الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الأخيار، وبعد.
فهذا سرد لبعض ما يدل على الاهتمام بالسيرة النبوية باللغة البنغالية، وقد آن لي أن أختصر مجموع هذه الجهود في السطور الآتية:
بدأ الاهتمام بالسيرة النبوية باللغة البنغالية في القرن الخامس عشر الميلادي بطريقة تقليدية من قبل بعض الشعراء، ولم يكن بحوزتهم من مصادر السيرة النبوية الأصيلة حتى يميزوا بين الروايات الصحيحة والضعيفة من هذه الأخبار، وإنما كان جلّ معارفهم مما يسمعون من العلماء والخطباء والوعاظ والمذكرين.
واستمرت هذه الجهود قرابة أربعة قرون من الزمن، حتى شهد القرن التاسع عشر مؤلفات كثيرة بالنثر الفني البنغالي عن السيرة النبوية، حيث بدأ بعض العلماء بالكتابة عن السيرة النبوية مستعيناً ببعض الكتب العربية والأردية والفارسية، ولم يكن لديهم في ذلك الوقت أيضاً الحصانة العلمية التي تعينهم على ترك الموضوعات والواهيات من روايات السيرة، وانضم إلى ذلك كثرة الطرق الصوفية التي مورست في تلك الحقبة الزمنية، وهم يروجون بعض القصص الواهية لمصلحتهم، سواء كان عن قصدٍ، أو جهل.
وقد شهدت الخمسينيات من القرن العشرين مؤلفات في السيرة النبوية باللغة البنغالية حتى بلغت مبلغاً كبيراً، حيث كتب في السيرة النبوية عامة أهل بنغلاديش من العلماء والخطباء والشعراء وغيرهم من جهة، ونشطت حركة الترجمة لكتب السيرة من اللغات الأخرى من جهة أخرى، حتى أصبح الثمانينيات من القرن التاسع عشر تشهد بوجود كتب عديدة ومقالات متنوعة في كل موضوع من مواضيع السيرة النبوية.
ومن الربع الأخير من القرن العشرين إلى اليوم نلاحظ نهضة شاملة في السيرة النبوية سواء كان من جهة المصنفات الأصيلة التي بدأت تهتم بالروايات الصحيحة وترك الروايات الضعيفة والموضوعة، أو من جهة ترجمة مؤلفات العلماء المختصين في السيرة النبوية، ولعل ذلك يرجع إلى وجود النشاط العلمي والأدبي والإعلامي من عموم المسلمين.
وإنني إذ أختم هذا البحث أرجو من الله أن يتقبل هذا الجهد المقل مني، وأن يتغمدني برحمته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كما أطلب من الله أن يوفقنا لخدمة السنة والسيرة النبوية في كل ربوع العالم.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.