المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ذكر من اسمه عبد الخالق] - قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان - جـ ٣

[ابن الشعار]

الفصل: ‌[ذكر من اسمه عبد الخالق]

[ذكر من اسمه عبد الخالق]

[375]

عبد الخالق بن أبي الفرج بن أبي بكر بن عليّ بن محبوبٍ، أبو محمد المسدي الحريمي.

من أهل الحريم الطاهري

شاعر له شعر صالح، وقول لا بأس به، لم يقدر لي الاجتماع به، وإنما كتب إلى الإجازة بما قال من الأشعار. انبأني لنفسه:[من الطويل]

يدوب فؤاد العاشق الصّبّ حسرةٌ

تزيد على مرّ الزمان أنينه

على نظرة ممّن يحبُ وطالما

يعالج من فرط الغرام فنونه

وتبلغ منه حرقة الوجد إنّما

تلجلجل فيما تقبل النّفس دونه

[376]

عبد الخالق بن عبد الحميد /98 ب/ بن عبد الله، أبو الفضائل الوبري الخوارزمي الضرير الفقيه الحنفي.

كان من رؤساء أصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه وأئمتهم، عالماً مناظراً متكلماً أصولياً فصيحاً، وإليه كانت الفتوى والتدريس بخوارزم، وله مع ذلك حظ في علم الأدب والعربية، وعمل الأشعار وكان أدبياً بارعاً، حافظاً للغة، والأشعار العربية، ومتّشحًا في الآداب، وأستاذاً يشار إليه في قطره، يعتمد عليه في الفنون الأدبية.

حدثني القاضي الإمام أبو سالم محمد بن طلحة الفقيه المدرس الشافعي النصيببي، بحلب المحروسة؛ قال: حدثني أبو الفضل الوبري من لفظه؛ قال: أحفظ بعد متاب المقامات وحماسة أبي تمام والجمهرة الدريدية، والرد على أحد وأربعين

ص: 155

ألف بيت من الشعر

قال: انشدني لنفسه: [من الطويل]

سقى الشّعب من حزوى ومن ضمّه الشعب

سحائب أدنى صوبها الوابل السّكب

/99 أ/ وإن كفّ أو ضنّ السّحاب فعبرةٌ

يجود بها جفني إذا ذكر الشّعب

فإنّ لنا بالشّعب ملهًى وملعبًا

حرامٌ علينا بعده اللهو واللّعب

[وصحبا نأوا عنّي بقلبي إذ نأوا

فلم يبق استحلى منامهم هبوا]

وأنشدني أبو حامد سليمان بن حرابيلك الإربلي، الفقيه الشافعي، قال: أنشدني أبو الفضائل لنفسه: [من السريع]

تذكر الجزع وآرامه

فهاجت الذاكرة الامه

وظلّ يشتاق إلى منزٍل

آساده تخدم آرامه

يصبو إلى الجزع وأيّامه

إن ذكر الجزع وأيّامه

يا ليت شعري والمنى ضلّةٌ

والدهر ينأى الخير ما رامه

هلاّ طرقت الحيّ يشتدّ بي

أدهم يكسو الليل إظلامه

وصاحبي أبيض ذو رونقٍ

شام سنى البرق الَّذي شامه

كعزم مولانا الأجلّ الَّذي

سام زمان السّوء ما سامه

برهان دين الله من انبتت

عزمته الشّرع وأحكامه

فالفضل ما شيّد أركانه

والجهل ما نكّس اعلامه

لا يسكن الدّهر وا .... .... إلاّ إذا حرّك اقدامه

فهو الَّذي سلّ على المعتدي

........... اقدامه

/99 ب/ وهو الَّذي أهدى إلى المعتفي

برأيه غيّر إعدامه

وأنشدني، قال: أنشدني عبد الخالق قوله: [من السريع]

ص: 156

بان وما ودعّتي حين بان

أغيد يحكي قدّه غصن بان

بان فليت الروح من بعده

عنّي في إثر مطاياه بان

ففي الحشا من شوقه لوعةٌ

تمدّها عينان نضّختان

متى تذكرت مغاني الحمى

مقفرّة احبب بها من مغان

وذلك الظّبي الغرير الَّذي

لحكمه ليث عفرّين دان

إذا رنا فالعين مثل الظّبا

وإن مشى فالقدّ كالخيرزان

أهنت من ذكر الحمى عبرةّ

مصونةٌ عهدي بها لا تهان

ككفّ عبد الله يوم النّدى

أو دم من عاداه يوم الطّعان

فهو الَّذي إن طرقت إزمةٌ

عنا لجدوى كفّه الرّافدان

وإن بدت طلعته في الدّجى

لم يبد من غرّتها النيّران

سلّ على الدّهر له عزمة

تزري على حدّ الحسام اليمان

/100/ أعدّ للرّاجي إذا أمّه

عرضاً مصوناً وندًى لا يهان

يا ثاني الخطب العظيم الَّذي

ليس له في الفضل والجود ثان

ومن إذا النّكس ونى في اعلا

ألفي في كسب العلا غير وان

أنت الَّذي يشري بفانٍ من الـ

أموال حمداً باقيًا غير فان

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من الخفيف]

عن بدا لي من العقيق عقيقه

أصبحت بالبكاء عيني حقيقه

لا أرى كالعقيق في الأرض مغنى

وكأسماء في النساء عشيقه

فهو عندي بأن يحلّ خليقٌ

وهي عنديبأن تحبّ خليقه

من يذق طعم ريقها يلق سكراً

لا يرى منه نفسه مستفيقه

با ابنة الفاتك المشيع في معـ

ـتركٍ يفرج الصوارم ضيقه

عادةٌ تشبه الفواقع ثغراً

والمدام القطر بليّة ريقه

حرّ يوم الفراق حرّق قلبي

ليس يوم الفراق حامي الوديقه

قد تركت العزاء مني قتيلاً

وجعلت الفؤاد منّي وسيقه

ص: 157

ومنها يقول في المدح: [من السريع]

أحمد العارض الَّذي يحمد العا

رض والبحر والسماح طريقه

/100 ب/ ولكلّ طريقه في التّساخي

وله في السخاء كلّ طريقه

ماجدٌ لو علا الخلائق طرّاً

لعلاهم سماحةً وخليقه

ذو مسّاعٍ جميلة يتوالى دون غدراكها مساعي الخليقة

يا صئولاً أذاه عمّ عداه

ووصولاً نداه عمّ صديقه

خذ من الشّعر ما يقر المساليـ .... ـٌ لمن صاغه بحسن السّليقه

فالقوافي أنيقةٌ بسرى أر

يحي به المعاني أنيقه

شجرات العلا بسقياك دامت

غضةً حلوة المغاني وريقه

ص: 158