الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكانتهما مثلما شب ابن الحسن والعسكري بتلك العجلة؟ وما الداعي أيضاً لتلك العجلة في تنموه ومصيره أن يختفي في السرداب ثم لا يراه أحد بعد ذلك ولا ينتفع به أحد؟
قد تجد عند الطوسي (1) وغيره من علمائهم بعض الإجابات التي لفقوها في أسباب غيبته، ولكنها إجابات غير كافية ولا مقنع فيها لأحد، ومن أعجب الأمور أن ينكر الهاشميون وجود ولد الحسن العسكري على مرأى من الناس ومسمع، وذلك حينما ادعى شخص زمن المقتدر الخليفة العباسي أنه هو ابن الحسن العسكري، فجمع الخليفة جميع بني هاشم وعلى رأسهم نقيب الطالبيين أحمد بن عبد الصمد المعروف في كتب التاريخ __بابن الطومار)) للبت في أمر هذا الرجل، فشهد الجميع على كذبه بدليل أن الحسن العسكري لم يعقب، فحبس المدعي وشُهّر وضرب.
ورغم أن أهل البيت أدرى بم فيه، لكن هؤلاء الشيعة أبوا إلا المكابرة مهما كانت النتائج، وادعوا وجود هذا المهدي ولا بد أن دافعاً قوياً دفعهم إلى هذه المجازفة، فما هو السبب في هذا الإصرار على وجود هذه الشخصية؟ سنذكر الجواب إن شاء الله في آخر الكلام عن هذه الشخصية.
مكان وجود المهدي:
اختلف الشيعة في المكان الذي اختفى فيه مهديهم محمد بن الحسن العسكري على أقوال متضاربة توحي لأهل كل مكان ذكروه بقرب المهدي منهم.
(1) انظر كتاب الغيبة ص 66. 73، 199.
ومن تلك الأقوال، وهي كثيرة:
1-
أنه مختف في سامراء، في سرداب دار أبيه، وهذا من أشهر أقوال الشيعة والمتداول بينهم، وفي كتبهم (1) .
2-
أنه مختف في المدينة المنورة.
قال أبو هاشم الجعفري للحسن العسكري: ((يا سيدي هل لك ولد؟ قال: نعم. قلت: فإن حدث حادث فأين أسأل عنه؟ فقال: بالمدينة (2)
3-
أنه مختف بمكة المكرمة (3) .
وقد أورد الطوسي روايات كثيرة في هذا، وأورد الكليني حديثاً في هذا.
4-
وبعضهم قال: هو بذات طوى (4) .
5-
وبعضهم قال: إنه في اليمن بواد يسمى شمروخ (5) .
6-
وبعضهم قال: إنه بالطائف حسب رواية الطوسي الطويلة عن علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي (6) .
وكل هذه الخلافات دليل على بطلان تلك الدعوى، والباطل أهله يخلفون فيه حتماً، ولا يخفى التباعد بين هذه الأماكن، وهذا التباعد بينها
(1) انظر رواية محمد بن يعقوب بإسناده عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس، كتاب الغيبة ص 140 / 146.
(2)
كتاب الغيبة ص 139.
(3)
المصدر السابق 2ص 151 / 152، وانظر الكافي ج 1 ص 180.
(4)
كشف الأستار للطبرسي ص 2145، نقلا عن الشيعة والتشيع ص 354.
(5)
الأنوار النعمانية للجزائري ج2 ص 65 نقلاً عن الشيعة والتشيع ص 354.
(6)
كتاب الغيبة ص 159 - 161.