الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيمتها هي عند الناس فتعتبر التنازل عن الراي تنازلا عن هيبتها واحترامها وكيانها والجدل بالحسنى هو الذي يطامن من هذه الكبرياء الحساسة ويشعر المجادل ان ذاته مصونة وقيمته كريمة وان الداعي لا يقصد الا كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء اليها في سبيل الله لا في سبيل ذاته ونصرة رايه وخزيمة الراي الاخر
وحتى تكون الكلمة الطيبة اكثر تاثيرا في نفس المخاطب لا بد ان تصطحب بابتسامة هادئة لا تفارق وجه صاحب الكلمة الطيبة
…
الابتسامة
ان من اهم الخطوات التي يخطوها الداعية مع المدعو في بداية الطريق هي كسب القلب
…
فعندما يخطو الداعية هذه الخطوة بنجاح تنجلي الغرابة والاشمئزاز من المدعو لهذا الدواء الجديد فيبدا يشرب وياكل كل ما يقدم له من ذلك الدواء بشغف ويشتاق اليه ان تاخر عنه.
كما ان العوامل التي تكفل تحقيق هذه الخطوة كثيرة على راسها تلك الابتسامة الصافية التي يطلقها الداعية صافية من كل المصالح الدنيوية خالصة لله وحده
…
فهي دائمة لا تنقطع
…
اما البتسامات الاخرى المتعلقة بتلك المصالح فانها تختفي بمجرد انتهاء المصلحة.
ولقد لبس ابليس على كثير من الدعاة في تعبيس وجوههم واوهمهم ان ذلك من الجد الذي امر به الاسلام.
فكم من الخلق قد نفر من ذلك العبوس
…
وليت الامر اقتصر على العامة فقط بل تعدى ذلك الى افراد جماعة الدعوة الواحدة وكم من اخ القى الشيطان في قلبه على اخيه ما القى بسبب العبوس واختل الرباط.
ان الداعية الفقيه بابعاد الدعوة لا تخفى عليه مثل هذه الخطوة الاساسية والعوامل التي تكفل نجاحها فترى الابتسامة دائما مرتسمة على وجهه باشا في وجوه اخوانه كي تصفى القلوب من نزغات الشيطان ويقوى رباط الاخوة.
عن سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة رضي الله عنه: اكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم كثيرا.
كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح - او الغداة - حتى تطلع الشمس فاذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فياخذون من امر الجاهلية فيضحكون ويبتسم"
بل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل من المعروف عندما قال:" لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق".
وان اساء عليه احد الحمقى او تعرض لتصرف غريب فانه يقابل تلك الاساءة بابتسامة تخفي من ورائها فقه عميق راجيا ان تكون هذه الابتسامة سببا في انقاذ عبد قد تدلى بالنار وكاد ان يسقط فيها
…
عن انس بن مالك رضي الله عنه قال:" كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فادركه اعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة نظرت الى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد آثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال