المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سادسا: الإيمان بالقدر - قصة البشرية

[محمد بن إبراهيم الحمد]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌ كون النبي صلى الله عليه وسلم خرج في أمة العرب:

- ‌ شرف النسب:

- ‌ بلوغه صلى الله عليه وسلم الذروة في مكارم الأخلاق:

- ‌ كونه صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ ولا يكتب:

- ‌ثالثا: بدء الوحي:

- ‌شهادة فيلسوف نصراني على صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من خصائص دين الإسلام

- ‌ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله:

- ‌ إقامة الصلاة:

- ‌ إيتاء الزكاة:

- ‌ صوم رمضان:

- ‌ حج البيت:

- ‌أولا: الإيمان بالله:

- ‌ثانيا: الإيمان بالملائكة

- ‌منزلة القرآن الكريم من الكتب المتقدمة

- ‌السنة النبوية

- ‌ثمرات الإيمان بالكتب:

- ‌من ثمرات الإيمان بالرسل:

- ‌ الإيمان بالبعث:

- ‌ الإيمان بالجزاء والحساب:

- ‌ثمرات الإيمان باليوم الآخر

- ‌إنكار البعث بعد الموت والرد على هذا الزعم

- ‌إنكار عذاب القبر ونعيمه والرد على هذا الزعم

- ‌سادسا: الإيمان بالقدر

- ‌العبادة في الإسلام

- ‌تعريفها:

- ‌ فضائلها

- ‌ حال المسلمين في عصورهم المتأخرة لا تمثل حقيقة الإسلام:

- ‌ تأخر المسلمين سببه البعد عن الدين:

- ‌ القول بأن الإسلام دين تطرف وإرهاب مردود على من قاله:

- ‌الدخول في دين الإسلام

الفصل: ‌سادسا: الإيمان بالقدر

‌سادسا: الإيمان بالقدر

القدر: هو تقدير الله للكائنات حسب ما سبق به علمه، واقتضته حكمته.

وهو علم الله بالأشياء، وكتابته ومشيئته وخلقه لها.

ومعنى الإيمان بالقدر أن يؤمن الإنسان بأن الله يعلم ما يكون وما كان، وما سيكون، وأن ما شاء الله كان، وما لم يشأه لا يكون، وأن الله كتب مقادير الخلائق فلا يقع شيء إلا بعلمه، وكتابته، ومشيئته وخلقه.

ويؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

ويؤمن - مع ذلك - بأن الله قد أمر بطاعته، ونهى عن معصيته، فيفعل الطاعة؛ رجاء ثواب الله، ويترك المعصية؛ خوفا من عقلبه؛ فإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله.

ومن تمام الإيمان بالقدر أن يأخذ الإنسان بالأسباب، ويسعى في مصالحه الدنيوية، ويسلك الطرق الصحيحة الموصلة إليها، فيضرب في الأرض، ويسعى لطلب الرزق؛ فإن أتت الأمور على ما يريد حمد الله، وإن أتت على خلاف ما يريد تعزى بقدر الله.

والإيمان بالقدر على هذا النحو، يثمر سكون القلب، وطمأنينة النفس، وراحة البال، وترك التحسر على ما فات، ويورث في الإنسان الشجاعة، والإقدام، وطرد اليأس، وقوة الاحتمال.

ص: 86

ولهذا يجد المؤمنون بالقضاء والقدر راحة، وطمأنينة لا يجدها غيرهم ممن لا يؤمنون بقضاء الله وقدره.

ولهذا يشيع الانتحار في البلاد الكافرة التي لا يؤمن أهلها بالله وقدره؛ فتراهم لا يحتملون أدنى مصيبة تنزل بهم.

أما المؤمنون بالقدر فلا تكاد توجد عندهم أدنى نسبة للانتحار؛ بسبب أنهم يؤمنون بأن ما أصابهم إنما هو بقضاء الله وقدره، ويؤمنون بأن الله لا يقدر لعبده المؤمن إلا الخير، حتى وإن كان القضاء مرا فإن عاقبته حميدة للمؤمن إن رضي بقدر الله.

ص: 87