الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
601-
أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة واليدين والركبتين وأطراف القدمين، ولا نكفت1 الثياب والشعر.
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
602-
أمسك عليك بعض مالك؛ فهو خير لك.
رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
603-
"أمط الأذى عن الطريق؛ فإنه لك صدقة"2.
رواه البخاري في الأدب عن أبي برزة رضي الله عنه.
604-
"املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك"3.
رواه الترمذي عن ابن عامر.
605-
"أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح"4.
رواه أحمد عن خالد بن الوليد.
1 أي: جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود.
2 صحيح، انظر صحيح الجامع "ح1390".
3 صحيح، انظر صحيح الجامع "ح1392".
4 صحيح: رقم "1406".
حرف الهمزة مع النون:
606-
أنا ابن الذبيحين1.
كذا في الكشاف، قال الزيلعي وابن حجر في تخريج أحاديثه: لم نجده بهذا اللفظ، وقال في المقاصد: حديث ابن الذبيحين رواه الحاكم في المناقب من مستدركه من حديث عبيد الله بن محمد العتبي قال: حدثنا عبد الله بن سعيد عن الصنابجي قال:
1 لا أصل له بهذا اللفظ، انظر الضعيفة "331".
حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق ابني إبراهيم -عليهم الصلاة والسلام- فقال بعضهم: الذبيح إسماعيل وقال بعضهم: بل إسحاق، فقال معاوية: سقطتم على الخبير، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعرابي يشكو جدب أرضه: يا رسول الله خلفت البلاد يابسة والماء يابسًا هلك المال وضاع العيال، فعد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه، فقلنا لمعاوية من الذبيحان يا أمير المؤمنين؟ فقال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل له أمرها أن ينحر بعض ولده، فأخرجهم وأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله، فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم وقالوا له: أَرضِ ربك وافدِ ابنك، ففداه بمائة ناقة فهو الذبيح، وإسماعيل الثاني انتهى مع زيادة.
وقال في المواهب وشرحها للزرقاني: وعند الحاكم في المستدرك وابن جرير وابن مردويه والثعلبي في تفاسيرهم عن معاوية بن أبي سفيان قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال: يا رسول الله، خلفت البلاد يابسة والماء يابسًا وفي نسخة: الكلأ يابسًا وخلفت المال عابسًا، هلك المال وضاع العيال فعد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه، والحديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لتقوِّيه بتعدد طرقه انتهى.
وأقول: فحينئذٍ لا ينافيه ما نقله الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب، وفي إسناده من لا يعرف انتهى، وفيه دليل على أن الذبيح إسماعيل وهو الصحيح، وفي الهدي لابن القيم: إسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق فمردود بأكثر من عشرين وجهًا، ونقل عن الإمام ابن تيمية أن هذا القول متلقًّى من أهل الكتاب مع أنه باطل في كتابهم، فإن فيه: إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره، وفي لفظ: وحيده، وقد حرفوا ذلك في التوراة التي بأيديهم "اذبح ابنك إسحاق".
ولبعضهم وقد أجاد:
إن الذبيح هديت إسماعيل
…
نطق الكتاب بذاك والتنزيل
شرف به خص الإله نبينا
…
وأبانه التفسير والتأويل
607-
أنا أعرفكم بالله، وأخوفكم منه.
قال في المقاصد: قال شيخنا: صحيح، وقد ترجم البخاري في صحيحه بقوله صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم بالله.
وأورد في الباب عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم، أمرهم من الأعمال بما يطيقون. قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول: إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا، ولفظ ترجمة البخاري لأبي ذر: أنا أعرفكم بالله، وكأنه مذكور بالمعنى بناء على ترادفهما وعليه البخاري، وله أيضًا في باب من لم يواجه الناس بالعتاب من الأدب، عن عائشة قالت: صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا فترخص فيه فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال:"ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه! فوالله إني لأعلمهم بالله عز وجل، وأشدهم له خشيةً"، وللحاكم عن عائشة مرفوعًا في حديث:"قد علموا أني أتقاهم لله، وآداهم للأمانة".
608-
أنا أكرم على الله من أن يتركني في التراب ألف عام.
قال الصغاني: موضوع.
609-
أنا أفصح من نطق بالضاد؛ بيد أني من قريش.
قال في اللآلئ: معناه صحيح، ولكن لا أصل له كما قال ابن كثير وغيره من الحفاظ، وأورده أصحاب الغريب ولا يُعرَف له إسناد، ورواه ابن سعد عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلًا بلفظ: أنا أعربكم، أنا من قريش، ولساني لسان سعد بن بكر.
ورواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري بلفظ: أنا أعرب العرب، ولدت في بني سعد، فأنى يأتيني اللحن؟!.
كذا نقله في مناهل الصفا بتخريج أحاديث الشفا للجلال السيوطي، ثم قال فيه: والعجب من المحلي حيث ذكره في شرح جمع الجوامع من غير بيان حاله، وكذا من شيخ الإسلام زكريا حيث ذكره في شرح الجزرية، ومثله: أنا أفصح العرب؛ بيد أني من قريش، أورده أصحاب الغرائب ولا يعلم من أخرجه ولا إسناده انتهى.
610-
أنا وأمتي براء من التكلف.
قال في الدرر: قال النووي: لا يثبت، وروي البخاري عن عمر قال:"نهينا عن التكلف". وفي مسند الفردوس من حديث الزبير بن العوام: "إني بريء من التكلف، وصالحو أمتي" انتهى.
وقال في اللآلئ بعد أن نقل عن النووي أنه ليس بثابت: قلت: روي البخاري عن أنس أنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "نهينا عن التكلف".
611-
أنا جليس من ذكرني.
رواه الديلمي بلا سند عن عائشة مرفوعًا، وعند البيهقي في الشعب عن أبي بن كعب قال: قال موسى عليه الصلاة والسلام: يا رب، أقريب أنت فأناجيك، أو بعيد فأناديك؟ فقيل له: يا موسى، أنا جليس من ذكرني.
ونحوه عند أبي الشيخ في الثواب عن كعب، والبيهقي أيضا في موضع آخر أن أبا أسامة قال لمحمد بن النضر: أما تستوحش من طول الجلوس في البيت؟! فقال: ما لي أستوحش وهو يقول: أنا جليس من ذكرني!.
وأخرجه أبو الشيخ عن محمد بن نضر الحارثي أنه قال لأبي الأحوص: أليس تروي أنه قال: أنا جليس من ذكرني؟ فما أرجو بمجالسة الناس.
وعند البيهقي معناه في المرفوع عن أبي هريرة أنه قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل قال: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه، ورواه الأوزاعي عن أبي هريرة موقوفًا ومرفوعًا والمرفوع أصح، ورواه الحاكم وصححه عن أنس بلفظ: قال الله تعالى: عبدي، أنا عند ظنك بي، وأنا معك إذا ذكرتني.
612-
أنا رب الشام، من أرادها بسوء قصمته.
هكذا اشتهر علي الألسنة كثيرًا، ولم أََرَ من ذكره وبين حاله.
واشتهر أيضا: "ويك أم الجبابرة من أمك بسوء قصمته". والخطاب لدمشق ولعلهما من الإسرائيليات.
ويؤيد الثاني ما ذكره ابن رجب في كتابه حماية الشام أن دمشق لما فتحت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجدوا حجرًا في جيرون مكتوبًا عليه باليونانية، فجاءوا برجل يوناني فقرأه فإذا فيه مكتوب:
دمشق جبارة، لا يهم بها جبار إلا قصمه الله، الجبابرة تبني والقرود تخرب الأخراش إلى يوم القيامة، انتهى.
ثم قال فيها أيضًا: وذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر بسنده عن يحيى بن حمزة قال: قدم عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس دمشق وحاصر أهلها، فلما دخلها هدم سورها فوقع منها حجر كان عليه مكتوب باليونانية:
ويك أم الجبابرة، من رامك بسوء قصمه الله، إذا وهى ميل جيرون الغربي من باب البريد، ويلك من الخمس أعين، نقض سورك على يديهم، بعد أربعة آلاف تعيشين رغدًا، فإذا وهى ميل جيرون الشرقي أزيل لك بمن تعرض لك.
قال: فوجدنا الخمس أعين: عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، انتهى.
613-
أنا عند ظن عبدي بي.
رواه الشيخان عن أبي هريرة رفعه، وللبيهقي عن أبي هريرة أيضًا رفعه بلفظ: أمر الله عز وجل بعبدين إلى النار، فلما وقف أحدهما على شفتها التفت فقال: أما والله، إن كان ظني بك لحسن فقال الله عز وجل: ردوه فأنا عند ظنك بي فغفر له، وفي لفظ: ردوه أنا عند حسن ظن عبدي بي، وعزاه ابن الجزري في الحصن الحصين للشيخين بلفظ: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه.
وروى أبو الشيخ عن أبي هريرة أيضا مرفوعا بلفظ: العبد عند ظنه بالله، ولابن ماجه عن أبي هريرة بلفظ:"يا أيها الناس، أحسنوا الظن برب العالمين؛ فإن الرب عند ظن عبده به".
وقال النجم: رواه أحمد وابن حبان وابن ماجه عن واثلة بلفظ: قال الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي؛ إن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًّا فله" وتقدم آنفًا في حديث: "أنا جليس من ذكرني". عن أنس بلفظ: قال الله تعالى: "عبدي أنا عند ظنك بي، وأنا معك إذا ذكرتني". ولابن أبي الدنيا تأليف في حسن الظن بالله.
614-
أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي.
قال في المقاصد: ذكره في البداية للغزالي، وقال القاري عقبه: ولا يخفى أن الكلام في هذا المقام لم يبلغ الغاية. قلت: وتمامه "وأنا عند المندرسة قلوبهم لأجلي" ولا أصل لهما في المرفوع. انتهى.
615-
أنا جد كل تقيٍّ1.
تقدم في آل محمد كل تقي، أنه لا يعرف.
1 انظر: "17".
616-
"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة".
رواه مسلم وأبو داود عن أبي هريرة من حديث وهو عند أحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد في حديث بزيادة: "ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تَنْشَقُّ عنه الأرض ولا فخر، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر".
وعند الترمذي عن أنس: "أنا أول من تنشق عنه الأرض، فأُكسَى حلة من حلل الجنة، ثم أقوم عن العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري".
وفي الفتوحات للشيخ الأكبر في الباب العاشر ما نصه: اعلم أنه ورد في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" -بالراء، وفي رواية بالزاي وهو التبجح بالباطل، انتهى فاعرفه.
617-
"أنا سيد الناس يوم القيامة".
رواه البخاري عن أبي هريرة، وروى البيهقي: أنا سيد العالمين.
618-
أنا مدينة العلم، وعليٌّ بابها1.
رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة وغيرهم كلهم عن ابن عباس مرفوعًا مع زيادة: فمن أتى العلم، فليأتِ الباب.
ورواه الترمذي وأبو نعيم وغيرهما عن علي بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا دار الحكمة، وعلي بابها" وهذا حديث مضطرب غير ثابت كما قاله الدارقطني في العلل وقال الترمذي: منكر، وقال البخاري: ليس له وجه صحيح، ونقل الخطيب البغدادي عن يحيى بن معين أنه قال: إنه كذب لا أصل له، وقال الحاكم في الحديث الأول: إنه صحيح الإسناد، لكن ذكره ابن الجوزي بوجهيه في الموضوعات، ووافقه الذهبي وغيره وقال أبو زرعة: كم خلق افتضحوا فيه! وقال أبو حاتم ويحيى بن سعيد: لا أصل له، لكن قال في الدرر نقلًا عن أبي سعيد العلائي: الصواب أنه حسن باعتبار تعدد طرقه لا صحيح، ولا ضعيف، فضلًا أن يكون موضوعًا، وكذا قال الحافظ ابن حجر في فتوى له، قال: وبسطت كلامهما في التعقيبات على الموضوعات انتهى.
1 موضوع: رقم "1416".
وقال في اللآلئ بعد كلام طويل: والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة الحسن المحتج به، انتهى.
وقال في شرح الهمزية لابن حجر المكي: قولهما *كم أبانت عن علوم* أنه حسن خلافًا لمن زعم وضعه انتهى.
وقال في الفتاوى الحديثية: رواه جماعة وصححه الحاكم وحسنه الحافظان العلائي وابن حجر، انتهى.
وقال ابن دقيق العيد: لم يثبتوه وقيل: إنه باطل وهو مشعر بتوقفه فيما قالوه من الوضع، بل صرح العلائي بذلك فقال: وعندي فيه نظر ثم بين ما يشهد لكون أبي معاوية حدث به عن ابن عباس وهو ثقة حافظ يحتج بأفراده كابن عيينة وأضرابه قال: فمن حكم على الحديث مع ذلك بالكذب فقد أخطأ، وليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو كحديث: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، فليس الحديث بكذب لا سيما وقد أخرج الديلمي بسند ضعيف جدا عن ابن عمر أنه قال:"علي بن أبي طالب باب حطة، فمن دخل فيه كان مؤمنًا، ومن خرج منه كان كافرًا"، وأخرجه أيضا عن أبي ذر رفعه بلفظ:"علي باب علمي، ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي، حبه إيمان، وبغضه نفاق، والنظر إليه رأفة".
ورواه أيضا عن ابن عباس رفعه: "أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه".
وروى الديلمي بلا إسناد عن ابن مسعود رفعه: "أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي بابها".
وروي أيضا عن أنس مرفوعا: "أنا مدينة العلم، وعلي بابها، ومعاوية حلقتها" قال في المقاصد: وبالجملة فكلها ضعيفة وألفاظ أكثرها ركيكة، وأحسنها حديث ابن عباس بل هو حسن، وقال النجم: كلها ضعيفة واهية.
وقد روى الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم من حديث حبشي بن جنادة مرفوعا: "علي مني وأنا من علي، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي" وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر وقد قال ابن عمر: كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان، فيسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره، بل ثبت عن علي نفسه أنه قال: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو
بكر ثم عمر ثم رجل آخر، فقال له ابنه محمد ابن الحنفية: ثم أنت يا أبتِ؟ فقال: ما أبوك إلا رجل من المسلمين.
619-
أنا من الله والمؤمنون مني.
هو كذب مختلق كما قاله الحافظ ابن حجر وقال بعض الحفاظ: لا يعرف بهذا اللفظ مرفوعا، بل الذي ثبت في الكتاب والسنة أن المؤمنين بعضهم من بعض، أما الكتاب ففي قوله تعالى:{بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} 1 وأما السنة ففي قوله صلى الله عليه وسلم في حي الأشعريين: هم مني وأنا منهم، وقوله لعلي: أنت مني وأنا منك، وقوله للحسن:"هذا مني وأنا منه" وكله صحيح، وعند الديلمي بلا إسناد عن عبد الله بن جراد: "أنا من الله عز وجل والمؤمنون مني، فمن آذى مؤمنًا فقد آذاني
…
الحديث" ويجري فيه ما قيل في الأول.
620-
الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالسهم زيادة2.
قال القاري: هو موضوع كما في الخلاصة، انتهى.
621-
أنا والأتقياء من أمتي بريئون من التكلف.
قال النووي: ليس بثابت وأخرجه الدارقطني في الأفراد بسند ضعيف عن الزبير بن العوام مرفوعًا: "ألا إني بريء من التكلف، وصالحو أمتي" وذكره في الإحياء: "أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف".
وروى أحمد والطبراني في معجميه الكبير والأوسط وأبو نعيم في الحلية عن سلمان أنه قال لمن استضافه: لولا أنا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم، وهذا حكمه الرفع على الصحيح.
وإلى هذا أشار الحافظ ابن حجر بقوله: روي مرفوعًا من حديث سلمان والصحيح عنه من قوله، وقال عمر كما في البخاري عن أنس عنه: نهينا عن التكلف، وأخرجه ابن عساكر بلفظ: اللهم إني وصالحي أمتي براء من كل متكلف.
وأخرجه أحمد وابنه والطبراني وغيرهم عن سلمان أنه قال لأضياف نزلوا به فقدم لهم ما تيسر ثم قال: لولا أَنَّا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم، قال النجم: وليس المراد أن لا يهتم الإنسان بضيفه، بل أن لا يتكلف له ما لا يقدر عليه، فقد أخرج الخرائطي عن
1 آل عمران: آية: "195".
2 موضوع: رقم "2301".
سلمان: لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه، وفى لفظ: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا، وأن نقدم إليه ما حضرنا، وهو عند الطبراني بلفظ: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا.
وروى البيهقي عن أبى سعيد أنه قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا، فأتاني هو وأصحابه فلما وضع الطعام قال رجل من القوم: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعاكم أخوكم وتكلف لكم ويقول أحدكم: إني صائم! " وعند الدارقطني من حديث جابر نحوه وكلاهما ضعيف.
622-
أنا يعسوب المؤمنين.
مر في: أمير النحل علي.
623-
"أنا وكافل اليتيم في الجنة".
هكذا رواه البخاري وأحمد وأبو داود والترمذي عن سهل بن سعد.
624-
"أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب".
رواه الشيخان عن البراء بن عازب، ورواه الطبراني عن أبي سعيد بزيادة: "أنا أعرب العرب، ولدتني قريش ونشأت في بني سعد بن بكر، فأنى يأتيني اللحن؟!.
625-
إنا لنبش في وجوه قوم، وقلوبنا تلعنهم1.
626-
"إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة"2.
رواه أحمد وابن حبان عن الحسن بن علي، ورواه أيضًا أبو داود والنسائي والحاكم عن أبي رافع، وزاد فيه:"وإن مولى القوم من أنفسهم".
627-
انتظار الفرج عبادة3.
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا في الفرج عن سعد بن أبي وقاص، وروياه أيضًا وأبو داود والنسائي والبيهقي في الشعب والعسكري في الأمثال والديلمي كلهم عن
1 لم أجده بهذا اللفظ، وإنما وجدته بلفظ:"إنا لنكشر" وقال الألباني: لا أصل له مرفوعًا، ذكره البخاري "434/ 10" معلقًا موقوفًا، فقال:"ويذكر عن أبي الدرداء: إنا لنكشر".
2 صحيح: رقم "2280".
3 ضعيف: رقم "1427".
عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ: "سلوا الله من فضله؛ فإن الله يحب أن يُسْأَلَ من فضله، وأفضل العبادة انتظار الفرج".
وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في بعض حواشيه، لكن قال الترمذي عقبه: هكذا رواه حماد بن واقد وليس بالحافظ، وقال البيهقي: تفرد به حماد وليس بالقوي، ورواه أبو نعيم عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال في المقاصد: وحديث أبي نعيم أشبه أن يكون أصح.
وله طرق: منها ما رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي والديلمي عن علي رفعه: "انتظار الفرج من الله عبادة، ومن رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل".
ومنها ما رواه العسكري والقضاعي عن ابن عمر رفعه: "انتظار الفرج بالصبر عبادة".
ومنها ما رواه البيهقي عن الزهري رفعه: "انتظار الفرج من الله عز وجل عبادة". وقال: إنه مرسل ثم ساق عن بقية متصلًا بلفظ: "انتظار الفرج عبادة" وقال: الأول أولى.
ومنها ما رواه البيهقي أيضًا عن ابن عباس رفعه: "أفضل العبادة توقع الفرج" وأخرجه القضاعي عن ابن عباس رفعه: "انتظار الفرج بالصبر عبادة".
ومنها ما رواه الحكيم الترمذي في الأصل الثامن والخمسين: "الحياء زينة، والتقى كرم، وخير المركب الصبر، وانتظار الفرج من الله عبادة".
628-
"أنت ومالك لأبيك"1.
رواه ابن ماجه عن جابر أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي مالًا وولدًا، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فذكره.
ورواه عنه الطبراني في الأوسط والطحاوي، ورواه البزار عن هشام بن عروة مرسلًا، وصححه ابن القطان من هذا الوجه.
وله طرق أخرى عند البيهقي في الدلائل والطبراني في الأوسط والصغير بسند فيه المكندر ضعفوه عن جابر، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أبي أخذ مالي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اذهب فأتني بأبيك" فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله عز وجل يقرئك السلام
1 صحيح: رقم "1486".
ويقول لك: إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه" فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بال ابنك يشكوك، تريد أن تأخذ ماله؟ " قال: سله يا رسول الله هل أنفقته إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إيه، دعنا من هذا، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك" فقال الشيخ: والله يا رسول الله، ما يزال الله يزيدنا بك يقينًا، لقد قلت في نفسي شيئًا ما سمعته أذناي، فقال: قل وأنا أسمع، فقال: قلت:
غذوتك مولودًا ومنتك يافعًا
…
تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت
…
لسقمك إلا ساهرًا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي
…
طرقت به دوني فعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها
…
لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي
…
إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة
…
كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتكَ إذا لم تَرْعَ حَقَّ أبوتي
…
فعلت كما الجار المجاور يفعل
تراه معدًّا للخلاف كأنه
…
برد على أهل الصواب موكل
ويروى بدل البيت الأخير قوله -البيت-:
فأوليتني حق الجوار فلم تكن
…
علي بمال دون مالك تبخل
قال: فحينئذٍ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه، وقال:"أنت ومالك لأبيك".
وذكر في الكشاف في تفسير سورة الإسراء بلفظ: شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه، وأنه يأخذ ماله فدعا به، فإذا شيخ يتوكأ على عصا فسأله فقال: إنه كان ضعيفًا وأنا قوي، وفقيرًا وأنا غني، فكنت لا أمنعه شيئًا من مالي، واليوم أنا ضعيف وهو قوي، وأنا فقير وهو غني، وهو يبخل عليَّ بماله، فبكى عليه الصلاة والسلام وقال:"ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى" ثم قال للولد: "أنت ومالك لأبيك" وقال مخرجه: لم أجده.
وقال في المقاصد: قال شيخنا: أخرجه في معجم الصحابة من طريق وبيض له قال: قلت: وكأنه رام ذكر الذي قبله، والحديث عند البزار في مسنده عن عمر أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي يريد أن يأخذ مالي فذكره، وهو منقطع
وأخرجه الطبراني في معاجمه الثلاثة عن ابن عمر قال: أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعدي على والده قال: إنه أخذ مني مالي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما علمت أنك ومالك من كسب أبيك".
وأخرج ابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي اجتاح مالي، قال:"أنت ومالك لأبيك، إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من أموالكم" وأخرجه أحمد عنه، وكذا ابن حبان عن عائشة في المقاصد، والحديث قوي.
629-
"أنزلوا الناس منازلهم"1.
رواه مسلم وأبو داود عن عائشة، ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق عن معاذ بلفظ:"أنزلوا الناس منازلهم من الخير والشر، وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة" وتقدم في: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم بأبسط.
630-
"أُنزل القرآن على سبعة أحرف"2.
رواه أحمد والترمذي عن أبي رضي الله عنه وأحمد عن حذيفة، وهو عند الطبراني من حديث ابن مسعود بزيادة: فمن قرأ على حرف منها، فلا يتحول إلى غيره رغبةً عنه، وفي رواية أخرى عنده: لكل حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع. وعنده عن معاذ:"أنزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، كلها كافٍ شافٍ".
631-
"انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا".
رواه البخاري عن أنس مرفوعًا وبقيته قال: يا رسول الله، هذا ننصره مظلومًا فكيف ننصره ظالمًا؟! قال:"تأخذ فوق يديه" وفى لفظ: "تمنعه من الظلم، فذاك نصرك إياه" وهو أيضًا لفظ ترجمة البخاري، وأخرجه أيضًا في الإكراه وزاد: فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال:"تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".
1 قال الألباني، كما بهامش ح1344 في الضعيف: في هذا العزو نظر؛ فإن مسلمًا لم يحتج به في صحيحه، وإنما ذكره فى مقدمته 5/ 1 معلقًا بدون إسناد، مشيرًا لضعفه بقوله:"وقد ذكر عن عائشة".
2 صحيح: رقم "1495".
ورواه مسلم عن جابر، وفيه بيان سببه قال: اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فنادى المهاجري: يا للمهاجرين ونادى الأنصاري: يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"ما هذا دعوى أهل الجاهلية"، قالوا: يا رسول الله ألا إن الغلامين اقتتلا، فكسع أحدهما الآخر، فقال:"لا بأس ولينصر الرجل أخاه ظالمًا أو مظلومًا، فإن كان ظالمًا فلينهه فإنه له نصر، وإن كان مظلومًا فلينصره"، وأخرجه ابن عساكر والدارمي عن جابر بلفظ:"انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، إن يك ظالمًا فاردده عن ظلمه، وإن يك مظلومًا فانصره".
632-
أنصف من بالحق اعترف.
قال في المقاصد: لم أعرفه هكذا، ولكن روى أحمد والحاكم عن الأسود بن سريع أنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأعرابي أسير فقال: أتوب إلى الله ولا أتوب إلى محمد، فقال صلى الله عليه وسلم:"عرف الحق لأهله".
633-
انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم؛ فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.
متفق عليه من حديث الأعرج، ورواه مسلم من حديث همام وأبي صالح ثلاثتهم عن أبي هريرة مرفوعًا، وفي لفظ لمسلم:"إذا نظر أحدكم إلى من فضله الله عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه".
وروى أحمد وابن حبان في أثناء حديث عن أبي ذر: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي".
634-
"أَنفقْ، أُنفق عليك".
متفق عليه عن أبي هريرة مرفوعًا قال: "قال الله عز وجل: أنفق، أنفق عليك" وقال: "يد الله ملأى لا يغيضها
…
الحديث"، وفى رواية لمسلم عن أبي هريرة أيضا مرفوعًا: "إن الله قال لي: أنفق، أنفق عليك".
635-
أنفق بلال، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالًا1.
رواه الطبراني في الكبير والقضاعي في مسنده عن ابن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال، وعند صبرة من تمر فقال:"ما هذا يا بلال؟ " قال: يا
1 صحيح: رقم "1512".
رسول الله ذخرته لك ولضيفانك، قال: "أما تخشى أن يفور لها بخار من جهنم، أنفق بلال
…
الحديث"، وذكره النجم عن أبي هريرة أيضا بلفظ: "أما تخشى يا بلال أن ترى له بخارًا في نار جهنم".
ورواه العسكري في الأمثال وكذا البزار في مسنده عن عائشة بلفظ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أطعمنا بلال" فقال: يا رسول الله ما عندي إلا صبرة من تمر خبأته لك، فقال: "أما تخشى أن يقذف به في نار جهنم، أنفق
…
" الحديث".
وأخرجه البزار أيضًا عن أبي هريرة بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة من تمر فقال: ما هذا؟ قال: أدخره، فقال: "أما تخشى أن ترى له بخارًا في نار جهنم أنفق
…
" الحديث.
ورواه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة مرفوعا، ورواه أيضا مرسلًا عن ابن سيرين، ورواه أبو يعلى بلفظ:"أنفق يا بلال، ولا تخافن من ذي العرش إقلالًا".
قال في المقاصد: وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ الحديث، وأنه "بلالًا" ويتكلفون في توجيهه بكونه نهيًا عن المنع وبغير ذلك فشيء لم أقف له على أصل انتهى.
وأقول: مما قيل فيه: إن أصله أنفق بلا قولك لا، ومنه أنه مصدر بلَّ يبلُّ مشدد اللام، وقد وجهه الجلال السيوطي في الأشباه والنظائر النحوية بأنه من الإتباع وإن كان منادًى مفردًا علمًا، وعبارته فيها: ومنه إتباع كلمة في التنوين لكلمة أخرى منونة صحبتها كقوله تعالى: {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ} [النمل: 22]{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلًا وَأَغْلالًا} [الإنسان: 4] في قراءة من نون الجميع، وحديث: أنفق بلالًا ولا تخشَ من ذي العرش انتهت.
وقال في "الهمع" أواخر الكتاب الخامس: روى البزار في مسنده وغيره أنفق بلالًا ولا تخش من ذي العرش إقلالًا، نون المنادى المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالًا انتهى، وأقول: ظاهر كلامه في الكتابين أن الرواية بالنصب ومقتضى ما في المقاصد أنه بالضم فليراجع، وكلام السيوطي لا يفيد حصر الرواية بالنصب والإمام السخاوي نفى الوقوف فلا ينفي الورود، فمن حفظ حجة على من لم يحفظ فافهم، أي: فهما روايتان فلا منافاة.
636-
إنما الأعمال بالنيات1.
مر في الأعمال بالنيات في أول الكتاب.
1 انظر: ح "1".
637-
"إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذابًا"1.
رواه البخاري في التاريخ عن أبي هريرة، وكذا في الأدب المفرد عنه بلفظ: إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة.
638-
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"2.
رواه مالك في الموطأ بلاغًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن عبد البر: هو متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره.
ومنها ما رواه أحمد والخرائطي في أول المكارم بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق".
ومنها ما رواه الطبراني في الأوسط بسند فيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف عن جابر مرفوعًا بلفظ: "إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق، وكمال محاسن الفعال". لكن معناه صحيح، ومنها ما عزاه الديلمي لأحمد في مسنده عن معاذ، لكن قال في المقاصد: وما رأيته فيه، والذي رأيته فيه: أبي هريرة رضي الله عنه.
639-
"إنما أجرك على قدر نصبك".
رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها.
640-
"إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة".
رواه أحمد والرامهرمزي في الأمثال، وأخرجه ابن ماجه عن معاوية، وصححه ابن حبان بلفظ:"لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة".
641-
أنفق ما في الجيب، يأتك ما في الغيب.
ليس بحديث لكنه يقرب من معنى الحديث المتقدم المتفق عليه "أنفق، أنفق عليك" وقوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] والمشهور على الألسنة: يأتيك -بالياء- وله وجه في العربية، أخرج الخطيب في جزء له في الزهد عن يحيى بن معاذ الرازي أنه قال: بدأ أمري في سياحتي حيث خرجت من الري فوقع في قلبي شأن المئونة والنفقة، فتفكرت في نفسي فإذا بهاتف لي في قلبي: أخرج ما في الجيب، نعطك من الغيب.
1 ضعيف: رقم "2053".
2 رواية الإمام أحمد، والخرائطى عن أبي هريرة: صحيح: رقم "2349".
قال القاري في الموضوعات: وأما قولهم أنفق أبو بكر ما معه حتى تخلل بالعباءة، فليس في المرفوع، لكن معناه صحيح انتهى.
وقال النجم: أنفق أبو بكر ما معه حتى تخلل بالعباءة، ليس واردًا هكذا، ومعناه ثابت لقوله صلى الله عليه وسلم: واساني بنفسه وماله، ولقوله: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، وأسلم وله أربعون ألفًا فأنفقها في سبيل الله، وقالت عائشة: ما ترك دينارًا، ولا درهمًا.
642-
"إنما البيع عن تراضٍ"1.
رواه ابن ماجه والضياء عن أبي سعيد الخدري.
643-
"إنما جعل الإمام ليؤتمَّ به؛ فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون".
رواه الشيخان ومالك وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس، ورواه الشيخان وأحمد عن عائشة، وله طرق وألفاظ أخرى.
644-
إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام2.
رواه الطبراني في الأوسط بسند رجاله موثقون إلا شعيب بن طلحة، فالأكثرون على توثيقه عن أبي بكر مرفوعًا، قال في المقاصد: ولم أره في "الوشي المعلم" ولا في "تلخيصه" ولا في الأفراد للدارقطني عن ابن عباس رفعه: "إن حظ أمتي من النار طول بلائها تحت التراب" وبيض له الديلمي في مسنده.
645-
إنما السلطان ظل الله، ورمحه في الأرض.
رواه أبو الشيخ والديلمي والبيهقي وآخرون عن أنس مرفوعًا بلفظ: "إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها؛ إنما السلطان
…
الحديث".
وفي لفظ للديلمي وأبي نعيم وغيرهما عن أنس مرفوعًا: "السلطان ظل الله ورمحه في الأرض، فمن نصحه ودعا له اهتدى، ومن دعا عليه ولم ينصحه ضلَّ" قال في المقاصد:
1 صحيح، انظر صحيح ابن ماجه "ح1778".
2 موضوع: رقم "2056".
وهما ضعيفان، لكن في الباب عن أبي بكر وعمر وابن عمر وأبي بكرة وأبي هريرة وغيرهم كما بينتها واضحة في جزء رفع الشكوك في مفاخر الملوك انتهى، وسيأتي له طرق وألفاظ أخرى في: السلطان ظل الله، وقد ألف فيه السيوطي أيضًا كما قال النجم.
646-
"إنما شفاء العي السؤال"1.
رواه ابن ماجه من طريق الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: سمعت ابن عباس يخبر أن رجلًا أصابه جرح -وفي رواية: في رأسه- على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصابه احتلام فأمر بالاغتسال، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"قتلوه قتلهم الله، أَوَلَم يكن شفاء العي السؤال؟! "، قال عطاء: وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو غسل جسده، وترك رأسه حيث أصابه الجرح به"، هكذا رواه بدون واسطة بين الأوزاعي وعطاء، وحكى ابن أبي حاتم إثبات إسماعيل بن مسلم بينهما وأثبت الواسطة أيضًا مع إبهامها محمد بن شعيب فقال: أخبرني الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء.
ورواه أبو داود عنه بلفظ: أصاب رجلًا جرحٌ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم احتلم فأمر بالاغتسال، فاغتسل فمات، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"قتلوه قتلهم الله، ألم يكن شفاء العي السؤال؟ ".
ورواه أيضا أحمد والدارمي والدارقطني، ثلاثتهم عن الأوزاعي، وفي الباب أيضًا علي وجابر.
647-
"إنما الصبر عند الصدمة الأولى".
رواه الشيخان عن أنس، وسببه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة تبكي على صبي لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها:"اتقي الله واصبري" فقالت: "إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي" ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت بابه فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك فذكره، وفي لفظ للبخاري: الصبر عند الصدمة الأولى، وفي لفظ له أيضا: إنما الصبر عند أول صدمة، والمعنى: إنما الصبر الكامل أو الذي تحمد عاقبته، عند الصدمة الأولى.
648-
"إنما الماء من الماء".
رواه مسلم وأبو داود عن أبي سعيد، ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه عن أبي أيوب.
1 صحيح: رقم "4366".
649-
"إنما النساء شقائق الرجال"1.
رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن عائشة، ورواه البزار عن أنس، قال ابن القطان: هو من طريق عائشة ضعيف، ومن طريق أنس صحيح.
650-
إنما الأمل رحمة من الله لأمتي؛ لولا الأمل ما أرضعت أمٌّ ولدًا، ولا غرس غارسٌ شجرًا2.
رواه الخطيب عن أنس.
651-
إنما الطلاق لمن أخذ بالساق3.
رواه ابن ماجه من طريق ابن لهيعة عن ابن عباس قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله سيدي زوجني أمته، وهو يريد أن يفرق بيني وبينها قال: فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: "أيها الناس، ما بال أحدكم يزوج عبده أمته، ثم يريد أن يفرق بينهما".
ورواه الدارقطني من طريق ابن لهيعة بدون ذكر ابن عباس، ولكن أخرجه بإثباته أبو الحجاج المهري عن موسى ولفظه: إنما يملك الطلاق من أخذ بالساق، وقال النجم: وأخرجه الطبراني عن عصمة بن مالك: إنما الطلاق بيد من أخذ بالساق.
652-
"إنما العلم بالتعلم"4.
رواه الطبراني في الكبير، وأبو نعيم والعسكري عن أبي الدرداء رفعه بلفظ:
"إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحرَّ الخير يُعْطَه، ومن يتوقَّ الشر يُوقه؛ لم يسكن الدرجات العلا -ولا أقول لكم: من الجنة- من استقسم، أو تطير طيرًا يرده من سفره".
وفى سنده محمد بن الحسن الهمذاني كذاب.
ولكن رواه البيهقي في المدخل عن أبي الدرداء موقوفًا.
1 صحيح: رقم "2333".
2 موضوع: رقم "2044".
3 سيأتي في حديث "1659".
4 حسن: رقم "2328".
وفي رواية للطبراني وكذا البيهقي عن أبي الدرداء بزيادة بعد قوله "يوقه": "ثلاث من كن فيه لم يسكن الدرجات العلا -ولا أقول لكم: الجنة-: من تكهن، أو استقسم، أو رد من سفر تطيرًا".
وأخرجه العسكري عن أنس مرفوعًا، وعن معاوية مرفوعًا بلفظ:"يا أيها الناس، إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما يخشى الله من عباده العلماء".
وأخرجه الطبراني في الكبير، وابن أبي عاصم في العلم عن معاوية أيضًا، وجزم البخاري بتعليقه فقال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" وقال: "إنما العلم بالتعلم".
وأخرجه الدارقطني في الأفراد عن أبي هريرة والخطيب عن أبي هريرة وعن أبي الدرداء بلفظ: "إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرَّ الخير يُعطه، ومن يتقِ الشر يُوقه".
وأخرجه أبو نعيم عن شداد بن أوس بلفظ: أن رجلًا قال: "يا رسول الله، ماذا يزيد في العلم؟ " قال: "التعلم"، وفى سنده كذاب وهو عمر بن صبيح.
وأخرجه البزار بسند في حديث طويل رجاله ثقات عن ابن مسعود مرفوعًا، أنه كان يقول:"فعليكم بهذا القرآن؛ فإنه مأدبة الله، فمن استطاع منكم أن يأخذ من مأدبة الله فليفعل؛ فإنما العلم بالتعلم".
وروى البيهقي في المدخل والعسكري في الأمثال، كلاهما عن أبي الأحوص أنه قال:"إن الرجل لا يُولَد عالمًا، وإنما العلم بالتعلم".
وروى العسكري أيضًا عن حميد الطويل أنه قال: كان الحسن يقول: "إذا لم تكن حليمًا فتحَلَّمْ، وإذا لم تكن عالمًا فتعلَّمْ، فقلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم".
وروى العسكري أيضًا من وجه آخر عن عمرو البجلي أنه قال: "الحسن هو والله أحسن منك رداءً، وإن كان رداؤك حبرة رجل رداؤُه الحلم، فإن لم يكن حلم -لا أبا لك- فتحلم؛ فإنه من تشبه بقوم لحق بهم".
653-
إنما هي أعمالكم ترد عليكم.
قال النجم: رواه أبو نعيم عن حسان بن عطية قال: "بلغني أن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا بني آدم، إنا قد أنصتنا لكم مذ خلقناكم فأنصتوا لنا، اليوم نقرأ عليكم أعمالكم،
فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد شرًّا فلا يلومن إلا نفسه، إنما هي أعمالكم ترد عليكم" وفى كتاب الله تعالى:{وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [يس: 54] .
654-
إنما يرحم الله من عباده الرحماء.
متفق عليه عن أسامة بن زيد مرفوعًا، قال في المقاصد: وقد جمعت في هذا المعنى جزءًا، وتقدم الكلام عليه مبسوطا في "ارحموا من في الأرض".
655-
إنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل1.
رواه العسكري في الأمثال بهذا اللفظ عن أنس قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ أقبل علي رضي الله عنه فسلم ثم وقف ينظر موضعًا يجلس فيه فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجوه أصحابه "أيهم يوسع له"، وكان أبو بكر رضي الله عنه عن يمينه فتزحزح له عن مجلسه وقال:"هاهنا يا أبا الحسن"، فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبى بكر فعرف السرور في وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أبا بكر، إنما يعرف الفضل
…
الحديث.
وهو عند الديلمي في مسنده عن أبي سعيد رفعه بلفظ: يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لذوي الفضل أهل الفضل.
وفي ترجمة العباس من تاريخ دمشق لابن عساكر عن عائشة أن النبي كان جالسًا مع أصحابه وبجنبه أبو بكر وعمر، فأقبل العباس، فأوسع له أبو بكر فجلس بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر فذكره، والحديثان ضعيفان، ولكن المعنى صحيح كما قاله السخاوي.
وعزاه في الجامع الصغير للخطيب ولابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها بلفظ: إنما يعرف الفضل لأهل الفضل، أهل الفضل.
656-
إنما اليمين حنث أو ندم2.
رواه أبو يعلى عن ابن عمر، سيأتي في حرف الحاء من رواية ابن ماجه عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: الحلف حنث أو ندم.
1 لفظ ابن عساكر عن عائشة: موضوع: رقم "2067".
2 انظر: ح "1165".
657-
"إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب".
رواه الشيخان عن سعد بن أبي وقاص، وهما وأبو داود والنسائي عن ابن عمر، وزاد فيه عمن ذكر كما في الجامع الكبير:"الشهر هكذا وهكذا وهكذا" وعقد الإبهام في الثالثة: "والشهر هكذا وهكذا وهكذا"، يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين.
658-
إني بعثت بالحنيفية السمحة.
رواه الديلمي عن عائشة رضي الله عنها في حديث الحبشة ولعبهم ونظر عائشة إليهم بلفظ: لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، وإني بعثت بالحنيفية السمحة.
ورواه أحمد بسند حسن عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يومئذٍ ليعلم يهود أني أرسلت بالحنيفية السمحة"، وفي الباب عن أبي وجابر وابن عمر وأبي هريرة وغيرهم.
وترجم البخاري في صحيحه بلفظ: "أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة" ورواه في الأدب المفرد عن ابن عباس بلفظ: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: "الحنيفية السمحة".
وقال النجم: وحديث جابر أخرجه الخطيب بلفظ: "بعثت بالحنيفية السمحة"، وقال النجم: وحديث جابر أخرجه الخطيب بلفظ: "بعثت بالحنيفية، ومن خالف سنتي فليس مني".
659-
إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن، أو من جانب اليمن.
قال العراقي: لم أجد له أصلًا.
660-
إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا1.
رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
1 ضعيف: رقم "2037".
661-
إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق1.
رواه الحاكم والبزار وابن عدي والبيهقي عن أبي هريرة.
662-
"إنه ليغان2 على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".
رواه مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي عن الأوزاعي.
663-
إن التوبة تغسل الحوبة، وإن الحسنات يذهبْنَ السيئات3.
رواه أبو نعيم عن شداد بن أوس، وزاد:"إذا ذكر العبد ربه في الرخاء أنجاه في البلاء" وذلك بأن الله تعالى يقول: "لا أجمع أبدًا لعبدي أمنين ولا أجمع له خوفين، إن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي، وإن خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس، فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحقه" انتهى.
ورواه في الإحياء بلفظ: "إن الحسنات يذهبن السيئات، كما يذهب الماء الوسخ".
لكن قال الزين العراقي في تخريجه: لم أجده بهذا اللفظ، وهو صحيح المعنى وبمعنى: أتبع السيئة الحسنة تمحها.
664-
"إن أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، ورب مُصَلٍّ لا خير فيه"4.
رواه البيهقي عن عمر، وسيأتي في أول ما يرفع.
ورواه الحكيم الترمذي عن زيد بن ثابت بلفظ: "إن أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة، ورب مصل لا خلاق له عند الله تعالى".
1 ضعيف: رقم "2042".
2 الغين: الغيم، وغينت السماء تغان: إذا أطبق عليها الغيم. وقيل: الغين: شجر ملتف. أراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر؛ لأن قلبه أبدًا كان مشغولًا بالله تعالى، فإن عرض له وقتًا ما عارض بشيء يشغله عن أمور الأمة والملة ومصالحهما، عد ذلك ذنبًا وتقصيرًا، فيفزع إلى الاستغفار. كذا في النهاية.
3 موضوع: رقم "1426".
4 رواه الطبراني في الصغير وفيه حكيم بن نافع، وثقه ابن معين وضعفه أبو زرعة، وبقية رجاله ثقات، كما في المجمع "321/ 7".
665-
إن التجار هم الفجار1.
قال النجم: رواه الطبراني عن معاوية وأحمد والحاكم والبيهقي عن عبد الرحمن بن شبل، زاد فقيل: يا رسول الله، أليس قد أحل الله البيع؟ قال:"نعم، ولكنهم يحلفون فيأثمون، ويحدثون فيكذبون"، نعم يستثنى التاجر الصدوق الأمين؛ لأنه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، كما أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري، انتهى.
وقال ابن حجر المكي في فتاواه الحديثية رادًّا على بعض الحفاظ المورد له بلفظ: إن التجار هم الفجار إلا من قال بيده هكذا وهكذا، قال: صدر الحديث إلى الاستثناء وارد، بل صحيح كما قاله الترمذي، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: يا معشر التجار، فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال: التجار يبعثون يوم القيامة فجارًا، إلا من اتقى الله وبر وصدق.
وفي رواية صحيحة: إن التجار هم الفجار، فسئل: يا رسول الله، أليس قد أحل الله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يحدثون فيكذبون، ويحلفون فيأثمون، قال: وأما آخره وهو إلا من قال بيده هكذا وهكذا. فلم يرد في شيء من كتب الحديث بعد البحث عنه، انتهى.
وأقول: ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري ما قد يشهد لهذا الخطيب حيث قال فيه: وفي رواية للبخاري عن أبي ذر بلفظ: "المكثرون هم الأخسرون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا
…
الحديث" انتهى.
وفي رواية لمسلم عن أبي ذر قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني قال:"هم الأخسرون، ورب الكعبة". فقلت: يا رسول الله، فداك أبي وأمي، من هم؟ قال:"هم الأكثرون أموالًا، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا، من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم؛ ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم، لا يؤدي زكاتها، إلا جاءت يوم القيامة أعظم مما كانت وأسمنه، تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما نفذت أخراها عادت عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس" انتهى فتأمله.
1 صحيح: رقم "1594".
666-
إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون.
رواه مسلم عن ابن مسعود.
667-
"إن أبخل الناس من بخل بالسلام"1.
رواه أبو يعلى، وعن ابن حبان والإسماعيلي من طريقه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة موقوفًا بلفظ:"إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء" رواه الطبراني في الأوسط وفي الدعاء.
والبيهقي في الشعب عن عاصم مرفوعًا بلفظ: أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام. ورجاله رجال الصحيح.
وفي لفظ عن أبي هريرة: "البخيل كل البخيل...." وذكره.
وأخرجه الطبراني في الدعاء عن عبد الله بن معقل رفعه بلفظ: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام".
وأخرجه العسكري بزيادة: "إن أسوأ الناس سرقةً الذي يسرق من صلاته".
وأخرجه أحمد والبزار والبيهقي عن جابر بلفظ: إن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن لفلان في حائطي عذقًا، وإنه قد آذاني وشق علي مكان عذقه. فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بعني عذقك الذي في حائط فلان. قال: لا. قال: فهبه لي. قال: لا. قال: فبعنيه بعذق في الجنة. قال: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت الذي هو أبخل منك، إلا الذي يبخل بالسلام".
وأخرجه أبو نعيم عن أنس، رفعه: بخيل الناس من بخل بالسلام.
668-
إن تحت كل شعرة جنابة، فاغسلوا الشعر، وأنقوا البشر2.
رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة.
669-
"إن الدال على الخير كفاعله"3.
رواه الترمذي عن أنس، وسيأتي فيه زيادة في حرف الدال.
1 صحيح، انظر صحيح الجامع "ح1519".
2 ضعيف: رقم "1847".
3 انظر حديث "1282".
670-
إن الشمس ردت على عليِّ بن أبي طالب.
قال الإمام أحمد: لا أصل له، وقال ابن الجوزي: موضوع، لكن خطئوه، ومن ثَمَّ قال السيوطي: أخرجه ابن منده وابن شاهين عن أسماء بنت عميس، وابن مردويه عن أبى هريرة، وإسنادهما حسن.
وصححه الطحاوي والقاضي عياض، قال القاري: ولعل المنفي ردها بأمر علي، والمثبت بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وأقول في عمدة القاري للعيني، كفتح الباري للحافظ ابن حجر، أن الطبراني والحاكم والبيهقي في الدلائل أخرجوا عن أسماء بنت عميس أن النبي نام على فخذ عليٍّ حتى غابت الشمس، فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال علي رضي الله عنه: يا رسول الله، إني لم أصلِّ العصر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم، إن عبدك عليًّا احتسب بنفسه على نبيك، فردها عليه". قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض، ثم قام علي فتوضأ وصلى العصر، وذلك بالصهباء.
قال الطحاوي: وكان أحمد بن صالح يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم أن يتخلف عن حفظ حديث أسماء؛ لأنه من أجل علامات النبوة. قال: وهو حديث متصل، ورواته ثقات، وإعلال ابن الجوزي له لا يلتفت إليه، انتهى.
وأقول: قد ذكرنا في الفيض الجاري في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "أحلت لكم الغنائم" أن قصة علي في رد الشمس بعد مغيبها، وأنها ردت لنبينا أيضا في وقعة الخندق حين شغل عن صلاة العصر حتى صلاها، وكذا ردت لسليمان بن داود عليهما السلام على قول بعضهم، وأما حبسها عن المغيب فقد وقع ليوشع بن نون، وقبله لموسى بن عمران، ووقع بعدهما لسليمان بن داود، وأيضا لنبينا عن الطلوع ليلة الإسراء، وإن كان في بعضها مقال، فراجعه فقد ذكرناه هناك مبسوطًا.
671-
"إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع"1.
ذكره في الإحياء، قال العراقي: متفق عليه دون "فضيقوا مجاريه بالجوع" فإنه مدرج من بعض الصوفية.
1 صحيح: رقم "1658" دون: فضيقوا مجاريه بالجوع.
672-
إن العالم والمتعلم إذا مرا على قرية، فإن الله تعالى يرفع العذاب عن مقبرة تلك القرية أربعين يومًا.
قال السيوطي: لا أصل له، ومثله ما أخرجه الثعلبي وكثير من المفسرين عن حذيفة رفعه بلفظ: "إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتمًا مقضيًّا، فيقرأ الصبي من صبيانهم في الكتاب:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] فيسمعه الله تعالى فيرفع الله عنهم بذلك عذاب أربعين سنة، فإنه موضوع، كما قاله الحافظ العراقي وغيره، وقيل: إنه ضعيف، انتهى.
673-
إن العبد لينشر له من الثناء ما بين المشرق والمغرب، وما يزن عند الله جناح بعوضة.
ذكره في الإحياء، قال العراقي: لم أجده هكذا، وفي الصحيحين عن أبي هريرة:"إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة".
674-
إن ابن آدم لحريص على ما منع1.
رواه الطبراني، ومن طريقه الديلمي بسند ضعيف عن ابن عمر رفعه.
675-
إن أحدكم يأتيه الله برزق عشرة أيام في يوم واحد، فإن هو حبس عاش تسعة أيام بخير، وإن هو وسع وأسرف قتر عليه تسعة أيام2.
رواه الديلمي عن أنس وقال الله تعالى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] .
676-
"إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله"3.
أسنده البخاري في الطب عن ابن عباس رفعه في قصة اللديغ الذي رقاه أحد النفر من الصحابة، وهو ابن مسعود بفاتحة الكتاب على شاة شرطها فبرئ وكره أصحابه ذلك وقالوا له: أخذت على كتاب الله أجرًا حتى قدموا المدينة فقالوا: يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرًا فذكره.
1 ضعيف جدا: رقم "1360".
2 ضعيف: رقم "1372".
3 صحيح: رقم "1548".
وعلقه البخاري في الإجارة جازمًا به فقال: وقال ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله"، لكنه في الطب أيضا علقه بصيغة التمريض مع إيراده له متصلا في صحيحه لروايته له بالمعنى.
وروى أبو نعيم عن أبي هريرة مرفوعًا: "من أخذ أجرًا على القرآن فذاك حظه من القرآن".
وأما ما رواه أبو نعيم أيضا ومن طريقه الديلمي عن ابن عباس رفعه بلفظ: "فقد تعجل حسناته في الدنيا" ، فيحمل إن ثبت على من تعين عليه التعليم.
677-
"إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط"1.
رواه الترمذي عن أنس، ورواه أحمد عن محمود بن لبيد لكن بلفظ:"فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع".
678-
"إن الله إذا استودع شيئًا حفظه"2.
رواه البخاري في الأدب المفرد والبيهقي عن ابن عمر، ومما يناسب إيراده هنا ما ذكره عن عز الدين بن جماعة في كتاب هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك بقوله: وليستودع ربه ما خلفه من أهل ومال وولد بإخلاص وصدق نية، فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه استعرض الناس ذات يوم، فرأى رجلًا معه ابنه فقال: ما رأيت غرابًا أشبه بغراب منك بهذا، فقال: يا أمير المؤمنين، ما ولدته أمه إلا وهي ميتة، فقال عمر: حدثني قال: خرجت في غزاة وأمه حامل به مثقلة، فقلت لها حين ودعتها بإخلاص وصدق نية: أستودع الله ما في بطنك فغبت ثم قدمت، فإذا بابي مغلق فقلت: ما فعلت فلانة فقالوا: ماتت، فذهبت إلى قبرها فبكيت عنده فلما كان من الليل قعدت مع بني عم لي نتحدث وليس يسترنا من البقيع شيء، فارتفعت لي نار بين القبور فقلت لبني عمي: ما هذه النار؟ فتفرقوا عني حياء مني فأتيت أقربهم إلي فسألته فقال: يُرَى على قبر زوجتك كل ليلة نار، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، إن كانت والله فيما علمت لصوامة قوامة عفيفة مسلمة، انطلق بنا، فأخذت الفأس وجئت إلى قبرها، فإذا هو
1 رواية أحمد: صحيح: رقم "1706".
2 صحيح: رقم "1708".
مفتوح، وإذا هذا يدب حولها ومنادٍ ينادي: ألا أيها المستودع ربه خذ وديعتك، أما والله لو استودعتنا أمه لوجدتها، فأخذته وانسد القبر، انتهى.
679-
إن الله أمرني بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض1.
رواه الديلمي عن عائشة رضي الله عنها.
680-
إن الله أنزل الداء، والدواء2.
رواه أبو داود عن أبي الدرداء، وزاد: وجعل لكل داء دواء.
681-
"إن الله جعل الحق على لسان عمر، وقلبه"3.
رواه أحمد وأبو داود والحاكم عن أبي ذر، وأحمد والترمذي عن ابن عمر، وأبو يعلى والحاكم عن أبي هريرة، والطبراني عن بلال ومعاوية، وابن سعد عن أيوب بن موسى مرسلًا، وزاد: وهو الفاروق، فرق الله به بين الحق والباطل.
682-
"إن أدنى أهل الجنة درجةً لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم، بيد كل واحد صفحتان؛ واحدة من ذهب والأخرى من فضة" -الحديث.
رواه الطبراني بإسناد قوي عن أنس، ورواه الترمذي عن أبي سعيد بلفظ:"أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة، وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء، وإن عليهم التيجان، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب" ، انتهى مفرقًا.
683-
إن الأرض لتنجس من بول الأبعر أربعين يومًا.
قال القاري: فيه داود الوضاع.
684-
إن لم تكن العلماء أولياء الله، فليس لله ولي.
قال السخاوي: لا أعرفه حديثًا، وكذا ما اتخذ الله من ولي جاهل، قال القاري: ليس بحديث بل هو من كلام أبي حنيفة والشافعي.
1 ضعيف جدا: رقم "1567".
2 الحديث بزيادته: ضعيف: رقم "1569".
3 صحيح: رقم "1736".
وأخرجه البيهقي عن الشافعي بلفظ: إن لم تكن الفقهاء أولياء الله في الآخرة فما لله ولي، وكيف لا والشافعي يقول أيضًا: ما أحد أودع لخالقه من الفقهاء؟!.
685-
إن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص، والإيمان لا يزيد ولا ينقص.
قال القاري: قال الفيروزآبادي: كله لا يصح، وأقول: المراد بالإيمان ثانيًا بمعنى التصديق القلبي، على القول بأنه لا يزيد ولا ينقص، فتأمل.
686-
…
1.
687-
"إن الله جميل يحب الجمال"2.
رواه أحمد عن أبي ريحانة، ومسلم والترمذي عن ابن مسعود، وأبو يعلى عن أبي سعيد، والطبراني عن أبي أمامة وابن عمر وجابر، زاد في حديث جابر: ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها.
ورواه البيهقي عن أبي سعيد، وزاد فيه:"ويحب أن يرى أثر نعمه على عبده، ويبغض البؤس والتبؤس" وابن عدي في الكامل عن ابن عمر، وزاد فيه: سخي يحب السخاء، نظيف يحب النظافة.
688-
"إن الله طيب، لا يقبل إلا الطيب".
رواه مسلم وأحمد وابن عدي والترمذي عن أبي هريرة، وعند الترمذي وغيره عن سعد بن أبي وقاص رفعه:"إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود".
689-
إن الله سأل عن صحبة ساعة3.
قال النجم: دائر في ألسنة الناس، وفي معناه ما أخرجه ابن جرير في قوله تعالى:{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: 36] عن رجل من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل غيضة مع بعض أصحابه، فاجتنى منها سواكين أحدهما معوج، والآخر مستقيم، فدفع
1 ليس لهذا الرقم حديث مقابل في جميع النسخ.
2 صحيح: رقم "1741".
3 موضوع، بنحوه في الضعيفة "ح124".
المستقيم إلى صاحبه فقال له: يا رسول الله كنت أحق بالمستقيم، فقال:"ما من صاحب يصحب صاحبًا ولو ساعة من نهار، إلا سئل عن صحبته: هل أقام منها حق الله تعالى، أم أضاعه؟ " انتهى.
وأقول: المشهور على الألسنة الآن أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن صحبة ساعة.
690-
إن الله غيور يحب الغيور، وإن عمر غيور1.
رواه رسته2 في كتاب الإيمان عن عبد الرحمن بن رافع مرسلًا، وعند الشيخين عن أبي هريرة:"إن الله تعالى يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله" زاد مسلم: "والمؤمن يغار" وعندهما عن المغيرة قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلًا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح3 فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله؛ ومن أجل ذلك بعث المنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله؛ ومن أجل ذلك وعد الجنة".
وفي الباب عن ابن مسعود وعائشة وغيرهما، ورواه الشيخان وابن ماجه عن أبي هريرة بلفظ:"بَيْنَا أنا نائم ثم رأيتُني في الجنة، فإذا أنا بامرأة تتوضأ إلى جانب قصر، قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب، فذكرت غيرته فوليت مدبرًا"، فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟!.
ورواه أيضا الشيخان عن جابر بن عبد الله بلفظ: "رأيتني في الجنة فإذا أنا بالوميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا بلال ورأيت قصرًا بفنائه جارية فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك"، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار؟! وروى أبو داود والترمذي وابن حبان عن جابر بن عتيك:"إن من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله؛ فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة" الحديث.
1 ضعيف، انظر ضعيف الجامع "ح1618".
2 رسته: هو عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهرى روى عنه ابن ماجه، انظر تهذيب الكمال 296/ 17.
3 يقال: أصفحه بالسيف: إذا ضربه بعرضه دون حده، فهو مصفح. كما في النهاية.
691-
إن أحسن الحسن الخلق الحسن1.
رواه المستغفري في المسلسلات وابن عساكر عن الحسن بن علي.
692-
"إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها"2.
رواه أحمد والدارمي عن أبي قتادة مرفوعا، وفي لفظ بحذف "إن" وصححه ابن خزيمة والحاكم، وقال: إنه على شرطهما، ورواه أحمد أيضا والطيالسي عن أبي سعيد مرفوعًا، ورواه ابن منيع عن أبي هريرة، ورواه مالك عن النعمان بن مرة مرسلًا.
693-
إن الأسود إذا جاع سرق، وإذا شبع زنى.
رواه الطبراني في الأوسط وابن عدي عن عائشة مرفوعا بزيادة: "وإن فيهم لخلتين: صدق السماحة، والبخل".
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات بلفظ: "الزنجي إذا جاع سرق، وإذا شبع زنى".
وله شاهد عند الطبراني في الكبير عن ابن عباس قال:
قيل: يا رسول الله، ما يمنع حبش بني المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم.
فقال: لا خير في الحبش، إذا جاعوا سرقوا، وإذا شبعوا زنوا، وإن فيهم لخصلتين حسنتين: إطعام الطعام، وبأس عند البأس.
ورواه البزار بلفظ: "لا خير في الحبش: إن شبعوا زنوا، وإن فيهم لخصلتين: إطعام الطعام، وبأس عند البأس".
وعند الطبراني في الكبير عن أم أيمن قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأسود لبطنه وفرجه".
وعنده أيضًا عن ابن عباس بلفظ: ذكر السودان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "دعوني من السودان؛ فإن الأسود لبطنه وفرجه".
1 موضوع: رقم "1373".
2 بنحوه صحيح: "رقم 986".
وبعضها يؤكد بعضًا، بل سند البزار حسن.
ولأبي نعيم فيما أسنده الديلمي من طريقه عن أبي رافع، رفعه:"شر الرقيق الزنج: إن شبعوا زنوا".
وقد اعتمد الحديث إمامنا الشافعي، فروى في مناقبه البيهقي عن المزني أنه قال:
كنت مع الشافعي في الجامع، إذ دخل رجل يدور على النيام.
فقال الشافعي للربيع: قم فقل: لك عبد أسود، مصاب بإحدى عينيه.
قال الربيع: فقمت إليه، فقلت له، فقال: نعم.
فقلت: تعاله!
فجاء إلى الشافعي، فقال: أين عبدي؟
قال: مر، تجده في الحبس.
فذهب الرجل، فوجده في الحبس.
قال المزني: فقلت له: أخبرنا، فقد حيرتنا.
فقال: نعم، رأيت رجلًا دخل من باب المسجد يدور بين النيام، فقلت: يطلب هاربًا.
ورأيته يجيء إلى السودان دون البيض، فقلت: هرب له عبد أسود.
ورأيته يجيء إلى ما يلي العين اليسرى، فقلت: مصاب بإحدى عينيه.
قلنا: فما يدريك أنه في الحبس؟
فقال: ذكرت الحديث في العبيد: "إن جاعوا سرقوا، وإن شبعوا زنوا" فتأولت أنه فعل أحدهما، فكان كذلك.
694-
إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة، وذلك أنهم يزورون الله في كل جمعة فيقول: تمنوا علي ما شئتم، فيلتفتون إلى العلماء فيقولون: ماذا نتمنى على ربنا؟ فيقولون: تمنوا كذا وكذا -الحديث1.
قال القاري: ذكر في الميزان أنه موضوع.
1 موضوع: رقم "1832".
695-
إن بلالًا كان يبدل الشين في الأذان سينًا1.
قال في الدرر: لم يرد في شيء من الكتب، وقال القاري: ليس له أصل، وقال البرهان السفاقسي نقلا عن الإمام المزي: إنه اشتهر على ألسنة العوام ولم يرد في شيء من الكتب، وسيأتي الكلام عليه بأبسط من هذا في سين بلال عند الله شين.
696-
"إن حسن العهد من الإيمان"2.
رواه الحاكم والديلمي عن عائشة رضي الله عنها وسيأتي الكلام عليه مبسوطًا في حسن العهد.
697-
"إن رحمتي تغلب غضبي".
متفق عليه عن أبى هريرة رفعه أنه قال: "لما قضى الله" -وفى لفظ لمسلم: "لما خلق الله الخلق- كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت" -وفي لفظ: "تغلب- غضبي".
ورواه البخاري فقط من حديث مالك عن أبي هريرة أيضًا بلفظ: "إن رحمتي سبقت غضبي".
ورواه مسلم من حديث أبي هريرة أيضا بلفظ: "قال الله: سبقت رحمتي غضبي" وفى لفظ لمسلم عن أبي هريرة: "إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق: إن رحمتي سبقت غضبي".
698-
إن خرافة كان من عذرة أسرته الجن، فمكث فيهم دهرًا ثم ردوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بما رأى من الأعاجيب، فقال الناس حديث خرافة3.
وروى الترمذي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم حدث ذات ليلة نساءه حديثًا فقالت امرأة منهن: هذا حديث خرافة، فقال: "أتدرون ما خرافة؟ إن خرافة
…
" الحديث.
1 انظر حديث "1520".
2 حسن: انظر "2056".
3 ضعيف، انظر ضعيف الجامع "ح100".
699-
"إن الدين النصيحة" -قاله ثلاثًا- قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسله ولأئمة المسلمين وعامتهم".
رواه أحمد عن ابن عباس، وهو ومسلم وأبو داود والنسائي عن تميم الداري، والترمذي والنسائي عن أبي هريرة، والمشهور إسقاط "إن" في أوله وهو ما في صحيح البخاري في كتاب الإيمان معلقًا.
700-
إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه1.
رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن ثوبان، وصححه بزيادة:"ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
701-
إن الزامر يأتي يوم القيامة بمزماره، وإن السكران يأتي بقدحه، وإن المؤذن يأتي يؤذن، وهكذا كل من مات على شيء يأتي عليه2.
قال ابن حجر الهيثمي في فتاويه: ورد في الحديث ما يقتضي ذلك، وورد التصريح بأفراد منه، ونص عليه العلماء.
أخرج مسلم: "يبعث كل عبد على ما مات عليه" والبيهقي: من مات على مرتبة من هذه المراتب، بعث عليها يوم القيامة، وعليه حمل العلماء "خبر يبعث الميت في ثيابه التي مات فيها" أي: الأعمال التي يموت عليها من خير وشر، وصح أن المجروح في سبيل الله يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب3 دمًا، وإن الميت محرمًا يبعث ملبيًا، وورد غير ذلك.
وفى الدرة الفاخرة للغزالي: يبعث السكران سكرانَ يوم القيامة، والزامر زامرًا، وشارب الخمر والكوز معلق في عنقه، وكل أحد على الحال الذي صده في الدنيا عن سبيل الله.
قال السيوطي بعد إيراده جميع ما مر: وفي هذا إشارة إلى تخصيص الحديث السابق بأن الحالة التي يأتي عليها في الآخرة، ما كان عليه في الدنيا، المراد بها حالة الطاعة أو المعصية، بخلاف المباحات فلا يأتي النجار بآلته ولا البناء ونحوهما، إلا إن استعملوها فيما لا يجوز شرعًا، انتهى.
1 ضعيف: رقم "1452".
2 يصدق معنى هذا الحديث ما أخرجه مسلم بلفظ: "يبعث كل عبد على ما مات عليه".
3 يثعب: يجري.
702-
إن شيطانًا بين السماء والأرض يقال له: الولهان، معه ثمانية أمثال ولد آدم من الجنود، وله خليفة يقال له: خنزب.
نقل القاري عن ابن الجوزي أنه موضوع.
703-
إن القصيرة قد تطيل.
قال القاري: قال صاحب القاموس: إنه مثل وليس بحديث كما وهم فيه الجوهري، ومعنى قد تطيل: أي قد تلد ولدًا طويلًا انتهى. لكن الذي في القاموس بإسقاط "إن".
704-
إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
رواه1 وأما حديث خلق الله الأرواح قبل الأجسام بألفي عام فضعيف جدًّا، فلا يعول عليه، وكذا قول ابن عباس:"خلق الله الأرواح قبل الأجسام بأربعة آلاف سنة، وخلق الأرزاق قبل الأرواح بأربعة آلاف سنة" فلم يثبت عن ابن عباس، بل هو باطل عنه، قاله ابن حجر المكي في فتاويه الحديثية.
705-
"إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله"2.
رواه البيهقي وأبو الشيخ والعسكري عن أبي الدرداء رفعه، ورواه القضاعي عنه بلفظ:"الرزق أشد طلبًا للعبد من أجله" ورواه الدارقطني في علله مرفوعًا وموقوفًا، والصواب الموقوف كما قال البيهقي والدارقطني.
قال: وروي عن أبي سعيد بمعناه مرفوعا وهو عند الطبراني في الأوسط عنه بلفظ: "لو فر أحدكم من رزقه، لأدركه كما يدركه أجله". ولأبي نعيم والعسكري عن جابر رفعه: "لو أن ابن آدم يهرب من رزقه كما يهرب من الموت، لادركه رزقه كما يدركه الموت".
ورواه البيهقي عن جابر رفعه: "لا تستبطئوا الرزق؛ فإنه لم يكن عبد يموت حتى يبلغه آخر الرزق، فأجملوا في الطلب" ورواه البيهقي عن عمر من قوله بلفظ: "ما من امرئ إلا وله أثر هو واطئه، ورزق هو آكله، وأجل هو بالغه، وحتف هو قاتله، حتى لو أن رجلًا هرب من رزقه لاتبعه حتى يدركه كما أن الموت يدرك من هرب منه، ألا فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب".
1 بياض في النسخ.
2 بنحوه حسن: رقم "1630".
وللعسكري عن عمر رفعه: والذي بعثني بالحق إن الرزق ليطلب أحدكم كما يطلبه أجله، وله عن ابن مسعود في حديث سيأتي "إن الله لا يعذب بقطع الرزق والعمل، والرزق مقسوم وهو آتٍ ابن آدم على أي سيرة سارها، ليس تقوى تقي بزائده ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو في طلبه".
وبعض هذه الأحاديث يقوي بعضها، ومن الأحاديث الواهية ما رواه ابن عدي ومن جهته البيهقي عن ابن مسعود رفعه "ما بال أقوام يسترجون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، ويسعون فيما يدرك بغير سعي من المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم والتجارة التي لا تبور".
قال البيهقي عقبه: والمراد به والله أعلم أن ما قدر للعبد من الرزق يأتيه فلا يجاوز الحد في طلبه، يعني كما في الحديث الآخر: اتقوا الله وأجملوا في الطلب.
ورواه الديلمي بسند ضعيف عن جابر مرفوعا: إن للأرزاق حجبًا فمن شاء أن يهتك ستره بقلة حياء ويأخذ رزقه فعل، ومن شاء بقي حياؤه وترك رزقه محجوبًا عنه حتى يأتيه على ما كتب الله له، فعل.
قال في المقاصد: وظاهر قوله في حديث ابن مسعود: ولا فجور فاجر بناقصه يعارضه ظاهر حديث "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" كما بينته مع الجمع في مكان آخر انتهى فليراجع. وقال النجم: وقد يجاب بأن ما يقضيه الله للعبد من أجل أو رزق أو بلاء تارة يكون مبرمًا وهذا لا يؤثر فيه ما ذكر، وتارة يكون معلقًا فهذا يؤثر فيه ما ذكر، أو تحمل المعصية على معصية مخصوصة انتهى ملخصًا.
وسيأتي له تتمة بحث في حديث "إن الله لا يعذب بقطع الرزق" ومن شواهده ما أخرجه الإمام أحمد والبيهقي عن أنس رفعه: "إن الله يأتي برزق كل غد" وكذا قوله صلى الله عليه وسلم مخاطبا لاثنين: "لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رءوسكما؛ فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه شيء، ثم يرزقه الله".
706-
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه.
رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا، وفي رواية له من حديث شعبة عنها: ركبت عائشة بعيرًا، فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بالرفق؛ إن الرفق
…
" الحديث.
وعزاه في اللآلئ لمسند أحمد عن عائشة وأخرجه البخاري في الأدب المفرد وأحمد وآخرون بلفظ: كنت على بعير فيه صعوبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليك بالرفق فإنه لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه".
ورواه العسكري عن عائشة بلفظ: "ما كان الرفق في قوم إلا نفعهم، ولا كان الخرق في قوم إلا ضرهم".
وله من حديث حجاج بن سليمان الرعيني قال: قلت لابن لهيعة: كنت أسمع عجائز المدينة يقلن: إن الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة، فقال: حدثنيه محمد بن المنكدر عن جابر رفعه، وله أيضا عن عروة بن الزبير قال: مكتوب في التوراة: الرفق رأس الحكمة، وأثر عروة عند أبي الشيخ بلفظ: بلغني أنه مكتوب في التوراة: ألا إن الرفق
…
إلخ.
وأخرج الطبراني عن جرير مرفوعا: "الرفق زيادة بركة".
وروى العسكري والقضاعي عن عائشة مرفوعا: "من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خيري الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خيري الدنيا والآخرة" وفي رواية للعسكري عنها بلفظ "إذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق".
ومثله للقضاعي عن أبي الدرداء مرفوعا، وروى العسكري عن أنس مرفوعًا "ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه".
ورواه عن جرير رفعه "من يحرم الرفق، يحرم الخير كله".
وروى البيهقي في مناقب الشافعي عن ابنه محمد أنه قال: رآني أبي وأنا أعجل في بعض الأمر فقال: يا بني، رفقًا رفقًا؛ فإن العجلة تنقص الأعمال، وبالرفق تدرك الآمال، ثم ساق الشافعي سنده إلى أبي هريرة رفعه:"إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف".
وقال النجم: وعند الطبراني عن ابن مسعود "الرفق يمن، والخرق شؤم".
وهو عند البيهقي: "وإذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق، فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه".
وعند الدارقطني في الأفراد عن أنس: إذا أراد الله بأهل بيت خيرًا نفعهم في الدين، ووقر صغيرُهم كبيرَهم، ورزقهم الرفق في معيشتهم والقصد في نفقاتهم، وبصرهم عيوبهم فيتوبون منها، وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملًا.
707-
"إن روح القدس نفث في روعي: لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب"1.
رواه في مسند الفردوس عن جابر في حرف الهمزة، ورواه في حرف النون عنه بلفظ: "نفث في روعي روح القدس: أن نفسًا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل رزقها
…
" الحديث.
ورواه أبو نعيم والطبراني عن أبي أمامة والبزار عن حذيفة، وأخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا وصححه الحاكم عن ابن مسعود كذا في فتح الباري.
708-
إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها2.
ذكره في الإحياء، وقال العراقي في تخريج أحاديثه: رواه الترمذي الحكيم في النوادر والطبراني في الأوسط من حديث محمد بن مسلمة، ولابن عبد البر في التمهيد نحوه من حديث أنس.
ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الفرح من حديث أبي هريرة، واختلف في إسناده، انتهى، وسكت عليه.
ورواه الطبراني في الكبير عن محمد بن مسلمة بلفظ: إن لربكم في أيام دهركم نفحاتٍ، فتعرضوا لها؛ لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقوا بعدها أبدًا.
709-
إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يس، ومن قرأها كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات3.
رواه الدارمي والترمذي عن أنس قال الترمذي: غريب، قيل: لأن فيه هارون بن محمد لا يعرف، وأجيب بأن غايته أنه ضعيف، وهو يعمل به في الفضائل.
1 بنحوه صحيح: رقم "2085".
2 ضعيف: رقم "1915".
3 موضوع: رقم "1933".
ورواه ابن الجزري في الحصن الحصين بلفظ: "قلب القرآن يس، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، اقرءوها على موتاكم".
قال شارحه القاري: وروى مرفوعا: "إن من قرأها وهو خائف أمن، أو جائع شبع، أو عارٍ كُسِي، أو عاطش سُقِي" في خلال كثيرة، وروى الحارث بن أبي أسامة: في سنده نظر لكن يشهد له أنه صلى الله عليه وسلم في ليلة اجتماع قريش على قتله خرج وهو يقرأ أوائلها، وذر عليهم التراب، مع أن الحديث يعمل به في الفضائل، انتهى.
وقد يقال: قراءة أولها لخاصية فيها دون باقيها، فتدبر.
710-
إن عليًّا رضي الله عنه حمل باب خيبر.
أخرجه الحاكم عن جابر بلفظ: إن عليًّا لما انتهى إلى الحصن، اجتبذ أحد أبوابها فألقاه بالأرض، فاجتمع عليه بعدُ سبعون رجلًا فكان جهدهم أن أعادوا الباب.
وأخرجه ابن إسحاق في سيرته عن أبي رافع، وأن السبعة لم يقلبوه.
وقال في اللآلئ: زعم بعض العلماء أن هذا الحديث لا أصل له، وإنما روي عن رعاع الناس، وليس كما قال وذكر له طرقًا منها أن سبعة لم يقلبوه، ومنها أن سبعين لم يقلبوه، ومنها أن أربعين لم يقلبوه، انتهى ملخصًا.
711-
"إن ساقي القوم آخرهم".
رواه مسلم عن أبي قتادة مرفوعا في حديث طويل.
ورواه أبو داود عن ابن أبي أوفى والبيهقي في الدلائل عن أبي معبد الخزاعي في قصة اجتياز النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه بخيمتي أم معبد بإسقاط "إن" في أوله وبزيادة "شربًا" في آخره.
712-
إن في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب1.
رواه البخاري في الأدب المفرد عن مطرف بن عبد الله، قال: صحبت عمران بن حصين في الكوفة إلى البصرة، فما أتى عليه يوم إلا أنشدنا فيه شعرًا وقال: إن في معاريض
…
الحديث.
1 لفظ أبي نعيم عن علي: ضعيف: رقم "1902".
وعزاه في الدرر لابن السني عن عمران بن حصين، ولأبي نعيم عن علي بلفظ: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.
وأخرجه البيهقي في الشعب والطبراني في الكبير والطبري في التهذيب بسند رجاله ثقات، ورواه ابن السني بسند جيد.
وقال البيهقي: رواه داود بن الزبرقان عن عمران مرفوعًا وموقوفًا والصحيح الموقوف.
ووهى المرفوع ابن عدي، وروي من وجه آخر ضعيف جدًّا عن علي رفعه، وكذا عند أبي نعيم عن علي رفعه: إن في المعاريض ما يكفي الرجل العاقل عن الكذب، وبالجملة: فالحديث حسن كما قاله العراقي؛ ولذا رد على الصغاني حكمه عليه بالوضع.
وروى البخاري في الأدب المفرد والبيهقي في الشعب عن عمران قال: أما في المعاريض ما يكفي المسلم من الكذب.
قال في المقاصد: ورواه العسكري عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: إن في المعاريض لمندوحة للرجل المسلم الحر عن الكذب، وأشار إلى أن حكمه الرفع، انتهى فتدبر.
713-
إن في الهند أوراقًا مثل آذان الخيل، فكلوا منها؛ فإن فيها منفعة.
قال الصغاني: موضوع.
714-
إن لإبراهيم الخليل، وأبي بكر الصديق لحيةً في الجنة.
قال في المقاصد نقلًا عن شيخه ابن حجر: لم يصح أن للخليل في الجنة لحية ولا للصديق ولا أعرف ذلك في شيء من كتب الحديث المشهورة ولا الأجزاء المنثورة، ثم قال: وعلى تقدير ثبوت وروده فيظهر لي أن الحكمة في ذلك: أما في حق الخليل فلكونه منزلًا منزلة الوالد للمسلمين؛ لأنه الذي سماهم بالمسلمين وأمروا باتباع ملته، وأما في حق الصديق؛ فلأنه كالوالد الثاني للمسلمين، إذ هو الفاتح لهم باب الدخول إلى الإسلام.
لكن أخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود: أهل الجنة جرد مرد، قال: إلا موسى عليه الصلاة والسلام فإن له لحية تضرب إلى سرته.
وقال النجم: أخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عباس قال: أهل الجنة جرد مرد إلا ما كان من موسى، فإن له لحية تضرب إلى صدره.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن عساكر عن جابر: ليس يدخل أحد الجنة إلا أجرد أمرد، إلا موسى بن عمران فإن لحيته تبلغ سرته، وليس أحد يكنى في الجنة إلا آدم، فإنه يكنى أبا محمد.
وله عن كعب قال: ليس أحد في الجنة له لحية إلا آدم، وله لحية سوداء إلى سرته، وذلك أنه لم يكن له في الدنيا لحية وإنما كانت اللحى بعد آدم، وليس أحد يكنى في الجنة إلا آدم، يكنى فيها أبا محمد.
وذكر القرطبي في تفسيره أن ذلك ورد في حق هارون أخي موسى أيضًا، ورأيت بخط بعض أهل العلم أنه ورد في حق آدم، ولا أعلم شيئًا من ذلك ثابتًا، انتهى.
وأقول في الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي: ليس في الجنة أحد غير آدم بلحية، وحديث "إن هارون" كذلك موضوع.
وزاد بعضهم نوحًا عليه السلام. فغاية من قيل فيهم ذلك على ما فيه، ستة أشخاص، ونظم ذلك بعضهم فقال:
وستة ليست لأهل الجنة
…
لا بول، لا غائط، لا أجنه
كذاك لا نوم ولا أسنانا
…
ولا لحى أيضا كما أتانا
وستة من أهلها قد خصوا
…
بلحية قد جاء فيهم نص
هم آدم، ونوح، وإبراهيم
…
هارون، والصديق، والكليم
وأقول: لم أر أنه لا أسنان لأهل الجنة إلا في هذا النظم فليراجع.
715-
"إني لأمزح، ولا أقول إلا حقًّا"1.
رواه الطبراني عن ابن عمر والخطيب عن أنس رضي الله عنه.
716-
إن لجواب الكتاب حقًّا كرد السلام2.
رواه الديلمي والقضاعي وكذا ابن لال عن ابن عباس رفعه، وأخرج أبو نعيم ومن طريقه الديلمي عن أنس رفعه: رد جواب الكتاب حق كرد السلام، وليس بثابت رفعه،
1 صحيح: رقم "2494".
2 ضعيف جدًّا: رقم "1913".
بل المحفوظ وقفه، وقال القضاعي: ليس بالقوي؛ ونقل ابن عبد البر عن الزبير بن بكار أنه قال: كتب إلي المغيرة يستبطئني كتبي، فكتبت إليه:
ما غير النأي ودًّا كنت تعهده
…
ولا تبدلت بعد الذكر نسيانَا
ولا حمدت إخاء من أخي ثقة
…
إلا جعلتك فوق الحمد عنوانَا
717-
"إن لصاحب الحق مقالًا".
رواه الشيخان عن أبي هريرة بلفظ: أن رجلًا تقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغلظ له، فهَمَّ به أصحابه فقال:"دعوه، فإن لصاحب الحق مقالًا"، وهو من غرائب الصحيح، فإنه لا يروى عن أبي هريرة إلا بإسناد مداره على سلمة بن كهيل، وقد صرح بأنه سمعه من أبي سلمة بن عبد الرحمن بمنى حين حج.
718-
إن الله أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق، وعلى كل منافق أن يبغض كل مؤمن.
قال القاري: لم يوجد.
719-
إن الله إذا أحب إنفاذ أمر، سلب كل ذي لُبٍّ لُبَّه1.
قال في اللآلئ: ذكره الحافظان أبو نعيم في تاريخ أصبهان، والخطيب في تاريخ مدينة السلام في ترجمة لاحق بن الحسين المقدسي البغدادي عن ابن عباس، ثم قال الخطيب: لاحق كان كذابًا يضع الحديث على الثقات، ويسند المراسيل عمن لم يسمع منهم.
وله طريق أخرى ذكرها الديلمي من طريق محمد بن مسلم الطائفي، وهو ضعيف عن ابن عباس رفعه: إذا أراد الله عز وجل إنفاذ قضائه وقدره، سلب ذوي العقول عقولهم، حتى ينفذ فيهم قضاءه وقدره.
زاد علي بن أبي طالب: فإذا مضى أمره رد إليهم عقولهم، ووقعت الندامة انتهى، وتقدم بأبسط في: إذا أراد الله.
720-
"إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر"2.
رواه ابن أبي الدنيا في المداراة عن أبي هريرة.
1 موضوع: رقم "1538".
2 صحيح: رقم "1813".
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال: "يا بلال، قم فأذن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".
وروى الطبراني عن ابن عمرو: إن الله ليؤيد الإسلام برجال ما هم من أهله.
وروى أحمد والطبراني عن أبي بكرة والنسائي وابن حبان وابن أبي الدنيا عن أنس: "إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم".
وفي رواية عند ابن أبي الدنيا: ليؤيدن الله هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم.
وفي أخرى: إن الله يؤيد هذا الدين بقوم لا خلاق لهم.
ورواه البيهقي في الأوسط والكبير بسند ضعيف عن ميمون بن سنداد: قوام أمتي بشرارها.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند.
721-
"إن الله تعالى حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله تعالى".
رواه الشيخان عن عتبان بن مالك.
722-
إن الله كتب الغيرة على النساء، والجهاد على الرجال، فمن صبر منهن كان لها مثل أجر الشهيد1.
قال في الأصل: رواه الطبراني والبزار عن ابن مسعود قال: كنت جالسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، إذ أقبلت امرأة عريانة فقام إليها رجل من القوم فألقى عليها ثوبًا وضمها إليه، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعض جلسائه: أحسبها امرأته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحسبها غيرى، إن الله كتب الغيرة
…
الحديث.
قال البزار: لا نعلمه إلا من حديث عبيد بن صباح الكوفي، وليس به بأس لكن ضعفه أبو حاتم.
لكن قال النجم: وسنده جيد بعد أن عزاه للطبراني عن ابن مسعود أيضًا بزيادة "إيمانًا واحتسابًا" بعد "فمن صبر منهن".
1 ضعيف: رقم "1626".
723-
إن الله لما خلق العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقًا أشرف منك، فبك آخذ وبك أعطي.
قال في المقاصد نقلا عن ابن تيمية وغيره: أنه كذب موضوع باتفاق.
وفي زوائد عبد الله ابن الإمام أحمد على الزهد لأبيه بسند فيه ضعيف عن الحسن البصري مرفوعًا مرسلًا: لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، قال: ما خلقت خلقًا أحب إليَّ منك، بك آخذ وبك أعطي.
وأخرجه داود بن المحبر في كتاب العقل له، وهو كذاب عن الحسن أيضا بزيادة: ولا أكرم علي منك؛ لأني بك أُعرَف، وبك أُعبَد.
وفي الكتاب المذكور لداود من هذا النمط أشياءُ منها: أول ما خلق الله العقل وذكره، لكن ذكره في الإحياء.
وقال العراقي في تخريج أحاديثه: أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو نعيم بإسنادين ضعيفين.
وقال السخاوي والسيوطي: رواه ابن أحمد في زوائد الزهد عن الحسن يرفعه، وهو مرسل جيد الإسناد، ولا يلزم من رواية ابن المحبر أن يكون موضوعًا، لا سيما وقد رواه الأئمة بغير إسناد ابن المحبر، فليس الحديث بموضوع.
وقال الحافظ ابن حجر: والوارد في أول ما خلق الله حديث: أول ما خلق الله القلم، وهو أثبت من حديث العقل.
وحاول الجمع بينهما البيضاوي في طوالعه بأن قال: يشبه أن يكون هو العقل لقوله: أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب
…
الحديث فليتأمل.
ويمكن أن يقال: الأولية فيهما نسبية وقال قبيل ذلك: إن العقول عند الحكماء أول المخلوقات، وإن العقل عندهم أعظم الملائكة وأول المبدعات.
وفي كتاب المختار مطالع الأنوار للإمام محمد الغساني ما نصه: روي أن الله لما خلق العقل قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: اسكن فسكن، فقال: وعزتي وجلالي لأركبنك في أحب الخلق إليَّ، ولما خلق الله الحمق قال له: أقبل فأدبر، ثم قال له: أدبر فأقبل، ثم قال: اسكن فاضطرب، فقال: وعزتي وجلالي لأركبنك في أبغض الخلق إلي، انتهى، ولا أعلم له أصلًا.
تذييل: قال القاضي زكريا في شرح آداب البحث: روي عن عائشة أنها قالت: قلت: يا رسول الله، بِمَ يتفاضل الناس في الدنيا؟ قال: بالعقل، قلت: أليس إنما يجزون بأعمالهم؟ فقال: وهل عملوا إلا بقدر ما أعطاهم الله من العقل؟ فبقدر ما أعطوا منه كانت أعمالهم، وبقدر ما عملوا يجزون، انتهى.
والقلم جسم نوراني خلقه الله تعالى وأمره بكتب ما كان، وما يكون إلى يوم القيامة، نمسك عن الجزم بتعيين حقيقته.
وفي بعض الآثار: أول شيء خلقه الله القلم، وأمره أن يكتب كل شيء، وفي بعضها: أن الله خلق اليراع وهو القصب، ثم خلق منه القلم.
وفي رواية: أول شيء كتبه القلم: أنا التواب، أتوب على من تاب، انتهى.
724-
"إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم".
رواه أحمد والطبراني في الكبير وابن أبي شيبة وآخرون عن أبي وائل قال: اشتكى رجل داء في بطنه، فنعت له المسكر، فأتينا عبد الله بن مسعود فسألناه فذكره.
وهو عند الحاكم في صحيحه من حديث الأعمش، ورواه الأعمش أيضا عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال: قال ابن مسعود: لا تسقوا أولادكم الخمر؛ فإنهم ولدوا على الفطرة، فإن الله لم يجعل
…
الحديث.
ورواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له عن مسروق بنحوه، وطرقه صحيحة؛ ولذا علقه البخاري بصيغة الجزم فقال: وقال ابن مسعود في السكر: إن الله لم يجعل
…
الحديث.
وروى ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى وهو في مسنده بلفظ: "إن الله لم يجعل شفاءكم في حرام".
ورواه البيهقي وأبو يعلى عن أم سلمة بلفظ: قالت: نبذت نبيذًا في كوز فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي، فقال:"ما هذا؟ " قلت: اشتكت ابنة لي فنعت لها هذا، فقال:"إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم".
725-
إن الله لينظر كل يوم إلى الغرائب ألف نظرة.
قال ابن حجر المكي نقلًا عن السيوطي: إنه حديث موضوع، لا يحل روايته إلا لبيان أنه مفترًى كحديث: ارحموا اليتامى، وأكرموا الغرباء؛ فإني كنت في الصغر يتيمًا، وفي الكبر غريبًا، فإنه موضوع أيضًا.
726-
"إن لكل أمة فتنة، وإن فتنة أمتي المال"1.
رواه الترمذي والحاكم وابن مردويه عن كعب بن عياض، وابن مردويه عن عبادة بن الصامت وعن عبد الله بن أبي أوفى، كلاهما بلفظ: لكل فتنة
…
الحديث.
727-
إن لكل مقام مقالًا.
رواه الخرائطي والرامهرمزي في كتابه المحدث الفاضل عن قتادة قال: سألت أبا الطفيل عن شيء فذكره.
وقال الناجي في المولد: رواه الخطيب البغدادي في كتاب الجامع من قول أبي الدرداء، والخرائطي في مكارم الأخلاق من قول أبي الطفيل، وزاد: ولكل زمان رجال، انتهى.
728-
"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته".
رواه الشيخان والترمذي وابن ماجه عن أبي موسى.
وتمام الحديث في البخاري: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] .
قال النجم: ولا يعارضه ما أخرجه ابن أبي شيبة عن قتادة في تفسير: {وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ} [الأعراف: 137] قال: إن الله لا يملي للكافر إلا قليلًا حتى يوقعه بعمله؛ لأن الدنيا وإن طالت مدتها قليلة، فمهما أملى للكافر أو الظالم فيها، فما أملى له فيها إلا قليلًا، انتهى.
729-
إن الله نقل لذة طعام الأغنياء إلى طعام الفقراء.
قال في المقاصد: حكم عليه شيخنا يعني: الحافظ ابن حجر، بالوضع.
وذكر السيوطي في آخر الموضوعات أنه سئل عن حديث: إن الله نقل لذة طعام الأغنياء إلى طعام الفقراء، فأجاب بأنه موضوع.
730-
إن الله وعد هذا البيت أن يحجه في كل سنة ستمائة ألف، فإن نقصوا كملهم الله تعالى بالملائكة، وإن الكعبة تحشر كالعروس المزفوفة كل من حجها يتعلق بأستارها، يسعون حولها، حتى تدخل الجنة فيدخلوا.
ذكره في الإحياء، قال العراقي: لم أجد له أصلًا.
1 صحيح: رقم "2148".
731-
إن الله خلق الكعبة وعظمها وشرفها وكرمها، فلو أن رجلًا هدمها حجرًا حجرًا ثم أحرقها، ما بلغ جرم من استخف بولي، قالوا: يا رسول الله من الولي؟ قال: كل مؤمن.
لينظر هل هو حديث؟ وما رتبته؟.
732-
"إن الله وتر يحب الوتر "1.
رواه أبو يعلى عن ابن مسعود رضي الله عنه بزيادة: فإذا استجمرت فأوتر.
733-
إن الله ينتقم من الظالم بالظالم.
قال النجم: لا يعرف بهذا اللفظ، لكن روى ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار قال: قرأت في الزبور: إني أنتقم بالمنافق من المنافق، ثم أنتقم من المنافقين جميعًا، وذلك في كتاب الله تعالى:{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: 129] .
734-
إن الله وكلني بقبض أرواح الخلق ما خلا روحك، وروح ابن عمك علي.
قال ابن حجر المكي نقلا عن السيوطي: كذب مفترًى على النبي صلى الله عليه وسلم.
735-
إن الله لا يعذب بقطع الرزق2.
رواه بمعناه الطبراني في الصغير عن أبي سعيد رفعه: إن الرزق لا تنقصه المعصية، ولا تزيده الحسنة، وترك الدعاء معصية.
وعند العسكري بسند ضعيف عن ابن مسعود رفعه: ليس أحد بأكسب من أحد، قد كتب الله النصب والأجل، وقسم المعيشة والعمل، والرزق مقسوم وهو آتٍ على ابن آدم، على أي سيرة سارها، ليس تقوى تقي بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو في طلبه.
ورواه أبو علي عبد الرحمن بن محمد النيسابوري في فوائده عن ابن مسعود بلفظ: قال: الرزق يأتي العبد في أي سيرة سار، لا تقوى متقٍ بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبين العبد ستر والرزق طالبه، قال: وأنشدني أبو العتاهية لنفسه:
1 صحيح: رقم "1830".
2 رواية الطبرانى "موضوعة"، انظر الضعيفة "ح181".
ورزق الخلق مجلوب إليهم
…
مقادير يقدرها الجليل
فلا ذو المال يرزقه بعقل
…
ولا بالمال تنقسم العقول
وهذا المال يرزقه رجال
…
مناذيل قد اختيروا فسيلوا
كما تسقى سباخ الأرض يومًا
…
ويصرف عن كرائمها السيول
وأصله عند ابن أبي الدنيا مرفوعًا: إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله.
ويناسب هذا ما حُكي أن كسرى غضب على بعض مرازبته، فاستؤمر في قطع عطائه فقال: يحط عن مرتبته، ولا ينتقص من صلته؛ فإن الملوك تؤدب بالهجران، ولا تعاقب بالحرمان.
وما روي عن الفضيل في قوله تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [المؤمنون: 72] قال: المخلوق يرزق، فإذا سخط قطع رزقه، والله تعالى يسخط ولا يقطع رزقه.
تنبيه: ما ذكر في الحديث هنا برواياته قد يعارض بما ورد في الزنا أنه يورث الفقر كما سيأتي.
وبما في النسائي وابن ماجه وأحمد وأبي يعلى وابن منيع والطبراني وغيرهم عن ثوبان مرفوعا في حديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
ورواه العسكري عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: إن الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد العمر، وإن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ، وَلا يَسْتَثْنُونَ} [القلم: 17-18] .
وبما روي عن ابن مسعود رفعه: إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشيء من الرزق وقد كان هُيِّئ له، وإنه ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم قد كان علمه، وإنه ليذنب الذنب فيمنع به قيام الليل.
وفي لفظ: إياكم والمعاصي، فإن العبد ليذنب
…
وذكره.
وبما في الحلية لأبي نعيم عن عثمان رفعه: إن الصبحة تمنع الرزق.
وبما في طبقات الأصبهانيين عن أبي هريرة رفعه: الكذب ينقص الرزق.
وبما في مسند الديلمي عن أنس رفعه: إذا ترك العبد الدعاء للوالدين؛ فإنه ينقطع عن الولد الرزق في الدنيا.
ويدل له أيضا قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52] وقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10] وغير ذلك من الآيات.
ونحو ذلك قول وهيب بن الورد لمن سأله: "أيجد طعم العبادة من عصى الله سبحانه؟ قال: لا، ولا من هَمَّ بالمعصية".
قال في المقاصد: ومما اشتهر مما لم أقف عليه، ومعناه صحيح: المعاصي تزيل النعم، حتى قال أبو الحسن الكندي القاضي مما أسنده البيهقي من جهته:
إذا كنت في نعمة فارْعَهَا
…
فإن المعاصي تزيل النعم
وقد يدل له ما روي أنه صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة فرأى كسرة ملقاة فمسحها وقال: يا عائشة، "أحسني جوار نعم الله؛ فإنها ما نفرت عن أهل بيت، فكادت أن ترجع إليهم".
وروي من حديث أنس وعائشة وغيرهما وتقدم في "أكرموا الخبز" قال: بل أوسعت الكلام عليها في جوابين، وجمعت بينها على تقدير تساويها، انتهى.
وأقول: قال شيخ مشايخنا النجم الغزي تبعًا لغيره: وقد يجاب بأن ما يقضيه الله تعالى للعبد من أجل أو رزق أو بلاء، تارة يكون مبرمًا وهذا لا يؤثر فيه الدعاء والطاعة، وتارة يكون معلقًا على صفة، وقد سبق في القضاء وجودها، فهذا يؤثر فيه ما ذكره، ويكون ذلك من نفس القضاء. ولا محو ولا إثبات في المبرم -المتعلق به علم الله المعبر عنه بـ "أم الكتاب" أيضا- وإنما المحو والإثبات في اللوح المحفوظ -المكتوب فيه القضاء المعلق-، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى:{يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39]، قال: وقد أشار إلى ذلك الجد الرضي في الدرر اللوامع بقوله:
والمحو والإثبات في نص الكتاب
…
في لوحه المحفوظ لا أم الكتاب
وبهذا يرتفع الإشكال الوارد على مذهب أهل السنة، الناطق به الكتاب والسنة، من أن الأجل والرزق مقسومان، وأن كل شيء بقضاء وقدر، انتهى ملخصًا.
736-
"إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش"1.
رواه أبو داود بسند حسن، ورواه أحمد عن أسامة بن زيد بلفظ: إن الله يبغض الفاحش المتفحش.
737-
إن الله لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه.
قال الشمس الرملي في شرح المنهاج للنووي: ضعيف.
738-
إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم.
رواه مسلم في صحيحه، وابن ماجه عن أبي هريرة.
739-
إن الله لا يهتك عبده أول مرة2.
رواه الديلمي في مسند الفردوس بلا سند عن أنس مرفوعًا بلفظ: إن الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال حبة من خير، وفي لفظ: مثقال ذرة من خير.
وفي الستر أحاديث كثيرة منها: إني سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم.
ونحوه ما أخرجه الديلمي عن أنس رفعه: يقول الله عز وجل: إني أعظم عفوًا من أن أستر على عبدي ثم أفضحه، وقال النجم: لا يعرف بهذا اللفظ.
وفي معنى ما في الترجمة ما أخرجه ابن أبي الدنيا عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل: كم للمؤمن من ستر؟ قال: "هي أكثر من أن تحصى، ولكن المؤمن إذا عمل خطيئة هتك منها سترًا، فإذا تاب رجع إليه ذلك الستر وتسعة معه، وإذا لم يتب هتك منها سترًا واحدًا حتى لا يبقى عليه منها شيء، قال الله تعالى لمن شاء من ملائكته: إن بني آدم يعيرون ولا يغيرون، فحفوه بأجنحتكم، فيفعلون به ذلك، فإن تاب رجعت إليه تلك الأستار كلها، وإذا لم يتب عجبت منه الملائكة، فيقول الله تعالى: أسلموه فيسلمونه حتى لا تستر منه عورة".
740-
"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"3.
رواه أبو داود عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1 لفظ رواية أحمد صحيح: رقم "1877".
2 ضعيف، بنحوه في ضعيف الجامع "ح1681".
3 صحيح: رقم "1874".
وأخرجه الطبراني في الأوسط عنه أيضًا بسند رجاله ثقات.
وأخرجه الحاكم من حديث ابن وهب وصححه، وقد اعتمد الأئمة هذا الحديث.
قال البيهقي في المدخل بسنده إلى الإمام أحمد: إنه كان في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز، وفي الثانية الشافعي، وزاد غيره: وفي الثالثة أبو العباس بن سريج، وقيل: أبو الحسن الأشعري، وفي الرابعة أبو الطيب سهل الصعلوكي، وأبو حامد الإسفراييني -أو الباقلاني- وفي الخامسة حجة الإسلام محمد الغزالي، وفي السادسة الفخر الرازي أو الحافظ عبد الغني، وفي السابعة ابن دقيق العيد، وفي الثامنة البلقيني أو الزين العراقي، قال في المقاصد: وفي التاسعة المهدي ظنًّا -أو المسيح عليه السلام، فالأمر قد اقترب والحال قد اضطرب، قال ابن كثير: وقد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث، والظاهر والله أعلم أنه يعم حملة العلم من كل طائفة، وكل صنف من أصناف العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء ونحاة ولغويين إلى غير ذلك من الأصناف، ونظم السيوطي في رسالة له سماها تحفة المهتدين بأسماء المجددين، ختم بهم كتابه التنبئة فيمن يبعثه الله على رأس المائة، فقال فيها:
وكان عند المائة الأولى عمر
…
خليفة العدل بإجماع وقر
والشافعي كان عند الثانية
…
لما له من العلوم السارية
وابن سريج ثالث الأئمة
…
والأشعري عده من أمه
والباقلاني رابع أو سهل أو
…
الإسفراييني خلف قد حكوا
والخامس الحبر هو الغزالي
…
وعده ما فيه من جدال
والسادس الفخر الإمام الرازي
…
والرافعي مثله يوازي
والسابع الراقي إلى المراقي
…
ابن دقيق العيد باتفاق
والثامن الحبر هو البلقيني
…
أو الحافظ الإمام زين الدين
وهذه تاسعة المئين قد
…
أتت ولا يخلف ما الهادي وعد
وقد رجوت أني المجدد
…
فيها، ففضل الله ليس يجحد
وآخر المئين فيها يأتي
…
عيسى نبي الله ذو الآيات
يجدد الدين لهذي الأمة
…
وفي الصلاة بعضنا قد أمه
مقرر لشرعنا ويحكم
…
بحكمنا إذ في السماء يعلم
وبعده لم يبق من مجدد
…
ويرفع القرآن مثل ما بدي
وتكثر الأشرار والإضاعة
…
من رفعه إلى قيام الساعة
انتهى مع حذف أبيات.
741-
إن الله يستحي أن ينزع السر من أهله.
كلام يجري على ألسنة العامة، وليس بحديث انتهى.
742-
إن الله يستحي أن يعذب شيبة شابت في الإسلام.
هكذا ذكره الغزالي في الدرة الفاخرة.
ورواه السيوطي في الجامع الكبير عن ابن النجار بسند ضعيف بلفظين آخرين: أحدهما: إن الله ليستحي من عبده وأمته يشيبانِ في الإسلام يعذبهما. ثانيهما: إن الله عز وجل يستحي من ذي الشيبة إذا كان مسددًا كرومًا للسنة، أن يسأله فلا يعطيه، انتهى.
وذكر الغزالي في الدرة الفاخرة لذلك حكاية، قال فيها: روي عن يحيى بن أكثم القاضي أنه رُئِي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: أوقعني بين يديه الكريمتين ثم قال: يا شيخ السوء، فعلت كذا وفعلت كذا وفعلت كذا وفعلت وفعلت فقلت: يا رب ما بهذا حدثت عنك، فقال: بِمَ حدثت عني يا يحيى؟ فقلت: حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة عن نبيك صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عنك يا ذا الجلال والإكرام أنك قلت: إني أستحي أن أعذب ذا شيبة شابت في الإسلام، فقال: يا يحيى صدقت، وصدق الزهري وصدق معمر وصدق عروة وصدقت عائشة وصدق نبيي وصدق جبريل وصدقت، اذهب فقد غفرت لك.
743-
"إن الله يحب معالي الأمور، ويبغض سفسافها"1.
رواه الحاكم عن سهل بن سعد.
ورواه أبو نعيم والطبراني وابن ماجه عن سهل أيضًا بلفظ: إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها.
ورواه ابن ماجه عن طلحة وأبو نعيم عن ابن عباس بلفظ: إن الله جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها.
ورواه الطبراني عن الحسن بن علي بلفظ: إن الله يحب معالي الأمور وأشرفها، ويكره سفسافها.
1 لفظ الطبراني عن الحسن بن علي بنحوه: صحيح: رقم "1890".
744-
"إن الله يبغض السائل الملحف"1.
رواه أبو نعيم ومن طريقه الديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه.
ورواه الديلمي أيضا عن ابن عباس رفعه، وفي الباب عن أنس وابن عمر وأبي أمامة، وجاء في المرفوع أيضًا: لا يزال العبد يسأل وهو غني، حتى يخلق وجهه فما يكون له عند الله وجه، والمراد السائل للإنسان بالشرط المذكور، وإلا فالله يحب الملحين في الدعاء.
745-
إن الله يتجلى للناس عامة، ولأبي بكر خاصة2.
قال النجم: رواه الحاكم والخطيب وتعقبه عن جابر وابن مردويه عن أنس بلفظ: يا أبا بكر، إن الله أعطاك الرضوان الأكبر قال: وما الرضوان الأكبر؟ قال: إن الله يتجلى للخلق عامة، ويتجلى لك خاصة، انتهى.
وأقول: رأيت في رسالة منسوبة لصاحب القاموس أنه عده من الموضوعات بلفظه الأول، فليراجع وليحرر.
746-
"إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر"3.
رواه ابن ماجه وأبو نعيم عن واثلة يرفعه.
747-
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم العمل أن يتقنه -وفى لفظ "عملًا" بالتنكير"4.
رواه أبو يعلى والعسكري عن عائشة ترفعه.
ورواه العسكري أيضا بلفظ: أن يحكمه.
ورواه البيهقي بلفظ: إن الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن.
ورواه الطبراني عن عاصم بن كليب عن أبيه أنه خرج مع أبيه إلى جنازة شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام أعقل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يحب الله العامل إذا عمل أن يتقن".
1 صحيح: رقم "1876".
2 موضوع، انظر الموضوعات "306/ 1، 307".
3 صحيح: رقم "1905".
4 صحيح: رقم "1880".
ورواه زائدة عن عاصم عن أبيه عن رجل من الأنصار قال: خرجت مع أبي فذكره، وصنيع الأئمة يقتضي ترجيحها، فقد جزم أبو حاتم والبخاري وآخرون بأن كليبًا تابعي، وكذا ذكره أبو زرعة وابن سعد وابن حبان في ثقات التابعين، فذكر ابن عبد البر وغيره له في الصحابة فيه نظر، قال العسكري: فأخذه بعض المتقدمين فقال:
وما عليك أن تكون أدلما1
…
إذا تولى عقد شيء أحكمَا
ونسب إلى الأحنف قوله:
وما عليك أن تكون أزرقا
…
إذا تولى عقد شيء أوثقَا
748-
إن الله يحب الشاب التائب2.
رواه أبو الشيخ عن أنس مرفوعا، ورواه الديلمي عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: إن الله يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله.
وروى الطبراني في الأوسط عن أنس رفعه: خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم.
وروى تمام في فوائده والقضاعي في مسنده من حديث ابن لهيعة عن عقبة بن عامر رفعه: إن الله ليعجب من الشاب الذي ليست له صبوة، وكذا هو عند أحمد وأبي يعلى بسند حسن، لكن قال في المقاصد: وضعفه شيخنا في فتاويه لأجل ابن لهيعة، وكان السلف يعجبهم أن لا يكون للشاب صبوة.
749-
إن الله يحب كل قلب حزين3.
رواه الطبراني والقضاعي عن أبي الدرداء مرفوعًا.
750-
إن الله يحب الملحين في الدعاء4.
رواه الطبراني وأبو الشيخ والقضاعي عن عائشة مرفوعا، وما أحسن قول بعضهم:
الله يغضب إن تركت سؤاله
…
وبني آدم حين يسأل يغضب
1 الأدلم: الآدم، والشديد السواد.
2 ضعيف جدًّا: رقم "1701".
3 ضعيف: رقم "1723".
4 موضوع: رقم "1710".
751-
إن الله يحب العبد التقي، الغني الخفي.
رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
752-
"إن الله يحب إذا أنعم على عبده نعمة، أن يرى أثر نعمته على عبده"1.
رواه البيهقي عن عمران بن حصين مرفوعًا.
وفي لفظ: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" ، رواه الترمذي وحسنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعًا.
وقال النجم: رواه أحمد عن أبي هريرة، وابن أبي الدنيا عن علي بن زيد بن جدعان.
753-
"إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب" -زاد ابن أبي شيبة: "في الصلاة".
رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة بزيادة: "فإذا عطس أحدكم فحمد الله، كان حقًّا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال "ها" ضحك منه الشيطان".
754-
إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم؛ سترًا منه على عباده.
رواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس رفعه.
وفي الباب عن أنس رفعه بلفظ: "يدعى الناس
…
" الحديث.
وعن عائشة رضي الله عنها كذلك وكلها ضعاف.
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
قال في المقاصد: يعارضه ما رواه أبو داود بسند جيد عن أبي الدرداء رفعه: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسنوا أسماءكم.
بل عند البخاري في صحيحه عن ابن عمر رفعه: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة، يرفع لكل غادر لواء فيقال: هذه غدرة فلان ابن فلان.
نعم، حديث التلقين بعد الدفن، وأنه يقال له:"يا ابن فلانة" فإن لم يعرف اسمها فـ "يا ابن حواء" أو "يا ابن أمة الله" مما يستأنس به لهذا، كما بينت ذلك مع الجمع في "الإيضاح والتبيين عن مسألة التلقين" انتهى.
1 بنحوه، صحيح:"1887" بدون "إذا أنعم على عبده نعمة".
755-
"إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر"1.
رواه الترمذي بسند حسن، وكذا أحمد وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن ابن عمر رفعه.
756-
إن الله لا يقبل دعاءً ملحونًا.
نقل التقي السبكي أنه أثبت وروده، والأظهر أن المراد باللحن: الخطأ في الإعراب، وقيل: المراد به الدعاء بغير حق، انتهى.
757-
إن الله ينزل الرزق على قدر المئونة، وينزل الصبر على قدر البلاء2.
رواه ابن لال في المكارم عن أبي هريرة، والمشهور على الألسنة: المعونة على قدر المئونة وسيأتي بأبسط في: إن المعونة.
758-
"إن الله يبغض الشيخ الغربيب"3.
رواه الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا، والغريب، بكسر الغين المعجمة، وسكون الراء، وبموحدتين بينهما تحتية: الذي لا يشيب، وقيل: الذي يسود الشعر.
759-
إن الله تعالى يبغض المعبس في وجوه إخوانه4.
رواه الديلمي عن علي رضي الله عنه، وقال الدارقطني: ضعيف.
760-
إن الله يبغض الآكل فوق شبعه.
رواه الديلمي عن أبي هريرة.
761-
إن الله يبغض الحبر السمين.
رواه البيهقي في الشعب وحسنه عن كعب من قوله بلفظ: يبغض، وزاد: أهل البيت اللحميين، قيل في معنى الجملة الزائدة أنهم الذين يكثرون أكل لحوم الناس، لكن ظاهرها الإكثار من أكل اللحوم، وقرنه بالجملة الأخرى كالدليل على ذلك.
1 حسن: رقم "1903".
2 صحيح: رقم "1919" بلفظ "المعونة" بدلًا من "الرزق".
3 ضعيف: رقم "1688".
4 موضوع: رقم "1692".
وروى أبو نعيم عن مالك بن دينار أنه قال: قرأت في الحكمة: إن الله يبغض كل حبر سمين، وعبارة الإحياء للغزالي وفي التوراة مكتوب: إن الله ليبغض الحبر السمين، وفي الكشاف والبغوي وغيرهما في قوله تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] أن مالك بن الصيف من أحبار اليهود ورؤسائهم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد فيها: إن الله يبغض الحبر السمين وكان حبرًا سمينًا فغضب" وقال: ما أنزل الله على بشر من شيء، أخرجه الواحدي في أسباب النزول، وكذا الطبراني عن سعيد بن جبير مرسلًا، وعزاه القرطبي أيضا للحسن البصري.
وروى أبو نعيم في الطب النبوي من طريق بشر الأعور قال: قال عمر بن الخطاب: إياكم والبطنة في الطعام والشراب؛ فإنها مفسدة للجسد، مورثة للفشل، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما؛ فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وإن الله ليبغض الحبر السمين.
ونقل الغزالي عن ابن مسعود أنه قال: إن الله يبغض القاري السمين، بل عزاه أبو الليث السمرقندي في بستانه لأبي أمامة الباهلي مرفوعًا، وقال في المقاصد: ما علمته في المرفوع.
نعم، روى أحمد والحاكم والبيهقي في الشعب بسند جيد عن جعدة الجشمي أنه صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل سمين، فأومأ إلى بطنه وقال:"لو كان هذا في غير هذا لكان خيرًا لك"، ثم قال: وقد أفردت لهذا الحديث جزءًا فيه نفائس.
وذكر البيهقي في مناقب الشافعي رضي الله عنه أنه قال: ما أفلح سمين قط إلا أن يكون محمد بن الحسن، فقيل له: لم؟ فقال: لأنه لا يعدو العاقل إحدى حالتين: إما أن يهتم لآخرته ومعاده أو لدنياه ومعاشه والشحم مع الهم لا ينعقد، فإذا خلا من المعنيين صار في حد البهائم فينعقد الشحم، ثم قال الشافعي رضي الله عنه: كان ملك في الزمان الأول مثقلًا كثير اللحم لا ينتفع بنفسه، فجمع المتطببين وقال: احتالوا لي حيلة تخفف عني لحمي هذا قليلًا، فما قدروا له على صفة قال: فنعت له رجل عاقل أديب متطبب، فبعث إليه فأشخص، فقال: تعالجني ولك الغنى فقال: أصلح الله الملك، أنا رجل متطبب منجم، دعني أنظر الليلة في طالعك أي دواء يوافق طالعك فأسقيك، فغدا عليه فقال: أيها الملك الأمان، قال: لك الأمان، قال: قد رأيت طالعك يدل على أن عمرك شهر، فإن أحببت حتى أعالجك، وإن أردت بيان ذلك فاحبسني عندك، فإن كان لقولي حقيقة فخَلِّ عني وإلا فاقتص علي قال: فحبسه ثم رفع الملك الملاهي واحتجب
عن الناس وخلا وحده مغتمًّا ما يرفع رأسه، يعد أيامه كلما انسلخ يوم ازداد غمًّا، حتى هزل وخف لحمه ومضى لذلك ثمانية وعشرون يومًا فبعث إليه فأخرجه فقال: ما ترى؟ فقال: أعز الله الملك، أنا أهون على الله من أن أعلم الغيب، والله ما أعرف عمري فكيف أعرف عمرك؟! إنه لم يكن عندي دواء إلا الهم، فلم أقدر أجلب إليك الهم إلا بهذه الفعلة، فأذابت شحم الكلى؛ فاستحسن منه ما فعل، فأجازه وأحسن جائزته.
762-
إن الله لما خلق آدم وأدخل الروح في جسده، أمرني أن آخذ تفاحة فاعصرها في حلقه، فعصرتها، فخلقك الله يا محمد من القطرة الأولى، ومن الثانية أبا بكر -الحديث.
قال ابن حجر الهيثمي نقلًا عن السيوطي: كذب، موضوع.
763-
إن الله يكره الرجل البطال.
قال الزركشي: لم أجده انتهى، ومثله في اللآلئ وزاد، لكن روى ابن عدي عن سالم عن أبيه مرفوعًا: إن الله يحب المؤمن المحترف، وفي سنده أبو الربيع متروك، انتهى ملخصًا.
وأقول: ورواه أيضا الطبراني والبيهقي، والحكيم الترمذي عن ابن عمر بلفظ: إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف، والمشهور على الألسنة إبدال "الرجل" بـ "العبد".
وفي معناه ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه عن ابن مسعود من قوله: إني لأكره الرجل فارغًا، لا في عمل الدنيا ولا الآخرة.
ورواه أحمد وابن المبارك والبيهقي وابن أبي شيبة عن ابن مسعود أنه قال: إني لأمقت الرجل أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل دنيا ولا آخرة.
وذكره الزمخشري في تفسيره سورة الانشراح عن عمر بلفظ: إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللًا، لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة.
وفي الشعب للبيهقي عن عروة بن الزبير أنه قال: يقال: ما شر شيء في العالم؟ قال: البطالة.
وأخرج الطبراني في معجميه الكبير والأوسط وابن عدي في كامله عن ابن عمر مرفوعًا بسند فيه ضعيف ومتروك أنه قال: إن الله يحب المؤمن المحترف.
وروى ابن ماجه والطبراني عن عمران بن حصين مرفوعًا: إن الله يحب عبده المؤمن، الفقير المتعفف، أبا العيال.
وروى الديلمي عن علي رفعه: إن الله يحب أن يرى عبده تعبًا في طلب الحلال، قال في المقاصد: ومفرداتها ضعاف ولكن بانضمامها تتقوى، أي فيصير الحديث حسنًا، وقال ابن وهب: لا يكون البطال من الحكماء.
764-
إن الله يكره الرجل الرفيع الصوت -أي عاليه- ويحب الرجل الخفيض الصوت1.
رواه البيهقي عن أبي أمامة بلفظ: إن الله يكره من الرجال الرفيع الصوت، ويحب الخفيض من الصوت.
ورواه الديلمي عن أبي هريرة بلفظ: إن الله يحب الرجل الرقيق الصوت
…
الحديث.
765-
إن الله يكره العبد المتميز على أخيه.
قال في المقاصد: لا أعرفه، وسيأتي لا خير في صحبة من لا يرى لك من الود مثلما ترى له، ثم قال: رأيت في جزء تمثال النعل الشريف لأبي اليمن بن عساكر، روى أنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يمتهن نفسه في شيء، قالوا:"نحن نكفيك يا رسول الله، قال: قد علمت أنكم تكفونني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزًا على أصحابه"، والمشهور على الألسنة إبدال "أخيه" بـ "إخوانه".
766-
إن الله يكره الرجل المطلاق، الذواق.
قال في المقاصد: لا أعرفه كذلك، ولكن قد مضى حديث: أبغض الحلال إلى الله الطلاق، ويأتي حديث: لا أحب الذواقين والذواقات.
ورواه الطبراني عن عبادة بن الصامت بلفظ: إن الله لا يحب الذواقين ولا الذواقات.
767-
إن الله يحب الرجل المشعراني، ويكره المرأة المشعرانية.
فلم أره بهذا اللفظ، لكنه بمعنى ما نقله السيوطي عن مجمع الغرائب للشيخ عبد القادر الفارسي حيث قال في الحديث: إن الله يحب الرجل الأزب وسكت عليه، ويبغض المرأة الزباء، انتهى.
1 ضعيف جدًّا: رقم "1758" لفظ رواية البيهقي.
768-
"إن لله أهلين من الناس"، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال:"هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته"1.
رواه النسائي وابن ماجه وأحمد والدارمي عن أنس مرفوعًا وصححه الحاكم، وقال: إنه روي من ثلاثة أوجه عن أنس، وهذا أمثلها.
769-
إن لله عبادًا خصهم بالنعم لمنافع الناس -الحديث2.
رواه الطبراني وأبو نعيم عن ابن عمر بزيادة: فإذا منعوها حولها عنهم، كذا في تخريج أحاديث مسند الفردوس للحافظ ابن حجر.
770-
إن لله عبادًا يفزع الناس إليهم في حوائجهم، هم الآمنون يوم القيامة3.
رواه أبو الشيخ عن ابن عباس، كذا في التخريج المذكور.
771-
إن لله عز وجل ملكًا موكلًا بجمع الأشكال بعضها إلى بعض.
رواه الدينوري في المجالسة عن الشعبي قال: يقال: إن لله فذكره، وعند الديلمي عن أنس: إن لله ملكًا موكلًا بتأليف الأشكال، والمشهور على الألسنة: إن لله ملائكة، تسوق الجنس إلى الجنس.
772-
إن لله ملائكة تنقل الأموات.
قال في المقاصد: لم أقف عليه، ولكن نقل إلينا عن العز يوسف الزرندي -أبي السادة الزرنديين المدنيين وهو ممن لم يمت بالمدينة- أنه رُئي في النوم وهو يقول للرائي: سلم على أولادي، وقل لهم: إني قد حملت إليكم ودفنت بالبقيع عند قبر العباس، فإذا أرادوا زيارتي فليقفوا هناك، ويسلموا ويدعوا.
ونحوه ما حكاه البدر بن فرحون أن محمد بن إبراهيم المؤذن حكى له أنه حمل ميتًا في أيام الحج ولم يجد من يساعده عليه غير شخص واحد، قال: فحملناه ووضعناه في اللحد، ثم ذهب الرجل وجئت باللبن لأجل اللحد، فلم أجد الميت في اللحد، فذهبت وتركت القبر على حاله.
1 صحيح: رقم "2165".
2 لا يصح، انظر تذكرة الموضوعات "64".
3 بنحوه عن ابن عمر ضعيف: رقم "1947".
وحكى ابن فرحون أيضا أن شخصًا كان يقال له: ابن هيلان، من المبالغين في التشيع بحيث يفضي إلى ما يستقبح في حق الصحابة مع الإسراف على نفسه، بينما هو يهدم حائطًا إذ سقط عليه فهلك، فدفن بالبقيع فلم يوجد ثاني يوم في القبر الذي دفن فيه، ولا التراب الذي ردم به القبر بحيث يستدل بذلك لنبشه، وإنما وجدوا اللبن على حاله حسبما شاهده الجم الغفير، حتى كان ممن وقف عليه القاضي جمال الدين المطري، وصار الناس يجيئون لرؤيته أرسالًا أرسالًا إلى أن اشتهر أمره، وعد ذلك من الآيات التي يعتبر بها من شرح الله صدره.
وقال الشعراني أيضا في كتابه البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير: قد ثبت وقوعه لطائفة منهم سيدي أبو الفضل الغريق، من أولاد السادات بني الوفاء، غرق في بحر النيل فوجدوه عند جده بالقرافة مدفونًا.
وأما نقل الحديث فكثير، يتكلم الرجل بمصر فينتقل إلى مكة في ليلة، فيجده الناس هناك، انتهى.
773-
"إن لله ملكًا ما بين شعري عينيه مسيرة خمسمائة عام"1.
قال القاري: لم يوجد له أصل.
774-
إنكم في زمان ألهمتم فيه العمل، وسيأتي قوم يلهمون الجدل.
كذا في الإحياء قال العراقي: لم أجده.
775-
إن من تمام إيمان العبد أن ينشئ في كل حديث2.
قال القاري: منكر، لكن معناه مأخوذ من قوله تعالى:{وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23] .
776-
إن نسبة الفائدة إلى مفيدها من الصدق في العلم وشكره، وإن السكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره.
هو من كلام سفيان الثوري كما ذكر ابن جماعة في منسكه الكبير.
1 في الصحيح برقم "854": "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة".
2 وقد أتى بلفظ: يستثنى بدلًا من: ينشيء.
777-
إن المسجد لينزوي1 من النخامة.
قال القاري: لم يوجد.
778-
إن لله مدينة تحت العرش، من مسك أذفر، على بابها ملك ينادي كل يوم: ألا من زار عالمًا فقد زار الرب، ومن زار الرب فله الجنة.
كذب موضوع كما نقله ابن حجر المكي عن السيوطي، ولينظر ما نقله الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث مسند الفردوس عن أنس بلفظ: إن لله مدينة تحت العرش، من مسك أذفر، على بابها ملك ينادي كل يوم: ألا من زار العلماء فقد زار الأنبياء
…
الحديث، انتهى.
779-
"إن لله ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر"2.
رواه المحاملي في أماليه الأصبهانية، ومن طريقه الديلمي عن أنس قال: مرت جنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وجبت"، ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال:"وجبت"، فسئل عن ذلك فذكره، وأخرجه الحاكم أيضا، وقال: إنه على شرط مسلم.
780-
"إن من البيان سحرًا"3.
رواه أحمد وأبو داود عن ابن عباس، وهو عند مالك وأحمد والبخاري وأبي داود والترمذي عن ابن عمر بلفظ:"إن من البيان لسحرًا".
وفي رواية البخاري قال: جاء رجلان من الشرق فخطبا، فقال صلى الله عليه وسلم:"إن من البيان لسحرًا".
781-
إن المسافر وماله على قَلَتٍ.
هو بفتح القاف واللام وبالمثناة الفوقية: الهلاك.
1 بقيته "كما تنزوي الجلدة من النار" أي: ينضم وينقبض، وقيل: أراد أهل المسجد وهم الملائكة، النهاية.
2 صحيح: رقم "2175".
3 صحيح: رقم "2616".
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: ليس هذا خبرًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض السلف، فقيل له عن علي رضي الله عنه، فقال: ذكر ابن السكيت والجوهري أنه عن بعض الأعراب، انتهى.
وروى الديلمي بلا إسناد عن أبي هريرة مرفوعًا: لو علم الناس رحمة الله بالمسافر، لأصبح الناس على سفر، إن المسافر ورحله على قلت إلا ما وقى الله.
ورواه ابن الأثير في النهاية وهو ضعيف، وللديلمي أيضًا بسند ضعيف إلى أبي هريرة يرفعه: لو علم الناس ما للمسافر لأصبحوا وهم على ظهور سفر، إن الله بالمسافر لرحيم.
782-
"إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المئونة، وإن الصبر يأتي من الله للعبد على قدر المصيبة"1.
رواه البيهقي في الشعب، والعسكري في الأمثال، والبزار وابن شاهين عن أبى هريرة رضي الله عنه.
ورواه البيهقي أيضا بلفظ: أنزل الله عز وجل المعونة على قدر المئونة، وأنزل الصبر عند البلاء.
ورواه ابن الشخير بلفظ: أنزل المعونة مع شدة المئونة، وأنزل الصبر عند البلاء.
ورواه عمر بن طلحة من حديث ابن الحواري، حدثنا عبد العزيز بن عمر أنه قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: "يا داود، اصبر على المئونة تأتك المعونة، وإذا رأيت لي طالبًا فكن له خادمًا".
783-
إن من الذنوب ذنوبًا لا تكفرها الصلاة ولا الصوم ولا الحج، ويكفرها الهم في طلب المعيشة2.
رواه الطبراني وأبو نعيم عن أبي هريرة مرفوعًا، ورواه الخطيب في تلخيص المتشابه، وفي لفظ: عرق الجبين بدل الهم.
وللديلمي عن أبي هريرة رفعه: إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أصحاب الهموم.
784-
إن من الذنوب ذنوبًا لا يكفرها إلا الوقوف بعرفة.
كذا في الإحياء، قال مخرجه العراقي: لم أجد له أصلًا.
1 صحيح: رقم "1952".
2 موضوع: رقم "1992".
785-
"إن من الشعر حكمةً".
رواه البخاري عن أبي بن كعب والترمذي عن ابن عباس رفعه بلفظ: إن من الشعر حكمًا، وأوله عند أبي داود بلفظ: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يتكلم بكلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمةً".
وعند الطبراني عن ابن عباس زيادة وهي: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الأشعار:
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
قال: نعم.
وعنده أيضا عن ابن عباس رفعه: إن من الشعر حكمًا، وإن من البيان سحرًا، ولأبي داود عن بريدة مرفوعا: إن من البيان سحرًا، وإن من الشعر حكمًا، وإن من القول عيلًا.
قال العسكري: والمعنى أن من الشعر ما يحث على الحسن ويمنع من القبيح؛ لأن أصل الحكمة في اللغة المنع، ومنه حكمة الدابة؛ لأنها تمنعها أن تنصرف كيف شاءت، ثم قال: وفي بعض كتب المتقدمين احكموا سفهاءكم، أي: امنعوهم من القبيح.
786-
إن من السرف أن تأكل كلما اشتهيت1.
رواه ابن ماجه عن أنس.
787-
"إن من الناس ناسًا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس ناسًا مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه"2.
قال في المقاصد: رواه ابن ماجه والطيالسي عن أنس رفعه.
ورواه ابن ماجه أيضا بلفظ: إن لهذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحًا للشر مغلاقًا للخير، ولكن في سنده عبد الرحمن بن زيد ضعيف.
1 موضوع: رقم "1993".
2 حسن، انظر الصحيحة "1332".
788-
إن الميت يرى النار في بيته سبعة أيام.
قال البيهقي في مناقب أحمد: إنه سئل عنه، فقال: باطل لا أصل له، وهو بدعة وينظر في معناه، انتهى.
وأقول: لعل المراد ببيته قبره.
وقال المنوفي: متنه مظلم، وواضعه مجرم -قبح الله من وضعه، ولا برد مضجعه-.
وأخرج أبو داود عن عائشة قالت: لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور.
789-
إن الميت يؤذيه في قبره ما كان يؤذيه في بيته.
رواه الديلمي بلا سند عن عائشة مرفوعا، ويشهد له ما أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما عنها، رفعته: كسر عظم الميت ككسر عظمه حيًّا.
وقال النجم: عند الطبراني والحاكم وابن منده عن عُمارة بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا على قبر، فقال:"يا صاحب القبر، انزل عن القبر، لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك"، ورواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود، قال: أذى المؤمن في موته كأذاه في حياته.
ورواه ابن منده عن القاسم بن مخيمرة قال: لأن أطأ على سنان محمى حتى ينفذ من قدمي أحب إلي من أن أطأ على قبر، وإن رجلًا وطئ على قبر، وإن قلبه ليقظان إذ سمع صوتًا: إليك عني يا رجل ولا تؤذني، انتهى.
790-
إن نوحًا عليه الصلاة والسلام اغتسل، فرأى ابنه ينظر إليه، فقال: تنظر إلي وأنا أغتسل -خار الله لونك-، فاسوَدَّ فهو أبو السودان.
رواه الحاكم عن ابن مسعود موقوفا وصحح إسناده.
وقال في الدرر المنتثرة: رواه الحاكم عن ابن مسعود وصححه، انتهى.
ولابن أبي حاتم والحاكم أيضا؛ لكن بسند ضعيف عن أبي هريرة رفعه: ولد لنوح سام وحام ويافث، فولد لسام العرب وفارس والروم، وولد لحام القبط والبربر والسودان، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة.
وزاد النجم وعند أحمد والترمذي والحاكم عن سمرة: سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم.
791-
إن من العصمة أن لا تجد.
رواه ابن الإمام أحمد في زوائد الزهد عن عون بن عبد الله أنه كان يقول: إن من العصمة أن تطلب الشيء، فلا تجده.
وهو في كلام الإمام الشافعي عن الصوفية، والمشهور على الألسنة: من العصمة بإسقاط "إن".
792-
إن من القرف التلف.
قال النجم: رواه أبو داود عن قرة بن معين، قال: قلت: يا رسول الله، أرض عندنا يقال لها: أرض أبين، هي أرض رفقتنا وميرتنا، وإنها وبيئة، أو قال: وباؤها شديد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها، فإن من القرف التلف انتهى.
وقال ابن كمال باشا في أربعينه نقلًا عن صاحب الغريبين: وفي الحديث أنه عليه السلام سئل عن أرض وبيئة، فقال: دعها، فإن من القرف التلف، قال: القرف مداناة المرض، وكل شيء قاربته فقد قارفته.
وفي الصحاح للجوهري وفي الحديث، أن قومًا شكوا إليه وباء أرضهم فقال: تحولوا فإن من القرف التلف، انتهى.
793-
"إن المؤمن لا ينجس".
رواه أصحاب الكتب الستة عن أبي هريرة، لكن لفظ البخاري في كتاب الغسل بزيادة: سبحان الله في أوله، مع بيان سبب الحديث.
ورواه أيضا أحمد ومسلم وغيره عن حذيفة والنسائي عن ابن مسعود والطبراني عن أبي موسى.
794-
"إن المنبت لا ظهرًا أبقى، ولا أرضًا قطع"1.
رواه البزار عن جابر بلفظ: إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق؛ فإن المنبت لا ظهرًا
…
الحديث.
1 لفظ رواية جابر: ضعيف: رقم "2020".
795-
"إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه".
رواه الشيخان عن ابن عمر بلفظ: إن حفصة بكت على عمر فقال: مهلًا يا بنيتي ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وفي رواية: لما طعن عمر أُغمي عليه فصيح عليه فلما أفاق، قال: أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت ليعذب ببكاء الحي"، ولهما عن أنس أن عمر بن الخطاب لما طعن عولت عليه حفصة فقال: يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المعول عليه يعذب".
وزاد ابن حبان قالت: بلى، قال: وعول عليه صهيب فقال عمر: يا صهيب، أما علمت أن المعول عليه يعذب.
ولهما عن عمر: الميت يعذب في قبره ما نِيحَ عليه.
وعنه: من يبك عليه يعذب، قال موسى بن طلحة: كانت عائشة تقول: إنما كان أولئك اليهود.
ورواه الشيخان وأحمد والترمذي عن المغيرة بلفظ: من نيح عليه يعذب بما نيح عليه.
ولفظ مسلم: فإنه يعذب بما نيح عليه.
وتأولوا ذلك بوجوه منها: أن ذلك محمول على ما إذا أوصى به الميت من البكاء والنياحة وعليه الأكثرون، ومنها: أن المراد بالبكاء النياحة أيضًا؛ لكن المراد بالعذاب ما ينال من الأذى بمعصية أهله، وهذا القول اختيار ابن جرير الطبري في تهذيبه.
قال الحافظ ابن حجر: واختار هذا جماعة من الأئمة من آخرهم ابن تيمية، ومنها: أنه ورد في قوم كفار من اليهود، وعند الشيخين عن ابن أبي مليكة قال: تُوفيت بنت لعثمان بن عفان فجئنا نشهدها، وحضرها ابن عمر وابن عباس فقال ابن عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه؟ فقال ابن عباس: قد كان عمر يقول بعض ذلك فذكر ذلك لعائشة، فقالت: رحم الله عمر، والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن الله يعذب ببكاء أحد، ولكن قال: إن الله يزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه"، قال:
وقالت عائشة: حسبك القرآن: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] قال ابن أبي مليكة: فوالله ما قال ابن عمر شيئًا، قال: حدثني القاسم بن محمد، قال: لما بلغ عائشة قول عمر وابنه، قالت: إنكم لتحدثون عن غير كاذبين ولا مكذبين، ولكن السمع يخطئ.
وللشيخين أيضا عن عمرة أنها سمعت عائشة وذكر لها أن ابن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي، قالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها، فقال:"إنهم يبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها".
796-
إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
رواه مسلم عن ابن سيرين من قوله، قال النجم: رواه أبو نعيم بلفظ: عمن يأخذونه.
797-
إن الود يورث، والعداوة تورث1.
رواه الطبراني عن عفير كذا في الجامع الصغير، وفي الكبير أيضًا.
798-
إن الورد خلق من عرق النبي صلى الله عليه وسلم أو من عرق البراق.
قال النووي: لا يصح.
وقال الحافظ ابن حجر: موضوع، وسبقه ابن عساكر.
وهو في مسند الفردوس للديلمي عن أنس رفعه بلفظ: الورد الأبيض خلق من عرقي ليلة المعراج، والورد الأحمر خلق من عرق جبريل، والورد الأصفر خلق من عرق البراق. وسنده فيه مكي الزنجاني، اتهمه الدارقطني بالوضع ورواه أبو الفرج النهرواني في كتابه الجليس الصالح عن أنس رفعه بلفظ: لما عرج بي إلى السماء بكت الأرض من بعدي تحن، فنبت اللصف من بكائها، فلما رجعتُ قطر من عرقي على الأرض فنبت وردٌ أحمر، ألا من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر، ثم قال أبو الفرج المذكور: اللصف: الكبر، انتهى.
1 ضعيف: رقم "1807".
وأقول: اللصف بفتح اللام والصاد المهملة وبالفاء مبتدأ، خبره الكبر بفتح الكاف الموحدة وبالراء، قال في الصحاح في باب الراء: الكبر: اللصف، وقال في باب الفاء: اللصف بالتحريك: شيء ينبت في أصول الكبر كأنه خيارة، وهو أيضا جنس من التمر، انتهى فليتأمل.
وقال أبو الفرج أيضا: وروينا معناه من طرق؛ لكن حضرنا هذا فذكرناه.
ورواه أبو الحسين بن فارس اللغوي في الراح والريحان له عن مكي، وهو متهم بالوضع كما تقدم.
ورواه ابن فارس أيضا عن عائشة مرفوعا: من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر، وقال الحافظ السيوطي في حسن المحاضرة.
وروى فيه أحاديث كلها موضوعة، منها حديث علي مرفوعا" لما أسري بي إلى السماء سقط إلى الأرض من عرقي، فنبت منه الورد، فمن أحب أن يشم رائحتي فليشم الورد، رواه ابن عدي في كامله.
ومنها حديث أنس مرفوعا وذكر الحديث المعزى لمسند الفردوس، ثم قال: والحديثان أوردهما ابن الجوزي في الموضوعات، ونص على وضع حديث أنس أيضا الحافظ الكبير القاسم ابن عساكر، وقال النجم: والحديث بجميع طرقه لا يصح، انتهى.
ومن ذلك: خلق الله الورد من بهائه، وجعل رائحته رائحة أنبيائه، فمن أراد أن ينظر إلى بهاء الله تعالى ويشم رائحة أنبيائه، فلينظر إلى الورد، فاعرفه.
799-
إن حدثت أن جبلًا زال عن مكانه فصدق، وإن حدثت أن رجلًا زال عن خليقته فلا تصدق1.
رواه ابن وهب في القدر عن الزهري مرسلًا رفعه.
وأخرجه أحمد من حديث الزهري عن أبي الدرداء قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نتذاكر ما يكون؛ إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا؛ فإنه يصير إلى ما جبل عليه.
1 ضعيف الجامع: رقم "655".
قال في المقاصد: وهو منقطع، إذ الزهري لم يدرك أبا الدرداء لكن له شواهد، منها: ما في الأمثال للعسكري عن أبي هريرة مرفوعا: إن تغير الخُلُق كتغير الخَلْق، إنك لا تستطيع أن تغير خلقه حتى تغير خلقه.
ومنها ما في المعجم الكبير للطبراني من حديث عبد الله بن ربيعة قال: كنا عند ابن مسعود، فذكر القوم رجلًا فذكروا من خُلُقه، فقال ابن مسعود: أرأيتم لو قطعتم رأسه أكنتم تستطيعون أن تعيدوه؟ قالوا: لا، قال: فيده، قالوا: لا، قال: فرجله، قالوا: لا، قال: فإنكم لا تستطيعون أن تغيروا خلقه حتى تغيروا خلقه.
ومنها ما في أنس العاقل لأبي النرسي عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أنه قال له ابنه أبو إسحاق: إن بلغك أن رجلا مات فصدق، وإن بلغك أن فقيرا أفاد مالًا فصدق، وإن بلغك أن أحمق أفاد عقلًا فلا تصدق.
ومنها ما في الأفراد للدارقطني عن أبي هريرة رفعه: إن الله عز وجل مَنَّ على قوم فألهمهم فأدخلهم في رحمته، وابتلى قوما وذكر كلمة فلم يستطيعوا أن يرحلوا عما ابتلاهم فعذبهم، وذلك عدله فيهم.
ومنها حديث ابن مسعود: فرغ من أربع: من الخَلْق والخُلُق كما سيأتي في جف القلم، وحديث: إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وما أحسن قول بعضهم:
ومن تحلى بغير طبع
…
يرد قسرًا إلى الطبيعة
كخاضب الشيب في ثلاث
…
تهتك أستاره الطليعة
800-
إن كان الكلام من فضة، فالصمت من ذهب1.
رواه ابن أبي الدنيا في الصمت عن الأوزاعي، قال: قاله سليمان بن داود -عليهما الصلاة والسلام-، وسئل ابن المبارك عن قول لقمان لابنه: إن كان الكلام من فضة، فإن الصمت من ذهب، فقال ابن المبارك: لو كان الكلام بطاعة الله من فضة، فإن الصمت عن معصية الله من ذهب، وذكر ابن المبارك أبياتًا آخرها:
إن كان من فضة كلامك يا نفـ
…
ـسي فإن السكوت من ذهب
1 انظر الأسرار المرفوعة "135".
وفي كلام ابن المبارك إشارة إلى تأويله، وأوله بعضهم بأنه محمول على ما ليس فيه فائدة شرعية، وإلا فقد يكون النطق واجبًا وقد يكون مندوبًا.
801-
إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن1.
قال العراقي: لم أجد له أصلًا.
802-
إن من أقل ما أوتيتم: اليقين وعزيمة الصبر، ومن أُعطي حظه منهما لم يبالِ ما فاته من قيام الليل وصيام النهار2.
ذكره في الإحياء، قال العراقي: لم أقف له على أصل، وروى ابن عبد البر من حديث معاذ: ما أنزل الله شيئًا أقل من اليقين.
803-
"انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".
رواه مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة.
804-
"انهشوا اللحم؛ فإنه أهنأ وأمرأ وأبرأ"3.
رواه أحمد في مسنده والترمذي والطبراني عن صفوان بن أمية مرفوعا، ولفظ أحمد من طريق سفيان بن عيينة عن عبد الكريم:"فإنه أهنأ وأمرأ" أو "أشبع وأمرأ" قال سفيان: الشك مني أو منه، انتهى.
وذكره في المسند بسند آخر عن صفوان المذكور قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آخذ اللحم عن العظم بيدي، فقال: يا صفوان، قلت: لبيك، قال: قرب اللحم من فيك؛ فإنه أهنأ وأمرأ.
805-
أنين المذنبين أحب من زجل المسبحين.
فلينظر.
1 انظر تذكرة الموضوعات "101".
2 انظر الأسرار المرفوعة "130".
3 بنحوه ضعيف: رقم "2100".