الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما أماكنهم فقد ذكر بكير بن سعيد أعوشت -أحد علمائهم- أنهم يوجدون حالياً في الجزائر وتونس وليبيا وعمان وزنجبار (1) .
2- زعيم الإباضية
أما بالنسبة لزعيم الإباضية فإنهم ينتسبون في مذهبهم- حسبما تذكر مصادرهم- إلى جابر بن زيد الأزدي الذي يقدمونه على كل أحد ويروون عنه مذهبهم، وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه (2) .
وقد نُسبوا إلى عبد الله بن إباض لشهرة مواقفه مع الحكام (3) ، واسمه عبد الله بن يحيى بن إباض المري من بني مرة بن عبيد، وينسب إلى بني تميم، وهو تابعي، عاصر معاوية وابن الزبير وكانت له آراء واجه بها الحكام.
وهذا هو اسمه المشهور عند الجمهور، إلا أن بعض العلماء التبست عليه شخصية ابن إباض بشخصية أخرى يسمى ((طالب الحق)) .
فالملطي سماه في بعض المواضع من كتابه التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع إباض بن عمرو، وهذا خطأ منه مع أنه ذكره في مواضع أخرى بتسميته الصحيحة (عبد الله بن إباض) ، وصاحب إبانة المناهج سماه يحيى بن عبد الله الإباضي، وهذا خطأ منه، حيث التبس عليه تسميته ((ابن إباض)) برجل
(1) انظر كتابه دراسات إسلامية في الأصول الأباضية ص 136.
(2)
انظر أجوبة ابن خلفون ص 9. وانظر: ترجمة جابر بن زيد أبو الشعثاء في البداية والنهاية لابن كثير 10/ 93، وانظر: ما كتبه أحد علمائهم المعاصرين بكير بن سعيد اعوشت في كتابه دراسات إسلامية في الأصول الإباضية ص 20.
(3)
الأباضية بين الفرق الإسلامية ص 353.
آخر من زعماء الإباضية اسمه ((يحيى بن عبد الله طالب الحق المتقدم)) ثار باليمن وجمع حوله من الأتباع والانصار ما شجعه على الخروج في وجه حكام بني أمية سنة 128هـ، أصله من حضرموت، تأثر بدعوة أبي حمزة الشاري فخرج على مروان بن محمد وأخذ حضرموت وصنعاء، فسير إليه مروان بن محمد قائده عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فدارت معركة أسفرت عن قتل طالب الحق سنة 130هـ (1) .
وقد ذهب بعض العلماء من الإباضية إلى تحديد الوقت الذي استعملت فيه تسمية الإباضية، وأن ذلك كان في القرن الثالث الهجري، وقبلها كانوا يسمون أنفسهم ((جماعة المسلمين)) ، أو ((أهل الدعوة)) ، أو ((أهل الاستقامة)) كما يذكر ابن خلفون من علمائهم (2) ، وهذا القول لا يتفق مع نشأة الإباضية بزعامة جابر بن زيد أو عبد الله بن إباض.
وقد ذهب ابن حزم إلى القول بأن الإباضية لا يعرفون ابن إباض، وأنه شخص مجهول (3) ، وهذا خطأ منه، فإن ابن إباض شخص يعرفه الإباضيون، ولهذا رد عليه علي يحيى معمر الإباضي وذكر أن الإباضية يعرفون ابن إباض معرفة تامة ولا يتبرءون منه وأن ابن حزم تناقض حين ذكر أن الإباضية يتبرءون منه؛ إذ كيف يتبرءون من شخص مجهول لا يعرفونه (4)
ثم نتساءل كذلك من أين لهم تسميتهم ((إباضية)) إذا لم يكن ابن إباض
(1) انظر: الكامل للمبرد: (2/ 179) . التنبيه والرد للملطي ص: 55. إبانة المناهج لجعفر بن أحمد ص 155.
(2)
انظر أجوبة ابن خلفون ص 9.
(3)
انظر الفصل: 4/ 191.
(4)
الأباضية بين الفرق الإسلامية ص 48، 50.