المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رسالة من محبإلى محبوبه وجوابها - عوائق في طريق العبودية

[عبد الكريم الحميد]

الفصل: ‌رسالة من محبإلى محبوبه وجوابها

‌رسالة من محب

إلى محبوبه وجوابها

تبيتُ بلا هَمِّ وقلبكَ ساليا

فلَيتكَ تدْري عن هُموم اللياليا

وليتكَ تدري عن صَبابة عاشقٍ

عليلٍ يكاد الشوق يَرْثى لِحَالِيا

بذكركِ قلبي هائمٌ أنت سلوتي

وإنْ كان حَظي منك طول التنائيا

فجد يا حبيبي بالوصال فإنما

شفاء فؤادي لَوْ رأيتُكَ خاليا

تداركني قبل الفواتِ فإنني

طريحٌ جريحٌ نارَ حبك صاليا

الجواب الجميل من الشاب النّبيل

أقولُ باسم الله والله عالمٌ

سَريرة نفسي والذي كان خافيا

قرأتُ كتاباً جاء منك فهالني

تَبَاريح وَجْدٍ ما خَطَرْنَ بِبالِيا

وما كنتُ أدري أن مثلك عاشقٌ

لِمِثْلي ولا أدري هُموم اللياليا

وهل يُعْشَق الذكران أم أنت حالمٌ

وهل يُعْشق الذكران أم أنتَ هاذِيا

أعوذ بوجه الله فهو يُجيرني

ويحفظني من كيد من كان عاديا

أمِنْ قوم لوطٍ أنت ياشرَّ وَاطءٍ

على الأرض أم قد صِرْتَ للقوم تاليا

أما تقرأ القرآن فيهِ زَوَاجرٌ

وفيه وعيدٌ لا محالة آتيا

وكيف أتى جبريلُ قوماً تَمَرّدُوا

فعاقبهم فيما يُشِيبُ النواصيا

ص: 52

فلو تُبْصر الفسّاق تحتَ دِيارهم

رأيتَ من الأهوال ما كان كافيا

لِزَجر نفوسٍ أُفْلِتَتْ مِنْ عِقَالِها

لأهوائها سارت تُجيب المناديا

عذابٌ وخزيٌ والقيامة مَوْعِدٌ

لمن هَتكَ الأستارَ أو كان عادِيا

هُناكَ يَوَدّ المرءُ لوْ كان بَيْنَهُ

وبين فِعال السوء بُعْد الفيافيا

أمَا قال خير الخلق ملعونُ فاعلٌ

وكرّرها مَعْدودةً بالتواليا

وقد ذكروا أن الملاوطَ خارجٌ

من القبر مَعْ خِلٍّ حبيب مُوَاتيا

وقدْ فُضِحوا بين الخلائق كلها

وعَوْراتهم تُبْدي قبيح المساويا

أعوذ بربي منكَ ما أفظع الذي

تبُوح به إني لمثلك قاليا

ومَن تاب فالرحمنُ يغفر ذنبه

ومن عاث إفساداً فللنّار صاليا

وصلِّ إلهي كل وقتٍ على الذي

نهى عن فِعالِ السوءِ مادمتَ شائيا

ص: 53