الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاخلاص
تعريفه: الاخلاص هو تجريد قصد التقرب الى الله تعالى عن جميع الشوائب فاذا امتزج قصد التقرب بباعث اخر من رياء او غيره من حظوظ النفس فقد خرج عن الاخلاص ومن كلام الفضيل بي عياض ترك العمل من اجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك والاخلاص ان يعافيك الله منهما.
فعندما ينتفي عنصر الاخلاص من الاعمال ينتج نوع من الشرك يطلق عليه:
الشرك في العبادة: والشرك في العبادة يصدر ممن انه لا اله الا الله وانه لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع الا الله وانه لا اله غيره ولا رب سواه ولكن لا يخلص لله في معاملته وعبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة وطلب الدنيا تارة ولطلب الرفعة والمنزلة والجاه عند الخلق تارة ولله من عمله وسعيه نصيب ولنفسه وحظه وهواه نصيب وللشيطان نصيب هذا حال اكثر الناس.
فالرياء كله شرك قال تعالى: قل انما أنا بشر مثلكم يوحى الي أنما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا"
اي كما انه اله واحد لا اله سواه فكذلك ينبغي ان تكون العبادة لله وحده"
فالذي لا يضع الاخلاص كعنصر اساسي في اعماله لا بد وان تظهر بعض الاثار.
آثار الرياء:
ومن اول هذه الآثار:
1 -
عدم قبول العمل فقد قال تعالى:" وقدمنا الى ما عملوا من عمل
فجعلناه هباء منثورا" وهي الاعمال التي كانت على غير المنهج الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت خالية من الاخلاص لوجه الله وحده.
ولقد سئل الفضيل عن العمل المقبول عند الله فقال:
" هو اخلصه واصوبه قالوا: يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ فقال: ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على السنة.
2 -
يكون مبغوضا بين الناس وذلك ان المرائي يدخل في نطاق دائرة الذين يبغضهم الله لأن قرباته غير خالصة لوجه الله وحده فقد روى الامام مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل اذا احب عبدا دعا جبريل عليه السلام فقال: اني احب فلانا فاحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول ان الله عز وجل يحب فلانا فاحبوه فيحبه اهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الارض واذا ابغض الله عبدا دعا جبريل عليه السلام قال اني ابغض فلانا فابغضه قال فيبغضه جبريل
ثم ينادي في اهل السماء ان الله يبغض فلانا فابغضوه فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الارض.
3 -
ان هذا الصنف من الناس هم اول من تسعر بهم النار يوم القيامة وذلك ما رواه الامام مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ان اول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لان يقال جريء فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه
حتى القي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما فعلت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرات فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرات القران ليقال هو قارىء فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. ورجل وسع الله عليه واعطاه من اصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما فعلت فيها قال ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها الا انفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه ثم القي في النار"
وبالاضافة الى هذه الآثار فان هذا الصنف من الدعاة هم الذين يعيقون عجلة الدعوة من التقدم بخطوات اوسع.
وقديما قال ابن الجوزي صادقا:" انما يتعثر من لم يخلص" وهو وان كان يعني بذلك الفرد الا ان للمجموعة ايضا قلبا واحدا مشتركا يضره مرض البضغة الصغيرة منه كما يضر مرض بغض قلب الفرد ذاك الفرد فاذا مرض داعية برياء تضررت جماعة الدعاة كلها بمرضه
وتعثرت ومرض قلبها حتى يتخلص منه بتوبة او تتخلص منه بابعاد.
وهذه الآثار بمجموعها كانت سببا في خوف الصحابة من هذا المرض وكانوا يدعون الله بأن تكون اعمالهم كلها خالصة لوجه الله لئلا يصيبهم بعض هذه الآثار.
" وكان من دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لأحد فيه شيئا"
وتكتمل صورة هذا الدواء عندما يحاول المسلم مضادة ابليس فيما يلقى
في نفسه من تشكيك في اخلاصه ومن امثلة ذلك انه اذا شككه في اخلاصه بطول السجود في المسجد عليه ان يطيل السجود في بيته لوحده واذا شككه في اخلاصه بالانفاق علنا عليه ان ينفق سرا وهو اتزان بالاعمال لكي تخرج خالصة لوجه الله ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم غافلا هذا الجانب التربوي الكبير فمما يرويه الامام مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان امرأة سوداء كانت تقم المسجد او شابا ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها او عنه فقالوا: مات (ماتت) قال: " أفلا كنتم آذيتموني "؟
قال: فكأنهم صغروا أمرها او امره فقال: " دلوني على قبرها"(قبره) فدلوه فصلى عليها ثم قال:" ان هذه القبور مملوءة ظلمة على اهلها وان الله ينورها بصلاتي عليهم"
فهو تدريب عملي على الاخلاص فكأنه يقول لهم ان كانت صلاتكم على الميت خالصة لله فهي لا تكون فقط على الغني والمعروف بين الناس وصاحبكم انما هي على الفقير ايضا والغير معروف من الناس
…
ولئن سلم الداعية من هذا المرض الخبيث سلم من كل مرض دونه ان شاء الله ولكن تبقى امراض اقل منه خطورة تصيب بعض الدعاة ومن هذه الامراض - الوسوسة - وخير دواء لها: