المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌العطف: "تعريف عطف البيان": 534- العطف: إما ذو بيان، أو نسق … والغرض - شرح الأشمونى لألفية ابن مالك - جـ ٢

[الأشموني، أبو الحسن]

الفصل: ‌ ‌العطف: "تعريف عطف البيان": 534- العطف: إما ذو بيان، أو نسق … والغرض

‌العطف:

"تعريف عطف البيان":

534-

العطف: إما ذو بيان، أو نسق

والغرض الآن بيان ما سبق

535-

فذو البيان: تابع، شبه الصفه

حقيقة القصد به منكشفه

"العطف إما ذو بيان أو نسق

والغرض الآن بيان ما سبق"

وهو عطف البيان.

"فذو البيان تابع شبه الصفة

حقيقة القصد به منكشفه"

فتابع: جنس يشمل جمع التوابع، وشبه الصفة: مخرج لعطف النسق والبدل والتوكيد، وحقيقة القصد إلى آخره: لإخراج النعت، أي: إنه فارق النعت من حيث إنه يكشف المتبوع بنفسه لا بمعنى في المتبوع ولا في سببيه.

536-

فأولينه من وفاق الأول

ما من وفاق الأول النعت ولي

"فأولينه من وفاق الأول" وهو المتبوع "ما من وفاق الأول النعت ولي" وذلك أربعة من عشرة: أوجه الإعراب الثلاثة والإفراد، والتذكير، والتنكير، وفروعهن. وأما قول الزمخشري: "إن {مَقَامِ إِبْرَاهِيم} 1 عطف بيان على {آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} 2 فمخالف لإجماعهم.

1 آل عمران: 97.

2 آل عمران: 97.

ص: 356

وقوله وقول الجرجاني: يشترط كونه أوضح من متبوعه فمخالف لقول سيبويه في "يا هذا ذا الجمة": إن "ذا الجمة" عطف بيان، مع أن الإشارة أوضح من المضاف إلى ذي الأداة.

وإذا كان له مع متبوعه ما للنعت مع منعوته.

537-

فقد يكونان منكرين

كما يكونان معرفين

"فقد يكونان منكرين، كما يكونان معرفين"؛ لأن النكرة تقبل التخصيص بالجامد، كما تقبل المعرفة التوضيح به، نحو:"لبست ثوبًا جبة".

هذا مذهب الكوفيين والفارسي وابن جني والزمخشري وابن عصفور، وجوزوا أن يكون منه:{أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِين} 1 فيمن نون "كفارة"، ونحو:{مِنْ مَاءٍ صَدِيد} 2.

وذهب غير هؤلاء إلى المنع، وأوجبوا فيما سبق البدلية، ويخصون عطف البيان بالمعارف.

قال ابن عصفور: وإليه ذهب أكثر النحويين، وزعم الشلوبين أنه مذهب البصريين.

قال الناظم: ولم أجد هذا النقل من غير جهته.

وقال الشارح: ليس قول من منع بشيء.

وقيل: يختص عطف البيان بالعلم اسمًا أو كنية أو لقبًا.

538-

وصالحًا لبدلية يرى

في غير نحو "يا غلام يعمرا"

539-

ونحو "بشر" تابع "البكري"

وليس أن يبدل بالمرضي

"وصالحًا لبدلية يرى في غير" ما يمتنع فيه إحلاله محل الأول، كما في نحو:"يا غلام يعمرا" وقوله "من الطويل":

818-

أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا

"أعيذكما بالله أن تحدثا حربا"

1 المائدة: 95.

2 إبراهيم: 16.

818-

التخريج: البيت لطالب بن أبي طالب في الحماسة الشجرية 1/ 61؛ والدرر 6/ 26؛ وشرح =

ص: 357

"ونحو بشر تابع البكري" في قوله "من الوافر":

819-

أنا ابن التارك البكري بشر

عليه الطير ترقبه وقوعا

= التصريح 1/ 132؛ والمقاصد النحوية 4/ 119؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 350؛ وهمع الهوامع 2/ 121.

المعنى: يمدح الشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم ويبكي من قتل من القرشيين في موقعة بدر.

الإعراب: أيا: حرف نداء. أخوينا: منادى منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. عبد: عطف بيان على "أخوينا"، وهو مضاف. شمس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ونوفلا: الواو حرف عطف، "نوفلا": معطوف على "عبد" منصوب بالفتحة الظاهرة. أعيذكما: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"كما": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". بالله: الباء حرف جر، "الله": اسم الجلالة مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أعيذ". أن: حرف نصب. تحدثا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. حربًا: مفعول به منصوب بالفتحة.

وجملة "أيا أخوينا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أن تحدثا حربا" المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر المحذوف تقديره: "من إحداث حرب" والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أعيذ". وجملة "أعيذكما" استئنافية لا محل لها من الإعراب.

الشاهد فيه قوله: "يا أخوينا عبد شمس ونوفلا" فإن قوله: "عبد شمس" عطف بيان على قوله: "أخوينا"، ولا يجوز أن يكون بدلًا منه؛ لأنه لو كان بدلًا لكان حكمه وحكم المعطوف عليه بالواو واحدًا. واستلزم ذلك أن يكون كل واحد منهما كالمنادى المستقل؛ لأن البدل من المنادى يعامل معاملة نداء مستقل لكونه على نية تكرار العامل الذي هو هنا حرف نداء، وهو يستدعي أن يكون قوله:"نوفلًا" مبنيًّا على الضم لكونه علمًا مفردًا، لكن الرواية وردت بنصبه، فدلت على أنه لا يكون حينئذ بدلًا.

819-

التخريج: البيت للمرار الأسدي في ديوانه ص465؛ وخزانة الأدب 4/ 284، 5/ 183، 225؛ والدرر 6/ 27؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 6، وشرح التصريح 2/ 133؛ وشرح المفصل 3/ 72، 73؛ والكتاب 1/ 182؛ والمقاصد النحوية 4/ 121؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 441؛ وأوضح المسالك 3/ 351؛ وشرح ابن عقيل ص491؛ وشرح عمدة الحافظ ص554، 597؛ وشرح قطر الندى ص299؛ والمقرب 1/ 248؛ وهمع الهوامع 2/ 122.

اللغة والمعنى: بشر: هو بشر بن عمرو بن مرثد. البكري: نسبة إلى بكر بن وائل. ترقبه: تنتظر خروج الروح لتقع عليه؛ لأن الطيور لا تقع إلا على الموتى.

يقول: أنا ابن ذلك الفارس المغوار الذي ترك بشرًا جريحًا ترقبه الطيور ليلفظ أنفاسه كي تقع عليه وتنهشه.

الإعراب: أنا ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. التارك: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. البكري: مضاف إليه مجرور. بشر: عطف بيان على "البكري" مجرور. عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ "الطير". الطير: مبتدأ مؤخر مرفوع. ترقبه: فعل مضارع =

ص: 358

فبشر: عطف بيان من البكري. "وليس أن يبدل" منه "بالمرضي" لامتناع "أنا الضارب زيد". نعم، الفراء يُجيزه، فيُجيز الإبدال.

تنبيه: يتعين أيضًا العطف، ويمتنع الإبدال، في نحو:"هند ضربت زيدًا أخاها"، و"زيد جاء الرجل أخوه" لأن البدل في التقدير من جملة أخرى فيفوت الربط من الأولى، بخلاف العطف.

"الفرق بين عطف البيان والبدل":

خاتمة: يفارق عطف البيان البدل في ثماني مسائل:

الأولى: أن العطف لا يكون مضمرًا ولا تابعًا لمضمر؛ لأنه في الجوامد نظير النعت في المشتق، وأما قول الزمخشري: إن {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّه} 1 بيان للهاء في {إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِه} 2 فمردود.

الثانية: أن البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره كما مر.

الثالثة: أنه لا يكون جملة، بخلاف البدل، فإنه يجوز فيه ذلك، كما سيأتي.

الرابعة: أنه لا يكون تابعًا لجملة، بخلاف البدل.

الخامسة: أنه لا يكون فعلًا تابعًا لفعل، بخلاف البدل.

السادس: أنه لا يكون بلفظ الأول، بخلاف البدل؛ فإنه يجوز فيه ذلك بشرطه الذي ستعرفه في موضعه، هكذا قال الناظم وابنه، وفيه نظر.

= مرفوع. والفاعل: هي، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به. وقوعًا: حال منصوب.

وجملة "أنا ابن

" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "عليه الطير" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "ترقبه وقوعًا" الفعلية في محل نصب حال.

وفي البيت شاهدان أولهما قوله: "التارك البكري" حيث أضاف معرفًا بـ"أل" إلى معرف بـ"أل" تشبيهًا بـ"الحسن الوجه"؛ لأنه مثله في الاقتران بـ"أل". وثانيهما قوله: "التارك البكري بشر"، فإن قوله:"بشر" عطف بيان على قوله: "البكري"، ولا يجوز أن يكون بدلًا؛ لأن البدل على نية تكرار العامل، فكان ينبغي لكي يصح أن يكون بدلًا أن يحذف المبدل منه ويوضع البدل مكانه، فتقول:"التارك بشر"، ويلزم على هذا إضافة اسم مقترن بـ"أل" إلى اسم خال منها، وذلك غير جائز.

1 المائدة: 117.

2 المائدة: 117.

ص: 359

السابعة: أنه ليس في نية إحلاله محل الأول، بخلاف البدل.

الثامنة: أنه ليس في التقدير من جملة أخرى، بخلاف البدل.

وقد مر قريبًا ما ينبني على هاتين، وسيأتي بيان ما يختص بالبدل في بابه إن شاء الله تعالى، والله أعلم.

ص: 360