المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في تزاورهم ومراكبهم - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ١٥

[حسن بن علي الفيومي]

الفصل: ‌فصل في تزاورهم ومراكبهم

‌فصل في تزاورهم ومراكبهم

5732 -

عَن شفي بن ماتع أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن من نعيم أهل الْجنَّة أَنهم يتزاورون على المطايا والنجب وَإِنَّهُم يُؤْتونَ فِي الْجنَّة بخيل مسرجة ملجمة لَا تروث وَلَا تبول فيركبونها حَتَّى ينْتَهوا حَيْثُ شَاءَ الله عز وجل فيأتيهم مثل السحابة فِيهَا مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت فَيَقُولُونَ امطري علينا فَمَا يزَال الْمَطَر عَلَيْهِم حَتَّى يَنْتَهِي ذَلِك فَوق أمانيهم ثمَّ يبْعَث الله ريحًا غير مؤذية فتنسف كثبانا من مسك عَن أَيْمَانهم وَعَن شمائلهم فَيَأْخُذُونَ ذَلِك الْمسك فِي نواصي خيولهم وَفِي معارفها وَفِي رؤوسهم وَلكُل رجل مِنْهُم جمة على مَا اشتهت نَفسه فَيتَعَلَّق ذَلِك الْمسك فِي تِلْكَ الجمام وَفِي الْخَيل وَفِيمَا سوى ذَلِك من الثِّيَاب ثمَّ يقبلُونَ حَتَّى ينْتَهوا إِلَى مَا شَاءَ الله فَإِذا الْمَرْأَة تنادي بعض أُولَئِكَ يَا عبد الله أما لَك فِينَا حَاجَة فَيَقُول مَا أَنْت وَمن أَنْت فَتَقول أَنا زَوجتك وحبك فَيَقُول مَا كنت علمت بمكانك فَتَقول الْمَرْأَة أَو مَا تعلم أَن الله تَعَالَى قَالَ فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين جَزَاء بِمَا كَانُوا يعْملُونَ فَيَقُول بلَى وربي فَلَعَلَّهُ يشغل عَنْهَا بعد ذَلِك الْموقف أَرْبَعِينَ خَرِيفًا لَا يلْتَفت وَلَا يعود وَمَا يشْغلهُ عَنْهَا إِلَّا مَا هُوَ فِيهِ من النَّعيم والكرامة. رواه ابن أبي الدنيا

(1)

. من رواية إسماعيل بن عياش.

(1)

ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (243) وقال ابن كثير في البداية والنهاية (20/ 405) وهذا حديث مرسل غريب جدا، والله أعلم. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2236).

ص: 117

[قال الحافظ]: وشفي ذكره البخاري وابن حبان في التابعين ولا تثبت له صحبة، وقال أبو نعيم. مختلف فيه فقيل له صحبة كذا والله أعلم.

قوله: "عن شفي بن ماتع" قال أبو نعيم: شفي بن ماتع مختلف في صحبته، وقال البخاري وابن حبان لا تثبت له صحبة وهو من التابعين، قاله المنذري.

قوله صلى الله عليه وسلم: "إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنجب" الحديث، المطايا جمع مطية وهي الناقة التي تصلح للركوب، سميت بذلك لأنه يركب مطاها وهو ظهرها. وقال الأصمعي المطية التي تمطو في سيرها أي تمد فهي مشتقة من المطو وهو المدّ والله أعلم والنّجب جمع نجباء وأنجاب والنجيب من الإبل والخيل ومن الرجال الكريم والنجائب جمع نجيبة، روى أبو داود عن ابن عمر أنه أهدي نجيبة فطلبت منه بثلاثمائة دينار. وفي الحديث أن الله تعالى يحب التاجر النجيب، أي الفاضل الكريم السخي.

وقال ابن مسعود: سورة الأنعام من نجائب القرآن أي من أفاضل سوره وذلك رواه الإمام أحمد والبخاري في تاريخه، وأنجبت المرأة إذا ولدت والنجباء والمنتجب المختار من كل شيء، اهـ

(1)

.

قوله: "فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فيقول أمطري علينا" الحديث. وفي حديث: فتأتيتهم سحابة مثل الترس. ظاهره أنها كانت بقدر الترس، قال ثابت: إنما أراد أنها مستديرة وهي أحمد السحاب،

(1)

انظر: النهاية في غريب الأثر (ج 5/ 16)، تاج العروس (ج 4/ 237)، لسان العرب (1/ 748).

ص: 118

انتهى، قاله عياض

(1)

. وقد جعل الله سبحانه وتعالى السحاب وما يمطره سببا للرحمة والحياة في هذه الدار ويجعله سببا لحياة الخلق في قبورهم حيث يمطر على الأرض أربعين صباحا مطرا [متداركا] من تحت العرش فينبتون تحت الأرض كنبات الزرع ويبعثون يوم القيامة والسماء تطشّ عليهم وكأنه والله أعلم أثر ذلك المطر العظيم كما يكون في الدنيا ويثير لهم [سحابا] في الجنة يمطرهم ما شاءوا من الطيب وغيره وكذلك أهل النار ينشئ الله لهم سحابا يمطر عليهم عذابا إلى عذابهم كما أنشأ لقوم هود وقوم شعيب سحابا أمطرهم عذابا أهلكم فهو سبحانه وتعالى ينشئه للرحمة والعذاب، اهـ، قاله في حادي الأرواح

(2)

.

قوله صلى الله عليه وسلم: "ولكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه" الحديث، الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين.

فائدة: ولأهل الجنة زيارة أخرى أعلى من هذه وأجل وذلك حين يزورون ربهم تبارك وتعالى فيريهم وجهه ويسمعهم كلامه ويحل عليهم رضوانه وستمر بك هذه الزيارة عن قرب إن شاء الله تعالى، قاله في حادي الأرواح

(3)

.

وقال ابن النحاس بعد [سياق] الحديث أخبار الأوطان عند الغريب لا تُمل ووصف الأحباب عند المشتاق لا تسأم وذكر معاهد الوصال تثير لواعج

(1)

مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 121).

(2)

حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 273).

(3)

حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 263).

ص: 119

الغرام وتذكر دار التلاق يضرم نار الاشتياق ووصف الجنة وحورها وقصورها ونعيمها كثير لو استقصيناه لخرجنا عن المقصود والله أعلم.

5733 -

وَرُوِيَ عَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة فيشتاق الإخوان بَعضهم إِلَى بعض فيسير سَرِير هَذَا إِلَى سَرِير هَذَا وسرير هَذَا إِلَى سَرِير هَذَا حَتَّى يجتمعا جَمِيعًا فيتكئ هَذَا ويتكئ هَذَا فَيَقُول أَحدهمَا لصَاحبه أتعلم مَتى غفر الله لنا فَيَقُول صَاحبه نعم يَوْم كُنَّا فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا فدعونا الله فغفر لنا. رواه ابن أبي الدنيا

(1)

. والبزار

(2)

.

قوله: "وعن أنس" تقدم. قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة فتشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا" فذكره إلى أن قال "فيقول أحدهما لصاحبه تعالى متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبه: نعم يوم كنا كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا".

لطيفة: وإذا تذاكروا ما كان بينهم في الدنيا فتذاكرهم فيما كان يشكل عليهم في الدنيا من مسائل العلم وفهم القرآن والسنة وصحة الأحاديث أولى

(1)

ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (239)، وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (610)، والبيهقي في البعث (443)، وأعله الهيثمي، فقال (10/ 421): رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح؛ غير سعيد بن دينار، والربيع بن صبيح؛ وهما ضعيفان، وقد وثقا.

(2)

والبزار في مسنده (3553)، وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (ص: 1932) أخرجه البزار من رواية الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس وقال: لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد تفرد به أنس انتهى. والربيع بن صبيح ضعيف جدا ورواه الأصفهاني في الترغيب والترهيب مرسلا دون ذكر أنس. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (5029)، وضعيف الترغيب والترهيب (2237).

ص: 120

وأحرى أي أحق فإن المذاكرة في الدنيا في ذلك ألذ من الطعام والشراب والجماع فتذاكر ذلك في الجنة أعظم لذة وهذه لذة يختص بها أهل العلم ويتميزون بها ممن عداهم والله المستعان.

فائدة: إذا دخل أهل الجنة الجنة وذكر ابن مردوية في تفسيره

(1)

من حديث [عن]

(2)

شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، [و]

(3)

قال شريك أظنه حكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول يا رب فقد عملت لي ولهم فيؤمرون بالإلحاق بهم ثم تلا ابن عباس: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ}

(4)

الآية، وروي عن قيس عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس

(5)

.

(1)

قال الآلوسي في روح المعاني ج (4/ 228) أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (الروض الداني)(640)، والمعجم الكبير (11/ 440/ 12248)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7/ 114): رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وهو ضعيف.

(2)

سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.

(3)

سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.

(4)

سورة الطور، الآية:21.

(5)

الطحاوي في المشكل (3/ 106) أخرجه أبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (9/ 128)، وابن عدي في الكامل (6/ 42)، والبغوي في التفسير (7/ 389)، والبزار كشف الأستار (2260) مختصر زوائد مسند البزار (1508)، وقال البزار:[لا نعلم أسنده إلا الحسن عن قيس، وقد] رواه الثوري عن عمرو بن مروة عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن =

ص: 121

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ بهم عينه ثم قرأ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}

(1)

قال ما نقصنا الآباء مما أعطينا البنين وقد اختلف المفسرون في الذرية في هذه الآية هل المراد بالذرية الصغار أو الكبار أو النوعان على ثلاثة أقوال: فقالت طائفة المعنى: والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم في إيمانهم. قالوا: وقد أطلق الله سبحانه الذرية على الكبار كما قال تعالى: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ}

(2)

وقال: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ}

(3)

وقال: {وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}

(4)

وهذا قول الكبار العقلاء. وقالت طائفة أخرى الذرية ها هنا الصغار والمعنى: والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم في إيمان الآباء، والذرية تتبع الآباء وإن كانوا صغارا في الإيمان، وأحكامه من الميراث والصلاة عليهم والدفن في قبور المسلمين وغير ذلك إلا فيما كان من أحكام البالغين. [و] قالت فرقة منهم الواحدي الوجه أن تحمل الذرية

= عَبَّاس. موقوفا. قلت: وهو احفظ من قيس وأوثق. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 114): رواه البزار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه ضعف. والحديث، صححه عبد الحق في الأحكام الكبرى (4/ 213)، والألباني في السلسلة الصحيحة (2490).

(1)

سورة الطور، الآية:21.

(2)

سورة الأنعام، الآية:84.

(3)

سورة الإسراء، الآية:3.

(4)

سورة الأعراف، الآية:173.

ص: 122

على الصغار والكبار لأن الكبير يتبع الأب [بالإيمان] نفسه والصغير يتبع الأب بإيمان الأب. قالوا: والذرية تقع على الصغير والكبير والواحد والكثير والابن والأب، اهـ، قاله في حادي الأرواح

(1)

.

5734 -

وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ إِن أهل الْجنَّة ليتزاورون على العيس الجون عَلَيْهَا رحال الميس ويثير مناسمها غُبَار الْمسك خطام أَو زِمَام أَحدهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا رواه ابن أبي الدنيا

(2)

. موقوفًا.

[العيس] إبل بيض في بياضها ظلمة خفية. [والمناسم] بالنون والسين المهملة: جمع منسم، وهو باطن خف البعير. مراكب أهل الجنة.

قوله: "وروي عن أبي هريرة" تقدمت ترجمته. قوله: "قال: إن أهل الجنة ليتزاورون على العيس الجون عليها رحال الميس تُثِير مناسمها غبار المسك" الحديث، قال الحافظ رحمه الله: العيس إبل بيض في بياضها ظلمة خفية، اهـ.

وقال بعض العلماء العيس بكسر العين الإبل البيض يخالط بياضها شيء [يسير] من الشقرة واحدها أعيس والأنثى عيساء ويقال هي كرام الإبل ومنه حديث سواد بن قارب وشدّها العيس بأحلاسها، وما أحسن قول الأول:

ومن العجائب والعجائب جمة

قرب الحبيب وما إليه وصول

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ

والماء فوق ظهورها محمول

والجُون بالضم من الأضداد. قوله: "عليها رحال الميس" والميس شجر

(1)

حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 398).

(2)

ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (244)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2238).

ص: 123

صلب تعمل منه أكوار الإبل ورحالها ذكره الجوهري في صحاحه. وقوله: تنثر مناسمها غباس المسك، والمناسم بالنون والسين جمع منسم وهو باطن خف البعير، اهـ، قاله الحافظ، وكذا قال ابن فارس

(1)

هو باطن خف البعير. وقال الجوهري في صحاحه

(2)

هو خف البعير. قوله: "خطام أو زمام أو أحدهما" هو شك من الراوي. الخطام والزمام ما تقاد به الدابة.

5735 -

وَرُوِيَ عَن عَليّ رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول إِن فِي الْجنَّة لشَجَرَة يخرج من أَعْلَاهَا حلل وَمن أَسْفَلهَا خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وَيَاقُوت لَا تروث وَلَا تبول لَهَا أَجْنِحَة خطوها مد الْبَصَر فَيركبهَا أهل الْجنَّة فتطير بهم حَيْثُ شاؤوا فَيَقُول الَّذين أَسْفَل مِنْهُم دَرَجَة يَا رب بِمَا بلغ عِبَادك هَذِه الْكَرَامَة كلهَا قَالَ فَيُقَال لَهُم كانُوا يصلونَ بِاللَّيْلِ وكنتم تنامون وَكانُوا يَصُومُونَ وكنتم تَأْكُلُونَ وَكانُوا يُنْفقُونَ وكنتم تبخلون وَكانُوا يُقَاتلُون وكنتم تجبنون. رواه ابن أبي الدنيا

(3)

.

قوله: "وروي عن علي رضي الله عنه" تقدم. قوله: "وكانوا يقاتلون وكنت تجبنون" الحديث. الجبن هو الخوف وعدم الإقدام على الشيء وتقدم الكلام على هذا الحديث في قيام الليل مبسوطًا.

5736 -

وَعَن عبد الرَّحْمَن بن سَاعِدَة رضي الله عنه قَالَ كنت أحب الْخَيل فَقلت

(1)

مجمل اللغة لابن فارس (ص: 865).

(2)

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (5/ 2040).

(3)

ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (246)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2239).

ص: 124

يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة خيل فَقَالَ إِن أدْخلك الله الْجنَّة يَا عبد الرَّحْمَن كَانَ لَك فِيهَا فرس من ياقوت لَهُ جَنَاحَانِ تطير بك حَيْثُ شِئْت. رواه الطبراني

(1)

ورواته ثقات.

قوله: "وعن عبد الرحمن بن ساعدة" هو عبد الرحمن بن ساعدة بن عيينة بن عويم بن ساعدة، روى عنه علقمة بن مرثد.

5737 -

وَعَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة من خيل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله أدْخلك الْجنَّة فَلَا تشَاء أَن تحمل فِيهَا على فرس من ياقوتة حَمْرَاء تطير بك فِي الْجنَّة حَيْثُ شِئْت إِلَّا كَانَ قَالَ وَسَأَلَهُ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله هَل فِي الْجنَّة من إبل قَالَ فَلم يقل لَهُ مَا قَالَ لصَاحبه قَالَ إِن يدْخلك الله الْجنَّة يكن لَك فِيهَا مَا اشتهت نَفسك ولذت عَيْنك رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من طَرِيق المَسْعُودِيّ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ نَحوه بمَعْنَاهُ وَهَذَا أصح من حَدِيث المَسْعُودِيّ يَعْنِي الْمُرْسل

(2)

.

قوله: "وعن سليمان بن بريدة عن أبيه" هو سليمان بن بريدة بن الحصيب

(1)

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 413) رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وعزاه ابن كثير في جامع المسانيد والسُّنَن (5/ 496) للطبراني. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في صفة الجنة (424)، وفي معرفة الصحابة (4618)، والدينوري في المجالسة وجواهر العلم (279)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 156)، والبيهقي في البعث والنشور (396)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3755) الصحيحة (3001).

(2)

أخرجه الترمذي (2543). وضعفه الألباني في المشكاة (5642)، الضعيفة (1980)، وحسنه في صحيح الترغيب (3756).

ص: 125

الأسلمي المروزي، أخو عبد الله بن بريدة، ولدا في بطن واحد على عهد عمر بن الخطاب وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما.

قوله: "أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ " فذكر الحديث إلى أن قال: "وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل؟ فلم يقل له ما قال لصاحبه" الحديث.

خاتمة: روى ابن عدي

(1)

بإسناد ضعيف عن واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أهل الجنة يتزاورون على نُحب بيض كأنهن الياقوت وليس شيء في الجنة من البهائم إلا الإبل، اهـ.

وقال خالد بن معدان: ليس في الجنة من الدواب سوى كلب أهل الكهف وحمار لعزير وناقة صالح، روى البزار

(2)

وابن قانع

(3)

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحسنوا إلى المعزى وأميطوا عنها الأذى فإنها من دواب الجنة. وفي الحديث

(4)

(1)

ابن عدي في الكامل (10/ 289) قال: ولواصل غير ما ذكرت، وأحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات. وأخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (101).

(2)

أخرجه البزار (2173) وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن داود، عن أبي هريرة إلا يزيد بن عبد الملك النوفلي وليس هو بالحافظ، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 66) وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك. وقال الحافظ في التقريب (7751) ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1132) والضعيفة (2070).

(3)

معجم الصحابة لابن قانع (3/ 88) أخرجه عبد بن حميد (987). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1131) لضعف يزيد بن عبد الملك النوفلي.

(4)

أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ (4667) ابن عدي في الكامل (4/ 55) أبو نعيم في صفة الجنة (130)، وفيه: حمزة بن أبي حمزة النصيبي. يضع الحديث. قال ابن عدي: وهذان =

ص: 126

أيضا: استوصوا بالمعزى خيرا فإنه رفيق وانقشوا عطَنه أي نقّوا مرابضها مما يؤذونها من حجارة وشوك وغير ذلك اهـ.

5738 -

وَرُوِيَ عَن أبي أَيُّوب رضي الله عنه قَالَ أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَعْرَابِي فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أحب الْخَيل أَفِي الْجنَّة خيل قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن دخلت الْجنَّة أُوتيت بفرس من ياقوتة لَهُ جَنَاحَانِ فَحملت عَلَيْهِ ثمَّ طَار بك حَيْثُ شِئْت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ

(1)

وَيَأْتِي حَدِيث مُحَمَّد بن الْحُسَيْن فِي الْفَصْل بعده إِن شَاءَ الله.

= الحديثان عن عَمرو بن دينار معضلان، لا يرويهما غير حمزة عن عَمرو.

(1)

أخرجه الترمذي (2544). وضعفه الألباني في المشكاة (5643) وصححه في صحيح الترغيب (3757). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.

ص: 127