الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تشويه صورة الإسلام]
تشويه صورة الإسلام لا شك أن هناك جهلاً من قبل كثير من غير المسلمين بحقيقة الإسلام ونظرته المتميزة في التعامل مع غير المسلمين، كما أن هناك جهلاً أيضاً من بعض المسلمين الذين يرفعون بعض الشعارات الحماسية الفارغة وينادون بطرد غير المسلمين بعامة من بلاد المسلمين، متجاهلين تعاليم الدين الحكيمة التي جاءت لتنظم هذه العلاقة وتضعها في إطارها الصحيح، وهذا النوع لا يقيم وزنا للمصالح المشتركة التي تحكم علاقات الأمم والشعوب. وهذا الأسلوب السيئ والمنطق الأعوج لا شك أنه مما يسيء إلى سمعة الإسلام ويكرس ما لدى الغرب وغيرهم من معلومات مغلوطة ومشوهة عن الإسلام والمسلمين، ويؤكد لهم أن المسلمين سيكونون خطراً على الحضارات الأخرى، وسيسعون إلى تدمير من عداهم وتخريب ما لديهم من إنجازات وصناعات.
إن هذا الخطاب ينبغي أن يكون خطاباً هادئاً متزناً عاقلاً ينطلق من موقف الإسلام الحقيقي ونظرته الواقعية إلى نوعية العلاقة التي ينبغي أن تسود، وهذه النظرة لا يقررها إلا من عنده رصيد من العلم الشرعي العميق من علماء الأمة الكبار الذين يقدرون المصالح والمفاسد ويضعونها في ميزان الشرع القويم.
[المحور الثالث الأحزاب والجماعات]
[بين القول والفعل]
المحور الثالث
الأحزاب والجماعات
بين القول والفعل المسلمون أمة واحدة، مهما تباعدت أقطارهم وتباينت ألسنتهم مصداقا لقوله تعالى:{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92](سورة الأنبياء، الآية: 92) .
أفلا تتعارض الحزبيات مع هذه الوحدة؟ . لنصغ إلى ما قاله أهل الذكر:
* الشيخ محمد العثيمين: التفرق في دين الله مما نهى الله عنه، وقد قال الله - تعالى -:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103](سورة آل عمران، الآية: 103)، وقد قال الله - تعالى - لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159](سورة الأنعام، الآية: 159) .
وقال - تعالى -: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]
(سورة الشورى، الآية: 13) . فالواجب على الأمة الإسلامية أن تكون أمة واحدة تحت مظلة الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم، ويحرم عليها أن تتفرق في دين الله تعالى بأي اسم كان أو حزب فارق.
* د. صالح الفوزان: إن كثيراً من المسالك المرفوضة شرعاً نجمت عن اتجاهات حزبية، ولذلك فإن الإسلام لا يقر الجماعات والأحزاب المختلفة، وإنما يدعو إلى الاجتماع، وينهى عن التفرق والاختلاف. والاجتماع يتحقق باتباع الكتاب والسنة، والافتراق والتحزب ينشأ عن الابتعاد عن الكتاب والسنة واتباع الأهواء.
* د. على النملة: تبني الحزبيات يؤدي إلى فهم انتقائي مبتور، يختار نظرة من نظرات الإسلام إلى الحياة على حساب الجوانب الأخرى.
* الشيخ إبراهيم جوب: إن ما يثير الأسى حجم المفارقة بين الشعار والواقع لدى بعض الجماعات التي ترفع شعارات إسلامية ضخمة، مثل تحكيم شرع الله، في حين تتجه ممارسات هؤلاء وجْهاتٍ لا يقرها الدين الحنيف.
* د عبد الرحمن المطرودي: يكفي الحزبية من الشر، ما تسفر عنه من تقسيم للبيت الواحد وإثارة للضغائن، وهجوم جائر على منهج السلف الصالح، في حين تزعم كل جماعة أنها تحتكر المنهج الصحيح
فتنغلق على ذاتها، وتقدس زعماءها، وتشتد في مواجهة مخالفيها إلى حد اتهامهم بالكفر.
ويكفي للدلالة على رفض الإسلام للحزبية قول الله عز وجل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103](سورة آل عمران، الآية 103) ، فالتفرق مذموم، والتأليف بين القلوب نعمة امتن الله بها على عباده المؤمنين، ولذلك فإن المولى تبارك وتعالى يحذرنا من الاختلاف في قوله سبحانه:{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105](سورة آل عمران، الآية 105) .
وأما ثمرة تصدع الصف المؤمن في الدنيا فهي الفشل والهوان: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46](سورة الأنفال، الآية 46) .
كما أن السنة المطهرة حثت المسلمين على التمسك بالجماعة ونبذ التفرق إلى شيع وأحزاب، كل حزب بما لديهم فرحون، ومن ذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «خط لنا رسول الله