المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما ذكر من إمامة الثوري في السنة والحديث: - صفحات مشرقة من حياة السلف - سفيان الثوري

[محمد بن مطر الزهراني]

الفصل: ‌ما ذكر من إمامة الثوري في السنة والحديث:

‌ما ذكر من إمامة الثوري في السنة والحديث:

أخرج ابن أبي حاتم بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي قال: "الناس على وجوه: فمنهم من هو إمام في السنة، إمام في الحديث، ومنهم من هو إمام في السنة وليس بإمام في الحديث، ومنهم من هو إمام في الحديث ليس بإمام في السنة، فأما من هو إمام في السنة وإمام في الحديث فسفيان

الثوري". 1 وعنه أيضاً قال: "أئمة الناس في زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة، ومالك بن أنس بالحجاز، وأبو عمرو الأوزاعي بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة". 2

وأخرج أبو نعيم بسنده إلى عبد الرزاق قال: سمعت ابن عيينة يقول: "أئمة الناس ثلاثة - بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس في زمانه، والشعبي في زمانه، والثوري في

1الجرح والتعديل (1/ 118).

2المصدر نفسه.

ص: 73

زمانه". 1

وقال أبو القاسم اللالكائي (ت 418 هـ):

"باب سياق ذكر من رسم بالإمامة في السنة والدعوة والهداية إلى طريق الاستقامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الأئمة" ثم ذكر طوائف من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى قريب عصره، وذكر منهم الإمام سفيان بن سعيد الثوري. 2

ثم ذكر بإسناده عن ابن المبارك قال: قال سفيان الثوري: "استوصوا بأهل السنة خيراً فإنهم غرباء".

وبسنده إلى يوسف بن أسباط قال: سمعت الثوري يقول: "إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهما بالسلام وادع لهما، ما أقل أهل السنة والجماعة". 3

وعن أبي بكر المروزي عن أحمد بن حنبل قال: "أتدري

1الحلية (6/ 356)، تاريخ بغداد (9/ 154).

2شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 29 - 41).

3شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 64).

ص: 74

من الإمام؟ الإمام سفيان الثوري لا يتقدمه أحد في قلبي". 1

وعن أحمد بن عمران قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: "ما رأينا مثل سفيان ولا رأى سفيان مثل نفسه، كان سفيان في الحديث أمير المؤمنين". 2

قال أبو داود سليمان بن داود الطيالسي (ت 204 هـ): "قدمت المسجد الحرام فرأيت حلقة نحواً من خمسمائة - أقل أو أكثر - ورجل وسطها نائم، قلت: من هذا قالوا: هذا أمير المؤمنين، هذا سفيان الثوري". 3

وأخرج الخطيب بإسناده إلى شعبة وابن عيينة قالا: "سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث". 4

وبسنده إلى يحيى بن معين قال: "سفيان الثوري أمير

1سير أعلام النبلاء (7/ 240).

2الجرح والتعديل (1/ 59).

3تاريخ بغداد (9/ 158).

4المصدر نفسه (9/ 164)، وانظر: الحلية (6/ 356).

ص: 75

المؤمنين في الحديث". 1

وفي "سير أعلام النبلاء": قال شعبة وابن عيينة وأبو عاصم - النبيل - وابن معين وغيرهم: "سفيان أمير المؤمنين في الحديث". 2

وأخرج أبو نعيم بسنده عن بشر بن الحارث قال: "كان سفيان الثوري عندي إمام الناس". 3

وعن أبي أسامة حماد بن أسامة قال: "كان زائدة يرى الثوري سيد الناس". 4

وقال أبو قطن عن شعبة أنه قال: "ساد سفيان الناس بالورع والعلم". 5

وقال أحمد بن حنبل: "قال لي ابن عيينة: لن ترى

1المصدر نفسه (9/ 165)، الجرح والتعديل (1/ 119).

2السير (7/ 236).

3الحلية (6/ 357)، سير أعلام النبلاء (7/ 239).

4الجرح والتعديل (1/ 118).

5السير (7/ 238).

ص: 76

بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت، قال أحمد: وهو كما قال". 1

وأخرج أبو نعيم إلى عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ) قال: سمعت أبا عمرو الأوزاعي يقول: "لو قيل لي اختر رجلاً يقوم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لاخترت لهما الثوري". 2

وبسنده إلى أبي أسامة قال: "الثوري حجة". 3

وعن الهيثم بن جميل قال: سمعت شريكاً يقول: "إن الله تعالى لا يدع الأرض من حجة تكون لله على عباده، ونرى أن سفيان منهم". 4

وقال شعيب بن حرب: "إني لأحسب أنه يجاء غداً

1الجرح والتعديل (1/ 58).

2الحلية (6/ 358).

3المصدر نفسه (6/ 359 - 392).

4المصدر نفسه (6/ 360).

ص: 77

بسفيان حجة من الله على خلقه". 1

وقال عثمان بن أبي زائدة: "ما رأيت مثل سفيان قط، بسفيان أقتدي وعليه أبكي". 2

وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: "برز سفيان الثوري على الناس لأنه كان صحيح الأديم بعيداً عن الأهواء عابداً يقول الحق ويريده إن شاء الله". 3

وأخرج ابن أبي حاتم عن مطرف بن مازن قال: قال لنا معمر - لما بلغه أن سفيان قادم عليهم اليمن -: "إنه قدم عليكم محدث العرب".

وفيه أيضاً عن محمد بن المعتمر بن سليمان قال: قلت لأبي: "من فقيه العرب؟ قال: سفيان الثوري". 4

قال الحافظ الذهبي (ت 748 هـ): "قد كان سفيان

1تاريخ بغداد (9/ 158)، السير (7/ 239).

2الحلية (6/ 361).

3الجرح والتعديل (1/ 95).

4المصدر نفسه (1/ 57).

ص: 78

رأساً في الزهد والتأله والخوف، رأساً في الحفظ، رأساً في معرفة الآثار، رأساً في الفقه، لا يخاف في الله لومة لائم، من أئمة الدين". 1

1السير (7/ 241 - 242).

ص: 79