المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما ذكر من كلام سفيان في العلم والهدي والزهد والورع: - صفحات مشرقة من حياة السلف - سفيان الثوري

[محمد بن مطر الزهراني]

الفصل: ‌ما ذكر من كلام سفيان في العلم والهدي والزهد والورع:

‌ما ذكر من كلام سفيان في العلم والهدي والزهد والورع:

أولاً: من كلامه في الزهد والورع:

قال خالد بن نزار الأيلي: قال سفيان: "الزهد زهدان: زهد فريضة، وزهد نافلة، فالفرض: أن تدع الفخر والكبر والعلو والرياء والسمعة، والتزين للناس، وأما زهد النافلة: فأن تدع ما أعطاك الله من الحلال، فإذا تركت شيئاً من ذلك صار فريضة عليك ألا تتركه إلا لله". 1

وأخرج أبو نعيم في "الحلية" بسنده إلى مبارك أبي حماد قال: سمعت سفيان الثوري يقرأ على علي بن الحسن: "لا تحسدن ولا تغتابن فتذهب حسناتك، وقد كان بعض الفقهاء يتوضأ من الغيبة كما يتوضأ من الحدث، وأحسن سريرتك يحسن الله علانيتك، وأصلح فيما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس، واعمل لآخرتك يكفك الله أمر دنياك، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تبع

1سير أعلام النبلاء (7/ 244).

ص: 106

آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً". 1

وعن عبد الله بن داود الحريبي (ت 213 هـ) عن سفيان قال: "احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمر، واحذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئاً من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك". 2

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده إلى سفيان قال: "أكرموا الناس على قدر تقواهم، وتذللوا عند أهل الطاعة، وتعززوا عند أهل المعصية، واعلموا أن القراءة لا تحلو إلا بالزهد في الدنيا". 3

وفي لفظ عن قبيصة بن عقبة (ت 215 هـ) قال: قال سفيان: "لا تصلح القراءة إلا بالزهد، واغبط الأحياء بما تغبط به الأموات، أحبهم على قدر أعمالهم، وذل عند

1الحلية (7/ 35).

2السير (7/ 244).

3الجرح والتعديل (1/ 90).

ص: 107

الطاعة، واستعص عند المعصية". 1

وعن وكيع قال: قال سفيان: "لو أن اليقين استقر في القلوب لطارت شوقاً أو حزناَ، إما شوقاً إلى الله عز وجل، وإما فرقاً من النار". 2

وعن يوسف بن أسباط قال سفيان: "كثرة الإخوان من سخافة الدين". 3

وعنه أيضاً قال سفيان: "لم يفقه عندنا من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة". 4

وعن بكر العابد قال سفيان: "إن القراءة لا تصلح إلا بالزهد بالدنيا، فازهد، ونم، وصل الخمس". 5

وفي "الحلية" عن يحيى بن يمان قال: سمعت سفيان

1حلية الأولياء (7/ 30).

2الجرح والتعديل (1/ 94).

3المصدر نفسه.

4المصدر نفسه.

5المصدر نفسه (1/ 93).

ص: 108

الثوري يقول: "الحديث أكثر من الذهب والفضة، وليس يدرك، وفتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة". 1

وفيه أيضاً عن مبارك أبي حماد سمعت الثوري يقول: "إياك وخشوع النفاق، وأن تظهر على وجهك خشوعاً ليس في قلبك". 2

وعن بكر بن عابد قال: سمعت الثوري يقول: "لا خير في القارئ يعظم أهل الدنيا". 3

وقال يوسف بن أسباط: سمعت سفيان الثوري يقول: "ما رأيت الزهد في شيء أقل منه في الرياسة، ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب، فإذا نوزع في الرياسة حامى عليها وعادى". 4

قال وكيع سمعت سفيان يقول: "ليس الزهد بأكل

1الحلية (6/ 363).

2المصدر نفسه (7/ 48).

3المصدر نفسه (7/ 46).

4سير أعلام النبلاء (7/ 262)، الحلية (7/ 39).

ص: 109

الغليط ولبس الخشن، ولكنه قِصَرُ الأمل وارتقاب الموت". 1

وفي "الحلية" عن يحيى بن يمان قال: سمعت سفيان الثوري يقول: "العالم طبيب الدين، والدرهم داء الدين، فإذا جذب الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره". 2

وفيه أيضاً عن عبد الله بن محمد الباهلي قال: "جاء رجل إلى سفيان فقال: يا أبا عبد الله إني أريد الحج، قال: لا تصحب من يكرم عليك فإن ساويته في النفقة أضر بك، وإن تفضل عليك استذلك". 3

وفيه أيضاً عن عطاء بن مسلم الخفاف قال سفيان الثوري: "قدمت البصرة فجلست إلى يونس بن عبيد، فإذا فتيان كأن على رؤوسهم الطير، فقلت: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح الطريق، واعملوا ولا تكونوا

1الزهد لوكيع (1/ 222) رقم 6، حلية الأولياء (6/ 386)، سير أعلام النبلاء (7/ 243).

2الحلية (6/ 361).

3المصدر نفسه (6/ 381)، السير (7/ 241).

ص: 110

عالة على الناس، فرفع يونس رأسه إليهم فقال: قوموا فلا أعلمن أحداً منكم جالسني حتى يكسب معاشه من وجهه، فتفرقوا قال سفيان: فوالله ما رأيتهم عنده بعد". 1

وعن محمد بن عبيد الطنافسي قال: سمعت سفيان يقول: "يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم، لا تزيدوا التخشع على ما في القلب، فقد وضح الطريق، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا تكونوا عيالاً على المسلمين". 2

وعن يوسف بن أسباط قال: سمعت سفيان يقول: "ثلاثة من الصبر: لا تحدث بمصيبتك، ولا بوجعك، ولا تزك نفسك". 3

وقال عثمان بن زائدة: كتب إليَّ سفيان الثوري: "إذا أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من الأكل". 4

1المصدر نفسه (6/ 382).

2المصدر نفسه.

3المصدر نفسه (6/ 389).

4المصدر نفسه (7/ 7).

ص: 111

وعن محمد بن يوسف الفريابي قال: سمعت سفيان يقول: "يعجبني أن يكون صاحب الحديث مكفياً، فإن الآفات إليهم أسرع وألسنة الناس إليهم أسرع". 1

وعن عبد الله بن المبارك قال: كان سفيان الثوري يقول: "إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك". 2

وعن وكيع عن سفيان قال: "ما عالجت شيئاً قط أشد علي من نفسي مرة علي ومرة لي". 3

وعن سعيد بن صدقة أبي مهلهل قال: "أخذ بيدي سفيان الثوري فاعتزلنا ناحية عن طريق الناس فبكى ثم قال: يا أبا مهلهل إن استطعت أن لا تخالط في زمانك هذا أحداً فافعل، وليكن همك مرمة جهازك، واحذر إتيان هؤلاء الأمراء، وارغب إلى الله في حوائجك لديهم، وافزع إليه فيما ينوبك، وعليك بالاستغناء عن جميع الناس، وارفع

1المصدر نفسه (6/ 369)، السير (7/ 254).

2المصدر نفسه (6/ 390).

3المصدر نفسه (7/ 5).

ص: 112

حوائج إلى من لا تعظم الحوائج عنده". 1

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده إلى سفيان قال: "إن دعاك هؤلاء الملوك تقرأ عليهم: {قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} فلا تجئهم، فإن قربهم مفسدة للقلب". 2

وعن أبي زرعة الدمشقي عن أحمد بن يونس قال: "سمعت رجلاً يقول لسفيان: يا أبا عبد الله أوصني، قال: إياك والأهواء، وإياك والخصومة، وإياك والسلطان". 3

ثانياً: من كلام سفيان في العلم والهدي والعمل:

أخرج محمد بن سعد بسنده إلى سفيان قال: "تعلموا هذا العلم، فإذا تعلمتموه فاحفظوه، فإذا حفظتموه فاعملوا به، فإذا عملتم به فانشروه". 4

وقال ابن عبد البر: قال الثوري: "العلماء إذا علموا

1المصدر نفسه (7/ 7).

2الجرح والتعديل (1/ 86).

3المصدر نفسه (7/ 28).

4الطبقات الكبرى (6/ 371).

ص: 113

عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا". 1

وذكر ابن أبي حاتم بسنده إلى محمد بن يوسف الفريابي قال: قال سفيان: "العلماء ثلاثة: عالم بالله عز وجل عالم بأمره، فذلك العالم الكامل، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله عز وجل، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله فذلك العالم الفاجر".

وقال سفيان: "كأن يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون". 2

1جامع بيان العلم وفضله (1/ 700) رقم 1249 ط: دار ابن الجوزي

2الجرح والتعديل (1/ 91 - 92).

وقال الحافظ ابن رجب في شرح حديث أبي الدرداء في طلب العلم (20 - 23): "وكان كثير من السلف - كسفيان الثوري وغيره- يقسمون العلماء ثلاثة أقسام: عالم بالله عالم بأمر الله، يشيرون بذلك إلى من جمع بين هذين العلمين المشار إليهما الظاهر والباطن، وهؤلاء أشرف العلماء وهم الممدوحون في قوله تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} إلى أن قال: وعالم بالله ليس عالماً بأمر الله، وهم أصحاب العلم الباطن الذين يخشون الله وليس لهم اتساع في علم الظاهر، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله، وهم أصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن وليس لهم خشية ولا خشوع، وهؤلاء المذمومون عند السلف، وكان بعضهم يقول: هذا هو العالم الفاجر، وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم، ولم يصل العلم النافع إلى قلوبهم ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة والقسوة والإعراض عن الآخرة، والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين أهلها، وقد منعوا إحسان الظن بمن وصل العلم النافع إلى قلوبهم، فلا يحبونهم ولا يجالسونهم وربما ذموهم وقالوا: ليسوا بعلماء

ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون علماء الآخرة ويسعون في أذاهم جهدهم، كما سعوا في أذى سعيد بن المسيب والحسن وسفيان الثوري ومالك وأحمد وغيرهم من العلماء الربانيين، وذلك لأن علماء الآخرة خلفاء الرسل، وعلماء السوء فيهم شبه من اليهود وهم أعداء الرسل وقتلة الأنبياء ومن يأمر بالقسط من الناس، وهم أشد الناس عداوة وحسداً للمؤمنين، ولشدة محبتهم للدنيا لا يعظمون علماً ولا ديناً، وإنما يعظمون المال والجاه والتقدم عند الملوك، فظهر بهذا أن أكمل العلماء وأفضلهم العلماء بالله وبأمره الذين جمعوا بين العلمين وتلقوهما معاً من الوحيين: الكتاب والسنة، وعرضوا كلام الناس في العلمين معاً على ما جاء به الكتاب والسنة فما وافق قبلوه وما خالف ردوه، وهؤلاء خلاصة الخلق وهم أفضل الناس بعد الرسل، وهم خلفاء الرسل حقاً

". اهـ ملخصاً.

ص: 114

وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: "ربما كنا مع سفيان فيقول: النهار يذهب ونحن في غير عمل، ثم يقوم فزعاً فما نراه يومنا". 1

وعن أبي عاصم النبيل قال سفيان: "كان الرجل إذا أراد أن يطلب العلم تعبد قبل ذلك عشرين سنة". 2

وقال محمد بن يوسف الفريابي: "كان سفيان الثوري يقيمنا بالليل يقول: قوموا يا شباب صلوا ما دمتم شباباً". 3

وفي "الحلية" عن أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول: "ما من عمل أفضل من

1الجرح والتعديل (1/ 94).

2المصدر نفسه (1/ 95)، الحلية (6/ 361).

3الجرح والتعديل (1/ 96).

ص: 116

طلب الحديث إذا صحت النية فيه، قال أحمد: قلت للفريابي: وأي شيء النية قال: تريد به وجه الله والدار الآخرة". 1

وعن أبي مسلم المستملي عن سفيان قال: "تعلموا العلم، فإذا علمتموه فاكظموا عليه ولا تخلطوه بضحك ولا لعب فتمجه القلوب"2.

وفي رواية: "فتجمد القلوب". 3

وعن مزاحم بن زفر قال: سمعت الثوري يقول: "إنما هو طلبه - العلم - ثم حفظه، ثم العمل به، ثم نشره". 4

وعن أبي عبد الله المهدي قال: سمعت الثوري يقول: "كان يقال: أول العلم: الصمت، والثاني: الاستماع له

1الحلية (6/ 366).

2المصدر نفسه (6/ 368).

3المصدر نفسه (6/ 362).

4المصدر نفسه.

ص: 117

وحفظه، والثالث: العمل به، والرابع: نشره وتعليمه". 1

وعن أبي عاصم قال: قال الثوري: "من حدَّث قبل أن يحتاج إليه ذل". 2

وعن عبد الله بن داود أن الثوري قال: "إنما يطلب العلم ليتقي الله به، فمن ثم فضل، فلولا ذلك لكان كسائر الأشياء". 3

وفي "الحلية" أيضاً عن أحمد بن عبد الله بن يونس قال: سمعت سفيان الثوري يقول: "ليس طلب العلم فلان عن فلان، إنما طلب العلم الخشية لله عز وجل". 4

وعن أبي النضر قيصر قال: قال سفيان: "آمر بالمعروف في رفق فإن قبل منك حمدت الله عز وجل، وإلا

1المصدر نفسه.

2المصدر نفسه (6/ 363).

3المصدر نفسه (6/ 362).

4المصدر نفسه (6/ 370).

ص: 118

أقبلت على نفسك، فإن لك في نفسك شغلاً، وكان الناس إذا التقوا انتفع بعضهم ببعض، فأما اليوم فالنجاة في تركهم". 1

وفي "الحلية" عن وكيع عن سفيان قال: "لله قراء وللشيطان قراء، وصنفان إذا صلحا صلح الناس: السلطان والقراء". 2

وفيه أيضاً عن خلف بن تميم قال: سمعت الثوري: "من أحب أفخاذ النساء لم يفلح". 3

وعن عبد الله بن المبارك قال: "سئل سفيان الثوري: طلب العلم أحب إليك يا أبا عبد الله أو العمل

فقال: إنما يراد العلم للعمل، لا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم". 4

1الجرح والتعديل (1/ 124).

2حلية الأولياء (7/ 5).

3المصدر نفسه (7/ 12).

4المصدر نفسه.

ص: 119

وعن يحيى بن يمان قال: قال سفيان: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها". 1

قال أبو إسحاق الفزاري: قال سفيان: "البكاء عشرة أجزاء: جزء لله وتسعة لغير الله، فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير". 2

وعن يحيى بن المتوكل قال: سمعت سفيان الثوري يقول: "إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون فهو رجل سوء، قالوا لسفيان: كيف ذاك؟ قال: يراهم يعملون بالمعاصي فلا يغير عليهم ويلقاهم بوجه طلق". 3

1المصدر نفسه (7/ 26)، ومعنى كلام سفيان هذا: أن صاحب المعصية يفعل المعصية وهو يشعر بالذنب ويحدث نفسه بالتوبة والرجوع عن المعصية، بخلاف المبتدع فإنه يرى أن عمله قربة وعبادة، والعبادة لا يتاب منها أو يرجع عنها والله تعالى أعلم.

2سير أعلام النبلاء (7/ 258).

3الحلية (7/ 30).

ص: 120

وعن أبي همام الوليد بن شجاع السكوني عن أبيه قال سفيان: "لا يستقيم قول إلا بعمل، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة". 1

وعن أسباط بن محمد قال: سمعت الثوري يقول: "الرجل إلى العلم أحوج منه إلى الخبز واللحم". 2

وعن محمد بن يوسف الفريابي قال الثوري: "ما بسطت الدنيا على أحد إلا اغتراراً، وما زويت عنه إلا اختباراً". 3

أخرج أبو نعيم بسنده إلى عبد الله بن المبارك قال: "كتب إليَّ سفيان الثوري: بُثَّ علمك واحذر الشهرة". 4

وفي "السير" عنه أيضاً قال لي سفيان: "إياك والشهرة،

1المصدر نفسه (7/ 32).

2المصدر نفسه (7/ 65).

3المصدر نفسه (7/ 68).

4حلية الأولياء (7/ 70).

ص: 121

فما أتيت أحداً إلا وقد نهى عن الشهرة". 1

وعن ابن المبارك أيضاً قال: قال سفيان الثوري: "إياكم والبطنة، فإنها تقسي القلب". 2

وقال يحيى بن الضريس قال الثوري: "إذا ترأس الرجل سريعاً أضر بكثير من العلم، وإذا طلب وطلب بلغ". 3

وقال ضمرة قال سفيان: "يثغر الغلام لسبع - تسقط أسنانه اللبنية 4 - ، ويحتلم بعد سبع، ثم ينتهي طوله بعد سبع، ثم يتكامل عقله بعد سبع، ثم هي التجارب". 5

وعن ابن المبارك عن سفيان: "استوصوا بأهل السنة خيراً، فإنهم غرباء". 6

وعن عبد الصمد بن حسان سمعت سفيان يقول:

1سير أعلام النبلاء (7/ 260).

2الحلية (7/ 78).

3المصدر نفسه (7/ 81).

4تاج العروس (3/ 75) مادة ثغر.

5السير (7/ 270).

6المصدر نفسه (7/ 273).

ص: 122

"الإسناد سلاح المؤمن، فمن لم يكن له سلاح فبأي شيء يقاتل". 1

وفي "سير أعلام النبلاء" قال سفيان: "ينبغي للرجل أن يكره ولده على العلم، فإنه مسؤول عنه". 2

وقال ابن عبد البر: قال سفيان: "يهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل". 3

1المصدر نفسه.

2المصدر نفسه.

3جامع بيان العلم وفضله (1/ 707) رقم 1274 ط: دار ابن الجوزي

ص: 123