الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد:
نبذة عن اللغة البنغالية:
اللغة البنغالية من فصيلة اللغات الهندية الأوروبية (1) . وقد اختلف الناس قديماً وحديثاً في نسبة هذه اللغة إلى جذورها، فبينما يذهب فريق إلى أنها من أصل سنسكريتي (2) ، يذهب الآخرون إلى أن أصلها من البالية أو البراكريتية، والصحيح أن أصلها من البالية، وقد دخل فيها ألفاظ سنسكريتية بكثرة في الآونة الأخيرة (3) ؛ لظهور شخصيات بارزة (4) تحت الاستعمار البريطاني، وقد كان الهندوس في البداية يستنكفون أن يتكلموا بهذه اللغة؛ لأن المسلمين هم الذين قاموا بتطويرها (5) ، وهم الذين تكلموا بها في البداية تحت حكام أسرة بال البوذية (6) ، وأنفة الهندوس للمسلمين وللغاتهم مشهورة.
(1) انظر ما ذكره غوستاف لوبون: حضارات الهند ص (479)، ومحمد شفيق غربال: الموسوعة العربية الميسرة (1/412) ، و (2/1558) ، جدول اللغات، وقد حرفت الكلمة إلى "السنغالية" وهي البنغالية.
(2)
انظر ما جاء في دائرة المعارف الإسلامية (8/187) .
(3)
ينظر: تاريخ تطور ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة البنغالية ص (7) .
(4)
منهم رابندرناته طاغور الحائز بجائزة نوبل لأدبه الرفيع، وهو هندوسي، يؤمن بقداسة اللغة السنسكريتية، فأدخل فيها ألفاظاً سنسكريتية كلما سنح له، ومنهم أيضاً: بنكيم جندر جترابادّاي، وهو أيضاً هندوسي متعصب، وكان جل جهده إخضاع هذه اللغة لسيطرة السنسكريتية؛ وقد نجح إلى حد كبير لما أعطي له من براعة في الصياغة.
(5)
انظر ما جاء في دائرة المعارف الإسلامية (8/189) .
(6)
ينظر: تاريخ تطور ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة البنغالية ص (6)، وانظر كتاب الشيخ إي كي إيم نذير أحمد: دخول الإسلام في بنغلاديش ص (20ـ22) . وانظر أيضاً ما جاء في الجريدة الأسبوعية "عرفات" مقالة عبد الرحمن، 19/فبراير، 1969م ص (37) .
والشخص المتمكن من اللغات إذا سافر البنغال الغربي ـ التابع للهند حالياً (1) ـ وسافر بنغلاديش يلاحظ فرقاً كبيراً من حيث كثرة الكلمات العربية والفارسية (2) والأردية في كلام أهل بنغلاديش، بخلاف أهل البنغال الغربي، فإنه سيلاحظ هناك كثرة الألفاظ السنسكريتية نتيجة الترك المتعمد للألفاظ العربية والفارسية والأردية، فكانوا يستبدلون بها ألفاظاً سنسكريتية أو محلية (3) .
والناطقون باللغة البنغالية يؤلفون نسبة كبيرة من سكان العالم، حدد بعضهم بأنهم 3? من مجموع سكان العالم (4) ، والصحيح أن نسبتهم أكثر من هذا، فقد جاء في بعض الإحصائيات أن عدد الناطقين باللغة البنغالية يصلون إلى 215 مليون نسمة (5) . ولعل السبب في تقليل بعض الإحصائيات من أعدادهم: أن كثيراً ممن يحصون عدد الناطقين باللغة
(1) عاصمتها كوليكاتا.
(2)
دخلت الكلمات الفارسية والعربية والتركية بغزارة إبان حكم الحكام المسلمين لبنغال، حتى أصبحت جزءاً من اللغة البنغالية، نلاحظ وجود هذه الألفاظ في الإدارة والحرب، وإيراد الدولة والمحاكم، والدين والعبادات، التعليم، والأجناس والديانات والمهن، والثقافة والمدنية، شؤون عامة وآراء في الحياة. فأسهمت الفارسية بنحو 2500 كلمة في مفردات البنغالية بصفة عامة، وبنحو 2000 كلمة أخرى في مفردات المسلمين الذين يقطنون الجزء الجنوبي الشرقي خاصة. أما الألفاظ العربية فدخولها باللغة البنغالية كانت بكثرة، وقد كتبت عدة رسائل في تأثير اللغة العربية على اللغة البنغالية في عدة جامعات.
ينظر: دائرة المعارف الإسلامية (8/187ـ189) .
(3)
انظر تفصيل الكلام في ذلك في دائرة المعارف الإسلامية (8/187) .
(4)
AlShamsi.Net ™.
(5)
ويتحدث باللغة البنغالية أكثر من 215 مليون نسمة. wwww.ksu.edu.sa/kfs-website/source/-
البنغالية لا يحصون إلا سكان بنغلاديش وسكان البنغال الغربي، مع أن الجزء الكبير من آسام، وأوريسا، وبهار وبعض مقاطعات جنوب الهند يتكلم أيضاً باللغة البنغالية.
ويتبين ذلك بمعرفة المنطقة التي تسمى ببنغال، فإنه على الرغم من أن حدود البنغال كانت تتغير كثيراً وبخاصة الغربية منها والشمالية الشرقية، فإن مساحتها وتخومها الأساسية ظلت في حالها في العهد الإسلامي من هذا الوقت إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي عندما عينت حدودها تعييناً ثابتاً بأمر من الإمبراطور أكبر، فأملاك سلاطين البنغال كانت تشمل معظم النواحي الحديثة لبَردِوان ثم وكالات داكا وراج شاهي، وبهاكلبور وشمالي بتنا (1) ، واتسع إلى الجنوب إلى حدود بورما مضيفاً إليها بعض مناطق تريبورا.
مصادر السيرة النبوية في الإسلام:
للسيرة النبوية مصادر في الإسلام، وهي:
1.
القرآن الكريم؛ فالقرآن الكريم ينبئنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في أماكن كثيرة جداً (2) .
2.
كتب الحديث النبوي؛ فإن كتب الحديث حوت أغلب ما وقع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من وقائع، بل المحدثون هم حملة هذا العلم بأمانة بترتيب بديع.
(1) انظر دائرة المعارف الإسلامية (8/182ـ183) .
(2)
لقد قام كثير من المعتنين بالسيرة في اللغة البنغالية بحصر هذه الأماكن من القرآن الكريم، من ذلك ما قام به الشيخ محمد أبو القاسم بهونيان في كتابه: دراسة السيرة النبوية في اللغة البنغالية ص (15ـ17) .
1.
أشعار وأبيات الصحابة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم (1) .
2.
كتب السير والمغازي.
3.
كتب التواريخ.
4.
كتب دلائل النبوة.
5.
كتب الشمائل.
6.
كتب تاريخ مكة والمدينة.
وقد روي في هذه المصادر ـ ما عدا القرآن الكريم ـ كثير من الروايات عن السيرة النبوية بعضها صحيحة، والبعض الآخر ضعيفة.
اهتمام الناطقين باللغة البنغالية بالسيرة النبوية:
الكلام على اهتمامهم بالسيرة النبوية مرتبط بشيئين أساسيين:
أولاً: بدخول الإسلام في هذه المنطقة.
ثانياً: بتنمية الأدب البنغالي.
أما دخول الإسلام في منطقة بنغال: فقد كان على أيدي الدعاة والتجار، بل يذكر أهل بنغال أن هناك صحابياً من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه: أبو وقاص مالك بن وهيب (2) هاجر إلى الحبشة في السنة الخامسة
(1) مثل قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وديوانه، وديوان كعب بن مالك الأنصاري، وديوان حسان بن ثابت، وديوان عبد الله بن رواحة وغيرها.
(2)
لم أجد بهذا الاسم أي صحابي في كتب التراجم، فلا أدري من أين يذكرونه، نعم، وهناك أبو الوقاص غير منسوب عند ابن حجر في الإصابة في الكنى، فلا أدري هل هو هو أو غيره؟.
من البعثة، ومن هنا خرج للتجارة إلى الصين مع بعض رفقائه، وقد مر ببعض المناطق الساحلية من البنغال، فلعل هذا أول مسلم نزل في هذه المنطقة، ويحتمل إسلام بعض أهل المنطقة على يده (1) . وليس عندنا من الوثائق ما يدل على صحة ما ذكروا.
ولكن ثبت بيقين أن الإسلام دخل في منطقة البنغال في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد ما بين سنة 786م إلى 809م (2) ، وقد وُجِدت في منطقة راج شاهي ومنطقة كوملا من بنغلاديش أنواعٌ من العملات التي تحمل اسم الخليفة العباسي هارون الرشيد مما يدل على دخول المسلمين إلى منطقة البنغال في زمانه إما للتجارة والدعوة وإما للدعوة وحدها (3) .
ثم دخل الدعاة والتجار إلى هذه المنطقة بصفة عامة واستوطنوها، ولهذا لما أخذ اختيار الدين محمد بختيار مقاليد الحكم في البنغال من الحاكم المحلي الهندوسي سنة 1203م، كانت فيها فئة كبيرة من المسلمين، فلم يواجه الحاكم المسلم "بختيار" أية صعوبة تذكر من جهة الشعب (4) .
(1) انظر: دخول الإسلام في بنغلاديش/ الأستاذ إي كي إم نذير أحمد ص (20ـ21) . وانظر أيضاً: مقالة في جريدة المدينة الشهرية، محيي الدين خان، بعنوان: بنغلاديشئ إسلام (الإسلام في بنغلاديش ص (40ـ41) .
(2)
راجع المصادر السابقة، وانظر أيضاً: تداول القرآن في اللغة البنغالية / د. مجيب الرحمن ص (24ـ29) ، وتاريخ تبليغ القرآن الكريم ومائة عام على ترجمته باللغة البنغالية / د. مفخر حسين خان ص (19) .
(3)
راجع: كتاب الأستاذ الدكتور محمد مهر علي/ The History of the Muslims of Bengal ص (30) .
(4)
راجع: دخول الإسلام في بنغلاديش / إي كي إم نذير أحمد ص (20ـ22) .
أما اللغة البنغالية: فقد تزامن تطور هذه اللغة ونموها مع دخول الإسلام في هذه المنطقة (1) ، حتى برزت فرعاً متميزاً قبل أن يحكم المسلمون البنغال بنحو ثلاثمائة سنة، وازدهرت من حيث هي أدب إقليمي زهاء قرن ونصف القرن بعد الفتح الإسلامي.
(1) ينظر: الدكتور مهر علي: The History of the Muslims of Bengal ص (30)، وانظر أيضاً: دائرة المعارف الإسلامية (8/189) .