المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ القول بأن الإسلام دين تطرف وإرهاب مردود على من قاله: - قصة البشرية

[محمد بن إبراهيم الحمد]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌ كون النبي صلى الله عليه وسلم خرج في أمة العرب:

- ‌ شرف النسب:

- ‌ بلوغه صلى الله عليه وسلم الذروة في مكارم الأخلاق:

- ‌ كونه صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ ولا يكتب:

- ‌ثالثا: بدء الوحي:

- ‌شهادة فيلسوف نصراني على صدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من خصائص دين الإسلام

- ‌ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله:

- ‌ إقامة الصلاة:

- ‌ إيتاء الزكاة:

- ‌ صوم رمضان:

- ‌ حج البيت:

- ‌أولا: الإيمان بالله:

- ‌ثانيا: الإيمان بالملائكة

- ‌منزلة القرآن الكريم من الكتب المتقدمة

- ‌السنة النبوية

- ‌ثمرات الإيمان بالكتب:

- ‌من ثمرات الإيمان بالرسل:

- ‌ الإيمان بالبعث:

- ‌ الإيمان بالجزاء والحساب:

- ‌ثمرات الإيمان باليوم الآخر

- ‌إنكار البعث بعد الموت والرد على هذا الزعم

- ‌إنكار عذاب القبر ونعيمه والرد على هذا الزعم

- ‌سادسا: الإيمان بالقدر

- ‌العبادة في الإسلام

- ‌تعريفها:

- ‌ فضائلها

- ‌ حال المسلمين في عصورهم المتأخرة لا تمثل حقيقة الإسلام:

- ‌ تأخر المسلمين سببه البعد عن الدين:

- ‌ القول بأن الإسلام دين تطرف وإرهاب مردود على من قاله:

- ‌الدخول في دين الإسلام

الفصل: ‌ القول بأن الإسلام دين تطرف وإرهاب مردود على من قاله:

3-

أن‌

‌ القول بأن الإسلام دين تطرف وإرهاب مردود على من قاله:

فهو محض افتراء، ومحاولة للصد عنه؛ فالإسلام دين الرحمة، والرفق، والتسامح، وما السيف الذي يأمر الإسلام بانتضائه للجهاد في سبيل الله إلا كمبضع طبيب ناصح يشرط به جسم العليل؛ لينزف دمه الفاسد، حرصا على سلامته؛ فليس الغرض من الجهاد في الإسلام سفك الدماء، وإزهاق الأرواح، وإنما الغرض منه إعلاء كلمة الله، وتخليص البشر من عبادة البشر، ودلالتهم على عبادة رب البشر، كي يعيشوا حياة كريمة.

وأمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس، وخير أمة جاهدت في سبيل الله فانتصرت، وغلبت فرحمت، وحكمت فعدلت، وساست فأطلقت الحرية من عقالها، وفجرت ينابيع الحكمة بعد نضوبها.

واسأل التاريخ؛ فإنها قد استودعته من مآثرها الغُرِّ ما بَصُرَ بضوئه الأعمى، وازدهر في الأرض ازدهار الكواكب في كبد السماء.

فماذا فعل المسلمون حين انتصروا على خصومهم؟ هل تكبروا، وتسلطوا، واستبدوا؟ وهل انتهكوا الأعراض، وقتلوا الشيوخ، والنساء، والأطفال؟

ص: 109

ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما انتصر على خصومه الذين كانوا يؤذونه أشد الأذى؟ ألم يكن يصفح عنهم؟ ويمن عليهم بالسبي والأموال؟

وماذا فعل المسلمون عندما انتصروا على كسرى وقيصر؟ هل خانوا وغدروا؟ هل تعرضوا للنساء؟ وهل أساءوا للرهبان في الأديرة؟ وهل عاثوا في الأرض فسادا؟ وهل هدموا المنازل، وقطعوا الأشجار؟

وماذا فعل صلاح الدين لما انتصر على الصليبيين الذين فعلوا بالمسلمين الأفاعيل، ونكلوا بهم أيما تنكيل؟ فماذا فعل بهم صلاح الدين لما انتصر عليهم؟ ألم يصفح عن قائدهم؟ ويعالجه؟ ويطلق سراحه؟

فهذه المواقف النبيلة وأمثالها كثير في تاريخ المسلمين، مما كان له أبلغ الأثر في محبة الناس للإسلام، والدخول فيه عن قناعة ويقين.

أفغير المسلمن يقوم بهذا؟ آلغرب يقدم مثل هذه النماذج؟

الجواب ما تراه، وتسمعه؛ فمن أين خرج هتلر، وموسيليني، ولينين، وستالين، ومجرمو الصرب؟ أليست أوربا هي التي أخرجت هؤلاء وأمثالهم من الشياطين الذين قتلوا الملايين من البشر، ولاقت منهم البشرية الويلات إثر الويلات؟

ص: 110

ألا يعد أولئك هم طلائع حضارة أوربا؟ فمن الهمج القساة العتاة إذا؟ ومن المتطرفون الإرهابيون حقيقة؟

ثم من الذين صنعوا القنابل النووية، والعنقودية، والذرية، والجرثومية، وأسلحة الدمار الشامل؟

ومن الذين لوثوا الهواء بالعوادم، والأنهار بالمبيدات؟

ومن الذين يسلكون الطرق القذرة التي لا تمت إلى العدل، ولا إلى شرف الخصومة بشيء؟

من الذين يعقمون النساء؟ ويسرقون أموال الشعوب وحرياتهم، ومن الذين ينشرون الإيدز؟

أليس الغرب، ومن يسير في ركابهم؟

ومن الذي يدعم اليهود وهم في قمة التسلط والإرهاب؟

هذه هي الحقيقة الواضحة، وهذا هو الإرهاب والتسلط.

أما جهاد المسلمين لإحقاق الحق، وقمع الباطل، ودفاعهم عن أنفسهم وبلادهم فليس إرهابا، وإنما هو العدل بعينه.

وما يحصل من بعض المسلمين من الخطأ في سلوك سبيل الحكمة فقليل لا يكاد يذكر بجانب وحشية الغرب، وتبعته تعود على من أخطأ السبيل ولا تعود على الدين، ولا على المسلمين.

وقد يكون لهذا مسوغاته في بعض الأحيان؛ فظلم الكفار عليهم قد يوجد مثل هذه التصرفات.

وهكذا ينبغي للعاقل المنصف؛ أن ينظر إلى الأمور كما هي بعيدا عن الظلم والتزوير والنظرة القاصرة.

ص: 111

وبعد هذا فإن كان للإنسان عجب من شيء فإن عجبه من الأوربيين، والأمريكان؛ حيث لم يكتشفوا حقيقة الدين الإسلامي فيما اكتشفوه، وهي أجلُّ من كل ما اكتشفوه، وأضمن للسعادة الحقيقية من كل ما وصلوا إليه؛ فهل هم جاهلون بحقيقة الإسلام حقا؟!

أم أنهم يتعامون ويصدون عنه؟!

ص: 112