الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحصن لا يناسب العصر الحاضر، ويدخل في ذلك أيضاً كلّ من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات أو الحدود أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة؛ لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرّم الله إجماعاً، وكل مَنِ استباح ما حرّم الله مما هو معلوم تحريمه من الدين بالضرورة: كالزنا، والخمر، والربا، والحكم بغير شريعة الله، فهو كافر بإجماع المسلمين. نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه (1).
و
الخلاصة أن الحكم بغير ما أنزل الله فيه تفصيل
، وإليك الصواب في ذلك إن شاء الله تعالى:
قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (2)، وقال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْظَّالِمُونَ} (3)، وقال سبحانه:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (4)، قال طاووس وعطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق (5)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما:((هي به كفر، وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله)) (6)، وقال رضي الله عنه: ((من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقرّ به ولم
(1) انظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للعلامة ابن باز رحمه الله تعالى، 1/ 137.
(2)
سورة المائدة، الآية:44.
(3)
سورة المائدة، الآية:45.
(4)
سورة المائدة، الآية:47.
(5)
تفسير ابن كثير، 2/ 58، وانظر: تفسير الطبري، 10/ 355 - 358.
(6)
تفسير ابن جرير، 10/ 356.
يحكم: فهو ظالم فاسق)) (1).
والصواب أن من حكم بغير ما أنزل الله قد يكون مرتدّاً، وقد يكون مسلماً عاصياً مرتكباً لكبيرة من كبائر الذنوب؛ فلهذا نجد أن أهل العلم قد قسموا الكلمات الآتية إلى قسمين، وهي كلمة: كافر، وفاسق، وظالم، ومنافق، ومشرك. فكفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسوق دون فسوق، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك.
فالأكبر يُخرج من الملّة لمنافاته أصل الدين بالكليّة، والأصغر يُنقص الإيمان وينافي كماله، ولا يُخرج صاحبه من الملّة؛ ولهذا فصَّل العلماءُ القول في حكم من حكم بغير ما أنزل الله تعالى.
قال سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى: من حكم بغير ما أنزل الله فلا يخرج عن أربعة أنواع:
1 -
من قال: أنا أحكم بهذا لأنه أفضل من الشريعة الإسلامية، فهو كافر كفراً أكبر.
2 -
ومن قال: أنا أحكم بهذا لأنه مثل الشريعة الإسلامية، فالحكم بهذا جائز وبالشريعة جائز، فهو كافر كفراً أكبر.
3 -
ومن قال: أنا أحكم بهذا، والحكم بالشريعة الإسلامية أفضل، لكن الحكم بغير ما أنزل الله جائز، فهو كافر كفراً أكبر.
4 -
ومن قال: أنا أحكم بهذا، وهو يعتقد أن الحكم بغير ما أنزل الله:
(1) تفسير ابن جرير، 10/ 356.