المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ١٥

[حسن بن علي الفيومي]

الفصل: ‌ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب

‌ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب

[5677]

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب. رواه الترمذي

(1)

وابن أبي الدنيا

(2)

وابن حبان في صحيحه

(3)

، كلهم من طريق زياد بن الحسن بن فرات، وقال الترمذي: حديث حسن غريب.

قوله: "عن أبي هريرة" تقدم. قوله: "ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب" الساق هو الأصل، وفي مسند البزار

(4)

عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة شجرة مستقلة على ساق واحد عرض ساقها اثنان وسبعون سنة.

5678 -

وَعَن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ نزلنَا الصفاح فَإِذا رجل نَائِم تَحت شَجَرَة قد كَادَت الشَّمْس تبلغه قَالَ فَقلت للغلام انْطلق بِهَذَا النطع

(1)

سنن الترمذي (2525).

(2)

ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (45).

(3)

أخرجه ابن حبان (7410)، وأبو يعلى (6196)، وابن أبي داود في البعث (66)، وأبو نعيم في صفة الجنة (400) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5647)، وصحيح الترغيب والترهيب (3732).

(4)

مسند البزار = البحر الزخار (4647)، والطبراني في المعجم الكبير (7/ 266/ 7086)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 414) رواه البزار، والطبراني، وإسناد الطبراني حسن .. وقال ابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار (2/ 957) هذا إسناد ضعيف.

ص: 24

فأظله قَالَ فَانْطَلق فأظله فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ فَإِذا هُوَ سلمَان رضي الله عنه فَأَتَيْته أسلم عَلَيْهِ فَقَالَ يَا جرير تواضع لله فَإِنَّهُ من تواضع لله فِي الدُّنْيَا رَفعه الله يَوْم الْقِيَامَة يَا جرير هَل تَدْرِي مَا الظُّلُمَات يَوْم الْقِيَامَة قلت لَا أَدْرِي قَالَ ظلم النَّاس بَينهم ثمَّ أَخذ عويدا لَا أكاد أرَاهُ بَين أصبعيه فَقَالَ يَا جرير لَو طلبت فِي الْجنَّة مثل هَذَا لم تَجدهُ قلت يَا أَبَا عبد الله فَأَيْنَ النّخل وَالشَّجر قَالَ أُصُولهَا اللُّؤْلُؤ وَالذَّهَب وَأَعلاهُ التَّمْر رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإسْنَاد حسن

(1)

.

قوله: "عن جرير بن عبد الله" تقدم الكلام عليه. قوله: "نزلنا الصّفاح" الصّفاح بكسر الصاد وتخفيف الفاء موضع بين [حنين] وأنصاب الحرم [يسيره] الداخل إلى مكة. قوله: "فقلت للغلام: انطلق بهذا النطع فأظله" النطع بكسر النون المشددة وفتح الطاء معروف وتقدم الكلام عليه في الغلول في الجهاد وفي غيره من أبواب الجهاد. [وكربها ذهبا أحمر].

5679 -

وَعَن الْبَراء بن عَازِب رضي الله عنه فِي قَوْله وذللت قطوفها تذليلا الْإِنْسَان قَالَ إِن أهل الْجنَّة يَأْكُلُون من ثمار الْجنَّة قيَاما وقعودا ومضطجعين رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره مَوْقُوفا بِإِسْنَاد حسن

(2)

.

(1)

أخرجه البيهقي في البعث (288) و (289). وصححه الألباني في صحيح الترغيب (3733).

(2)

أخرجه ابن أبى الدنيا في صفة الجنة (116)، والحاكم (2/ 511)، وأبو نعيم في صفة الجنة (351)، والبيهقي في البعث (285). وصححه الألباني في صحيح الترغيب (3734). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.

ص: 25

5680 -

وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة جذوعها من ذهب وفروعها من زبرجد ولؤلؤ فتهب لَهَا ريح فتصطفق فَمَا سمع السامعون بِصَوْت شَيْء قطّ ألذ مِنْهُ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي صفة الْجنَّة

(1)

.

5681 -

وَعَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ نخل الْجنَّة جذوعها من زمرد خضر وكربها ذهب أَحْمَر وسعفها كسْوَة لأهل الْجنَّة مِنْهَا مقطعاتهم وحللهم وَثَمَرهَا أَمْثَال القلال والدلاء أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأحلى من الْعَسَل وألين من الزّبد لَيْسَ فِيهَا عجم. رواه ابن أبي الدنيا

(2)

.

موقوفا بإسناد جيد، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

[الكرب] بفتح الكاف والراء بعدها باء موحدة: هو أصول السعف الغلاظ العراض.

قوله: "عن ابن عباس" قدم. قوله: "قال نخل الجنة جذوعها من زمرد أخضر وكربها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة" الحديث. قوله: "وكربها ذهب أحمر" الكرب بفتح الكاف والراء بعدهما باء موحدة هو

(1)

أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (433). وضعفه الألباني جدا في ضعيف الترغيب (2203). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.

(2)

ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (51)، وابن أبي حاتم [18758]، المستدرك للحاكم (2/ 516)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، والبيهقي في البعث والنشور (1/ 173/ 271). أبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة (354) الزهد لهناد بن السري (99) العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (574)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3735).

ص: 26

أصول السعف الغلاظ العراض، اهـ. قاله الحافظ. قوله:"وسعفها كسوة لأهل الجنة" السعف الجريد، وقيل السعف أغصان النخيل [إذا يبس، وقال في النهاية

(1)

: السعف جمع سعفة بالتحريك، وهي أغصان النخيل]، وقيل: إذا يبست سميت سعفة وإذا كانت رطبة فهي شظية. قوله: "منها مقطعاتهم وحللهم" الحديث، لم [يوصف] شجر الجنة بالقصر لأنه عيب وقيل المقطع من الثياب كل ما يفصل ويخاط من قميص وغيره وما لا يقطع منها كالإزار والأردية. وقيل المقطعات: لا واحد لها، والله أعلم.

خاتمة للباب: رأيت في بعض الكتب

(2)

أن جبريل عليه الصلاة والسلام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء: يا رسول الله صلى الله عليك إن في الجنة شجرة اسمها التحيات عليها طير خضر اسمها الصلوات ومن تحتها عين اسمها الطيبات خلق الله تعالى رأس هذا الطير ولسانه من نور فاطمة الزهراء وخلق عينيه من نور الحسن والحسين وخلق رقبته من نور خديجة وخلق صدره من نور علي وخلق جناحيه من نور أبي بكر وخلق ظهره من نور عثمان وخلق جبينه من نور طلحة والزبير وخلق وركيه من نور سعد وسعيد وخلق رجليه من نور عبد الرحمن وأبي عبيدة وخلق قلبه وحوصلته من نوره صلى الله عليه وسلم وخلق بقية أعضائه وجميع بدنه من نور الصحابة أصحاب رسول الله

(1)

النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 368).

(2)

ذكره الفشني في شرح الأربعين انظر: إعانة الطالبين (1/ 169) حاشية الجمل على شرح المنهج (1/ 385)، حاشية البجيرمي (1/ 219).

ص: 27

-صلى الله عليه وسلم. فإذا قال العبد: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم ينزل ذلك الطير من تلك الشجرة وينغمس في تلك العين ثم يطلع إلى الشجرة فينتفض فكل قطرة تقطر من ذلك الطير يخلق الله من تلك القطرة ملكا من الملائكة يسبح الله تعالى ويهلله إلى يوم القيامة ويكون ثواب ذلك التكبير والتسبيح والتهليل لذلك العبد.

5682 -

وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ لَهُ رجل يَا رَسُول الله مَا طُوبَى قَالَ شَجَرَة مسيرَة مائَة سنة ثِيَاب أهل الْجنَّة تخرج من أكمامها رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه من طَرِيق دراج عَن أبي الْهَيْثَم

(1)

.

(1)

أخرجه ابن حبان (7413). وصححه الألباني في صحيح الترغيب (3736). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.

ص: 28