش، وهي عنده غير كافة لـ"كي" عن العمل في نصب المضارع. والفعل مؤول بمصدر على القولين: بواسطة "ما" على الأول، و"كي" على الثاني.
522-
التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص108؛ وخزانة الأدب 8/ 481، 482، 483، 488، والدرر 4/ 67؛ وشرح التصريح 2/ 3، 231؛ وشرح المفصل 9/ 14، 16؛ وله لحسان بن ثابت في شرح شواهد المغني 1/ 508؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 11؛ وخزانة الأدب ص125؛ وجواهر الأدب ص125؛ والجني الداني ص262؛ ورصف المباني ص217؛ وشرح التصريح 2/ 30؛ وشرح عمدة الحافظ ص267؛ ومغني اللبيب 1/ 183؛ وهمع الهوامع 2/ 5. =
والأولى أن تقدر "كي" مصدرية، فتقدر اللام قبلها؛ بدليل كثرة ظهورها معها، نحو:{لِكَيْ لَا تَأْسَوْا} 1.
"لعل":
وأما "لعل" فالجر بها لغة عقيل ثابتة الأول ومحذوفته، مفتوحة الآخر ومكسورته.
ومنه قوله "من الوافر":
523-
لعل اللهِ فضلكم علينا
…
بشيء أن أمكم شريم
= اللغة والمعنى: المانح: المعطي، الواهب. تغر: تخدع.
يقول: قالت: أتقدم لكل الناس المدح والثناء بلسانك، وأنت في ذلك تغرهم وتخدعهم. أي أنه يظهر عكس ما يخفي.
الإعراب: فقالت: الفاء: بحسب ما قبلها، قالت: فعل ماض؛ والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. أكل: الهمزة: حرف استفهام، كل: مفعول به مقدم لـ"مانحًا"، وهو مضاف. الناس: مضاف إليه مجرور. أصبحت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "أصبح". مانحًا: خبر "أصبح" منصوب. لسانك: مفعول به لـ"مانحًا" منصوب، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. كيما: حرف جر للتعليل، وما: زائدة. أن: حرف نصب ومصدري، تغر: فعل مضارع منصوب، والفاعل: أنت. وتخدعا: الواو: حرف عطف، تخدعا: فعل معطوف على "تغر"، والفاعل: "أنت. والألف. للإطلاق.
وجملة "قالت
…
" الفعلية معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أكل الناس أصبحت مانحًا
…
" الفعلية في محل نصب مفعول به. وجملة "أن تغر" في محل جر بحرف الجر "كي". وجملة "تخدعا" معطوفة على جملة "تغر".
والشاهد فيه ظهور "أن" المصدرية بعد "كي"، وذلك دليل على أمرين: الأول أن "كي" دالة على التعليل، وليست حرفًا مصدريًّا، والثاني أن "كي" التعليلية تقدر بعدها "أن" إذا لم تكن موجودة.
1 الحديد: 23.
523-
التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 7؛ والجني الداني ص584؛ وجواهر الأدب ص403؛ وخزانة الأدب 10/ 422، 423، 430؛ ورصف المباني ص375؛ وشرح التصريح 2/ 2؛ وشرح ابن عقيل ص351؛ والمقاصد النحوية 3/ 247؛ والمقرب 1/ 193.
اللغة: شرح المفردات: الشريم من النساء: التي اتحد مسلكاها، أي مسلك البول ومسلك الغائظ، أو الأنف الذي قطعت أرنبته.
المعنى: يقول: قد يكون الله فضلكم علينا بشيء هو أن أمكم شرماء، وهذا أسلوب ذم في معرض المدح وذلك باستعماله "فضلكم" حيث أوهم أنه يمدح في حين أنه يريد الذم.
الإعراب: لعل: حرف جر شبيه بالزائد يفيد الترجي. الله: اسم الجلالة مجررو لفظًا مرفوع محلًّا. =
وقوله:
لعل أبي المغوار منك قريب1
"متى":
وأما "متى" فالجر بها لغة هذيل، وهي بمعنى "من" الابتدائية، سمع من كلامهم:"أخرجها متى كمه"، أي: من كمه، وقوله "من الطويل":
524-
شربن بماء البحر ثم ترفعت
…
متى لججٍ خضرٍ لهن نئيج
= على أنه مبتدأ. فضلكم: فعل ماضٍ مبني على الفتحة، و"كم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". علينا: حرف جر، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فضلكم". بشيء: الباء حرف جر، "شيء":اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فضلكم". أن: حرف مشبه بالفعل. أمكم: اسم "أن" منصوب بالفتحة وهو مضاف، "كم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. شريم: خبر "أن" مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة: "فضلكم" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "أن أمكم شريم" المؤولة بمصدر في محل جر بدل من "شيء".
الشاهد فيه قوله: "لعل الله" حيث جاءت لعل" حرف جر على لغة عقيل.
1 تقديم بالرقم 60.
524-
التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في الأزهية ص201؛ والأشباه والنظائر 4/ 287؛ وجواهر الأدب ص99؛ وخزانة الأدب 7/ 97-99؛ والخصائص 2/ 85؛ والدرر 4/ 179؛ وسر صناعة الإعراب ص135، 424؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 129؛ وشرح شواهد المغني ص218؛ ولسان العرب 1/ 487 "شرب"، 5/ 162 "مخر" 15/ 474 "متى" والمحتسب 2/ 114؛ والمقاصد النحوية 3/ 249؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص515؛ والأزهية ص284؛ وأوضح المسالك 3/ 6؛ والجني الداني ص43، 505؛ وجواهر الأدب ص47، 378؛ ورصف المباني ص151؛ وشرح ابن عقيل ص352، وشرح عمدة الحافظ ص268؛ والصحابي في فقه اللغة ص175؛ ومغني اللبيب ص105؛ وهمع الهوامع 2/ 34.
اللغة: شربن بماء البحر: شربن ماء البحر. ترفعت: تصاعدت. اللجج: ج اللجة، وهي معظم الماء. نئيج: صوت مرتفع.
المعنى: يدعو الشاعر لامرأة بالسقيا بماء سحب شربت من ماء البحر بصوت مرتفع، وتصاعدت لتسقط غيثًا محييًا.
الإعراب: شربن: فعل ماض مبني على السكون، والنون ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. بماء:"الباء حرف جر زائد، "ماء": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه مفعول به، وقد تكون الباء =
وأما الأربعة عشر الباقية فسيأتي الكلام عليها.
تنبيهان: الأول: إنما بدأ بـ"من" لأنها أقوى حروف الجر، ولذلك دخلت على ما لم يدخل عليه غيرها، نحو:"من عندِك".
الثاني: عد بعضهم من حروف الجر "ها" التنبيه، وهمزة الاستفهام، إذا جُعلت عوضًا من حرف الجر في القسم؛ قال في التسهيل: وليس الجر في التعويض بالعوض، خلافًا للأخفش ومن وافقه؛ وذهب الزجاج والرماني إلى أن "ايمن" في القسم حرف جر، وشذا في ذلك؛ وعد بعضهم منها الميم مثلثة في القسم، نحو:"م اللهِ"، وجعله في التسهيل بقية "ايمن"؛ قال: وليست بدلًا من الواو، ولا أصلها "من"، خلافًا لمن زعم ذلك. وذكر الفراء أن "لات" قد تجر الزمان، وقرئ:"ولات حينِ مناص"1. وزعم الأخفش أن "بَلْهَ" حرف جر بمعنى "من"، والصحيح أنها اسم. وذهب سيبويه إلى أن "لولا" حرف جر إذا وليها ضمير متصل، نحو: لولاي، ولولاك، ولولاه؛ فالضمائر مجرورة بها عند سيبويه، وزعم الأخفش أنها في موضع رفع بالابتداء ووضع ضمير الجر موضع ضمير الرفع، ولا عمل لـ"لولا" فيها، كما لا تعمل "لولا" في الظاهر، وزعم المبرد أن هذا التركيب فاسد لم يرد من لسان العرب، وهو محجوج بثبوت ذلك عنهم، كقوله "من الطويل":
425-
أتطمع فينا من أراق دماءنا
…
ولولاك لم يعرض لأحسابنا حسن
= حرف جر بمعنى "من"، و"ماء": اسم مجرور بالكسرة والجار والمجرور متعلقان بالفعل "شرب"، وهو مضاف. البحر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ثم: حرف عطف. ترفعت: فعل ماض مبني على الفتحة والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي" متى: حرف جر بمعنى "من". لجج: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ترفعت". خضر: نعت "لجج" مجرور بالكسرة. لهن: اللام حرف جر، و"هن" ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. نئيج: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة "شربن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ترفعت" معطوفة على جملة "شربن". وجملة "لهن نئيج" في محل نصب حال من فاعل "ترفعت" المستتر، أو في محل جر نعت "لجج".
الشاهد فيه قوله: "متى لجج" حيث جاءت "متى" بمعنى "من" على لغة هذيل.
1 ص: 3.
525-
التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 2/ 693؛ وجواهر الأدب ص397؛ وشرح المفصل 3/ 120؛ ولسان العرب 15/ 470 "إما لا".
اللغة: أراق: أسأل، سفك. الحسب: الشرف. =
وقوله: "من الطويل":
526-
وكم موطن لولاي طخت كما هوى
…
بأجرامه من فنه النيق منهوي
= الإعراب: "أتطمع": للاستفهام، "تطمع": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره "أنت". "فينا: جار ومجرور متعلقان بـ"تطمع". "من": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "أراق": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "دماءنا": مفعول به، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "ولولاك": الواو حرف استئناف، "لولا": حرف جر، أو حرف شرط غير جازم، والكاف في محل جر بحرف الجر "حسب رأي سيبويه"، وفي محل رفع مبتدأ "حسب رأي الأخفش" وخبره محذوف وجوبًا. "لم": حرف جزم. "يعرض": فعل مضارع مجزوم بالسكون "لأحسابنا": جار ومجرور متعلقان بـ"يعرض"، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة "حسن": فاعل مرفوع بالضمة وسكن للضرورة.
وجملة: "أتطمع" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أراق" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وجملة: "لولاك لم يعرض" الشرطية استئنافية. وجملة: "لم يعرض" جواب شرط غير جازم، إذا اعتبرنا "لولا" شرطية، او استئنافية لا محل لها من الإعراب إذا اعتبرنا "لولا" جارة.
الشاهد: قوله: "لولاك" حيث اتصلت الكاف بـ"لولا" على خلاف ما زعم المبرد.
526-
التخريج: البيت ليزيد بن الحكم في الأزهية ص171؛ وخزانة الأدب 5/ 336، 337، 342؛ والدرر 4/ 175؛ وسر صناعة الإعراب ص395؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 202؛ وشرح المفصل 3/ 118، 9/ 23؛ والكتاب 2/ 374؛ ولسان العرب 12/ 92 "جرم"، 15/ 370 "هوا"؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 691؛ والجني الداني ص603؛ وجواهر الأدب ص397؛ وخزانة الأدب 10/ 333؛ ورصف المباني ص295؛ ولسان العرب 15/ 470 "إما لا"؛ والممتع في التصريف 1/ 191؛ والمنصف 1/ 72.
اللغة: طحت: أهلكت. هوى: سقط. الأجرام: ج الجرم، وهو الجسد. القنة: الرأس. النيق، أعلى موضع في الجبل. المنهوي: الساقط.
المعنى: يعاتب الشاعر أحد أنسبائه بقوله: كم معركة كنت فيها منتصرًا بفضل جهودي، حيث كانت الأجساد تتساقط فيها كتساقط المنهوي.
الإعراب: "وكم": الواو بحسب نما قبلها، "كم": الخبرية في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف "موطن": مضاف إليه مجرور بالكسرة والخبر محذوف تقديره: "كم موطن كنت فيه". "لولا": حرف جر أو حرف شرط غير جازم، والياء ضمير في محل جر بحرف الجر "حسب رأي سيبويه"، وفي محل رفع مبتدأ "حسب رأي الأخفش"، وخبره محذوف وجوبًا. "طحت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق، "ما: المصدرية. "هوى": فعل ماض. "بأجرامه": جار ومجرور متعلقان بـ"هوى"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "من قنة": جار ومجرور متعلقان بـ"هوى"، وهو مضاف. "النيق"؛ مضاف إليه مجرور. "منهوي": فاعل "هوى" مرفوع، والياء للإطلاق. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة.
وجملة: "كم موطن" بحسب ما قبلها. وجملة: "طحت" في محل جر نعت "موطن". وجملة: "هوى" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "لولاي" حيث اتصلت الياء بـ"لولا" على خلاف ما زعم المبرد.
366-
بالظاهر أخصص: منذ، مذ، وحتى
…
والكاف، والواو، ورب، والتا
"بالظاهر أخصص منذ" و"مذ وحتى والكاف والواو ورب والتا" وكي، ولعل، ومتى، وقد سبق الكلام على هذه الثلاثة، وما عدا ذلك فيجر الظاهر والمضمر، على ما سيأتي بيانه.
"اختصاص "مذ" و"منذ" بأسماء الزمان":
367-
وأخصص بمذ ومنذ وقتًا، وبرب
…
منكرًا، والتاء لله، ورب
368-
وما رووا بمن نحو "ربه فتى"
…
نزر، كذا "كها"، ونحوه أتى
"وأخصص بمذ ومنذ وقتًا" وأما قولهم: "ما رأيته منذ أن الله خلقه"، فتقديره: منذ زمن أن الله خلقه، أي: منذ زمن خلق الله إياه.
تنبيه: يُشترط في مجرورهما -مع كونه وقتًا- أن يكون معينًا، لا مبهمًا، ماضيًا أو حاضرًا، لا مستقبلًا، تقول:"ما رأيته مذ يوم الجمعة، أو مذ يومنا"، ولا تقول:"مذ يوم، ولا أراه مذ غد"، وكذا في "منذ". ا. هـ.
"اختصاص "رب" بجر النكرات":
"و" اخصص "برب منكرًا" نحو: "رب رجل"، ولا يجوز "رب الرجل""التاء لله ورب" مضافًا للكعبة أو لياء المتكلم، نحو:{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم} 1، و"ترب الكعبةِ"، و"تربي لأفعلن"، وندر:"تالرحمنِ"، و "تحياتك""وما رووا من نحو ربه فتى"
1 الأنبياء: 57.
وقوله "من البسيط":
527-
"واهٍ رأبت وشيكًا صدع أعظمه"
…
وربه عطبًا أنقذت من عطبه
"نزر" أي: قليل
تنبيه: يلزم هذا الضمير المجرور بها: الإفراد، والتذكير، والتفسير بتمييز بعده مطابق للمعنى، فيقال:"ربه رجلًا"، و"ربه امرأة" قال الشاعر "من الخفيف":
ربه فتية دعوت إلى ما
…
يورث المجد دائبًا فأجابوا1
وقد سبق التنبيه عليه في آخر باب الفاعل.
"كذاكها ونحوه أتى" أي: قد جرت الكاف ضمير الغيبة قليلًا، كقوله "من الرجز":
528-
"خلى الذنابات شمالًا كثبًا"
…
وأم أوعال كها أو أقربا
527- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 127؛ وشرح عمدة الحافظ ص271؛ والمقاصد النحوية 3/ 257؛ وهمع الهوامع 1/ 66، 2/ 27.
اللغة: الواهي: الضعيف. رأب الصدع: أصلح الفتق. وشيكًا: قريبًا وسريعًا. العطب: الهالك. العطب: الهلاك.
الإعراب: "واه": مبتدأ مرفوع تقديره: "رب واه". "رأبت":فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "وشيكًا": مفعول مطلق ناب عنه صفته منصوب. "صدع": مفعول به منصوب، وهو مضاف "أعظمه": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وربه": الواو واو رب، "رب": حرف جر شبيه بالزائد لا متعلق له، والهاء ضمير في محل رفع مبتدأ. "عطبًا": تمييز منصوب. "أنقذت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "من عطبه": جار ومجرور متعلقان بـ"أنقذت"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: "رب واه رأبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "رأيت
…
" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "ربه عطبًا انقذت" معطوفة على الجملة الأولى. وجملة "أنقذت
…
" في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: "ربه" حيث جر الضمير الهاء بحرف الجر "رب" وهو شاذ.
1 تقدم بالرقم 382.
528-
التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 269؛ وأوضح المسالك 3/ 16؛ وجمهرة اللغة ص61؛ وخزانة الأدب 10/ 195؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 95؛ وشرح شواهد الشافية ص345؛ والكتاب 2/ 384؛ ومعجم ما استعجم ص212؛ والمقاصد النحوية 3/ 253؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص356؛ وشرح المفصل 8/ 16، 42، 44.
شرح المفردات: الذنابات: اسم موضع. شمالًا: ناحية الشمال. كثبًا: قريبًا. أم أوعال: اسم هضبة. كها: مثلها. =
وقوله "من الرجز":
529-
ولا ترى بعلًا ولا حلائلا
…
كه ولاكهن إلا حاظلا
وهذا مختص بالضرورة
تنبيه: قوله: "ونحوه" يحتمل ثلاثة أوجه:
= المعنى: يقول واصفًا حمار الوحشي الذي هرب جاعلًا الذنابات إلى شماله قريبًا منه. وأم أوعال مثلها في البعد أو أقرب.
الإعراب: "خلى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". "الذنابات": مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. "شمالًا" ظرف مكان منصوب متعلق بـ"خلي". "كثبًا" نعت "شمالًا" منصوب "وأم": الواو حرف عطف، "أم" معطوف على "الذنابات" منصوب، وهو مضاف. "أوعال" مضاف إليه مجرور. "كها" جار مجرور ومتعلقان بحال محذوفة من "أم أوعال" ومنهم من روى "أم" بالرفع على أنه مبتدأ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "أو" حرف عطف. "أقربا": معطوف على الضمير المجرور محلًّا بالكاف والألف للإطلاق. وإذا رويت "أم" بالرفع وجعلت الجار المجرور خبرًا، تكون "أقرب" مجرورة بفتحة بدلًا من الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف للوصفية ووزن الفعل، والألف للإطلاق، وإن رويت بالنصب، وجعلت الجار والمجرور حالًا فتكون منصوبة بالفتحة.
الشاهد فيه قوله: "كها" حيث دخلت الكاف على الضمير ضرورة، تشبيهًا بلفظ "مثل"؛ لأنها في معناها؛ لأن من شأن الكاف أن تجر الاسم الظاهر أو الضمير المنفصل عند بعض النحاة. والذي حصل هنا هو ضرورة.
529-
التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص128؛ وخزانة الأدب 10/ 195، 196؛ والدرر 5/ 268، 4/ 152؛ وشرح أبيات سبيويه 2/ 163؛ وشرح التصريح 2/ 4؛ والمقاصد النحوية 3/ 256؛ وللعجاج في الكتاب 2/ 384، وليس في ديوانه؛ وبلا نسبه في جواهر الأدب ص124؛ ورصف المباني ص204؛ وشرح ابن عقيل ص357؛ وشرح عمدة الحافظ ص269؛ وهمع الهوامع 2/ 30.
شرح المفردات: البعل: الزوج. الحلائل: ج الحليلة، وهي الزوجة. حظله: منعه، أو ضيق عليه.
المعنى: يقول ليس هناك زوج أو زوجات كحمار الوحش وأتنه، وهو يضيق عليهن، ويحظفهن من كل عدوان.
الإعراب: "ولا": الواو بحسب ما قبلها، "لا": حرف نفي. "ترى": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله وجوبًا "أنت". "بعلًا": مفعول به منصوب. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "حلائل": معطوف على "بعلًا" منصوب، والألف للإطلاق. "كه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"بعل". "ولا": الواو حرف عطف، و"لا": حرف نفي. "كهن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "حلائل". "إلا": حرف حصر. "حاظلًا": مفعول به ثان منصوب، أو حال إذا اعتبرت "ترى" بصرية.
الشاهد فيه قوله: "كه" و"كهن" حيث جر الضمير بالكاف في الموضعين، وذلك للضرورة الشعرية.
الأول: أن يكون إشارة إلى بقية ضمائر الغيبة المتصلة كما في قوله: "كه ولا كهن".
الثاني: أن يكون إشارة إلى بقية الضمائر مطلقًا، وقد شذ دخول الكاف على ضمير المتكلم والمخاطب، كقوله "من الخفيف":
530-
وإذا الحرب شمرت لم تكن كي
…
"حين تدعو الكماة فيها نزال"
وكقول الحنس: "أنا كك وأنت كي". وأما دخولها على ضمير الرفع نحو: "ما أنا كهو"، و"ما أنا كانت"، و"ما أنت كأنا" وعلى ضمير النصب نحو:"ما أنا كإياك"، و"ما أنت كإياي" فجعله في التسهيل أقل من دخولها على ضمير الغيبة المتصل. قال المرادي: وفيه نظر، بل إن لم يكن أكثر فهو مساوٍ.
الثالث: أن يكون إشارة إلى بقية ما يختص بالظاهر، أي: أن بقية ما يختص بالظاهر
530- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 154؛ وخزانة الأدب 10/ 197، 198؛ والمقاصد النحوية 3/ 265؛ وهمع الهوامع 2/ 31.
اللغة: شمرت الحرب: اشتد القتال، وشق أمرها. لم تكن كي: أي لم تكن مثلي في القتال. الكماة: ج الكمين وهو البطل اللابس عدة الحرب.
المعنى: يمدح الشاعر نفسه بشجاعته ومقارعته الأبطال والبلاء الحسن في القتال عندما يشتد أوار الحرب، وتتنادى الأبطال لخوض المعركة.
الإعراب: وإذا: "الواو": بحسب ما قبلها، "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه، الحرب: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره:"إذا شمرت الحرب شمرت". شمرت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي". لم: حرف نفي وجزم وقلب. تكن: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنت". كي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان" حين: ظرف زمان متعلق بـ"تكن". تدعو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. الكماة: فاعل مرفوع بالضمة. فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"تدعو". نزال: اسم فعل أمر بمعنى "انزلْ"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنت".
وجملة الفعل المحذوف وفاعله في محل جر بالإضافة. وجملة "شمرت": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم تكن كي": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "تدعو": في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "كي" حيث جر بالكاف الضمير المتصل "ياء المتكلم"، وهذا ضرورة؛ لأن الكاف مختصة بجر الاسم الظاهر.
دخوله على الضمير قليل، كقوله "من الوافر":
531-
فلا والله لا يلقى أناس
…
فتى حتاك يابن أبي زياد
وقوله "من الوافر":
532-
أنت حتاك تقصد كل فج
…
ترجي منك أنها لا تخيب
وهذا شروع في ذكر معاني هذه الحروف:
531- التخريج: البيت بلا نسبة في الجني الداني ص544؛ وجواهر الأدب ص408؛ وخزانة الأدب 9/ 474، 475؛ والدرر 4/ 111؛ ورصف المباني ص185؛ والمقاصد النحوية 3/ 565؛ والمقرب 1/ 194؛ وهمع الهوامع 2/ 23.
اللغة: يلقى: يجد.
الإعراب: "فلا": الفاء بحسب ما قبلها، "لا": زائدة. "والله": الواو واو القسم، حرف جر، "الله": لفظ الجلالة، مجرور، وفعل القسم محذوف وجوبًا. "لا": حرف نفي. "يلقى": فعل مضارع مرفوع. "أناس": فاعل مرفوع بالضمة. "فتى": مفعول به. "حتاك": جار ومجرور متعلقان بـ"يلقى". "يا": حرف نداء. "أبي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "زياد": مضاف إليه.
وجملة القسم: " أقسم والله" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا يلقى
…
" جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: "يابن أبي
…
" استئنافية لا محل لها.
الشاهد: قوله: "حتاك" حيث اتصلت الكاف بـ"حتى" وهذا شاذ.
532-
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 111؛ وشرح التصريح 2/ 3؛ وشرح شواهد المغني ص370؛ وهمع الهوامع 2/ 33.
اللغة: تقصده: تسير باتجاهه. الفج: الطريق الواسع بين جبلين. ترجي: تأمل وتتمنى.
المعنى: جاءت الناس إليك من كل طريق ومكان، تتمنى أن تعود بما جاءت من أجله، وأن لا تفشل مساعيها.
الإعراب: أنت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، و"التاء": للتأنيث، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". حتاك: "حتى": حرف جر، و"الكاف": ضمير خطاب في محل جر بحرف الجر، متعلقان بـ"أتت". تقصد: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". كل: مفعول به منصوب بالفتحة. فج: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ترجي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء. و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". منك: جار ومجرور متعلقان بـ"ترجي". أنها: "أن": حرف مشبه بالفعل، مخففة من "أن"، و"ها": ضمير متصل في محل نصب اسمها. لا: نافية لا عمل لها. تخيب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي"، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مفعول به للفعل "ترجي".
وجملة "أتت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تقصد": في محل نصب حال. وجملة "ترجي": في محل نصب حال أيضًا. وجملة "لا تخيب": في محل رفع خبر "أنها".
والشاهد فيه قوله: "حتاك" حيث جرت "حتى" الضمير المتصل "كاف الخطاب"، وهذا ما يجيزه الكوفيون، ويعتبره البصريون من ضرورات الشعر.
"من" ومعانيها":
369-
بعض وبين وابتدئ في الأمكنة
…
بمن، وقد تأتي لبدء الأزمنة
370-
وزيد في نفي وشبهه فجر
…
نكرة، كـ"ما لباغ من مفر"
"بعض وبين وابتدئ في الأمكنة بمن" أي: تأتي "من" لمعان، وجملتها عشرة، اقتصر ومنها هنا على الخمسة الأولى:
الأول: التبعيض، نحو:{حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} 1، وعلامتها: أن يصح أن يخلفها "بعض"، ولهذا قرئ "بعض ما تحبون".
الثاني: بيان الجنس، نحو:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} 2، وعلامتها: أن يصح أن يخلفها اسم موصول.
الثالث: ابتداء الغاية في الأمكنة، باتفاق، نحو:{مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} 3. "وقد تأتي لبدء" الغاية في "الأزمنة" أيضًا، خلافًا لأكثر البصريين، نحو: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} 4، وقوله "من الطويل":
533-
تخيرن من أزمان يوم حليمة
…
إلى اليوم وقد جربن كل التجارب
1 آل عمران: 92.
2 الحج: 30.
3 الإسراء: 1.
4 التوبة: 108.
533-
التخريجٍ: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص45؛ وخزانة الأدب 3/ 331؛ وشرح التصريح 2/ 8؛ وشرح شواهد المغني ص349، 831؛ ولسان العرب "1/ 261 "جرب"، 12/ 149 "حلم"؛ ومغني اللبيب ص319؛ والمقاصد النحوية 3/ 270؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص358.
شرح المفردات: يوم حليمة: من أيام العرب المشهورة في العصر الجاهلي، فيه انتصر الغساسنة على اللخميين، وبه ضرب المثل "ما يوم حليمة بسر".
المعنى: يقول إن سيوف الغساسنة صقيلة اختارها أصحابها من زمن يوم حليمة، وحافظوا عليها إلى اليوم، وقد أظهرت التجارب جودتها وحسن بلائها في رقاب الأعداء.
الرابع: التنصيص على العموم أو تأكيد التنصيص عليه، وهي الزائدة: ولها شرطان: أن يسبقها نفي أو شبهه وهو النهي والاستفهام، وأن يكون مجرورها نكرة، وإلى ذلك الإشارة بقوله:"وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة" ولا تكون هذه النكرة إلا مبتدأ "كما لباغ من مفر"، أو فاعلًا، نحو:"لا يقم من أحد"، أو مفعولًا به، نحو:{هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور} 1 والتي لتنصيص العموم هي التي مع نكرة لا تختص بالنفي، والتي لتأكيده هي التي مع نكرة تختص به كأحد وديار2. وذهب الكوفيون إلى عدم اشتراط النفي وشبهه، وجعلوها زائدة في نحو قولهم: "قد كان من مطر". وذهب الأخفش إلى عدم اشتراط الشرطين معًا؛ فأجاز زيادتها في الإيجاب جارة لمعرفة، وجعل من ذلك قوله تعالى:{يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُم} 3.
الخامس: أن تكون بمعنى "بدل"، نحو:{أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ} 4 وقوله: "من الكامل":
534-
أخذوا المخاض من الفصيل غلبة
…
ظلمًا، ويكتب للأمير أفيلا
= الإعراب: "تخيرن": فعل مضارع للمجهول مبني على السكون، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل. "من أزمان": جار ومجرور متعلقان بـ"تخيرن"، وهو مضاف. "يوم": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "حليمة": مضاف إليه. "إلى اليوم": جار ومجرور متعلقان بـ"تخيرن". "قد": حرف تحقيق. "جربن": فعل ماضٍ للمجهول، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل "كل": نائب مفعول مطلق، وهو مضاف "التجارب": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "تخيرن
…
" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قد جربن
…
" تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "من أزمان يوم حليمة" حيث قال الكوفيون إن "من" هنا أفادت ابتداء الغاية في الزمان، وقال البصريون: إن الكلام على تقدير مضاف، أي:"من استمرار يوم حليمة".
1 الملك: 3.
2 تقول: "ما في القرية من ديار"، أي: ما فيها أحد.
3 الأحقاف: 31؛ ونوح: 4.
4 التوبة: 38.
534-
التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص242؛ وتذكرة النحاة ص311؛ وشرح شواهد الإيضاح ص607؛ وشرح شواهد المغني 2/ 736؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص283؛ وشرح المفصل 6/ 44.
اللغة: المخاض: النوق الحوامل. الفصيل: ولد الناقة فطم عن أمه. الغلبة: مصدر غلبة. أفيل: ولد الناقة ابن سبعة أشهر. =
السادس: الظرفية، نحو:{مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْض} 1، {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} 2.
السابع: التعليل، نحو:{خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} 3. وقوله:
يغضي حياء ويغضي من مهابته4
الثامن: موافقة "عن"، نحو:{يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} 5.
التاسع: موافقة الباء، نحو:{يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} 6.
العاشر: موافقة "علي"، نحو:{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا} 7.
"إلى" ومعانيها":
371-
للانتها: حتى، ولام، وإلى،
…
ومن وباء يفهمان بدلًا
"للانتها حتى ولام وإلى" أي: تكون هذه الثلاثة لانتهاء الغاية في الزمان والمكان، و"إلى" أمكن في ذلك من "حتى"؛ لأنك تقول:"سرت البارحة إلى نصفها"، ولا يجوز "حتى نصفها"؛ لأن مجرور "حتى" يلزم أن يكون آخرًا أو متصلًا بالآخر، نحو: "أكلت
= المعنى: يظلم الحياة، فيأخذون الإبل الحوامل، ويكتبون للأمير بأنهم عدلوا، وأخذوا صغارها.
الإعراب: "أخذوا": فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الألف": للتفريق. المخاض: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. من الفصيل: جار ومجرور متعلقان بالفعل أخذوا،. غلبة: مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب بالفتحة الظاهرة أو حال. ظلمًا: حال منصوبة. ويكتب: "الواو" عاطفة، و"يكتب": فعل مضارع مبني للمجهول. للأمير: جار ومجرور متعلقان بالفعل يكتب، ونائب الفاعل جملة مقدرة، والتقدير: يكتب: "أخذنا أفيلًا" فهذه الجملة نائب فاعل للفعل "يكتب". أفيلًا: قيل إنه مفعول به لفعل محذوف، والتقدير: يكتب أخذوا أفيلا.
وجملة "أخذوا المخاض" ابتدائية لا محل لها. وجملة "يكتب" معطوفة على ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "من الفصيل" فقد جاءت "من" للبدل.
1 فاطر: 40؛ والأحقاف: 4.
2 الجمعة: 9.
3 نوح: 25.
4 تقدم بالرقم 387.
5 الأنبياء: 97.
6 الشورى: 45.
7 الأنبياء: 77.
السمكة حتى رأسها"، ونحو: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} 1، واستعمال اللام للانتهاء قليل، نحو: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} 2. وسيأتي الكلام على بقية معانيها في هذا الباب، وعلى بقية أحكام "حتى" في باب إعراب الفعل.
وأما "إلى" فلها ثمانية معان:
الأول: انتهاء الغاية مطلقًا، كما تقدم.
الثاني: المصاحبة، نحو، {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُم} 3.
الثالث: التبيين، وهي المبينة لفاعلية مجرورها بعدما يفيد حبًا أو بغضًا: من فعل تعجب، أو اسم تفضيل، نحو:{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَي} 4.
الرابع: موافقة اللام، نحو:{وَالْأَمْرُ إِلَيْك} 5، وقيل: لانتهاء الغاية، أي: منتهٍ إليك.
الخامس: موافقة "في"، نحو:{لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة} 6 وقوله "من الطويل":
535-
فلا تتركني بالوعيد كأنني
…
إلى الناس مطلي به القار أجرب
1 القدر: 5.
2 الرعد: 2.
3 النساء: 3.
4 يوسف: 33.
5 النمل: 33.
6 النساء: 87.
535-
التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص73؛ وأدب الكاتب ص506؛ والأزهية ص273؛ والجني الداني ص387؛ وخزانة الأدب 9/ 465؛ والدرر 4/ 101؛ وشرح شواهد المغني ص223؛ ولسان العرب 15/ 435؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص798؛ وجواهر الأدب ص343؛ ورصف المباني ص83؛ وهمع الهوامع 2/ 20.
اللغة: الوعيد: التهديد. مطلى: مدهون. القار: الزفت. الأجرب: المصاب بداء الجرب.
المعنى: أرجو ألا تهددني، فيتحاشاني الناس، كما يتحاشون الأجرب المدهون بالزفت ليشفى.
الإعراب: فلا: "الفاء": استئنافية، "لا": حرف نهي وجزم. تتركني: فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بـ"لا"، و"النونان": واحدة للتوكيد والثانية للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". بالوعيد: جار ومجرور متعلقان بـ"تترك". كأنني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". إلى الناس: جار ومجرور متعلقان بـ"تترك". مطلي: خبر "كان" مرفوع بالضمة به: جار ومجرور متعلقان بـ"مطلي". القار: نائب فاعل لـ"مطلي" مرفوع بالضمة. أجرب: خبر ثان لـ"كأن" مرفوع بالضمة. =
السادس: موافقة "من"، كقوله "من الطويل":
536-
تقول وقد عاليت بالكور فوقها
…
أيسقى فلا يروى إلي ابن أحمرا
السابع: موافقة "عند"، كقوله "من الكامل":
537-
أم لا سبيل إلى الشباب وذكره
…
أشهى إلي من الرحيق السلسل
= وجملة "فلا تتركني": استثنافية لا محل لها. وجملة "كأنني": في محل نصب مفعول به ثان لـ"تتركني".
والشاهد فيه قوله: "إلى الناس" حيث جاءت "إلى" بمعنى "في".
536-
التخريج: البيت لابن أحمر في ديوانه ص84؛ وأدب الكاتب ص511؛ والجني الداني ص388؛ والدرر: 4/ 102؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 1/ 225؛ وهمع الهوامع 2/ 20.
اللغة: عاليته. رفعته عاليًا. الكور: الرجل وهو ما يوضع على الناقة لتركب.
المعنى: يتحدث بلسان ناقته، عندما رفع الرحل ليضعه فوقها، استعدادًا ليسافر، فيقول عنها: ما باله لا يشبع من السفر فوقي.
الإعراب: تقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". وقد: "الواو": حالية "قد": حرف تحقيق وتقريب. عاليت: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالكور: جار ومجرور متعلقان بـ"عاليت". فوقها: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "عاليت"، و"ها": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. أيسقى: "الهمزة" حرف استفهام، "يسقى": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". فلا: "الفاء": للعطف، "لا": نافية لا عمل لها. يروى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف. إلى: جار ومجرور متعلقان بـ"يروى". ابن: فاعل "يروى" مرفوع بالضمة. أحمرا: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، و"الألف": للإطلاق.
وجملة: "تقول": ابتدائية لا محل لها. وجملة "عاليت": في محل نصب حال. وجملة "أيسقى": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "فلا يروى": معطوفة على جملة "أيسقى" في محل نصب مثلها.
والشاهد فيه قوله: "فلا يروى إلي" حيث جاءت "إلى" بمعنى "من"، أي "فلا يروى مني".
537-
التخريج: البيت لأبي كبير الهذلي في أدب الكاتب ص512؛ والجني الداني ص389؛ والدرر 4/ 102؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1069؛ وشرح شواهد المغني 1/ 226؛ ولسان العرب 11/ 343 "سلسل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 54؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 237؛ والاشتقاق ص479؛ وهمع الهوامع 2/ 20.
اللغة: الرحيق: من أسماء الخمرة، وقيل: صفوة الخمر. السلسل: السهل التناول، المستساغ طعمه. =
الثامن: التوكيد، وهي الزائدة، أثبت ذلك الفراء مستدلًّا بقراءة بعضهم:{أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} 1 بفتح الواو، وخرجت على تضمين "تهوى" معنى "تميل".
تنبيه: إن دلت قرينة على دخول ما بعد "إلى" و"حتى"، نحو:"قرأت القرآن من أوله إلى آخره"، ونحو قوله "من الكامل":
538-
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله
…
والزاد حتى نعله ألقاها
= المعنى: لن يعود الشباب لمن فقده، ولكن تذكر أيام الشباب متعة أشهى إلي من متعة تناول خمرة صافية باردة لذيذة.
الإعراب: أم لا: "أم": حرف إضراب، "لا": نافية تعمل عمل "إن" سبيل: اسم "لا" منصوب بالفتحة. إلى الشباب: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف لـ"لا". وذكره: "الواو": حالية، "ذكر": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. أشهى: خبر المبتدأ مرفوع بضمنة مقدرة على الألف. إلى: جار ومجرور متعلقان بـ"أشهى". من الرحيق: جار ومجرور متعلقان بـ"أشهى". السلسل: صفة "الرحيق" مجرورة مثله بالكسرة.
وجملة "لا سبيل": استئنافية، لا محل لها. وجملة "وذكره أشهى": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "أشهى إلي" حيث جاءت "إلي" بمعنى "عند"، أي "أشهى عندي".
1 إبراهيم: 37.
538-
التخريج: البيت للمتلمس في ملحق ديوانه ص327؛ وشرح شواهد المغني 1/ 370؛ ولأبي "أو لابن" مروان النحوي في خزانة الأدب 3/ 21، 24؛ والدرر 4/ 113؛ وشرح التصريح 2/ 141؛ والكتاب 1/ 97؛ والمقاصد النحوية 4/ 134؛ ولمروان بن سعيد في معجم الأدباء 19/ 1469؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص269؛ وأوضح المسالك 3/ 365، والجني الداني ص547، 553؛ وخزانة الأدب 9/ 472؛ والدرر 6/ 140؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 411؛ وشرح عمدة الحافظ ص614؛ ورصف المباني ص182؛ وشرح المفصل 8/ 19؛ ومغني اللبيب 1/ 24؛ وهمع الهوامع 2/ 24، 36.
اللغة: هذا البيت في قصة المتلمس الذي غضب عليه عمرو بن هند فسيره هو وطرفة إلى عامله في البحرين مزودين بكتابين فيهما الأمر بقتلهما. ولما قرأ المتلمس كتابه وعلم ما فيه رمى به في نهر الحيرة. والمعنى أنه ألقى الكتاب والزاد وحتى النعل.
الإعراب: ألقى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". الصحفية: مفعول به منصوب بالفتحة. كي: حرف نصب ومصدر. يخفف: فعل مضارع منصوب بالفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". رحله: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والزاد: الواو حرف عطف، "الزاد": معطوف على "الصحيفة" منصوب بالفتحة. حتى: حرف عطف. نعله: معطوف على ما سبق منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ألقاها: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". =
أو على عدم دخوله، نحو:{ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} 1، ونحو قوله "من البسيط":
539-
سقى الحيا الأرض حتى أمكن عزيت
…
لهم فلا زال عنها الخير محدودا
عمل بها، وإلا فالصحيح في "حتى" الدخول، وفي "إلى" عدمه مطلقًا حملًا على الغالب فيها عند القرينة. وزعم الشيخ شهاب الدين القرافي أنه لا خلاف في وجوب دخول ما بعد "حتى"، وليس كما ذكر، بل الخلاف مشهور، وإنما الاتفاق في "حتى" العاطفة لا الخافضة، والفرق أن العاطفة بمنزلة الواو. ا. هـ.
"ومن وباء يفهمان بدلا" أي: تأتي "من" و"الباء" بمعنى بدل؛ أما "من" فقد سبق بيان ذلك فيها، وأما الباء فسيأتي الكلام عليها قريبًا، إن شاء الله تعالى.
= وجملة: "ألقى الصحيفة" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يخفف
…
" المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر.
الشاهد فيه قوله: "حتى نعله ألقاها" حيث يجوز في "حتى" ثلاثة وجوه: الرفع على الابتداء و"ألقاها" خبره. والجر على أن "حتى" حرف جر بمعنى "إلى". والنصب على العطف بـ"حتى". ورد الوجه الثالث بأن المعطوف بـ"حتى" لا يكون إلا بعضًا أو غاية للمعطوف عليه، و"النعل" ليس بعض "الزاد" ولا غايته. وأجيب بأن البيت مؤول والتقدير:"ألقى ما ينقله حتى نعله"، فبين المعطوف والمعطوف عليه مناسبة. وعلى الوجه الثالث جاء المؤلف بهذا الشاهد.
1 البقرة: 187.
539-
التخريج: البيت بلا نسبة في شرح شواهد المغني 1/ 371.
اللغة: الحيا: المطر الذي يحيى الأرض. أمكن: جمع مكان. عزيت لهم: نسبت. المجدود: المقطوع، والمحدود: الممنوع.
المعنى: أرجو أن يهطل المطر الغزير فيروي الأرض ويحييها، عدا الأماكن المنسوبة لهم، فأتمنى لو استمر المطر مقطوعًا عنها.
الإعراب: سقى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف. الحيا: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف. الأرض: مفعول به منصوب بالفتحة. حتى أمكن: جار ومجرور متعلقان بـ"سقى". عزيت: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". لهم: جار ومجرور متعلقان بـ"عزيت". فلا زال: "الفاء": استئنافية، "لا": نافية، "زال": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح. عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"محدودا". الخير: اسم "لا زال" مرفوع بالضمة. محدودا: خبر "لا زال" منصوب بالفتحة.
وجملة "سقى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "عزيت": في محل جر صفة لـ"أمكن". وجملة "فلا زال": استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "حتى أمكن" حيث لم يدخل ما بعد "حتى" في حكم ما قبلها، بدليل دعائه عليها بدوام الانقطاع.
"اللام الجارة ومعانيها":
372-
واللام للملك وشبهه، وفي
…
تعدية -أيضًا- وتعليل ففي
373-
وزيد، والظرفية استبن ببا
…
"في" وقد يبينان السببا
وواللام للملك وشبهه وفي
…
تعدية أيضًا وتعليل قفي
"وزيد" أي: تأتي اللام الجارة لمعان جملتها أحد وعشرون معنى:
الأول: انتهاء الغاية، وقد مر.
الثاني: الملك، نحو:"المال لزيد".
الثالث: شبه الملك، نحو:"الجل للدابة"، ويعبر عنها بلام الاستحقاق أيضًا، لكنه غاير بينهما في التسهيل وجعلها في شرحه الواقعة بين معنى وذات، نحو:"الحمد لله"، و {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} 1 وقد يعبر عن الثلاث بلام الاختصاص.
الرابع: التعدية، ومثل له في شرح الكافية بقوله تعالى:{فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} 2 لكنه قال في شرح التسهيل: إن هذه اللام لشبه التمليك، قال في المغني: والأولى عندي أن يمثل للتعدية بـ"ما أضرب زيدًا لعمرو، وما أحبه لبكر".
الخامس: التعليل، نحو:{لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاس} 3، وقوله:
وإني لتعروني لذكراك هزة4
السادس: الزائدة، وهي إما لمجرد التوكيد كقوله "من الكامل":
540-
وملكت ما بين العراق ويثرب
…
ملكًا أجار لمسلم ومعاهد
1 المطففين: 1.
2 مريم: 5.
3 النساء: 105.
4 تقدم بالرقم 429.
540-
التخريج: البيت لابن ميادة في الأغاني 2/ 288؛ والدر 4/ 170، 6/ 250، وشرح التصريح 2/ 11؛ وشرح شواهد المغني 2/ 580؛ والمقاصد النحوية 3/ 278؛ وبلا نسبة في الجني الداني =
وإما لتقوية عامل ضعف: بالتأخير، أو بكونه فرعًا عن غيره، نحو:{لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} 1، {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} 2، ونحو:{مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُم} 3، {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد} 4. هذا ما ذكره الناظم في هذا الكتاب.
السابع: التمليك، نحو:"وهبت لزيد دينارًا".
الثامن: شبه التمليك، نحو:{جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} 5.
التاسع: النسب، نحو:"لزيد أب، ولعمرو عم".
العاشر: القسم والتعجب معًا، كقوله "من البسيط":
541-
لله يبقى على الأيام ذو حيد
…
"بمشمخر به الظيان والآس"
ص107؛ ومغني اللبيب 1/ 215؛ وهمع الهوامع 2/ 33، 157.
شرح المفردات: يثرب: الاسم القديم للمدينة المنورة. أجار: حمى. المعاهد: هو الذي يدخل بلاد المسلمين بعهد من إمامهم، أو حاكمهم.
المعنى: يقول: لقد امتد سلطانك بين العراق ويثرب، وكنت عادلًا لا تفرق بين مسلم ومعاهد.
الإعراب: "وملكت": الواو بحسب ما قبلها، "ملكت": فعل ماضٍ، والتاء فاعل:"ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "بين": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف تقديره: "ما هو بين"، وهو مضاف. "العراق": مضاف إليه مجرور. "يثرب": الواو حرف عطف، "يثرب": معطوف على العراق، مجرور. "ملكًا": مفعول مطلق منصوب. "أجار": فعل ماضٍ، وفاعله "هو" "لمسلم": جار ومجرور متعلقان بـ"أجار". "ومعاهد": الواو حرف عطف، "معاهد": معطوف على "مسلم" مجرور.
وجملة: "ملكت
…
" بحسب ما قبلها. وجملة "أجار" في محل نصب نعت "ملكًا".
الشاهد: قوله: "أجار لمسلم" حيث جاءت اللام زائدة بين الفعل المتعدي ومفعوله.
1 الأعراف: 154.
2 يوسف: 43.
3 البقرة: 91.
4 هود: 107.
5 الشورى: 11.
541-
التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في شرح شواهد الإيضاح ص544؛ وشرح شواهد المغني 2/ 574؛ ولسان العرب 13/ 275 "ظين"؛ ولأمية بن أبي عائذ في الكتاب 3/ 497؛ ولمالك بن خالد الخناعي في جمهرة اللغة ص57؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 499؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 439؛ وشرح شواهد الإيضاح ص304؛ ولسان العرب 3/ 158 "حيد"، 6/ 173 قرنس 15/ 26 "ظيا"؛ ولعبد مناة الهذلي في شرح المفصل 9/ 98؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك في شرح أشعار الهذليين 1/ 228؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لأمية في خزانة الأدب 10/ 95؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لمية أو لعبد مناف الهذلي أو =
ونحو: "لله لا يؤخر الأجل"، وتختص باسم الله تعالى.
الحادي عشر: التعجب المجرد عن القسم، ويستعمل في النداء كقولهم:"يا للماء والعشب"، إذا تعجبوا من كثرتهما، وقوله "من الطويل":
542-
فيا لك من ليل كأن نجومه
…
بكل مغار القتل شدت بيذبل
= للفضل بن عباس أو لأبي زبيد الطائي في خزانة الأدب 5/ 176، 177، 178؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لأمية أو لعبد مناف في الدرر 4/ 162، 165، ولأمية أو لأبي ذؤيب أو للفضل بن العباس في شرح المفضل 9/ 99، وللهذلي في جمهرة اللغة ص238؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 23؛ والجني الداني ص98؛ وجواهر الأدب ص72؛ والدرر 4/ 215؛ ورصف المباني ص118، 171؛ والصاحبي في فقه اللغة ص114؛ واللامات ص81؛ والمقتضب 2/ 324؛ وهمع الهوامع 2/ 32، 39.
اللغة: ذو حيد: صاحب قرون، الحيد والحيود: حروف قرن الوعل. المشمخر: المرتفع. الظيان: نوع من النبات، وكذلك الآس.
المعنى: أتعجب، وأقسم بالله أنه لن يبقى وعل على قيد الحياة أبدًا، حتى وهو يسكن في جبل مرتفع ينبت فيه الآس والظيان، أي كلنا إلى الموت.
الإعراب: لله: جار ومجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. يبقى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف. على الأيام: جار ومجرور متعلقان بـ"يبقى". ذو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. حيد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بمشمخر: جار ومجرور متعلقان بصفة، أو حال من "ذو حيد". به: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف، بتقدير "موجود به الظيان". الظيان: مبتدأ مرفوع بالضمة. والآس "الواو": للعطف، "الآس": معطوف على "الظيان" مرفوع مثله.
وجملة القسم: ابتدائية لا محل لها. وجملة "يبقى": جواب القسم لا محل له. وجملة "موجود به الظيان": في مجل جر صفة لـ"مشمخر".
والشاهد فيه قوله: "الله يبقى" حيث جاءت "اللام" لتفيد معنى القسم والتعجب، وفي البيت شاهد آخر وهو حذف "لا" النافية مع إرادتها، فالتقدير "الله لا يبقى".
542-
التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص19؛ وخزانة الأدب 2/ 412، 3/ 369؛ والدرر 4/ 166؛ وشرح شواهد المغني 2/ 574؛ وشرح عمدة الحافظ ص303؛ والمقاصد النحوية 4/ 269؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص220، وهمع الهوامع 2/ 32.
اللغة: المغار: الشديد القتل. يذيل: اسم جبل.
المعنى: أعجب من طولك أيها الليل، حتى لكأن نجومك مشدودة إلى جبل "يذبل" بكل أنواع الحبال المفتولة الشديدة، فهي لا تقدر على الأفول.
الإعراب: فيا: "الفاء": للاستئناف، "يا": حرف تنبيه ونداء: لك: جار ومجرور متعلقان بفعل النداء المحذوف "فأدعوا لك". من ليل. "من": حرف جر زائد، "ليل": مجرور لفظًا، منصوب محلًّا على أنه تمييز، وقيل: إن "من" أصلية تعلق ومجرورها بحال من الكاف في "لك". كأن: حرف مشبه بالفعل. =
وفي غيره، كقوله:"لله دره فارسًا"، و"لله أنت"، وقوله "من الطويل":
543-
شباب وشيب وافتقار وثروة
…
فلله لهذا الدهر كيف ترددا
الثاني عشر: الصيرورة، نحو:{فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} 1، وتسمى لام العاقبة ولام المال.
الثالث عشر: التبليغ، وهي الجارة لاسم السامع، نحو:"قلت له كذا"، وجعله الشارح مثالًا للام التعدية.
الرابع عشر: التبيين، على ما سبق في "إلى".
= نجومه: اسم "كأن" منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بكل: جار ومجرور متعلقان بـ"اشدت". مغار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. القتل: مضاف مجرور بالكسرة. شدت: فعل ماضٍ مبني للمجهول، مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل"؛ ضمير مستتر تقديره "هي".
بيذبل: جار ومجرور متعلقان بـ"شدت".
وجملة "فيا لك": استئنافية لا محل لها. وجملة "كأن نجومه": في محل جر صفة لـ"ليل". وجملة "شدت": في محل رفع خبر "كأن".
والشاهد فيه قوله: "فيا لك" حيث اعتبر "اللام" هنا للتعجب مجردًا عن القسم.
543-
التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص185؛ وشرح شواهد المغني 2/ 575؛ والمقاصد النحوية 3/ 59؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص98.
المعنى: إنه لعجيب هذا الزمان المتردد! إنه لا يدوم على حال، فمرة يعطينا الثروة والشباب، ومرة يصيبنا بالفقر والشيخوخة.
الإعراب: شباب: خبر مرفوع بالضمة، لمبتدأ محذوف، بتقدير "الزمان شباب
…
" وشيب: "الواو": للعطف، "شيب": اسم معطوف على "شباب" مرفوع بالضمة؛ وكذلك إعراب "وافتقار" و"ثروة" فلله: "الفاء": استئنافية، "لله": جار ومجرور متعلقان بخبر "هذا" المحذوف هذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. الدهر: بدل من "هذا" مرفوع بالضمة. كيف: اسم استفهام في محل نصب حال. ترددًا: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو"، و"الألف": للإطلاق.
وجملة "الزمان شباب": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فلله هذا الدهر": استئنافية لا محل لها. وجملة "تردد" في محل رفع بدل "الدهر".
والشاهد فيه قوله: "فلله" حيث جاءت "اللام" لتفيد معنى التعجب مجردًا عن القسم، كما في الشاهد السابق.
1 القصص: 8.
الخامس عشر: موافقة "على" في الاستعلاء الحقيقي، نحو:{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} 1 وقوله "من الطويل":
544-
"ضممت إليه بالسنان قميصه"
…
فخر صريعًا لليدين وللفم
والمجازي، نحو:{وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} واشترطي لهم الولاء، وأنكره النحاس.
السادس عشر: موافقة "بعد"، نحو:{أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْس} 2.
السابع عشر: موافقة "عند"، نحو:"كتبته لخمس خلون"، وجعل منه ابن جني قراءة الجحدري:{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} 3 بكسر اللام وتخفيف الميم.
الثامن عشر: موافقة "في"، نحو:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَة} 4، {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} 5، وقولهم:"مضى لسبيله".
1 الإسراء: 109.
544-
التخريج: البيت لجابر بن جني في شرح اختبارات المفصل ص955؛ وشرح شواهد المغني 2/ 562؛ وللأشعث الكندي في الأزهية ص228؛ ولربيعة بن مكدم في الأغاني 16/ 32؛ ولعصام بن المقشعر في معجم الشعراء ص270؛ وبلا نسبة في أدب الكتاب ص511؛ والجني الداني ص101؛ ووصف المباني ص221.
اللغة: الخررو: السقوط، وصريعًا: طريحًا على الأرض.
المعنى: لقد غرزت نصل الرمح في صدره، فلصق قميصه بجسمه بسبب ما تدفق من الدماء، وهوى على الأرض على يديه وعلى فمه صريعًا.
الإعراب: ضممت: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. إليه: جار ومجرور متعلقان بـ"ضممت". بالسنان: جار ومجرور متعلقان بـ"ضممت". قميصه: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. فخر: "الفاء" عاطفة، "خر": فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". صريعًا: حال منصوبة بالفتحة. لليدين: جار ومجرور متعلقان بـ"صريعًا". وللفم: "الواو": للعطف "للفم": جار ومجرور معطوفان على "لليدين".
وجملة "ضممت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فخر": معطوفة على جملة "ضممت".
والشاهد فيه قوله: "لليدين وللفم" حيث جاءت "اللام" موافقة لـ"على" فالمراد "خر على اليدين وعلى الفم".
2 الإسراء: 78.
3 ق: 5.
4 الأنبياء: 47.
5 الأعراف: 187.
التاسع عشر: موافقة "من"، كقوله "من الطويل":
545-
لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم
…
ونحن لكم يوم القيامة أفضل
المتمم عشرين: موافقة "عن"، نحو:{قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا} 1، وقوله "من الكامل":
546-
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
…
حسدًا وبغضًا: إنه لدميم
545- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص143؛ والجني الداني ص102؛ وخزانة الأدب 9/ 480؛ والدرر 4/ 169؛ وشرح شواهد المغني 1/ 377؛ ولسان العرب 2/ 24 "حتت"؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص75.
اللغة: أنفك راغم: لاصق بالتراب، دليل الهوان والذل.
المعنى: نحن الأفضل والأعلى مكانة في الحياة، غصبًا عنكم، ونحن الأفصل أيضًا عندما تقوم القيامة، أي نحن الأفضل دينا ودنيا.
الإعراب: لنا: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف، بتقدير "الفضل موجود لنا". الفضل: مبتدأ مرفوع بالضمة. في الدنيا: جار ومجرور بكسرة مقدرة على الألف، متعلقان بالخبر المحذوف أيضًا. وأنفك:"الواو": حالية، "أنفك": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. راغم: خبر مرفوع بالضمة. ونحن: "الواو": للعطف، "نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. لكم: جار ومجرور متعلقان بـ"أفضل". يوم: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ"أفضل". القيامة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أفضل: خبر "نحن" مرفوع بالضمة.
وجملة "لنا الفضل": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أنفك راغم": في محل نصب حال. وجملة "نحن أفضل": معطوفة على جملة "لنا الفضل" لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "لكم" حيث جاءت "اللام" بمعنى "من" أي "نحن منكم يوم القيامة".
1 الأعراف: 38.
546-
التخريج: البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص403؛ وخزانة الأدب 8/ 567؛ والدرر 4/ 170؛ وشرح شواهد المغني 2/ 570؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص360؛ والجني الداني ص100؛ ولسان العرب 12/ 208 "دمم"؛ وهمع الهوامع 2/ 32.
اللغة: الضرائر: جمع الضرة وهي الزوجة الثانية بالنسبة للأولى وبالعكس.
المعنى: ضرائر المرأة الحسناء يحسدنها ويبغضنها، وتتآكلهن نار البغضاء والحسد فيقلن: إنها قبيحة الوجه، أي أن الحاسد يقلب الأمور رأسًا على عقب بسبب غيرته وحسده.
الإعراب: كضرائر: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ،. الحسناء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قلن: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. =
الحادي والعشرون: موافقة "مع"، كقوله "من الطويل":
547-
فلما تفرقنا كأني ومالكًا
…
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
= لوجهها: جار ومجرور متعلقان بـ"قلن"، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. حسدًا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة. وبغضًا: "الواو": للعطف، "بغضًا": معطوف على "حسدًا" منصوب مثله. إنه: حرف مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب اسمها. لدميم: "اللام": المزحلفة، "دميم": خبر "إن" مرفوع بالضمة.
وجملة "الحساد كضرائر الحسناء": ابتدائية لا محل لها. وجملة "قلن لوجهها": في محل نصب حال. وجملة "إنه لدميم": في محل نصب مفعول به "مقول القول".
والشاهد فيه قوله: "قلن لوجهها" حيث وردت "اللام" بمعنى "عن" أي "قلن عن وجهها".
547-
التخريج: البيت لمتمم بن نوبرة في ديوانه ص122؛ وأدب الكاتب ص519؛ والأزهية ص289؛ والأغاني 15/ 238؛ وجمهرة اللغة ص1316؛ وخزانة الأدب 8/ 272؛ والدرر 4/ 166؛ وشرح اختيارات المفضل ص1177؛ وشرح شواهد المغني 2/ 565؛ والشعر والشعراء 1/ 345، وبلا نسبة في الجني الداني ص102؛ ورصف المباني ص223؛ وشرح التصريح 2/ 48؛ ولسان العرب 12/ 564 "لوم"؛ وهمع الهوامع 2/ 32.
المعنى: لما قتل أخي مالك، فارقني، فكأننا لم تجمعنا ليلة واحدة معًا، مع أننا دائما الاجتماع معًا.
الإعراب: فلما: "الفاء": استئنافية، "لما": مفعول فيه ظرف زمان متضمن معنى الشرط عند بعضهم، ومتعلق بجوابه، وهو في معنى "كأن" من التشبيه تفرقنا: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. كأني: "كأن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". ومالكًا: "الواو": للعطف، "مالكًا": معطوف على اسم "كأن" منصوب بالفتحة لطول: "اللام": حرف جر وتعليل، "طول": اسم مجرور بالكسرة، متعلقان بـ"كأن" لما فيها من معنى التشبيه، وقيل إن اللام للسبب، وإن الجار والمجرور متعلقان بالفعل "تفرقنا" على جعل التفرق مسببًا عن الاجتماع. اجتماع: مضاف إليه مجرور بالكسرة: لم نبت: "لم": حرف جزم وقلب ونفي، "نبت": فعل مضارع مجزوم بالسكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "نحن". ليلة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "نبت". معًا: حال منصوبة بالفتحة.
وجملة "فلما تفرقنا كأني ومالكًا
…
" استئنافية لا محل لها. وجملة "كأني ومالكًا": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "لم نبت": في محل رفع خبر "كأن". وجملة "تفرقنا": مضاف إليها محلها الجر.
والشاهد فيه قوله: "لطول اجتماع" حيث وردت "اللام" هنا بمعنى "بعد"، أي "بعد طول اجتماعنا كأننا لم نبت معًا"، وهو أيضًا شاهد على ورودها بمعنى "مع" أي "مع طول
…
".
"في" ومعانيها:
"والظرفية أستبن ببا
…
وفي، وقد ببيان السببا"
374-
بالبا استعن، وعد، عوض، ألصق
…
ومثل "مع" و"من" و"عن" بها انطق
أي: تأتي كل واحدة من الياء و"في" لمعان، أما "في" فلها عشرة معان ذكر منها هنا معنيين:
الأول: الظرفية حقيقة ومجازًا، نحو:"زيد في المسجد"، ونحو:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} 1.
الثاني: السببية، نحو:{لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُم} 2، وفي الحديث:"دخلت امرأة النار في هرة حبستها" وتسمى التعليلة أيضًا.
الثالث: المصاحبة، نحو {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَم} 3.
الرابع: الاستعلاء، نحو:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْل} 4، وقوله "من الكامل":
548-
بطل كأن ثيابه في سرحة
…
"يُحذى نعال السبت ليس بتوءم"
1 البقرة: 179.
2 الأنفال: 68.
3 الأعراف: 38.
4 طه: 71.
548-
التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص212؛ وأدب الكاتب ص506؛ والأزهية ص267؛ وجمهرة اللغة ص512، 1315؛ وخزانة الأدب 9/ 485، 490؛ وشرح شواهد المغني 1/ 479؛ والمنصف 3/ 17؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 312، ورصف المباني ص389؛ وشرح المفصل 8/ 21.
اللغة: السرحة: الشجرة العظيمة العالية. يحذى: يلبس حذاء. السبت: الجلد المدبوغ بالقرظ؛ والقرظ ورق شجر السلم يدبغ به الأدم.
المعنى: إنه بطل صنديد، عظيم الجسم، ثيابه صغيرة قياسًا على علو همته، كأنها معلقة على شجرة، يلبس النعال الجلدية المدبوغة بالقرظ "أي هو غني من الأشراف"، لا مثل له ولا أخًا توءمًا.
الإعراب: بطل: خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف، بتقدير "هو بطل". كأن: حرف مشبه بالفعل.
ثيابه: اسم "كأن" منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. في سرحة: جار ومجرور متعلقان بخبر "كأن" المحذوف، بتقدير "كأن ثيابه معلقة في سرحة". يحذى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الياء، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". نعال: مفعول به منصوب بالفتحة. السبت: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ليس: فعل ماضٍ ناقص، و"اسمه": ضمير مستتر تقديره "هو". بتوءم: "الباء": حرف جر زائد، "توءم": مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس".
وجملة "هو بطل": ابتدائية لا محل لها. وجملة "كأن ثيابه": في محل رفع صفة لـ"بطل". وجملة "يحذى": في محل رفع صفة ثانية لـ"بطل". وجملة "ليس بتوءم": في محل رفع صفة ثالثة.
والشاهد فيه قوله: "في سرعة" حيث أراد معنى الاستعلاء كما في الشاهد قبله.
الخامس: المقايسة، نحو:{فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} 1.
السادس: موافقة "إلى"، نحو:{فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} 2.
السابع: موافقة "من"، كقوله "من الطويل"
549-
ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي
…
وهل يعمن من كان في العصر الخالي
1 التوبة: 38.
2 إبراهيم: 9.
549-
التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص27؛ وأدب الكاتب ص518؛ وجمهرة اللغة ص1315، وخزانة الأدب 1/ 62؛ والجني الداني ص252، وجواهر الأدب ص230؛ والدرر 4/ 149؛ وشرح شواهد المغني 1/ 486؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 313؛ ورصف المباني ص391؛ ولسان العرب 15/ 168 "فيا"؛ وهمع الهوامع 2/ 30.
اللغة: الطلل: ما بقي من آثار الديار. البالي: الفاني. يعمن: يقول لها انعمي وليطب عيشك. العصر الخالي: الزمن الماضي. أحدث عهده: أقربه. الأحوال: جمع الحول وهو السنة.
المعنى: طاب صباحك أيتها الآثار الفانية، ثم ينكر على نفسه أن يخاطبها فيقول: وهل يطيب عيش من راح في الزمن الماضي، ومن كان أقرب عهده بالناس ثلاثين شهرًا من ثلاث سنين.
الإعراب: ألا عم: "ألا": حرف استفتاح وتنبيه، "عم": فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". صباحًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق بالفعل "عم". أيها: منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف، و"ها": حرف تنبيه لا محل له. الطلل: بدل من "أي" مرفوع بالضمة. البالي: صفة لـ"الطلل" مرفوع بضمة مقدرة على الياء. وهل: "الواو": للاستئناف، "هل": حرف استفهام لا محل له. يعمن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، و"النون": لا محل لها. من: اسم موصول في محل رفع فاعل. كان: فعل ماضٍ ناقص، و"اسمه": ضمير مستتر تقديره "هو". في العصر: جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف، بتقدير "كان موجودًا". الخالي: صفة "العصر"مجرور بكسرة مقدرة على الياء. وهل يعمن من: "الواو": للعطف، "هل يعمن من": أعربت قبل قليل. كان: فعل ماضٍ ناقص. أحدث: اسم "كان" مرفوع بالضمة. عهده: مضاف إليه مجرور بالكسرة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ثلاثة: خبر "كان" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. شهرًا: تمييز العدد منصوب بالفتحة. في ثلاثة: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"ثلاثين"، بتقدير "ثلاثين شهرًا مقتطعة من ثلاثة أحوال". أحوال: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "ألا عم": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أيها الطلل": استئنافية لا محل لها. وجملة "وهل =
وهل يعمن من كان أحدث عهده
…
ثلاثين شهرًا من ثلاثة أحوال
أي: من ثلاثة أحوال.
الثامن: موافقة الباء، كقوله "من الطويل":
550-
ويركب يوم الروع منا فوارس
…
بصيرون في طعن الأباهر والكلا
التاسع: التعويض، وهي الزائدة عوضًا من أخرى محذوفة، كقولك:"ضربت فيمن رغبت"، تريد:"ضربت من رغبت فيه". أجاز ذلك الناظم قياسًا على قوله "من البسيط":
551-
ولا يؤاتيك فيما ناب من حدث
…
إلا أخو ثقة فانظر بمن تثق
= يعمن": استئنافية لا محل لها. وجملة "كان": لا محل لها "صلة الموصول". وجملة "وهل يعمن": معطوفة على جملة "وهل يعمن" لا محل لها. وجملة "كان أحدث": صلة الموصول لا محل لها.
والشاهد فيهما قوله: "في ثلاثة أحوال" حيث جاءت "في" بمعنى "من".
550-
التخريج: البيت لزيد الخيل في ديوانه ص67؛ وآدب الكاتب ص510؛ والأزهية ص271؛ وخزانة الأدب 9/ 493، 494؛ والدرر 4/ 149؛ وشرح شواهد المغني 1/ 484؛ ولسان العرب 15/ 167 "فيا"؛ ونوادر أبي زيد ص80؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص251؛ وشرح التصريح 2/ 14؛ ومغني اللبيب 1/ 169، وهمع الهوامع 2/ 30.
شرح المفردات: الروع: الخوف، ويوم الروع هو: يوم الحرب. يصيرون: عارفون. الأباهر: ج الأبهر، وهو عرق في الظهر، إذا انقطع مات صاحبه.
المعنى: يقول لدينا محاربون مجربون، يركبون الخيل إذا ما نشبت الحرب، ويخوضون غمارها وهم ماهرون في طعن الأباهر والكلى.
الإعراب: "ويركب": الواو بحسب ما قبلها، "يركب": فعل مضارع مرفوع. "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"يركب"، وهو مضاف. "الروع": مضاف إليه مجرور. "منا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "فوارس". "فوارس": فاعل مرفوع. "يصيرون": نعت "فوارس" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "في طعن" جار ومجرور متعلقان بـ"يصيرون"، وهو مضاف. "الأباهر": مضاف إليه مجرور. "والكلى": الواو حرف عطف، "الكلى": معطوف على "الأباهر".
الشاهد: قوله: "بصيرون في طعن" حيث جاءت "في" بمعنى الباء؛ لأن "يصيرًا" يتعدى بالباء.
551-
التخريج: البيت لسالم بن وابصة في شرح شواهد المغني 2/ 419؛ والمؤتلف والمختلف ص197؛ ونوادر أبي زيد ص181؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 107؛ ومجالس ثعلب 1/ 300؛ وهمع الهوامع 2/ 22.
اللغة: يؤاتيك ويواتيك: يساعدك ويكون مناسبًا لك. ناب: حل، أصاب. الحدث: الأمر المنكر، والنائبة. =
أي: فانظر من تثق به.
العاشر: التوكيد، وهي الزائدة لغير تعويض، أجاز ذلك الفارسي في الضرورة، كقوله "من الرجز":
552-
أنا أبو سعد إذا الليل دجا
…
يخال في سواده يرندجا
= المعنى: وحده الصديق الحقيقي الذي يبقى معك، ويساعدك عند الشدائد والمحن، فتأمل كيف تختار أصدقاءك، ومن هو الصديق الذي تثق به.
الإعراب: ولا: "الواو": استئنافية، "لا": حرف نفي. يؤاتيك: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. فيما: جار ومجرور متعلقان بـ"يؤاتيك". ناب: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". من حدث: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من فاعل "ناب". إلا: حرف يفيد الحصر. أخو: فاعل "يؤاتيك" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. ثقة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فانظر: "الفاء": استئنافية، "انظر": فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". بمن: "الباء": حرف جر زائد، "من": اسم موصول في محل جر لفظًا، وفي محل نصب مفعول به محلًّا. تثق: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت".
وجملة "ولا يؤاتيك": استئنافية لا محل لها. وجملة "ناب": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "فانظر": استئنافية لا محل لها. وجملة "تثق": صلة الموصول لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "بمن تثق" حيث زاد "الباء" قبل "من"، بتقدير "من تثق به"، تعويضًا عن الجار والمجرور "به" بعد الفعل.
552-
التخريج: الرجز لسويد بن أبي كاهل اليشكري في خزانة الأدب 6/ 125؛ والدرر 4/ 150؛ وشرح شواهد المغني 1/ 486؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص230؛ وهمع الهوامع 2/ 30.
اللغة: دجا الليل: أظلم. يخال: يظن، يحسب. اليرندج: كلمة فارسية تعني الجلد الأسود.
المعنى: عندما يشتد ظلام الليل، ويحسبه الناس جلدًا أسودَ، فأنا أبو سعد، وهذا دليل على شجاعته.
الإعراب: أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. أبو: خبر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. سعد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إذا: ظرفية متضمنة معنى الشرط، متعلق بجوابه. الليل: فاعل لفعل محذوف، مرفوع بالضمة، بتقدير "إذا دجا الليل". دجا: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". يخال: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. في سواده: "في": حرف جر زائد، "سواد": مجرور لفظًا، مرفوع محلًّا على أنه نائب فاعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يرندجا: مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة "أنا أبو سعد": ابتدائية لا محل لها. وجملة "دجا الليل": في محل جر بالإضافة. وجملة "دجا""الثانية": تفسيرية لا محل لها. وجملة "يخال": جواب شرط غير جازم. وجملة "إذا الليل يخال": خبر ثان للمبتدأ "أنا" محلها الرفع.
والشاهد فيه قوله: "في سواده" حيث جاءت "في" زائدة بين الفعل ونائب فاعله، وقيل هي لضرورة.
وأجازه بعضهم في قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّه} 1.
"بالباء ومعانيها":
وأما الباء فلها خمسة عشر معنى ذكر منها عشرة:
الأول: البدل، نحو:"ما يسرني بها حمر النعم"، وقوله "من البسيط":
553-
فليت لي بهم قومًا إذا ركبوا
شنوا الإغارة فرسانًا وركبانا
الثاني: الظرفية، نحو:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ} 2 و {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} 3.
1 هود: 41.
553-
التخريج: البيت لقريط بن أنيف في خزانة الأدب 6/ 253؛ والدرر 3/ 80؛ وشرح شواهد المغني 1/ 69؛ والمقاصد النحوية 3/ 72، 277؛ وللعنبري في لسان العرب 1/ 429 "ركب"؛ وللحماسي في همع الهوامع 2/ 21.
اللغة: الإغارة: الهجوم. الفرسان: ج الفارس، وهو راكب الفرس. الركبان: ج الراكب، وهو راكب الإبل عادة.
المعنى: يتمنى الشاعر استبدال قومه بقوم إذا ركبوا للحرب تفرقوا للهجوم على الأعداء والإيقاع بهم، ما بين فارس وراكب.
الإعراب: "فليت": الفاء بحسب ما قبلها، "ليت": حرف مشبه بالفعل. "لي": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليت" المحذوف. "بهم": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليت" المحذوف. "قومًا": اسم "ليت" منصوب "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "ركبوا": فعل ماضٍ، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "شنوا": فعل ماضٍ، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "الإغارة": مفعول به منصوب. "فرسانًا": حال منصوب. "وركبانًا": الواو حرف عطف، "ركبانًا" معطوف على "فرسانًا".
وجملة: "ليت لي
…
" بحسب ما قبلها. وجملة: "إذا ركبوا" الشرطية في محل نصب نعت "قومًا". وجملة: "ركبوا" في محل جر بالإضافة. وجملة: "شنوا" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "بهم قومًا" حيث جاءت الباء بمعنى البدل، أي: بدل قومي.
2 آل عمران: 123.
3 القمر: 34.
الثالث: السببية، نحو:{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} 1.
الرابع: التعليل، نحو:{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} 2.
الخامس: الاستعانة، نحو:"كتبت بالقلم".
السادس: التعدية، وتسمى باء النقل، وهي المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولًا، وأكثر ما تعدي الفعل القاصر، نحو:"ذهبت بزيد"، بمعنى: أذهبته، ومنه:{ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِم} 3، وقرئ:"أذهب الله نورَهم".
السابع: التعويض، نحو:"بعت لهذا بألف"، وتسمى باء المقابلة أيضًا.
الثامن: الإلصاق حقيقة ومجازًا، نحو:"أمسكت بزيد"، ونحو:"مررت به"، وهذا المعنى لا يفارقها؛ ولهذا اقتصر عليه سيبويه.
التاسع: المصاحبة، نحو:{اهْبِطْ بِسَلَام} 4، أي: معه.
العاشر: التبعيض، نحو:{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} 5، وقوله "من الطويل":
شربن بماء البحر ثم ترفعت
…
متى لجج خضر لهن نئيج6
الحادي عشر: المجاوزة كـ"عن"، نحو:{فَاسْأَلْ بِهِ خَبِير} 7 بدليل {يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُم} 8 وإلى هذه الثلاثة الإشارة بقوله:
"ومثل مع ومن وعن بها انطق".
هذا ما ذكره في هذا الكتاب
الثاني عشر: موافقة "علي"، نحو:{مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} 9 بدليل {هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} 10.
1 العنكبوت: 40.
2 النساء: 160.
3 البقرة: 17.
4 هود: 48.
5 الإنسان: 6.
6 تقدم بالرقم: 523.
7 الفرقان: 59.
8 الأحزاب: 20.
9 آل عمران: 75.
10 يوسف: 64.
الثالث عشر: القسم، وهي أصل حروفه؛ ولذلك خصت بذكر الفعل معها، نحو:"أقسم بالله"، والدخول على الضمير، نحو:"بك لأفعلن".
الرابع عشر: موافقة "إلى"، نحو:{وَقَدْ أَحْسَنَ بِي} 1 أي: إليَّ، وقيل: ضمن "أحسن" معنى "لطف".
الخامس عشر: التوكيد، وهو الزائدة، نحو:{كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} 2، {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} 3 و"بحسبك ذرهم"، و"ليس زيد بقائم".
"على" ومعانيها":
375-
على للاستعلا، ومعنى "في" و"عن"
…
بعن تجاوزًا عنى من قد فطن
376-
وقد تجي موضع "بعد" و"على"
…
كما "على" موضع "من" قد جعلا
"على للاستعلا ومعنى في وعن" أي: تجيء "على" الحرفية لمعان عشرة ذكر منها ثلاثة:
الأول: الاستعلاء، وهو الأصل فيها، ويكون حقيقة ومجازًا، نحو:{وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} 4، ونحو:{فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} 5.
والثاني: الظرفية كـ"في"، نحو:"على حين غفلة".
الثالث: المجاوزة كـ"عن"، كقوله "من الوافر":
554-
إذا رضيت علي بنو قشير
…
"لعمر الله أعجبني رضاها"
1 يوسف: 100.
2 الرعد: 43.
3 البقرة: 195.
4 المؤمنون: 22.
5 الإسراء: 21.
554-
التخريج: البيت للقحيف العقيلي في أدب الكاتب ص507؛ والأزهية ص277؛ وخزانة الأدب 10/ 132، 133؛ والدرر 4/ 135؛ وشرح التصريح 2/ 14؛ وشرح شواهد المغني 1/ 416؛ ولسان العرب 14/ 323 "رضي"؛ والمقاصد النحوية 3/ 282؛ ونوادر أبي زيد ص176؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 118؛ والإنصاف 2/ 630؛ وجمهرة اللغة ص1314؛ والجني الداني ص477؛ والخصائص 2/ 311، 389؛ ورصف المباني ص372؛ وشرح شواهد المغني 2/ 954؛ وشرح ابن عقيل ص365؛ =
الرابع: التعليل كاللام، نحو:{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُم} 1، وقوله:
علام تقول الرمح يثقل عاتقي2
الخامس: المصاحبة كـ"مع"، نحو:{وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّه} 3، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} 4.
السادس: موافقة "من"، نحو:{إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} 5.
السابع: موافقة الياء، نحو:{حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ} 6 وقد قرأ أبي بالباء.
الثامن: الزيادة للتعويض من أخرى محذوفة، كقوله "من الرجز":
555-
إن الكريم وأبيك يعتمل
…
إن لم يجد يومًا على من يتكل
= وشرح المفصل 1/ 120؛ ولسان العرب 15/ 444 "يا"؛ والمحتسب 1/ 52، 348؛ ومغني اللبيب 2/ 143؛ والمقتضب 2/ 320؛ وهمع الهوامع 2/ 28.
شرح المفردات: بنو قشير: هم قوم قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، اشتركوا في الفتوحات الإسلامية.
المعنى: يقول: إذا رضيت عني بنو قشير سرني رضاها، وأراح بالي لما له من تأثير عظيم علي.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "رضيت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث. "علي": جار ومجرور متعلقان بـ"رضيت". "بنو": فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "قشير": مضاف إليه مجرور. "لعمر": اللام لام الابتداء، و"عمر": مبتدأ مرفوع، خبره محذوف تقديره:"قسم"، وهو مضاف. "الله" اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. "أعجبني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "رضاها": فاعل مرفوع، و"ها": ضمير في محل جر مضاف إليه.
وجملة: "إذا رضيت" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "رضيت" في محل جر بالإضافة. وجملة القسم "لعمر" اعتراضية. وجملة: "أعجبني" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد فيه قوله: "رضيت علي" حيث جاءت "على" بمعنى "عن".
1 البقرة: 185.
2 تقدم بالرقم 342.
3 البقرة: 177.
4 الرعد: 6.
5 المطففين: 2.
6 الأعراف: 105.
555-
التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 292؛ والجني الداني ص478؛ وخزانة الأدب 10/ 146؛ والخصائص 2/ 305؛ والدرر 4/ 108؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 205؛ وشرح التصريح =
أي: من يتكل عليه.
التاسع: الزيادة لغير تعويض، وهو قليل، كقوله "من الطويل":
556-
أبى الله إلا أن سرحة مالك
…
على كل أفنان العضاء تروق
= 2/ 15؛ وشرح شواهد المغني ص419؛ والكتاب 3/ 81؛ ولسان العرب 11/ 475 "عمل"؛ والمحتسب 1/ 281؛ وهمع الهوامع 2/ 22.
اللغة: يعتمل: يتكلف العمل متخذًا لنفسه حرفة تسد حاجته. يتكل: يعتمد.
المعنى: يقول إن الرجل الكريم النفس، إذا دهمته صروف الدهر اتخذ لنفسه عملًا يسد به حاجته إذا لم يجد من يعتمد عليه.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الكريم: اسم "إن" منصوب بالفتحة. وأبيك: "الواو": حرف قسم وجر، "أبيك": اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف تقديره:"أقسم". يعتمل: فعل مضارع مرفوع وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو" إن: حرف شرط جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يجد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". يومًا: ظرف زمان منصوب متعلق بـ"يجد". على: حرف جر زائد. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به لـ"يجد". يتكل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". وقيل: على من جار ومجرور متعلقان بـ"يتكل"، ومن: اسم استفهام.
وجملة يتكل استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن الكريم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة القسم اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يعتمل": في محل رفع خبر "إن". وجملة "يتكل": صلة الموصول لا محل لا من الإعراب.
الشاهد: قوله: "إن لم يجد يومًا على من يتكل" حيث وردت "على" زائدة على رأي بعض النحاة معتبرين "من" اسم موصول، تقديره:"إن لم يجد يومًا الذي يتكل عليه". ومنهم من جعل "على" حرف جر و"من" اسم استفهام، والتقدير:"إن لم يجد يومًا شيئًا، ثم استأنف فقال: على من يتكل؟ ".
556-
التخريج: البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص41؛ وأدب الكاتب ص523؛ وأساس البلاغة ص185 "روق"؛ والجني الداني ص479؛ والدرر 4/ 137؛ وشرح التصريح 2/ 15؛ وشرح شواهد المغني 1/ 420؛ ولسان العرب 2/ 479 "سرح"؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص377؛ وخزانة الأدب 2/ 194، 10/ 144، 145.
اللغة: أبى الله: قضى بالمنع. السرحة: الشجرة العظيمة. الأفنان: الأغصان: العضاء: نوع من الشجر ذي الشوك. تروق: تعجب.
المعنى: قضى الله -جل وعز- رفضًا ومنعًا لأي غصن من أغصان شجر العضاه، إلا أن يعجب بشجرة مالك العظيمة؛ بمعنى أن الله جعل الإعجاب فرضًا على كل الغصون، وإخالها كنابة عن حلوة يحبها كل الناس =
وفيه نظر.
العاشر: الاستدراك الإضراب، كقوله "من الطويل":
557-
بكل تداوينا فلم يشف ما ربنا
…
على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع
…
إذا كان من تهواه ليس بذي ود
"بعن تجاوزًا عنى من قد فطن. وقد تجي" عن "موضع بعد" وموضع "على كما على موضع عن قد جعلا" كما رأيت.
= الإعراب: أبي: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف. الله: فاعل مرفوع بالضمة. إلا: حرف يفيد الحصر. أن: حرف مشبه بالفعل. سرحة: اسم "أن" منصوب بالفتحة. مالك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. على كل: "على" حرف جر زائد، "كل": مجرور لفظًا، منصوب محلًّا على أنه مفعول به لـ"تروق". العضاه: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تروق: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي"، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مفعول به للفعل "أبى".
وجملة "أبى الله": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تروق": في محل رفع خبر "أن".
والشاهد فيه قوله: "على كل تروق" حيث زاد "على" قبل "كل" فالفعل "تروق" يتعدى بنفسه، لا بـ"على"، وفسر وجود حرف الجر بأنه "هنا" بمعنى تعلو وترتفع.
557-
التخريج: البيتان ليزيد بن الطثرية في ديوانه ص82؛ وذيل الأمالي ص104؛ وللمجنون في ديوانه ص89؛ ولعبد الله بن الدمينة في ديوانه ص82؛ وشرح شواهد المغني 1/ 425؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 454.
المعنى: لم نترك دواء معروفًا إلا واستخدمناه لنشفى من الهوى، ولكن هيهات، إنما قربنا من دار من تهوى أشفى لنفوسنا من بعدنا عنها.
الإعراب: بكل: جار ومجرور متعلقان بـ"تداوينا". تداوينا: فعل ماضٍ مبني على السكون المقدر على الألف المنقلبة ياء، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. فلم: "الفاء": عاطفة، "لم": حرف جزم وقلب ونفي. يشف: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة من آخره. ما: اسم موصول في محل رفع نائب فاعل. بنا: جار ومجرور متعلقان بصلة الموصول المحذوفة "ما استقر بنا" على: حرف جر واستدراك. أن: حرف مشبه بالفعل. قرب: اسمها منصوب بالفتحة. الدار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. خير: خبر "أن" مرفوع بالضمة. من البعد: جار ومجرور متعلقان بـ"خير"، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مجرور بـ"على" والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف، والتقدير: الحقيقة كائنة على أن.
وجملة "تداوينا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فلم يشف": معطوفة عليها لا محل لها. وجملة "أن قرب الدار خبر": في محل جر بحرف الجر "على".
والشاهد فيهما قوله: "على أن" حيث اعتبر "على" حرف استدراك وإضراب، وكذلك في البيت التالي.
"عن" ومعانيها":
وجملة معاني "عن" عشرة أيضًا، اقتصر منها الناظم على هذه الثلاثة.
الأولى: المجاوزة، وهي الأصل فيها، ولم يذكر البصريون سواه، نحو:"سافرت عن البلد"، و"رغبت عن كذا".
الثاني: البعدية -وهو المشار إليه بقوله: "وقد تجي موضع بعد"- نحو: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} 1، {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} 2، أي: حالًا بعد حال.
الثالث: الاستعلاء كـ"على"، نحو:{فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} 3، وقوله "من البسيط":
558-
لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب
…
عني ولا أنت دياني فتخزوني
1 المؤمنون: 40.
2 الانشقاق: 19.
3 محمد: 38.
558-
التخريج: البيت لذي الإصبع العدواني في أدب الكاتب ص513؛ والأزهية ص279؛ وإصلاح المنطق ص373؛ والأغاني 3/ 108؛ وأمالي المرتضى 1/ 252؛ وجمهرة اللغة ص596؛ وخزانة الأدب 7/ 173، 177، 184، 186؛ والدرر 4/ 143؛ وسمط الآلي ص289؛ وشرح التصريح 2/ 15؛ وشرح شواهد المغني 1/ 430؛ ولسان العرب 11/ 525 "فضل"، 13/ 167، 170 "دين"، 295، 296 "عنن"، 539 "لوه"، 14/ 226 "خزا"؛ والمؤتلف والمختلف ص118؛ ومغني اللبيب 1/ 147؛ والمقاصد النحوية 3/ 286؛ ولكعب الغنوي في الأزهية ص97؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 263، 2/ 121، 303؛ والإنصاف 1/ 394؛ والجني الداني ص246؛ وجواهر الأدب ص323؛ وخزانة الأدب 10/ 124؛ 344؛ والخصائص 2/ 288؛ ورصف المباني ص254، 368؛ وشرح ابن عقيل ص364؛ وشرح المفصل 8/ 53؛ وهمع الهوامع 2/ 29.
شرح المفردات: لاه: أصله "الله" حذفت لام الجر ولام التعريف والباقية هي فاء الكلمة وذلك حسب رأي سيبويه. أفضلت: زدت فضلًا. الحسب: الشرف الثابت في الآباء. الديَّان: صاحب الأمر. تخزوني: تسوسني وتقهرني.
المعنى: يقول: لله أمر ابن عمك، لا أنت أفضل مني حسبًا، ولا أشرف مني نسبًا، ولا ولي أمري فتسوسني وتقهرني.
الإعراب: "لاه": جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. "ابن": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو =
الرابع: التعليل، نحو:{وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} 1، {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} 2.
الخامس: الظرفية، كقوله "من الطويل":
559-
وآس سراة الحي حيث لقيتهم
…
ولا تك عن حمل الرباعة وانيا
= مضاف: "عمك": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة "لا": حرف نفي. "أفضلت" فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "في حسب": جار ومجرور متعلقان بـ"أفضلت". "عني": جار ومجرور متعلقان بـ"أفضلت". "ولا": الواو حرف استئناف، "لا": حرف نفي. "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "دياني": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "فتخزوني": الفاء: حرف عطف، أو السببية، "تخزوني": فعل مضارع مرفوع، أو منصوب، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنت".
وجملة: "لاه ابن عمك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أفضلت" استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة: "لا أنت دياني" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تخزوني" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "أفضلت عني" حيث جاءت "عن" للاستعلاء بمعنى "على"؛ لأن "رضي" بتعدي بـ"على".
1 هود: 53.
2 التوبة: 114.
559-
التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص379؛ والدرر 4/ 145؛ وشرح شواهد المغني 1/ 434؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص247؛ وجواهر الأدب ص324؛ وهمع الهوامع 2/ 30.
اللغة: آس: قدم المواساة والمساعدة والعزاء. سراة الحي: أشرافه. الرباعة: الدية؛ وهو على رباعة قومه: أي هو سيدهم. الواني: الضعيف.
المعنى: لا تكن كسولًا ضعيفًا عن حمل أعباء الرئاسة والسيادة، وقدم المساعدة والمواساة لإشراف قبيلتك كلما لقيتهم.
الإعراب: "وآس": "الواو": بحسب ما قبلها، "آس": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". سراة: مفعول به منصوب بالفتحة. الحي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. حيث: ظرف مكان في محل نصب مفعول فيه متعلق بالفعل "آسي". لقيتهم: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم علامة جمع الذكور العقلاء. ولا:"الواو": للعطف، "لا": ناهية جازمة. تك: فعل مضارع ناقص مجزوم، وحذفت النون الساكنة منه للتخفيف واسم "تكون" ضمير مستتر تقديره "أنت". عن حمل: جار ومجرور متعلقان بـ"وانيًا". الرباعة: مضاف إليه مجرور بالكسرة وانيا: خبر "تكون" منصوب بالفتحة، و"الألف": للإطلاق.
وجملة "آس سراة الحي": حسب ما قبلها، أو ابتدائية لا محل لها. وجملة "لقيتهم": في محل جر بالإضافة. وجملة "ولا تك
…
": معطوفة على جملة "وآس": لا محل لها، أو بحسب ما قبلها.
والشاهد فيه قوله: "وانيًا عن حمل الرباعة" حيث جاءت "عن" بمعنى "في" تحمل معنى الظرفية.
السادس: موافقة "من"، نحو:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِه} 1، {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} 2.
السابع: موافقة الباء، نحو:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} 3، والظاهر أنها على حقيقتها، وأن المعنى وما يصدر قوله عن الهوى.
الثامن: الاستعانة، قاله الناظم، ومثل له بنحو:"رميت عن القوس"؛ لأنهم يقولون: "رميت بالقوس"؛ وفيه رد على الحريري في إنكاره أن يقال ذلك إلا إذا كانت القوس هي المرمية.
التاسع: البدل، نحو:{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} 4، وفي الحديث:"صومي عن أمك".
العاشر: الزيادة للتعويض من أخرى محذوفة، كقوله "من الطويل":
560-
أتجزع إن نفس أتاها حمامها
…
فهلا التي عن بين جنبيك تدفع
1 الشورى: 25.
2 الأحقاف: 16.
3 النجم: 3.
4 البقرة: 48، 123.
560-
التخريج: البيت لزيد بن رزين في جواهر الأدب ص325؛ وشرح شواهد المغني 1/ 436؛ وله أو لرجل من محارب في ذيل أمالي القالي ص105؛ وذيل سمط اللآلي ص49؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص248؛ وخزانة الأدب 10/ 144؛ والدرر 4/ 107؛ وشرح التصريح 2/ 16؛ والمحتسب 1/ 281؛ وهمع الهوامع 2/ 22.
اللغة: الجزع: الاضطراب والخوف. الحمام: الموت.
المعنى: أراك مضطربًا خائفًا، عندما يحل الموت ضيفًا على أحدهم، فهل تستطيع منعه من أخذ روحك، عندما تحين ساعتك؟!
الإعراب: أتجزع: "الهمزة": حرف استفهام: "تجزع": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". إن: حرف شرط جازم. نفس: فاعل لفعل محذوف تقديره "تهلك، أو تمت". أتاها: فعل ماض مبني على الفتح على الألف، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. حمامها: فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بحرف الجر. فهلا: "الفاء": للاستئناف، =
"الكاف ومعانيها":
377-
شبه بكاف، وبها التعليل قد
…
يعني، وزائدًا لتوكيد ورد
أي: تجيء الكاف لمعان، وجملتها أربعة، اقتصر منها في النظم على ثلاثة:
الأول: التشبيه، وهو الأصل فيها، نحو:"زيد كالأسد".
الثاني: التعليل، نحو:{وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُم} 1 أي: لهدايتكم، وعبارته هنا وفي التسهيل تقتضي أن ذلك قليل، ولكنه قال في شرح الكافية: ودلالتها على التعليل كثيرة.
الثالث: التوكيد، وهي الزائدة، نحو:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} 2، أي: ليس شيء مثله، وقوله "من الرجز":
561-
لواحق الأقراب فيها كالمقق
= "هلا": حرف تحضيض. التي: اسم موصول في محل نصب بنزع الخافض، بتقدير "تدفع عن التي". عن بين:"عن": حرف جر زائد، "بين": مجرور لفظًا، منصوب محلًّا على أنه مفعول فيه ظرف مكان متعلق بفعل "استقرت" المحذوف. جنبيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. تدفع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت".
وجملة "أتجزع": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إن نفس": استثنافية لا محل لها. وجملة "أتاها": تفسيرية لا محل لها. وجملة جواب الشرط محذوفة، بتقدير "إن تمت نفس فتجزع". وجملة "تدفع": استثنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "عن بين" حيث جاءت "عن" زائدة للتعويض عن المحذوف بعد الفعل، بتقدير "فهلا تدفع عن التي بين جنبيك".
1 البقرة: 198.
2 الشورى: 11.
561-
التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص106؛ وجواهر الأدب ص129؛ وخزانة الأدب 1/ 89؛ وسر صناعة الإعراب ص292، 295، 815؛ وسمط اللآلي ص322؛ وشرح شواهد المغني 2/ 764؛ والمقاصد النحوية 3/ 290؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص264؛ والإنصاف 1/ 299؛ وجمهرة اللغة ص824؛ واللمع في العربية ص158؛ والمقتضب 4/ 418.
اللغة: اللواحق: ج اللاحقة، وهي الضامرة. الأقراب: ج القرب، وهي الحاضرة. المقق: الطول الفاحش.
الإعراب: "لواحق": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي"، وهو مضاف. "الأقراب": مضاف إليه =
أي: فيها المقق، أي: الطول.
الرابع: الاستعلاء، قيل لبعضهم:"كيف أصبحت"؟ قال: كـ"خير"، أي: على خير، وهو قليل، أشار إلى ذلك في التسهيل بقوله: وقد توافق "على".
378-
واستعمل اسمًا، وكذا "عن" و"على"
…
من أجل ذا عليهما "من" دخلا
"واستعمل" الكاف "اسمًا" بمعنى "مثل"، كما في قوله "من الرجز":
562-
"بيض ثلاث كنعاج جم"
…
يضحكن عن كالبرد المتهم
أي: عن مثل البرد، وقوله "من الطويل":
563-
بكاللقوة الشغواء جلت فلم أكن
…
لأولع إلا بالكمي المقنع
= مجرور. "فيها": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره: "موجود". "كالمقق": الكاف حرف زائد، "المقق": مبتدأ مؤخر.
الشاهد: قوله: "كالمقق" حيث وردت الكاف الزائدة، تقديره:"فيها المقق".
562-
التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 328؛ وخزانة الأدب 10/ 166، 168، والدرر 4/ 156؛ وشرح شواهد المغني 2/ 503؛ والمقاصد النحوية 3/ 294؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص258؛ والجني الداني ص79؛ وجواهر الأدب ص126؛ وشرح المفصل 8/ 42، 44؛ ومغني اللبيب 1/ 180؛ وهمع الهوامع 2/ 31.
شرح المفردات: النعاج: ج النعجة، وهي أنثى الضأن، والعرب تكني بها عن المرأة. الجم: ج الجماء مؤنث الأجم، وهو من الكباش ما لا قرن له. البرد: حب الغمام. المنهم: الذائب.
المعنى: يقول: إنهن ثلاث نسوة ناعمات، تبدو أسنانهن عندما يضحكن كالبرد المذاب.
الإعراب: "بيض": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هن". "ثلاث": نعت "بيض" أو خبر ثان. "كنعاج": جار ومجرور. "جم": نعت "نعاج" مجرور. "يضحكن": فعل مضارع مبني على السكون، والنون في محل رفع فاعل. "عن": حرف جر "كالبرد": الكاف: اسم مجرور بمعنى "مثل"، والجار والمجرور متعلقان بـ"يضحك"، وهو مضاف، "البرد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "المنهم": نعت "البرد" مجرور.
وجملة "هن بيض" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يضحكن" في محل جر نعت "نعاج".
الشاهد فيه قوله: "عن كالبرد" حيث جاءت "الكاف" اسمًا بمعنى "مثل" بدليل دخول "عن" عليه، وهو حرف جر لا يدخل إلا على الاسم.
563-
التخريج: البيت بلا نسبة في الجني الداني ص82؛ والدرر 4/ 158؛ والمقاصد النحوية 3/ 295؛ وهمع الهوامع 2/ 31. =
وهو مخصوص عند سيبويه والمحققين بالضرورة، وأجازه كثيرون -منهم الفارسي والناظم- في الاختيار.
"وكذا عن وعلى" استعملا اسمين: الأول بمعنى "جانب"، والثاني بمعنى "فوق" "من أجل ذا عليهما من دخلا" في قوله "من الكامل":
564-
ولقد أراني للرماح دريئة
…
من عن يميني تارة وأمامي
= اللغة: اللقوة: العقاب السريع. الشغواء: ذات المنقار المعوج. جلت: طفت دون مبالاة. الولع: الشغف. الكمي: الرجل الشجاع. المقنع: الذي يلبس القناع، وهنا المدجج بالسلاح.
المعني: يصور الشاعر شجاعته إذا كان يطوف في مجال المعركة غير مبال بأحد على حصان كالعقاب السريع، باحثًا عن الأبطال المدججين بالسلاح.
الإعراب: بكاللقوة: "الباء": حرف جر، و"الكاف": اسم بمعنى "مثل" مبني في محل جر بالياء، والجار والمجرور متعلقان بـ"جلت"، وهو مضاف، "اللقوة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشغواء: نعت "اللقوة" مجرور بالكسرة. جلت: فعل ماضٍ، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فلم: "الفاء": حرف عطف، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. أكن: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". لأولع:"اللام": للجحود، و"أولع": فعل مضارع للمجهول منصوب بالفتحة، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنا" إلا: حرف استثناء. بالكمي: جار ومجرور متعلقان بـ"أولع". المقنع: نعت "الكمي" مجرور بالكسرة.
وجملة "بكاللقوة" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم أكن" معطوفة على سابقتها. وجملة "لأولع": في محل نصب خبر "أكن".
الشاهد فيه قوله: "بكاللقوة": حيث وردت الكاف اسمًا بمعنى "مثل" بدليل جرها بالباء التي تختص بدخولها على الأسماء.
564-
التخريج: البيت لقطري من الفجاءة في ديوانه ص171؛ وخزانة 10/ 158، 160؛ والدرر 2/ 269، 4/ 185؛ وشرح التصريح 2/ 10؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص136؛ وشرح شواهد المغني 1/ 438؛ والمقاصد النحوية 3/ 150، 405؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص255؛ والأشباه والنظائر 3/ 13؛ وجواهر الأدب ص322؛ وشرح ابن عقيل ص368؛ وشرح المفصل 8/ 40؛ ومغني اللبيب 1/ 149؛ وهمع الهوامع 1/ 156، 2/ 36.
شرح المفردات: الدريئة: حلقة يُتعلم عليها الطعن، أو ما يستتر به الصائد ليخدع الصيد.
المعنى: يقول: إنه أصبح هدفًا لسهام الأعداء ونبالهم تترامى عليه من كل جانب. أو إن أصحابه يتخذونه ترسًا ليرد عنهم سهام الأعداء ونبالهم التي تنهال عليهم من كل جانب.
الإعراب: "ولقد": الواو بحسب ما قبلها، "لقد": اللام واقعة في جواب قسم محذوف، "قد": حرف تحقيق: "أراني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير =
وكقوله: "من الطويل":
565-
غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها
…
تصل وعن قيض بزيزاء مجهل
"استعمالات "مذ" و"منذ" وحكم ما بعدهما":
379-
و"مذ ومنذ" اسمان حيث رفعا
…
أو أوليا الفعل كـ: "جئت مذ دعا"
380-
وإن يجرا في مضي فكمن
…
هما، وفي الحضور معنى "في" استبن
= مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". "للرماح": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "دريئة". "دريئة": مفعول به ثان. "من عن": جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "تجيئني" مثلًا، وهو مضاف. "يميني": مضاف إليه، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة "تارة": ظرف زمان متعلق بالفعل المحذوف. "وأمامي": الواو حرف عطف، "أمامي": معطوف على "يميني".
وجملة القسم المحذوفة بحسب ما قبلها. وجملة: "لقد أراني" جواب القسم لا محل لها من الإعراب. والجملة المحذوفة: "تجئني" في محل نصب نعت لـ"دريئة".
الشاهد فيه قوله: "من عن يميني" حيث وردت "عن" اسمًا مجرورًا بمعنى "جانب".
565-
التخريج: البيت لمزاحم العقيلي في أدب الكاتب ص504؛ والأزهية ص194؛ وخزانة الأدب 10/ 147، 150؛ والدرر 4/ 187؛ وشرح التصريح 2/ 19؛ وشرح شواهد الإيضاح ص230،؛ وشرح شواهد المغني 1/ 425؛ وشرح المفصل 8/ 38؛ ولسان العرب 11/ 383 "صلل"، 15/ 88 "علا"؛ والمقاصد النحوية 3/ 301؛ ونوادر أبي زيد ص163؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص103؛ والأشباه والنظائر 3/ 12؛ وجمهرة اللغة ص1314؛ والجني الداني ص470؛ وجواهر الآدب ص375؛ وخزانة الأدب 6/ 535؛ ورصف المباني ص371؛ وشرح ابن عقيل ص367؛ والكتاب 4/ 231؛ ومجالس ثعلب ص304؛ ومغني اللبيب 1/ 146، 2/ 532؛ والمقتضب 3/ 53؛ والمقرب 1/ 196؛ وهمع الهوامع 2/ 36.
شرح المفردات: الظمء: ما بين الشربين. تصل: تصوت. القيض: قشرة البيضة العليا. الزيزاء: ما غلظ من الأرض. المجهل: القفر الخالي من الأعلام.
المعنى: يقول: إن القطاة قد تركت فراخها وقشر بيضها، وراحت تصوت في أرض خالية من الأعلام بعد أن اشتد بها الظمأ.
الإعراب: "غدت" فعل ماضٍ ناقص، والتاء للتأنيث، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي". "من عليه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من اسم "غدت"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "بعد": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"غدا". "ما": حرف مصدري "تم": فعل ماضٍ. "ظمؤها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "اتصل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي". "وعن قبض": الواو حرف عطف، وجار ومجرور معطوفان على "من عليه". "بزيزاء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "قبض". "مجهل": نعت "زيزاء" مجرور.
وجملة: "عدت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تم ظمؤها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما تم" تأويل مصدر في محل جر بالإضافة. وجملة "تصل" في محل نصب خبر "غدا".
الشاهد فيه قوله: "من عليه" حيث جاءت "على" اسمًا مجرورًا بـ"من".
"ومذ ومنذ" يستعملان أيضًا اسمين وحرفين: فهما "اسمان حيث رفعا" اسمًا مفردًا "أو أوليا" جملة، كما إذا أوليا "الفعل" مع فاعله، وهو الغالب، ولهذا اقتصر على ذكره، أو المبتدأ مع خبره.
فالأول نحو: "ما رأيته مذ يومان، أو منذ يومُ الجمعة"، وهما حينئذ مبتدآن وما بعدهما خبر، والتقدير: أمد انقطاع الرؤية يومان، وأول انقطاع الرؤية يوم الجمعة. وقد أشعر بذلك قوله:"حيث رفعا"، وقيل: بالعكس، والمعنى: بيني وبين الرؤية يومان، وقيل: ظرفان، وما بعدهما فاعل بفعل محذوف، أي: مذ كان -أو مذ مضى- يومان، وإليه ذهب أكثر الكوفيين، واختاره السهيلي والناظم في التسهيل.
والثاني "كجنت مذ دعا"، وقوله:
ما زال مذ عقدت يداه إزاره1
وقوله "من الطويل":
566-
وما زلت أبغي الخير مذ أنا يافع
…
"وليدًا وكهلًا حين شبت وأمردا"
= معطوفان على "من عليه". "بزيزاء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "قبض". "مجهل": نعت "زيزاء" مجرور.
وجملة: "عدت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تم ظمؤها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما تم" تأويل مصدر في محل جر بالإضافة. وجملة "تصل" في محل نصب خبر "غدا".
الشاهد فيه قوله: "من عليه" حيث جاءت "على" اسمًا مجرورًا بـ"من".
1 تقدم بالرقم 132.
566-
التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص185؛ وتذكرة النحاة ص589، 632؛ والدرر 3/ 139؛ وشرح التصريح 1/ 21؛ وشرح شواهد المغني 2/ 577؛ والمقاصد النحوية 3/ 60، 326؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 336؛ وهمع الهوامع 1/ 216.
شرح المفردات: أبغي: أريد. اليافع: الغلام الذي بلغ العشرين. الكهل: من وخطه الشيب. الأمرد: الذي لم تنبت لحيته.
المعنى: يقول: أنفقت عمري دائبًا في طلب الخير منذ كنت يافعًا، صبيًّا، وكهلًا قد علاني الشيب.
الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. "زلت": فعل ماضٍ ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ما زال". "أبغي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". "الخير": مفعول به. "مذ": ظرف زمان مبني في محل نصب متعلق بـ"أبغي". "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "يافع": خبر المبتدأ. "وليدًا": حال منصوب. "وكهلًا": الواو حرف عطف، "كهلًا": =
والمشهور أنهما حينئذ ظرفان مضافان إلى الجملة، وقيل: إلى زمن مضاف إلى الجملة، وقيل: مبتدآن؛ فيجب تقدير زمن مضاف إلى الجملة يكون هو الخبر.
"وأن يجرا" فهما حرفا جر، ثم إن كان ذلك "في مضي فكمن هما" في المعنى، نحو:"ما رأيته مذ يومِ الجمعة، ومنذ يومِ الجمعة"، أي: من يوم الجمعة "وفي الحضور معني في استبن" بهما، نحو:"ما رأيته مذ يومِنا، أو منذ يومنا": أي: في يومنا. هذا مع المعرفة كما رأيت، فإن كان المجرور بهما نكرة كانا بمعنى "من" و"إلى" معًا كما في المعدود، نحو:"ما رأيته مذ -أو منذ- يومين"، وكونهما إذا جرا حرفي جر هو ما ذهب إليه الأكثرون، وقيل: هما ظرفان منصوبان بالفعل قبلهما.
تنبيهات: الأول: أكثر العرب على وجوب جرهما للحاضر، وعلى ترجيح جر منذ للماضي على رفعه، كقوله "من الطويل":
567-
"قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان"
…
وربع عفت آثاره منذ أزمانِ
= معطوف على "وليدًا". "حين": ظرف زمان منصوب متعلق بمحذوف نعت "كهلًا". "شبت": فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "وأمردا": الواو حرف عطف، "أمردا": معطوف على "وليدًا"، والألف للإطلاق.
وجملة: "ما زلت" بحسب ما قبلها. وجملة "أبغي" في محل نصب خبر "ما زال". وجملة: "أنا يافع" في محل جر بالإضافة. وجملة: "شبت" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "مذ أنا يافع" حيث دخلت "مذ" على الجملة الاسمية.
567-
التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص89؛ والدرر 3/ 142؛ وشرح التصريح 2/ 17؛ وشرح شواهد المغني 1/ 374؛ 2/ 750؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 1/ 335؛ وهمع الهوامع 1/ 217.
شرح المفردات: العرفان: ما عُرف من علامات الدار. الربع: المنزل. عفت: امَّحت، درست. الآيات: العلامات.
المعنى: يخاطب الشاعر صديقيه، وهي عادة عند العرب، أن يتوقفا ويبكيا على ذكر حبيب وربع كان مرتعًا للهو، وقد امَّحت آثاره منذ زمن.
الإعراب: "قفا": فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين، والألف ضمير في محل رفع فاعل. "نبك": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"نحن". "من ذكرى": جار ومجرور متعلقان بـ"نبك"، وهو مضاف. "حبيب": مضاف إليه مجرور. "وعرفان": الواو حرف عطف، "عرفان": معطوف على "حبيب". "وربع": الواو حرف عطف، "ربع": معطوف على "حبيب""عفت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث. "آثاره": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء =
وعلى ترجيح رفع "مذ" للماضي على جره؛ فمن القليل فيها قوله "من الكامل":
568-
لمن الديار بقنة الحجر
…
أقوين مذ حججٍ ومذ دهرِ
الثاني: أصل "مذ": "منذ" بدليل رجوعهم إلى ضم الذال من "مذ" عند ملاقاة الساكن، نحو:"مذ اليوم"، ولولا أن الأصل الضم لكسروا، ولأن بعضهم يقول: مذ زمنٍ طويلٍ، فيضم مع عدم الساكن؛ وقال ابن ملكون: هما أصلان؛ لأنه لا يتصرف في الحرف وشبهه، ويرده تخفيفهم "أن"، و"كأن"، و"لكن" و"رب"، وقال المالقي: إذا كانت "مذ" اسمًا فأصلها:"منذ"، أو حرفًا فهي أصل.
= ضمير في محل جر بالإضافة. "منذ أزمان": جار ومجرور متعلقان بـ"عفت".
وجملة: "قفا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نبك" جواب الطلب لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عفت". في محل جر نعت "ربع".
الشاهد فيه قوله: "منذ أزمان" حيث دخلت "منذ" على لفظ دال على الزمان، والمراد به الزمان الماضي، فدلت على ابتداء الغاية الزمانية، وهو دليل للكوفيين على أن "منذ" تكون لابتداء الغاية الزمانية.
568-
التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص86؛ والأزهية ص283؛ وأسرار العربية ص273؛ والأغاني 6/ 86؛ والإنصاف 1/ 371؛ وخزانة الأدب 9/ 439، 440؛ والدرر 3/ 142؛ وشرح التصريح 2/ 17؛ وشرح شواهد المغني 2/ 750؛ وشرح عمدة الحافظ ص264؛ وشرح المفصل 4/ 93، 8/ 11؛ والشعر والشعراء 1/ 145؛ ولسان العرب 13/ 421 "منن"، 4/ 170 "هجر"؛ والمقاصد النحوية 3/ 312؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص270؛ ورصف المباني ص320؛ ومغني اللبيب 1/ 335؛ وهمع الهوامع 1/ 317.
شرح المفردات: القنة: أعلى الشيء. الحجر: منازل ثمود عند وادي القرى. أقوين: خلون، مذ حجج: منذ سنوات.
المعنى: يتساءل الشاعر عن ديار قنة الحجر التي خلت منذ سنوات عديدة.
الإعراب: "لمن": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم للمبتدأ. "الديار": مبتدأ مؤخر مرفوع. "يقنة": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "الديار"، وهو مضاف. "الحجر": مضاف إليه مجرور. "أقوين": فعل ماضٍ، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "مذ حجج": جار ومجرور متعلقان بـ
"أقوين"، "ومذ دهر": الواو حرف عطف، "مذ دهر" جار ومجرور متعلقان بـ"أقوين".
وجملة: "لمن الديار" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أقوين" في محل رفع نعت "الديار".
الشاهد فيه قوله: "مذ حجج"، و"مذ دهر" حيث جاءت "مذ" فجرت الزمن الماضي، وهذا قليل.
"رب" واستخدامها":
الثالث: بقي من الحروف "رب": وهي للتكثير كثيرًا، وللتقليل قليلًا: فالأول كقوله صلى الله عليه وسلم: $"يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة" وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان: "يا رب صائمه لن يصومه وقائمة لن يقومه"، والثاني كقوله "من الطويل":
569-
ألا رب مولودٍ وليس له أب
…
وذي ولد لم يلْدَهُ أبوان
"زيادة "ما" بعد بعض أحرف الجر وحكمها":
381-
وبعد "من وعن وباء" زيد "ما"
…
فلم يعق عن عمل قد علما
382-
وزيد بعد "رب"، والكاف" فكف
…
وقد يليهما وجر لم يكف
569- التخريج: البيت لرجل من أزد السراة في شرح التصريح 2/ 18؛ وشرح شواهد الإيضاح ص257؛ وشرح شواهد الشافية ص22؛ والكتاب 2/ 266، 4/ 115؛ وله أو لعمرو الجنبي في خزانة الأدب 2/ 381؛ والدرر 1/ 173، 174؛ وشرح شواهد المغني 1/ 398؛ والمقاصد النحوية 3/ 354؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 19؛ والجني الداني ص441؛ والخصائص 2/ 333؛ والدرر 4/ 119؛ ورصف المباني ص189؛ وشرح المفصل 4/ 48؛ 9/ 126؛ والمقرب 1/ 199؛ ومغني اللبيب 1/ 135؛ وهمع الهوامع 1/ 54، 2/ 26.
شرح المفردات: مولود ليس له أب: ربما عيسى بن مريم. ذو ولد لم يلده أبوان: هو آدم أبو البشر، وقيل: القوس لأنها تؤخذ من شجرة معينة.
الإعراب: "ألا": حرف استفتاح، أو تنبيه. "رب": حرف جر شبيه بالزائذ. "مولود": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. "وليس": الواو زائدة، "ليس": فعل ماضٍ ناقص. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليس". "أب": اسم "ليس" مرفوع. "وذي": الواو حرف عطف، "ذي": معطوف على "مولود" مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف. "ولد" مضاف إليه مجرور. "لم": حرف جزم "يلده": فعل مضارع مجزوم، ونقلت السكون إلى اللام وفتحت الدال للضرورة الشعرية، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "أبوان": فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى.
وجملة: "ألا رب مولود" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ليس له أب" في محل رفع خبر المبتدأ "مولود". وجملة: "ذي ولد" معطوفة على جملة "رب ولد". وجملة: "لم يلده أبوان" في محل رفع خبر المبتدأ "ذي".
الشاهد فيه قوله: "رب مولود" حيث جاءت "رب" للتقليل وفي البيت شاهد آخر للنجاة هو قوله: "لم يلْده"، والأصل:"لم يلِدْه"، فسكن الشاعر اللام للضرورة الشعرية، فالتقى ساكنان، فحرك الساكن الثاني بالفتح لأنه أخف.
لعدم إزالتها الاختصاص، نحو:{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} 1، {عَمَّا قَلِيل} 2، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّه} 3.
"وزيد بعد رب والكاف فكف" عن الجر غالبًا، وحينئذ يدخلان على الجمل، كقوله "من الخفيف":
570-
ربما الجاملُ المؤبل فيهم
…
وعناجيج بينهن المهار
وكقوله "من الوافر":
571-
"فإن الخمر من شر المطايا"
…
كما الحبطات شر بني تميم
1 نوح: 25.
2 المؤمنون: 40.
3 آل عمران: 159.
570-
التخريج: البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص316؛ والأزهية ص94، 266؛ وخزانة الأدب 9/ 586، 588؛ والدرر 4/ 124؛ وشرح شواهد المغني 1/ 405؛ وشرح المفصل 8/ 29، 30؛ ومغني اللبيب 1/ 137؛ والمقاصد النحوية 3/ 328؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص448، 455؛ وجواهر الأدب ص368؛ والدرر 4/ 205؛ وشرح التصريح 2/ 22؛ وشرح ابن عقيل ص370؛ وهمع الهوامع 2/ 26.
شرح المفردات: الجامل: قطيع الجمال. المؤبل: الإبل المعدة للاقتناء. العناجيج: ج العنجوج وهو من الخيل الطويلة الأعناق. المهار: ج المهر، وهو ولد الفرس.
المعنى: يقول رب قطيع من الجمال المعدة للاقتناء، وجياد طويلة الأعناق بينها المهار.
الإعراب: "ربما": "رب": حرف جر شببه بالزائد، و"ما": حرف كاف. "الجامل": مبتدأ مرفوع "فيهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "وعناجيج" الواو حرف عطف، "عناجيج": معطوف على "الجامل" مرفوع. "بينهن": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم. "المهار": مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة: "ربما الجامل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بينهن المهار" في محل رفع نعت "عناجيج".
الشاهد فيه قوله: "ربما الجامل" حيث دخلت "ما" الكافة على "رب" فكفتها عن عمل الجر، ودخول "ربما" المكفوفة على الجملة الاسمية.
571-
التخريج: البيت لزياد الأعجم في ديوانه ص97؛ والأزهية ص77؛ وخزانة الأدب 10/ 204، 206، 208، 211، 213؛ والمقاصد النحوية 3/ 346؛ وبلا نسبة في الحيوان 1/ 363.
اللغة: الحمر: جمع حمار، وهو حيوان معروف، المطايا: ج المطية، وهي الدابة التي تركب. الحبطات: أبناء الحارث بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. =
"وقد تليهما وجر لم يكف"، كقوله:"من الخفيف":
572-
ربما ضربةٍ بسيف صقيل
…
بين بصرى وطعنة نجلاء
وكقوله "من الطويل":
573-
وننصر مولانا ونعلم أنه
…
كما الناس مجروم عليه وجارم
= الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف مشبه بالفعل. "الحمر": اسم "إن" منصوب. "من شر": جار ومجرور في محل رفع خبر "إن"، وهو مضاف. "المطايا": مضاف إليه "كما": الكاف حرف جر، "ما": الكافة. "الحبطات": مبتدأ مرفوع. "شر": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "بني": مضاف إليه مجرور بالياء، وهو مضاف. "تميم": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "إن الخمر" بحسب ما قبلها. وجملة: "الحبطات شر": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "كما الخبطات" حيث كفت "ما" حرف الجر "الكاف" عن عمله.
572-
التخريج: البيت لعدي بن الرعلاء في الأزهية ص82؛ 94؛ والاشتقاق ص486؛ والأصمعيات ص152؛ والحماسة الشجرية 1/ 194؛ وخزانة الأدب 9/ 582، 585؛ والدرر 4/ 205؛ وشرح التصريح 2/ 21؛ وشرح شواهد المغني ص725؛ ومعجم الشعراء ص252؛ والمقاصد النحوية 3/ 342؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص492؛ وجواهر الأدب ص369؛ والجني الداني ص456؛ ورصف المباني ص194، 316؛ ومغني اللبيب ص137؛ وهمع الهوامع 2/ 38.
شرح المفردات: الصقيل: المجلو. بصري: اسم مدينة من أعمال الشام. النجلاء: الواسعة.
الإعراب: "ربما": "رب": حرف جر شبيه بالزائد، "ما": زائدة "ضربة": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. "بسيف": جار ومجرور متعلقان بـ"ضربة"، أو بمحذوف خبر "ضربة". "صقيل": نعت "سيف". "بين": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر "ضربة" وهو مضاف. "بصري": مضاف إليه. "وطعنة": معطوف على "ضربة". "نجلاء": نعت "طعنة" مجرور.
الشاهد فيه قوله: "ربما ضربةٍ" حيث جر "ضربة" بـ"رب" مع دخول "ما" عليها.
573-
التخريج: البيت لعمرو بن براقة في أمالي القالي 2/ 122؛ والدرر 4/ 210؛ وسمط الآلي ص749؛ وشرح التصريح 2/ 21؛ وشرح شواهد المغني 1/ 202، 500، 2/ 725، 778؛ والمؤتلف والمختلف ص67؛ والمقاصد النحوية 3/ 332؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص166، 482؛ وجواهر الأدب ص133؛ وخزانة الأدب 10/ 207؛ والدرر 6/ 81؛ وشرح ابن عقيل ص371؛ ومغني اللبيب 1/ 65؛ وهمع الهوامع 2/ 38، 130.
شرح المفردات: المجروم: المعتدى عليه. الجارم: المعتدي.
المعنى: يقول: إننا نناصر من يوالينا ظالمًا كان أو مظلومًا. =
تنبيه: الغالب على "رب" المكفوفة بـ"ما" أن تدخل على فعل ماضٍ، كقوله "من المديد":
574-
ربما أوفيت في علم
…
"ترفعن ثوبي شمالات"
وقد تدخل على مضارع نزل منزلته لتحقق وقوعه، نحو:{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} 1، وندر دخولها على الجملة الاسمية، كقوله:
ربما الجاملُ المؤبل فيهم2
حتى قال الفارسي: يجب أن تقدر "ما" اسمًا مجرورًا بمعنى شيء، و"الجامل" خبرًا لضمير محذوف، والجملة صفة "ما"، أي: رب شيء هو الجامل المؤبل.
= الإعراب: "وننصر": الواو بحسب ما قبلها، "ننصر": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"نحن". "مولانا": مفعول به منصوب، وهو مضاف و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "ونعلم": الواو حرف عطف، "نعلم": معطوف على "ننصر" وتعرف إعرابها. "أنه": حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم "أن". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سدت مسد مفعولي "تعلم". "كما": الكاف حرف جر، "ما": زائدة. "الناس": اسم مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "أن". "مجروم": خبر ثان لـ"أن" مرفوع. "عليه": جار ومجرور متعلقان بـ"مجروم" على أنه نائب فاعل له. "وجارم": الواو حرف عطف، "جارم" معطوف على مجروم.
وجملة: "ننصر" بحسب ما قبلها. وجملة: "تعلم أنه" معطوفة على الجملة السابقة.
الشاهد فيه قوله: "كما الناس" حيث اتصلت "ما" بالكاف دون أن تكفها عن الجر.
1 الحجر: 2.
2 تقدم بالرقم 570.
574-
التخريج: البيت لجذيمة الأبرش في الأزهية ص94؛ 265؛ والأغاني 15/ 257؛ وخزانة الأدب 11/ 404؛ والدرر 4/ 204؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 281؛ وشرح التصريح 2/ 22؛ وشرح شواهد الإيضاح ص219؛ وشرح شواهد المغني ص393؛ والكتاب 3/ 518؛ ولسان العرب 3/ 32 "شيخ"، 11/ 366 "شمل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 344، 4/ 328؛ ونوادر أبي زيد ص210؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص293؛ 366، 368؛ والدرر 5/ 162؛ ورصف المباني ص335؛ وشرح التصريح 2/ 206؛ وشرح المفصل 9/ 40؛ وكتاب اللامات ص111؛ ومغني اللبيب ص135؛ 137، 309؛ والمقتضب 3/ 15؛ والقرب 2/ 74؛ وهمع الهوامع 2/ 38، 78.
شرح المفردات: أوفى: أشرف أو نزل. العلم: الجبل. الشمالات: ج الشمال، وهي ربح الشمال. =
"حذف "رب" وإبقاء عملها":
383-
وحذفت "رب" فجرت بعد بل
…
والفا، وبعد الواو شاع ذا العمل
"وحذفت رب" لفظًا "فجرت" منوية "بعد بل والفا"، لكن على قلة، كقوله "من الرجز":
575-
بل بلد ملء الفجاج فتمه
…
لا يُشترى كتانه وجهرمه
= المعني: يفخر الشاعر بأنه يحفظ أصحابه في رأس جبل إذا خافوا من الأعداء، ويكون لهم طليعة.
الإعراب: "ربما": "رب": حرف جر شبيه بالزائد، "ما": حرف كاف. "أوفيت": فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "في علم": جار ومجرور متعلقان بـ"أوفيت". "ترفعن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد. "ثوبي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "شمالات": فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة: "ربما أوفيت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ترفعن" في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "ربما أوفيت" حيث دخلت "ربما" على فعل ماضٍ. وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "ترفعن" حيث أكد الشاعر الفعل بالنون الخفيفة بعد "ما" المسبوقة بـ"رب"، وهذا نادر.
575-
التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص150؛ والدرر 1/ 114؛ 4/ 194؛ وشرح شواهد الإيضاح ص376، 431، 440؛ وشرح شواهد المغني 1/ 347؛ ولسان العرب 11/ 654 "ندل"، 12/ 111 "جهرم"؛ والمقاصد النحوية 3/ 335؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص225؛ وجواهر الأدب ص529؛ ورصف المباني ص156؛ وشرح ابن عقيل ص373؛ وشرح عمدة الحافظ ص273؛ وشرح المفصل 8/ 105؛ ومغني اللبيب 1/ 112؛ وهمع الهوامع 2/ 36.
اللغة والمعنى: الفجاج: ج الفج، وهو الطريق الواسعة بين جبلين. القتم: الغبار. الجهرم: البساط.
يقول: رب بلد يملأ الغبار طرقه، لا يشترى منه كتان ولا بسط.
الإعراب: بل: حرف عطف وإضراب. بلد: اسم مجرور لفظًا بـ"رب" المحذوفة مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. ملء: خبر المبتدأ "قتم" مرفوع. وهو مضاف. الفجاج: مضاف إليه مجرور. قتمه: مبتدأ مؤخر ثان مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. لا: حرف نفي. يُشترى: فعل مضارع للمجهول. كتانه: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. وجهرمه: الواو: حرف عطف، جهرمه: معطوف على "كتانه" مرفوع، وهو مضاف والهاء: في محل جر بالإضافة.
وجملة "بل بلد" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "قتمه ملء الفجاج" الاسمية في محل نعت "بلد". وجملة "لا يشترى" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ "بلد". =
وقوله "من الرجز":
576-
بل بلد ذي صعد وأصباب
وقوله "من الطويل":
577-
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
…
"فألهيتها عن ذي تمائم محول"
= والشاهد فيه قوله: "بل بلد" حيث جر قوله: "بلد" بـ"رب" المحذوفة بعد "بل".
576-
التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص6؛ وخزانة الأدب 10/ 32، 33؛ ولسان العرب 1/ 517 "صبب"؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 1/ 403 وروايته في جميع هذه المصادر ما عدا شرح شواهد المغني "وأصباب" مكان "وآكام"، وهو من أرجوزة بائية.
اللغة: ذو صعد: صاحب مرتفعات، فالصعد: جمع صعود وهو المرتفع من الأرض. الآكام: جمع أكمة وهي ما ارتفع من الأرض أيضًا.
المعنى: إنه بلد تكثر فيه المرتفعات.
الإعراب: بل: حرف إضراب. بلد: اسم مجرور بـ"رب" المحذوفة لفظًا، مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وخبره جملة "قطعت أخشاه". ذي: صفة "بلد" مجرورة بالياء لأنها من الأسماء الستة. صعد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وأصباب: "الواو": للعطف، "أصباب": معطوف على "صعد" مجرور بالكسرة.
والشاهد فيه قوله: "بل يلد" حيث جر "يلد" بـ"رب" المحذوفة بعد "بل"، وهذا قليل كما ذكر
577-
التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص12؛ والأزهية ص244؛ والجني الداني ص75؛ وجواهر الأدب ص63؛ وخزانة الأدب 1/ 334؛ والدرر 4/ 193؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 450؛ وشرح شواهد المغني 1/ 402، 463؛ والكتاب 2/ 163؛ ولسان العرب 8/ 126، 127 "رضع"، 11/ 511 "غيل"؛ والمقاصد النحوية 3./ 336؛ وتاج العروس "غيل"؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 73؛ ورصف المباني ص387؛ وشرح ابن عقيل ص372؛ ومغني اللبيب 1/ 136؛ 161؛ وهمع الهوامع 2/ 36؛ وتاج العروس "باب الألف اللينة "الفاء".
اللغة والمعنى: طرقت: جئت ليلًا. التمائم: معاذات تعلق على الصبي؛ وذو التمائم: كناية عن طفل المرأة. المحول: الصبي بعمر السنة. ويروى "مغيل"، وهو الطفل الرضيع وأمه حبلى. والشاعر يخاطب صاحبته مفتخرًا بأنه صاحب مغامرات، وأن النساء، حتى المرضعات والحبالي منهن معجبات به.
الإعراب: فمثلك: الفاء: حرف استئناف، مثل: اسم مجرور لفظًا بـ"رب" المحذوفة، مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. حبلى: بدل من "مثلك" مجرور. قد: حرف تحقيق. طرقت: فعل وفاعل. ومرضع: حرف عطف، واسم معطوف على "حبلى" مجرور. فألهيتها: حرف عطف وفعل ماضٍ، وفاعله، ومفعول به. عن: حرف جر. ذي: اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، والجار والمجرور متعلقان بـ"ألهيتها". تمائم: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. محول: نعت "ذي" مجرور بالكسرة. =
وقوله: "من الوافر":
578-
فخور قد لهوت بهن عين
…
"نواعم في المروط وفي الرياط"
"وبعد الواو شاع ذا العمل"، بكثرة، كقوله "من الطويل":
579-
وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله
…
"عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي"
= وجملة "فمثلك حبلى" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد طرقت" في محل رفع خبر المبتدأ "مثلك". وجملة "فألهيتها" معطوفة على "طرقت" في محل رفع.
والشاهد فيه قوله: "فمثلك" حيث حذف حرف الجر "رب" وبقي عمله، وهذا على رواية الجر، وعلى رواية نصب "فمثلك" لا شاهد فيه. وحذف "رب" بعد الفاء قليل بل نادر، ومنه هذا البيت الشاهد.
578-
التخريج: البيت للمتنخل الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1268؛ وشرح شواهد الإيضاح ص385؛ وشرح عمدة الحافظ ص273؛ وللهذلي في الجني الداني ص75؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص761؛ وشرح المفصل 2/ 118، 8/ 53.
اللغة: الحور: جمع حوراء وهي التي اشتد بياض عينها وسوادهما. العين: جمع عيناء وهي الواسعة العينين.
المعنى: لقد قضيت وقتًا حلوًا ألهو فيه بصحبة جميلات العيون.
الإعراب: "فحور": "الفاء": بحسب ما قبلها، "حور": اسم مجرور لفظًا بـ"رب" المحذوفة مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. "قد": حرف تحقيق. "لهوت": فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بهن": جار ومجرور متعلقان بـ"لهوت". "عين": صفة لـ"حور" مجرورة مثلها. "نواعم": صفة لـ"حور" مجرورة مثلها. "في المروط": جار ومجرور متعلقان بنواعم. "وفي الرباط": حرف عطف وجار ومجرور كسابقيهما.
وجملة "قد لهوت": في محل جر صفة لـ"حور".
والشاهد فيه قوله: "فحور": حيث جر "حور" بـ"رب" المحذوفة بعد الفاء.
579-
التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص18؛ وخزانة الأدب 2/ 326، 3/ 371؛ وشرح شواهد المغني 2/ 574، 782؛ وشرح عمدة الحافظ ص272؛ والمقاصد النحوية 3/ 338؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 75.
اللغة والمعنى: السدول: الستر. ليبتلي: ليمتحن ويختبر.
يقول: رب ليل يحاكي موج البحر قد أرخى ستور ظلامه علي ليختبر شجاعتي وصبري على نوائب الدهر وأحزانه.
الإعراب: وليل: الواو: واو رب، حرف جر شبيه بالزائد، ليل: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. كموج: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"ليل"، وهو مضاف. البحر: مضاف إليه مجرور. أرخى: فعل ماضٍ، والفاعل: هو. سدوله: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر =
تنبيهان: الأول: قد يجر بها محذوفة بدون هذه الأحرف، كقوله "من الخفيف":
580-
رسم دار وقفت في طلله
…
كدت أقضي الحياة من جلله
وهو نادر. وقال في التسهيل: تجر "رب" محذوفة: بعد الفاء كثيرًا، وبعد الواو أكثر، وبعد "بل" قليلًا، ومع التجرد أقل. ومراده بالكثرة مع الفاء الكثرة النسبية، أي: كثير بالنسبة إلى "بل".
الثاني: قال في التسهيل: وليس الجر بالفاء و"بل"، باتفاق، وحكى ابن عصفور أيضًا الاتفاق، لكن في الارتشاف: وزعم بعض النحويين أن الجر هو بالفاء و"بل"؛ لنيابتهما مناب "رب"، وأما الواو فذهب الكوفيون والمبرد إلى أن الجر بها، والصحيح أن الجر بـ"رب" المضمرة، وهو مذهب البصريين.
= بالإضافة. علي: جار ومجرور متعلقان بـ"أرخى". بأنواع: جار ومجرور متعلقان بـ"أرخى"، وهو مضاف. الهموم: مضاف إليه مجرور. ليبتلي: اللام: للتعليل، يبتلي: فعل مضارع منصوب بـ"أن مضمرة"، وسكن للضرورة الشعرية، والفاعل: هو. والمصدر المؤول من "أن يبتلي" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أرخى".
وجملة "ليل كموج البحر" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أرخى سدوله" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
والشاهد فيه قوله: "وليل"، حيث حذفت منه "رب"، وبقي عملها بعد الواو.
580-
التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص189؛ والأغاني 8/ 94؛ وأمالي الفالي 1/ 246؛ وخزانة الأدب 10/ 20؛ والدرر 4/ 48، 199؛ وسمط اللآلي ص557؛ وشرح التصريح 2/ 23؛ وشرح شواهد المغني 1/ 395، 403، ولسان العرب 11/ 120 "جلل"؛ ومغني اللبيب ص121؛ والمقاصد النحوية 3/ 339؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 387؛ والجني الداني ص454، 455؛ والخصائص 1/ 385، 3/ 150؛ ورصف المباني ص156، 191، 254، 528؛ وسر صناعة الإعراب ص1/ 133؛ وشرح ابن عقيل ص373؛ وشرح عمدة الحافظ ص274؛ وشرح المفصل 3/ 28، 79، 8/ 52؛ ومغني اللبيب ص136؛ وهمع الهوامع 2/ 37.
شرح المفردات: الرسم: بقية الدار أو غيرها بعد رحيل أهلها. الطلل: ما شخص من آثار الدار كالوتد والأثافي. أقضي أموت. الجلل: الخطب العظيم.
المعنى: يقول: رب آثار دار غادرها أهلها، وقفت أتأمل أطلالها فكدت مما أصابها من بلاء أموت حزنًا عليها.
الإعراب: "رسم": اسم مجرور لفظًا بـ"رب" المحذوفة مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف "دار": مضاف إليه مجرور "وقفت": فعل ماضٍ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "في طلله": جار =
384-
وقد يجر بسوى رب، لدى
…
حذف، وبعضه يرى مطردًا
"وقد يجر بسوى رب" من الحروف "لدى حذف" وهذا بعضه يرى غير مطرد يقتصر فيه على السماع، وذلك كقول رؤبة -وقد قيل له:"كيف أصبحت"؟ - قال: "خيرٍ عافاك الله"، التقدير: على خير، وقوله "من الطويل":
"إذا قيل أي الناس شر قبيلة؟ "
…
أشارت كليبٍ بالأكفِّ الأصابعُ1
وقوله "من الكامل":
581-
"وكريمةٍ من آل قيس ألفته"
…
حتى تبذخ فارتقى الأعلام
= ومجرور متعلقان بـ"وقفت"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "كدت": فعل ماضٍ ناقص من أفعال المقاربة، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كاد" "أقضي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره:"أنا""الحياة": مفعول به منصوب. "من جلله": جار ومجرور متعلقان بـ"أقضي"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: "رسم دار وقفت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وقفت في طلله" في محل رفع نعت "رسم". وجملة: "كدت" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "أقضي" في محل نصب خبر "كاد".
الشاهد فيه قوله: "رسم دار" حيث جر "رسم" بـ"رب" المحذوفة. وهذا شاذ في الشعر.
1 تقدم بالرقم 398.
581-
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 192؛ ولسان العرب 9/ 9 "ألف"؛ والمقاصد النحوية 3/ 341؛ وهمع الهوامع 2/ 36.
اللغة: ألفته: أعطيته ألفًا. تبذخ: تكبر. الأعلام: ج العلم، وهو الجبل.
الإعراب: "وكريمة": الواو واو رب، وحرف جر زائد، "كريمة": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، والتاء للمبالغة. "من آل": جار ومجرور متعلقان بنعت محذوف لـ"كريمة"، وهو مضاف "قيس": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والعلمية. "ألفته": فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "حتى": ابتدائية. "تبذخ": فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "فارتقى": الفاء حرف عطف، "ارتقى": فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "الأعلام": اسم مجرور بـ"إلى" المحذوفة، تقديره:"ارتقى إلى الأعلام"، والجار والمجرور متعلقان بـ"ارتقى".
وجملة: "وكريمة ألفته" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ألفته" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "تبذخ" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ارتقى" معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "فارتقى الأعلام" حيث جر "الأعلام" بحرف جر محذوف تقديره: "إلى الأعلام"، وهذا غير مطرد.
أي: إلى كليب، وإلى الأعلام.
"وبعضه يُرى مطردا" وذلك في ثلاثة عشر موضعًا:
الأول: لفظ الجلالة في القسم دون عوض، نحو:"اللهِ لأفعلن".
الثاني: بعد "كم" الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر، نحو:"بكم درهمٍ اشتريت"، أي: من درهم، خلافًا للزجاج في تقديره الجر بالإضافة كما يأتي في بابها.
الثالث: في جواب ما تضمن مثل المحذوف، نحو:"زيد"، في جواب:"بمن مررت".
الرابع: في المعطوف على ما تضمن مثل المحذوف بحرف متصل، نحو:{وفي خلقكم وما يبث من دابةٍ آياتٍ لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار} 1، أي: وفي اختلاف الليل، وقوله "من البسيط":
582-
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
…
ومدمنِ القرع للأبواب أن يلجا
أي: وبمدمن.
1 الجاثية: 4، 5.
582-
التخريج: البيت لمحمد بن يسير في الأغاني 14/ 40؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1175؛ والشعر والشعراء ص883؛ وبلا نسبة في العقد الفريد 1/ 70.
اللغة: أخلق: مأخوذ من المصدر خليق أي جدير. يحظى: ينال. المدمن: المواظب. قرع الباب: طرقه. يلج: يدخل.
الإعراب: أخلق: فعل ماضٍ جامد للتعجب أتى على صيغة الأمر مبني على السكون. بذي: جار ومجرور متعلقان بـ"أخلق"، وهو مضاف. الصبر: مضاف إليه مجرور. أن: حرف نصب ومصدري يحظى: فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". والمصدر المؤول من "أن يحظى" في محل رفع فاعل "أخلق". بحاجته: جار ومجرور متعلقان بـ"يحظى"، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. ومدمن: "الواو": حرف عطف، "مدمن": معطوف على "ذي الصبر مجرور بالكسرة، وهو مضاف. القرع: مضاف إليه مجرور بالكسرة. للأبواب: جار ومجرور متعلقان بـ"قرع". أن: حرف نصب ومصدري. يلجا: فعل مضارع منصوب بالفتحة والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
والمصدر المؤول من "أن يلج" في محل رفع فاعل لـ"أخلق". وجملة "أخلق": ابتدائية لا محل لها من الإعراب.=
الخامس: في المعطوف عليه بحرف منفصل بـ"لا"، كقوله "من الرجز":
583-
ما لمحب جلد أن يهجرا
…
ولا حبيبٍ رأفة فيجبرا
السادسِ: في المعطوف عليه بحرف منفصل، بـ"لو"، كقوله "من الطويل":
584-
متى عذتم بنا ولو فئةٍ منا
…
كفيتم ولم تخشوا هوانًا ولا وهنا
= الشاهد: قوله: "ومدمن" حيث جر بحرف محذوف، والتقدير:"وبمدمن"، وهذا جائز لأنه معطوف على ما تضمن مثل المحذوف بحرف متصل.
583-
التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 4/ 199؛ والمقاصد النحوية 3/ 353؛ وهمع الهوامع 2/ 37.
اللغة: الجلد: الصبر. الرأفة: الشفقة. يُجبر: هنا يغني أو يعوض عن زائل.
الإعراب: ما: حرف نفي عمل عمل "ليس".لمحب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ما". جلد: اسم "ما" مرفوع. أن: حرف نصب ومصدري. يهجرا: فعل مضارع للمجهول منصوب، و"الألف": للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": حرف لتأكيد النفي. حبيب: اسم مجرور بحرف جر محذوف تقديره: "وما لحبيب". رأفة: معطوف على "جلد" مرفوع. فيجبرا: "الفاء": سببية، "يجبرا": فعل مضارع منصوب، و"الألف": للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو".
وجملة "نا لمحب": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف جر محذوف والتقدير: "ما لمحب جلد على الهجران".
الشاهد فيه قوله: "ولا حبيب" حيث حذف حرف الجر الذي هو اللام، وبقي عمله في الاسم "حبيب" والتقدير:"ولا لحبيب رأفة"، وهذا الحذف جائز في المعطوف عليه بحرف منفصل بـ"لا".
584-
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 200؛ وهمع الهوامع 2/ 37.
اللغة: عذتم بنا: لجأتم إلينا. الفئة: الجماعة. كفيتم: لم تحتاجوا الدفاع عن أنفسكم. الهوان: الذل والمهانة. الوهن: الضعف.
الإعراب: متى: اسم شرط جازم. عذتم: فعل ماضٍ، و"تم": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"عاذ". ولو: " الواو": حرف عطف، و"لو": شرطية غير جازمة. فئة: اسم مجرور بحرف جر محذوف تقديره: "ولو عذتم بفئة منا". منا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "فئة" كفيتم: فعل ماضٍ للمجهول، و"تم":ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. ولم: "الواو": حرف عطف، "لم": حرف نفي وجزم قلب. تخشوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. هوانًا: مفعول به منصوب بالفتحة. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي، وهنا: معطوف على "هوانا" منصوب.
وجملة "متى عذتم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عذتم بنا": في محل جر =
السابع: في المقرون بالهمزة بعدما تضمن مثل المحذوف، نحو:"أزيدِ ابنِ عمرٍو؟ " استفهامًا لمن قال: "مررت بزيد".
الثامن: في المقرون بـ"هلا" نعده، نحو:"هلا دينارٍ"، لمن قال:"جئت بدرهم".
التاسع: في المقرون بـ"إن" بعده، نحو:"أمرر بأيهم أفضل إن زيدٍ وإن عمرٍو"وجعل سيبويه إضمار هذه الباء بعد إن أسهل من إضمار "رب" بعد الواو، فعلم بذلك اطراده.
العاشر: في المقرون بفاء الجزاء بعده، حكى يونس:"مررت برجل صالح إلا صالحٍ فطالحٍ"، أي: إلا أمرر بصالح فقد مررت بطالح، والذي حكاه سيبويه:"إلا صالحًا فطالحٌ"، و "إلا صالحًا فطالحًا"، وقدره: إلا يكن صالحًا فهو طالح، وإلا يكن صالحًا يكن طالحًا.
الحادي عشر: لام التعليل إذا جرت "كي" وصلتها، ولهذا تسمع النحويين يجيزون في نحو:"جئت كي تكرمني"، أن تكون "كي" تعليلية و"أن" مضمرة بعدها، وأن تكون مصدرية واللام مقدرة قبلها.
الثاني عشر: مع "أنّ" و"أنْ"، نحو:"عجبت أنك قائم، وأن قمت"، على ما ذهب إليه الخليل والكسائي، وقد سبق في باب تعدي الفعل ولزومه.
الثالث عشر: المعطوف على خبر "ليس" و"ما" الصالح لدخول الجار، أجاز سيبويه في قوله "من الطويل":
585-
بدا لي أني لست مدرك ما مضى
…
ولا سابق شيئًا إذا كان جائيًا
= بالإضافة. وجملة "كفيتم": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم تخشوا": معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "فئة" حيث حذف حرف الجر الذي هو الباء وبقي عمله الجر في الاسم "فئة" والتقدير: "ولو بفئة منا"، وهذا الحذف جائز في المعطوف عليه بحرف منفصل بـ"لو".
585-
التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص287؛ وتخليص الشواهد ص512؛ وخزانة الأدب 8/ 492، 496، 552، 9/ 100، 102، 104؛ والدرر 6/ 163؛ وشرح شواهد المغني 1/ 282؛ وشرح المفصل 2/ 52، 7/ 56؛ والكتاب 1/ 165، 3/ 29، 51، 100، 4/ 160؛ ولسان =
الخفض في "سابق" على توهم وجود الباء في "مدرك"، ولم يجزه جماعة من النحاة. ومنه قوله "من الطويل":
586-
أحقًّا عباد الله أن لست صاعدًا
…
ولا هابطًا إلا علي رقيب
ولا سالكٍ وحدي ولا في جماعة
…
من الناس إلا قيل أنت مريب
= العرب 6/ 360 "نمش"؛ ومغني اللبيب 1/ 96؛ والمقاصد النحوية 2/ 267، 3/ 351؛ وهمع الهوامع 2/ 141؛ ولصرمة الأنصاري في شرح أبيات سيبويه 1/ 72؛ والكتاب 1/ 306؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص154؛ والأشباه والنظائر 2/ 247؛ وجواهر الأدب ص52؛ وخزانة الأدب 1/ 120، 4/ 135، 10/ 293، 315؛ والخصائص 2/ 353، 424؛ وشرح المفصل 8/ 69؛ والكتاب 2/ 155.
المعنى: عرفت بتجربتي في هذه الحياة أنني لن أحصل على شيء مضى وراح، ولن أحصل على شيء قبل أوانه.
الإعراب: "بدا": فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"بدا". "أني": "أن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسمها. "لست": "ليس": فعل ماضٍ ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. "مدرك": خبر "ليس": منصوب بالفتحة. "ما": اسم موصول بمعنى "الذي" في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل "مدرك". "مضى": فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "ولا": "الواو": حرف عطف، "لا": حرف نفي. "سابق": اسم معطوف على "مدرك"، مجرور على توهم جر "مدرك" بالباء الزائدة. "شيئًا": مفعول به منصوب لاسم الفاعل "سابق". "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان متعلق بـ"سابق". "كان": فعل ماضٍ ناقص، و"اسمها": ضمير مستتر تقديره "هو". "جائيًا": خبر "كان منصوب بالفتحة.
وجملة "بدا لي": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لست مدرك": في محل رفع خبر "أن". وجملة "مضى": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "كان جائيًا": في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "ولا سابق" حيث عطف اسمًا مجرورًا على خبر "ليس" المنصوب، على توهم أنه مجرور بحرف الجر، فقد اعتادت العرب القول:"لست بمدرك"؛ وهو كمال قال المؤلف: "ضرب من الغلط".
586-
التخريجِ: البيتان لابن الدمية في ديوانه ص103؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1364.
اللغة: المريب: ذو الريبة أي الشك.
الإعراب: أحقًّا: "الهمزة": للاستفهام، "حقًّا": اسم منصوب على الظرفية تقديره: "أفي حق". عباد: منادي منصوب، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه. أنْ: مخففة من "أنّ" الثقيلة، واسمها ضمير شأن محذوف لست: فعل ماضٍ ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "ليس". صاعدًا: خبر "ليس" منصوب. ولا: "الواو":" حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. هابطًا: معطوف على "صاعدًا" منصوب. إلا: حرف استثناء. عليّ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المتبدأ. رقيب: مبتدأ =
وقوله "من الطويل":
587-
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة
…
ولا ناعب إلا ببين غرابها
= مؤخر مرفوع. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. سالك: معطوف على "صاعدًا" منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة التوهم. وحدي: حال منصوب، وهو مضاف و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. في جماعة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال معطوفة على الحال السابق. من الناس: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"جماعة" إلا: حرف استثناء. قيل: فعل ماضٍ للمجهول. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مريب: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
وجملة: "أحقًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست صاعدًا": في محل رفع خبر "أن". وجملة "علي رقيب": في محل نصب حال. وجملة "أنت مريب": في محل رفع نائب فاعل لـ"قيل".
الشاهد فيه قوله: "ولا سالك" حيث جر مع كونه معطوفًا على اسم منصوب خبر لـ"ليس"، وذلك على توهم دخول الباء على خبر "ليس"، وذلك لكثرة ما تدخل الباء على خبرها.
587-
التخريج: البيت للأخوص "أو الأحوص" الرياحي في الحيوان 3/ 431؛ وخزانة الأدب 4/ 158، 160، 164؛ وشرح شواهد الإيضاح ص589؛ وشرح شواهد المغني ص871؛ وشرح المفصل 2/ 52؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 74، 2/ 105؛ والكتاب 1/ 165، 306؛ ولسان العرب 12/ 314 "شأم"؛ والمؤتلف والمختلف ص49؛ وهو للفرزدق في الكتاب 3/ 29؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص155؛ والأشباه والنظائر 2/ 347، 4/ 313؛ والخزانة 8/ 295، 554؛ والخصائص 2/ 354؛ وشرح المفصل 5/ 68، 7/ 57؛ ومغني اللبيب ص478؛ والممتع في التصريف ص50.
اللغة: المشائيم: جمع مشئوم وهو الرجل الذي يجر على قبيلته الشؤم. ناعب: مصوت. البين: الفراق.
المعنى: يصف قومًا بأنهم نذير شؤم لمن حولهم، وليسوا بمصلحين بين الناس، ولا يصيح غرابهم إلا بالفراق وتصدع الشمل.
الإعراب: "مشائيم" خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف تقديره "هم". "ليسوا": فعل ماض ناقص، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع اسمها. "مصلحين": خبر "ليس" منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. "عشيرة": مفعول به منصوب بالفتحة لاسم الفاعل "مصلحين". "ولا": "الواو": حرف عطف، "لا": حرف نفي "ناعب": اسم معطوف على مجرور "على التوهم" مجرور بالكسرة "إلا": حرف استثناء وحصر. "ببين": جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل "ناعب""غرابها": فاعل "ناعب" مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة "هم مشائيم": ابتدائية لا محل لا لها. وجملة "ليسوا": في محل رفع صفة لـ"مشائيم".
والشاهد فيه قوله: "ليسوا مصلحين ولا ناعب" حيث جر "ناعب" على توهم جر خبر ليس "مصلحين". انظر: ما قبله.
وققوله: "من الطويل":
وما زرت ليلى أن تكون حبيبة
…
إلي ولا دين بها أنا طالبه1
"الفصل بين حرف الجر ومجرروره للضرورة":
تنبيه: لا يجوز الفصل بين حرف الجر ومجروره في الاختيار، وقد يفصل بينهما في الاضطرار: بظرف، أو مجرور، كقوله "من الخفيف":
588-
إن عمرًا لا خير في اليوم عمرو
…
"إن عمرًا مكثر الأحزان"
وقول "من الطويل":
589-
"مخلفة لا يُستطاع ارتقاؤها"
…
وليس إلى منها النزول سبيل
وندر الفصل بينهما في النثر بالقسم، نحو:"اشتريته بوالله درهم".
1 تقدم بالرقم 401.
588-
التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 201؛ وهمع الهوامع 2/ 37.
المعنى: يقول: إن هذا الرجل بعيد كل البعد عن الخير، وليس هذا فحسب، بل إنه مسبب لكثير من الأحزان.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. عمرًا: اسم "إن" منصوب. لا: نافية للجنس. خير: اسم "لا" مبني في محل نصب. في: حرف جر. اليوم: ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر "لا". عمرو: اسم مجرور بـ"في"، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". إن: حرف مشبه بالفعل. عمرًا: اسم إن منصوب مكثر: خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف. الأحزان: مضاف إليه مجرور.
وجملة "إن عمرًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا خير في عمرو": في محل رفع خبر "إن". وجملة "إن عمرًا مكثر الأحزان": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "في اليوم عمرو" حيث فصل بالظرف "اليوم" بين حرف الجر "في" والاسم المجرور "عمرو"، وأصله: لا خير في عمرو اليوم، وهذا غير جائز إلا في الشعر.
589-
التخريج: البيت بلا نسبة في الخصائص 2/ 395، 3/ 107؛ ورصف المباني ص255؛ والمقرب 1/ 197.
الإعراب: مخلفة: خبر مرفوع لمبتدأ محذوف تقديره: "هي". لا: حرف نفي. يستطاع: فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة. ارتقاؤها: نائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وليس: "الواو": حرف استئناف، و"ليس": فعل ماضٍ ناقص. إلى: =
"تعلق الجار والظرف":
خاتمة: يجب أن يكون للجار والظرف متعلق، وهو: فعل، أو ما يشبهه، أو مؤول بما يشبهه، أو ما يشير إلى معناه، نحو:{أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} 1، {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} 2، أي: وهو المسمى بهذا الاسم، {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} 3، أي: انتفى ذلك بنعمة ربك.
فإن لم يكن شيء من هذه الأربعة موجودًا في اللفظ قدر الكون المطلق متعلقًا، كما تقدم في الخبر والصلة.
ويستثنى من ذلك خمسة أحرف:
الأول: الزائد، كالباء ومن، في نحو:{كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} 4، و {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه} 5.
الثاني: "لعل" في لغة عقيل؛ لأنها بمنزلة الزائد، ألا ترى أن مجرورها في موضع رفع بالابتداء، بدليل ارتفاع ما بعدها على الخبرية.
الثالث: "لولا" فيمن قال: "لولاي"، و"لولاك"، و"لولاه"، على قوله سيبويه إن "لولا" جارة، فإنها أيضًا بمنزلة "لعل" في أن ما بعدها مرفوع المحل بالابتداء.
الرابع: "رب" في نحو: "رب رجل صالح لقيت أو لقيته"؛ لأن مجرورها مفعول في الأول ومبتدأ في الثاني أو مفعول أيضًا على حد "زيدًا ضربته"، ويقدر الناصب بعد المجرور، لا قبل الجار؛ لأن "رب" لها الصدر ما بين حروف الجر، وإنما دخلت في
= حرف جر. منها: جار ومجرور متعلقان بـ"النزول". النزول: اسم مجرور بـ"إلى" وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس" سبيل: اسم "ليس" مرفوع.
وجملة "هي مخلفة": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يستطاع ارتقاؤها": في محل رفع خبر ثان للمبتدأ المحذوف. وجملة "ليس": ومعموليها استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "إلى منها النزول" حيث فصل بين حرف الجر "إلى" ومجروره "النزول" بجار ومجرور "منها" وأصله: "إلى النزول منها" وهذا لا يجوز إلا في الشعر.
1 الفاتحة: 7.
2 الأنعام: 3.
3 القلم: 2.
4 الرعد: 43؛ والإسراء: 96.
5 فاطر: 3.
قوله: المثالين لإفادة التكثير أو التقليل، لا لتعدية عامل. هذا قول الرماني وابن طاهر، وقال الجمهور: هي فيهما حرف جر معد، فإن قالوا إنها عدت الفعل المذكور فخطأ؛ لأنه يتعدى بنفسه، ولاستيفائه مفعوله في المثال الثاني، وإن قالوا: عدت محذوفًا تقديره حصل أو نحوه ففيه تقدير ما لا حاجة إليه، ولم يلفظ به في وقت.
الخامس: حرف الاستثناء، وهو "خلا"، و"عدا"، و"حاشا" إلى خفض؛ لما سبق في باب الاسثتناء، والله تعالى أعلم.