المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌عطف النسق: "حروف العطف": 540- تال بحرف متبع عطف النسق … كاخصص بوذ - شرح الأشمونى لألفية ابن مالك - جـ ٢

[الأشموني، أبو الحسن]

الفصل: ‌ ‌عطف النسق: "حروف العطف": 540- تال بحرف متبع عطف النسق … كاخصص بوذ

‌عطف النسق:

"حروف العطف":

540-

تال بحرف متبع عطف النسق

كاخصص بوذ وثناء من صدق

"تال بحرف متبع عطف النسق" فتال -أي تابع- جنس يشمل جميع التوابع، و"بحرف" يُخرج ما عدا عطف النسق منها، و"متبع" يخرج نحو:"مررت بغضنفر أي أسد"، فإن "أسدًا" تابع بحرف، وليس معطوفًا عطف نسق، بل بيان؛ لأن "أي" ليست بحرف متبع على الصحيح، بل حرف تفسير، وخلص التعريف للعطف بالحروف الآتي ذكرها "كاخصص بود وثناء من صدق" فـ"ثناء": تابع لـ"ود" بالواو، وهي حرف متبع.

541-

فالعطف مطلقًا: بواو، ثم، فا

حتى، أم، أو، كـ"فيك صدق ووفا"

"فالعطف مطلقًا بواو" و"ثم" و"فا" و"حتى" و"أم" و"أو" فهذه الستة تشرك بين التابع والمتبوع لفظًا ومعنى، وهذا معنى قوله: مطلقًا "كفيك صدق ووفا" وهذا ظاهر في الأربعة الأول، وأما "أم" و"أو" فقال المصنف: أكثر النحويين على أنهما يشركان في اللفظ، لا في المعنى، والصحيح أنهما يشركان لفظًا ومعنى، ما لم يقتضيا إضرابًا؛ لأن القائل "أزيد في الدار أم عمرو" عالم بأن الذي في الدار أحد المذكورين، وغير عالم بتعيينه، فالذي بعد "أم" مساوٍ للذي قبلها في الصلاحية لثبوت الاستقرار في الدار وانتفائه وحصول المساواة إنما هو بـ"أم"، وكذلك "أو" مشركة لما قبلها وما بعدها فيما يجاء بها لأجله، من

ص: 361

شك أو غيره، أما إذا اقتضيا إضرابًا فإنهما يشركان في اللفظ فقط، وإنما لم ينبه عليه لأنه قليل.

542-

وأتبعت لفظًا فحسب: بل، ولا

لكن، كـ"لم يبد امرؤ لكن طلا"

"وأتبعت لفظًا فحسب" أي فقط بقية حروف العطف، وهي:"بل ولا" و"لكن، كلم بيد امرؤ لكن طلا"، و"قام زيد لا عمرو"، و"ما جاء زيد بل عمرو"، والطلا: الولد من ذوات الظلف.

تنبيه: اختلف في ثلاثة أحرف مما ذكره هنا، وهي: حتى، وأم، ولكن.

أما "حتى" فمذهب الكوفيين أنها ليست بحرف عطف، وإنما يعربون ما بعدها بإضمار.

وأما "أم" فذكر النحاس فيها خلافًا، وأن أبا عبيدة ذهب إلى أنها بمعنى الهمزة، فإذا قلت:"أقائم زيد أم عمرو" فالمعنى: أعمرو قائم؟ فتصير على مذهبه استفهامية.

وأما "لكن" فذهب أكثر النحويين إلى أنها من حروف العطف، ثم اختلفوا على ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها لا تكون عاطفة إلا إذا لم تدخل عليها الواو، وهو مذهب الفارسي وأكثر النحويين.

والثاني: أنها عاطفة ولا تستعمل إلا بالواو، والواو مع ذلك زائدة، وصححه ابن عصفور، قال: وعليه ينبغي أن يحمل مذهب سيبويه والأخفش؛ لأنهما قالا: إنها عاطفة، ولما مثلا للعطف بها مثلاه بالواو.

والثالث: أن العطف بها، وأنت مخير في الإتيان بالواو، وهو مذهب ابن كيسان.

وذهب يونس إلى أنها حرف استدراك، وليست بعاطفة، والواو قبلها عاطفة لما بعدها على ما قبلها عطف مفرد على مفرد.

ووافق الناظم هنا الأكثرين، ووافق في التسهيل يونس، فقال فيه: وليس منها "لكن"، وفاقًا ليونس. ا. هـ.

ص: 362

"العطف بالواو":

543-

"فاعطف بواو لاحقًا أوسابقًا

في الحكم أو مصاحبًا موافقًا"

فالأول نحو: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيم} 1، والثاني نحو:{كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} 2، والثالث نحو:{فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَة} 3، وهذا معنى قولهم: واو لمطلق الجمع.

وذهب بعض الكوفيين إلى أنها تُرتب، وحُكي عن قطرب وثعلب والربعي، وبذلك يعلم أن ما ذكره السيرافي والسهيلي من إجماع النحاة بصريهم وكوفيهم على أن الواو لا تُرتب غير صحيح.

تنبيه: قال في التسهيل: وتنفرد الواو بكون متبعها في الحكم محتملًا للمعية برجحان، وللتأخر بكثرة، وللتقديم بقلة.

544-

واخصص بها عطف الذي لا يُغني

متبوعه، كـ"اصطف هذا وابني"

"واخصص بها" أي بالواو "عطف الذي لا يُغني متبوعه" أي: لا يكتفي الكلام به "كاصطف هذا وابني" و"تخاصم زيد وعمرو"، و"جلست بين زيد وعمرو"، ولا يجوز فيها غير الواو. وأما قوله "من الطويل":

820-

"قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى" بين الدخول فحومل

فالتقدير: بين أماكن الدخول فأماكن حومل، فهو بمثابة، "اختصم الزيدون فالعمرون".

1 الحديد: 26.

2 الشورى: 3.

3 العنكبوت: 15.

820-

التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص8؛ والأزهية ص244، 245؛ وجمهرة اللغة ص567؛ والجني الداني ص63، 64؛ وخزانة الأدب 1/ 332، 3/ 334؛ والدرر 6/ 71؛ وسر صناعة =

ص: 363

"العطف بالفاء":

545-

والفاء للترتيب باتصال

و"ثم" للترتيب بانفصال

"والفاء للترتيب باتصال" أي: بلا مهلة، وهو المعتبر عنه بالتعقيب، نحو:{أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَه} 1 وكثيرًا ما تقتضي أيضًا التسبب إن كان المعطوف جملة، نحو:{فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْه} 2.

وأما نحو: {أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} 3، نحو:"توضأ فغسل وجهه ويديه"

= الإعراب 2/ 501؛ وشرح شواهد الشافية ص242؛ وشرح شواهد المغني 1/ 463؛ والكتاب 4/ 205؛ ولسان العرب 428 "آ"؛ ومجالس ثعلب ص127؛ وهمع الهوامع 2/ 129؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 656؛ وجمهرة اللغة ص580؛ وخزانة الأدب 11/ 6؛ والدرر 6/ 82؛ ورصف المباني ص353؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 316؛ والصاحبي في فقه اللغة ص110؛ ومغني اللبيب 1/ 161، 266؛ والمنصف 1/ 224؛ وهمع الهوامع 2/ 131.

اللغة وشرح المفردات: المنزل: المكان الذي ينزل فيه الأحباب. السقط: منقطع الرمل. اللوى: ما التوى من الرمل واسترق منه. الدخول وحومل: مكانان.

المعنى: يخاطب الشاعر صاحبيه على عادة الجاهليين بأن يقفا ليساعداه على البكاء عند منزل حبيبته حيث كان يلقاها بين الدخول وحومل.

الإعراب: قفا: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. نبك: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "نحن". من: حرف جر. ذكرى: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نبك"، وهو مضاف. حبيب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ومنزل: الواو: حرف عطف. منزل: معطوف على "حبيب" مجرور بالكسرة. بسقط: الباء: حرف جر، "سقط": اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "قفا"، وهو مضاف. اللوى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. بين: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف حال من "سقط اللوى"، وهو مضاف. الدخول: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. فحومل: الفاء: حرف عطف، "حومل": معطوف على "الدخول" مجرور بالكسرة الظاهرة.

وجملة: "قفا نبك

" فعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله: "فحومل" حيث الفاء بمعنى الواو غير مفيدة للترتيب. وقيل: هي على أصلها، والمعنى: بين أماكن الدخول، فأماكن حومل.

1 عبس: 21.

2 القصص: 15.

3 الأعراف: 4.

ص: 364

الحديث؛ فالمعنى: أردنا إهلاكها، وأراد الوضوء.

وأما نحو: {فَجَعَلَهُ غُثَاء} 1 أي جافًّا هشيمًا {أَحْوَى} 2 أي أسود، فالتقدير: فمضت مدة فجعله غثاء، أو أن الفاء نابت عن "ثم"، كما جاء عكسه وسيأتي.

"العطف بـ"ثم":

"وثم للترتيب بانفصال": أي بمهلة وتراخ، نحو:{فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} 3، وقد توضع موضع الفاء كقوله "من المتقارب":

821-

كهز الرديني تحت العجاج

جرى في الأنابيب ثم اضطرب

وأما نحو: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} 4، {ذَلِكُم

1، 2 الأعلى:5.

3 عبس: 21، 22.

821-

التخريج: البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص292؛ والدرر 6/ 96؛ وشرح التصريح 2/ 140؛ وشرح شواهد المغني ص358؛ والمعاني الكبير 1/ 58؛ والمقاصد النحوية 4/ 131؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص427؛ وشرح عمدة الحافظ ص612؛ ومغني اللبيب ص119؛ وهمع الهوامع 2/ 131.

شرح المفردات: الرديني: الرمح المنسوب إلى ردينة، وهي امرأة عملت مع زوجها في تقويم الرماح. العجاج: الغبار. الأنابيب: ج الأنبوية وهي ما بين عقدي القصبة.

المعنى: يصف الشاعر فرسه فيقول: إنه سريع الحركة، وعدوه كاهتزاز الرمح.

الإعراب: "كهز": جار ومجرور متعلقان ببيت سابق، وهو مضاف. "الرديني": مضاف إليه مجرور. "تحت": ظرف مكان منصوب، متعلق بـ"هز"، وهو مضاف. "العجاج": مضاف إليه مجرور. "جرى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". "في الأنابيب": جار ومجرور متعلقان بـ"جرى". "ثم": حرف عطف. "اضطرب": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو".

وجملة "جرى في الأنابيب" في محل نصب حال من "الرديني"، وجملة "اضطرب" معطوفة على السابقة في محل نصب.

الشاهد: قوله: "ثم اضطرب" حيث جاءت "ثم" بمعنى الفاء، فأفادت الترتيب والتعقيب دون التراخي؛ لأن اضطراب الرمح يحدث عقب اهتزاز أنابيبه من غير مهلة بين الفعلين.

4 الأعراف: 189.

ص: 365

وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا} 1 وقوله "من الخفيف":

822-

إن من ساد ثم ساد أبوه

ثم قد ساد قبل ذلك جده

فقيل: ثم فيه لترتيب الإخبار، لا لترتيب الحكم، وأنه يقال:"بلغني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب"، أي: ثم أخبرك أن الذي صنعته أمس أعجب، وقيل: إن" ثم" بمعنى الواو، وقيل غير ذلك، وأجاب ابن عصفور عن البيت بأن المراد أن الجد أتاه السؤدد من قبل الأب، والأب من قبل الابن.

تنبيه: زعم الأخفش والكوفيون أن "ثم" تقع زائدة؛ فلا تكون عاطفة ألبتة، وحملوا على ذلك قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} 2.

1 الأنعام: 153، 154.

822-

التخريج: البيت لأبي نواس في ديوانه 1/ 355؛ وخزانة الأدب 11/ 37، 40، 41؛ والدرر 6/ 93؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص428؛ وجواهر الأدب ص364؛ ورصف المباني ص174.

اللغة: ساد الرجل: إذا صار صاحب سيادة ومجد ورياسة.

المعنى: إن السيد الحقيقي من كان رئيسًا، وكان قبله أبوه وجده كذلك.

الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. من: اسم موصول في محل نصب اسم "إن". ساد: فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". ثم: حرف عطف. ساد: فعل ماض مبني على الفتح. أبوه: فاعل مرفوع بالواو، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ثم قد: "ثم": حرف عطف، "قد": حرف تحقيق. ساد: فعل ماض مبني على الفتح. قبل: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "ساد". ذلك: "ذا": اسم إشارة في محل جر مضاف إليه، و"اللام": للبعد، و"الكاف": حرف خطاب لا محل له. جده: فاعل مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

وجملة "إن من ساد": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ساد": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "ثم ساد أبوه": معطوفة عليها لا محل لها. وجملة "ثم ساد جده": معطوفة عليها لا محل لها. وخبر "إن" محذوف على هذه الرواية.

والشاهد فيه قوله: "ثم ساد أبوه ثم ساد جده" حيث لم تفد "ثم" الترتيب، وقيل: إن "ثم" تفيد الترتيب في الإخبار لا في الحكم.

2 التوبة: 118.

ص: 366

جعلوا: {تَابَ عَلَيْهِم} 1 هو الجواب، و"ثم" زائدة، وقول زهير "من الطويل":

823-

أراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى

فثم إذا أمسيت أمسيت غاديا

وخرجت الآية على تقدير الجواب، والبيت على زيادة الفاء.

546-

واخصص بفاء عطف ما ليس صلة

على الذي استقر أنه الصله

"وأخصص بفاء عطف ما ليس" صالحًا لجعله "صله" لخلوه من العائد "على الذي استقر أنه الصله"، نحو:"اللذان يقومان فيغضب زيد أخواك" وعكسه، نحو: "الذي يقوم

1 التوبة: 118.

823-

التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في الأشباه والنظائر 1/ 111؛ وخزانة الأدب 8/ 490، 492؛ والدرر 6/ 89؛ ورصف المباني ص275؛ وشرح شواهد المغني 1/ 282، 284؛ وشرح عمدة الحافظ ص654؛ وشرح المفصل 8/ 96؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 264؛ وشرح شواهد المغني 1/ 358؛ وهمع الهوامع 2/ 131.

اللغة: ذو هوى: صاحب عشق، عاشق. الغادي: السائر في الصباح.

المعنى: تتجدد أشواقي وميولي في كل يوم، فأصبح لأكون صاحب ود، فإذا أمسيت أغادر إلى مكان آخر، وهكذا.

الإعراب: أراني: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أصبحت: فعل ماض تام مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "أصبحت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. ذا: خبر "أصبح" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. هوى: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف. فثم: "الفاء": للعطف، "ثم": زائدة. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أمسيت: فعل ماض تام مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. أمسيت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. غاديا: خبر "أمسى" منصوب بالفتحة.

وجملة "أراني": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إذا أصبحت

": في محل نصب مفعول به ثان لـ"أراني". وجملة "أصبحت" "الأولى": في محل جر بالإضافة. وجملة "أصبحت" "الثانية": لا محل لها "جواب شرط غير جازم". وجملة "فإذا أمسيت": معطوفة على جملة "إذا أصبحت" في محل نصب. وجملة "أمسيت" "ألأولى": في محل جر بالإضافة. وجملة "أمسيت" "الثانية": لا محل لها "جواب شرط غير جازم". وجملة "إذا أمسيت أمست": معطوفة على جملة "إذا أصحبت أصبحت".

والشاهد فيه قوله: "فثم" حيث جاءت "ثم" زيادة بعد فاء العطف، وقيل إن "الفاء" هي الزائدة و"ثم" عاطفة تفيد التشريك في الحكم.

ص: 367

أخواك فيغضب هو زيد"، فكان الأولى أن يقول كما في التسهيل: وتنفرد الفاء بتسويغ الاكتفاء بضمير واحد فيما تضمن جملتين، من صلة أو صفة أو خبر، ليشمل مسألتي الصلة المذكورتين، والصفة نحو: "مررت بامرأة تضحك فيبكي زيد"، و "بامرأة يضحك زيد فتبكي"، والخبر نحو: "زيد يقوم فتقعد هند"، و"زيد تقعد هند فيقوم"، ومن هذا قوله "من الطويل":

وإنسان عيني يحسر الماء تارة

فيبدو، وتارات يجم فيغرق1

ويشمل أيضًا مسألتي الحال ولم يذكره، نحو:"جاء زيد يضحك فتبكي هند"، و"جاء زيد تبكي هند فيضحك"، فهذه ثماني مسائل يختص العطف فيها بالفاء دون غيرها، وذلك لما فيها من معنى السببية.

547-

"بعضًا بحتى اعطف على كل، ولا

يكون إلا غاية الذي تلا"

"شرطا العطف بـ"حتى":

أي: للعطف بـ"حتى" شرطان:

الأول: أن يكون المعطوف بعضًا من المعطوف عليه، أو كبعضه، كما قاله في التسهيل، نحو:"أكلت السمكةَ حتى رأسَها"، و"أعجبتني الجاريةُ حتى حديثُها"، ولا يجوز: حتى ولدها، وأما قوله:

ألقى الصحيفة كي يخفف رحله

والزاد حتى نعله ألقاها2

فعلى تأويل: ألقى ما يثقله حتى نعله.

والثاني: أن يكون غاية في زيادة أو نقص، نحو:"مات الناس حتى الأنبياء"، و"قدم

1 تقدم بالرقم 142.

2 تقدم بالرقم 538.

ص: 368

الحجاجُ حتى المشاةُ"، وقد اجتمعا في قوله "من الطويل":

824-

قهرناكم حتى الكماةَ فأنتم

تهابوننا حتى بنينا الأصاغرا

تنبيهات: الأول: بقي شرطان آخران: أحدهما أن يكون المعطوف ظاهرًا، لا مضمرًا، كما هو شرط في مجرورها إذا كانت جارة، فلا يجوز: قام الناس حتى أنا، ذكره ابن هشام الخضراوي، قال في المغني: ولم أقف عليه لغيره.

ثانيهما: أن يكون مفردًا، لا جملة، وهذا يؤخذ من كلامه؛ لأنه لا بد أن يكون جزءًا مما قبلها أو كجزء منه، كما تقدم، ولا يتأتى ذلك إلا في المفردات، هذا هو الصحيح. وزعم ابن السيد في قول امرئ القيس "من الطويل":

825-

سريت بهم حتى تكل مطيهم

وحتى الجيادُ ما يقدن بأرسان

824- التخريج: البيت بلا نسبة في الجني الداني ص549؛ والدرر 6/ 139؛ وشرح شواهد المغني 1/ 373؛ وشرح عمدة الحافظ ص615؛ وهمع الهوامع 2/ 136.

اللغة: قهرناكم: أذللناكم بعدما غلبناكم. الكماة: الفرسان المدحجون بالسلاح. تهابوننا، تخافوننا. الأصاغر: الصغار.

المعنى: لقد غلبناكم وأذللناكم جميعًا، وكسرنا شوكة فرسانكم الأشداء، لذا فأنتم تخافوننا وصرتم تخافون حتى أولادنا الصغار.

الإعراب: قهرناكم: فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور العقلاء. حتى: حرف عطف. الكماة: معطوف على الضمير المتصل "كم" منصوب بالفتحة. فأنتم: "الفاء": استئنافية، "أنتم": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. تهابوننا: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون في آخره لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. حتى: حرف عطف. بنينا: معطوف على الضمير المتصل "نا" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الأصاغرا: صفة "بني" منصوبة بالفتحة، و"الألف": للإطلاق.

وجملة "قهرناكم": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فأنتم تهابوننا": استئنافية لا محل لها. وجملة "تهابوننا": في محل رفع خبر "أنتم".

والشاهد فيه قوله: "حتى الكماة" و"حتى بنينا" حيث عطفت "حتى" في المرتين ما بعدها على ما قبلها، وما بعدها جزء مما قبلها. وأن "حتى" جاء ما بعدها غاية لما قبلها في الزيادة والنقصان.

825-

التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص93؛ والدرر 6/ 141؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 420؛ وشرح شواهد الإيضاح ص228، 225؛ وشرح شواهد المغني 1/ 374؛ وشرح المفصل 5/ 79؛ والكتاب 3/ 27، 626؛ ولسان العرب 15/ 284 "مطا"؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص267؛ وجواهر =

ص: 369

فيمن رفع "تكل": إن جملة "تكل مطيهم" معطوفة بـ"حتى" على "سريت بهم".

والثاني: "حتى" بالنسبة إلى الترتيب كالواو، خلافًا لمن زعم أنها للترتيب كالزمخشري، قال الشاعر "من الطويل":

826-

رجالي حتى الأقدمون تمالئوا

على كل أمر يورث المجد والحمدا

= الأدب ص404؛ ورصف المباني 5/ 181؛ وشرح المفصل 8/ 19؛ ولسان العرب 15/ 124 "غزا"؛ والمقتضب 2/ 72؛ وهمع الهوامع 2/ 136.

اللغة: سريت: سرت ليلًا. تكل: تتعب. المطي: الدواب الصالحة للركوب عليها. الجياد: جمع جواد وهو الحصان العتيق الكريم الأصل. الأرسان: جمع رسن وهو حبل يقاد الحصان به.

المعنى: بقيت أسير بهم كل الليل، حتى تعبت مطيهم، وصارت جيادهم تمشي كما شاء لها فرسانها بدون أرسان، لشدة تعبها.

الإعراب: سريت: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بهم: جار ومجرور متعلقان بـ"سريت" حتى تكل: "حتى": حرف غاية وابتداء، "تكل": فعل مضارع مرفوع بالضمة. مطيهم: فاعل مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وحتى: "الواو": حرف عطف، و"حتى": حرف ابتداء. الجياد: مبتدأ مرفوع بالضمة. ما يقدن: "ما": حرف نفي، "يقدن": فعل مضارع مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة و"النون": ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. بأرسان: جار ومجرور متعلقان بـ"يقدن".

وجملة "سريت بهم": في محل رفع خبر للمبتدأ "مجر" في البيت السابق. وجملة "تكل مطيهم": استئنافية لا محل لها. وجملة "الجياد ما يقدن": معطوفة على جملة "تكل". وجملة "ما يقدن": في محل رفع خبر "الجياد".

والشاهد فيه قوله: "حتى تكل" حيث عطف بـ"حتى" جملة "تكل" على جملة "سريت"، في قول من رفع "تكل"، و"حتى" لا تعطف إلا المفردات بشرط أن يكون ما بعدها جزءًا مما قبلها، وهذا لا يصح في الجمل، والصواب في جملة "تكل" ما ذكر في إعراب الجمل.

826-

التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 139؛ وشرح عمدة الحافظ ص616؛ وهمع الهوامع 2/ 136.

اللغة: الأقدمون: الطاعنون في السن. تمالئوا: اجتمعوا وتعاونوا. يورث: يكسب. المجد: الرفعة. الحمد: الثناء والشكر.

المعنى: يقول: إن قومه كبارًا وصغارًا شيوخًا وشبانًا قد اتفقوا على كل أمر يكسبهم المجد والرفعة وثناء الناس عليهم.

الإعراب: رجالي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. حتى: حرف عطف. الأقدمون: معطوف على "رجالي" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. تمالئوا: فعل ماض، =

ص: 370

الثالث: إذا عطف بـ"حتى" على مجرور، قال ابن عصفور: الأحسن إعادة الجار؛ ليقع الفرق بين العاطفة والجارة، وقال ابن الخباز: تلزم إعادته للفرق، وقيده الناظم بأن لا يتعين كونها للعطف، نحو:"اعتكفت في الشهر حتى في آخره"، فإن تعين العطف لم تلزم الإعادة، نحو:"عجبت من القوم حتى بَنِيهم"، وقوله "من الخفيف":

827-

جود يمناك فاض في الخلقِ حتى

بائسٍ دان بالإساءة دينا

الرابع: حيث جاز الجر والعطف فالجر أحسن، إلا في باب: "ضربت القوم حتى زيدًا

= و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. على كل: جار ومجرور متعلقان بـ"تمالئوا" وهو مضاف. أمر: مضاف إليه مجرور. يورث: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". المجد: مفعول به منصوب. والحمدا: "الواو": حرف عطف، و"الحمدا": معطوف على "المجد" منصوب؛ و"الألف": للإطلاق.

وجملة "رجالي

": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الأقدمون تمالئوا": معطوفة على سابقتها. وجملة "تمالئوا": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "يورث": في محل جر نعت "أمر".

الشاهد: قوله: "حتى الأقدمون" حيث وردت "حتى" حرف عطف، عطفت "الأقدمون" على "رجالي"، دون اعتبار الترتيب الخارجي، فهي مثل الواو، تعطف المتقدم في الوجود الخارجي والمتأخر فيه، والمصاحب لما قبله. أما الترتيب الذهني فلا بد منه.

827-

التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 142؛ وشرح شواهد المغني 1/ 377؛ وهمع الهوامع 2/ 137.

اللغة: جود يمناك: كرمك، وخص اليمين لأنهم عادة ما يعطون بها. فاض: زاد وكثر. البائس: ضد السعيد، فاقد الرحمة. دان دينًا: تعود عادة. الإساءة: الشر والضرر.

المعنى: لقد شمل كرمك الخلق كلهم، وزاد عن احتياجاتهم، حتى التعيس الذي فقد رحمة ربه، واعتاد على إلحاق الضرر بالناس شمله كرمك أيضًا.

الإعراب: جود: مبتدأ مرفوع بالضمة. يمناك: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف، و"الكاف": ضمير الخطاب في محل جر مضاف إليه. فاض: فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". في الخلق: جار ومجرور متعلقان بـ"فاض". حتى بائس: "حتى": حرف عطف، "بائس": معطوف على "الخلق" مجرور مثله بالكسرة. دان: فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". بالإساءة: جار ومجرور متعلقان بـ"دان". دينا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة.

وجملة "جود يمناك فاض": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فاض": في محل رفع خبر لـ"جود". وجملة "دان": في محل جر صفة لـ"بائس".

والشاهد فيه قوله: "حتى بائس" حيث عطفت "حتى" اسمًا مجرورًا بعدها دون إعادة خافضه "حرف الجر"، والرأي أنها إذا عطفت على مجرور أعيد الخافض، فتقول "قدمت إلى الأهل حتى إلى صغارهم".

ص: 371

ضربته" فالنصب أحسن على تقدير كونها عاطفة و"ضربته" توكيدًا، أو ابتدائية، و"ضربته" تفسير. وقد رُوي بهما قوله:

حتى نعلُه ألقاها1

وبالرفع أيضًا على أن حتى ابتدائية و"نعله" مبتدأ و"ألقاها" خبره. ا. هـ.

548-

و"أم" بها اعطف إثر همز التسوية

أو همزة عن لفظ "أي" مغنيه

"وأم بها اعطف إثر همز التسوية" وهي الهمزة الداخلة على جملة في محل المصدر، وتكون هي والمعطوفة عليها فعليتين، وهو الأكثر، نحو:{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُم} 2 الآية واسميتين كقوله "من الطويل":

828-

ولست أبالي بعد فقدي مالكًا

أموتي ناء أم هو الآن واقع؟

1 تقدم بالرقم 538.

2 البقرة: 6.

828-

التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في ديوانه ص105؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 51؛ وجواهر الأدب ص187؛ والدرر 6/ 97؛ وشرح التصريح 2/ 142؛ وشرح شواهد المغني 1/ 134؛ ومغني اللبيب 1/ 41؛ والمقاصد النحوية 4/ 136؛ وهمع الهوامع 2/ 132.

شرح المفردات: أبالي: أهتم. ناء: بعيد. واقع: حاصل.

الإعراب: "ولست": الواو بحسب ما قبلها، "لست": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ليس". "أبالي": فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". "بعد" ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"أبالي"، وهو مضاف. "فقدي": مضاف إليه، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "مالكًا": مفعول به لـ"فقدي". "أموتي": الهمزة للاستفهام، "موتي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "ناء": خبر المبتدأ. "أم": حرف عطف. "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "الآن": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"واقع". "واقع": خبر المبتدأ "هو".

وجملة: "لست أبالي" بحسب ما قبلها. وجملة: "أبالي" في محل نصب خبر "ليس". وجملة: "موتي ناء" في محل نصب مفعول به. وجملة "هو واقع" معطوفة على جملة "موتي ناء".

الشاهد: قوله: "أموتي ناء أم هو واقع" حيث وقعت "أم" بعد همزة التسوية، عاطفة جملة اسمية على جملة اسمية.

ص: 372

ومختلفتين، نحو:{سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُم} 1 الآية. وإذا عادلت بين جملتين في التسوية فقيل: لا يجوز أن يُذكر بعدها إلا الفعلية، ولا يجوز "سواء علي أزيد قائم أم عمرو منطلق" فهذا لا يقوله العرب، وأجازه الأخفش قياسًا على الفعلية، وقد عادلت بين مفرد وجملة في قوله "من الطويل":

829-

سواء عليك النفر أم بث ليلة

بأهل القباب من عمير بن عامر

"أو" بعد "همزة عن لفظ أي مغنيه" وهي الهمزة التي يُطلب بها وبـ"أم" التعيين، وتقع بين مفردين غالبًا، ويتوسط بينهما، ما لا يسأل عنه، نحو:{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} 2 أو يتأخر عنهما، نحو:{وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُون} 3 وبين فعليتين، كقوله "من البسيط":

830-

"وقمت للطيف مرتاعًا فأرقني"

فقلت أهي سرت أم عادني حلم؟

1 الأعراف: 193.

829-

التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 179.

اللغة: النفر: التفرق. القباب: ج القبة، وهنا اسم موضع.

المعنى: يقول: سواء عليك التفرق في الأرض غير مبال بشيء، أو المبيت في مكان ما، فلن ينجيك شيء مما تحذر.

الإعراب: سواء: خبر مقدم للمبتدأ. عليك: جار ومجرور متعلقان بـ"سواء". النفر: مبتدأ مؤخر مرفوع، أم: حرف عطف. بث: فعل ماض تام و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. ليلة: ظرف زمان، متعلق بـ"بت". بأهل: جار ومجرور متعلقان بـ"بت" وهو مضاف. القباب: مضاف إليه مجرور. من عمير: جار ومجرور متعلقان بـ"النفر" أو بمحذوف حال من "أهل". ابن: نعت "عمير" مجرور، وهو مضاف. عامر: مضاف إليه مجرور.

وجملة "سواء عليك

": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بت

": معطوفة على سابقتها.

الشاهد: قوله: "النفر أم بت ليلة" حيث جاء بعد همزة التسوية الواقعة بعد "سواء" اسم مفرد، ثم عادله بجملة فعلية، ومن حقها أن تقع بين جملتين تكونان في تأويل مفردين. ولما كان هذا الاسم ينبئ عن جملة لكونه مصدرًا أقامه الشاعر مقام الجملة.

2 النازعات: 27.

3 الأنبياء: 109.

830-

التخريج: البيت لزياد بن منفذ في خزانة الأدب 5/ 244، 245؛ والدرر 1/ 190؛ وشرح التصريح 2/ 143؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1396، 1402؛ وشرح شواهد الشافية ص190؛ =

ص: 373

إذ الأرجح أن "هي" فاعل بفعل محذوف، واسميتين، كقوله "من الطويل":

831-

لعمرك ما أدري، وإن كنت داريًا

شعيث بن سهم، أم شعيث بن منقر؟

الأصل: أشعيث، فحذفت الهمزة والتنوين منهما.

= وشرح شواهد المغني 1/ 134؛ ومعجم البلدان 1/ 256 "أميلح"؛ والمقاصد النحوية 1/ 259، 4/ 137، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 127؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 456؛ والخصائص 1/ 305، 2/ 330؛ والدرر 6/ 97؛ وشرح شواهد المغني 2/ 798؛ وشرح المفصل 9/ 139؛ ولسان العرب 15/ 376 "هيا"؛ ومغني اللبيب 1/ 41؛ وهمع الهوامع 2/ 132.

شرح المفردات: الطيف: الخيال. المرتاع: الخائف. أرقني: أسهرني. عاد: زار.

المعنى: يقول: لقد نهض يطلب الطيف الذي جاءه زائرًا، والخوف يستبد به، ويسأل نفسه: أهي حقيقة التي زارت أم كان ذلك حلمًا؟!

الإعراب: "وقعت": الواو بحسب ما قبلها، "قمت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "للطيف": جار ومجرور متعلقان بـ"قمت". "مرتاعًا": حال منصوب. "فأرقني": الفاء حرف عطف، "أرقني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "فقلت": الفاء حرف عطف، "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "أهي": الهمزة للاستفهام، "هي": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، ولكن استشهاد المصنف بالبيت يستلزم أن تكون فاعلًا لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده. "سرت": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتتر تقديره "هي"، والتاء للتأنيث. "أم":حرف عطف. "عادني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "حلم": فاعل مرفوع بالضمة.

وجملة: "قمت" بحسب ما قبلها. وجملة: "أرقني" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "قلت" معطوفة. وجملة "هي سرت" في محل نصب مفعول به. وجملة "سرت" فيمحل رفع خبر المبتدأ، أو تفسيرية. وجملة "عادني حلم" معطوفة على جملة "هي سرت".

الشاهد: قوله: "أهي سرت أم عادني حلم" حيث وقعت "أم" معادلة لهمزة الاستفهام بين جملتين فعليتين، وذلك بسبب أن قوله:"هي" فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: "أسرت هي سرت أم عادني حلم". وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "أهي" حيث سكن الهاء من "هي" مع همزة الاستفهام، وهذا التسكين قليل، وقيل: ضعيف.

831-

التخريج: البيت للأسود بن يعفر في ديوانه ص37؛ وخزانة الأدب 11/ 122؛ وشرح التصريح 2/ 113؛ وشرح شواهد المغني ص138؛ والكتاب 3/ 175؛ والمقاصد النحوية 4/ 138؛ ولأوس بن حجر في ديوانه ص49؛ وخزانة الأدب 11/ 128؛ وللأسود أو للعين المنقري في الدرر 6/ 98؛ وبلا نسبة في لسان العرب 2/ 162؛ "شعث"؛ والمحتسب 1/ 50؛ ومغني اللبيب 1/ 42؛ والمقتضب 3/ 294؛ وهمع الهوامع 2/ 132. =

ص: 374

"أم المتصلة":

تنبيهان: الأول: تسمى "أم" في هذين الحالين متصلة؛ لأن ما قبلها وما بعدها لا يُستغنى بأحدهما عن الآخر، وتسمى أيضًا معادلة؛ لمعادلتها للهمزة في إفادة التسوية في النوع الأول، والاستفهام في النوع الثاني.

ويفترق النوعان من أربعة أوجه: أولها وثانيها: أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جوابًا؛ لأن المعنى معها ليس على الاستفهام، وأن الكلام معها قابل للتصديق والتكذيب؛ لأنه خبر، وليست تلك كذلك؛ لأن الاستفهام معها على حقيقته. والثالث والرابع: أن أم الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين، ولا تكون الجملتان معها إلا في تأويل المفردين.

الثاني: قد بان لك أن همزة التسوية لا يلزم أن تكون واقعة بعد لفظة سواء، بل كما تقع بعدها تقع بعد:"ما أبالي"، و"ما أدري"، و"ليت شعري"، ونحوهن.

549-

وربما أسقطت الهمزة، إن

كان خفا المعنى بحذفها أمن

"وربما حذفت الهمزة" المذكورة "إن كان خفا المعنى بحذفها أمن" كقراءة ابن

= الإعراب: "لعمرك": اللام لام القسم، "عمرك": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. وخبره محذوف تقديره:"قسمي". "ما": حرف نفي. "أدري": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنا". "وإن": الواو حالية أو اعتراضية. "إن": حرف شرط جازم. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان". "داريًا": خبر "كان": منصوب. "شعيث": مبتدأ مرفوع. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "سهم": مضاف إليه. "أم": حرف عطف. "شعيث": مبتدأ مرفوع. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "منقر": مضاف إليه مجرور.

وجملة: "لعمرك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما أدري" جواب القسم. وجملة: "وإن كنت داريًا" في محل نصب حال. وجملة "شعيث" في محل نصب مفعول به. وجملة: "شعيث بن منقر" معطوفة على الجملة السابقة.

الشاهد: قوله: "شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر" حيث وقعت "أم" بين جملتين اسميتين حذفت قبلهما همزة الاستفهام لدلالة "أم" عليها. وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو حذف التنوين من "شعيث" إما للضرورة الشعرية، وإما لأنه اسم قبيلة فلا يُصرف.

ص: 375

محيصن {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ} 1 وكما مر من قوله:

شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر2

وهو في الشعر كثير، ومال في شرح الكافية إلى كونه مطردًا.

"أم المنقطعة":

550-

وبانقطاع وبمعنى "بل" وقت

إن تك مما قيدت به خلت

"وبانقطاع وبمعنى بل وقت" أي: تأتي "أم" منقطعة بمعنى "بل""إن تك مما قيدت به" وهو: أن تكون مسبوقة بإحدى الهمزتين لفظًا أو تقديرًا "خلت" ولا يفارقها حينئذ معنى الإضراب، وكثيرًا ما تقتضي مع ذلك استفهامًا: إما حقيقيًّا، نحو؛ "إنها لإبلٌ أم شاءٌ" أي: بل أهي شاء؟ وإنما قدرنا بعدها مبتدأ محذوفًا لكونها لا تدخل على المفرد، أو إنكاريًا، نحو:{أَمْ لَهُ الْبَنَات} 3 أي: بل: أله البنات، وقد لا تقتضيه ألبتة، نحو:{أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّور} 4 أي: بل هي تستوي؛ إذ لا يدخل استفهام على استفهام، ونحو:{لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين} {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاه} 6، وقوله:"من الطويل":

832-

فليت سليمي في المنام ضجيعتي

هنالك أم في جنة أم جهنم

1 البقرة: 6.

2 تقدم بالرقم 831.

3 الطور: 39.

4 الرعد: 16.

5 السجدة: 2.

6 السجدة: 3.

832-

التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ملحق ديوانه ص501؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 144؛ وشرح عمدة الحافظ ص620؛ والمقاصد النحوية 4/ 143.

شرح المفردات: ضجيعتي: مشاركتي في النوم.

الإعراب: "فليت": الفاء بحسب ما قبلها، "ليت": حرف مشبه بالفعل. "سليمى": اسم "ليت" منصوب. "في المنام": جار ومجرور متعلقان بـ"ضجيعتي". "ضجيعتي": خبر "ليت مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "هنالك": اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"ضجيعتي". "أم": حرف عطف. "في جنة": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليت" المحذوفة مع اسمها تقديره: "ليت سليمي ضجيعتي في جنة" "أم": حرف عطف. "جهنم": معطوف على "جنة".

وجملة: "ليت سليمي ضجيعتي" بحسب ما قبلها. وجملة: "ليت سليمي" المحذوفة معطوفة على الجملة السابقة. =

ص: 376

وسميت منقطعة لوقوعها بين جملتين مستقلتين.

"أم الزائدة":

تنبيه: حصر "أم" في المتصلة والمنقطعة هو مذهب الجمهور، وذهب بعضهم إلى أنها تكون زائدة. وقال في قوله تعالى:{أَفَلَا تُبْصِرُونَ، أَمْ أَنَا خَيْرٌ} 1: إن التقدير: "أفلا تبصرون أنا خير" والزيادة ظاهرة في قول ساعدة بن جؤية "من البسيط":

833-

يا ليت شعري ولا منجي من الهرم

أم هل على العيش بعد الشيب من ندم؟

= الشاهد: قوله: "أم" حيث جاءت منقطعة بعد الخبر، متجردة عن الاستفهام لأن المعنى:"بل في جهنم".

1 الزخرف: 51، 52.

833-

التخريج: البيت لساعدة بن جؤية في الأزهية ص131؛ وخزانة الأدب 8/ 161، 162، 11/ 162؛ والدرر 6/ 115؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1122؛ وشرح شواهد المغني 1/ 151؛ وهمع الهوامع 2/ 134؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص319؛ ولسان العرب 12/ 36 "أمم".

اللغة: المنجى: الخلاص. الهرم: الشيخوخة.

المعنى: هل يندم المرء على حياته بعد أن يشيب ويهرم؟ لا أعتقد أحدًا يحب حياته بعدها، بالرغم أنه لا خلاص ولا مهرب منهما.

الإعراب: يا ليت: "يا" حرف تنبيه، "ليت": حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم "ليت" منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وخبر "ليت" محذوف تقديره: حاصل. ولا: "الواو": حرف اعتراض لا محل له، "لا": نافية للجنس. منجى: اسم "لا" منصوب بفتحة مقدرة. من الهرم: جار ومجرور متعلقان بالمصدر "منجى" وخبر "لا" محذوف. أم هل: "أم": زائدة، "هل": حرف استفهام لا محل له. على العيش: جار ومجرور متعلقان بالمصدر "ندم"، بتقدير "هل من ندم موجود". بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة. الشيب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من ندم: "من": حرف جر زائد، "ندم" مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر.

وجملة "يا ليت شعري": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ولا منجى": اعتراضية لا محل لها. وجملة "هل من ندم على العيش": سدت مسد مفعولي "شعري"، في محل نصب. والتقدير "ليت علمي

".

والشاهد فيه قوله: "أم هل" حيث جاءت "أم" زائدة لدخولها على حرف الاستفهام.

ص: 377

"معاني أو":

551-

خير، أبح، قسم بأو وأبهم،

واشكك، وإضراب بها أيضًا نمي

"خير" و"أبخ" و"قسم بأو وأبهم واشكك" فالتخيير والإباحة يكونان بعد الطلب ملفوظًا أو مقدرًا، وما سواهما فبعد الخبر؛ فالتخيير نحو:"تزوج زينب أو أختها"؛ والإباحة نحو: "جالس العلماء أو الزهاد"، والفرق بينهما امتناع الجمع في التخيير، وجوازه في الإباحة؛ والتقسيم نحو: الكلمة اسم أو فعل أو حرف؛ والإبهام نحو: {أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا} 1 وجعل منه نحو: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} 2، والشك نحو:{لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} 3 "وإضراب بها أيضًا نمي" أي: نسب إلى العرب في قول الكوفيين وأبي علي وابن برهان وابن جني مطلقًا، تمسكًا بقوله "من البسيط":

834-

"ماذا ترى في عيال قد برمت بهم

لم أحص عدتهم إلا بعداد"

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية

لولا رجاؤك قد قتلت أولادي

1 يونس: 24.

2 سبأ: 24.

3 الكهف: 19.

834-

التخريج: البيتان لجرير في ديوانه ص745؛ وجواهر الأدب ص217؛ والدرر 6/ 116؛ وشرح شواهد المغني 1/ 201؛ وشرح عمدة الحافظ ص627؛ والمقاصد النحوية 4/ 144؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص121؛ وهمع الهوامع 2/ 134.

اللغة: برمت: ضقت واستأت. العيال: أهل البيت ممن تنفق عليهم.

المعنى: ليتك ترى أهلي الذين أتضايق من وجودهم، ولا أعرف عددهم، بل أحتاج إلى عداد لإحصائهم، فهم ربما كانوا ثمانين أو ثمانية وثمانين، وقد كدت أقتلهم لولا أملي في عطائك وكرمك.

الإعراب: ماذا: اسم استفهام في محل نصب مفعول به لـ"ترى". ترى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". في عيال: جار ومجرور متعلقان بـ"ترى". قد برمت: "قد": حرف تحقيق. "برمت": فعل ماض مبني على السكون و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بهم: جار ومجرور متعلقان بـ"برمت". لم أحص: "لم": حرف نفي وجزم وقلب، "أحص": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة من آخره، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". عدتهم: مفعول به منصوب بالفتحة، و"هم": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. إلا: حرف حصر. بعداد: جار ومجرور متعلقان بـ"أحصي". كانوا: فعل ماض ناقص، و"الواو" ضمير متصل في محل رفع اسمها. ثمانين: خبر "كانوا" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. أو زادوا: "أو": حرف استئناف وإضراب، "زادوا": فعل ماض مبني على الضم، و"الواو" ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الألف": للتفريق. ثمانية: تمييز منصوب بالفتحة. لولا: حرف امتناع لوجود. رجاؤك: مبتدأ مرفوع بالضمة، =

ص: 378

وقراءة أبي الشمال {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا} 1 بسكون الواو، ونسبه ابن عصفور لسيبويه، لكن بشرطين: تقدم نفي أو نهي، وإعادة العامل، نحو:"ما قام زيد أو ما قام عمرو"، و"لا يقم زيد أو لا يقم عمرو"، ويؤيده أنه قال في:{وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا} 2: ولو قلت: أو لا تطع كفورًا، انقلب المعنى، يعني أنه يصير إضرابًا عن النهي الأول، ونهيًا عن الثاني فقط.

"معاقبة أو للواو":

552-

وربما عاقبت الواو، إذا

لم يلف ذو النطق للبس منفذا

"وربما عاقبت" أو "الواو" أي: جاءت بمعناها "إذا لم يلف ذو النطق للبس منفذًا" أي: إذا أمن اللبس، كقوله "من الكامل":

835-

قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم

ما بين ملجم مهره أو سافع

= و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وخبر المبتدأ محذوف وجوبًا تقديره "لولا رجاؤك موجود". قد قتلت: "قد": حرف تحقيق. "قتلت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. أولادي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة "ترى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "برمت": في محل جر صفة لـ"عيال". وجملة "لم أحص": في محل جر صفة ثانية لـ"عيال". وجملة "كانوا ثمانين": صفة ثالثة لـ"عيال". وجملة "زادوا ثمانية": استئنافية لا محل لها. وجملة "لولا رجاؤك قد قتلت": استئنافية لا محل لها. وجملة "رجاؤك موجود" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "قد قتلت": جواب شرط غير جازم لا محل لها.

والشاهد فيهما قوله: "ثمانين أو زادوا" حيث جاءت "أو" بمعنى "بل" للإضراب.

1 البقرة: 100.

2 الإنسان: 24.

835-

التخريج: البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص145؛ ولحميد بن ثور في ديوانه ص111؛ وشرح التصريح 2/ 146 وشرح شواهد المغني 1/ 200؛ والمقاصد النحوية 4/ 146؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 218؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص29؛ وشرح عمدة الحافظ ص628؛ ولسان العرب 8/ 158 "سفع"؛ ومغني اللبيب 1/ 63.

شرح المفردات: الملجم: الذي يجعل اللجام في فم الفرس. السافع: القابض بناصية المهر، وهي كناية عن الاستعداد والاستجابة. =

ص: 379

وقوله "من الطويل":

836-

فظل طهاه اللحم ما بين منضج

صفيف شواء أو قدير معجل

= المعنى: يقول: إنهم سريعو الاستجابة إلى من يستغيث بهم، فتراهم بين ملجم فرسه، وآخذ بناصية المهر منتظرًا أن يؤتى باللجام.

الإعراب: "قوم": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم". "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "سمعوا": فعل ماض، والواو في محل رفع فاعل. "الصريخ": مفعول به. "رأيتهم": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. "ما": زائدة. "بين": ظرف مكان متعلق بـ"أرى"، وهو مضاف. "ملجم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "مهره": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإضافة. "أو": حرف عطف. "سافع": معطوف على "ملجم".

وجملة: "هم قوم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سمعوا

" في محل جر بالإضافة. وجملة "رأيتهم" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إذا سمعوا

رأيتهم" الشرطية في محل رفع صفة.

الشاهد: قوله: "أو سافع" حيث جاءت "أو" بمعنى الواو.

836-

التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص22؛ وجمهرة اللغة ص929؛ وجواهر الأدب ص211؛ وخزانة الأدب 11/ 47، 240؛ والدرر 6/ 161؛ وشرح شواهد المغني 2/ 857؛ وشرح عمدة الحافظ ص628؛ ولسان العرب 9/ 195 "صفف"، 15/ 16 "طها"؛ والمقاصد النحوية 4/ 146؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص233؛ وهمع الهوامع 2/ 141.

اللغة: الصفيف: المصفوف لشيه. القدير: ما طبخ بقدر.

المعنى: كان الخصب كثيرًا، والصيد وافرًا، فكثر الطهي وانقسم الطباخون بين شاوٍ، وطاه بالقدر.

الإعراب: فظل: "الفاء": حسب ما قبلها، "ظل": فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظاهرة. طهاة: اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. اللحم: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ما بين: "ما": زائدة، "بين": مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بخبر محذوف وهو مضاف. منضج: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. صفيف: مفعول به لاسم الفاعل منضج منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. شواء: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. أو قدير: "أو": عاطفة، "قدير": اسم معطوف على "صفيف" المنصوب على توهم جره على الإضافة، معجل: صفة قدير مجرورة مثله بالكسرة الظاهرة.

والشاهد فيه قوله: "أو قدير" حيث جاءت "أو" بمعنى الواو.

ص: 380

وقوله الراجز:

837-

إن بها أكتل أو رزاما

حويربين ينفقان الهاما

وقوله "من الطويل":

838-

وقالوا لنا ثنتان لا بد منهما

صدور رماح أُشرعت أو سلاسل

837- التخريج: الرجز للأسدي في الأزهية ص116؛ وشرح شواهد المغني 1/ 199؛ ولرجل من بني أسد في الكتاب 2/ 149؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص288؛ ولسان العرب 1/ 349 "حزب"، 11/ 582 "كتل"، 14/ 55 "أوا".

اللغة: الأكتل: اللص. الرزام: الشديد الصعب؛ ويجوز أن يكون "أكتل" و"رزام" اسمين لشخصين معروفين. خويربين: مثنى خويرب الذي هو مصغر خارب وهو سارق الإبل. ينفقان: يكسران الرأس حتى يظهر الدماغ.

المعنى: إن في الطريق لصين معروفين هما أكتل ورزام، أو إن فيها لصًّا ورجلًا شديدًا صعبًا، يسرقان الإبل، ويكسران رءوس المسافرين.

الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. بها: جار ومجرور متعلقان بخبر "إن" المحذوف بتقدير "إن اللصين موجودان بها" أكتل: اسم "إن" منصوب بالفتحة. أو رزاما: "أو": للعطف، "رزاما": معطوف على "أكتل" منصوب مثله بالفتحة. خويربين: حال منصوب بالياء لأنه مثنى. ينفقان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الألف": ضمير متصل في محل رفع فاعل. إلهاما: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الألف": للإطلاق.

وجملة "إن بها أكتل": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ينفقان": في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله: "أكتل أو رزاما" حيث جاء بـ"أو" بمعنى واو العطف، فلا تخيير فيها، ولو كان عنى واحدًا منهما لقال "خويربًا".

838-

التخريج: البيت لجعفر بن غلبة الحارثي في الدرر 6/ 119؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص45؛ وشرح شواهد المغني 1/ 203؛ وبلا نسبة وهمع الهوامع 2/ 134.

المعنى: خيرونا: واحدة من خصلتين مقيتتين، إما الموت طعنًا برماح مرفوعة مشرعة، وإما الأسر والتقييد بالسلاسل المهينة.

الإعراب: وقالوا: "الواو": استئنافية، "قالوا": فعل ماض مبني على الضم، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لنا: جار ومجرور متعلقان بخبر "ثنتان" المحذوف، ثنتان: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى. لا بد: "لا": نافية تعمل عمل "إن"، "بد": اسمها مبني على الفتحة في محل نصب. منهما: جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. صدور: بدل من "ثنتان". رماح: مضاف إليه مجرور بالكسرة. =

ص: 381

وجعل منه {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} 1 أي: ويزيدون، هذا مذهب الأخفش والجرمي وجماعة من الكوفيين.

تنبيهات: الأول: أفهم قوله: "وربما" أن ذلك قليل مطلقًا، وذكر في التسهيل أن "أو" تعاقب الواو في الإباحة كثيرًا، وفي عطف المصاحب والمؤكد قليلًا، فالإباحة كما تقدم، والمصاحب نحو قوله عليه الصلاة والسلام:"فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد"، والمؤكد نحو:{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا} 2.

الثاني: التحقيق أن "أو" موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء، وهو الذي يقوله المتقدمون، وقد تخرج إلى معنى "بل" و"الواو"، وأما بقية المعاني فمستفادة من غيرها.

الثالث: زعم قوم أن الواو تستعمل بمعنى "أو" في ثلاثة مواضع:

أحدها: في التقسيم، كقولك: الكلمة اسم، وفعل، وحرف. وقوله:

"وننصر مولانا ونعلم أنه"

كما الناس مجروم عليه وجارم3

وممن ذكر ذلك الناظم في التحفة وشرح الكافية. قال في المغني: والصواب أنها في ذلك على معناها الأصلي؛ إذ الأنواع مجتمعة في الدخول تحت الجنس.

ثانيها: الإباحة؛ قاله الزمخشري، وزعم أنه يقال:"جالس الحسن وابن سيرين" أي أحدهما، وأنه لهذا قيل:{تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة} 4 بعد ذكر "ثلاثة" و"سبعة"؛ لئلًا يتوهم إرادة الإباحة، قال في المغني أيضًا: والمعروف من كلام النحويين أن هذا أمر بمجالسة كل منهما، وجعلوا ذلك فرقًا بين العطف بالواو والعطف بـ"أو".

= أشرعت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". أو سلاسل: "أو": للعطف، "سلاسل": معطوف على "صدور": مرفوع مثلها بالضمة.

وجملة "فقالوا": استئنافية لا محل لها. وجملة "ثنتان موجودتان لنا": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "لا بد منهما": في محل رفع صفة لـ"ثنتان". وجملة "أشرعت": في محل رفع صفة لـ"صدور".

والشاهد فيه قوله: "صدور

أو سلاسل" حيث جاءت "أو" للتقسيم، وهذا قليل. أو كما أوردها المصنف أي بمعنى الواو.

1 الصافات: 147.

2 النساء: 112.

3 تقدم بالرقم 573.

4 البقرة: 196.

ص: 382

ثالثها: التخيير، قاله بعضهم في قوله "من الطويل":

839-

وقالوا نأت فاختر لها الصبر والبكى

فقلت البكى أشفى إذًا لغليلي

أي: أو البكى؛ إذ لا يجمع بين الصبر والبكى، ويحتمل أن يكون الأصل "من الصبر والبكى" أي: أحدهما، ثم حذف من، كما في قوله تعالى:{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَه} 1، ويؤيده أن أبا علي الفارسي رواه بـ"من". ا. هـ.

"معاني إما":

553-

ومثل "أو" في القصد "إما" الثانية

في نحو: "إما ذي وإما النائية"

"ومثل أو في القصد إما الثانية في نحو" تزوج "إما ذي وإما النائية"، و"جاءني إما زيدٌ وإما عمرٌو".

839- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص114؛ وأمالي القالي 2/ 64؛ وشرح شواهد المغني 2/ 581؛ والمقاصد النحوية 3/ 404؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 308.

اللغة والمعنى: نأت: ارتحلت وبعدت. الغليل: شدة العطش، وهنا، حرقة الفؤاد.

يقول: قالوا لي إنها ارتحلت وبعدت عنك، فاختر ما بين الصبر على الفراق والبكاء، فقلت لهم: إن البكاء أجدى لحرقة الفؤاد.

الإعراب: وقالوا: الواو: بحسب ما قبلها، قالوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو: فاعل. نأت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. فاختر: الفاء: حرف عطف، اختر: فعل أمر، والفاعل: أنت. لها: جار ومجرور متعلقان بالفعل "اختر" الصبر: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. والبكى: الواو: حرف عطف، والبكى: معطوف على "الصبر". فقلت: الفاء: حرف عطف، قلت: فعل ماض، والتاء: فاعل. البكى: مبتدأ مرفوع بالضم المقدر على الألف للتعذر. أشفي: خبر المبتدأ مرفوع بالضم المقدر على الألف للتعذر. إذًا: حرف جواب. لغليلي: جار ومجرور متعلقان بـ"أشفى"، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة.

وجملة "قالوا

" الفعلية بحسب ما قبلها وجملة "نأت فاختر

" الفعلية في محل نصب مفعول به. وجملة "فاختر

" الفعلية معطوفة على ما قبلها. وجملة "قلت

" الفعلية معطوفة على جملة "قالوا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "البكى أشفى

" الاسمية في محل نصب مفعول به.

والشاهد فيه قوله: "الصبر والبكى": حيث جاءت الواو للتخيير.

1 الأعراف: 155.

ص: 383

تنبيهات: الأول: ظاهر كلامه أنها تأتي للمعاني السبعة المذكورة في "أو"، وليس كذلك؛ فإنها لا تأتي بمعنى الواو، ولا بمعنى "بل"، والعذر له أن ورود "أو" لهذين المعنيين قليل ومختلف فيه، فالإحالة إنما هي على المعاني المتفق عليها، ولم يذكر الإباحة في التسهيل، لكنها بمقتضى القياس جائزة.

الثاني: ظاهره أيضًا أنها مثل "أو" في العطف والمعنى، وهو ما ذهب إليه أكثر النحويين، وقال أبو علي وابنا كيسان وبرهان: هي مثلها في المعنى فقط، ووافقهم الناظم، وهو الصحيح، ويؤيده قولهم: إنها مجامعة للواو لزومًا، والعاطف لا يدخل على العاطف، وأما قوله "من البسيط":

840-

يا ليتما أمنا شالت نعامتها

أيما إلى جنة أيما إلى نار

فشاذ. وكذلك فتح همزتها وإبدال ميمها الأولى ياء، وفتح همزتها لغة تميم، وبها روي البيت المذكور.

840- التخريج: البيت للأحوص في ملحق ديوانه ص221؛ ولسان العرب 14/ 46 "أما"، ولسعد بن قرط في خزانة الأدب 11/ 86؛ 87، 88، 90، 92؛ والدرر 6/ 122؛ وشرح التصريح 2/ 146؛ وشرح شواهد المغني 1/ 186؛ وشرح عمدة الحافظ ص643؛ والمحتسب 1/ 284، 2/ 314؛ والمقاصد النحوية 4/ 153؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص120؛ والجني الداني ص533؛ وجواهر الأدب ص414؛ ورصف المباني ص102؛ وشرح المفصل 6/ 75؛ ومغني اللبيب 1/ 59؛ وهمع الهوامع 2/ 135.

شرح المفردات: شالت نعامتها: أي هلكت. وأصل "شالت" بمعنى: رفعت.

المعنى: يتمنى الشاعر الموت لأمه غير مهتم بمصيرها، وسواء عنده أذهبت إلى الجنة أو إلى النار.

الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "ليتما": حرف مشبه بالفعل بطل عملها، "ما": الكافة. "أمنا": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"نا" في محل جر بالإضافة. "شالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "نعامتها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. ورويت "أمنا" بالنصب، فعليه تكون "ليت" عاملة، و"أمنا" اسمها، وجملة "شالت" في محل رفع خبر "ليت". "أيما": هي "إما" على لغة تميم، وهي حرف تقسيم "إلى جنة": جار ومجرور متعلقان بـ"شالت". "أيما": حرف عطف "إلى نار": جار ومجرور متعلقان بـ"شالت".

وجملة: "ليتما أمنا شالت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شالت نعامتها" في محل رفع خبر المبتدأ "أمنا"، أو خبر "ليت".

الشاهد: قوله: "أيما إلى نار" حيث تجرد "أيما" الثانية من الواو، وهذا شاذ، وكذلك فتح همزتها مع قلب ميمها "ياء" كما قاله المؤلف.

ص: 384

وقد يقال: إن قوله: "في القصد" إشارة إلى ذلك: أي أنها مثلها في القصد: أي: المعنى، لا مطلقًا، سيما أنه لم يعدها في الحروف أول الباب.

وقد نقل ابن عصفور اتفاق النحويين على أنها ليست عاطفة، وإنما أوردها في حروف العطف لمصاحبتها لها.

الثالث: مقتضى كلامه أنه لا بد من تكرارها، وذلك غالب، لا لازم، فقد يستغنى عن الثانية بذكر ما يغني عنها، نحو:"إما أن تتكلم بخير وإلا فاسكت"، وقراءة أبي {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} 1، وقوله "من الوافر":

841-

فإما أن تكون أخي بصدق

فأعرف منك غثي من سميني

وإلا فاطر حني واتخذني

عدوا أتقيك وتتقيني

1 سبأ: 24.

841-

التخريج: البيتان للمثقب العبدي في ديوانه ص211، 212؛ والأزهية ص140، 141؛ وخزانة الأدب 7/ 489، 11/ 80؛ والدرر 6/ 129؛ وشرح اختيارات المفصل ص1266، 1267؛ وشرح شواهد المغني 1/ 190، 191؛ وله أو لسحيم بن وثيل في المقاصد النحوية 1/ 192، 4/ 149؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص532؛ وجواهر الأدب ص415؛ والمقرب 1/ 232؛ وهمع الهوامع 2/ 135.

اللغة: الغث: الرديء من كل شيء؛ والسمين ضده. اطرحني: أبعدني وأتركني. أتقيك: أتجنبك وأحذرك.

المعنى: يبين المثقب لنا معنى الأصدقاء الحقيقيين، فإما أن تكون صديقي الحقيقي الذي يعرفني مساوئي وعيوبي فأتركها، ومحاسني ومكارمي فأزيد منها، وإما دعني وشأني، بل كن عدوي الذي أحذره ويحذرني.

الإعراب: فإما: "الفاء": استئنافية، "إما": حرف تفصيل. أن: حرف مصدرية ونصب. تكون: فعل مضارع ناقص منصوب بالفتحة. و"اسمها": ضمير مستتر تقديره "أنت". والمصدر المؤول من "أن" والفعل "تكون" خبر لمبتدأ محذوف تقديره إما شأنك كونك أخًا بحق، وإما كونك عدوًّا، ويجوز أن يكون المصدر مفعولًا به لفعل محذوف والتقدير: اختر إما كونك أخًا، وإما كونك عدوًّا. أخي: خبر "تكون" منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. بصدق: جار ومجرور متعلقان بـ"تكون". فأعرف: "الفاء": للعطف، "أعرف": فعل مضارع منصوب بالفتحة. و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا" منك: جار ومجرور متعلقان بالفعل "أعرف". غثي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من سميني: جار ومجرور بكسرة مقدرة على ما قبل "الياء، متعلقان بمحذوف حال، بتقدير "غثي واضحًا من سميني". وإلا: "الواو": عاطفة، "إلا": "إن" حرف شرط، و"لا": نافية لا عمل لها، وفعل الشرط محذوف بتقدير "وإن لا تفعل =

ص: 385

وقد يستغنى عن الأولى بالثانية كقوله "من الطويل":

842-

تلم بدار قد تقادم عهدها

وإما بأموات ألم خيالها

أي: إما بدار، والفراء يقيس هذا، فيجيز "زيد يقوم وإما يقعد" كما يجيز "أو يقعد".

= فاطرحني". فاطرحني: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "اطرح": فعل أمر مبني على السكون، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت" واتخذني: "الواو": للعطف، "اتخذني": نفس إعراب "اطرحني". عدوًّا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. أتقيك: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا"، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وتتقيني: "الواو": للعطف، "تتقي": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت".

وجملة "اختر إما كونك أخًا" بحسب ما قبلها. وجملة "تكون": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "فأعرف": معطوفة على جملة "تكون". وجملة "فاطرحني": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "واتخذني": معطوفة على جملة "فاطرحني" في محل جزم مثلها. وجملة "أتقيك": حالية محلها النصب. وجملة "وتتقيني": معطوفة عليها في محل نصب كذلك. وجملة "تفعل" المقدرة لا محل لها لأنها جملة الشرط غير الظرفي. وجملة "إلا تفعل فاطرحني": معطوفة على جملة "إما أن تكون

".

والشاهد فيهما قوله: "فإما

وإلا" حيث استغنى عن تكرار "إما" وذكر ما يغني عنها وهو "إلا".

842-

التخريج: البيت لذي الرمة في ملحق ديوانه ص1902؛ وشرح شواهد المغني 1/ 193؛ وشرح عمدة الحافظ ص642؛ والمقاصد النحوية 4/ 150؛ وللفرزدق في ديوانه 2/ 71؛ وشرح المفصل 8/ 102؛ والمنصف 3/ 115؛ ولذي الرمة أو للفرزدق في خزانة الأدب 11/ 76، 78؛ والدرر 6/ 124؛ وبلا نسبة في الأزهية ص142؛ والجني الداني ص533؛ ورصف المباني ص102؛ والمقرب 1/ 132؛ وهمع الهوامع 2/ 135.

اللغة: تلم بدار: تنزل بها قليلًا. تقادم عهدها: بعد زمن معرفتها أو بنائها. ألم خيالها: طاف.

المعنى: فإما أن تنزل نفسي بدار الأحبة التي هجرت منذ زمن بعيد، وإما أن تستعرض أشخاصًا أحبهم قد ماتوا، فتبقى روحي حزينة منكسرة.

الإعراب: تلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي" يعود إلى نفس الشاعر التي ذكرها قبلًا. بدار: جار ومجرور متعلقان بـ "تلم". قد تقادم: "قد": حرف تحقيق، "تقادم" فعل ماض مبني على الفتح. عهدها: فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة وإما: "الواو": للعطف، "إما" حرف تفصيل. بأموات: جار ومجرور معطوفان على قوله "بدار". ألم: فعل ماض مبني على الفتح. خياليها: فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة "تلم بدار": في محل جر صفة لـ"نفس" في البيت السابق. وجملة "تقادم": في محل جر صفة لـ"دار". وجملة "ألم": في محل جر صفة لـ"أموات".

والشاهد فيه قوله: "تلم بدار

وإما

" حيث حذف "إما" الأولى، لدلالة الثانية عليها، والتقدير "إما تلم بدار، وإما تلم بأموات".

ص: 386

الرابع: ليس من أقسام "إما" التي في قوله: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} 1 بل هذه "إن" الشرطية و"ما" الزائدة.

"العطف لـ"لكن" وشروطه":

554-

وأول "لكن" نفيًا أو نهيًا، و"لا"

نداء أو أمرًا أو إثباتًا تلا

"وأول لكن نفيًا أو نهيًا"، نحو:"ما قام زيد لكن عمرو"، و"لا تضرب زيدًا لكن عمرًا".

تنبيه: يشترط لكونها عاطفة مع ذلك: أن يكون معطوفها مفردًا، وأن لا تقترن بالواو، كما مثل، وقد سبق ما في هذا الثاني2.

وهي حرف ابتداء إن سبقت بإيجاب، نحو:"قام زيد لكن عمرو لم يقم"، ولا يجوز "لكن عمرو"3 خلافًا للكوفيين، أو تلتها جملة4، كقوله "من البسيط":

843-

إن ابن ورقاء لا تُخشى بوادره

لكن وقائعُهُ في الحرب تنتظر

1 مريم: 26.

2 أي: من الخلاف في شرح قوله: "واتبعت لفظًا فحسب".

3 أي: على أن "عمرو" معطوف؛ أما على أنه مبتدأ فيجوز.

4 أي: أو سبقت بنفي، لكن تلتها جملة، فلا ينافي أن المسبوقة بإيجاب لا يتلوها إلا جملة.

843-

التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص306؛ والجني الداني ص589؛ والدرر 6/ 144؛ وشرح التصريح 2/ 147؛ وشرح شواهد المغني 2/ 703؛ واللمع ص180؛ ومغني اللبيب 1/ 292؛ والمقاصد النحوية 4/ 178؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 137.

شرح المفردات: البوادر: ج "البادرة"، وهي ما يظهر من الإنسان من خطأ أو نحوه في ساعة الغضب. الوقائع: ج الوقيعة، وهي إنزال الشر بالعدو.

المعنى: يقول: إن ابن ورقاء رجل يسيطر على نفسه ساعة غضبه، أو لا يخون، ولكن إنزاله الشر بالأعداء أمر مرتقب ومتوقع.

الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل "ابن": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف. "ورقاء": مضاف إليه مجرور بالفتحة. "لا": حرف نفي. "تخشى": فعل مضارع للمجهول مرفوع. "بوادره": نائب فاعل مرفوع. وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "لكن": حرف ابتداء. "وقائعه": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإضافة. "في الحرب": جار ومجرور متعلقان بـ"تنتظر". "تنتظر": فعل =

ص: 387

أو تلت واوًا، نحو:{وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ} 1: أي ولكن كان رسول الله، وليس المنصوب معطوفًا بالواو؛ لأن متعاطفي الواو المفردين لا يختلفان بالإيجاب والسلب.

"العطف بـ"لا" وشروطه":

"و"لا" نداءً أو أمرًا أو إثباتًا تلا""لا": مبتدأ خبره "تلا"، و"نداء" وما بعده مفعول بـ"تلا"، وفي "تلا" ضمير هو فاعله يرجع إلى "لا"، والتقدير: لا تلا نداءً أو أمرًا أو إثباتًا.

أي للعطف بـ"لا" شرطان:

أحدهما: إفراد معطوفها، والثاني أن تسبق بأمر أو إثبات اتفاقًا، نحو:"اضرب زيدًا لا عمرًا"، و"جاءني زيد لا عمرو"، أو بنداء، خلافًا لابن سعدان، نحو:"يابن أخي لا ابن عمي" قال السهيلي: وأن لا يصدق أحد متعاطفيها على الآخر، فلا يجوز "جاءني زيدٌ لا رجلٌ" وعكسه، ويجوز "جاءني رجلٌ لا امرأةٌ"، وقال الزجاجي: وأن لا يكون المعطوف عليه معمول فعل ماض، فلا يجوز:"جاءني زيدٌ لا عمرٌو"، ويرده قوله "من الطويل":

844-

كأن دثارًا حلقت بلبونه

عقاب تنوفى لا عقاب القواعل

= مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي".

وجملة: "إن ابن ورقاء

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تخشى بوادره" في محل رفع خبر "إن". وجملة: "وقائعه في الحرب تنتظر" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تنتظر" في محل رفع خبر المبتدأ "وقائع".

الشاهد: قوله: "لكن وقائعه

" حيث وردت "لكن" حرف ابتداء لا حرف عطف لكون الواقع بعدها جملة من مبتدأ وخبر.

1 الأحزاب: 40.

844-

التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص94؛ وجمهرة اللغة ص949؛ والجني الداني ص295؛ وخزانة الأدب 11/ 177، 178، 181، 184؛ والخصائص 3/ 191؛ وشرح التصريح 2/ 150؛ وشرح شواهد المغني 1/ 441؛ 2/ 616؛ ولسان العرب 8/ 342 "ملع"؛ ومغني اللبيب 1/ 242؛ والمقاصد النحوية 4/ 154؛ وبلا نسبة في مجالس ثعلب ص466؛ والممتع في التصريف 1/ 104.

شرح المفردات: دثار: اسم رجل كان يراعى إبل امرئ القيس. اللبونة: ذات اللبن: تنوفى: اسم =

ص: 388

تنبيهات:

الأول: في معنى الأمر الدعاء والتحضيض.

الثاني: أجاز الفراء العطف بها على اسم لعل كما يُعطف بها على اسم إن، نحو:"لعل زيدًا لا عمرًا قائمٌ".

الثالث: فائدة العطف بها قصر الحكم على ما قبلها: إما قصر إفراد1، كقولك:"زيد كاتب لا شاعر" ردًّا على من يعتقد أنه كاتب وشاعر، وإما قصر قلب، كقولك:"زيد عالم لا جاهل" ردًّا على من يعتقد أنه جاهل.

الرابع: أنه قد يُحذف المعطفوف عليه بـ"لا"، نحو:"أعطيتك لا لتظلم" أي: لتعدل لا لتظلم.

= موضع في جبال طيئ معروف بارتفاعه. القواعل: اسم موضع قليل الارتفاع.

المعنى: يصف الشاعر إبله، التي أغار عليها الأعداء فتفرقت، بقوله: كأن عقابًا من عقبان تنوفى قد خطفت تلك الإبل وحلقت بها بعيدًا بحيث يصعب الوصول إليها، وليس عقاب القواعل المعروفة بقلة ارتفاعها.

الإعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل. "دثارًا": اسم "كأن" منصوب. "حلقت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "بلبونه": جار ومجرور متعلقان بـ"حلقت". "عقاب": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "تنوفى": مضاف إليه مجرور. "لا": حرف عطف. "عقاب": معطوف على "عقاب" السابقة، وهو مضاف "القواعل": مضاف إليه.

وجملة: "كأن دثارًا

" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حلقت عقاب

" في محل رفع خبر "كأن".

الشاهد: قوله: "عقاب تنوفى لا عقاب القواعل" حيث عطفت "لا" قوله: "عقاب الفواعل" على "عقاب تنوفى" الواقعة معمولًا للفعل الماضي "حلقت"، وفيه رد على الزجاجي الذي اشترط أن يكون المعطوف عليه بـ"لا" غير معمول للفعل الماضي.

1 لم يذكر الشارح قصد التعيين مع أنها قد تكون له، نحو:"زيد شاعر لا فيلسوف" للمتردد في أي الوصفين ثابت لزيد مع علمه بثبوت أحدهما لا على التعيين.

ص: 389

"العطف بـ"بل":

555-

وبل كلكن بعد مصحوبيها

كلم أكن في مربع بل تيها

556-

وانقل بها للثان حكم الأول

في الخبر المثبت، والأمر الجلي

"وبل كلكن" في تقرير حكم ما قبلها وجعل ضده لما بعدها "بعد مصحوبيها" أي: مصحوبي "لكن"، وهما النفي والنهي:

"كلم أكن في مربع بل تيها"

المربع: منزل الربيع، والتيهاء: الأرض التي لا يُهتدى بها، ونحو:"لا تضرب زيدًا بل عمرًا".

"وانقل بها للثان1 حكم الأول" فيصير كالمسكوت عنه.

"في الخبر المثبت والأمر الجلي"

كـ"قام زيد بل عمرو"، و"ليقم زيد بل عمرو".

وأجاز المبرد وعبد الوارث ذلك مع النفي والنهي، فتكون ناقلة لمعناهما إلى ما بعدها، وعلى ذلك فيصح "ما زيد قائمًا بل قاعدًا"، و"بل قاعد" ويختلف المعنى.

قال الناظم: وما جوزه مخالف لاستعمال العرب.

ومنع الكوفيون أن يعطف بها بعد غير النفي وشبهه، ومنعهم ذلك مع سعة روايتهم دليل على قلته.

ولا بد لكونها عاطفة من إفراد معطوفها كما رأيت، فإن تلاها جملة كانت حرف ابتداء لا عاطفة، على الصحيح، وتفيد حينئذ إضرابًا عما قبلها: إما على جهة الإبطال، نحو:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} 2، أي: بل هم عباد، ونحو:{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} 3 وإما على جهة الانتقال من غرض إلى آخر، نحو:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى، بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} 4، {كِتَابٌ يَنْطِقُ

1 الأصل: للثاني، وحذفت الياء للضرورة الشعرية.

2 الأنبياء: 26.

3 المؤمنون: 70.

4 الأعلى: 14.

ص: 390

بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ، بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا} 1 وادعى الناظم في شرح الكافية أنها لا تكون في القرآن إلا على هذا الوجه والصواب ما تقدم.

"العطف بـ"بل" بعد الاستفهام وزيادة "لا" قبل "بل" لتوكيد الإضراب":

تنبيهان: الأول: لا يعطف بـ"بل" بعد الاستفهام، فلا يقال: "أضربت زيدًا بل عمرًا؟، ولا نحوه.

الثاني: تزاد قبلها "لا" لتوكيد الإضراب عن جعل الحكم للأول بعد الإيجاب كقوله "من الخفيف":

845-

وجهك البدر لا بل الشمس لو لم

يُقض للشمس كسفة أو أقول

ولتوكيد تقرير ما قبلها بعد النفي، ومنع ابن درستويه زيادتها بعد النفي، وليس بشيء،

1 المؤمنون: 62، 63.

845-

التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 135؛ وشرح التصريح 2/ 148؛ وهمع الهوامع 2/ 136.

اللغة: يقضى: يقدر. كسفة: المرة من الكسوف، وهو ذهاب ضوء الشمس والقمر في حالات معروفة. الأفول: الغياب.

المعنى: قد أشبه وجهك بالشمس أو القمر، لو لم تكن الشمس والقمر يغيبان ويصيبهما الكسوف.

الإعراب: وجهك: مبتدأ مرفوع بالضمة. و"الكاف": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. البدر: خبر مرفوع بالضمة. لا بل. "لا": نافية زائدة لتوكيد الإضراب، "بل": حرف عطف يفيد الإضراب الشمس: معطوفة على "البدر" مرفوعة بالضمة. لو: حرف امتناع لامتناع. لم: حرف جزم ونفي وقلب. يقض: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة، والفتحة دالة عليه. للشمس: جار ومجرور متعلقان بـ"يقضي". كسفة: نائب فاعل مرفوع بالضمة. وأفول: "الواو": للعطف، "أفول": معطوف على "كسفه" مرفوع مثله بالضمة.

وجملة "وجهك البدر": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لو لم يقض لكان وجهك شبيهًا بها": في محل نصب حال.

والشاهد فيه قوله: "لا بل": حيث زاد "لا" لتوكيد الإضراب.

ص: 391

كقوله "من البسيط":

846-

وما هجرتك لا بل زادني شغفًا

هجر وبعد تراخي لا إلى أجل

"العطف على ضمير الرافع المتصل":

557-

وإن على ضمير رفع متصل

عطفت فافصل بالضمير المنفصل

558-

أو فاصل ما، وبلا فصل يرد

في النظم فاشيًا، وضعفه اعتقد

"وإن على ضمير رفع متصل" مستترًا كان أو بارزًا "عطفت فافصل بالضمير المنفصل" نحو: {لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُم} 1 "أو فاصل ما" إما بين العاطف والمعطوف عليه، وإما بين العاطف والمعطوف كالمفعول به، في نحو:{يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَح} 2، و"لا" في نحو:{مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا} 3 وقد اجتمع الفصلان في {مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُم} 4

846- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 138؛ وشرح التصريح 2/ 148؛ وشرح شواهد المغني 1/ 348؛ وهمع الهوامع 2/ 136.

اللغة: الشغف: شدة الحب. الهجر: الفراق والمقاطعة. تراخى: استمر. الأجل: الحد.

المعنى: لن أبتعد عنك، ومقاطعتك لي، وابتعادك المستمر عني، زادني محبة لك.

الإعراب: وما: "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. هجرتك: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لا بل: "لا": نافية لتوكيد الإضراب، "بل": حرف إضراب. زادني: فعل ماض مبني على الفتح، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. شغفًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. هجر: فاعل "زادني" مرفوع بالضمة. وبعد: "الواو": للعطف، "بعد": معطوف على "هجر" مرفوع بالضمة. تراخى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". لا: نافية. إلى أجل: جار ومجرور متعلقان بـ"تراخى".

وجملة "ما هجرتك": بحسب ما قبلها. وجملة "زادني": استئنافية. وجملة "تراخي": في محل رفع صفة لـ"بعد".

والشاهد فيه قوله: "لا بل" حيث زاد "لا" لتوكيد تقرير ما قبلها، أي لتوكيد عدم الهجران.

1 الأنبياء: 54.

2 الرعد: 23.

3 الأنعام: 148.

4 الأنعام: 91.

ص: 392

"وبلا فصل يرد في النظم فاشيًا وضعفه اعتقد" من ذلك قوله "من الكامل":

847-

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه

ما لم يكن وأب له لينالا

وقوله "من الخفيف":

848-

قلت إذا أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الفلا تعسفن رملا

وهو على ضعفه جائز في السعة، نص عليه الناظم؛ لما حكاه سيبويه من قول بعض العرب "مررت برجلٍ سواءٍ والعدمُ" برفع "العدم" عطفًا على الضمير المستتر في "سواء" لأنه مؤول بمشتق: أي "مستوٍ هو والعدم" وليس بينهما فصل.

847- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص57؛ والدرر 6/ 149؛ وشرح التصريح 2/ 51؛ والمقاصد النحوية 4/ 160؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 476؛ والمقرب 1/ 234؛ وهمع الهوامع 2/ 138.

شرح المفردات: رأي سفيه: أي رأي فاسد وضعيف.

المعنى: يقول: إن سفاهة رأي الأخطل جعلته يطلب ما لم يكن هو ولا أبوه ليحصلا عليه.

الإعراب: "ورجا": الواو بحسب ما قبلها، "رجا": فعل ماض. "الأخيطل": فاعل مرفوع. "من سفاهة": جار ومجرور متعلقان بـ"رجا"، وهو مضاف. "رأيه": مضاف إليه، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "لم": حرف جزم. "يكن": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره "هو" يعود على الأخيطل، وخبره محذوف. "وأب": الواو حرف عطف، "أب": معطوف على الضمير المستتر الذي هو اسم "يكن". "له": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"أب". "لينالا": اللام لام الجحود، "ينالا": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وعلامة نصبه حذف النون، والألف ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "رجا".

وجملة: "رجا الأخيطل" بحسب ما قبلها. وجملة: "لم يكن

" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "لينالا" في محل نصب خبر "كان". وجملة "ينالا" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله: "لم يكن وأب" حيث عطف الاسم الظاهر المرفوع "أب" على الضمير المرفوع المستتر في "يكن" والذي هو اسمها من غير أن يؤكد ذلك الضمير بضمير منفصل، أو أن يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، وهذا متفش في الشعر على ضعفه.

848-

التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ملحق ديوانه ص498؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 101؛ وشرح عمدة الحافظ ص658؛ وشرح المفصل 3/ 76؛ واللمع ص184؛ والمقاصد النحوية 4/ 161؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 79؛ والخصائص 2/ 386؛ والكتاب 2/ 379.

اللغة: الزهر: ج الزهراء، وهي البيضاء المشرقة. تهادى: تتهادى، أي تتمشى. النعاج: بقر الوحش. تعسفن: سرن على غير هدى. الفلا: الفلاة، أي الأرض الواسعة. =

ص: 393

"عود الخافض في العطف على الضمير المخفوض":

559-

وعود خافض لدى عطف على

ضمير خفض لازمًا قد جعلا

560-

وليس عندي لازمًا، إذ قد أتى

في النثر والنظم الصحيح مثبتا

"وعود خافض لدى عطف على

ضمير خفض لازمًا قد جعلا"

في غير الضرورة، وعليه جمهور البصريين1، نحو:{فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْض} {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْك} 3، {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِك} 4. قال الناظم:"وليس" عود الخافض "عندي لازمًا" وفاقًا ليونس والأخفش والكوفيين "إذ قد أتى في النظم والنثر الصحيح مثبتا" فمن النظم قوله "من البسيط":

849-

"فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا"

فاذهب فما بك والأيام من عجب

= الإعراب: "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "إذ": ظرف زمان متعلق بـ"قلت". "أقبلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "وزهر": الواو حرف عطف، "زهر": معطوف على الضمير المستتر في "أقبلت" مرفوع. "تهادى": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "كنعاج": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير في "أقبلت"، وهو مضاف. "الفلا": مضاف إليه. "تعسفن": فعل ماض، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "رملا": مفعول به.

وجملة: "قلت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أقبلت" في محل جر بالإضافة. وجملة: "تهادى" في محل نصب حال. وجملة: "تعسفن" في محل نصب حال.

الشاهد: قوله: "أقبلت وزهر" حيث عطف "زهر" على الضمير المستتر في "أقبلت" من غير فصل، والوجه فيه أن يقال:"أقبلت هي وزهر"، لتأكيد الضمير المستتر.

1 ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز العطف على الضمير المخفوض، وذلك نحو قولك:"مررت بك وزيد"، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز

انظر المسألة الخامسة والستين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص463-474.

2 فصلت: 11.

3 المؤمنون: 22.

4 البقرة: 133.

849-

التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف ص464؛ وخزانة الأدب 5/ 123-126، 128، =

ص: 394

وقوله "من الطويل":

850-

"تعلق في مثل السواري سيوفنا"

وما بينها والكعب غود نفانف

= 129، 131، والدرر 2/ 81؛ 6/ 151؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 207؛ وشرح عمدة الحافظ ص662؛ وشرح المفصل 3/ 78؛ 79؛ والكتاب 2/ 382؛ واللمع في العربية ص185؛ والمقاصد النحوية 4/ 163؛ والمقرب 1/ 234؛ وهمع الهوامع 2/ 139.

اللغة: قربت: شرعت. شتم: سب.

المعنى: يقول: اليوم شرعت في هجائنا وسبنا، وهذا الأمر ليس بعجيب؛ لأن الهجاء من طبعك، كما لا يعجب الناس مما يفعل الدهر.

الإعراب: "فاليوم": الفاء بحسب ما قبلها، "اليوم": ظرف زمان متعلق بـ"قربت". "قربت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "قرب". "تهجونا": فعل مضارع مرفوع، و"نا": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت". "وتشتمنا": الواو حرف عطف، "تشتمنا": فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره: "أنت" و"نا" ضمير مفعول به. "فاذهب": الفاء استئنافية. "اذهب": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"أنت". "فما": الفاء استئنافية، "ما": حرف نفي. "بك": جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. "والأيام" الواو حرف عطف، "الأيام": معطوف على الكاف في "بك" مجرور. "من": حرف جر زائد. "عجب": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر.

وجملة: "قربت تهجونا" بحسب ما قبلها. وجملة: "تهجونا" في محل نصب خبر "قرب". وجملة: "تشتمنا" معطوفة على سابقتها. وجملة: "اذهب" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما بك والأيام من عجب" استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله: "فما بك والأيام" حيث عطف "الأيام" على الكاف في "بك" المجرورة بحرف الجر دون إعادة الخافض.

850-

التخريج: البيت لمسكين الدارمي في ديوانه ص53 "وفيه "تنائف" مكان "نفانف"؛ والحيوان 6/ 494؛ والمقاصد النحوية 4/ 164؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص663؛ وشرح المفصل 3/ 79؛ ولسان العرب 7/ 365 "غوط".

اللغة: السواري: ج سارية، وهي الأسطوانة "العمود". الغوط: ج غائط: وهو المطمئن من الأرض، ونفانف: ج نفنف وهو الهواء بين الشيئين، وكل شيء بينه وبين الأرض مهوى فهو نفنف، والمعنى هنا: واسعة.

المعنى: إن قومي قوم طوال، والسيف على الفارسي منا كأنه على سارية من طوله، وبين السيف وكعب الرجل مسافة طويلة.

الإعراب: "تعلق": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. "في مثل": جار ومجرور متعلقان بالفعل تعلق. "السواري": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. "سيوفنا": نائب فاعل مرفوع بالضمة. "وما": "الواو": استئنافية، و"ما": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. "بينها": ظرف مكان منصوب بالفتحة، متعلق بفعل الصلة المحذوف المقدر بـ"استقر"، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. =

ص: 395

وهو كثير في الشعر، ومن النثر قراءة ابن عباس والحسن وغيرهما "تساءلون به والأرحامِ"1 وحكاية قطرب "ما فيها غيره وفرسه".

قيل: ومنه {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} 2 إذا ليس العطف على "السبيل" لأنه صلة المصدر وقد عطف عليه "كفر". ولا يعطف على المصدر حتى تكمل معمولاته.

تنبيهات:

الأول: في المسألة مذهب ثالث، وهو أنه إذا أكد الضمير جاز نحو:"مررت بك أنت وزيدٍ"، وهو مذهب الجرمي والزيادي، وحاصل كلام الفراء، فإنه أجاز "مررت به نفسه وزيدٍ"، و"مررت بهم كلهم وزيدٍ".

الثاني: أفهم كلامه جواز العطف على الضمير المتصل مطلقًا، وعلى المتصل المنصوب بلا شرط، نحو:"أنا وزيدٌ قائمان، وإياك والأسدَ"، ونحو:{جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} 3.

"حذف الفاء والواو مع المعطوف":

561-

والفاء قد تحذف مع ما عطفت

والواو، إذ لا لبس، وهي انفردت

"والفاء قد تُحذف مع ما عطفت

والواو إذ لا لبس"

= "والكعب": "الواو": عاطفة، "الكعب": اسم معطوف على الضمير "ها" مجرور بالكسرة. "غوط: خبر مرفوع بالضمة. "نفانف": صفة لـ"غوط" مرفوع بالضمة.

وجملة "تعلق

سيوفنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما بينها غوط": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة الصلة المحذوفة: "استقر" صلة الموصول لا محل لها.

والشاهد فيه قوله: "فما بينها والكعب" عطف "الكعب" بالواو على الضمير المتصل المخفوض بإضافة الظرف -وهو قوله: بين- إليه، من غير أن يعيد العامل في المعطوف عليه مع المعطوف.

1 النساء: 1.

2 البقرة: 217.

3 المرسلات: 38.

ص: 396

وهو قيد فيهما، أي تختص الفاء والواو بجواز حذفهما مع معطوفهما لدليل، مثاله في الفاء:{أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ} 1 أي: فضرب فانفجرت، وهذا الفعل معطوف على {فَقُلْنَا} .

ومثاله في الواو قوله "من الطويل":

851-

فما كان بين الخير لو جاء سالمًا

أبو حجر إلا ليال قلائل

أي: بين الخبر وبيني، وقولهم:"راكب الناقة طليحان" أي والناقة، ومنه {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} 2 أي: والبرد.

تنبيهان:

الأول: "أم" تشاركهما في ذلك كما ذكره في التسهيل.

ومنه قوله "من الطويل":

852-

"دعاني القلب إليها إني لأمره"

سميع فما أدري أرشد طلابها

1 الأعراف: 160.

851-

التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص120؛ وشرح التصريح 2/ 153؛ وشرح عمدة الحافظ ص648؛ والمقاصد النحوية 4/ 167.

شرح المفردات: أبو حجر: كنية النعمان بن الحارث.

المعنى: يتحسر الشاعر ويتمنى لو يكون النعمان قد عاد سالمًا ليعم الخير بعودته.

الإعراب: "فما": الفاء بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "كان": فعل ماض ناقص. "بين" ظرف زمان منصوب، متعلق بمحذوف خبر "كان"، وهو مضاف. "الخبر": مضاف إليه. "لو": حرف تمن. "جاء": فعل ماض. "سالمًا": حال منصوب. "أبو": فاعل "جاء" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "حجر": مضاف إليه. "إلا": أداة حصر. "ليال": اسم "كان": مرفوع. "قلائل": نعت "ليال" مرفوع.

وجملة: "ما كان

" بحسب ما قبلها. وجملة: "لو جاء سالمًا" اعتراضية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد: قوله: "بين الخير" حيث حذف الواو مع معطوفها بتقدير: "بين الخير وبيني" بدليل أن "بين" لا تضاف إلا إلى متعدد.

2 النحل: 81.

852-

التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في تلخيص الشواهد ص140؛ وخزانة الأدب =

ص: 397

أي أم غي، وإنما لم يذكرها هنا لقلته فيها.

الثاني: قد يحذف العاطف وحده، ومنه قوله "من الخفيف":

853-

كيف أصبحت، كيف أمسيت مما

يغرس الود في فؤاد الكريم

= 11/ 251؛ والدرر 6/ 102؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 43؛ وشرح عمدة الحافظ ص655؛ وشرح شواهد المغني 1/ 26، 142، 2/ 672؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 132.

اللغة: دعاني: ناداني: الرشد: الهداية. طلابها: الرغبة فيها.

المعنى: ناداني القلب لأتبع خلوتي، وأنا ألبي طلبات قلبي، واستمع لأوامره التي تدعوني للقائها، بالرغم من عدم تأكدي أن في هذا ضلالًا أم هداية واستقامة.

الإعراب: دعاني: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. إليها: "إلى": حرف جر، و"ها": ضمير متصل في محل جر بحرف الجر، متعلقان بـ"دعا". القلب: فاعل مرفوع بالضمة. إني: "إن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسمها. لأمره: جار ومجرور متعلقان بالخبر "سميع"، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. سميع: خبر "إن" مرفوع بالضمة. فما: "الفاء": استئنافية، "ما": نافية لا عمل لها. أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". أرشد: "الهمزة": حرف استفهام لا محل لها، "رشد": خبر مقدم مرفوع بالضمة. طلابها: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، و"ها":ضميرمتصل في محل جر بالإضافة.

وجملة "دعاني": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إني سميع": معترضة لا محل لها. وجملة "فما أدري": استئنافية لا محل لها. وجملة "أرشد طلابها": في محل نصب مفعول به، سدت مسد مفعولي الفعل القلبي "أدري".

والشاهد فيه قوله: "أرشد طلابها" حيث حذف "أم" والمعطوف بها على أساس وضوح الكلام للسامع، والتقدير: أرشد طلابها أم ضلال.

853-

التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 134؛ والخصائص 1/ 290، 2/ 280؛ والدرر 6/ 155؛ وديوان المعاني 2/ 225؛ ورصف المباني ص414؛ وشرح عمدة الحافظ ص641؛ وهمع الهوامع 2/ 140.

المعنى: يقول: إن التحية والسؤال عن الأحوال مما يغرس المحبة بين الناس.

الإعراب: كيف: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. أصبحت: فعل ماض تام، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. كيف أمسيت: معطوفة على "كيف أصبحت" وتعرب إعرابها، وذلك بحرف عطف مقدر. مما: جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره: "قولك". يغرس: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". الود: مفعول به منصوب. في فؤاد: جار ومجرور متعلقان بـ"يغرس"، وهو مضاف. الكريم: مضاف إليه مجرور.

وجملة "كيف أصبحت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أصبحت": في محل رفع خبر. =

ص: 398

أراد: كيف أصبحت وكيف أمسيت، وفي الحديث "تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من صاع بره، من صاع تمره".

وحكى أبو عثمان عن أبي زيد أنه سمع: "أكلت خبزًا لحمًا تمرًا"، ولا يكون ذلك إلا في الواو و"أو"، "وهي" أي الواو "انفردت" من بين حروف العطف.

562-

وحذف متبوع بدا -هنا- استبح

وعطفك الفعل على الفعل يصح

"وحذف متبوع" أي: معطوف عليه "بدا" أي: ظهر "هنا" أي: في هذا الموضع، وهو العطف بالواو والفاء؛ لأن الكلام فيهما "استبح" كقول بعضهم:"وبك. وأهلًا سهلًا" جوابًا لمن قال له: "مرحبًا بك"، والتقدير: ومرحبًا بك وأهلًا. ونحو: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} 1 أي: أنهملكم فنضرب، ونحو:{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِم} 2 أي: أعموا، فلم يروا.

563-

بعطف عامل مزال قد بقي

معمولة، دفعًا لوهم اتقي

"بعطف عامل مزال" أي: محذوف "قد بقي معموله" مرفوعًا كان نحو: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة} 3 أي: وليسكن زوجك: أو منصوبًا نحو: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} 4 أي: وألفوا الإيمان، أو مجرورًا، نحو:"ما كل بيضاء شحمة، ولا سوداء تمرة" أي: ولا كل سوداء، وإنما لم يجعل العطف فيهن على الموجود "دفعًا لوهم اتقي" أي حذر، وهو أنه يلزم في الأول رفع فعل الأمر الاسم الظاهر، وفي الثاني كون الإيمان متبوأ، وإنما يتبوأ المنزل. وفي الثالث العطف على معمولي عاملين، ولا يجوز في الثاني أن يكون الإيمان مفعولًا معه لعدم الفائدة في تقييد الأنصار بمصاحبة الإيمان إذ هو أمر معلوم.

1 الزخرف: 5.

2 سبأ: 9.

3 البقرة: 35.

4 الحشر: 9.

ص: 399

وأما حذفه مع "أو" في قوله "من الطويل":

854-

فهل لك أو من والد لك قبلنا

"يوشج أولاد العشار ويفضل"

أي: فهل لك من أخ أو من والد، فنادر.

تنبيهان:

الأول: قال في التسهيل: ويغني عن المعطوف عليه المعطوف بالواو كثيرًا وبالفاء قليلًا.

الثاني: قال فيه أيضًا: وقد يتقدم المعطوف بالواو للضرورة، وقال في الكافية:

ومتبع بالواو قد يقدم

موسطًا إن يلتزم ما يلزم

وظاهره جوازه في الاختيار على قلة، قال في شرحها قد يقع أي المعطوف قبل المعطوف عليه إن لم يخرجه التقديم إلى التصدير أو إلى مباشرة عامل عليه لا يتصرف، أو

854- التخريج: البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي في الدرر 6/ 156؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 537؛ وشرح عمدة الحافظ ص670؛ والمقاصد النحوية 4/ 182؛ وللهذلي في همع الهوامع 2/ 140.

اللغة: وشج: أحكم. العشار: من الإبل التي أتى عليها عشرة أشهر.

المعنى: يمنن الشاعر مخاطبه بأنه رعاء وحافظ عليه مشبهًا إياه بأولاد العشار التي لا تستطيع أن تحافظ على نفسها.

الإعراب: فهل: "الفاء": بحسب ما قبلها، "هل": حرف استفهام. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره: "أخ". أو: حرف عطف من: حرف جر زائد. والد: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه معطوف على "أخ" المحذوفة في محل رفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"والد" قبلنا: ظرف متعلق بمحذوف نعت "والد"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. يوشج: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو". أولاد: مفعول به منصوب، وهو مضاف. العشار: مضاف إليه مجرور. ويفضل: "الواو" حرف عطف، "يفضل": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هو".

وجملة "يوشج": في محل نعت "والد". وجملة "يفضل": معطوفة على سابقتها.

الشاهد فيه قوله: "فهل لك أو من والد" حيث حذف فيه المعطوف عليه، وتقدير الكلام:"فهل لك من أخ أو من والد"، و"من" في الموضعين حرف زائد، وهذا نادر، وقد كثر ذلك مع الواو، كقولك:"بلى وزيدًا" لمن قال: "ألم تضرب عمرًا".

ص: 400

تقدم عليه. ولذا قلت:

موسطًا إن يلتزم ما يلزم

فلا يجوز "وعمرو زيد قائمان" لتصدر المعطوف وفوات توسطه، ولا "ما أحسن وعمرًا زيدًا" ولا "ما وعمرًا أحسن زيدًا" لعدم تصرف العامل.

ومثال التقديم الجائز قول ذي الزمة "من الطويل":

855-

كأنا على أولاد أحقب لاحها

ورميُ السفا أنفاسها بسهام

جنوبٌ دوت عنها التناهي وأنزلت

بها يوم رباب السفير صيام

855- التخريج: البيتان لذي الرمة في ديوانه ص1071، 1072؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 483؛ والكتاب 2/ 99، 100؛ ولسان العرب 12/ 310 "سهم""البيت الأول"؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص862 "البيت الأول".

اللغة: الأحقب: حمار الوحش. لاحها: أضمرها. السفا: الشوك الصلب. الجنوب: الريح الجنوبية. التناهي: المكان الذي ينتهي إليه الماء ويجف صيفًا. دوت: علته الريح. يوم رباب السفير: يوم شديد الحر.

المعنى: يصف الشاعر رحلته المضنية على مطية ضامرة سريعة، تشبه الحمر الوحشية التي أضمرتها ريح الجنوب القاسية التي جففت المياه في التناهي، وأدمت أنوافها الأشواك الصلبة كالسهام.

الإعراب: كأنا: حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". على أولاد: جار ومجرور متعلقان بخبر "كأن" وهو مضاف. أحقب: مضاف إليه مجرور بالكسرة عوضًا عن الفتحة لأنه ممنوع من الصرف. لاحها: فعل ماض، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. ورمي: "الواو": حرف عطف، و"رمي": اسم معطوف مرفوع، وهو مضاف. السفا: مضاف إليه مجرور. أنفاسها: مفعول به، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. بسهام: جار ومجرور متعلقان بـ"رمي". جنوب: فاعل "لاحها" مرفوع. دوت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"دوت". التناهي: فاعل مرفوع وأنزلت: "الواو" حرف عطف، "أنزلت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي. بها: جار ومجرور متعلقان بـ"أنزل". يوم: ظرف زمان متعلق بـ"أنزل"، وهو مضاف. رباب: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. السفير: مضاف إليه. صيام: نعت "أولاد" مجرور بالكسرة.

وجملة "كأن" ومعموليها ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لاحها": في محل جر نعت "أولاد". وجملة "دونت": في محل رفع نعت "جنوب". وجملة: "وأنزلت": معطوفة في محل رفع.

الشاهد: قوله: "لاحها ورمي السفا أنفاسها بسهام جنوب" حيث قدم المعطوف "ورمي" على المعطوف عليه "جنوب" للضرورة الشعرية.

ص: 401

وقول الآخر "من الطويل":

856-

وأنت غريم لا أظن قضاءه

ولا العنزي القارظ الدهر جائيا

"عطف الفعل على الفعل":

"وعطفك الفعل على الفعل يصيح"

بشرط اتحاد زمانيهما سواء اتحد نوعهما، نحو:{لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَه} {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} 2 أم اختلفا، نحو قوله تعالى:{يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي} 4 الآية.

856- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص307 وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 347.

اللغة: الغريم: المغرم. قضاء الدين: تأديته. القارظ العنزي: يضرب مثلًا للمفقود الذي لا رجاء منه.

المعنى: يقول الشاعر مخاطبًا محبوبته: إن لي عليك دينًا لا أظنك تقضينه، ولا أمل لي فيه حتى يعود القارظ العنزي، أي هي عودة ميئوس منها.

الإعراب: وأنت: "الواو": حالية من قوله في البيت السابق "تطيلين ليني"، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. غريم: خبر المبتدأ مرفوع. لا: حرف نفي. أظن: فعل مضارع. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". قضاءه: مفعول به أول منصوب، وهو مضاف. و"الهاء":ضمير في محل جر بالإضافة. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": حرف زائد لتأكيد النفي. العنزي: معطوف على مفعول أظن الأول منصوب. القارظ: نعت "العنزي" منصوب. الدهر: ظرف زمان متعلق بـ"جائيًا". جائيًا: مفعول به ثان منصوب.

وجملة "وأنت الغريم": في محل نصب حال. وجملة "لا أظن قضاءه": في محل رفع نعت "غريم". وجملة "لا العنزي القارظ": معطوف على مفعول "أظن".

الشاهد: جواز تقديم المعطوف على المعطوف عليه والتقدير: "لا أظن قضاءه جائيًا ولا العنزي ما بقي الدهر" وهذا للضرورة.

الشاهد فيه قوله: "لا أظن قضاءه ولا العنزي القارظ الدهر جائيًا" حيث قدم المعطوف وهو "العنزي" على المعطوف عليه، وتقدير الكلام: لا أظن قضاءه جانبًا هو ولا العنزي ما بقيت أو ما بقي الدهر.

1 الفرقان: 49.

2 محمد: 36.

3 هود: 98.

4 الفرقان: 10.

ص: 402

"عطف الفعل على شبهة والعكس":

564-

واعطف على اسم شبه فعل فعلا

وعكسًا استعمل تجده سهلًا

نحو: {صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْن} {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا، فَأَثَرْنَ} 2 لاتحاد جنس المتعاطفين في التأويل؛ إذ المعطوف في المثال الأول في تأويل المعطوف عليه وفي الثاني بالعكس.

"وعكسًا استعمل نجده سهلًا"

كقوله "من الرجز":

857-

"يا رب بيضاء من العواهج"

أم صبي قد حبا أو دارج

وقوله "من الرجز":

858-

"بات يعشيها بعضب باتر"

يقصد في أسواقها وجائر

1 الملك: 19.

2 العاديات: 43.

857-

التخريج: الرجز لجندب بن عمرو في خزانة الأدب 4/ 238؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 2/ 641؛ وشرح التصريح 2/ 152؛ ولسان العرب 2/ 331 "عهج"؛ والمقاصد النحوية 4/ 173.

شرح المفردات: حبا: زحف على يديه ورجليه. الدارج: الذي يمشي قليلًا بخطى متقاربة.

الإعراب: "أم": بدل أو عطف بيان على قوله: "ذات خلق بارج" في البيت السابق الذي هو مفعول به للفعل "علقت" منصوب، وهو مضاف. "صبي": مضاف إليه مجرور. "قد": حرف تحقيق. "حبا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "أو": حرف عطف. "دارج": معطوف على "حبا" مجرور؛ لأنه جملة "حبا" في محل نعت لـ"صبي" وهو مجرور.

الشاهد فيه قوله: "قد حبا أو دارج" حيث عطف الاسم الذي يشبه الفعل، وهو "دارج" على الفعل، وهو "حبا".

858-

التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 140، 143؛ ولسان العرب 11/ 600 "كهل"، 15/ 62 "عشا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 174.

اللغة: يعشيها: يطعمها العشاء، وهنا أقام السيف لها مقام العشاء. العضب: السيف. الباتر: القاطع.

الإعراب: "بات": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره:"هو". "يغشيها": فعل مضارع مرفوع، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "بعضب": جار =

ص: 403

وجعل منه الناظم {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} 1 وقدر الزمخشري عطف "مخرج" على "فالق"، وجعل ابن الناظم تبعًا لأصله المعطوف في البيتين في تأويل المعطوف عليه، والذي يظهر عكسه لأن المعطوف عليه وقع نعتًا، والأصل فيه أن يكون اسمًا.

1 ومجرور متعلقان بـ"يعشي". "باتر": نعت "عضب" مجرور. "يقصد": فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستر تقديره: "هو""في أسوقها": جار ومجرور متعلقان بـ"يقصد"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "وجائر": الواو حرف عطف، "جائر": معطوف على "يقصد" الواقعة نعتًا لـ"عضب".

وجملة: "بات يعشيها" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يعشيها" في محل نصب خبر "بات". وجملة: "يقصد" في محل جر نعت "عضب".

الشاهد فيه قوله: "يقصد في أسوقها وجائر" حيث عطف اسم الفاعل "جائر" على الفعل "يقصد" وذلك لأن اسم الفاعل يشبه الفعل.

1 الأنعام: 95.

ص: 404

خاتمة في مسائل متفرقة:

الأولى: يشترط لصحة العطف صلاحية المعطوف، أو ما هو بمعناه لمباشرة العامل، فالأول نحو:"قام زيد وعمرو". والثاني نحو: "قام زيد وأنا" فإنه لا يصلح "قام أنا" ولكن يصلح "قمت" والتاء بمعنى "أنا"، فإن لم يصلح هو أو ما هو بمعناه لمباشرة العامل أخر له عامل يلائمه وجعل من عطف الجمل، وذلك كالمعطوف على الضمير المرفوع بالمضارع ذي الهمزة أو النون وتاء المخاطب أو بفعل الأمر، نحو:"أقوم أنا وزيد"، و"نقوم نحن وزيد"، و"تقوم أنت وزيد"، و {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} 1 أي: وليسكن زوجك. وكذلك باقيها، وكذلك المضارع المفتتح بتاء التأنيث، نحو:{لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} 2 قال ذلك الناظم.

قال الشيخ أبو حيان وما ذهب إليه مخالف لما تضافرت عليه نصوص النحويين والمعربين من أن "زوجك" معطوف على الضمير المستكن في "اسكن" المؤكد بـ"أنت".

الثانية: لا يشترط في صحة العطف صحة وقوع المعطوف موقع المعطوف عليه، لصحة "قام زيد وأنا" وامتناع "قام أنا وزيد".

الثالثة: لا يشترط صحة تقدير العامل بعد العاطف، لصحة "اختصم زيد وعمرو" وامتناع "اختصم زيد واختصم عمرو".

1 البقرة: 35؛ والأعراف: 19.

2 البقرة: 233.

ص: 405

"عطف الخبر على الإنشاء وعكسه":

الرابعة: في عطف الخبر على الإنشاء وعكسه خلاف منعه البيانيون، والناظم في شرح باب المفعول معه من كتاب التسهيل. وابن عصفور في شرح الإيضاح، ونقله عن الأكثرين وأجازه الصفار تلميذ ابن عصفور وجماعة مستدلين بنحو:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا} 1 في سورة البقرة {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين} 2 في سورة الصف.

قال أبو حيان: وأجاز سيبويه "جاءني زيد ومن عمرو العاقلان" على أن يكون "العاقلان" خبرًا لمحذوف، ويؤيده قوله "من الطويل":

859-

وإن شفائي عبرة مهراقة

فهل عند رسم دارس من معول

1 البقرة: 25.

2 الصف: 13.

859-

التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص9؛ وخزانة الأدب 3/ 448، 5/ 227، 280، 11/ 292؛ والدرر 5/ 139؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 257، 260؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 449؛ وشرح شواهد المغني 2/ 772؛ والكتاب 2/ 142؛ ولسان العرب 11/ 485 "عول"، 709 "هلل"؛ والمنصف 3/ 40؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 274، 11/ 29؛ والدرر 6/؛ وشرح شواهد المغني 2/ 872؛ وهمع الهوامع 2/ 77، 140.

اللغة: عبرة: دمعة. مهراقة: مصبوبة مثل مراقة. رسم: آثار الديار أو الأطلال. دارس: اسم فاعل من "درس" ودرس الرسم إذا عفا وانمحى. معول: بكاء أو عويل.

المعنى: إن دمعي هو ملجئي الوحيد عندما أرى آثار الديار وأتذكر الأهل والأحبة، وأتذكر أنه لا فائدة من البكاء لأنه لا يرد حبيبًا ولا يشفي قلب المحب.

الإعراب: وإن: "الواو" حرف استئناف، "إن": حرف مشبه بالفعل. "شفائي: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. عبرة: خبر إن مرفوع. مهراقة: صفة لعبرة مرفوعة مثلها. فهل: "الفاء": عاطفة، و"هل": حرف استفهام. عند: مفعول فيه ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. رسم: مضاف إليه مجرور. دارس: صفة للرسم مجرورة. من: حرف جر زائد. معول: اسم مجرور لفظًا بحرف الجر الزائد، مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر.

وجملة "إن شفائي عبرة" استئنافية لا محل لها. وجملة "هل عند

معول": معطوفة على جملة لا محل لها.

والشاهد فيه: وقوع "هل" مفيدة للنفي، ولذا صح العطف على الجملة الخبرية، ولو كان للاستفهام لما صح عطف الإنشاء على الخبر.

وفي البيت أيضًا زيادة حرف الجر "من" قبل المبتدأ لما كان معناها النفي.

ص: 406

وقوله "من الطويل":

860-

تناغي غزالًا عند دار ابن عامر

وكحل أماقيك الحسان بإثمد

"عطف الجملة الاسمية على الفعلية":

الخامسة: في عطف الجملة الاسمية على الفعلية وبالعكس ثلاثة أقوال:

"أحدها" الجواز مطلقًا وهو المفهوم من قول النحويين، في نحو:"قام زيد وعمرو أكرمته". إن نصب "عمرو" أرجح× لأن تناسب الجملتين أولى من تخالفهما.

و"الثاني" المنع مطلقًا.

و"الثالث" لأبي علي يجوز في الواو فقط.

السادسة: في العطف على معمولي عاملين أجمعوا على جواز العطف على معمولي

860- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص134؛ وشرح شواهد المغني 2/ 872، 873.

اللغة: ناغى: كلم الآخر بما يحب. غزال: صبي جميل. مآقي: ج موق وهي طرف العين الأنسي.

إثمد: حجر الكحل.

المعنى: كانت المرأة تدلل صبيًّا حسن المنظر أمام منزل ابن عامر وتطلب منه أن يستعمل حجر الإثمد لتكحيل عينيه.

الإعراب: تناغي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره "هي". غزالًا: مفعول به منصوب بالفتحة. عند: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل تناغي وهو مضاف. دار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ابن: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عامر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وكحل: "الواو": عاطفة، "كحل" فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنت". مآقيك: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الياء للضرورة وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الحسان: صفة منصوبة بالفتحة. بإثمد: جار ومجرور متعلقان بالفعل "كحل".

وجملة "تناغي غزالًا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "كحل مآقيك": معطوفة على ابتدائية لا محل لها.

والشاهد فيه قوله: "تناغي غزالًا

وكحل مآقيك" حيث عطف الجملة الإنشائية "كحل" على الجملة الخبرية "تناغي"، ولم يسلم بذلك ابن هشام.

ص: 407

عامل واحد نحو: "إن زيدًا ذاهب وعمرًا جالس"، وعلى معمولات عامل واحد، نحو "أعلم زيدٌ عمرًا بكرًا جالسًا وأبو بكر خالد سعيدًا منطلقًا" وعلى منع العطف على معمول أكثر من عاملين، نحو:"إن زيدًا ضارب أبوه لعمرو وأخاك غلامه بكر" وأما معمولا عاملين فإن لم يكن أحدهما جارًّا، فقال الناظم هو ممتنع إجماعًا، نحو:"كان آكلًا طعامك عمرو وتمرك بكر"، وليس كذلك، بل نقل الفارسي الجواز مطلقًا عن جماعة، قيل منهم الأخفش، وإن كان أحدهما جارًّا، فإن كان مؤخرًا نحو:"زيد في الدار والحجرة عمرو" أو "وعمرو الحجرة" فنقل المهدوي أنه ممتنع إجماعًا، وليس كذلك، بل هو جائز عند من ذكرنا، وإن كان الجار مقدمًا، نحو:"في الدار زيد والحجرة عمرو" أو "وعمرو الحجرة" فالمشهور عن سيبويه المنع، وبه قال المبرد وابن السراج وهشام، وعن الأخفش الإجازة به قال الكسائي والفراء والزجاج، وفصل قوم منهم الأعلم فقالوا إن ولي المخفوض العاطف جاز وإلا امتنع، والله أعلم.

ص: 408