الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثانية: ان يجاهدها على العمل به بعد علمه والا فمجرد العلم بلا عمل ان لم يضرها لم ينفعها.
الثالثة: ان يجاهدها على الدعوة اليه وتعليمه من لا يعلمه والا كان من الذين يكتمون ما انزل الله من الهدى والبينات ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله.
الرابعة: ان يجاهدها على الصبر لتحمل مشاق الدعوة الى الله واذى الخلق ويتحمل ذلك كله لله فاذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين فان السلف مجمعون على ان العالم لا يستحق ان يسمى ربانيا حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه فمن علم وعلم وعمل فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء.
واما جهاد الشيطان: فمرتبتان:
احدهما: جهاده على دفع ما يلقي الى العبد من الشبهات والشكوك القادمة في الايمان
…
الثانية: جهاده على منع ما يلقى اليه من الارادات والشهوات. فالجهاد الاول يكون بعده اليقين والثاني بعده الصبر. قال تعالى:"وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" فأخبر ان امامة الدين انما تنال بالصبر واليقين فالصبر يدفع الشبهات والارادات واليقين يدفع الشكوك والشبهات.
واما
جهاد الكفار والمنافقين:
فاربع مراتب:
بالقلب واللسان والمال والنفس.
وجهاد الكفار اخص باليد وجهاد المنافقين اخص باللسان.
واما جهاد ارباب الظلم والبدع والمنكرات: فثلاث مراتب:
الاولى: باليد اذا قدر فان عجز انتقل الى اللسان فان عجز جاهد بقلبه فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد ومن مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شغبة من النفاق"
ولا يستطيع هذا الانسان الضعيف ان يقوم بهذه المراتب كلها لوحده ولئنقام بها لوحده فان الثمار ستكون قليلة كثير منها غير ناضج واذا قام بها ضمن جماعة فان ذلك احب الى الله قال تعالى:" ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص" فيسهل بذلك الطريق وتزداد الثمار الناضجة ان شاء الله.
الالتزام بالجماعة
ان الالتزام بالجماعة الصالحة من الامور التي يبغضها عدو الله لأن الجماعة الصالحة هي احد الاسباب لانقاذ الانسان من النار وهو بطبيعته يدعو أولياءه الى عذاب السعير فكل ما يبعد الانسان عن عذاب السعير يكرهه عدو الله.
والانسان يتأثر بالوسط الذي يعيش فيه وغالبا ما ياخذ صفات ذلك المجتمع. ومصداق ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه" فابواه لانهما هما المجتمع الاول الذي يعيش فيه فبهما ترتسم شخصيته ويكتمل بناء الشخصية من تاثيرات المجتمع الآخر الذي يعيش فيه وهو مجتمع الاشخاص الذين يحتك في بعضهم ويرافق البعض الآخر ومن هذا كان لا بد ان يلتزم المسلم
بالجماعة الصالحة ولا اختيار له في ذلك خاصة بمثل هذا الوقت الذي ابعد فيه منهج الله عن الحياة واستبدلوه بالمناهج الوضعية.
ويروي المفسرون ان بعض المؤلفة قلوبهم طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم مجلسا خاصا وينحي عنهم فقراء الصحابة فانزل الله تعالى:
" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا"
" أصبر نفسك مع هؤلاء: صاحبهم وجالسهم وعلمهم ففيهم الخير وعلى مثلهم تقوم الدعوات فالدعوات لا تقوم على من يعتنقونها لانها غالبة ومن يعتنقونها ليقودوا بها الاتباع ومن يتبعونها ليحققوا بها الاطماع وليتجروا بها في سوق الدعوات تشترى منهم وتباع انما تقوم الدعوات بهذه القلوب التي تتجه الى الله خالصة له لا تبغي جاها ولا متاعا ولا انتفاعا انما تبغي وجهه وترجو رضاه".
ولقد وعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اراد ربه منه حينما اوصاه بألا يفارق الجماعة الصالحة ولا تعد عيناك عنهم" فربى اصحابه على هذه الوصية فتارة يبين لهم ان المفارق للجماعة كأنه خلع ثوب الاسلام منه فيقول:" من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه (العروة في الحبل) وتارة اخرى يقول لهم
" الجماعة رحمة والفرقة عذاب"اذ ان الواحد البعيد عن الجماعة الصالحة مهيء لأن يفترسه الشيطان فهو يتصيد الشاة البعيدة عن القطيع وكذلك ما روى البخاري في
صحيحه عن حذيفة بن اليمان عندما كان يسال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يقع فيه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم