الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول
فيما ورد فيها مما يدل على شرعيتها وفضلها من الكتاب والسنة والإِجماع والقياس.
أما الكتاب فقوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} (1) وهو صلى الله عليه وسلم حيّ بعد موته كحياته قبل الموت، فالمجيء إليه صلى الله عليه وسلم بعد موته للزيارة كقصده في حياته (2)، وقوله تعالى {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} (3) والهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حال حياته هي الوصول إلى حضرته المشرفة، كذلك الوصول إلى حضرته المشرفة بعد الموت فهو حيّ كما ثبت (4).
وأما السنة فستأتي الأحاديث.
وأما القياس فإنه قد ثبت بالأحاديث الصحيحة شرعية زيارة القبور بصيغة الأمر المحتمل للوجوب أو الندب، فقبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أولى أن يزار فهو داخل إما بشمول النص أو القياس على غيره من القبور، وثبت من
(1) سورة النساء الآية 64.
(2)
هذه التسوية والقياس ما عرفت عن أحد من علماء المسلمين فإن من المعلوم أن الصحابة الذين سافروا إلى الرسول فساعدوه، وسمحوا كلامه، وخاطبوه وسألوه فأجابهم وعلمهم وأدبهم وحملهم رسائل إلى قومهم وأمرهم بالتبليغ عنه لا يكون مثل أحد بالأعمال الفاضلة كالجهاد والحج فكيف يكون بمجرد رؤية ظاهر حجرته مثلهم أو تقاس هذه الزيارة بهذه الزيارة؟ الفتاوى 27:236.
(3)
سورة النساء الآية 100.
(4)
هذا الكلام نقله من شفاء السقام للسبكي وقد رد عليه الحافظ ابن عبد الهادي في الصارم انظر ص 421.
فعله أنه كان يزور أهل البقيع وشهداء أحد، وشرعية زيارة القبور مجمع عليها، وما روي عن الشعبي والنخعي من كراهة الزيارة شاذ مع أنه يمكن التأويل بأن ذلك لم يكن له (أ) عرض صحيح من الاعتبار والترحم على الميت والدعاء له.
وأما إجماع المسلمين فقد نقله جماعة من الأئمة الذين عليهم المدار والمعول، والخلاف إنما هو في كونها واجبة أو مندوبة، وسيأتي ذكر ذلك.
والأحاديث الواردة في فضيلة الزيارة كثيرة، روى (ب) الدارقطني في السنن وغيرها والبيهقي من طريق موسى بن هلال العيدي عن عبيد الله مصغرًا، العمري عن نافع، عن ابن عمر قال: قال صلى الله عليه وسلم: "من زار قبري وجبت له شفاعتي"(1).
وفي تاريخ ابن عساكر وكامل ابن عدي (2) أنه عن عبد الله، مكبرًا، إلا أن الاختلاف في عبد الله لا يضر، لأن المصغر وإن كان أوثق فالمكبر أيضًا روى له مسلم وإن كان مقرونًا بغيره، وروى أبو حاتم عن أحمد بن حنبل أنه كان يحسن الثناء عليه، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس يكتب حديثه، وقال: إنه في نافع صالح (3).
(أ) سقط من: هـ، ي.
(ب) هـ، ي:(وروي).
_________
(1)
الدارقطني 2: 278 ح 198، سنن البيهقي بمعناه 5:245. قال الألباني: "منكر" (إرواء الغليل رقم 1128).
(2)
الكامل 6: 2350.
(3)
بل بين المكبر والمصغر بَوْنٌ كبير فالمكبر عبد الله بن عمر العمري صالح في نفسه إلا أنه ضعف حفظه فخلّط واضطرب، وإنما وثقه أحمد قبل أن يتغير حفظه.
(انظر: الضعفاء الصغير للبخاري 188، الضعفاء والمتروكين للنسائي 325، الضعفاء لابن حبان 2: 6 - 7، التاريخ الكبير للبخاري 3: 1: 145، تهذيب التهذيب 5: 326 - =
وموسى بن هلال: قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقد روى عنه ستة منهم الإمام أحمد ولم يكن يروي إلا عن ثقة فلا يضره قول أبي حاتم إنه مجهول (1)، وقول العقيلي إنه لا يتابع عليه يرد (أ) عليه بأن مسلمًا الجهني قد تابعه عليه، وصحح الحديث ابن السكن وعبد الحق في الأحكام الوسطى "والصغرى" وسكت عليه مع كونه التزم في كتابه أن لا يذكر إلا الصحيح فثبت حينئذٍ أن الحديث يعمل به ولا يضر الاختلاف (2) في اسم الراوي فإنه من لم ثقة إلى ثقة مع أنه قال السبكي (3): إن موسى بن هلال روى الحديث عنهما جميعًا فلا اضطراب رأسًا. وقوله "وجبت له شفاعتي" المراد بالوجوب هو اللزوم بحكم الوعد الصادق، والمراد بالشفاعة ها هنا هي شفاعة خاصة غير الشفاعة العامة للأمة، فالمراد أنه يخص بشيء من الشفاعة تشريفًا له، أو المراد التبشير له بأنه يموت على الإسلام قطعًا، وقد جاء في رواية البزار بلفظ:"حلت له شفاعتي" من طريق عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر، وعبد الرحمن هذا قال
(أ) هـ: (ويرد).
_________
= 328، تقريب التهذيب 1: 434 - 435)، وأما المصغر فثقة.
(تهذيب التهذيب 7: 38 - 40، 12: 378، تقريب التهذيب 1: 537،
…
).
(1)
هو موسى بن هلال العبدي قال فيه الذهبي: "هو صويلح الحديث". انظر: ميزان الاعتدال 4: 26، لسان الميزان 6: 134 - 136، الجرح والتعديل 4: 1: 166، الضعفاء الكبير للعقيلي 4: 170،
…
(2)
قال شيخ الإسلام: فإن أحاديث زيارة قبره كلها ضعيفة لا يعتمد على شيء منها في الدين، ولهذا لم يرو أهل الصحاح والسنن شيئًا منها، وإنما يرويها من يروي الضعاف كالدارقطني والبزار وغيرهما.
وأجود حديث فيها ما رواه عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف والكذب ظاهر عليه مثل قوله. الفتاوى 1: 234 وقال في جـ 27 ص 218.
(3)
شفاء السقام 8.
ابن عدي (1): إنه ممن احتمله الناس وإنه ممن (أ) يكتب حديثه، وصح الحاكم له حديثًا في التوسل.
وأخرج الطبراني في الكبير والأوسط والدارقطني في أماليه وأبو بكر بن المقري في معجمه من طريق مسلمة بن سالم الجهني حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن ابن عمر مرفوعًا "من جاءني زائرًا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقًّا علي أن أكون له شفيعًا يوم القيامة"(2).
وفي معجم ابن المقري بالسند المذكور مرفوعًا: "من جاءني زائرًا كان حقًّا على الله عز وجل أن أكون له شفيعًا يوم القيامة"(3) وذكره ابن السكن في صحيحه في ثواب من زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو مبني على أن (ب) من جاءني زائرًا لما قبل الموت وما بعد الموت (جـ).
وأخرج الدارقطني والطبراني عن ابن عمر مرفوعًا: "من حج فزار
(أ) ي: (ممكن).
(ب) سقط من هـ: (أن).
(جـ) سقط من هـ: (الموت).
_________
(1)
الكامل 4: 1585.
(2)
المجمع 2: 4، الطبراني 12: 291 جـ 13149 وفي سنده مسلمة بن سالم وهو ضعيف.
قال ابن عبد الهادي: (تفرد به هذا الشيخ الذي لم يعرف بنقل العلم ولم يشتهر بحمله ولم يعرف من حاله ما يوجب قبول خبره وهو مسلمة بن سالم الجهني الذي لم يشتهر إلا برواية هذا الحديث المنكر الصارم 40).
(3)
الطبراني 12: 291 قال في المجمع: وفيه سلمة بن سالم وهو ضعيف 4: 2 وقال ابن عبد الهادي حديث ضعيف الإسناد منكر المتن لا يصح الاحتجاج به ولا يجوز الاعتماد على مثله وقد أطال النفس في الحديث ورجاله وسنده فليرجع إليه ص 38.
قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي" (1)، وفي إسناده حفص بن أبي داود القاري، وحفص هذا وثقه (أ) أحمد في أرجح الروايتين عنه، وضعفه جماعة (2).
وقد رواه الطبراني من طريق عائشة بنت يونس امرأة الليث (3) فهذا السند يجبر توهين الأول، ورواه بعض الحفاظ المعاصرين لابن منده (ب) من طريق حفص بلفظ:"من حج فزارني في مسجدي بعد وفاتي كمن زارنِي في حياتي"، وذكره ابن الجوزي في "مثير الغرام الساكن" بلفظ:"مَنْ حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي وصحبني".
قال ابن عساكر: تفرد بلفظ "صحبني" الحسن بن الطيب (4) وهي
(أ) هـ، ي:(وقفه).
(ب) في هـ: (فهذا السند يجبر توهين منه وضعفه جماعة، وقد رواه الطبراني من طريقه الأول، ورواه بعض الحفاظ المعارضين لابن منده)، وفي ي: (
…
امرأة الليث غير موثقين الأول، ورواه بعض الحفاظ المعاصرين
…
).
_________
(1)
الطبراني 12: 406 ح 13497، الدارقطني 2: 278، البيهقي 5: 246 وهو حديث موضوع لأنه في إسناده حفص بن أبي داود القاري، قال ابن معين كان كذابًا انظر: الصارم المنكي ص 63، مجمع الزوائد 4: 2، سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني رقم 47.
(2)
انظر: التاريخ الكبير للبخاري 1: 2: 363، تهذيب التهذيب 2: 400، تقريب التهذيب 1: 186،
…
(3)
في المعجم الأوسط (كما في مجمع الزوائد 4: 3)، وعائشة هذه مجهولة كما قال الهيثمي، وفي الإسناد كذاب هو أحمد بن رشدين شيخ الطبراني فلا يصلح للمتابعة، كما أن الرواية الأولى لا تصلح للاعتبار لوجود متروك في سندها. (انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني رقم 47).
(4)
هو الحسن بن الطيب البلخي قال فيه الدارقطني: "لا يساوي شيئًا"(لسان الميزان 2: 215 - 216).
زيادة منكرة، وتعقبه السبكي (1) وقال: لم ينفرد ابن الطيب فقد رواه ابن عدي في كامله (2) من طريق الحسن بن سفيان بدل ابن الطيب، ولا يلزم منه أن يكون له حكم (أ) الصحبة من كل وجه لوجود الأحاديث الدالة على مزية الصحابي.
وأخرج الدارقطني في "العلل" عن ابن عمر مرفوعًا "من زارني إلى المدينة كنت له شفيعًا وشهيدًا"(3).
وأخرج أبو داود الطيالسي عن عمر مرفوعًا: "مَنْ زار قبري أو قال - من زارني كنت له شفيعًا وشهيدًا، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله تعالى من الآمنين يوم القيامة"(4) وفي إسناده سوار، قد روى عنه شعبة فدل على ثقته، ورجل منهم من آل عمر عن عمر، وهو من طبقة التابعين الأولين يعتقد فيه الإبهام.
وأخرجه العقيلي بلفظ: "من زارني متعمدًا كان في جواري يوم القيامة، ومن مات .... " الحديث وزاد هارون بن قزعة بعد قوله: "يوم القيامة""ومن سكن المدينة وصبر على لأوائها كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة"(5).
وهارون ذكره ابن حبان في الثقات (6).
(أ) هـ: (أن يكون في حكم).
_________
(1)
شفاء السقام ص 23.
(2)
الكامل لابن عدي 2: 79.
(3)
تاريخ جرجان 220، وانظر: إرواء الغليل 4: 333.
(4)
الطيالسي ص 12 - 13 ح 65، سنن البيهقي 5: 245 وقال هذا إسناد مجهول، وقال ابن عبد الهادي هذا الحديث ليس بصحيح لانقطاعه وجهالة إسناده واضطرابه 86 - 91.
(5)
الضعفاء الكبير 4: 362.
(6)
الثقات لابن حبان 7: 580.
وأخرج أبو الفتح الأزدي عن علقمة بن عبد الله مرفوعًا: "من حج حجة الإسلام، وزار قبري وغزا غروة وصلى في بيت المقدس لم يسأله الله تعالى فيما افترضه عليه"(1).
وأخرج أبو الفتح عن أبي هريرة مرفوعًا: "من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حيّ، ومن زارني كنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة"(2).
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن أنس مرفوعًا: "من زارني بالمدينة كنت له شفيعًا وشهيدًا يوم القيامة"(3)، ولفظ البيهقي:"من مات في أحد الحرمين بعث في (أ) الآمنين يوم القياسة، ومن زارني محتسبًا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة" وفي إسناده سليمان بن يزيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي (4).
وأخرج ابن النجار عن أنس مرفوعًا "من زارني ميتًا فكأنما زارني حيًّا، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة، وما من أحد من أمتي له سمة ثم لم يزرني فليس له عذر" وفي إسناده سمعان بن (ب) المهدي، قال الذهبي:"سمعان بن مهدي عن أنس لا يكاد يعرف ألصقت به نسخه مكذوبة"(5).
(أ) هـ: (بعثه الله في
…
).
(ب) ي: (وابن).
_________
(1)
قال الذهبي: "هذا باطل وآفته بدر" -يعني بدر بن عبد الله المعيص انظر: الميزان 1: 300، تنزيه الشريعة 2:175. الفوائد المجموعة 109.
(2)
انظر كشف الخفاء 2: 347. قال ابن عبد الهادي هذا حديث منكر لا أصل وإسناده مظلم بل موضوع الصارم 159.
(3)
كنز العمال ح 42584.
(4)
الجرح والتعديل 2: 1: 149، الثقات لابن حبان 6:395.
(5)
ميزان الاعتدال 2: 234.
قال الحافظ بن حجر: "أكثر متونها موضوعة"(1).
وأخرج أبو جفر العقيلي عن ابن عباس مرفوعًا: "من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيدًا" -أو قال "شفيعًا"(2).
وأخرج في مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعًا "من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان"(3).
وأخرج ابن عساكر عن علي رضي الله عنه قال: "من سأل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الدرجة والوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة، ومن زار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي إسناده عبد الملك بن هارون بن عنترة وفيه كلام كثير (4).
وأخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما من أحد يسلِّم علي (أ) إلا ردَّ الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام"(5) صدَّر به البيهقي باب الزيارة، وأخرجه أحمد بلفظ: "ما من مسلم يسلم علي
(أ) سقط من هـ: (علي).
_________
(1)
لسان الميزان 3: 114.
(2)
الضعفاء الكبير 3: 457.
(3)
قال ابن عبد الهادي: (خبر موضوع. وحديث مصنوع لا يحسن الاحتجاج به، ولا يجوز الاعتماد على مثله، وفي إسناده ممن لا يحتج بحديثه ولا يعتمد على روايته غير واحد من الرواة منهم أسيد بن زيد الجمال الكوفي ....) الصارم 49.
(4)
قال فيه يحيى: كذاب، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث، (الميزان 2: 666 - 667، الضعفاء الصغير للبخاري 218، التاريخ الكبير للبخاري 3: 1: 436، الضعفاء والمتروكين للنسائي 384، لسان الميزان 4: 71 - 72).
(5)
أبو داود المناسك، باب زيارة القبور 2: 534 ح 2041، أحمد 2: 527، البيهقي 5:245.
عند قبري" (1) ويستدل بهذا الحديث على حياة الأنبياء.
قال البيهقي (2): والمعنى إلا وقد رد الله علي روحي حتى أرد عليه، وقيل هو مجاز عن السماع فكأنه قال لا أسمعه تمام السماع فعبر عنه برد الروح الذي هو ملزوم للسماع أو مجاز عن كمال السماع فعبر برد الروح عنه تقريبًا لفهم الخاطبين أن السماع إنما يكون مع رد الروح فكأنه قال: أسمعه سماعًا تامًّا محققًا وأجيبه تمام الإجابة، ولم يرد أن الروح تعود ثم تقبض، فإن ذلك لا يجوز أن يعتقده أحد، أو أن الرد معنوي لأن الروح الشريف مستغرق في شهود الحضرة العلية فهو التفات روحاني إلى دوائر البشرية ولا يلزم على هذا استغراق الزمان كله (أ) إذ لا يخلو وقت من الأوقات من صلاة عليه في أقطار الأرض، لأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل، وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة، وقال بعضهم: المراد بالبرزخ الملك الموكل به. وقال ابن عماد: يحتمل أن يراد به هنا السرور مجازًا.
وأخرج ابن عدي في الكامل والدارقطني في غرائب مالك من طريق النعمان بن شبل عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر:"من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني"(3).
قال ابن عدي: لا أعلم رواه عن مالك غير النعمان ولم أر في حديثه حديثًا غريبًا قد جاوز الحد فأذكره. وقال عن عمران بن موسى أنه ثقة
(أ) سقط من هـ: (كله).
_________
(1)
لم أجده في المسند بهذا اللفظ وإنما هو فيه باللفظ السابق.
(2)
البيهقي كناب حياة الأنبياء عليهم السلام بعد وفاتهم ص 99.
(3)
الكامل لابن عدي 7: 248 ترجمة النعمان بن شبل.
الموضوعات لابن الجوزي 2: 217، سلسلة الأحاديث الضعيفة 1: 56 ح 45.
وعن موسى بن هارون أنه متهم، والتهمة غير مفسرة فالتوثيق أرجح.
وروي عن علي مرفوعًا بسند فيه ضعف وانقطاع: "مَنْ زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ومَن لم يزر قبري فقد جفاني"(1)، وجاء عنه موقوفًا بسندٍ فيه ضعف "من زار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " الحديث فهذه الأحاديث فيها أعظم دليل على شرعية زيارته صلى الله عليه وسلم وعلى فضليتها وأنها أنجح الوسائل إلى إدراك السعادة الأبدية والفوز بالدرجات العلية.
(1) قال في الصارم: (وهذا الحديث من الموضوعات المكذوبة على علي بن أبي طالب والنعمان ليس بشيء ولا يعتمد عليه. ومحمد بن الفضل بن عطية كذاب مشهور بالكذب 171).