الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالى
5743 -
عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن نَاسا قَالُوا يَا رَسُول الله هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر قَالُوا لَا يَا رَسُول الله قَالَ هَل تضَارونَ فِي الشَّمْس لَيْسَ دونهَا سَحَاب قَالُوا لَا قَالَ فَإِنَّكُم ترَوْنَهُ كَذَا. فذكر الحديث بطوله رواه البخاري ومسلم
(1)
.
قوله: "عن أبي هريرة" تقدم الكلام على مناقبه. قوله: "إن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا. قال: فإنكم ترونه كذلك" الحديث. روي تضارون بتشديد الراء وبتخفيفها والتاء مضمومة فيهما ومعنى المشددة لا تتخالفون وتتجادلون في صحة النظر إليه لوضوحه وظهوره. يقال ضارّه يضارّه مثل ضرّه يضره وأراد بالمضارة الاجتماع والازدحام عند النظر إليه، قاله في النهاية
(2)
. ومعنى المخففة هل يلحقكم في رؤيته ضير وهو الضرر، والمعنى فيه كالأول. وروي تضارون بفتح التاء وتشديد الراء وأصله تتضارون فحذفت إحدى التاءين أي لا تتجادلون في صحة النظر إليه لظهوره.
(1)
أخرجه البخاري (6573)، ومسلم (299)(182).
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 82).
قوله: "في رؤية القمر ليلة البدر" وسميت ليلة أربعة عشر بدرا لمبادرته الشمس بالطلوع كأنه تعجّلها المغيب. [ويقال]
(1)
سمي بدرا لتمامه وامتلائه وكل شيء تمّ فهو بدر. وروي في حديث آخر هل تضارون في [رؤية] الشمس في الظهيرة؟ والظهيرة اشتداد الحر. وقد روي: لا تضامون، بتشديد الميم وبتخفيفها فمن شددها فتح التاء أول الكلمة ومن خففها ضم التاء من المضامة وهي الازدحام أي لا تزدحمون عند رؤيته سبحانه وتعالى إلا كما تزدحمون عند رؤية الأهلة ومعناه هل يلحقكم ضيم وهو المشقة والتعب في الرؤية من الضيم الذي هو الذل لا يذل بعضكم بعضا بالمزاحمة والمنافسة والمنازعة ومعنى المشددة هل تتضامون وتتلطفون في التوصل إلى رؤيته [والمعنى أن أهل الجنة إذا امتن الله سبحانه وتعالى عليهم برؤيته]
(2)
تجلى لهم ظاهرا بحيث لا يحجب بعضهم بعضا ولا يضره ولا يزاحمه وبلا يجادله كما يفعل عند الأهلة بل كالحال عند رؤية الشمس والقمر ليلة تمامه.
قوله: "فإنكم ترونه كذلك" أي ترون الله رؤية لا شك فيها، هذا تشبيه للرؤية وبحال الرائي لا المرئي لأن الله سبحانه وتعالى لا يحاط به وليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء سبحانه وتعالى. [والرؤية مختصة بالمؤمنين وفي الحديث أن رؤية الله تعالى ممكنة وأنه ستقع في الآخرة للمؤمنين كما هو مذهب الجماعة وأما الكفار فلا يرونه سبحانه وتعالى. وقيل يراه منافقوا هذه
(1)
هكذا في الأصل ولعله الصواب، وفي النسخة الهندية:(ويقول).
(2)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
الأمة وهو ضعيف، والصحيح الذي عليه جمهور أهل السنة أن المنافقين لا يرونه كما لا يراه باقي الكفار باتفاق العلماء]
(1)
. [لا تضامون أو لا تضاهون على الشك، ومعناه لا يشتبه عليكم وترتابون فيه بتعارض بعضكم بعضا في رؤيته، وفي رواية أنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر أي ترونه رؤية محققة [لا شك فيها ولا مشقة كما ترون هذا القمر رؤية محققه]
(2)
بلا مشقة فهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي]
(3)
. [وفي رواية للبخاري]: "لا تضامون".
قال الخطابي
(4)
: هو من الانضمام يريد أنكم لا تختلفون في رؤيته حتى تجتمعوا للنظر [وينظم] بعضكم إلى بعض فيقول واحد هو ذلك ويقول الآخر ليس ذلك على ما جرت به عادة الناس عند النظر إلى الهلال أول ليلة من الشهر والله أعلم.
5744 -
وَعَن صُهَيْب رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة يَقُول الله عز وجل تُرِيدُونَ شَيْئا أَزِيدكُم فَيَقُولُونَ ألم تبيض وُجُوهنَا ألم تُدْخِلنَا الْجنَّة وتنجنا من النَّار قَالَ فَيكْشف الْحجاب فَمَا أعْطوا شَيْئا أحب
(1)
حصل تأخير لهذه الفقرة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله:(ويقول الآخر ليس ذلك على ما جرت به عادة الناس عند النظر إلى الهلال أول ليلة من الشهر والله أعلم).
(2)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(3)
حصل تأخير لهذه الفقرة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله:(رؤية محققة بلا مشقة فهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي).
(4)
معالم السنن (4/ 329) انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 59).
إِلَيْهِم من النّظر إِلَى رَبهم ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} . رواه مسلم
(1)
والترمذي
(2)
والنسائي
(3)
.
قوله: "وعن صهيب" هو الرومي تقدم الكلام عليه. قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل: تريدون شيئا أزيدكم" فذكر الحديث إلى أن قال: "فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم" الحديث. الحجاب أصله الستر الحائل بين الرائي والمرئي فلا [يراه] وهو ها هنا راجع إلى منع الأبصار من إدراكه بالرؤية فقام ذلك المنع مقام الستر الحائل فعبر عنه به إذ هو المقدس عن الجهة والنهاية والقدر والحد المنزه عن أن يحيط به شيء أو يحول [بينه] حجاب، اهـ. قاله عياض
(4)
. فكشف الحجاب معناه أنه يرفع الموانع من الإدراك عن أبصارهم حتى يروه على ما هو عليه من نعوت العظمة والجلال والبهاء والجمال والرفعة والكمال لا إله إلا هو سبحانه وتعالى عما يقول الزائغون والمبطلون فذكر الحجاب إنما هو في حق الخلق لا في حق الخالق فهم المحجوبون والباري جل اسمه وتقدست أسماؤه منزه عما يحجبه إذ الحجب إنما يحيط بمقدّر
(1)
صحيح مسلم (297 - 181).
(2)
سنن الترمذي (2552)، وقال: هذا حدبث إنما أسنده حماد بن سلمة ورفعه. وروى سليمان بن المغيرة، وحماد بن زيد، هذا الحديث عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قوله.
(3)
السنن الكبرى للنسائي (7718)، (11170).
(4)
انظر: مطالع الأنوار على صحاح الآثار (2/ 233).
محسوس وذلك من نعوتنا ولكن حجبه عن أبصار خلقه وبصائرهم وإدراكاتهم بما شاء وكيف شاء، اهـ ذكره القرطبي
(1)
.
سؤال: إن قيل لم جعل الله الخلق في حجاب من نفسه. قلنا لوجوه أحدها لزيادة المحبة كما قيل سرور الأوبة على قدر طول الغربة. والثاني [لزيادة المحبة. والثالث: لزيادة]
(2)
الهيبة. والرابع: ليكون فضلا للمستدلين على غيرهم. والخامس: لو كشف عنهم الحجاب حتى يشاهدوه في الدنيا لاشتغلوا بالنظر إلى جماله عن أنفسهم وعمارة الدنيا، ألا ترى أن امرأة العزيز أعطت النسوة كل واحدة منهن سكينا وأترجا وأمرتهن أن يقطعن الأترج وقالت ليوسف عليه الصلاة والسلام اخرج عليهن فلما رأينه دهشن من حسنه وغبن عن حواسهن حتى قطعن أيديهن بالسكاكين ولم يعرفن بالألم، إذا كان هذا حصل لهن بنظرهن إلى جمال مخلوق فما ظنك بما يحصل بالنظر إلى جمال الخالق. واعلم أن الله تعالى ليس بمحجوب لأنه لو حجبه شيء لستره وهو تعالى ليس في جهة ولا مكان وإنما المحجوب أنت، انتهى ذكره النعيمي.
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم. اعلم أن أعلى نعيم المتنعمين في الجنة شيئان زيارتهم ربهم تعالى ونظرهم إليه سبحانه وتعالى. قوله: "ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا
(1)
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 1012).
(2)
سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}
(1)
" أي للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى وهي الجنة وزيادة وهي النظر إلى وجه الله الكريم، هذا قول جماعة من الصحابة منهم أبو بكر الصديق وحذيفة وأبو موسى وعبادة بن الصامت وهو قول الحسن وعكرمة وعطاء ومقاتل والضحاك والسدّي قاله البغوي.
لطيفة: جمع الله تعالى لأولياءه بين النعيمين في قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} فالحسنى الجنة والزيادة رؤية وجهه الكريم. وجمع لأهله بين العذابين في قوله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16)}
(2)
، اهـ.
سؤال: لم سمى الله تعالى الرؤية إليه زيادة في قوله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} ؟ في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} والمراد أحسنوا بقولهم: لا إله إلا الله، والحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجهه الكريم والنظر إلى وجهه أكبر من الجنة والزيادة في الدنيا تكون أقل من رأس المال. قيل: المراد بالزيادة في الآية الكريم الزيادة على الموعود والموعود الجنة والزيادة أكبر والرضوان من الله أكبر والنظر إلى وجهه الكريم أكبر.
سؤال آخر: لم أعطى الله تعالى الجنة في مقابلة الأعمال وأعطى النظر إلى وجهه الكريم زيادة ولم يجعله في ثواب العمل فقال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا
(1)
سورة يونس، الآية:26.
(2)
سورة المطففين، الآية: 15 - 16.
الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} والحسنى الجنة والنظر إلى وجهه الكريم الزيادة. قيل: لأن هذه الزيادة عظيمة ليس من الأعمال شيء يكون في مقابلتها لأنها أفضل من الجنة. اهـ.
5745 -
وَعَن أبي مُوسَى رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن فِي الْجنَّة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضهَا سِتُّونَ ميلًا فِي كل زَاوِيَة مِنْهَا أهل مَا يرَوْنَ الآخرين يطوف عَلَيْهِم الْمُؤمن وجنتان من فضَّة آنيتهما وَمَا فيهمَا وجنتان من ذهب آنيتهما وَمَا فيهمَا وَمَا بَين الْقَوْم وَبَين أَن ينْظرُوا إِلَى رَبهم إِلَّا رِدَاء الْكِبْرِيَاء على وَجهه فِي جنَّات عدن. رواه البخاري واللفظ له ومسلم والترمذي
(1)
.
قوله: "وعن أبي موسى" اسمه عبد الله بن قيس الأشعري تقدم الكلام على مناقبه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة" يعني خالية الداخل غير مصمَتة كما تقدم. عرضها ستون ميلا. الحديث. تقدم الكلام على الخيمة واشتقاقها وعلى الميل.
قوله صلى الله عليه وسلم: "في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن" تقدم الكلام على الأهل وأنهم الزوجات من الحور العين. والزاوية الجانب والناحية يعني لسعته وبعد أقطاره.
قوله صلى الله عليه وسلم: "وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما" الحديث، ولا شك أن آنية الجنة منها ما هو من ذهب ومنها ما مهو من
(1)
أخرجه البخاري (4879)، ومسلم (23 - 2838)، والترمذي (2528).
فضة ثم إن هذه الآنية منها ما هو للشراب بأنواعه ومنها ما هو للطعام بأنواعه وتقدم التنبيه على بعض ذلك في مواضعه وفي نوادر الأصول
(1)
عن عبد الله بن قيس عنه صلى الله عليه وسلم: جنان الفردوس أربع: جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، الحديث. هذا تأويل قوله تعالى:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}
(2)
.
وقوله: "ومن دونهما جنتان" قوله صلى الله عليه وسلم: "وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" الرداء هنا مستعار كنى به عن كبريائه وعظمته بينه الحديث الآخر، الكبرياء رداءي والعظمة إزاري، يريد صفتي. فقوله: رداء الكبرياء، يريد صفة الكبرياء والعظمة. قال الله تعالى:{وَلِبَاسُ التَّقْوَى}
(3)
والمراد هنا والله أعلم صفته اللازمة [له] المختصة به التي لا تليق بغيره اختصاص الرداء والإزار بالجسد ولهذا قال في الحديث: فمن نازعني فيهما قصمته، اهـ. قاله عياض
(4)
فهو بكبريائه وعظمته لا يريد
(1)
نوادر الأصول في أحاديث الرسول (1/ 424). وأخرجه الطيالسي (529)، وأحمد (19731)، وعبد بن حميد (545)، والدارمي (2822) وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (84)، وابن منده في الإيمان (781)، وأبو نعيم في الحلية 2/ 316 - 317، وفي صفة الجنة (141) و (436)، والبيهقي في البعث والنشور (239)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 398) رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3465)، وضعيف الجامع الصغير وزيادته (2635).
(2)
سورة الرحمن، الآية:46.
(3)
سورة الأعراف، الآية:26.
(4)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 29).
أن يراه أحد من خلقه بعد رؤية القيامة حتى يأذن لهم بدخول جنة عدن فإذا دخلوها أراد أن يروه فيروه وهم في جنة عدن. قال البيهقي وغيره: معناه وليست العظمة والكبرياء من جنس الثياب المحسوسة وإنما هي توسعات ووجه المناسبة أن الرداء والإزار لما كانا ملازمين للإنسان مخصوصين به لا يشاركه فيهما غيره عبر عن عظمته وكبريائه بهما لأنهما مما لا يجوز مشاركة الله فيهما ألا ترى آخر الحديث: فمن نازعني واحدا منهما قصمته ثم قذفته في النار. قاله القرطبي
(1)
.
تنبيه: قال العلماء: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب العرب بما يفهمونه ويقرب الكلام إلى أفهامهم ويستعمل الاستعارة وغيرها من أنواع المجاز ليقرب متناولها فعبر صلى الله عليه وسلم عن زوال المانع ورفعه عن الأبصار بإزالة الرداء. وقوله في جنة عدن أي والناظرون في جنة عدن فهي ظرف للناظر
(2)
والله أعلم. فجنة عدن دار الرحمن [ومقصورته] والفردوس جنان الأنبياء والأولياء بقرب جنة عدن فعدن كالمدينة وفردوس كالقرى حولها فإذا تجلى لأهل الفردوس رفع الحجاب "الحجاب أصلها الستر الحائل بين الرائي والمرئي
(3)
كما تقدم" وهو رداء الكبرياء فينظرون إلى جلاله وجماله فحجابه في جنات عدن رداء الكبرياء وفي الدنيا النار. قال صلى الله عليه وسلم: "حجابه النار لو كشفها لأحرقت سبحات
(1)
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 1014).
(2)
شرح النووي على مسلم (3/ 16).
(3)
مطالع الأنوار (2/ 233).
وجهه كل شيء أدركه بصره". وهذا لأن أيام الدنيا أيام الملك والسلطان والربوبية وأيام الآخرة أيام المجد والكرم والبر. فقال: ها هنا حجاب وهناك رداء الكبرياء. والكبرياء الترفع على الانقياد وذلك لا يستحقه غير الله تعالى وأهل اللغة يقولون: الكبر والكبرياء والعظمة كذا في الميسر
(1)
. وقيل الكبرياء عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يوصف بها إلا الله تعالى، كذا في التحفة
(2)
. وجنة عدن أي دار إقامة [وبقاء] لا [تفنى ولا تبيد] وأصل العدن الثبوت [والإقامة] من عدن بالمكان عدنا إذا ألزمه ولم يبرح ومنه سمي المعدن لثبوت ما فيه. وقيل: لإقامة [الناس] عليه لاستخراجه. قاله عياض
(3)
.
(1)
المفردات في غريب القرآن (ص 698).
(2)
النهاية (4/ 140).
(3)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2/ 70).