الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ها هم يحضرون تدعهم الملائكة دعا يحضرون منكسي الرؤوس يحضرون مع شياطينهم من الانس والجن جاثين على ركبهم حول جهنم لتقررهم الملائكة بذنوبهم وجرائمهم مع انفسهم ومع الناس" الم ياتكم نذير"
ها هم يسحبون من نواصيهم واقدامهم ويرمون من مكان ضيق مقرنين بالسلاسل هذه نهاية الطريق وهذا هو الجزاء الحق.
" فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا"
وحينئذ " يتذكر الانسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي"
ويتندم ندما شديدا على مرافقة ذلك القرين ويتمنى ان لو كان بينه وبين قرينه بعد المشرقين ولكن:
الآن تندم
" حتى اذا جاءنا قال: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين" وهكذا ننتقل في ومضة من هذه الدنيا الى الآخرة ويطوي شريط الحياة السادرة ويصل العمى" الذين يعشون عن ذكر الرحمن " الى نهاية المطاف فجأة على غير انتظار هنا يفيقون كما يفيق المخمور ويفتحون اعينهم بعد العشي والكلال وينظر الواحد منهم الى قرين السوء الذي زين له الضلال واوهمه انه الهدى وقاده الى طريق الهلاك وهو يلوح له بالسلامة ينظر اليه في حنق يقول:" يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين" يا ليته لم يكن بيننا لقاء على هذا البعد السحيق ويعقب القرآن على حكاية قول القرين الهالك للقرين بقوله:
" فبئس القرين" ونسمع كلمة التيئيس الساحقة لهذا وذاك عند اسدال الستار على الجميع" ولن ينفعكم اليوم اذا ظلمتم انكم في العذاب مشتركون فالعذاب كامل لا تخففه الشركة ولا يتقاسمه الشركاء"
ويندم عاضا على يديه لا يدري ماذا يفعل اينظر الى الحقائق التي تتحرك امام عينيه ام يبكي ليهون عن نفسه
وهل يجدي البكاء شيئا وهل يجدي الندم؟
…
الان تندم.
" ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا".
الآن انكشفت له الحقيقة ان الشيطان خذله ولم ينصره فقام يهذي ويتمنى ويقول: " يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا"
" يا ليتني قدمت لحياتي"" يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا"
" يا ليتني لم اوت كتابيه"" يا ليتني كنت ترابا"
" يا ليتها كانت القاضية"
وما فائدة " يا ليت" عذاب خالد ينتظر وألسنة من النار متشوقة لالتهام هذه الاجساد التي اطاعت الشيطان وعقت ربها.