المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[الجهل والخوارج] الجهل والخوارج سألنا أصحاب الفضيلة: ما عوامل نشوء تيارات - قضية وحوار العنف في العمل الإسلامي المعاصر

[مجموعة من المؤلفين]

الفصل: ‌ ‌[الجهل والخوارج] الجهل والخوارج سألنا أصحاب الفضيلة: ما عوامل نشوء تيارات

[الجهل والخوارج]

الجهل والخوارج سألنا أصحاب الفضيلة: ما عوامل نشوء تيارات العنف المنتسبة إلى الإسلام في زماننا؟ وما صلتهم بتيارات الغلو القديمة؟

وهذه هي إجابتهم:

* الشيخ محمد بن صالح العثيمين: سبب كل داء وفتنة شيئان أحدهما: الجهل، الجهل بالشريعة الإسلامية المبنية على الحكمة، كما قال الله تعالى:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113](سورة النساء - الآية: 113) .

والثاني: الهوى الذي يعمي عن رؤية الحق ويصم عن سماعه ويبكم عن النطق به، فأما صلة هذه التيارات بما قبلها فإنه من المعلوم أن البشر هم البشر منذ خلقهم الله تعالى إلى اليوم، وفيهم المتطرف المفرط وفيهم الغالي وفيهم الوسط، وهذا خير الأقسام لأن المتطرف من هنا أو هناك ينظر إلى الأمور من زاوية واحدة فيفوته القيام بالقسط الذي هو العدل.

* الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ظاهرة العنف المعاصر المنسوب إلى الإسلام - زورا وبهتانا - تعود في جذورها القديمة إلى الفرق الضالة كالخوارج والمعتزلة، الذين عُني أهل السنة والجماعة بدراسة مذاهبهم

ص: 21

ومعرفة شبَههم وتفنيدها في كتب العقيدة، بل قاوموا هذه الفرق بالسلاح لقمعهم ودفع شرهم عن الإسلام والمسلمين، وبخاصة أن أكثر الفرق الضالة كانت تحارب المسلمين وتنكص عن مقاتلة الكافرين (1) .

وإن من أسباب تفشي هذه الأفكار الضالة في زماننا: الجهل بالدين، وتمكن دعاة الفتنة المغرضين من مخاطبة الرأي العام، ونشر كتب فرق الضلال القديمة أو الكتب المعاصرة المستمدة منها.

* د علي بن إبراهيم النملة: أضيف إلى ما سبق: الحماس الجارف والعاطفة الجياشة لدى بعض شباب الصحوة الإسلامية، من ذوي البضاعة العلمية المحدودة، الأمر الذي يدفعهم إلى الاستعجال والتهور ومحاولة فرض ما يرونه حقّا على الآخرين عنوة، وهم بذلك يكونون لقمة سائغة للخبثاء الذين يرومون تحقيق مآرب سياسية وشخصية باسم الإسلام. بل إن من هؤلاء من لا يكتفي بجهله، وإنما يضم إليه الجرأة على الفتوى والافتئات على علماء الأمة العاملين، والانتقاص من قدرهم.

* د. أحمد جاب الله: الوجه الآخر للقضية هو الصد عن سبيل الله في بعض البلدان المحكومة بتوجهات علمانية متطرفة، سبقت ظهور الغلاة، حيث دأبت على محاربة دين الله واتهامه بأنه رجعي ومسئول عن حالة

(1) بل إن كثيرا من الفتن والثورات الظالمة التي قام بها هؤلاء كانت تتم ضد الدولة الإسلامية وهى تسير جيوش غرباً وشرقاً.

ص: 22

الانحطاط الحضاري للأمة {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 5](سورة الكهف، الآية 5) .

* د أبو الخير بريغش: أرى أن المتنطعين الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون» مسئولون عن كثير من مآسي المسلمين، دون أن يعني ذلك تبرير مسالك النظم العلمانية، التي تعادي الإسلام نفسه، لكنها تتخذ من مكافحة الغلاة ذريعة وستاراً.

ولا أبرئ علماء المسلمين من المسئولية - إلا القليل منهم - لأنهم لم ينهضوا بدورهم التربوي نحو الشباب، وذلك فضلاً عن التحريض الغربي - سياسيّا وإعلاميّا - ضد كل ما هو إسلامي (1) .

(1) وخير مثال على ذلك الحملات الغربية والعلمانية الجائرة على المملكة العربية السعودية كلما طبقت حدًّا من حدود الله في قاتل أو سارق أو مهرب مخدرات، مع أن المملكة منذ نشأتها تحتكم إلى الكتاب والسنة وتناهض الغلو والانحراف عنهما.

ص: 23