الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل حسن الظن بالله تعالى
قَالَ أحمد بن أبي الحواري: دخلت عَلَى أبي سليمان وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قَالَ: لئن طالبني بذنوبي لأطالبنه بعفوه، ولئن طالبني ببخلي لأطالبنه بجوده، ولئن أدخلني النار لأخبرن أهل النار أني كنت أحبه.
وروى ابن أبي الدُّنْيَا في كتاب حسن الظن بالله" (1) بإسناده، عن علي بن بكار، أنّه سئل عن حسن الظن بالله، قَالَ: أن لا يجمعنك والفجار دار واحدة.
وعن سليمان بن الحكم بن عوانة، وإن رجلاً دعا بعرفات، فَقَالَ: لا تعذبنا بالنار بعد أن أسكنت توحيدك قلوبنا.
قَالَ: ثم بكى، وقال: ما إخالك تفعل بعفوك، ثم بكى، وقال: ولئن فعلت: فبذنوبنا.
لا تجمعن بيننا وبين أقوام ظلماء، عاديناهم فيك (2).
وعن حكيم بن جابر، قَالَ: قَالَ إبراهيم عليه السلام: اللهم لا تشرك من كان يشرك بك بمن كان لا يشرك بك.
قَالَ ابن أبي الدُّنْيَا (3): وحدثني أبو حفص الصيرفي، وإن عمر بن [ذر](*)، رضي الله عنه، كان إذا تلا:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ}
(1) برقم (12).
(2)
أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "حسن الظن بالله"(12).
(*) في الأصل والمطبوع (الخطاب) وهو خطأ، والتصويب من كتاب "حسن الظن بالله"، وأبو حفص هنا هو الصيرفي شيخ ابن أبي الدُّنْيَا، وهي كنية عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضاً، فظن بعض النساخ أنّه أمير المؤمنين عمر، والله أعلم.
(3)
في كتاب "حسن الظن بالله"(15).
[النحل: 38] قَالَ: "ونحن نقسم بالله جهد أيماننا، ليبعثن الله من يموت، أتراك تجمع بين القسمين في دار واحدة"؟!
ثم بكى أبو حفص بكاء شديدًا.
وروى أبو نعيم بإسناده، عن عون بن عبد الله، قَالَ: "ما كان الله لينقذنا من شر، ثم يعيدنا فيه:{وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103] وما كان الله ليجمع أهل قسمين في النار: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} [النحل: 38]، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت.
وقال محمد بن إسحاق السراج: أنبأنا حماد بن المؤمل الكلبي، حدثني بعض أصحابنا، عن ابن السماك، قَالَ: لما طلبني هارون الرشيد قَالَ: تكلم وادع، فدعوت بدعاء فأعجبه، وقلت في دعائي: اللهم إنك قلت: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} [النحل: 38] اللهم إنا نقسم بالله جهد أيماننا لتبعثن من يموت، أفتراك يا رب، تجمع بين أهل القسمين في مكان واحد؟
وهارون يبكي.
***