المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

مستغلاً أطماع القائد التركى " مصطفى كمال " الذى باع - قذائف الحق

[محمد الغزالي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الباب الأول/ العقل أولاً ثم ننظر فيما يقال

- ‌وهكذا تمت سرقة رسالة سماوية

- ‌وهكذا يفعل الأنبياء

- ‌الباب الثانى/ تحرك ضد عقيدة التوحيد يتعرض له أبناؤنا

- ‌حول صلب عيسى

- ‌المنشورات وما تضمنت من أوهام

- ‌قصة " الله محبة " وموقف شتى الأناجيل منها

- ‌تجليات العذراء، الرمح المقدس، الحقيقة العلمية المطاردة

- ‌الباب الثالث/ ماذا يريدون

- ‌تقرير رهيب

- ‌الحقائق تتكلم

- ‌نحن نريد الحفاظ على وحدة مصر الوطنية

- ‌الباب الرابع/ الإسلام وجماعة الإخوان

- ‌تقرير يفضح النيات المبيتة للإسلام

- ‌القومية العربية ومعناها

- ‌الباب الخامس/ شبهات أخرى

- ‌غلطة فلكية

- ‌الكسوف والخسوف

- ‌غلطة جغرافية

- ‌الشهاب الراصد

- ‌خزان المياه

- ‌فهم عجيب

- ‌حد السرقة

- ‌نبى مرعب

- ‌كذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام

- ‌المداد القرآنى

- ‌حديث الذباب

- ‌أساطير العهد القديم

- ‌الباب السادس/ الدعوة الإسلامية والحكام الخونة

- ‌الذئب الأغبر

- ‌أندونيسيا المسلمة

- ‌سماسرة الفاتيكان

- ‌ترى كم أخذ الأخير

- ‌العقيد الناصرى

- ‌الباب السابع/ مع التيار الشيوعى والإلحادى

- ‌لا بد للإسلام من خطة إيجابية يواجه الغزو الثقافى بها

- ‌الباب الثامن / لا دين حيث لا حرية

- ‌التنادى بالجهاد المقدس

- ‌حول خرافة تحديد النسل

- ‌أسئلة وأجوبة

الفصل: مستغلاً أطماع القائد التركى " مصطفى كمال " الذى باع

مستغلاً أطماع القائد التركى " مصطفى كمال " الذى باع الإسلام والمسلمين من أجل البقاء رئيساً للدولة التركية الجديدة!!

‌الذئب الأغبر

إن الشروط الأربعة التى عرضها " الحلفاء " المنتصرون عليه هى أن يقطع صلة تركيا بالعالم الإسلامى وبالعرب خاصة، وأن يلغى نظام الخلافة، وأن يحكم الشعب بدستور تقدمى مبتوت الصلة بالدين.

وفى سبيل الزعامة رضى القائد الخائن بهذه الشروط، وألبسته أوربا حلل المجد، ولو أنه بقى على دينه وبقيت الأمة على دينها لتقلص الاحتلال الصليبى فى الأناضول قبل أن يتقلص فى مصر والشام والجزائر والمغرب!! فقد كانت مقاومة الأتراك له أشد وأقسى..

ولكى تعرف من هو " مصطفى كمال " الحقيقى إليك بهذه الفذلكة الموجزة عنه: قال عنه " آرمسترونج " فى كتابه " الذئب الأغبر":

ـ إنه كان بفطرته ثائراً لا يحترم ديناً أو إنساناً أو وضعاً من الأوضاع، ولا يقدس شيئاً على الإطلاق.

ـ وقال عنه أيضاً: إن الغازى لن يقود تركيا إلى حماقة من تلك الحماقات، أو ينصب نفسه بطلاً للشرق معادياً للغرب، وللإسلام ضد المسيحية، أو للأجناس المضطهدة ضد مضطهديها، ولكنه لن يكون إلا كما حدد برنامجه بقوله " ليس لنا إلا مبدأ واحد: هو أن ننظر إلى جميع المشكلات بالعين التركية ونصون مصالح تركيا ".

ـ ونقل عنه قوله لممثل حكومة فرنسا: " تستطيعون أن تنالوا سوريا وبلاد العرب، ولكن كفوا أيديكم عن تركيا، نحن نطالب بحق كل شعب فى الحرية داخل حدود بلادنا الطبيعية، ولا نبغى شبراً واحداً أكثر من ذلك ولا أقل ".

ـ ونقل عنه قوله فى الجمعية الوطنية التركية: " أنا لست مؤمناً بعصبة من جميع الدول الإسلامية ولا حتى بعصبة من الشعوب التركية ".

ـ وقال عنه أيضاً إنه طالما أوضح لأصدقائه أنه يرى وجوب اقتلاع الدين من تركيا!!

ص: 162

لندع هذه الذكريات الحزينة ولنخلص إلى ما نريد.. إن الدعوة إلى الإسلام قد سقط لواؤها العالمى، وكانت شعوب كثيرة يمكن أن تدخل فيه، ولكن من لها بالدعاة؟ ومن الذى يهتم بذلك؟

الإسلام فى كوريا

نشرت جريدة الأخبار تحت عنوان " مسئول كورى يشرح لماذا لم ينتشر الإسلام فى كوريا؟ " قالت:

" المسلم الذى يزور كوريا الجنوبية لاحظ مدى اهتمام حكومتها بتشجيع الأديان، فليس هناك أى قيد على أى مواطن يريد أن يعتنق ديناً آمن به أو يتبع مذهباً ارتضاه ".

هناك نشاط كاثوليكى كبير إذ توجد 350 كنيسة، كما أنه توجد مستشفيات، وملاعب رياضية، وجامعات مسيحية فى أنحاء كوريا الجنوبية التى يدين معظم سكانها بالبوذية.

أما النشاط الإسلامى فقد اقتصر حتى الآن على 4000 مواطن فقط ـ ليس لهم ما يجمع شتاتهم ـ فما سر هذه الظاهرة؟

يجيب مسئول حكومى: إن الفرصة سانحة لانتشار الإسلام فى كوريا الجنوبية لأسباب كثيرة.

منها أن الرئيس الحالى " بارك سنج هى " ينادى بالحرية الدينية، وعلى من يهمهم نشر الإسلام أن يتحركوا بسرعة منتهزين سماحة هذا الرئيس، فقد يتغير ويجىء بعده رئيس جديد للجمهورية تكون له وجهة نظر أخرى فتضيع الفرصة على المسلمين.

ثم إن الكوريين الجنوبيين يؤمنون منذ القدم " بهنانيم " وهى كلمة معناها: الإله الواحد الذى لا شريك له، ومن ثم فإن الدعاة إلى الإسلام لن يجدوا أية صعوبة فى نشر عقيدتهم بين الكوريين.

والكورى الجنوبى لا يميل إلى الإلحاد وهو يمقت الشيوعية، ويرفض النزعات المادية المجردة، إنه يؤمن بالروح والعقل، بالدين الصحيح، والإسلام يملأ

ص: 163

العقل بمبادئه ويتفق مع الفكر والزمان والتطور ـ هكذا يقول المسئول الكورى ـ وتسأل المسلمين فى كوريا عن أسباب عدم انتشار الإسلام فى أرض فتحت قلبها لكل الأديان؟

فتسمع من يقول: ليست لدينا إمكانات مادية كافية، نريد مسجداً كبيراً فى العاصمة " سيول، والأرض غالية الثمن!!

لكن رئيس الجمهورية حل هذه المشكلة، فأهدى إلى المسلمين قطعة أرض يبنون عليها مسجدهم، وإلى الآن لم يجتمع لدى المسلمين المال الذى يبنون عليه مسجدهم الكبير!!

والمنح الدراسية التى تصل إلى كوريا من الدول الإسلامية قليلة جداً. ويكفى أن تعلم أن عدد الكوريين الذين أرسلوا إلى الدول الإسلامية خلال عشر سنوات 29 طالباً..!! ".

هذه بيئة كاملة الصلاحية لازدهار الإسلام.

لو وجدت دعاة مدربين لدخل أهلوها فى دين الله أفواجاً.

لكن الإسلام دين يتيم! من يهتم به على الصعيد العالمى.

إن المنتسبين إليه يخضعون لحكومات تضيق به، أو تأبى الانتساب إليه أو تعجز عن إسداء خدمة له، وهم أولى الناس بما قال الله فى بنى إسرائيل:" وقطعناهم فى الأرض أمماً: منهم الصالحون ومنهم دون ذلك "(الأعراف 168) .

فى المجال الإنسانى الرحب ليست للإسلام راية تحتشد حولها الجهود وتهوى إليها الأفئدة.

ومن هنا فنحن نقول آسفين: إن الدعاية الإسلامية العالمية صفر..

فلنتواضع ولنرجع إلى داخل العالم الإسلامى لنرى ما هنالك..

إن الغازى الهمام " مصطفى كمال " ليس أول حاكم ارتد عن الإسلام جرياً وراء الحكم، ففى أثناء الحروب الصليبية الأولى كفر حكام ليبقوا ملوكاً أو رؤساء كفروا وتعاونوا مع الغزاة فى ضرب الإسلام وأمته.

ص: 164

قال الأستاذ " علال الفاسى ": بعد ضياع الأندلس تطلع الأسبان المسيحيون لاحتلال المغرب. وانتهز ملك قشتالة " فرديناد " الثالث أن " إدريس أبو العلا المأمون " طلب مساعدته على استعادة ملكه فى المغرب، فأمده بجيش من اثنى عشر ألف جندى مسيحى، وذلك مقابل الشروط الآتية التى التزم بها المأمون:

(1)

أن يعطى المأمون لفرديناد قواعد يختارها ملك قشتالة.

(2)

إذا فتح المأمون مدينة مراكش وجب عليه بناء كنيسة للمسيحيين.

(3)

للجنود الأسبان حق المجاهرة بشعائر دينهم، وأن يضربوا النواقيس لمناداة المصلين معهم.

(4)

(إذا) أراد بعض المسيحيين أن يسلم لا يسمح له بذلك ويتم تسليمه إلى النصارى كى يطبقوا عليه أحكامهم.

(5)

وإذا أراد بعض المسلمين أن يتنصر لم يتعرض له أحد!!

هذه الحادثة التاريخية تبين كيف أن تهافت بعض الرؤساء على السلطة جعلهم يقبلون مثل هذا الشروط..

على أن هذا " المأمون " قضى عليه آخر الأمر، وأمكن طرد الجنود النصارى الذين استجلبهم، فلم ير فى المغرب بعد ذلك مسيحى.

وما لنا ننبش الماضى البعيد لتفوح منه هذه الروائح العفنة؟

فلننظر إلى حاضرنا وما يحفه من أخطار جسام.

إن الثقافة الإسلامية تنكمش والثقافات الدخيلة تمتد.

والأنماط الإسلامية فى الحياة تتزعزع وتتلاشى، والأنماط الأجنبية تفرض نفسها وتستقر.

والدعوة الإسلامية قد تعنى نصح منحرف من سواد الناس أو توصيته بالصلاة والزكاة، فإذا تطلعت إلى ما هو أبعد من ذلك لقيت العنت والتجهم!

وقد أمر بعض الكبراء بنزع مكبرات الصوت فى المساجد المجاورة له حتى لا يسمع الأذان وقت الفجر!

ص: 165