الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إعمال اسم الفاعل:
"تعريف اسم الفاعل":
428-
كفعله اسم فاعل في العمل
…
إن كان عن مضيه بمعزل
"كفعله اسم فاعل في العمل" واسم الفاعل هو: الصفة الدالة على فاعل جارية في التذكير والتأنيث على المضارع من أفعالها لمعناه أو معنى الماضي، كذا عرفه في التسهيل.
فالصفة: جنس، والدالة على فاعل، لإخراج اسم المفعول وما بمعناه، وجارية في التذكير والتأنيث على المضارع من أفعالها: لإخراج الجارية على الماضي، نحو:"فرح"، وغير الجارية، نحو:"كريم"، وفي التذكير والتأنيث: لإخراج، نحو:"أهيف" فإنه لا يجري على المضارع إلا في التذكير، ولمعناه أو معنى الماضي: لإخراج، نحو:"ضامر الكشح" من الصفة المشبهة.
"شروط عمل اسم الفاعل":
ويعمل اسم الفاعل عمل فعله في التعدي واللزوم "إن كان عن مضيه بمعزل" بأن كان بمعنى الحال أو الاستقبال؛ لأنه إنما عمل حملًا على المضارع. وهو كذلك.
429-
وولي استفهامًا، أو حرف ندا
…
أو نفيًا، أو جا صفة، أو مسندا
"وولي" ما يقربه من الفعلية: بأن ولي "استفهامًا" ملفوظًا به نحو: "أضاربٌ زيدٌ عمرًا"؟ وقوله:
أمنجز أنتم وعدا وثقت به1
أو مقدرا نحو: "مهين زيدٌ عمرًا أم مكرمه"؟ "أوحرف ندا" نحو: "يا طالعًا جبلًا"، والصواب أن النداء ليس من ذلك، والمسوغ إنما هو الاعتماد على الموصوف المقدر، والتقدير:"يا رجلًا طالعًا جبلًا "أو نفيًا"، نحو: "ما ضاربٌ زيدٌ عمرًا" "أو جا صفة" إما لمذكور، نحو: "مررت برجلٍ قائدٍ بعيرًا"، ومنه الحال، نحو: "جاء زيد راكبًا فرسًا"، أو محذوف، وسيأتي. "أو مسندا" لمبتدأ أو لما أصله المبتدأ، نحو: "زيد مُكرِمٌ عمرًا"، و "إن زيدًا مُكرِمٌ عمرًا".
فإن تخلف شرط من هذين لم يعمل، بأن كان بمعنى الماضي خلافًا للكسائي، ولا حجة له في {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْه} 2، فإنه على حكاية الحال، والمعنى يبسط ذراعيه، بدليل ما قبله وهو {وَنُقَلِّبُهُمْ} 3 ولم يقل وقلبناهم، أو لم يعتمد على شيء مما سبق خلافًا للكوفيين والأخفش؛ فلا يجوز: ضاربٌ زيدًا أمسِ.
تنبيهان: الأول: هذا الخلاف في عمل الماضي دون "أل" بالنسبة إلى المفعول به، وأما رفعه الفاعل فذهب بعضهم إلى أنه لا يرفع الظاهر، وبه قال ابن جني والشلوبين، وذهب قوم إلى أنه يرفعه، وهو ظاهر كلام سيبويه واختاره ابن عصفور، وأما المضمر فحكى ابن عصفور الاتفاق على أنه يرفعه، وحكى غيره عن ابن طاهر وابن خروف المنع، وهو بعيد.
الثاني: من شروط إعمال اسم الفاعل المجرد أيضًا: أن لا يكون مصغرًا، ولا موصوفًا، خلافًا للكسائي فيهما؛ لأنهما يختصان بالاسم فيبعدان الوصف عن الفعلية، ولا حجة له في قول بعضهم:"أظني مرتحلًا وسويرًا فرسخًا"؛ لأن "فرسخًا" ظرف يكتفي
1 تقدم بالرقم 135.
2 الكهف: 18.
3 الكهف: 18.
برائحة الفعل. وقال بعض المتأخرين: إن لم يحفظ له مكبر جاز كما في قوله "من الطويل":
696-
"فما طعم راح في الزجاج مدامة"
…
ترقرق في الأيدي كميت عصيرُها
حيث رفع "عصيرها" بـ"كميت"، ولا حجة له أيضًا على إعمال الموصوف في قوله "من الطويل":
697-
إذا فاقد خطباء فرخين رجعت
…
ذكرت سليمى في الخليط المزايل
إذ "فرخين" نصب بفعل مضمر يفسره فاقد، والتقدير: فقدت فرخين؛ لأن فاقد ليس جاريا على فعله في التأنيث فلا يعمل؛ إذ لا يقال: "هذه امرأة مرضعٌ ولدَها"؛ لأنه بمعنى النسب، قال في شرح التسهيل: ووافق بعض أصحابنا الكسائي في إعمال الموصوف قبل الصفة؛ لأن ضعفه يحصل بعدها لا قبلها، ونقل غيره أن مذهب البصريين والفراء هو هذا التفصيل، وأن مذهب الكسائي وباقي الكوفيين إجازة ذلك مطلقًا.
696- التخريج: البيت لمضرس بن ربعي في الدرر 5/ 266؛ والمقاصد النحوية 3/ 567؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 95.
اللغة: الراح: الخمر. الزجاج: ج الزجاجة، وهي القدح. المدامة: الخمر. ترقرق في الأيدي: تمزج بالماء. كميت: ما كان لونه بين السواد والحمرة.
المعنى: يصف الشاعر رضاب أحبته بأنه أفضل من ماء المزن أو الخمرة المعتقة.
الإعراب: فما: "الفاء": بسحب ما قبلها، و"ما": نافية. طعم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. راح: مضاف إليه مجرور. في الزجاج: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"راح". مدامة: نعت "راح" مجرور. ترقرق: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". في الأيدي: جار ومجرور متعلقان بـ"ترقرق". كميت: نعت "راح" مجرور. عصيرها: فاعل "كميت" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة "ما طعم
…
": بحسب ما قبلها. وجملة "ترقرق": في محل جر نعت "راح".
الشاهد فيه قوله: "كميت عصيرها" حيث رفع اسم الفاعل المصغر "كميت" والذي لم يسمع له مكبر، فاعلًا "عصيرها". وهناك رواية أخرى برفع "كميت" على أنها خبر مقدم لـ"عصيرها". وعلى هذه الرواية لا شاهد عليه.
697-
التخريج: البيت لبشر بن أبي خازم في المقاصد النحوية 3/ 560؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في لسان العرب 3/ 337 "فقد""وفيه "المباين" مكان "المزايل".
اللغة: فاقد: أي حمامة فقدت فراخها. الخطباء: ذات اللون الضارب إلى الكدرة. الفرخان: ولدا =
430-
وقد يكون نعت محذوف عرف
…
فيستحق العمل الذي وصف
"وقد يكون" اسم الفاعل "نعت محذوف عرف فيستحق العمل الذي وصف" مع المنعوت الملفوظ به، نحو:{مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُه} 1، أي: صنف مختلف ألوانه، وقوله "من البسيط":
698-
كناطحٍ صخرةً يومًا ليوهنها
…
"فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل"
أي: كوعل ناطح، ومنه "يا طالعًا جبلًا"، أي: يا رجلًا طالعًا جبلًا.
تنبيه: الاستفهام المقدر أيضًا كالملفوظ، نحو:"مهينٌ زيدٌ عمرًا أم مكرمه"؟ أي: أمهين.
= الطائر. رجعت: صوتت. سليمى: اسم امرأة. الخليط: القوم. المزايل: المفارق.
المعنى: يقول: عندما يسمع صوت حمامة تبكي على فرخين فقدتهما يتذكر حبيبته التي فارقته في قوم كانوا في عشرائه.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. فاقد: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "إذا رجعت فاقد خطباء
…
" خطباء: نعت "فاقد" مرفوع. فرخين: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى، رجعت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". ذكرت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. سليمى: مفعول به منصوب. في الخليط، جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "سليمى". المزايل: نعت "الخليط" مجرور بالكسرة.
وجملة "إذا فاقد
…
": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "رجعت فاقد": في محل جر بالإضافة. وجملة "رجعت": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ذكرت" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد فيه قوله: "فاقد خطباء فرخين" حيث نصب اسم الفاعل "فاقد" مفعولًا به "فرخين" مع كون اسم الفاعل موصوفًا وهذا جائز عند الكسائي وغيره.
1 النحل: 69.
698-
التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص111؛ وشرح التصريح 2/ 66؛ والمقاصد النحوية 3/ 529؛ وبلا نسبة في الأغاني 9/ 149؛ وأوضح المسالك 3/ 218؛ والرد على النحاة ص74؛ وشرح ابن عقيل ص421.
اللغة والمعنى: يوهنها: يضعفها. لم يضرها: لم يضر بها. أوهى: أضعف. وأوهى قرنه: أي كسره. الوعل: تيس الجبل. =
"اسم الفاعل الواقع صلة لـ"أل":
431-
وإن يكن صلة أل ففي المضي
…
وغيره إعماله قد ارتضي
"وإن يكن" اسم الفاعل "صلة أل ففي المضي وغيره إعماله قد ارتضي" قال في شرح الكافية: بلا خلاف، وتبعه ولده، لكنه حكى الخلاف في التسهيل، فقال: وليس نصب ما بعد المقرون بـ"أل" مخصوصًا بالمضي خلافًا للمازني ومن وافقه، ولا على التشبيه بالمفعول به خلافًا للأخفش، ولا بفعل مضمر خلافًا لقوم، على أن قوله "قد ارتضي" يشعر بذلك. والحاصل أربعة مذاهب، المشهور أنه يعمل مطلقًا لوقوعه موقعًا يجب تاويله بالفعل.
432-
فعال أو مفعال أو فعول
…
-في كثرة- عن فاعل بديل
433-
فيستحق ما له من عمل
…
وفي فعيل قل ذا وفعل
"فعال أو مفعال أو فعول
…
في كثرة عن فاعل بديل"
أي: كثيرا ما يحول اسم الفاعل إلى هذه الأمثلة لقصد المبالغة والتكثير "فيستحق ما"
= يشبه الرجل بتيس الجبل الذي ينطح صخرة ليفلقها، فلا يضيرها وإنما يكسر قرنه.
الإعراب: كناطح: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره: "هو كائن". صخرة: مفعول به لاسم الفاعل "ناطح" منصوب. يومًا: ظرف متعلق بـ"ناطح". ليوهنها: اللام للتعليل، يوهن: فعل مضارع منصوب بالفتحة، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل: هو. فلم: الفاء: الفصيحة، أو حرف عطف، لم: حرف نفي وقلب وجزم. يضرها: فعل مضارع مجزوم، و"ها": في محل نصب مفعول به، والفاعل: هو. وأوهى: الواو: حرف عطف، أوهى: فعل ماض. قرنه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. الوعل: فاعل مرفوع.
وجملة "كناطح صخرة" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية وجملة "يوهنها" المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر. وجملة "لم يضرها" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "أو هي قرنه الوعل" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "كناطح صخرة" حيث أعمل اسم الفاعل المنون، وهو قوله:"ناطح" عمل فعله، فنصب به "صخرة" اعتمادًا على الموصوف المقدر، والتقدير: كوعل ناطح صخرة.
كان "له من عمل" قبل التحويل: بالشروط المذكورة، كقوله "من الطويل":
699-
أخا الحرب لباسًا إليها جلالَهَا
…
"وليس بولاج الخوالف أعقلا"
وحكى سيبويه: "أما العسلَ فأنا شرابٌ" وكقول بعض العرب: "إنه لمنحارٌ بوائِكَها"، حكاه أيضًا سيبويه، وكقوله "من الطويل":
700-
ضروبٌ بنصلِ السيفِ سوقَ سمانِها
…
"إذا عدموا زادًا فإنك عاقر"
699- التخريج: البيت للقلاخ بن حزن في خزانة الأدب 8/ 157؛ والدرر 5/ 270؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 363؛ وشرح التصريح 2/ 68؛ وشرح المفصل 6/ 79، 80؛ والكتاب 1/ 111؛ ولسان العرب 11/ 83 "ثعل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 535؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 319؛ وأوضح المسالك 3/ 220؛ وشرح ابن عقيل ص423؛ والمقتضب 2/ 113؛ وهمع الهوامع 2/ 96.
اللغة والمعنى: أخو الحرب: خائض غمارها. اللباس: كثير اللبس. الجلال: هو ما يوضع على ظهر الدابة، وهنا بمعنى الدروع. ولاج: كثير الولوج، أي الدخول. الخوالف: ج الخالفة، وهي عماد البيت، أو البيت مجازًا، أو النساء. الأعقل: الكثير الخوف.
يقول: إنه رجل حرب، ويلبس لبوسها، ويخوض غمارها، وليس بضعيف أو جبان يختبئ في البيوت بين النساء تلافيًا لمقارعة الأبطال.
الإعراب: أخا: حال من "الياء" في "إنني" في البيت السابق، منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. الحرب: مضاف إليه مجرور. لباسًا: حال ثانية. إليها: جار ومجرور متعلقان بـ"لباس". جلالها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وليس الواو: حرف عطف أو استئناف، ليس: فعل ماض ناقص، واسمه: هو بولاج: الباء: حرف جر زائد، ولاج: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس، وهو مضاف. الخوالف: مضاف إليه مجرور أعقلًا: خبر ثان لـ"ليس" منصوب.
وجملة "ليس بولاج الخوالف" الفعلية معطوفة على جملة سابقة.
والشاهد فيه قوله: "لباسًا إليها جلالها" حيث أعمل صيغة المبالغة "لباسًا" عمل الفعل، فنصب بها المفعول به "جلالها" لاعتماده على موصوف مذكور، وهو قوله:"أخا الحرب".
700-
التخريج: البيت لأبي طالب بن عبد المطلب في خزانة الأدب 4/ 242، 258، 8/ 146، 147، 157؛ والدرر 5/ 271؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 70؛ وشرح التصريح 2/ 68؛ وشرح المفصل 6/ 70؛ والكتاب 1/ 111؛ والمقاصد النحوية 3/ 539؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 221؛ وشرح قطر الندى ص275؛ والمقتضب 2/ 114؛ وهمع الهوامع 2/ 97.
اللغة والمعنى: ضروب: كثير الضرب. نصل السيف: حديدته. السوق: الساق. سمانها: سمينها. عدموا: فقدوا.
يقول: إنه كريم ينحر للأضياف سمين النوق. =
وكقوله "من الطويل":
701-
عشية سعدى لو تراءت لراهب
…
بدومة تجر دونه وحجيج
= الإعراب: ضروب: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". بنصل: جار ومجرور متعلقان بـ"ضروب"، وهو مضاف. السيف: مضاف إليه مجرور. سوق: مفعول به لصيغة المبالغة "ضروب"، وهو مضاف. سمانها: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. عدموا: فعل ماض، والواو: فاعل. زادًا: مفعول به منصوب. فإنك: الفاء: واقعة في جواب الشرط، إن: حرف مشبه بالفعل، والكاف: في محل نصب اسم "إن". عاقر: خبر "إن" مرفوع.
وجملة "ضروب" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو استئنافية. وجملة "عدموا
…
" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "إنك عاقر" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
والشاهد فيه قوله: "ضروب بنصل السيف سوق سمانها" حيث عملت صيغة المبالغة، وهي قوله "ضروب" عمل الفعل، فرفعت الفاعل، وهو الضمير المستتر فيه، ونصبت المفعول، وهو قوله:"سوق".
701-
التخريج: البيتان للراعي النميري في ديوانه ص24؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 15، 16؛ ولأبي ذؤيب أو للراعي في المقاصد النحوية 3/ 536؛ والبيت الثاني لأبي ذؤيب الهذلي في زيادات شرح أشعار الهذليين ص1307؛ والكتاب 1/ 111؛ وللراعي في لسان العرب 2/ 359 "هيج" 14/ 20 "أخا".
اللغة: دومة: اسم موضع. تجر: ج تاجر. الحجيج: ج الحاج. قلى: بغض إخوان العزاء: الذين يصيرون فلا يجزعون ولا يخشعون.
المعنى: يضف الشاعر امرأة بأنها لو نظر إليها راهب، لاهتاج وترك دينه شوقًا إليها لفرط حسنها وجمالها، وأنها تسلب عقول أصحاب العزاء وتحملهم على الصبا.
الإعراب: "عشية": ظرف زمان في محل نصب مفعول به. "سعدى": مبتدأ مرفوع. "لو": شرطية غير جازمة. "تراءت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "لراهب": جار ومجرور متعلقان بـ"تراءت""بدومة": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "راهب". "تجر": مبتدأ مرفوع. "دونه": ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وحجيج": الواو حرف عطف، "حجيج": معطوف على "تجر" مرفوع "قلى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو""دينه": مفعول به، وهو مضاف، والهاء ضمير في مجل جر بالإضافة "واهتاج": الواو حرف عطف، "اهتاج": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هو". "للشوق": جار ومجرور متعلقان بـ"اهتاج". "إنها": حرف مشبه بالفعل، و"ها" ضمير في محل نصب اسم "إن". "على الشوق": جار ومجرور متعلقان بـ"هيوج". "إخوان": مفعول به لـ"هيوج"، وهو مضاف. "العزاء": مضاف إليه مجرور. "هيوج" خبر "إن" مرفوع.
وجملة: "سعدى
…
" في محل جر بالإضافة وجملة: "لو تراءت لراهب
…
قلى" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "تجر دونه" في محل جر نعت "راهب" وجملة: "قلى
…
" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة: "اهتاج" معطوفة على "قلى". وجملة: "إنها هيوج" استئنافية لا محل لها من الإعراب. =
قلى دينه واهتاج للشوق إنها
…
على الشوق إخوان العزاء هيوج
"وفي فعيل قل ذا وفعل"
كقوله "من الطويل":
702-
فتاتان أما منهما فشبيهة
…
هلالا وأخرى منهما تشبه البدرا
وكقوله "من الوافر":
703-
أتاني أنهم مزقون عرضي
…
"جحاش الكرملين لها فديد"
= الشاهد فيه قوله: "إخوان العزاء هيوج" حيث عملت صيغة المبالغة "هيوج" عمل الفعل، فنصبت مفعولًا به "إخوان".
703-
التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في المقاصد النحوية 3/ 542، ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص680.
الإعراب: "فتاتان": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هما فتاتان" مرفوع باللألف لأنه مثنى. "أما": حرف تفصيل وشرط "منهما": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لمبتدأ محذوف تقديره: "أما واحدة كائنة منهما" مثلًا. "فتشبيهة": الفاء: واقعة في جواب "أما"، "شبيهة": خبر المبتدأ مرفوع. "هلالًا": مفعول به لـ"شبيهة" منصوب. "وأخرى": الواو حرف عطف، "أخرى": معطوف على مبتدأ محذوف، أو نعت لمبتدأ محذوف. "منهما": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"أخرى". "تشبه": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:"هي". "البدرا": مفعول به منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة: "فتاتان" ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة: "شبيهة" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تشبه البدرا" في محل رفع خبر المبتدأ "أخرى".
الشاهد فيه قوله: "فشبيهة هلالًا" حيث نصبت الصفة المشبهة "شبهة""هلالًا" لأنها أعملت عمل فعلها، وهذا جائز خلافًا لجماعة من البصريين.
703-
التخريج: البيت لزيد الخيل في ديوانه ص176؛ وخزانة الأدب 8/ 169؛ والدرر 5/ 272؛ وشرح التصريح 2/ 68؛ وشرح عمدة الحافظ ص680؛ وشرح المفصل 6/ 73؛ والمقاصد النحوية 3/ 545؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 224؛ وشرح ابن عقيل ص425؛ وشرح قطر الندى ص275؛ والمقرب 1/ 128.
اللغة والمعنى: أتاني: بلغني مزقون: ج المزق، وهو صيغة مبالغة من مزق، تعني: كثير الهتك. العرض: موضع المدح والذم. جحاش: ج جحش، وهو صغير الحمار. الكرملين: اسم ماء في جبل طيئ. فديد: صوت الماشية.
يقول: بلغني أن هؤلاء الناس قد هتكوا عرضي، فلم أهتم لأقوالهم لأنهم بمثابة أصوات الجحاش التي ترد ماء الكرملين للشرب. =
وقوله "من الكامل":
704-
حذرٌ أمورًا لا تضير وآمن
…
ما ليس منجيه من الأقدار
أنشده سيبويه، والقدح فيه من وضع الحاسدين، ومما استدل به سيبويه أيضًا على
= الإعراب: أتاني: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب مفعول به. أنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير في محل نصب اسم "أن" مزقون: خبر "أن" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. عرضي: مفعول به لاسم المبالغة "مزقون"، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. "جحاش": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الكرملين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. لها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. فديد: مبتدأ مرفوع. ويجوز اعتبار "جحاش" خبرًا لمبتدأ محذوف تقديره: "هم".
وجملة "أتاني أنهم
…
" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية وجملة "أنهم
…
" المؤولة بمصدر في محل رفع فاعل لـ"أتاني". وجملة "جحاش
…
" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية وجملة "لها فديد" الاسمية في محل نصب حال، أو في محل رفع خبر المبتدأ.
والشاهد فيه قوله: "مزقون عرضي" حيث أعمل جمع صبغة المبالغة، فنصب به المفعول به، وهو قوله:"عرضي".
704-
التخريج: البيت لأبان اللاحقي في خزانة الأدب 8/ 169؛ والمقاصد النحوية 3/ 543؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 157؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 409؛ وشرح المفصل 6/ 71، 73؛ والكتاب 1/ 113؛ ولسان العرب 4/ 176 "حذر"؛ والمقتضب 2/ 116.
اللغة: لا تضير: أي لا تضر.
المعنى: يصف الشاعر إنسانًا جاهلًا بقوله إنه يحذر ما لا ينبغي الحذر منه، ويأمن ما لا ينبغي أن يؤمن.
الإعراب: "حذر": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". "أمور": مفعول به. "لا": نافية. "تضير": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره:"هي". "وآمن": الواو حرف عطف، "آمن": معطوف على "حذر" مرفوع. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به لـ"آمن". "ليس": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره:"هو". "منجيه": خبر "ليس" منصوب بالياء، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "من الأقدار": جار مجرور متعلقان بـ"منجيه".
وجملة: "حذر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا تضير" في محل نصب نعت "أمورًا". وجملة: "ليس منجيه"؛ صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "حذر أمورًا" حيث عملت صيغة المبالغة "حذر" عمل فعلها، فنصبت مفعولًا به "أمورًا".
إعمال "فَعِلٍ" قول لبيد "من الكامل":
705-
أو مسحل شنجٌ عضادةَ سمحج
…
بسراته ندب لها وكلوم
تنبيه: أفهم قوله "عن فاعل بديل" أن هذه الأمثلة لا تُبنى من غير الثلاثي، وهو كذلك إلا ما ندر، وقال في التسهيل: وربما بُني "فعال"، و"مفعال"، و"فعيل"، و"فعول" من "أفعل"، يشير إلى قوله:"دراك" و"سأار" من "أدرك" و"أسأر" إذا أبقى في الكأس بقية، و"معطاء" و"مهوان" من "أعطي" و"أهان"، و"سميع" و"نذير" من أسمع" و"أنذر"، و"زهوق" من "أزهق". ا. هـ.
"اسم الفاعل المثنى والمجموع":
434-
وما سوى المفرد مثله جعل
…
في الحكم والشروط حيثما عمل
"وما سوى المفرد" وهو المثنى والمجموع "مثله جعل" أي: جعل مثل المفرد "في
705- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص125؛ وخزانة الأدب 8/ 169؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 24؛ وشرح المفصل 6/ 72؛ ولسان العرب 3/ 293 "عضد"، 11/ 475 "عمل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 513؛ ولعمرو بن أحمر في الكتاب 1/ 112؛ وليس في ديوانه.
اللغة: المسحل: الحمار الوحشي. الشنج: الملازم. العضادة: الجنب. السمحج: أتان الوحش. السراة: أعلى الظهر. الندب: آثار الجروح الكلوم: الجروح.
المعنى: يصف الشاعر ناقته التي شبهها بحمار الوحش الملازم لأتانه التي ترمحه على ظهره فتحدث فيه خدوشًا وكلومًا
الإعراب: أو: حرف عطف. مسحل: معطوف على "مسدم" في البيت السابق مرفوع. شنج: نعت "مسحل" مرفوع. عضادة: مفعول به لـ"شنج" منصوب، وهو مضاف. سمحج: مضاف إليه مجرور. بسراته: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة.
ندب: مبتدأ مؤخر مرفوع. لها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"ندب". وكلوم: "الواو": حرف عطف و"كلوم": معطوف على "ندب" مرفوع.
وجملة "بسراته ندب
…
": في محل رفع نعت "مسحل".
الشاهد فيه قوله: "شنج عضادة سمحج" حيث عملت صيغة المبالغة "شنج" عمل اسم الفاعل فرفعت فاعلًا هو الضمير المستتر، ونصبت مفعولًا به "عضادة".
الحكم والشروط حينما عمل" فمن إعمال المثنى قوله "من الكامل":
والشاتمي عرضي ولم أشتمهما
…
والناذرين إذا لم ألقهما دمي1
ومن إعمال المجموع قوله "من الرمل":
706-
ثم زادوا أنهم في قومهم
…
غفرٌ ذنْبَهم غير فخر
وقوله "من الرجز":
707-
أوالفًا مكةَ من ورق الحمي
1 تقدم بالرقم 603.
706-
التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص55؛ وخزانة الأدب 8/ 188؛ والدرر 5/ 274؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 68؛ وشرح التصريح 2/ 69؛ وشرح عمدة الحافظ ص682؛ وشرح المفصل 6/ 74، 75؛ والكتاب 1/ 113؛ والمقاصد النحوية 3/ 548؛ ونوادر أبي زيد ص10؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص357؛ وشرح ابن عقيل ص426؛ وهمع الهوامع 2/ 97.
شرح المفردات: الغفر: جر الغفور، وهو الذي يتغاضى عن الذنب، ويعفو عنه. الفخر: ج الفخور، وهو المعتد بنفسه، المتباهي.
المعنى: يقول: إنهم فضلًا عن فوتهم وقدرتهم يغفرون ذنوب المسيئين دون أن يتملكهم الغرور، ويصعف بهم التكبر.
الإعراب: "ثم": حرف عطف. "زادوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "أنهم" حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير في محل نصب اسم "إن""في قومهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من اسم "أن"، وهو مضاف، و"هم" ضمير في محل جر بالإضافة. "غفر": خبر "أن" مرفوع. "ذنبهم": مفعول به لـ"غفر"، وهو مضاف، و"هم" ضمير في محل جر بالإضافة. "غير" خبر ثان لـ"أن" مرفوع، وهو مضاف. "فخر": مضاف إليه مجرور، وسكن للضرورة الشعرية.
وجملة: "زادوا" معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أنهم غفر" في محل نصب مفعول به.
الشاهد فيه قوله: "غفر ذنبهم" حيث أعمل صيغة المبالغة "غفر" إعمال مفرده "غفور" الذي يعمل عمل فعله، فنصب المفعول "ذنب"، وقد اعتمدت صيغة المبالغة على مخبر عنه مذكور، وهو اسم "أن".
707-
التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 453؛ والدرر 3/ 49؛ والكتاب 1/ 26، 110؛ ولسان العرب 15/ 293 "منى"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص51؛ والمحتسب 1/ 78؛ والمقاصد النحوية 3/ 554، 4/ 285؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 294؛ والإنصاف 2/ 519؛ والخصائص 3/ 153؛ والدرر 6/ 244؛ ورصف المباني ص178؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 721؛ وشرح التصريح 2/ 189؛ وشرح المفصل 6/ 75؛ وهمع الهوامع 1/ 181، 2/ 157. وقبله:
والقاطنات البيت غير الريم
اللغة: أوالفًا: أي التي تألف المكان وترضى العيش فيه. الورق: ج الورقاء، وهي الحمامة البيضاء. الحمى: الحمام. =
وقوله: "من الكامل":
708-
ممن حملن به وهن عواقد
…
حُبُكَ النطاق فشب غير مهبل
ومنه {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} 1، "هل هن كاشفاتٌ ضرَّهُ"2.
= الإعراب: "أوالفًا": حال من "القاطنات" في البيت السابق. "مكة": مفعول به لـ"أوالفًا". "من ورق" جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "أوالفًا"، وهو مضاف. "الحمى": مضاف إليه.
الشاهد: قوله: "أوالفًا مكة" حيث عمل اسم الفاعل "أوالفًا" عمل فعله، فنصب مفعولًا به "مكة".
708-
التخريج: البيت لأبي كبير الهذلي في خزانة الأدب 8/ 192، 193، 194؛ وشرح أشعار الهذليين ص1072؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص85؛ وشرح شواهد المغني 1/ 227، 2/ 963؛ وشرح المفصل 6/ 74؛ والشعر والشعراء 2/ 675؛ والكتاب 1/ 109؛ ولسان العرب 11/ 688 "هبل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 558؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص356؛ ومغني اللبيب 2/ 686.
اللغة: حملن: الضمير يعود إلى النساء وإن لم يجر لهن ذكر. الحبك: الطرائق. النطاق: الإزار، ما تشده المرأة في حقوها. شب: قوي وترعرع. المهبل: المدعو عليه بالهبل وهو الثكل، وقيل: هو المعتوه الذي لا يتماسك.
المعنى: إن هذا الفتى من الفتيان الذين حملت أمهاتهم بهم وهن غير مستعدات للفراش فنشأ محمودًا مرضيًا.
الإعراب: "ممن": "من": حرف جر، "من": اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. "حملن": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل. "به": جار ومجرور متعلقان بالفعل "حملن". "وهن": "الواو": حالية، "هن": ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ "عواقد": خبر مرفوع الضمة الظاهرة. "حبك": مفعول به لاسم الفاعل عواقد منصوب بالفتحة "النطاق": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "فشب": "الفاء": عاطفة، "شب": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة، والفاعل "هو". "غير": حال منصوب بالفتحة. "مهبل": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة "حملن": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "شب": معطوفة على السابقة لا محل لها من الإعراب. وجملة "هن عواقد": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "عواقد حبك" حيث نصب "حبك" على أنها مفعول به لجمع اسم الفاعل "عاقدة" التي تعمل عمل الفعل المضارع لأنها في معناه.
1 الأحزاب: 35.
2 الزمر: 38.
435-
وانصب بذي الإعمال تلوا، واخفض
…
وهو لنصب ما سواه مقتضي
"وانصب بذي الإعمال تلوا واخفض" بالإضافة، وقد قرئ بالوجهين {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِه} 1، {هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّه} 2 "وهو لنصب ما سواه" أي ما سوى التلو "مقتضي"، نحو:"وجاعلُ الليلِ سكنًا"3 على تقدير حكاية الحال {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} 4 و"هذا معطي زيدٍ درهمًا، ومعلمُ بكرٍ عمرًا قائمًا".
تنبيهات: الأول: يتعين في تلو غير العامل الجر بالإضافة، كما أفهمه كلامه، وأما غير التلو فلا بد من نصبه مطلقًا، نحو:"هذا معطي زيدٍ أمس درهمًا، ومعلمُ بكرٍ أمس خالدًا قائمًا"، والناصب لغير التلو في هذين المثالين ونحوهما فعل مضمر. وأجار السيرافي النصب باسم الفاعل لأنه اكتسب بالإضافة إلى الأول شبهًا بمصحوب الألف واللام وبالمنون، ويقوي ما ذهب إليه قولهم:"هو ظانُّ زيدٍ أمس قائمًا"، فـ"قائمًا" يتعين نصبه بـ"ظان"؛ لأن ذلك لو أضمر له ناصب لزم حذف أول مفعوليه وثاني مفعولي "ظان"، وذلك ممتنع؛ إذ لا يجوز الاقتصار على أحد مفعولي "ظن"، وأيضًا فهو مقتض له فلا بد من عمله فيه قياسًا على غيره من المقتضيات، ولا يجوز أن يعمل فيه الجر؛ لأن الإضافة إلى الأول منعت الإضافة إلى الثاني، فتعين النصب للضرورة.
الثاني: ما ذكره من جواز الوجهين هو في الظاهر، أما المضمر المتصل فيتعين جره بالإضافة، نحو:"هذا مكرمك"، وذهب الأخفش وهشام إلى أنه في محل نصب كالهاء من نحو:"الدرهمُ زيدٌ معطيكه"، وقد سبق بيانه في باب الإضافة.
الثالث: فهم من تقديمه النصب أنه أولى، وهو ظاهر كلام سيبويه لأنه الأصل، وقال الكسائي: هما سواء، وقيل: الإضافة أولى للخفة.
1 الطلاق: 3.
2 الزمر: 38.
3 الأنعام: 96.
4 البقرة: 30.
436-
واجرر أو انصب تابع الذي انخفض
…
كـ"مبتغي جاء ومالًا من نهض"
"واجرر أو انصب تابع الذي انخفض" بإضافة الوصف العامل إليه "كمبتغي جاه ومالًا" ومال "من نهض" فالجر مراعاة للفظ جاه والنصب مراعاة لمحله، ومنه قوله "من البسيط":
709-
هل أنت باعثُ دينارٍ لحاجتنا
…
أو عبدَ ربٍّ أخا عون بن مخراق
فـ"عبد": نصب عطفًا على محل "دينار" وهو اسم رجل. قال الناظم: ولا حاجة إلى تقدير ناصب غير ناصب المعطوف عليه، وإن كان التقدير قول سيبويه، وعلى قوله: فهل يقدر فعل لأنه الأصل في العمل أو وصف منون لأجل المطابقة؟ قولان، ولو جر "عبد رب" لجاز.
فإن كان الوصف غير عامل تعين إضمار فعل للمنصوب، نحو:"وجاعلُ الليلِ سكنًا والشمسَ والقمرَ حسبانًا"1 إذا لم يرد حكاية الحال، أي: وجعل الشمس والقمر حسبانًا.
709- التخريج: البيت لجابر بن رألان أو لجرير أو لتأبط شرًّا، أو هو مصنوع في خزانة الأدب 8/ 215؛ ولجرير بن الخطفي، أو لمجهول، أو هو مصنوع في المقاصد النحوية 3/ 513؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 256؛ والدرر 6/ 192؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 395؛ والكتاب 1/ 171؛ والمقتضب 4/ 151؛ وهمع الهوامع 2/ 145.
اللغة: ديار وعبد رب: رجلان.
الإعراب: "هل": حرف استفهام "أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "باعث": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "دينار": مضاف إليه مجرور. "لحاجتنا": جار ومجرور متعلقان بـ"باعث"، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "أو": حرف عطف. "عبد": معطوف على محل "دينار"، أو على إضمار فعل تقديره:"تبعث عبد"، وهو مضاف. "رب": مضاف إليه مجرور. "أخا": نعت "عبد"، أو عطف بيان، وهو مضاف. "عون": مضاف إليه مجرور. "بن": نعت "عون"، وهو مضاف "مخراق" مضاف إليه مجرور بالكسرة.
الشاهد: قوله: "عبد رب" حيث نصب "عبد" حملًا على موضع "دينار".
1 الأنعام: 96.