الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر:((يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلّي تخفض صوتك؟))، قال: قد أسمعت من ناجيتُ يا رسول الله!، قال:((ارفع قليلاً))، وقال لعمر:((مررت بك وأنت تصلِّي رافعاً صوتك؟))، قال: يا رسول الله أُوقظ الوسنان (1)، وأطرد الشيطان! قال:((اخفض قليلاً)) (2).
الأدب الثالث عشر: يُستحب للقارئ في غير الصلاة استقبال القبلة
؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل شيء سيداً، وإن سيد المجالس قبالة القبلة)) (3).
ولو قرأ قائماً، أو جالساً، أو راكباً، أو مضطجعاً، أو في فراشه جاز له ذلك ولا حرج (4)،قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَاب * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ
(1) الوسنان: النائم الذي ليس بمستغرق في نومه. [النهاية، 5/ 186].
(2)
أبو داود، كتاب الصلاة، باب رفع الصوت بالقراءة في الصلاة، برقم 1329، والترمذي كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة بالليل، برقم 447، وصححه الألباني في صحيح الترمذي،
1/ 254، وفي صحيح سنن أبي داود، 1/ 364.
(3)
الطبراني في الأوسط، [مجمع البحرين، 5/ 278، برقم 3062]، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 8/ 59:((رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن))، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 6/ 300، برقم 2645، وفي صحيح الترغيب والترهيب، 3/ 107، برقم 3085.
(4)
انظر: التبيان في آداب حملة القرآن للنووي، ص63.
جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
…
} الآيات (1).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في حجر عائشة، قالت رضي الله عنها:((كان يتكئ في حجري (2) وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن)) (3).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ القرآن على راحلته؛ لحديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح يُرجِّع، وقال: لولا أن يجتمع الناس حولي لرجَّعت كما يرجِّع)) (4).
وقد قال معاذ رضي الله عنه لأبي موسى: ((كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائماً وقاعداً، وعلى راحلتي، وأتفوّقه تفوَّقاً)) (5).
وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول في تقريره على حديث عبد الله بن مغفل في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح على راحلته، قال: ((وهذا يدل على أن المسلم يقرأ القرآن أينما كان إلا في الحمام: فيقرأ على دابته، وعلى سيارته،
(1) سورة آل عمران، الآيات: 190 - 191.
(2)
حجري: الحجر: الثوب والحِضْن، وحَجْر الإنسان وحِجْرُه – بالفتح والكسر -: حِضْنُهُ .. [النهاية في غريب الحديث، 1/ 342، ولسان العرب، 4/ 166].
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الحيض، باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض، برقم 297، وبرقم 75492، ومسلم، كتاب الحيض، باب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله، وطهارة سؤرها والاتكاء في حجرها وقراءة القرآن فيه، برقم 301.
(4)
متفق عليه: البخاري، برقم 4281، ومسلم، برقم 794، وتقدم تخريجه.
(5)
متفق عليه: البخاري، برقم 4341 - 4345،ومسلم، برقم 1733، وتقدم تخريجه.