الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعث هذا؟ قَالُوا: عُثْمَانُ: قَالَتْ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ يَتَرَضَّاكَ فَارْضَ عَنْهُ ".
حديث آخر روى أبو يعلى عن سنان بن فروخ عن طلحة بن يزيد عن عبيدة بن حسان عن عطاء الكيخاراني عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعتنق عثمان وقال: " رأيت وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَوَلِيِّي فِي الْآخِرَةِ ".
حَدِيثٌ آخَرُ قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ.
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تَهْجُمُونَ عَلَى رَجُلٍ مُعْتَجِرٍ بِبُرْدَةٍ مِنْ أَهْلِ الجنَّة، يُبَايِعُ النَّاس " قال فهجمنا على عثمان بن عفان فرأيناه معتجراً يبايع الناس.
ذكر شئ من سيرته وهي دالة على فضيلته
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ بَايَعْنَا خَيْرَنَا وَلَمْ نَأْلُ، وَفِي رِوَايَةٍ بَايَعُوا خَيْرَهُمْ وَلَمْ يَأْلُوا، وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عُثْمَانَ آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عُثْمَانَ آمَنَ عُثْمَانُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ: ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ عُثْمَانَ على ما نقموا عليه، قل ما يَأْتِي عَلَى النَّاس يَوْمٌ إِلَّا وَهُمْ يَقْتَسِمُونَ
فِيهِ خَيْرًا، يُقَالُ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اغْدُوا عَلَى أَعْطِيَاتِكُمْ، فَيَأْخُذُونَهَا وَافِرَةً، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمُ: اغْدُوا عَلَى أَرْزَاقِكُمْ فَيَأْخُذُونَهَا وَافِرَةً، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمُ اغْدُوا عَلَى السَّمْنِ وَالْعَسَلِ، الْأَعْطِيَاتُ جَارِيَةٌ، وَالْأَرْزَاقُ دَارَّةٌ، وَالْعَدُوُّ مُتَّقًى، وَذَاتُ الْبَيْنِ حَسَنٌ، وَالْخَيْرُ كَثِيرٌ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَخَافُ مؤمناً، ومن لقبه فهو أخوه، قد كان من أُلْفَتُهُ وَنَصِيحَتُهُ وَمَوَدَّتُهُ قَدْ عَهِدَ إِلَيْهِمْ أَنَّهَا سَتَكُونُ أَثَرَةً، فَإِذَا كَانَتْ فَاصْبِرُوا " قَالَ الْحَسَنُ: فَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حِينَ رَأَوْهَا لَوَسِعَهُمْ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْعَطَاءِ وَالرِّزْقِ وَالْخَيْرِ الْكَثِيرِ، بل قَالُوا: لَا وَاللَّهِ مَا نُصَابِرُهَا: فَوَاللَّهِ مَا وردوا وَمَا سَلِمُوا، وَالْأُخْرَى كَانَ السَّيْفُ مُغْمَدًا عَنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَسَلُّوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ مَسْلُولًا إِلَى يَوْمِ النَّاسِ، هَذَا وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لِأُرَاهُ سَيْفًا مَسْلُولًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَأْمُرُ فِي خُطْبَتِهِ بِذَبْحِ الْحَمَامِ وَقَتْلِ الْكِلَابِ.
وَرَوَى سَيْفُ بْنُ عُمَرَ أنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ اتَّخَذَ بَعْضُهُمُ الْحَمَامَ وَرَمَى بَعْضُهُمْ بالجلا هقات [فوكل عثمان رجلاً من بني ليث يتبع ذلك، فيقص
الْحَمَامَ وَيَكْسِرُ الْجُلَاهِقَاتِ] (1) - وَهِيَ قِسِيُّ الْبُنْدُقِ - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: " أَنْبَأَنَا الْقَعْنَبِيُّ وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ جَدَّتِهِ - وَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ - فَوَلَدَتْ هِلَالًا، فَفَقَدَهَا يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ غُلَامًا، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا وَشُقَيْقَةً سُنْبُلَانِيَّةً، وَقَالَ: هَذَا عَطَاءُ ابْنِكِ وَكِسْوَتُهُ، فَإِذَا مَرَّتْ بِهِ سَنَةٌ رَفَعْنَاهُ إِلَى مِائَةٍ " وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عن محمد بن سلام عن ابن بكار، قَالَ: قَالَ ابْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ عتكة الْمَخْزُومِيُّ: انْطَلَقْتُ وَأَنَا غُلَامٌ فِي الظَّهِيرَةِ وَمَعِي طير أرسله في المسجد، والمسجد بيننا، فَإِذَا شَيْخٌ جَمِيلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ نَائِمٌ، تَحْتَ رَأْسِهِ لَبِنَةٌ أَوْ بَعْضُ لَبِنَةٍ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَتَعَجَّبُ مِنْ جَمَالِهِ، فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ: من أنت يا غلام؟ فأخبرته، فإذا غلام نائم قريباً منه فدعاه فَلَمْ يَجُبْهُ، فَقَالَ لِيَ: ادْعُهُ! فَدَعَوْتُهُ فَأَمَرَهُ بشئ وقال لي: اقعد! فَذَهَبَ الْغُلَامُ فَجَاءَ بِحُلَّةٍ وَجَاءَ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، وَنَزَعَ ثُوبِي وَأَلْبَسَنِي الْحُلَّةَ؟ وَجَعَلَ الْأَلْفَ دِرْهَمٍ فِيهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَأَخْبَرْتُهُ؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكَ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي إِلَّا أَنَّهُ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ نَائِمٌ لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، قَالَ: ذَاكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ " وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خصيفة عن أبي السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ " أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ الرحمن بن عثمان التميمي أهي صلاة طلحة بن عبيد الله عَنْ صَلَاةِ عُثْمَانَ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ: قُلْتُ لَأَغْلِبَنَّ اللَّيْلَةَ النَّفَرَ عَلَى الْحَجَرِ - يَعْنِي الْمَقَامَ - فلما قمت فإذا رجل يرجمني مقنعاً قال فالتفتُّ فإذا بعثمان يرحمني فتأخرت عنه فصلى فإذا هو يسجد بسجود الْقُرْآنِ، حَتَّى إِذَا قُلْتُ هَذَا هُوَ أَذَانُ الْفَجْرِ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ لَمْ يُصَلِّ غَيْرَهَا ثُمَّ انْطَلَقَ ".
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ صَلَّى بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ، أَيَّامَ الْحَجِّ، وَقَدْ كَانَ هَذَا مِنْ دَأْبِهِ رضي الله عنه.
وَلِهَذَا رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى * (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ) * [الزمر: 9] قَالَ: هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.
وَقَالَ ابْنُ عبَّاس فِي قَوْلِهِ تَعَالَى * (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) * [النحل: 76] قال: هو عثمان.
وَقَالَ حَسَّانُ (2) : ضَحَّوْا بِأَشْمَطَ عُنْوَانُ السُّجُودِ بِهِ * يُقَطِّعُ اللَّيْلَ تَسْبِيحًا وَقُرْآنَا وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ مُوسَى سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ قَالَ عُثْمَانُ: لَوْ أَنَّ قُلُوبَنَا طَهُرَتْ مَا شَبِعْنَا مِنْ كَلَامِ رَبِّنَا، وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمٌ لَا أَنْظُرُ فِي الْمُصْحَفِ، وَمَا مَاتَ عُثْمَانُ حَتَّى خَرَقَ مُصْحَفَهُ مِنْ كَثْرَةِ مَا يُدِيمُ النَّظَرَ فِيهِ.
وَقَالَ أَنَسٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: قَالَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ: اقْتُلُوهُ أَوْ دَعُوهُ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِالْقُرْآنِ فِي رَكْعَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّهُ رضي الله عنه كَانَ لَا يُوقِظُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيُعِينَهُ عَلَى وُضُوئِهِ، إِلَّا أَنْ يجده يقظاناً، وكان يصوم
(1) الطبري 5 / 135 والكامل 3 / 181 وكان ذلك سنة ثمان من خلافته.
(2)
انظر حاشية 4 صفحة 219 من هذا الجزء.
(*)