المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ذكر من اسمه عبد الملك] - قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان - جـ ٣

[ابن الشعار]

الفصل: ‌[ذكر من اسمه عبد الملك]

[ذكر من اسمه عبد الملك]

[359]

/ 5: 187 ب/ عبد الملك بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن محمد بن أبي علىٍّ الحسن بن عليِّ بن يزيد الكرابيسيُّ، أبو المظفر صاحب الشافعيِّ رحمه الله.

وهو من أشهر أصحابه، وله قول في مذهبه، له في سيف كتب هذه الأبيات عليه، وقدم للسلطان الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب، في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة -ومولده سنة إحدى وتسعين وخمسمائة-:[من الخفيف]

برق متني إذا سناه تبدَّى

من سحاب العمود سحَّت دماء

بيمين الغياث خفيت حتَّى

ظنَّ ما خفيت أنَّي هواء

كاد نهري يفيض ماءً

في يد من ندًى بها فيَّ ماء

وقال أيضًا في دبوس حديد خالي البان وفيه قعة حديد إذا نكس

ص: 106

/ 5: 188 أ/ تمشي فيه فيسمع لها حسٌّ، وكذا إذا استوى

في التاريخ:

[من البسيط]

حس حديد ولكن بأس مالكه

أذابه ففؤادي بعده قلق

خلا فلم يبق إلَّا ظاهرٌ حسنٌ

وباطنٌ كلُّه من ذنوبه طرق

وقال في الورد في شهور سنة ستّ وعشرين وستمائه: [من البسيط]

كأنما احمر الورد الَّذي نظمت

حبَّابه الصُّفر فيه عند ذي النَّظر

نارٌ مرودةٌ ترمي مضرِّمها

إذا تناهت بمكفوفٍ من الشَّرر

وقال في اللينوفر في التاريخ: [من البسيط]

لينوفيٌ خضلٌ يحي لرامقه

عند الصباح إذا ما لاح في الورق

نجوم جوٍّ بدت في الأرض ساطعةً

والماء من تحتها ينساب كالشَّفق

وقال في دمّل أصابت الأمير شهاب الدين بن مجلى بن مروان الهكاري – رحمه الله في ركبته في شهور سنة عشرين: [من البسيط]

/ 5: 188 ب/ أظنُّ دمَّل موسى عند رؤيته

خافاته فاجتمعت من عظم هيبته

وعندما عاينته عينها سجدت

وقبَّلت شفتاها عين ركبته

وقال في الدواة والأقلام في التاريخ: [من الطويل]

ووالدة أولادها ليس فيهم

دماءٌ ولا لحمٌ عليهم ولا جلد

إذا طمئوا روَّتهم من رضابها

فينتج منه في الورى الحلُّ والعقد

وقال في العذار في التاريخ: [من الرجز]

واعجبًا من غفلت الخضَّار

إذ لم يروا معجزة العذار

كأنه والخدُّ ذو أحمرار

بنفسجٌ منضدٌ في نار

وقال في فوَّار في شهور سنة اثنتين وعشرين وستمائة: [من المتقارب]

وفوَّارة ماؤها كاللجين

جماداً تذوبه فهو يجري

تصعده كقضيب قويم

وتنثره نثر منظوم درِّ

وقال في مليح اسمه عيسى في التاريخ: [من السريع]

ص: 107

عادة عيسى بالورى أنَّه

يعيد من مات لهم حيًّا

/ 5: 189 أ/ والآن عيسى في الهوى قاتلي

وهو الَّذي يحيي إذا حيَّا

وقال في لوزة مرود بعثها محبٌ لحبيب: [من السريع]

بعثت باللَّوزة مقرونةً

..... منها بقرب التَّلاق

وقلت: ياليت لنا مثل ما

لها من الضَّمِّ وضيم العناق

فامنن على الصَّبِّ بما يرتجي

واطفئ بماء الوصل نار الفراق

وقال في دير سمعان –وهو دير كبير، كثير الآثار، هائل البنيان، وهو ببلد حلب من غربيها- في شهور سنة ثمان وعشرين وستمائة:[من البسيط]

يا دير سمعان دارت فيك دائرةٌ

هي الرَّدى طحنت فيك الألى ذهبوا

اخنت عليهم صروف الدَّهر فانقلبوا

صرعى فلا فضَّةٌ اغنت ولا ذهب

وقال في النار في التاريخ: [من الكامل]

يا أيها الحبر الَّذي من شانه

كشف الرُّموز وحلُّ عقد المشكل

ما بنت دهر في الصَّبايا عمرها

نزرٌ وتهرم في الزمَّان المقبل

/ 5: 189 ب/ وبناًتها في صدرها من جسمها

يأكلن وهي تريد شرَّ المأكل

ونودُّها في بعدها وبقربها

بلتذُّ لكن مع تنائي المنزل

زارت بلا .....

...... أحل

وقال في حمام حياضها رخام أصفر، في شهور سنة اثنتين وعشرين وستمائة:

حمَّامنا اليوم حوت نزهةً

يرى بها الرَّائي عجيب العجب

مياهها تجري بأحرواضها

كفضَّة ذائبة في ذهب

وقال في يوم غيم وثلج كثير، هبَّت فيه ريح شديدة بارة كشفت السماء ونبت الثلح على الأرض، في شهور سنة ثلاث وعشرين وستمائة: : لأمن البسيط]

وجه السماء تجلَّى بارزاً نضراً

وان عنَّا ..... السُّحب محتجبا

أظنُّ إذ صفَّقت فيه الرياح رمى

به على الأرض من إيقاعه طربا

وقال أيضًا في نزول الثلج في التاريخ: [من المنسرح]

ص: 108

/ 5: 190 أ/ كانما الثَّلج في الفضاء إذا

بالريح منه الجناح ينتشر

رجل جراد انثر ساكنها

فهي حيارى تعلو وتنحدر

وقال أيضًا في الثلج ونزوله في التاريخ: [من البسيط]

الجو ثوب لجينِ مرَّ مرتديًا

فحفَّ من مجتدي الدنيا بأطماع

وحين أمسكه بخلًا وما وصلت

إلى تناوله الأهواء بالباع

أثارت الريح منه ساكنًا فله

ينثال فيهم بأنصاف وأرباع

وقال في كمة صقر أو بازي كتب عليها هذان البيتان، وقدمت للسلطان الملك العزيز – تغمده الله برحمته- في شهور سنة تسع وعشرين:[من الكوامل]

أنا كمَّةٌ صغرت وجلَّ محلُّها

فبدت لوامعها كنجم زاهر

وبلمسها الملك العزيز تعززت

فكأنَّما للعزِّ فوق النَّاظر

وقال في مليح في عنقه خال، في شهور سنة سبع وعشرين:[من البسيط]

/ 5: 190 ب/ العزُّ بدرٌ ولكن ليس شامته

مسروقةً من دجى صدغيه والغسق

وإنَّما حبَّة القلب التي احترقت

في حبِّه علِّقت للظُّلم في العنق

وقال في مغن حاذق في الضرب للدف في التاريخ: [من المنسرح]

كأنما العزُّ حين يضرب بالكاس ضروبًا تطير بالنَّنفس

بدرٌ منيرٌ على قضيب نقًا

يخطف بالرق بهجة الشمس

وقال في مليح يحُّز بطيخًا ويفرِّقه على جماعة يهوونه في التاريخ:

[من المتقارب]

أيا عاذلاً عدَّ عشقي لمن

هوت لطلعته الشمس ذلَّه

اتعذل في عشق بدرِ غدا

يقسِّم في عاشقيه أهله

وقال في مليح كان بين جماعة، وفيهم خادم أسود فأخذ يده وجعلها في يده، في التاريخ:[من السريع]

لا تعجبوا للبدر إن صافحت

كفَّاه جوراً كفَّ ذا العبد

ص: 109

فالدَّهر لا يبعد عندي بان

يجمع بين الرِّيم والقرد

/ 5: 191 أ/ وقال في مليح في عنقه حزر ذهب في التاريخ: [من الوافر]

إشارة حرز عزِّ الدِّين لمَّا

بدا للنَّاظرين من النُّضار

مترجمةٌ بأنِّي سوف أرمي

قلوب العاشقين بسهم نار

وقال فيه، في التاريخ:[من البسيط]

لا تحسبوا حرز عزِّ الدِّين حين بدا

في جيده من لجين صيغ او ذهب

لكن شهابٌ بأفق الحسن ارصده

لرجم شيان قلب العاشق الوصب

[360]

عبد الملك بن علىِّ [بن] أبي صالح بن عبد الكريم بن المفضَّل بن أبي شيبة القرشيُّ العبدريُّ.

من بني شيبة أصحاب السدانة لبيت مكة –حرسها الله تعالى – من أهل منبج.

كان رجلا من الرؤساء الأجلاء، رفيع القدر، عالى المحل، كبير المنزلة عند السلاطين، كثير الاحترام؛ واستوزره الملك المنصور أبو المعالي محمد بن عمر بن شهنشاه –صاحب حماة- وقرب من قلبه. وكان ينفذه إلى /5: 191 ب/ أطراف البلاد رسولاً، فيرم لأجله ويبجِّل ويحترمونه. وكان أولاً قد خدم الملك الظاهر غياث الدين وتكمن منه، وعرض عليه عدة ولايات فلم يجبه إلى ذلك. وكان وزيرهه سرَّاَ وسيَّره رسولًا إلى عدة جهات، وبعده اتصل بالملك المنصور.

وبعد موته ارتحل على مدينة منبج. وكان مع ذلك واسطة خير عند من يلوذ به، كثير المروءة والعصبية، ريمًا أريحيًا ذا نفس واسعة، ونعمة وافرة، ومات ولم يدَّخر شيئا إلا قليلًا، لم .... ببعض ما كان عليه من الديوان. وكان مقصد من يرد عليه، لا يردّ آملاً، ولا يخيب سائلًا.

وكانت ولادته في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وتوفى في ربيع الآخر

ص: 110

سنة ثلاث وعشرين وستمائة بمنبج – رحمه الله تعالى -.

فمن شعره قوله: [من الخفيف]

حيِّ حيَّاً بمنبج فيه هند

بابلٌ من لحاظها والهند

إنَّما يبعث التحيَّة من نحـ

ـوي إلى منبج غرامٌ ووجد

وتوخَّ الحنين فيها فمن تر

ب حماها تشفى العيون الرُّمد

/5: 192 أ/ مربع الحيِّ باللِّدان ولذَّا

تي دواني الجنى قطافٌ شهد

والغواني فيها ظباءٌ عينٌ

والمغاني بها ركابٌ وجرد

ألف الجسم تربها قبل أن يألف لحمي والعظم منِّي جلد

وتراني أحوم شوقًا إليها

حومة الهيم حين يشرع ورد

هل لنا عودةٌ إلى طيب ريَّا

ك فرؤياك بغيتي والقصد

يا خليليَّ خلِّياني فما طا

ب وصالٌ إلَّا تعرَّض صدُّ

أسلماني إلى الغرام بسلمى

ودعامي للوجد هاتيك دعد

يا لييلاتنا بمنبج هل ير

جع ماض منكنَّ لي أو يردُّ

أم يروح الرِّكاب بالملك المنـ

ـصور يومًا إلى ذراها ويغدو

[361]

عبد الملك بن يوسف بن عبد الملك بن رستم بن محمد بن على، أبو الوليد الديلمي الحلبي.

كانت ولادته في السابع والعشرين من شهرؤ رمضان سنة ست وستين وخمسمائة؛ [شيخ كبير السنِّ به عرج، شيعي المذهب من المغالين في الولاء، يميل إلى نوع الأدب والشعر؛ وعنده محفوظ جيد من نظم ونثر. وكان في بدء أمره يسافر تاجراً إلى الديار المصرية.

وهو ذو طبع مؤات في عمل الأشعار. غير أنَّ أثرها مرذول نازل يحذو فيها حذو ابن الحجاج في السخف والهجاء، فلم اثبت منها شيئًا لسقوطها ورداءة ألفاظها سوى

ص: 111

ابيات كتبها إلى الملك الظاهر.

أنشدني لنفسه. وكان قد قفل من الديار المصرية عقيب الغلاء الشديد الَّذي أصاب الناس / 5: 192 ب/ سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وفي صحيته ملاعق من .... أهداها للسلطان الملك الظاهر غيّاث الدين – رحمه الله تعالى – ويسأله قضاء حاجة عرضت له فكتب المملوك عبد الملك يقبل الأرض، وينهي ان هذه الملاعق الأربع:[من الطويل]

شكت ظماً لمَّا ثوت في فنائنا

وجوعًا فقالت: ليت ربعكم قفر

رزءتم بموت أم رزءتم بفاقة

أم انتهكتكم بالغلا والجلا مصر

قضى الجود والأجواد والزَّاد نحبهم

ام ارتحلوا واستوطن الجوع والفقر

فكم انا في ضنك من الجوع ليتني

قضيت ولن يقضى علىَّ به شهر

وتبًا لربع لا أرى فيه متجراً

سوى باخل في ربحٍ رؤيته خسر

فقلت لها كفِّي سأعطيك مالكًا

موائده فاستعمي واطعمي ....

مع الفلك الدَّوَّار دارت برزقنا

...... لا يستطاع لها حصر

هو الملك الغازي الغياث بن يوسف

فإقطاعه جمٌّ وإيصاله وفر

هو الملك المحيي المميت ببأسه

ونائله لا راعني فيهما الدَّهر

مليك يرى في الحرب أسهم عزمه

تأجَّج نيرانًا ومنبعها بحر

فقالت، وقد أطلقت طوعًا سراحها

وقد حفَّها إذ خفت في

/ 40 أ/ وما عسرةٌ فاصبر لها إن تتابعت

إلا سيتبعها يسر

لئن نلت ما منَّيتني من طعامه

فبشراك إذ لا قلَّ من مالك البشر

وعشت سعيداً لا تضام بدولة

غياثيَّة بالسَّعد يخدمها النَّصر

وكنت الَّذي أهدى بكوراً عرائساً

قلائدها من درِّ منظومه بكر

ص: 112