الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يعني هذا ان يركن الداعية الى الله لا ينكر على الفاسقين واصحاب الغفلة منكراتهم انما هناك فرق واضح بين انكار المنكر ودرجاته الثلاثة باليد او باللسان او بالقلب وبين هواية تصيد العيوب التي ذكرناها
…
فمتى سعى الداعية الى تنقية نفسه من العجب بالنفس واحتقار اصحاب المعاصي والتشهير بهم وغفلته عن عيوب نفسه وسوء الظن بكلام الاخرين كان هو الداعية الذي اراده الله ويكون عمله كله مباركا موفقا باذن الله اما ان تلكأ في تنقية نفسه من هذه العيوب فليعلم انه من هذه الزمرة.
تزيين الشيطان الاصغر:
وتزيين الشيء اي تغيير الشيء من صورته الحقيقية الى صورة اخرى باضافة بعض الاشياء الى الصورة الحقيقية فتزيين الشيطان للباطل يتم باضافة الشهوات ليبدو الباطل بصورة جميلة غير صورته الحقيقية وذلك ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات"
فكانه قال: لا يوصل الى الجنة الا رارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات ولا الى النار الا بتعاطي الشهوات وهما محجوبتان فمن هتك الحجاب اقتحم "
والشهوات هنا هي الزينة التي يستخدمها ابليس ليصطاد بها بني آدم ليهتكوا ذلك الحجاب فيقعون في النار.
وتزيين الشيطان الاصغر هو الذي يطبقه على فرد او مجموعة في اماكن وازمنة مختلفة ويزيد هذا التزيين وينقص من فرد لاخر ومن مجموعة لاخرى
واكثر من زين عليه الشيطان سوء عمله من الافراد كما يذكر القران الكريم هو فرعون اذ لم يجرؤ مخلوق قبله ان يقول:" انا ربكم الاعلى"
وكذلك السامري الذي صنع لبني اسرائيل من حليهم عجلا له خوار يعبدونه من دون الله.
وابو جهل الذي عاش يحارب الاسلام ونبيه حتى اخر قطرة من دمه
…
وماركس مؤسس الشيوعية المبدأ القائم على انكار وجود الله الذي ما يزال ينتشر وباؤه في اقطار العالم اجمع
ولينين وهتلر وكمال اتاتورك وغيرهم كثير.
والعلة في هذا المدخل هي ان الشيطان يري هذه الجماعة او هذا الفرد ان عمله هو الصحيح واعمال الاخرين خاطئة او ان يريه ان رايه هو الصواب وآراء الاخرين غير صائبة مما يجعله يعمل بالذي يراه صحيحا فيقع في الخطأ
…
كأن يرى ماركس ان فكرة الدين فكرة خاطئة ذلك لانه يخدر الشعوب ويمنعها من التقدم فينفي وجود الله.
" ولقد تدفع الحماسة اصحاب الدعوات بعد الرسل والرغبة الملحة في انتشار الدعوات وانتصارها الى استمالة بعض الاشخاص او بعض العناصر بالغضاء في اول الامر عن شيء من مقتضيات الدعوة يحسبونه هم ليس اصيلا فيها ومجاراتهم في بعض امرهم كي لا ينفروا من الدعوة ويخاصموها ولقد تدفعهم كذلك الى اتخاذ وسائل واساليب لا تستقيم مع موازين الدعوة الدقيقة ولا مع منهج الدعوة المستقيم وذلك حرصا على سرعة انتصار الدعوة وانتشارها واجتهادا في تحقيق
" مصلحة الدعوة"