الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونلاحظ من النص القراني انه بدا معهما الوسوسة ليبدي ما ووري عنهما من سوآتهما وكأن الحياة هي الحائل الاول الذي يقف امام معصية الله فعمل على ازالته اولا ثم توغل بتطبيق خطته باناة ويسر والله اعلم.
وما زال يتابع تطبيق خطته" فدلاهما بغرور"
ودلى في اللغة معناها " دلى الدلو- ارسلها في البئر "
فكأن الشيطان اللعين وضع آدم وزوجه بالدلو وقام بانزال الدلو رويدا رويدا حتى اوقعهما فيما يريد من الباطل والكذب وبنفس الاسلوب ونفس الخطة التي لم تتغير منذ ان كذب على آدم الى الان - لا زال يستخدم التدلية حتى الايقاع بالقاع.
وقال الله تعالى للملائكة:" اني جاعل في الارض خليفة"
وخلق آدم فآدم مخلوق لهذه الارض منذ اللحظة الاولى.
ففيم اذن كانت تلك الشجرة المحرمة؟ وفيم اذن كان بلاء آدم؟ وفيم اذن كان
الهبوط الى الارض
وهو محلوق لهذه الارض منذ اللحظة الاولى؟
لعلني المح ان في هذه التجربة تربية لهذه الخليقة واعدادا لها. وايقاظا للقوى المذخورة في كيانها. انها كانت تدريبا لها على تلقي الغواية وتذوق العاقبة وتجرع الندامة ومعرفة العدو والالتجاء بعد ذلك الى الملاذ الأمين.
الهبوط الى الارض
وياتي نداء الحق جلت قدرته عتابا لهما على ما فعلا بعد ان حذرهما من عدوهما بانه ظاهر العداوة معهما ومع هذا التحذير فعلا ما فعلا.
" وناداهما ربهما: الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين"
ولكن ماذا يصنعان بعد ان عصيا ربهما وما المصير الذي ينتظرهما؟ لم يكن انسب من ان يعترفا لمولاهما بذنبهما ويسألانه العفو فقالا:" ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"لقد كانت لهما فرصة
…
فرصة الاستغفار والرجوع في وقت لم تقم به الساعة ولم يكونا بعد في سكرات الموت
…
ولم يمض وقت طويل حتى أجابهما الله على سؤالهما وتاب عليهما.
" فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم"
وبد ذلك جاء امر الله بالهبوط الى الارض حيث بدات المعركة بين الحق والباطل.
" قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين". وقال:" فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون" لقد انتهت التجربة الاولى لآدم وزوجه والشيطان في السماء وابتدأت على هذا الكوكب الذي خلق منه الانسان وابتدا الصراع مرة اخرى بين المخلوق الجديد الذي استعد لعدوه بعد تعرفه على خصائصه ونقاط ضعفه واستعد ايضا عدوه له للبحث عن نقاط ضعف جديدة وليدليه في البئر تارة اخرى وان لم يكن هو فالخطة قابلة للتطبيق على نسله.
ولن ينتصر هذا الانسان ابدا على هذا العدو الغريب في طباعه وشره الا اذا تمسك بالذي هو اقوى منه وهو الحق تعالى.
ولقد وضع الله تعالى المنهج الكامل لمجابهة هذا العدو وهو القرآن الكريم والسنة المطهرة فمن تمسك بهما واتبع هداهما فقد انتصر ونجا من جهنم ومن ابتعد عنه فليكونن من الخاسرين" فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون".