الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: المصنفات الأصيلة للسيرة النبوية في اللغة البنغالية:
عرض وتحليل لأهمها
بعد انتشار مؤلفات هؤلاء المغرضين ضد الإسلام ونبيه تفطن المسلمون وانتبهوا لواجبهم تجاه دينهم ونبيهم؛ حيث بدأ المسلمون المتميزون يؤلفون في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تتضمن عناصر كثيرة من حياته، فمنهم مَن كتب السيرة النبوية كاملة، ومنهم من صنف في بعض هذه العناصر كتابات مستقلة، وقد وصل عدد هذه المصنفات إلى ما يربو على أربعمائة مصنف (1) .
ويمكن أن نقسم هذه المصنفات إلى قسمين:
(1) انظر ما ذكره الشيخ أبو القاسم بهونيان: دراسة السيرة النبوية باللغة البنغالية.
الأول: المؤلفات التي تتناول السيرة النبوية كاملة
وصل عدد هذه المصنفات إلى أكثر من مائتي مؤلَّف (2) ، إلا أن الجزء الأكبر من هذه المؤلفات خالٍ من التحقيق العلمي، كأنها مجموعة من الحكايات والأساطير، وبعض هذه المؤلفات من قبل المتصوفة الذين لهم مقصد خاص في تصنيفها، فهي تحمل أفكارهم وآراءهم، وسأقتصر فيما يلي على أهم هذه المصنفات التي لها رواج في أوساط الناطقين باللغة البنغالية.
(2) انظر ما ذكره الشيخ أبو القاسم بهونيان: دراسة السيرة النبوية باللغة البنغالية ص (96ـ139) .
1.
حضرت محمد صلى الله عليه وسلم جيبون سريت ودهارما نيتي: "سيرة حضرة محمد صلى الله عليه وسلم وآراؤه الدينية"، تأليف: الشيخ عبد الرحيم، طبع سنة 1926م، في كوليكاتا في623صفحة.
استعرض المؤلف في هذا الكتاب حياته صلى الله عليه وسلم بدءاً من أحوال العرب قبل الإسلام وانتهاء بآراء الرسول صلى الله عليه وسلم الدينية، من منهجه أنه يستعرض وقائع الرسول صلى الله عليه وسلم كل سنة على حدة، من السنة الأولى من الهجرة إلى السنة الحادية عشرة. كما أن ترتيبه لوقائع حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يتميز بحسن العرض، وجمال التعبير، وقد ذكر من مصادره: السيرة النبوية لابن هشام، والتاريخ لابن الأثير، والتاريخ لابن كثير، وتاريخ الطبري، وإنسان العيون، وتاريخ ابن خلدون، وكتب الحديث عموماً.
وقد دافع عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ألصق بها من التهم من قبل ويليام مور وغيره من المستشرقين قدر الإمكان.
ومما يؤخذ على الكتاب استخدامه بعض المصطلحات الهندوسية، وذكر أشياء لا علاقة لها بالسيرة من العلوم الطبيعية من النجوم وسيرها وما إلى ذلك.
كما يؤخذ عليه إنكاره وجود ختم النبوة في جسده صلى الله عليه وسلم، وإنكاره لبعض المعجزات.
كما أن فيه معلومات غير صحيحة، من ذلك ادعاؤه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتيه الوحي وهو في سن العشرين. وعلى كل حال: فالكتاب يعدُّ من أوائل المصنفات الكاملة في السيرة النبوية من قبل المسلمين.
2.
شانتي كرتا با حضرت محمد "صاحب الرحمة أو حضرة محمد"، تأليف: معز الدين أحمد "مدهو ميان".
والكتاب في ثلاثة مجلدات، طبع في 1910، 1912، 1914م، ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه استفاد من الكتب الفارسية والعربية، وأنه كتبه حين زادت هجمات المنصرين على المسلمين الناطقين باللغة البنغالية، ومن خلال تصفح الكتاب يبدو لي أنه يشتمل على كثير من القصص الواهية والموضوعة، ولعل ذلك يرجع إلى كون المؤلف من المتصوفة الذين يقدمون الذوق على الروايات الصحيحة.
أدلى المؤلف بدلوه، وحاول قدر الإمكان الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض ما قيل فيه من قِبل غير المسلمين، فالله أسأل أن يجزيه على حسناته، ويعفو عنه زلاته.
3.
مصطفى سريت، "سيرة المصطفى" للشيخ محمد أكرم خان. طبع سنة 1925م، وقد وصلت صفحاته 572 صفحة.
عرف المؤلف بعلمه وفضله وحسن اتجاهه لكونه من أهل الحديث المعروفين، فقد تضمنت مقدمة الكتاب بحوثاً جميلة عن الحديث ومصطلحاته، وهو أول من علَّم أهل بنغلاديش الصحافة فناً قائماً برأسه، وكان كثير النقاش مع المستشرقين، إلا أنه تأثر كثيراً بالمدرسة العقلانية، إذ أنكر بعض حوادث السيرة النبوية من أهمها:
(1)
قضية شق الصدر.
(2)
قضية بحيرى الراهب مع الرسول صلى الله عليه وسلم وعمه أبي طالب.
(3)
معراجه صلى الله عليه وسلم بجسده (بدون تفصيل) .
لولا هذه المخالفات لكان من أحسن ما كتب في الدفاع عن السيرة النبوية، حيث إنه كان يتناول الموضوعات قضية قضية، ويذكر ما أثار فيها بعض المستشرقين من مثل مور ومرغليوث وات وغيرهم من الشبه، ويردّ على كل هذه الشبه بأدلة كافية، وقد ألجمهم بتحقيقاته القيمة. والكتاب حريٌّ أن ينشر بكميات كبيرة بين طلبة العلم لما يحتوي عليه من معلومات تكاد لا توجد في غيره، ولكن ينبغي التنبيه على المسائل التي جانب فيه المؤلف الحق والصواب. أسأل الله أن يغفر سيئاته، ويتجاوز عن زلاته.
4.
مرو بهاشكر (مهندس الفيافي)، لمؤلفه: محمد واجد علي، طبع سنة 1941م، في 195 صفحة.
والمؤلف من الأدباء المعروفين لدى الناطقين باللغة البنغالية، لم يأت بشيء من الحكايات الواهية والموضوعة، بل حاول أن يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنسان، ليس كما يدعي بعضهم بأنه فوق الإنسان، أو أنه مثل الآلهة، أو من الأفتار كما يقوله بعض من تأثر بثقافات الهندوس، وقد أثبت كونه صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وخلقاً وسمتا وهدياً.
لغة الكتاب ممتازة ويستحق الاهتمام به.
5.
بيشّ نبي (النبي العالمي) تأليف: غلام مصطفى، الشاعر الأديب، الأريب، البليغ في الأداء والفصيح في البيان.
ذاع صيته بعد كتابة هذا الكتاب، وتلقاه الناس بالقبول، واغتنموا اقتناء نسخة منه، يدل عليه كثرة طبعاته، فقد وصلت طبعاته المعتمدة إلى ثلاثين طبعة منذ بدايتها سنة 1942م.
والكتاب صفحاته 567 صفحة، في جزأين، الجزء الأول منه خاص بالسيرة النبوية، وفيه 58 فصلاً، بينما الجزء الثاني في الدفاع عن بعض قضايا السيرة النبوية ويتضمن 14 فصلاً.
تأثر المؤلف ببعض ما تربى عليه من أحاديث الصوفية في الغلو والإطراء لمحمد صلى الله عليه وسلم في ولادته، إذ يذكر أن آمنة رأت في المنام ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم أنها حضرتها نساء من الجنة وهن مريم وحواء ورحمة وهاجر.
ومضت خيالاته الواسعة الشاعرية في التصوير الأدبي لهذه الليلة، ولا ريب في تأثره بهذه الأمور بما ساد في زمانه من قصص الموالد التي كانت تذكر من قبل أشباه العلماء.
حاول أن يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم فوق البشرية، وإن لم يصرح بها، وجعله مبشراً بالكتب المقدسة السابقة، حتى ذكر بعض الأحاديث الموضوعة، وبعض عبارات الكتب الهندوسية.
تشمّ من بعض عباراته رائحة وحدة الوجود، ونظرية الإنسان الكامل، واستطرد كثيراً في بيان توافق أحمد مع اسمه الآخر محمد،
وبيان أحوال الأمم عند ولادته صلى الله عليه وسلم، فبدأ بأحوال الهند والصين والفرس ثم اليهود وذكر أنهم قتلوا عيسى بالصلب (؟) ، ثم تطرق إلى بيان حال النصرانية وتكلم أخيرًا عن أحوال العرب قبل مولده صلى الله عليه وسلم.
تحدث عن رضاعته، ووفاة أمه، ورحلته إلى الشام مع عمه، ولقائه مع بحيرى الراهب، ورجوعه من السفر، وتلقيبه بالأمين، وتجارته بالشراكة مع خديجة، وزواجه منها، ثم تحدث عن مواضيع السيرة الأخرى من بناء الكعبة، وبدء الوحي، وتبليغه، ومقاساة أنواع العذاب، ومقاطعة قريش له، والإسراء والمعراج، والهجرة إلى المدينة، ثم تطرق لبيان المغازي واختتم بحجة الوداع، وذكر وفاته صلى الله عليه وسلم.
أما الجزء الثاني: فقد تكلم فيه على تحديد يوم ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحديد زمن بناء الكعبة، وعن معجزات الرسول، وإثبات المعراج بالجسد، كما تحدث عن تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ودافع عن الشبهات المثارة حولها.
وقد ذكر من مصادره:
من كتب التفسير: التفسير الحقاني، وتفسير الكشاف، وترجمة القرآن لمحمد علي وعبد الله يوسف علي. ومن كتب الأحاديث: صحيح البخاري ومشكاة المصابيح. ومن كتب السيرة: السيرة النبوية لابن هشام، وأصح السير ل عبد الرؤوف الدانافوري، ومصطفى سريت للشيخ أكرم خان، والسيرة النبوية لشبلي نعماني، والسيرة النبوية لابن إسحاق، الترجمة الإنكليزية، وبعض كتب
الديانة الهندوسية، كما ذكر استفادته من بعض كتب المستشرقين من مور وغوبا إربينغ، وغيبون، ومرغليوث وغيرهم.
لولا هفوات المؤلف في الفصول الأولى من هذا الكتاب لكان من أحسن ما ألّف عن الرسول صلى الله عليه وسلم من حيث الجمال الأدبي الرفيع، فإن لغة الكتاب راقية جداً لا يدانيه أي كتاب باللغة البنغالية المكتوبة في السيرة النبوية من هذه الناحية لا قبله ولا بعده.
6.
سيد المرسلين، تأليف: عبد الخالق، طبع سنة 1951م، في مجلدين كبيرين، في 1200 صفحة.
أحسن المؤلف في ترتيب أبواب السيرة من حيث موضوعات السيرة، ومما يؤخذ على الكتاب ترجيحه رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء بعينيه. وأما لغة الكتاب فهي عصرية وسهلة ويمكن الاستفادة منها من قبل فئات مختلفة من القراء.
7.
منوشير نبي (نبي الناس) تأليف: محمد عبد الجبار صديقي، طبع سنة 1953م، في 281 صفحة.
بدأ المؤلف بمقدمة قصيرة، ثم أردفها بما جاء في القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وآثار الإسلام على الأديان الأخرى، وأنه لا ينبغي الإكراه في الدين، وأن الإسلام دين الفطرة، ثم تحدث عن النبي العالمي، وأنه آخر الأنبياء والرسل، وأنه ليس إنساناً عظيماً فحسب بل نبي عظيم، وتكلم على ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ولماذا أرسل إلى مكة بالذات، ثم ذكر أوصافه الخَلْقية وختم النبوة، ثم تحدث عن بقية حياته صلى الله عليه وسلم باختصار، وفي الأخير تكلم عن حجة الوداع ووفاتهصلى الله عليه وسلم.
من مصادره: القرآن الكريم، ومن كتب الحديث: سنن الترمذي، مشكاة المصابيح، الموطأ، ومن كتب السيرة: كتب السيرة عامة، وبخاصة: الخصائص الكبرى للسيوطي، وبعض الكتب الإنكليزية في السيرة من قبل بعض المسلمين.
ادعى المؤلف أنه لم يأت من الأحاديث إلا ما صح، وأنه اعتمد على القرآن الكريم، إلا أن الكتاب فيه بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة، خصوصاً عند الحديث عن ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث نرى فيه فرية كونه مخلوقاً من نور وقد توسع فيه وجاء بالطامات.
لغة الكتاب راقية، إلا أنه مختصر.
1.
مهانبير سيرت كوش (مختصر سيرة النبي العظيم)، تأليف: خان محمد مصلح الدين، طبع سنة 1994م، في 267 صفحة.
مؤلف الكتاب رئيس قسم المكتبات في المؤسسة الإسلامية ببنغلاديش، أحسن في تأليفه وأجاد؛ حيث طرق أغلب مواضيع السيرة دون إطناب. والكتاب لا يستغني عنه أحد يريد أن يتعرف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم المختصرة.
2.
اللهر رسول محمد صلى الله عليه وسلم، (رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تأليف الأستاذ نور محمد خليل الله، طبع في مطبعة ليكها براكاشاني، كوليكاتا، سنة 2001م. وقد أحسن المؤلف في كثير من الجوانب، وهو كتاب مهم مختصر جامع لسيرته صلى الله عليه وسلم.
10.
حضرت رسول كريم صلى الله عليه وسلم جيبون وشيكها، "حضرة الرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم حياته وتعاليمه"، تأليف الباحثين في المؤسسة الإسلامية ببنغلاديش، طبع سنة 1997م.
من أحسن المؤلفات على الإطلاق من حيث صحة المعلومات، حيث قام على كتابته مجموعة كبيرة من الباحثين، وهم من خيرة طلبة العلم، تضمن موضوعات السيرة التالية:
نسبه، ولادته، طفولته، شبابه، حياته الزوجية، بعثته، دعوته وتبليغه، هجرته إلى المدينة، غزواته، فتح مكة، غزواته بعد فتح مكة، تبليغ الدين خارج مكة والمدينة، وفاته وتعيين من يتولى الخلافة بعده.
ثم انطلقوا إلى بيان الدروس المستفادة من السيرة النبوية، من حيث كونه قدوة وأسوة حسنة، ومن حيث أخلاقه الحسنة، وصفاته الطيبة، وحياته الاجتماعية، وكيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغاً، وما لاقاه في سبيل الدعوة والتبليغ، وما ميزات دعوته، معاهداته، وغزواته، وكيف كانت سياسته للدولة، وكيف كان حكمه، وخطبه، وكيف حافظ على حقوق المرأة؟، وتحدثوا بتوسع عن معجزاته صلى الله عليه وسلم.
ثم تحدثوا عن الكتب المؤلفة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من القرن الخامس عشر الميلادي إلى سنة 1994م. وقد وصلت صفحات الكتاب إلى 632صفحة.
هذه بعض الكتب المهمة التي ألفت باللغة البنغالية، والتي لها سيرورة في الناس، حاولت قدر الإمكان أن أختصر في بيانها.