المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحدِيثُ الْمُدْرَجُ: ثم تكلم النَّاظمُ رحمه الله عن مَبْحَثٍ مُنَاسِبٍ بَعد - شرح المنظومة البيقونية ليوسف جودة

[يوسف بن جودة الداودي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الدِّرَاسَات السَّابقة:

- ‌مشكلة الدِّرَاسَة:

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج الدِّرَاسَة

- ‌عملي في تحقيق نص المنْظُومَة البَيْقُونِيَّة

- ‌ترجمة النَّاظم

- ‌اسم النَّاظم:

- ‌الحدِيثُ الصَّحِيحُ:

- ‌الحدِيثُ الحسَنُ:

- ‌1 - الحسن لذاته:

- ‌2 - الحسن لغيره:

- ‌الحدِيثُ الضَّعِيفُ:

- ‌الحديثُ الْمَرْفُوعُ والْمَوقُوفُ والْمَقْطُوعُ:

- ‌الحديثُ الْمُسْنَدُ:

- ‌الحديثُ الْمُتَّصِلُ:

- ‌الحديثُ الْمُسَلْسَلُ:

- ‌الحديثُ العَزِيزُ والْمَشْهُورُ والغَرِيبُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُعَنْعَنْ:

- ‌الحدِيثُ الْمُبْهَمُ:

- ‌الحدِيثُ العَالِي والنَّازِلُ:

- ‌الحدِيثُ الْمَوقُوفُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُرسَلُ:

- ‌الحدِيثُ الغَرِيبُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُنْقَطِعُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُعْضَلُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُدَلَّسُ:

- ‌الحدِيثُ الشَّاذُ:

- ‌الحدِيثُ الْمَقْلُوبُ:

- ‌الحدِيثُ الفَرْدُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُعَلَّلُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُضْطَرِبُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُدْرَجُ:

- ‌الحدِيثُ الْمُدَبَّجُ:

- ‌الْمُتَّفِقُ والْمُفْتَرِقْ:

- ‌الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ:

- ‌الْحديثُ الْمُنْكَرُ:

- ‌الْحديثُ الْمَتْرُوكُ:

- ‌الْحديثُ الْمَوضُوعُ:

- ‌الخَاتِمة:

- ‌الخاتمة وفيها أَهَم نتَائج البَحْثِ والتَّوصِيَاتِ

- ‌أولاً: أهم نتائج الدراسة:

- ‌ثانياً: أهم التوصيات:

- ‌ثَبْتُ المصَادِرِ والمرَاجِعِ

- ‌فهرس الْمُصْطلحات الْحَدِيثِية الوَارِدة في الدِّراسة

- ‌مَتنُ الْمَنْظُومَةِ البَيْقُونِيَّةِ

الفصل: ‌ ‌الحدِيثُ الْمُدْرَجُ: ثم تكلم النَّاظمُ رحمه الله عن مَبْحَثٍ مُنَاسِبٍ بَعد

‌الحدِيثُ الْمُدْرَجُ:

ثم تكلم النَّاظمُ رحمه الله عن مَبْحَثٍ مُنَاسِبٍ بَعد العِلَل، وهو الحديثِ الْمُدْرَج فَقَالَ:

26 -

والُمدْرَجَاتُ فِي الحديثِ مَا أَتَتْ

مِنْ بَعْض أَلْفَاظِ الرُّوَاةِ اتَّصَلَتْ

قوله: والُمدْرَجَاتُ جمع مُدْرَج وَهُوَ لُغَة الإدخال، وفي الاصطلاح: فِي الحديثِ مَا أَتَتْ مِنْ بَعْض أَلْفَاظِ الرُّوَاةِ أي الأحاديث التي تأتِي مع بعض ألفاظ الرُّوَاة، ومعنَى اتَّصَلَتْ أَي: أنَّ الأَلْفَاظ تَاتِي مُتَّصِلةٌ بأصل مَتْنِ الْحَدِيث، وتَاتِي فِي آخر الحَدِيث وَهُوَ الْغَالِب، وقد تكون فِي الوسط أحيانًا أخرى، وتكون فِي أَوَّلِه أحيانًا، فيَقع اللّبْس بذلك فيتوهم من لم يعرف الْحَقِيقَة أَنَّ جَمِيع الكلام مَرْفُوع لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعِنْدَ التَّحقيقِ نَجْد أَنَّ النَّاظم رحمه الله لَمْ يَذْكرْ الإدراج في الإسناد فكأنَّهُ خَصَّ باب الإدراج في الْمُتونِ فقط، وهَذَا غَيرُ صَحِيحٍ. والتَّعريف الصَّحِيح للمدرج هو: ما زيد فِي أصل الْحَدِيثِ سواء كان فِي إسنادِهِ أو مَتْنِهِ مِمَّا ليس منه. فيكون الحديث الْمُدْرَج على قسمين: الأول: ما أدرج فِي الإسناد، والثاني: ما أدرج فِي الْمَتْنِ.

القِسْمُ الأَوَّلُ:

وهو الإدْرَاجُ فِي الإسْنَادِ، وصفته: أن يأتي الراوي فَيَدْرِجُ في إسناده مَتْنًا غَيْر الْمَتن الذي هو له. ومثاله: مَا ذكره ابنُ القيسراني في بيان علة حديث: «مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسَنُ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ» ، فقال:" وَذَلِكَ أَن شريك كَانَ مزاحًا، وَكَانَ ثَابت رجلا صَالحا، فيشتبه أَن يكون ثَابت دخل على شريك، وَكَانَ شريك يَقُول: " حَدثنَا الأَعْمَش، عَن أَبِى سُفْيَان، عَن جَابر، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَالْتَفت، فَرَأى ثَابتا، فَقَالَ يُمَازِحُه: مَنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيْلِ حَسَنُ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ.

ص: 56

فَظن ثَابت لِغَفْلَتِه أَن هَذَا الْكَلام الَّذِي قَالَ شريك هُوَ متن الإِسْنَاد الَّذِي قَرَأَهُ؛ فَحَمله مَعَ ذَلِك، وَإِنَّمَا هُوَ من قَول شريك". (1)

القِسْمُ الثَّانِي:

وهو الإدْرَاجُ فِي الْمَتْنِ، وصفته: أَنْ يَذْكُرَ الرَّاوِي بَعض الألفاظِ التِي هِي غَير موجودة فِي الْحَدِيثِ فيدخلها فيه، وله ثلاث صور:

الصورة الأولى: إِدْرَاجٌ في أَوِّلِ الْمَتْنِ. ومثاله: حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، مَرْفُوعًا:«أَسْبِغُوا الوُضُوءَ، وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» ، فَقَوْلُه:"أَسْبِغُوا الوُضُوءَ" ليس من كلام النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إنِّما هو من كلام أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، والصحيح ما أخرجه البُخَارِيُّ في صحيحه فَقَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ المِطْهَرَةِ، قَالَ: أَسْبِغُوا الوُضُوءَ، فَإِنَّ أَبَا القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» . (2)

الصورة الثانية: إِدْرَاجٌ في وَسَطِ الْمَتْنِ. ومثاله: مَا أخرجه البُخَارِيُّ فِي صحيحه، فَقَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ،

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: «أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلَاءُ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلَى أَهْلِهِ

» الحديث. (3)،

(1) ذخيرة الحفاظ، لابن القيسراني، طبعة دار السلف، الرياض (4/ 2391)، برقم (5545).

(2)

الجامع الصحيح، للبُخَاريّ، كِتَابُ الوُضُوءِ، بَاب غَسْلِ الأَعْقَابِ، (1/ 44)، برقم (165).

(3)

الجامع الصحيح، للبُخَاريّ، بَابُ بَدْءِ الوَحْيِ، (1/ 7)، برقم (3).

ص: 57