المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام - قذائف الحق

[محمد الغزالي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأول/ العقل أولاً ثم ننظر فيما يقال

- ‌وهكذا تمت سرقة رسالة سماوية

- ‌وهكذا يفعل الأنبياء

- ‌الباب الثانى/ تحرك ضد عقيدة التوحيد يتعرض له أبناؤنا

- ‌حول صلب عيسى

- ‌المنشورات وما تضمنت من أوهام

- ‌قصة " الله محبة " وموقف شتى الأناجيل منها

- ‌تجليات العذراء، الرمح المقدس، الحقيقة العلمية المطاردة

- ‌الباب الثالث/ ماذا يريدون

- ‌تقرير رهيب

- ‌الحقائق تتكلم

- ‌نحن نريد الحفاظ على وحدة مصر الوطنية

- ‌الباب الرابع/ الإسلام وجماعة الإخوان

- ‌تقرير يفضح النيات المبيتة للإسلام

- ‌القومية العربية ومعناها

- ‌الباب الخامس/ شبهات أخرى

- ‌غلطة فلكية

- ‌الكسوف والخسوف

- ‌غلطة جغرافية

- ‌الشهاب الراصد

- ‌خزان المياه

- ‌فهم عجيب

- ‌حد السرقة

- ‌نبى مرعب

- ‌كذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام

- ‌المداد القرآنى

- ‌حديث الذباب

- ‌أساطير العهد القديم

- ‌الباب السادس/ الدعوة الإسلامية والحكام الخونة

- ‌الذئب الأغبر

- ‌أندونيسيا المسلمة

- ‌سماسرة الفاتيكان

- ‌ترى كم أخذ الأخير

- ‌العقيد الناصرى

- ‌الباب السابع/ مع التيار الشيوعى والإلحادى

- ‌لا بد للإسلام من خطة إيجابية يواجه الغزو الثقافى بها

- ‌الباب الثامن / لا دين حيث لا حرية

- ‌التنادى بالجهاد المقدس

- ‌حول خرافة تحديد النسل

- ‌أسئلة وأجوبة

الفصل: ‌كذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام

‌كذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام

ونعود إلى ذكر الأحاديث التى هاجمها المستشرقون والمبشرون وسماسرتهم.

روى الكاتب الأسيوطى أن رسول الله قال: " إذا غضب الله على قوم أمطرهم صيفاً "[لم أجده حتى فى كتب الموضوعات المشهورة!!] ..

وبنى على هذا الحديث جهل قائله بالحقائق الجغرافية.. ونقول: ما رواه الكاتب كذب، والحديث باطل موضوع.

وروى عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه حرم الثوم تحريماً قاطعاً مع ما فيه من فوائد غذائية وطبية.

ونقول: هذا كذب، فأكل الثوم والبصل والفجل جائز، وهذه المواد مباحة كلها، ولكن على آكلها ألا يؤذى المجتمع برائحة فمه، ويستطيع أن يبتعد عن غيره ويقوم بأى عمل انفرادى، وتسقط عنه صلاة الجماعة بل إن الأبخر تسقط عنه صلاة الجماعة، رحمة بالآخرين..

وروى الكاتب حديث " الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء "[الحديث رواه البخارى، والترمذى، وابن ماجه: كلهم فى: الطب، ورواه مسلم فى: السلام، والدارمى من: الرقائق، ومالك وأحمد. وهو صحيح كما بين شيخنا]

وكذبه قائلاً: الحمى ليست من فيح جهنم، بل هى من فيح الأرض وما فيها من قاذورات تساعد على تولد الجراثيم..

والكاتب كاذب والحديث صحيح، وما قاله ليس رداً، فإن الحمى مهما كان سببها ترفع درجة الحرارة، وتكاد تصدع الرأس بآلامها فإذا شبهها النبى بعذاب جهنم، وأوصى أن تخفض درجة الحرارة بالمبردات، فهو محق.

نماذج لتحريف الكلم

وذكر الكاتب الحديث القدسى " إذا ابتليت عبدى بحبيبتيه فصبر عوضته عنهما الجنة "[رواه أحمد: 2 / 144 ط الحلبى، والبخارى فى كتاب الرضى، والدارمى فى الرقاق، والترمذى فى الزهد]، يريد عينيه. ثم علق عليه بهذه الكلمات الحمقاء:

ص: 143

الرأى متروك لأطباء العيون ليقرروا هل فقد البصر ابتلاء من الله أم هو ناتج عن أمراض معينة؟

ثم قال بعد لغو طويل: " إذن المسألة ليست الصبر أو التعويض عن فقد العينين بالجنة!! المسألة كلها نقص فى المستوى العلمى آنذاك!! ".

والمرء يتحير فى هذا الغباء! هل يقال لمن أصيب بانفصال فى الشبكية مثلاً: انتحر فقد فقدت نور الحياة، أم يقال له اصبر واحتسب؟!

وهل الوصية بالصبر تعنى عدم التماس العلاج إن وجد إليه سبيل؟

لقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوى والتماس العافية من أى سبيل ميسور.

لكن ما العمل إذا لم ينفع الدواء؟ أيقول الأنبياء للمرضى: موتوا بغيظكم. أم: اصبروا على قضاء ربكم، يأجركم يوم اللقاء بما يطيب خاطركم.

وذكر الكاتب حديث رسول الله فى الطاعون ثم أخذ يتخبط فى التعليق عليه، وتعليمات النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك تحصر الوباء فى أضيق نطاق ممكن لأنه يقول: إذا سمعتم بالطاعون فى بلد فلا تسافروا إليها ولا تخرجوا منها..

ولا شك أن الباقى فى بلد تحدثه نفسه بالفرار نجاة بحياته، بيد أن النبى الكريم يوصيه بالبقاء ـ منعاً للعدوى ـ كما أسلفنا، ويجعل لمن مات مصاباً أجر شهيد، وهى مواساة كريمة، ووعد مصدوق..

وبديهى أن يكون هذا الأجر الأخروى لمن يؤمن بالآخرة وحده، إذ ماذا ينتظر من الله منكر لوجوده، أو مفتر الكذب عليه؟!

لكن هذا الأسيوطى المسكين يسوق حديث البخارى فى هذا الموضوع على هذا النحو:

روت عائشة قالت: " سألت رسول الله عن الطاعون، فأخبرنى أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحد يقع الطاعون فى بلده فيمكث صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله إلا كان له أجر شهيد "(رواه البخارى وأحمد) .

ص: 144

ثم يتساءل: " والآن لا نقول ما رأى الطب فى هذا القول؟ بل ما رأى المثقف العادى؟ " وبعد ثرثرة فارغة يقول: " أرجو كبار الأطباء أن ينظروا فى مراجعهم حتى يشرحوا نوع الشهادة التى رأى محمد أن يخص بها المسلمين فقط.. ".

وما نجد شيئاً نعقب به على هذا الغباء..

ومعروف من تعاليم الإسلام أنه شديد الاهتمام بنظافة البدن، وتنقيته من كل درن، وما دام الإنسان يأكل الطعام فهو محتاج إلى إرشادات مهمة لاستقباله، والخلاص من فضلاته.

ولم يؤثر عن أحد أنه أمر بتطهير الفم كما أثر ذلك عن محمد عليه الصلاة والسلام.

ولم يؤثر عن أحد أنه أمر بالتطهر التام من آثار الفضلات الأدبية كما أثر ذلك عن الإنسان الطهور الوضىء محمد بن عبد الله فقد أوصى باستخدام الماء، بعد أن أوصى بإزالة القذى دون ملامسة اليد له، ولا بأس فى بيئة صحراوية من الاستعانة ببعض الحصى فى ذلك تنزيهاً لليد من مباشرة النجس!! ومع ذلك كله فقد أمر بدلك اليد بالتراب، أو بأى مزيل للروائح الكريهة! ماذا يفعل أكثر من ذلك لتكريم الجسد الإنسانى؟

وفى الجنابة إذا كانت هناك آثار للسائل المنوى تغسل، وينقى منها البدن والثوب، مع أن السائل المنوى طاهر عند فريق من الفقهاء.

غير أن عبقرى أسيوط دخل فى هذه القضية بفكر متعصب قذر، فذكر عن ميمونة ـ زوج النبى ـ أنه اغتسل من الجنابة فغسل فرجه بيده ثم دلك بها الحائط، ثم غسلها، ثم توضأ وضوءه للصلاة، فلما فرغ من غسله غسل رجليه " (رواه البخارى، ومسلم، والإسماعيلى فى مستخرجه وابن حبان، راجع تلخيص الحبير: 1 / 142) .

قال الكاتب: " فى هذا الحديث نقف عند جملة معينة هى: " فغسل فرجه بيده ثم دلك بها الحائط " أى مسح يده بالحائط، أليس هذا التصرف ناقلاً للعدوى لو أنا تابعناه.. إن الطب يؤكد أن أمراضاً كثيرة مثل الديدان المعوية والبلهارسيا تنتقل بهذا

ص: 145

التصرف من المريض إلى السليم.. "

وهذا كذب فى كذب! من قال: إن أى زوج ينقى جسمه من آثار المباشرة الجنسية ينقل البلهارسيا وديدان الأمعاء؟!

والكاتب الذى يمد عينيه إلى هذه الشئون كيف ينسى ما عنده من تعاليم تجعل ما يخرج من

جسمه ـ أياً كان ـ ليس نجساً.. أى الفريقين أطهر وأشرف؟ هل نذكر له ما ورد فى الأناجيل من ذلك؟

[يراجع كتابنا دفاع عن العقيدة والشريعة] .

إن التوجيهات المحمدية فى ذلك بلغت القمة، أما ما ينقل عن غيره فيثير الغثيان.

وإذا لم يكن الكاتب نصرانياً وكان شيوعياً فهل يدلنا كيف كان ماركس يتطهر؟ إن إبقاء الغطاء على هذا الموضوع أحفظ للمروءة وأصون للذوق العام!

ويتهكم الكاتب بالطهارة الرمزية المعروفة فى الإسلام باسم التيمم. ونحن نقول له: إذا كنت تضيق أن يمس التراب بعض أعضاء الإنسان فما رأيك إذا كان الكتاب المقدس يأمر بابتلاع هذا التراب نفسه؟ (سنسوق النص بعد قليل عند الحديث عن الاعتراف) .

وينكر الكاتب وجود السماء قائلاً: إن الفكر البشرى أيام جهالته أخطأ فى فهم الزرقة التى تحيط بنا، فوصفها بأنها سقف الأرض وسماها سماء، ثم جاءت الأديان فأكدت ذلك، وزادت بأن حددت عدد طبقاتها، وظل هذا الاعتقاد سائداً حتى أبطله العلم.

ونقول: تطلق السماء لغة على كل ما علا. وقد أطلق القرآن الكريم السماء على السحاب. قال تعالى: " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها "(فاطر: 27) وفى آية أخرى: " ألم تر أن الله يزجى سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله.. "(النور: 42)

ص: 146

ـ أى المطر.

ومن الآيتين معاً نعلم أن السماء هى السحاب.

وأطلق القرآن السماء على السقف العادى، وكل ما ارتفع:" من كان يظن أن لن ينصره الله فى الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع.. "(الحج: 15) .

وتطلق السماوات السبع على طباق فوقنا لا نعرف: ما هى، ولا ما أبعادها، ولم يتحدث الدين عن مادتها، ولا عن طريقة بنائها، فماذا فى العلم يخالف ما أسلفنا بيانه؟

يقول هذا الكاتب: وراء النجوم فراغ لا نهائى، لا محدود..

ونقول هذا كذب، فالكون محدود، والوصف بالمطلق هو لله وحده، ولم يقل علماء الفلك أنهم استيقنوا من أن كوننا هذا لا نهائى..

ثم يجىء الكاتب إلى قوله تعالى: " أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما " فيزعم أن هذا الرأى يناقض جميع النظريات العلمية، كما يعرف ذلك طلاب المدارس..

لقد فهم الأحمق من الآية أن الأرض كانت ملزوقة فى الزرقة الفضائية قبل أن تنفصل وحدها.. وهذا ما لم يقله أحد.

سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال: فتق السماء بالمطر، وفتق الأرض بالنبات..

وهناك رأى علمى بأن المجموعة الشمسية كانت سديماً، ثم انفصلت عن الشمس وتوابعها على نحو ما نرى.

ونحن لا نصدق ولا نكذب رأياً علمياً لم يستقر فى وضعه الأخير.. والمهم أن القرآن يستحيل أن يكون به ما يناقض حقيقة علمية مقررة.

ص: 147